تفسير القرآن الكريم

(و ليعلمن الله الذين ءامنوا) بإخلاص (وليعلمن المنافقين) فيجازي الحزبين .
(وقال الذين كفروا للذين ءامنوا اتبعوا سبيلنا) ديننا (ولنحمل خطاياكم) بذلك إن كانت (وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء) و(إنهم لكاذبون) في ضمانهم حملها .
(وليحملن أثقالهم) أوزارهم أنفسهم (وأثقالا) آخر (مع أثقالهم) وهي أوزار من أضلوه من غير أن ينقص من وزره شيء (وليسألن يوم القيامة) تقريعا (عما كانوا يفترون) من الكذب .
(ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) على رأس أربعين (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) يدعوهم إلى الله ولا يجيبونه (فأخذهم الطوفان وهم ظالمون) بكفرهم .
(فأنجيناه) أي نوحا (وأصحاب السفينة) من ركبوا معه فيها وهم ثمانون أو أقل وعاش بعد ذلك ستين (وجعلناها) أي السفينة أو القصة (ءاية للعالمين) يعتبرون بها .
(وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم) من شرككم (إن كنتم تعلمون) الخير والشر .
(إنما تعبدون من دون الله أوثانا) جمادات (وتخلقون إفكا) تكذبون كذبا (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا) لا يقدرون أن يرزقوكم شيئا من الرزق (فابتغوا عند الله الرزق) كله فإنه المالك له (واعبدوه) وحده تأدية له (واشكروا له) استزادة لفضله أو استعدوا للقائه بهما فإنكم (إليه ترجعون).
(وإن تكذبوا) تكذبوني (فقد كذب أمم من قبلكم) رسلهم فلم يضروهم بل ضروا أنفسهم فكذا أنتم (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) التبليغ البين .
(أولم يروا) بالياء والتاء (كيف يبديء الله) بضم أوله يبدأ (الخلق) من العدم (ثم يعيده) كما أبدأه (إن ذلك) المذكور من الإبداء والإعادة (على الله يسير) إذا أراده كان .
(قل سيروا في الأرض) حكاية قوله تعالى لإبراهيم أو محمد (فانظروا كيف بدأ الخلق) للمواليد الثلاثة وغيرها (ثم الله ينشىء النشأة الآخرة) بعد الأولى (إن الله على كل شيء قدير) فيقدر على النشأتين .
(يعذب من يشاء) تعذيبه (ويرحم من يشاء) رحمته (وإليه تقلبون) تردون .
(وما أنتم بمعجزين) الله عن إدراككم لو هربتم عن حكمه (في الأرض) الفسيحة (ولا في السماء) التي هي أفسح منها ولو تحصنتم في أعماق الأرض أو في القلاع الذاهبة في السماء

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب