الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن) هو خاص بالمطلقات لأن الكلام في عدتهن
وفي الموت بأبعد الأجلين (ومن يتق الله) في أحكامه (يجعل له من أمره يسرا)
يسهل عليه أمره.
(ذلك) المذكور من الأحكام (أمر الله أنزله إليكم ومن
يتق الله يكفر عنه سيئاته) بحسناته (ويعظم له أجرا) بأن
يضاعفه.
(أسكنوهن من حيث سكنتم) أي بعض مكان سكناكم (من وجدكم) من وسعكم
وطاقتكم (ولا تضاروهن) بإسكانهن ما لا يليق بهن (لتضيقوا عليهن) فتضطروهن
إلى الخروج (وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن) يعم الرجعية
والبائن والسكنى من النفقة (فإن أرضعن لكم) الولد (فآتوهن أجورهن) ويؤذن
بعدم وجوب الإرضاع على الأم بعد البينونة كما عليه الأصحاب (وأتمروا)
أقبلوا الأمر (بينكم) في الأوضاع والأجر (بمعروف) بوجه جميل بلا تعاسر (وإن
تعاسرتم فسترضع له أخرى).
(لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر) ضيق (عليه
رزقه فلينفق مما ءاتاه الله) أي على قدره (لا يكلف الله نفسا إلا ما ءاتاها
سيجعل الله بعد عسر يسرا) تطييب لقلب الفقير ووعد له باليسر عاجلا أو
آجلا.
(وكأين) وكم (من قرية) أي أهلها (عتت) عصت وتعدت (عن أمر ربها
ورسله فحاسبناها) في الآخرة جيء بالماضي لتحققه (حسابا شديدا) بالمناقشة
(وعذبناها عذابا نكرا).
(فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا).
(أعد
الله لهم عذابا شديدا) كرر الوعيد تأكيدا وقيل الأول حساب الدنيا وعذابها
وهو إحصاء ذنوبهم عند الحفظة وإهلاكهم بصيحة ونحوها (فاتقوا الله يا أولي
الألباب) مرتب على الوعيد فإنه موجب للتقوى (الذين ءامنوا) صفة المنادى أو
بيان له (قد أنزل الله إليكم ذكرا) محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) سمي
لتبليغه الذكر وهو القرآن أو مبالغة في كونه ذكرا أو مذكورا أو أريد
بإنزاله إرساله.
(رسولا) بدل منه أو الذكر القرآن والرسول محمد (صلى
الله عليه وآله وسلّم) أو جبرئيل (عليه السلام) (يتلوا عليكم ءايات الله
مبينات ليخرج) الله أو الرسول (الذين ءامنوا وعملوا الصالحات من الظلمات)
الكفر والشك (إلى النور) الإيمان واليقين (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا
يدخله) بالياء والنون (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد
أحسن الله له رزقا) هو نعيم الجنة ونكر تعظيما، والإفراد والجمع للفظ من
ومعناها.