تفسير القرآن الكريم

(هو الأول) السابق لكل الموجودات بلا ابتداء (والآخر) الباقي بعد فنائها بلا انتهاء (والظاهر) بكثرة الدلائل على وجوده أو الغالب على كل شيء (والباطن) من إدراك العقول حقيقة ذاته أو العالم بباطن كل شيء (وهو بكل شيء عليم).
(هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام) في قدرها (ثم استوى على العرش) بالتدبير (يعلم ما يلج في الأرض) كالموتى (وما يخرج منها) كالنبات (وما ينزل من السماء) كالوحي (وما يعرج فيها) كالعمل (وهو معكم) بالعلم (أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) فيجازيكم به.

(له ملك السموات والأرض وإلى الله ترجع الأمور).

(يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل) يدخل كلا منهما في الآخر (وهو عليم بذات الصدور) بسرائرها.
(ءامنوا بالله ورسوله وأنفقوا) في سبيله (مما جعلكم مستخلفين فيه) من المال الذي استخلفكم في التصرف فيه (فالذين ءامنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير) على إيمانهم وإنفاقهم.
(وما لكم لا تؤمنون بالله والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم) حال من واو تؤمنون (وقد أخذ) أي الله وقرىء ببناء المفعول (ميثاقكم) بالإيمان بنصب الأدلة والتمكين من النظر (إن كنتم مؤمنين).
(هو الذي ينزل على عبده ءايات بينات ليخرجكم) أي الله أو عبده (من الظلمات) الكفر (إلى النور) الإيمان (وإن الله بكم لرءوف رحيم) حيث بعث الرسول ونصب الأدلة.
(وما لكم) أي شيء لكم في (ألا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض) يرثهما وما فيهما وتصير إليه أموالكم فقدموا لأنفسكم منها بل إن صدقتم في محبتها فخذوها معكم وأرسلوها أمامكم بالإنفاق فإنها ذخر مذخور لا أن تبقوها بعدكم لغيركم المهنى وعليكم الوزر (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح) لمكة (وقاتل) وقسيمه ومن أنفق بعده وحذف لظهوره ودلالة ما بعده (أولئك أعظم درجة) عليه لسبقهم عند مس الحاجة وقوة يقينهم لضعف الإسلام حينئذ (من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا) أي من بعد الفتح (وكلا وعد الله الحسنى) أي وعد كلا من الصنفين المثوبة الحسنى أي الجنة (والله بما تعملون خبير) فيجازيكم به.
(من ذا الذي يقرض الله) أي ينفق ماله في سبيله (قرضا حسنا) اقتراضا خالصا لوجهه أو مقرضا حلالا طيبا (فيضاعفه له وله) مع المضاعفة (أجر كريم) كثير النفع والخير.

(يوم ترى المؤمنين والمؤمنات

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب