تفسير القرآن الكريم

(أدنى) أقرب إلى (أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما ءاتيتهن) لاستوائهن في هذا الحكم (كلهن) تأكيد من فاعل يرضين (والله يعلم ما في قلوبكم) فلا تسروا ما يسخطه (وكان الله عليما) بخلقه (حليما) لا يعاجل بالعقوبة .
(لا يحل) بالياء والتاء (لك النساء) المحرمات في سورة النساء (من بعد) بعد النساء اللاتي أحللناهن لك بالآية السابقة (ولا أن تبدل بهن من أزواج) منع من فعل الجاهلية كان الرجلان منهم يتبادلان فينزل كل منهما عن زوجته للآخر (ولو أعجبك حسنهن) حسن المحرمات عليك (إلا) لكن (ما ملكت يمينك) فيحل وقيل لا يحل لك النساء بعد التسع وهن في حقه كالأربع في حقنا، وعن الصادق (عليه السلام) إنما عنى اللاتي حرمن عليه في آية النساء ولو كان الأمر كما يقولون لكان قد حل لكم ما لم يحل له (وكان الله على كل شيء رقيبا) حفيظا .
(يا أيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) إلا وقت الإذن أو إلا مأذونا لكم (إلى طعام) فادخلوا حينئذ (غير ناظرين إناه) منتظرين إدراكه مصدر أنى يأني أي لا تدخلوا قبل نضجه فيطول لبثكم (ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا) بالخروج (ولا مستأنسين لحديث) يحدث بعضكم بعضا عطف على ناظرين أو مقدر بلا تمكثوا (إن ذلكم كان يؤذي النبي) لتضيقكم عليه وعلى أهله المنزل (فيستحي منكم) أن يخرجكم (والله لا يستحي من الحق) أي لا يترك بيان الحق وهو إخراجكم (وإذا سألتموهن) أي نساء النبي (متاعا) مما يحتاج إليه (فاسألوهن) المتاع (من وراء حجاب) ستر (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) من خواطر الريبة (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) بشيء حيا وميتا (ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا) بعد وفاته أو فراقه ومن دخل بها أو غيرها (إن ذلكم) الإيذاء والنكاح (كان عند الله) ذنبا (عظيما).
(إن تبدوا شيئا) في نكاحهن (أو تخفوه) في قلوبكم (فإن الله كان بكل شيء عليما) فيجازيكم به وفيه تهديد بليغ .
(لا جناح عليهن في ءابائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن) أن لا يحتجبن به عنهم ولم يذكر العم والخال لأنهما كالوالدين أو الأخوين (ولا نسائهن) أي المؤمنات أو كل النساء (ولا ما ملكت أيمانهن) من الإماء أو ما يعمها والعبد كما مر في النور (واتقين الله) فيما كلفتنه (إن الله كان على كل شيء شهيدا) لا يغيب عنه شيء .
(إن الله وملائكته يصلون على النبي) يثنون عليه ويعظمونه (يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ومفادها وجوب الصلاة والسلام عليه في الجملة ويحتمل وجوبها في التشهد والتسليم عليه في حياته أو أريد به الانقياد لأمره .

(إن الذين يؤذون الله

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب