ربهم)
ترتعد خوفا من وعيده (ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) بالرحمة
والبناء أمره عليها أطلق الذكر (ذلك) الكتاب (هدى الله يهدي به من يشاء) من
المؤمنين لأنهم المنتفعون به (ومن يضلل الله) يخليه وسوء اختياره (فما له
من هاد) عن ضلالة.
(أفمن يتقي بوجهه) بأن تغل يده إلى عنقه فلا يتقي عن
نفسه إلا بوجهه (سوء العذاب) شدته (يوم القيامة) كمن أمن منه (وقيل
للظالمين) والقائلون خزنة النار (ذوقوا ما كنتم تكسبون) أي وباله أو نفسه
بناء على تجسم الأعمال.
(كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا
يشعرون) من جهة لم تخطر ببالهم.
(فأذاقهم الله الخزي) الذل كالمسخ
والقتل ونحوهما (في الحيوة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر) أعظم وأدوم (لو
كانوا يعلمون) ذلك بالنظر لاتعظوا به.
(ولقد ضربنا للناس في هذا القرءان
من كل مثل) يحاجون إليه في أمر دينهم (لعلهم يتذكرون) يتعظون.
(قرءانا
عربيا غير ذي عوج) اختلاف وانحراف عن الحق (لعلهم يتقون) الكفر.
(ضرب
الله مثلا) للمشرك والموحد (رجلا) مملوكا بدل من مثلا (فيه شركاء متشاكسون)
متنازعون في استخدامه سيئو الأخلاق (ورجلا سلما) خالصا (لرجل) واحد لا شركة
لغيره فيه وهو مثل الموحد (هل يستويان مثلا) أي لا يستويان إذ رضا واحد
ممكن ورضا جماعة مختلفين ممتنع (الحمد لله) على إلزامهم الحجة (بل أكثرهم
لا يعلمون) لزومها لهم.
(إنك
ميت وإنهم ميتون) فلا شماتة بما يعم الكل.
(ثم
إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) تحتج عليهم بأنك قد بلغت وأنهم كذبوا
ويعتذرون بما لا يجدي أو أريد تخاصم الناس فيما بينهم من المظالم.
(فمن)
أي لا أحد (أظلم ممن كذب على الله) بنسبة الشريك والولد إليه (وكذب بالصدق)
القرآن (إذ جاءه) بلا ترو فيه (أليس في جهنم مثوى) مقام
(للكافرين).
(والذي جاء بالصدق) بالقرآن وهو محمد (صلى الله عليه وآله
وسلّم) (وصدق به) أي هو ومن تبعه لقوله (أولئك هم المتقون) أو أريد به
الجنس ليشمل الرجل وأتباعهم.
(لهم ما يشاءون عند ربهم) في الجنة (ذلك
جزاء المحسنين) على إحسانهم.
(ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا) أي سيئه
(ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون) يعادل حسناتهم بأحسنها فيضاعف
أجرها.
(أليس الله بكاف عبده) أي الرسول أو الجنس (ويخوفونك) أي الكفرة
(بالذين من دونه) بالأصنام إذ قالوا نخاف أن تخبلك آلهتنا لسبك إياها (ومن
يضلل الله) يخليه وضلاله (فما له من هاد) عن ضلاله.