(لقد
صدق الله رسوله الرؤيا) رأى (صلى الله عليه وآله وسلّم) قبل خروجه إلى
الحديبية أنه وأصحابه دخلوا مكة آمنين محلقين ومقصرين صدقا متلبسا (بالحق
لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله ءامنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون)
مشركا أبدا (فعلم ما لم تعلموا) من الصلاح في تأخير الدخول (فجعل من دون
ذلك) أي الدخول (فتحا قريبا) هو فتح خيبر.
(هو الذي أرسل رسوله بالهدى
ودين الحق ليظهره) ليعلي دين الحق (على الدين كله) بالحجة أو على أهل كل
دين فيقهرهم وعنهم (عليهم السلام) يكون ذلك عند خروج المهدي (وكفى بالله
شهيدا) بذلك.
(محمد رسول الله والذين معه) أصحابه الخلص (أشداء) غلاظ
(على الكفار رحماء) متعاطفون فيما (بينهم تراهم ركعا سجدا) أي كثيري الصلاة
(يبتغون فضلا من الله ورضوانا) زيادة ثوابه ورضاه (سيماهم) علامتهم (في
وجوههم من أثر السجود) وهي النور والبهاء أو الصفرة والذبول أو سمة تحدث في
جباههم من تعفيرها (ذلك) الوصف المذكور (مثلهم في التوراة ومثلهم في
الإنجيل كزرع أخرج شطأه) فراخه (فآزره) فقواه وأعانه (فاستغلظ) صار غليظا
(فاستوى على سوقه) استقام على قصبته (يعجب الزراع) لغلظه واستوائه وحسنه
وجه الشبه أن النبي خرج وحده ثم كثروا وقووا على أحسن حال (ليغيظ بهم
الكفار) علة للتشبيه (وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات) أي ثبتوا على
الإيمان والطاعة (منهم مغفرة) لذنوبهم (وأجرا عظيما) هو الجنة.
(49)
سورة الحجرات ثماني عشر آية (18) مدنية
بسم
الله الرحمن الرحيم
(يا
أيها الذين ءامنوا لا تقدموا) متعد حذف مفعوله ليعم كل أمر أو ترك قصدا إلى
التقديم لا إلى مفعوله أو لازم أي لا تقدموا بقول أو فعل ويعضده قراءة
تقدموا بالفتحات (بين يدي الله ورسوله) أصله بين جهتي يدي الإنسان والمراد
لا تعجلوا بأمر قبل إذنهما فيه أو أريد بين يدي الرسول وذكر الله تعظيما له
(واتقوا الله) في أوامره ونواهيه (إن الله سميع) لأقوالكم (عليم)
بأفعالكم.
(يا
أيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق