(ذو
مرة) قوة عقلية أو جسمية فيراد بالأولى العقلية (فاستوى) استفهام على صورته
الحقيقية.
(وهو)
أي جبرئيل (بالأفق الأعلى) الشرقي.
(ثم
دنا) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) (فتدلى) فنزل إليه.
(فكان) منه (قاب) مقدار (قوسين أو أدنى) في تقديركم.
(فأوحى) جبرائيل أو الله على لسانه (إلى عبده) محمد (صلى الله عليه
وآله وسلّم) (ما أوحى) جبرائيل أو الله إليه أو إلى جبرائيل وفيه تفخيم
للموحى به.
(ما كذب الفؤاد ما رأى) أي فيما رأى من صورة جبرئيل أو ما
أنكر فؤاده ما رآه ببصره.
(أفتمارونه على ما يرى) تجادلونه عليه من المراء المجادلة.
(ولقد
رءاه) أي جبرائيل على صورته (نزلة أخرى).
(عند
سدرة المنتهى) هي شجرة فوق السماء السابعة عن يمين العرش ينتهي إليها علم
كل ملك أو ما ينزل من فوقها ويعرج من تحتها.
(عندها جنة المأوى) الجنة التي يأوي إليها المتقون.
(إذ
يغشى السدرة ما يغشى) من النور والبهاء والملائكة يسبحون الله عنده.
(ما
زاغ البصر وما طغى) ما مال بصر النبي عن المقصود وما جاوز الحد
المحدود.
(لقد رأى من ءايات ربه الكبرى) أي بعض آياته العظام من عجائب
الملكوت أو صورة جبرائيل.
(أفرأيتم اللات والعزى ومنوة الثالثة)
للمذكورين قبلها (الأخرى) صفة ذم أي المتأخرة الوضيعة وهي أصنام كانت
لهم.
(ألكم الذكر وله الأنثى) إنكار لزعمهم أن الملائكة بنات
الله.
(تلك إذا قسمة ضيزى) جائرة إذ جعلتم له ما تكرهون ولكم ما
تحبون.
(إن هي) ما الأصنام باعتبار الألوهية أو ما الصفة التي تصفونها
بها (إلا أسماء سميتموها أنتم وءاباؤكم) تشبيها (ما أنزل الله بها من
سلطان) برهان تتمسكون به (إن يتبعون إلا الظن) الناشىء من التقليد والتوهم
الباطل (وما تهوى الأنفس) وما تشتهيه أنفسهم (ولقد جاءهم من ربهم الهدى)
الرسول والقرآن فرفضوه.
(أم للإنسان) أم منقطعة تضمنت الإنكار أي ليس
لكل إنسان منهم (ما تمنى) من شفاعة الأصنام.
(فلله الآخرة والأولى) فهو
المعطي والمانع ولا حكم لأحد عليه.
(وكم من ملك في السموات لا تغني
شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله) لهم أن يشفعوا (لمن يشاء) من عباده
(ويرضى) عنه كقوله ولا يشفعون إلا لمن ارتضى فكيف تشفع الجمادات
لعبدتها.
(إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة) أي كل فرد منهم
(تسمية الأنثى) لقولهم بنات الله.
(وما لهم به) بهذا القول (من علم إن
يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا) فإن الحق إنما يحصل بالعلم
دون الظن والتخمين.
(فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحيوة
الدنيا) أي لا تهتم بشأنه.
(ذلك) أي طلب التمتع بالدنيا (مبلغهم من
العلم) فلا اهتمام لهم إلا بالدنيا (إن ربك هو أعلم بمن ضل