تفسير القرآن الكريم

بعضا) فإن إجابته فرض والرجوع بغير إذنه حرام فكيف يقاس دعاؤه إياكم على دعاء بعضكم بعضا أو لا تجعلوا نداءه كنداء بعضكم بعضا باسمه بل قولوا يا نبي الله يا رسول الله بتعظيم وتواضع وخفض صوت (قد يعلم الله الذين يتسللون منكم) يخرجون عن الجماعة بخفية (لواذا) أي ملاوذين يستتر بعضهم ببعض (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) يخالفون أمر الله أو رسوله بترك مقتضاه وأتى ب عن لتضمنه معنى الإعراض أو يصدون عن أمره (أن تصيبهم فتنة) محنة في الدنيا (أو يصيبهم عذاب أليم) في الآخرة .
(ألا إن لله ما في السموات والأرض) ملكا مختصا به (قد يعلم ما أنتم عليه) أيها المكلفون من الإخلاص والنفاق (ويوم يرجعون إليه) أي المنافقون (فينبئهم بما عملوا) من خير وشر والفاء لتلازم ما قبلها وما بعدها (والله بكل شيء عليم) ومنه أعمالهم.

سورة الفرقان

(25) سورة الفرقان سبع وسبعون آية (77) مكية
وقيل إلا والذين لا يدعون - إلى - رحيما.

بسم الله الرحمن الرحيم

(تبارك الذي نزل الفرقان) تكاثر خيره أو تزايد أو تعالى عن كل شيء (على عبده) محمد (ليكون) محمد عبده أو الفرقان (للعالمين) أي الثقلين (نذيرا) مخوفا من العذاب .
(الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولدا) كما زعم النصارى أو غيرهم (ولم يكن له شريك في الملك) كزعم بعض الوثنية والثنوية (وخلق كل شيء) أوجده على تقدير وتسوية (فقدره تقديرا) فهيأه لما يصلح له في الدين والدنيا أو فقدره للبقاء إلى أجل مسمى .
(واتخذوا من دونه ءالهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون) لأن عبدتهم ينحتونهم (ولا يملكون) لا يستطيعون (لأنفسهم ضرا) أي دفعه (ولا نفعا) أي جره (ولا يملكون موتا ولا حيوة) إماتة وإحياء (ولا نشورا) بعثا للأموات ومن هذا حاله كيف يتخذ إلها .
(وقال الذين كفروا إن هذا) أي القرآن (إلا إفك) كذب (افتراه) اختلقه (وأعانه عليه قوم ءاخرون) من أهل الكتاب وهو نظير إنما يعلمه بشر كما مر في النحل (فقد جاءوا) فعلوا (ظلما) تكذيبهم الرسول (وزورا) هو كذبهم عليه .
(وقالوا أساطير الأولين) أي ما سطره المتقدمون (اكتتبها) كتبها لنفسه أو استكتبها (فهي تملى) تقرأ (عليه بكرة وأصيلا) عليه طرفي نهاره ليحفظها أو ليكتبها .

(قل أنزله الذي يعلم السر) الغيب (في السموات

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب