تفسير القرآن الكريم

(اذهبوا بقميصي هذا) وهو المتوارث الذي كان في تعويذه (فألقوه على وجه أبي يأت) بعد (بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين).
(ولما فصلت العير) خرجت من مصر (قال أبوهم) لمن عنده (إني لأجد ريح يوسف) وصلها الله إليه من مسيرة عشرة أو أكثر (لو لا أن تفندون) الفند ضعف الرأي وجواب لو لا محذوف أي لصدقتموني .
(قالوا) له (تالله إنك لفي ضلالك القديم) بعدك عن الصواب بإفراطك في حبه ورجاء لقائه .
(فلما أن) زائدة (جاء البشير) يهوذا (ألقاه) طرح البشير أو يعقوب القميص (على وجهه) وجه يعقوب (فارتد) عاد (بصيرا قال ألم أقل لكم إني أعلم من الله ما لا تعلمون) من حياة يوسف وكشف الشدة .
(قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) فيما فعلنا .
(قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) روي أخره إلى السحر ليلة الجمعة .
(فلما دخلوا على يوسف) قيل استقبله يوسف والملك وأهل مصر ودخلوا في مكان خارج مصر (ءاوى إليه أبويه) أباه وخالته تزوجها أبوه بعد أمه فسميت أما للوجهين (وقال ادخلوا مصر إن شاء الله ءامنين) من كل مكروه وتعلقت المشيئة بالدخول المكيف بالأمن .
(ورفع أبويه) معه (على العرش) على سرير الملك (وخروا له سجدا) كان سجودهم لله طاعة وشكرا أو ليوسف تحية وإعظاما وقرىء وخروا لله ساجدين (وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا) وكان بعد رؤياه وتأويلها ثمانون سنة أو أربعون (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن) ولم يذكر الجب لأنه نوع تثريب (وجاء بكم من البدو) البادية وكانوا سكنوها لمواشيهم (من بعد أن نزغ الشيطان) أفسد (بيني وبين إخوتي) بالحسد (إن ربي لطيف لما يشاء) في تدبيره (إنه هو العليم) بالمصالح (الحكيم) في التدبير .
(رب قد ءاتيتني من الملك) بعضه (وعلمتني من) أي بعض (تأويل الأحاديث) الرؤيا أو الكتب (فاطر السموات والأرض) أي خالقهما (أنت وليي) متولي أمري (في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين) في ثوابهم .
(ذلك) المقصوص (من أنباء الغيب) ما غاب عنك يا محمد (نوحيه إليك وما كنت لديهم) عند إخوة يوسف (إذ أجمعوا أمرهم) عزموا على أن يكيدوه (وهم يمكرون) به أي لم تحضرهم فتعلم نبأهم وإنما علمته من جهة الوحي.

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب