قصة رؤية ابراهيم عليه السلام
ملكوت السماوات والارض
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا جهل أوما علمت
قصة إبراهيم الخليل عليه السلام لما رفع في الملكوت، وذلك قول ربي:
[513]
(وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من
الموقنين)(1) قوى الله بصره لما رفعه دون السماء حتى أبصر الارض ومن عليها ظاهرين
ومستترين فرأى رجلا وامرأة على فاحشة فدعا عليهما بالهلاك فهلكا، ثم رأى آخرين
فدعا عليهما بالهلاك، فهلكا، ثم رأى آخرين فهم بالدعاء عليهما، فأوحى الله تعالى
إليه: يا إبراهيم اكفف دعوتك من عبادى وإمائي، فاني أنا الغفور الرحيم الحنان
الحليم، لا تضرني ذنوب عبادي كما لا تنفعني طاعتهم، ولست أسوسهم(2) لشفاء الغيظ
كسياستك، فاكفف دعوتك عن عبادي، فانما أنت عبد نذير لا شريك في المملكة(3)، ولا
مهيمن علي، ولا على عبادي وعبادي، معي بين خلال(4) ثلاث: إما تابوا إلى فتبت عليهم،
وغفرت ذنوبهم، وسترت عيوبهم.
وإما كففت عنهم عذابي لعلمي بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات
مؤمنون، فأرفق بالآباء الكافرين، وأتأنى بالامهات الكافرات، وأرفع عنهم عذابي
ليخرج ذلك المؤمن من أصلابهم، فاذا تزايلوا(5) حل بهم عذابي وحاق بهم بلائي.
وإن لم يكن هذا ولا هذا فان الذي أعددته لهم من عذابي أعظم
مما تريده بهم فان عذابي لعبادي على حسب جلالي وكبريائي.
يا إبراهيم فخل بيني بين عبادي، فاني أرحم بهم منك، وخل بيني
وبين عبادي فاني أنا الجبار الحليم العلام الحكيم، ادبرهم بعلمي، وانفذ فيهم قضائي
وقدري.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى - يا
أبا جهل - إنما دفع عنك العذاب لعلمه بأنه سيخرج من صلبك ذرية طيبة: عكرمة ابنك،
وسيلي من امور المسلمين ما إن(6) أطاع الله ورسوله فيه كان عند الله جليلا، وإلا
فالعذاب نازل عليك.
___________________________________
(1) الانعام: 75.
(2) ساس - يسوس سياسة - القوم: دبرهم وتولى
أمرهم.
(3) " الملك " الاحتجاج.
(4) " حال " ق، د.
(5) أى تفارقوا.
(6) تدبر معنى ان الشرطية وجوابها.
[514]
وكذلك سائر قريش السائلين لما سألوه هذا إنما امهلوا لان
الله علم أن بعضهم سيؤمن بمحمد، وينال به السعادة، فهو تعالى لا يقطعه عن تلك
السعادة، [ولا يبخل بها عليه(1)، أو من يولد منه مؤمن فهو ينظر أباه لايصال ابنه
إلى السعادة]، ولو لا ذلك لنزل العذاب بكافتكم فانظر نحو السماء.
فنظر فاذا أبوابها مفتحة، وإذا النيران نازلة منها مسامتة(2)
لرؤوس القوم تدنو منهم حتى وجدوا حرها بين أكتافهم، فارتعدت فرائص(3) أبي جهل
والجماعة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تروعنكم فان الله لا
يهلككم بها، وإنما أظهرها عبرة.
ثم نظروا، وإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها
ورفعتها ودفعتها حتى أعادتها في السماء كما جاءت(4) منها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بعض هذه الانوار أنوار
من قد علم الله أنه سيسعده بالايمان بي منكم من بعد، وبعضها أنوار ذرية طيبة ستخرج
من بعضكم ممن لا يؤمن وهم مؤمنون(5).
قوله عزوجل: " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد
ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى
يأتى الله بأمره ان الله على كل شئ قدير ": 109
___________________________________
(1) " ينحل بها عليه اثم " أ، ص.
(2) أى محاذية.
(3) جمع فريصة وهى اللحمة بين الجنب والكتف، أو
بين الثدى والكتف ترعد عند الفزع يقال: ارتعد فريصته: أى فزع فزعا شديدا.
(4) " كانت(ثم) جاءت " الاصل.
(5) عنه البرهان: 2 / 496 ح 1 قطعة، وج 4 / 140
ح 3 قطعة، وعنه في البحار: 9 / 269 ح 2 وعن الاحتجاج: 1 / 26 باسناده عن أبى محمد
الحسن العسكرى عليه السلام، وأخرج قطعة منه في البحار: 59 / 171 ح 1، واثبات
الهداة: 2 / 10 ح 307 عن الاحتجاج.
