مكية
وقيل نزلت ثانيا بالمدينة وتسمى فاتحة الكتاب لأنها مفتتحة وأم الكتاب
لاشتمالها على جمل معانيه والحمد لله لذكره فيها والسبع المثاني لأنها سبع
آيات اتفاقا لكنهم بين عاد للبسملة دون (أنعمت عليهم) وعاكس، وتثنى في
الفريضة أو الإنزال.
(بسم
الله الرحمن الرحيم)
آية
من الفاتحة ومن كل سورة بإجماعنا ونصوصنا والباء للاستعانة أو المصاحبة
والاسم من السمو أو من السمة ولم يقل بالله لأن التبرك باسمه وليعم كل
أسمائه (والله) أصله إله حذفت الهمزة وعوضت عنها أداة التعريف وهو علم شخصي
للذات المقدس الجامع لكل كمال و(الرحمن الرحيم) صفتان مشبهتان من رحم
بالكسر ووصف تعالى بهما باعتبار غايتهما والرحمن أبلغ لاقتضاء زيادة
المباني زيادة المعاني أما باعتبار الكم لكثرة أفراد المرحومين وقلتها
وعليه حمل يا رحمان الدنيا لشمول المؤمن والكافر ورحيم الآخرة للاختصاص
بالمؤمن أو باعتبار الكيف وعليه حمل يا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما
لجسامة نعم الآخرة كلها بخلاف نعم الدنيا، وإنما قدم الرحمن ومقتضى الترقي
العكس لصيرورته بالاختصاص كالواسطة بين العلم والوصف فناسب توسيطه بينهما
أو لأن الملحوظة في مقام التعظيم جلائل النعم وغيرها كالتتمة فقدم وأردف
بالرحيم للتعميم تنبيها على أن جلائلها ودقائقها منه تعالى وخص البسملة
بهذه الأسماء إعلاما بأن الحقيق بأن يستعان به في مجامع الأمور وهو المعبود
الحقيقي البالغ في الرحمة غايتها المولى للنعم كلها.
(الحمد لله) على ما
أنعم علينا (رب العالمين) مالك الجماعات من كل مخلوق وخالقهم وسائق أرزاقهم
إليهم ومدبر أمورهم وحافظهم والعالم كالطبائع ما يعلم به الصانع من الجواهر
والأعراض وإنما جمع والتعريف الاستغراقي يفيد الشمول للدلالة على أن للعالم
أجناس مختلفة الحقائق كعالم الأرواح وعالم الأفلاك وعالم العناصر ونحوها
وربوبيته تعالى شاملة لها وجمع بالواو والنون لما فيه من معنى