(وإن عاقبتم) أي أردتم عقوبة جان قصاصا (فعاقبوا بمثل ما عوقبتم
به) من دون زيادة (ولئن صبرتم) عن المؤاخذة (لهو) الصبر (خير للصابرين) من
العقوبة .
(واصبر) أيها النبي (وما صبرك إلا بالله) بتوفيقه (ولا تحزن
عليهم) على المشركين حرصا على إيمانهم أو على قتلى أحد (ولا تك في ضيق مما
يمكرون) في ضيق صدر من مكرهم .
(إن
الله مع الذين اتقوا) معاصيه (والذين هم محسنون).
(17)
سورة الإسراء مائة وإحدى عشر آيات (111) مكية
وقيل
إلا وإن كادوا ليفتنونك الثمان آيات.
بسم
الله الرحمن الرحيم
(سبحان الذي أسرى بعبده) محمد (ليلا) ظرف للإسراء وفائدته مع أن
الإسراء لا يكون إلا بالليل - تقليل مدة الإسراء وأنه أسري به في بعض الليل
مسيرة أربعين ليلة (من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) بيت المقدس لبعد
ما بينهما (الذي باركنا حوله) في الدين والدنيا يجعله مقر الأنبياء ومهبط
الوحي وحفه بالأشجار والأنهار وفيه التفات (لنريه من ءاياتنا) العجيبة في
السموات والأرض وما بينهما (إنه هو السميع البصير).
(وءاتينا موسى
الكتاب) التوراة (وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا) أن مفسرة أو زائدة
(من دوني وكيلا) تكلون إليه أمركم.
(ذرية من حملنا مع نوح) إذ الناس
كلهم منه (إنه كان عبدا شكورا) كثير الشكر .
(وقضينا) أوحينا (إلى بني
إسرائيل في الكتاب) التوراة (لتفسدن في الأرض مرتين) أولهما قتل شعيا
وثانيهما قتل زكريا ويحيى (ولتعلن علوا كبيرا) بالاستكبار عن طاعة الله
وظلم الناس .
(فإذا جاء وعد أوليهما) وعد عقاب أولى المرتين (بعثنا
عليكم عبادا لنا) بختنصر وجالوت أي خليناهم وإياكم (أولي بأس) بطش في الحرب
(شديد فجاسوا) ترددوا يطلبونكم (خلال الديار) وسطها فقتلوا كباركم وسبوا
صغاركم وأحرقوا التوراة وخربوا المسجد (وكان وعدا مفعولا) كائنا لا خلف فيه
.
(ثم رددنا لكم الكرة) الدولة (عليهم) على المبعوثين بتسخير بعض ملك
الفرس لكم فردكم إلى الشام واستولى على أتباع بختنصر أو بتسليط داود على
جالوت فقتله (وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) عددا .
(إن
أحسنتم أحسنتم لأنفسكم) لأن ثوابه لها