تفسير القرآن الكريم

عذاب يوم أليم) مؤلم .

(فقال الملأ) الأشراف (الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا) لا تفضلنا بشيء يوجب طاعتك علينا (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا) أخساؤنا الذين لا مال لهم ولا جاه (بادي الرأي) ظاهره بلا تعمق من البدو أو ابتدائه من البدء أي وقت حدوث ظاهر رأيهم أو أوله (وما نرى لكم علينا من فضل) تستحقون به أنت وأتباعك أن نتبعكم (بل نظنكم كاذبين) في دعوى الرسالة .
(قال يا قوم أرأيتم) أخبروني (إن كنت على بينة) حجة تصدق دعواي (من ربي وءاتاني) منه (رحمة) نبوة (من عنده فعميت) خفيت (عليكم) لقلة تدبركم فيها (أنلزمكموها) أنلجئكم على قبولها (وأنتم لها كارهون) لا تريدونها .
(ويا قوم لا أسألكم عليه) على التبليغ (مالا) أجرا (إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين ءامنوا) كما سألتموني (إنهم ملاقوا ربهم) فيكرمهم ويجازي طاردهم (ولكني أراكم قوما تجهلون) الحق وأهله أي في سؤال طردهم .
(ويا قوم من ينصرني من الله) يمنعني من عذابه (إن طردتهم أفلا تذكرون) تتعظون .
(ولا أقول لكم عندي خزائن الله) مقدوراته أو خزائن رحمته (ولا) أقول إني (أعلم الغيب) حتى تستعظموا ذلك (ولا أقول إني ملك) بل أنا بشر مثلكم (ولا أقول للذين تزدري) تحتقر (أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا) فإنه يؤتيهم في الآخرة ثوابه وكفى به خيرا (الله أعلم بما في أنفسهم) من الإخلاص وغيره (إني إذا لمن الظالمين) إن قلت شيئا من ذلك .
(قالوا يا نوح قد جادلتنا) خاصمتنا (فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا) من العذاب (إن كنت من الصادقين) في الوعيد .
(قال إنما يأتيكم به الله إن شاء) فتعجيله وتأخيره إليه لا إلي (وما أنتم بمعجزين) بفائتين الله .
(ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) يخيبكم من ثوابه أو يهلككم (هو ربكم) مالككم (وإليه ترجعون) فيجازيكم بأعمالكم .
(أم) بل (يقولون) كفار مكة (افتراه) أي نبأ نوح (قل إن افتريته فعلي إجرامي) وباله (وأنا بريء مما تجرمون) ونسبة الافتراء إلي .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب