(و
أيدي المؤمنين) فإنهم عرضوهم له بنكثهم (فاعتبروا يا أولي الأبصار) بعذرهم
ووثوقهم بغير الله فلا تماثلوهم.
(ولو لا أن كتب الله) قضى (عليهم
الجلاء) عن ديارهم (لعذبهم في الدنيا) بالقتل والأسر كما عذب قريظة (ولهم
في الآخرة) بعد الجلاء (عذاب النار).
(ذلك) المذكور (بأنهم شاقوا الله
ورسوله) خالفوهما (ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب) له.
(ما قطعتم
من لينة) نخلة من اللون أو اللين وجمعه ألوان أو أليان (أو تركتموها قائمة
على أصولها فبإذن الله) فبأمره (وليخزي) أي وأذن لكم في القطع ليخزي
(الفاسقين).
(وما أفاء الله على رسوله منهم) ما رد عليه من النضير أو
الكفار فإن الأرض وما فيها له (صلى الله عليه وآله وسلّم) فما تغلبوا عليه
ثم أخذه منهم فقد فاء إليه أي رجع (فما أوجفتم) من الإيجاف وهو سرعة السير
(عليه من خيل ولا ركاب) بل (ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل
شيء قدير) فأنتم لا تستحقون فيه شيئا.
(ما أفاء الله على رسوله من أهل
القرى) قيل الأولى في أموال النضير وإنها للرسول خاصة وهذه في الفيء من
غيرهم وقيل هي بيان للأولى ولذا ترك العاطف (فلله وللرسول ولذي القربى) وهو
الإمام (واليتامى والمساكين وابن السبيل) من بني هاشم ومر في الأنفال نحوه
(كي لا يكون) الفيء لقسمته على هذا الوجه (دولة بين الأغنياء منكم) شيئا
يتداولونه بينهم والخطاب للمؤمنين (وما ءاتاكم الرسول) أعطاكم من الفيء
والأمر (فخذوه وما نهاكم عنه) من أخذ الفيء وغيره (فانتهوا) عنه (واتقوا
الله) في معصية رسوله (إن الله شديد العقاب) لمن عصى.
(للفقراء
المهاجرين) متعلق بمحذوف أي أعجبوا لهم (الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم)
أخرجهم كفار مكة (يبتغون فضلا من الله ورضوانا) حال منهم (وينصرون الله
ورسوله أولئك هم الصادقون) في إيمانهم.
(والذين تبوءو الدار) المدينة
(والإيمان من قبلهم) قبل قدوم المهاجرين (يحبون من هاجر إليهم) فيواسونهم
بأنفسهم (ولا يجدون في صدورهم حاجة) ما يكون منها كحسد وغيظ (مما أوتوا)
مما أعطي المهاجرون من الغنى وغيره (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
حاجة إليه (ومن يوق) يمنع عنه (شح نفسه) حرصها على المال (فأولئك هم
المفلحون) عاجلا وآجلا.
(والذين جاءوا من بعدهم) بعد المهاجرين والأنصار
وهم التابعون أو المؤمنون إلى يوم القيامة