[515]
315 - قال الامام الحسن بن علي أبوالقائم عليهما السلام: في
قوله تعالى:(ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا) بما
يوردونه(1) عليكم من الشبه(2)(حسدا من عند أنفسهم) لكم بأن أكرمكم بمحمد وعلي
وآلهما الطيبين الطاهرين(من بعد ماتبين لهم الحق) بالمعجزات الدالات على صدق محمد
وفضل علي وآلهما الطيبين من بعده.
(فاعفوا واصفحوا) عن جهلهم، وقابلوهم بحجج الله، وادفعوا بها
أباطيلهم(حتى يأتي الله بأمره)(3) فيهم بالقتل يوم فتح مكة، فحينئذ تجلونهم من بلد
مكة ومن جزيرة العرب، ولا تقرون بها كافرا.
(إن الله على كل شئ قدير) ولقدرته على الاشياء قدر ما هو
أصلح لكم في تعبده إياكم من مداراتهم ومقابلتهم بالجدال بالتي هي أحسن(4).
316 - قال عليه السلام: وذلك أن المسلمين لما أصابهم يوم احد
من المحن ماأصابهم لقي قوم من اليهود - بعده بأيام - عمار بن ياسر وحذيفة بن
اليمان فقالوا لهما: ألم تريا ما أصابكم يوم احد؟ إنما يحرب(5) كأحد طلاب ملك
الدنيا، حربه سجالا(6)، فتارة
___________________________________
(1) " يعدونه " أ.
(2) " الشبهة " ص، والبرهان.
الشبهة: ما يلتبس فيه الحق بالباطل والحلال
بالحرام.ج شبه وشبهات.
(3) انظر مطلع الخطاب للمؤمنين: " يا أيها
الذين آمنوا..ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم..- إلى
أن قال - أم تريدون أن تسئلوا..- فبعد ذلك كله يقول - فاعفوا واصفحوا حتى يأتى
الله بأمره.
" البقرة: 104 - 109 فهو لا ينحصر بأمر
واحد بل هو كلى: فمرة أتى أمره تعالى بالقتل يوم فتح مكة.
، واخرى النبى صلى الله عليه وآله - الذى لا
ينطق عن الهوى - باخراج أهل الكتاب من جزيرة العرب.
فتدبر.
(4) عنه البحار: 9 / 184 ح 13، وج 94 / 16 صدر
ح 12، وج 100 / 67 ح 15، والبرهان: 1 / 142 ح 1، ومستدرك الوسائل: 2 / 262.
(5) أحرب الحرب: هيجها.
(6) " سحا " ق، د وسحا: ضربا
[516]
له وتارة عليه، فارجعوا عن دينه.
فأما حذيفة فقال: لعنكم الله لا اقاعدكم ولا أسمع كلامكم
أخاف على نفسي وديني وأفر بهما منكم.
وقام عنهم يسعى.
وأما عمار بن ياسر، فلم يقم عنهم ولكن قال لهم: معاشر اليهود
إن محمدا وعد أصحابه الظفر يوم بدر إن صبروا فصبروا وظفروا، ووعدهم الظفر يوم احد
أيضا إن صبروا، ففشلوا وخالفوا، فلذلك أصابهم ما أصابهم، ولو أنهم أطاعوا وصبروا
ولم يخالفوا لما غلبوا(1).
فقالت له اليهود: يا عمار وإذا أطعت أنت غلب محمد سادات قريش
مع دقة ساقيك؟ فقال عمار: نعم، والله الذي لا إله إلا هو باعثه بالحق نبيا، لقد
وعدني محمد من الفضل والحكمة ما عرفنيه من نبوته، وفهمنيه من فضل أخيه ووصيه وصفيه
وخير من يخلفه بعده، والتسليم لذريته الطيبين المنتجبين، وأمرني بالدعاء بهم عند
شدائدي ومهماتي وحاجاتي، ووعدني أنه لا يأمرني بشئ فاعتقدت فيه طاعته إلا بلغته
حتى لو أمرني بحط السماء إلى الارض، أو رفع الارضين إلى السماوات لقوى عليه ربي
بدني بساقي هاتين الدقيقتين.
فقالت اليهود: كلا والله يا عمار، محمد أقل عند الله من ذلك،
وأنت أوضع عند الله وعند محمد من ذلك،(لا ولا حجرا فيها أربعون منا)(2).
فقام عمار عنهم وقال: لقد أبلغتكم حجة ربي ونصحت لكم، ولكنكم
للنصيحة كارهون، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله: يا
عمار قد وصل إلي خبركما، أما حذيفة فانه فر بدينه من الشيطان وأوليائه
___________________________________
(1) زاد في بعض النسخ: بل غلبوا.
(2) " وكان فيها أربعون منافقا "
البحار.والمراد أنه لا قدرة لك يا عمار حتى على رفع حجر كان وزنه أربعين شخصا منا.
[517]
فهو من عباد الله الصالحين.
وأما أنت يا عمار فانك [قد] ناضلت(1) عن دين الله، ونصحت
لمحمد رسول الله، فأنت من المجاهدين في سبيل الله، الفاضلين.
فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله وعمار يتحادثان إذ حضرت
اليهود الذين كانوا كلموه فقالوا: يا محمد هاه(2) صاحبك يزعم أنك إن أمرته برفع
الارض إلى السماء أو حط السماء إلى الارض، فاعتقد طاعتك وعزم على الائتمار لك،
لاعانه الله عليه، ونحن نقتصر منك ومنه على ما هو دون ذلك، إن كنت نبيا فقد قنعنا
أن يحمل عمار - مع دقة ساقيه - هذا الحجر.
وكان الحجر مطروحا بين يدي النبي صلى الله عليه وآله بظاهر
المدينة يجتمع عليه مائتا رجل ليحركوه فلا يمكنهم(3).
فقالوا له: يا محمد إن رام احتماله لم يحركه، ولو حمل في ذلك
على نفسه لانكسرت ساقاه، وتهدم جسمه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تحتقروا ساقيه،
فانهما أثقل في ميزان حسناته(4) من ثور وثبير وحراء وأبي قبيس(5)، بل من الارض
كلها وما عليها، وإن الله قد خفف بالصلاة على محمد وآله الطيبين ماهو أثقل من هذه
الصخرة، خفف العرش على كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن كان لا يطيقه معهم العدد
الكثير، والجم الغفير.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عمار اعتقد طاعتي
وقل: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين قوني ليسهل الله لك ما أمرك به كما سهل على
كالب بن يوحنا(6) عبور البحر على متن
___________________________________
(1) " فاصلت " أ.
" تأصلت " ط، ق.
" فضلت " خ ل.
قول فصل: حق ليس بباطل.
تأصل: صار ذا أصل.
(2) " ها " ب، ق، د، والبحار.
هه: تذكرة في حال، وتحذير في حال، فاذا مددتها
وقلت " هاه " كانت وعيدا في حال، وحكاية لضحك الضاحك في حال.(لسان العرب
13 / 55(1).
(3) " فلم يقدروا " ص، ق، د،
والبحار.
(4) " حسابه " ص.
(5) هى أسماء جبال بمكة.
(6) " نوقنا " ب، س.
[518]
الماء وهو على فرسه يركض عليه لسؤاله الله بجاهنا أهل البيت.
فقالها عمار، واعتقدها، فحمل الصخرة فوق رأسه، وقال: بأبي
أنت وأمي يا رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيا لهي أخف في يدي من خلالة أمسكها بها
! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حلق بها في الهواء، فستبلغ بها قلة ذلك
الجبل، - وأشار إلى جبل بعيد على قدر فرسخ - فرمى بها عمار، وتحلقت في الهواء حتى
انحطت على ذروة ذلك الجبل.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لليهود: أو رأيتم؟
قالوا: بلى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: [يا عمار] قم إلى ذروة
الجبل فستجد هناك صخرة أضعاف ما كانت، فاحتملها وأعدها إلى حضرتي.
فخطا عمار خطوة وطويت له الارض، ووضع قدمه في الخطوة الثانية
على ذروة الجبل، وتناول الصخرة المتضاعفة وعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
بالخطوة الثالثة.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمار: اضرب بها الارض
ضربة شديدة.
فتهاربت اليهود وخافوا، فضرب بها عمار على الارض، فتفتت حتى
صارت كالهباء(2) المنثور وتلاشت.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: آمنوا أيها اليهود فقد
شاهدتم آيات الله.
فآمن بعضهم، وغلب الشقاء على بعضهم، ثم قال رسول الله صلى
الله عليه وآله: أتدرون معاشر المسلمين ما مثل هذه الصخرة؟ فقالوا: لا يا رسول
الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا
إن رجلا من شيعتنا تكون له ذنوب وخطايا أعظم من جبال الارض، و [من] الارض كلها
والسماء بأضعاف كثيرة فما هو إلا أن يتوب، ويجدد على نفسه ولايتنا أهل البيت إلا
كان قد ضرب بذنوبه الارض أشد من ضرب عمار هذه الصخرة بالارض، وإن رجلا تكون له
طاعات كالسماوات والارضين والجبال والبحار، فما هو إلا أن يكفر بولايتنا أهل البيت
حتى يكون ضرب
___________________________________
(1) الهباء: دقائق التراب ساطعة ومنثورة على
وجه الارض.
[519]
بها الارض أشد من ضرب عمار لهذه الصخرة بالارض، وتتلاشى
وتتفتت كتفتت هذه الصخرة، فيرد الآخرة ولا يجد حسنة، وذنوبه أضعاف الجبال والارض
والسماء فيشدد حسابه ويدوم عذابه.
قال: فلما رأى عمار بنفسه تلك القوة التي جلد بها على الارض
تلك الصخرة فتفتت، أخذته أريحية(1) وقال: أفتأذن لي يا رسول الله أن اجالد هؤلاء
اليهود فأقتلهم أجمعين بما اعطيته من هذه القوة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وآله: يا عمار إن الله تعالى يقول:(فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره) بعذابه،
ويأتي بفتح مكة وسائر ما وعد(2).
317 - وكان المسلمون تضيق صدورهم مما يوسوس به إليهم اليهود
والمنافقون من الشبه في الدين.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله.
أو لا اعلمكم ما يزيل ضيق صدوركم إذا وسوس هؤلاء الاعداء إليكم؟
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ما أمر به رسول الله من كان معه في الشعب الذي كان
ألجأته إليه قريش، فضاقت صدورهم واتسخت ثيابهم.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: انفخوا على ثيابكم،
وامسحوها بأيديكم وهي على أبدانكم، وأنتم تصلون على محمد وآله الطيبين، فانها تنقي
وتطهر وتبيض وتحسن وتزيل عنكم ضيق صدوركم.
ففعلوا ذلك، فصارت ثيابهم كما قال رسول الله صلى الله عليه
وآله.
فقالوا: عجبا يا رسول الله بصلاتنا عليك وعلى آلك، كيف طهرت
ثيابنا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن تطهير الصلاة على محمد وآله
لقلوبكم(3) من الغل
___________________________________
(1) " الحمية " ب، ط.
الاريحية: الخفة والنشاط.
والحمية: المروءة والنخوة.
(2) عنه البحار: 22 / 335 ح 49، وج 94 / 16 ضمن
ح 12.
(3) " قلوبهم " ص.
[520]
والضيق والدغل(1) ولابدانكم من الآثام أشد من تطهيرها
لثيابكم.وإن غسلها للذنوب(2) من صحائفكم أحسن من غسلها للدرن عن ثيابكم.وإن
تنويرها لكتب حسناتكم - بمضاعفة ما فيها - أحسن من تنويرها لثيابكم(3).
قوله عزوجل: " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا
لانفسكم من خير تجدوه عند الله ان الله بما تعملون بصير ": 110.
318 - قال الامام عليه السلام:(أقيموا الصلاة) باتمام وضوئها
وتكبيراتها وقيامها وقراءتها وركوعها وسجوها وحدودها.
(وآتوا الزكاة) مستحقيها، لا تؤتوها كافرا ولا مناصبا(4).
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " المتصدق على
أعدائنا كالسارق في حرم الله ".
(وما تقدموا لانفسكم من خير) من مال تنفقونه في طاعة الله،
فان لم يكن لكم مال، فمن جاهكم تبذلونه لاخوانكم المؤمنين، تجرون به إليهم المنافع،
وتدفعون به عنهم المضار.
(تجدوه عند الله) ينفعكم الله تعالى بجاه محمد وعلي وآلهما
يوم القيامة فيحط به سيئاتكم، ويضاعف به حسناتكم، ويرفع به درجاتكم فقال: "
تجدوه عند الله "(إن الله بما تعلمون بصير) عالم ليس يخفى عليه شئ: ظاهر فعل،
ولا باطن ضمير، فهو يجازيكم على حسب اعتقاداتكم ونياتكم، وليس هو كملوك الدنيا
الذي يلتبس على بعضهم، فينسب فعل بعضهم إلى غير فاعله، وجناية بعضهم إلى غير جانيه
___________________________________
(1) الدرن " خ ل.
تقدم بيانا.
(2) " للسيئات " أ، ط.
(3) عنه البحار: 94 / 19 ذ ح 12، واثبات
الهداة: 2 / 163 ح 613 قطعة.
(4) " منافقا " خ ل " ولا
منافقا ولا ناصبا " الوسائل.
[521]
فيقع ثوابه وعقابه - بجهله بما لبس عليه - بغير مستحقه(1).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: مفتاح الصلاة الطهور،
وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم، ولا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من
غلول.
وإن أعظم طهور الصلاة - التي لا يقبل الصلاة إلا به، ولا شئ
من الطاعات مع فقده - موالاة محمد، وأنه سيد المرسلين، وموالاة علي، وأنه سيد
الوصيين وموالاة أوليائهما، ومعاداة أعدائهما.
___________________________________
(1) عنه الوسائل: 6 / 154 ح 13 و 14(قطعة)،
والبحار: 7 / 269 ح 51(قطعة) وج 74 / 309 صدر ح 63، وج 84 / 244 ح 34 قطعة، وج 96
/ 68 ح 41(قطعة) والبرهان: 1 / 142 ح 1، ومستدرك الوسائل: 2 / 411 باب 33 ح 3.