(و
يوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون).
(وترى
كل أمة جاثية) باركة على الركب أو مجتمعة (كل أمة تدعى إلى كتابها) كتاب
أعمالها ويقال لهم (اليوم تجزون ما كنتم تعملون).
(هذا
كتابنا) الذي كتبته الحفظة بأمرنا (ينطق) يشهد (عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ
ما كنتم تعملون).
(فأما الذين ءامنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في
رحمته) جنته (ذلك هو الفوز المبين) الفلاح البين.
(وأما الذين كفروا)
فيقال لهم (أفلم تكن ءاياتي تتلى عليكم فاستكبرتم) عن قبولها (وكنتم قوما
مجرمين) بتكذيبها.
(وإذا قيل إن وعد الله) بالبعث (حق) كائن لا محالة
(والساعة) القيامة (لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة) إنكارا لها (إن
نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين) إتيانها.
(وبدا) ظهر (لهم) في الآخرة
(سيئات ما عملوا) أي جزاؤها (وحاق) حل (بهم ما كانوا به يستهزءون) أي
العذاب.
(وقيل اليوم ننساكم) نترككم في العذاب (كما نسيتم لقاء يومكم
هذا) كترككم العمل للقائه (ومأواكم النار وما لكم من ناصرين) يمنعونكم
منها.
(ذلكم بأنكم اتخذتم ءايات الله هزوا) استهزاؤهم بها (وغرتكم
الحيوة الدنيا) فأنكرتم البعث (فاليوم لا يخرجون منها) التفات (ولا هم
يستعتبون) لا يطلب منهم العتبى وهي أن يرضوا ربهم بالتوبة إذ لا تنفع
حينئذ.
(فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين) خالق جميع
ذلك.
(وله الكبرياء) العظمة (في السموات والأرض) فلا يستحقها سواه (وهو
العزيز) في سلطانه (الحكيم) في تدبيره.