قال غلام حسنين طباطبائي في كتابه (سير المتأخرين): عن مولانا السيد
محمد عسكري جونپوري الهندي، المعروف بالمفتي أبو البقاء، أنه قال:
كان الشيخ (ميان زنكو) عالماً فاضلاً حاداً متعصباً لمذهبه السني. كنت
ذات يوم جالساً بين يديه في بيته، وبيدي كتاب (فواتح ميبذي) وكان يعرفني
بأنني جعفري المذهب، فقال: تعال نتباحث اليوم حول السنة والشيعة لتمييز مذهب
الحق بينهما. وكان الشيخ أقوى مني علماً وفضلاً ومعرفة في الأمور، فاعتذرت
تأدباً، ولكنه أصر على المباحثة والمناظرة، فقلت امتثالاً لأمره: أنا حاضر يا
سيدي! ولكن المباحثة يجب أن تكون من خلال الكتاب والسنة. قال: نعم، فقلت:
ننظر أولاً في الأفضلية بين أبي بكر والإمام علي (عليه السلام) ، بعد النبي
(صلى الله عليه وآله) ، فقبل ذلك.
قلت: أي صفة من الصفات الحسنة أحسن في الإنسان؟ فأجاب: علم يعرف به الله
فقلت: ما رأيكم في أقوال الإمام علي (عليه السلام) وخطبه ورسائله، من جهة
معرفة الله ووحدانيته، وما يتعلق به؟ فوضع رأسه بين ركبتيه، وقال بعد تفكير
ساعة: (العجز عن ردك الإدراك إدراك) وأتأسف على أن بقيت إلى الآن في الغفلة
والضلالة، والحمد لله الذي هداني بمخالطتك ومناظرتك.