تفسير القرآن الكريم

أخاف أن يكذبون).

(ويضيق صدري) بتكذيبهم لي (ولا ينطلق لساني) المعقدة أو لقصور فصاحته.

(فأرسل إلى هرون) أخي أي اجعله نبيا يعضدني في أمري .

(ولهم علي ذنب) هو قتل القبطي أي تبعة ذنب وهو القود (فأخاف أن يقتلون) به قبل التبليغ .
(قال كلا) ردع له عن الخوف وعدة بالدفع (فاذهبا بآياتنا إنا معكم) أريد به موسى وأخوه وفرعون (مستمعون) لما بينكما وبينه فننصر كما عليه .
(فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين) أفرد الرسول لأنه هنا مصدر وصف به كالرسالة أو لاتحادهما لوحدة مطلبهما وللأخوة أو أريد كل واحد منا .
(أن) بأن أو أي (أرسل معنا بني إسرائيل) خلهم يذهبوا معنا إلى الشام فأتياه فقالا له ذلك .
(قال) فرعون لموسى (ألم نربك فينا وليدا) طفلا قريبا من الولادة (ولبثت فينا من عمرك سنين) اثني عشر أو أكثر وكان يدعى ولده .
(وفعلت فعلتك التي فعلت) من قتل القبطي (وأنت من الكافرين) بنعمتي .
(قال فعلتها إذا) أي حينئذ (وأنا من الضالين) الجاهلين أي الفاعلين فعل ذوي الجهل أو الذاهلين عن مآل الأمر أو المخطئين أي لم أتعمد قتله أو الناسين .
(ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما) علما (وجعلني من المرسلين).
(وتلك) التربية (نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) اتخذتهم عبيدا تذبح أبناءهم وتستحيي نساءهم .
(قال فرعون) تعنتا حين بلغه الرسالة (وما رب العالمين) الذي ادعيت أنك رسوله .
(قال رب السموات والأرض وما بينهما) أي خالق جميع ذلك (إن كنتم موقنين) بشيء قط فهذا أولى ما توقنون به .
(قال لمن حوله) من أشراف قومه تعجبا لهم (ألا تستمعون) جوابه لسؤالي عن حقيقته بذكر صفاته أو بنسبة الربوبية إلى غيري .
(قال ربكم ورب ءابائكم الأولين) انتقال إلى ما هو أظهر للناظر وأقرب إليه .
(قال) غيظا وتهكما (إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون) يجيب بما لم يطابق السؤال .
(قال رب المشرق والمغرب وما بينهما) الذي يجري النيرات من مشارقها إلى مغاربها على نظام مستقيم (إن كنتم تعقلون) علمتم ذلك .
(قال لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين) ممن عرفت حالهم في سجوني، كان يلقى الشخص في هوة عميقة فردا حتى يموت فهو أبلغ من لأسجننك .
(قال أولو) واو الحال وليت الهمزة أي أتفعل ولو (جئتك بشيء مبين) بصدق دعواي وهي المعجزة .

(قال فأت به إن كنت من الصادقين) في دعواك .

(فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين) بين الثعبانية .

(ونزع يده) من إبطه (فإذا هي بيضاء) ذات شعاع كالشمس (للناظرين) خلاف لونها من الأدمة .

(قال للملأ حوله

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب