فهرس الكتاب

مكتبة العقائد الإمامية

 

المقدمة

عندما بدأت رحلتي للبحث عن ظاهرة التشيع ورصد حركتها المتصاعدة لدى علماء السنة ومثقفيهم قبل أن أتحول نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، كنت أسمع أن الشيعة يشترون ذمم الناس بالأموال، وهذه الإشاعات تبث من أفواه العلماء والمثقفين عندنا أهل السنة، فبادرت بالقراءة والبحث متجرداً عن كل عصبية وطائفية ومذهبية، هدفي البحث عن الإسلام الصحيح بغض النظر عن مفردتي (سنة وشيعة) فوجدت أن الأدلة التي يستند إليها الشيعة في كتبهم هي من مصادرنا السنية (وهم يعلمون ما في كتبنا أكثر منا وهذا دليل على عدم تعصبهم، عندما تزور أي عالم شيعي وتنظر إلى مكتبته تجد الصحاح الستة وكتب الرجال والسير والتاريخ بالإضافة إلى كتبهم أما عندنا العالم السني لا يحتوي إلا كتبنا وهذا نقص بكل صراحة، إذا أردنا أن نرجح بينه وبين ما يمتلكه العالم الشيعي، وأقول بدون مجاملة ولا مواربة والله على ما أقول شهيد: عندما كنت صغيراً أعيش في منطقة الفرات (علماؤنا يقولون لنا: إياكم أن تقرؤوا كتب الشيعة لأنها كتب ضلال) فأقول للعالم الذي درسني لماذا لا تحاورون الشيعة إذا هم على ضلال فالمسؤولية الشرعية تقتضي أن نهديهم وندلهم على الطريق الصحيح، وإلا العكس هو الصحيح.

وبعد رحلة البحث التي طالت عشرات السنين وجدت أن الإسلام الصحيح يتمثل في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) والإسلام واحد ولا يوجد إسلامان، وإنما كلمة (سنة وشيعة) أوجدتها السياسة في ظروف الصراع الأموي العلوي لضرب الإسلام وقصمه ظهره إلى قسمين، دعونا من كلمتي (سنة وشيعة) تعالوا نبحث عن الإسلام الواحد الذي يعتمد على الدليل والبرهان، تعالوا لندرس الصحاح ولندرس السيرة والتاريخ بدقة وبدون مواربة ونضع منهج التأويل والتبرير على جنب فأقول والله سنصل إلى الإسلام الصحيح، الإسلام الواحد التي سنعيش تحت ظله بأمان وسلام، بعيداً عن تلك النعرات الطائفية، والمذهبية ولسوف نصل إلى قوله تعالى: > واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا< .

هناك إسلام واحد يا جماعة، يا مسلمون، يا عالم استيقظوا فوالله يجب أن نغلق الباب أمام رشدي وآياته الشيطانية وغيرهما لأن رشدي لم يأت بشيء جديد إلا من خلال ما كتبته صحاحنا وما كتبه كتابنا، كفانا سباتاً، فلنستيقظ ولنقرأ السيرة والتاريخ قراءة متأنية ولننبذ الفكر الموروث ولنعيد قراءته من جديد ومحاكمته محاكمة عقلانية.

وبعد دراسة مستفيضة وجدت أن تلك الظاهرة، ظاهرة تحول تلك النخبة من العلماء والمثقفين نحو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، (الإسلام الصحيح)، هذه الظاهرة المتصاعدة والمستمرة، باتت تؤرق الكثير من الذين يتخبطون وراء الإشاعات وبث المفردات البذيئة والأقاويل الرخيصة مثل عمرو خالد (على فضائية إقرأ) وغيره من هذه النماذج، فهذه الثلة التي نهجت منهج أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والتي صدحت حناجرهم بالقول الحق والذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، من اختاروا هذا الطريق الإلهي، الذي منهجه منهج المناظرة والحوار والجدل العلمي مستقين ذلك من القرآن الكريم الذي يحث على الحوار وعلى المناظرة العقلانية، وعلى التدبر، في الموروث هل هو صحيح أم لا؟ ومن هذا المنطلق بدأت في هذا المشروع العقائدي الفكري الذي يضم هذه الشخصيات الجريئة التي نطقت بالحق وهم موجودون ومناطقهم معروفة فهذه الصحوة لم تأت من فراغ، بل جاءت من بعد بحث وجهد طويلين، فهذه الشخصيات جاءت لتنفض الغبار المترسب عن الصحاح وكتب السيرة والتاريخ التي دونت بأمر من السلطات في تلك القرون الخالية، وإلى متى نعيش في متاهات تلك الترسبات الماضية؟ لماذا لا نفتح صفحة جديدة في التاريخ ونعيد صناعته بأيدينا من جديد، ونتوحد من خلاله ولنكن أمة واحدة متراصة لها مشروعها ولها نظريتها وأفقها واحترامها بين الأمم في هذا القرن الذي أصبح الإسلام فيه مشوهاً ومتهماً بالإرهاب.

والكل يعلم أن الإسلام دين السلام، ودين اللاعنف، في المنهج والطرح، ودين المرونة، ودين اليسر، والإيثار والتضحية دين المساواة، دين العدل، والحرية، والديمقراطية، والشورى في الأمر فيما بينهم هذا هو الإسلام.

 

المؤلف