(عن
ذكر الله) الصلاة وسائر الطاعات وتوجيه النهي إليها للمبالغة في نهيهم (ومن
يفعل ذلك) اللهو بما ذكر (فأولئك هم الخاسرون) بإيثار الفاني على
الباقي.
(وأنفقوا مما رزقناكم) أي بعضه (من قبل أن يأتي أحدكم الموت) أي
أمارته (فيقول رب لو لا) هلا (أخرتني إلى أجل قريب) زمان قليل (فأصدق)
فأتصدق (وأكن من الصالحين) في العمل جزم عطفا على محل مجموع فأصدق وقرىء
بالنصب عطف على أصدق.
(ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها) منتهى عمره
(والله خبير بما تعملون) بالتاء والياء لا يخفى عليه شيء.
(64)
سورة التغابن ثماني عشرة آية (18) مدنية أو مكية
بسم
الله الرحمن الرحيم
(يسبح
لله ما في السموات وما في الأرض له الملك وله الحمد) لا يستحقها غيره (وهو
على كل شيء قدير).
(هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) قدم الكفر
لغلبته (والله بما تعملون) من كفر وإيمان (بصير) عليم فيجازيكم به.
(خلق
السموات والأرض بالحق) بالحكمة لا عبثا ولغوا (وصوركم فأحسن صوركم) فإن
صورة الإنسان أحسن من صور سائر المخلوقات (وإليه المصير).
(يعلم ما في
السموات والأرض) كليا وجزئيا (ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات
الصدور) بمضمراتها.
(ألم يأتكم) يا كفار مكة (نبأ الذين كفروا من قبل
فذاقوا وبال أمرهم) عقوبة كفرهم في الدنيا (ولهم عذاب أليم) في
الآخرة.
(ذلك) أي الوبال والعذاب (بأنه) ضمير الشأن (كانت تأتيهم رسلهم
بالبينات) بالمعجزات (فقالوا أبشر) يقال للواحد والجمع (يهدوننا) أنكروا أن
يكون الرسل بشرا (فكفروا وتولوا) أعرضوا عن معجزاتهم (واستغنى الله) عن
طاعتهم وغيرها (والله غني) عن كل شيء (حميد) بذاته.