أخاف
أن يكذبون).
(ويضيق صدري) بتكذيبهم لي (ولا ينطلق لساني) المعقدة أو لقصور
فصاحته.
(فأرسل إلى هرون) أخي أي اجعله نبيا يعضدني في أمري .
(ولهم
علي ذنب) هو قتل القبطي أي تبعة ذنب وهو القود (فأخاف أن يقتلون) به قبل
التبليغ .
(قال كلا) ردع له عن الخوف وعدة بالدفع (فاذهبا بآياتنا إنا
معكم) أريد به موسى وأخوه وفرعون (مستمعون) لما بينكما وبينه فننصر كما
عليه .
(فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين) أفرد الرسول لأنه هنا
مصدر وصف به كالرسالة أو لاتحادهما لوحدة مطلبهما وللأخوة أو أريد كل واحد
منا .
(أن) بأن أو أي (أرسل معنا بني إسرائيل) خلهم يذهبوا معنا إلى
الشام فأتياه فقالا له ذلك .
(قال) فرعون لموسى (ألم نربك فينا وليدا)
طفلا قريبا من الولادة (ولبثت فينا من عمرك سنين) اثني عشر أو أكثر وكان
يدعى ولده .
(وفعلت فعلتك التي فعلت) من قتل القبطي (وأنت من الكافرين)
بنعمتي .
(قال فعلتها إذا) أي حينئذ (وأنا من الضالين) الجاهلين أي
الفاعلين فعل ذوي الجهل أو الذاهلين عن مآل الأمر أو المخطئين أي لم أتعمد
قتله أو الناسين .
(ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما) علما
(وجعلني من المرسلين).
(وتلك) التربية (نعمة تمنها علي أن عبدت بني
إسرائيل) اتخذتهم عبيدا تذبح أبناءهم وتستحيي نساءهم .
(قال فرعون)
تعنتا حين بلغه الرسالة (وما رب العالمين) الذي ادعيت أنك رسوله .
(قال
رب السموات والأرض وما بينهما) أي خالق جميع ذلك (إن كنتم موقنين) بشيء قط
فهذا أولى ما توقنون به .
(قال لمن حوله) من أشراف قومه تعجبا لهم (ألا
تستمعون) جوابه لسؤالي عن حقيقته بذكر صفاته أو بنسبة الربوبية إلى غيري
.
(قال ربكم ورب ءابائكم الأولين) انتقال إلى ما هو أظهر للناظر وأقرب
إليه .
(قال) غيظا وتهكما (إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون) يجيب بما
لم يطابق السؤال .
(قال رب المشرق والمغرب وما بينهما) الذي يجري
النيرات من مشارقها إلى مغاربها على نظام مستقيم (إن كنتم تعقلون) علمتم
ذلك .
(قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين) ممن عرفت حالهم
في سجوني، كان يلقى الشخص في هوة عميقة فردا حتى يموت فهو أبلغ من لأسجننك
.
(قال أولو) واو الحال وليت الهمزة أي أتفعل ولو (جئتك بشيء مبين) بصدق
دعواي وهي المعجزة .
(قال
فأت به إن كنت من الصادقين) في دعواك .
(فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) بين الثعبانية .
(ونزع
يده) من إبطه (فإذا هي بيضاء) ذات شعاع كالشمس (للناظرين) خلاف لونها من
الأدمة .