من
قبل) وقد ضمنتم حفظه وقد فعلتم ما فعلتم (فالله خير حافظا وهو أرحم
الراحمين) يرحمني بحفظه .
(ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم
قالوا يا أبانا ما نبغي) أي شيء نطلب من إحسان الملك زيادة على هذا (هذه
بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا) نحمل لهم الميرة أي الطعام (ونحفظ أخانا
ونزداد كيل) وقر (بعير) لأجله (ذلك كيل يسير) أي كيل البعير سهل على الملك
أو ما جئنا به قليل لا يكفينا فنحتاج إلى الرجوع للمضاعفة والزيادة
.
(قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله) عهدا (لتأتنني به إلا أن
يحاط بكم) إلا أن تهلكوا أو تغلبوا حتى لا تطيقوا ذلك (فلما ءاتوه موثقهم)
عهدهم (قال الله على ما نقول وكيل) شاهد حافظ فأجابهم إلى إرساله معهم
.
(وقال يا بني لا تدخلوا) مصر (من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة)
خاف عليهم العين (وما أغني) أدفع (عنكم من الله من شيء) قدر لكم (إن الحكم
إلا لله) لا راد لقضائه (عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون).
(ولما
دخلوا من حيث أمرهم أبوهم) أي من أبواب متفرقة (ما كان يغني عنهم) دخولهم
كذلك (من الله) من قضائه (من شيء) تصديق ليعقوب (إلا) لكن (حاجة في نفس
يعقوب قضاها) أي شفقة في نفس يعقوب أبداها (وإنه لذو علم) ففعله وقوله عن
علم (لما علمناه) من أجل تعليمنا إياه (ولكن أكثر الناس) هم المشركون (لا
يعلمون) ما ألهم الله أولياءه .
(ولما دخلوا على يوسف ءاوى) ضم (إليه
أخاه) بنيامين (قال إني أنا أخوك فلا تبتئس) تحزن (بما كانوا يعملون) بنا
.
(فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية) هي مشربة من ذهب أو فضة جعلت صاعا
للكيل (في رحل أخيه) ثم انطلقوا (ثم أذن مؤذن) نادى مناد (أيتها العير)
القافلة (إنكم لسارقون) روي ما سرقوا وما كذب يوسف وإنما عنى سرقتهم يوسف
من أبيه وقيل هو استفهام .
(قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون) أي شيء ضل لكم .
(قالوا نفقد صواع الملك) صاعه (ولمن جاء به حمل بعير) طعاما (وأنا
به زعيم) كفيل .