فهرس الكتاب

مكتبة العقائد الإمامية

 

تمهيد

باتت واضحة معالم السير على خطى أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) وهي تزداد يوماً بعد يوم من خلال الكشف عن الحقائق التي ظلت مغطاة، بغبار الجهل والحقد والعداء اللاواعي، رغم بريقها ونبضها المعاصر لكل القرون والذي جعل الناس يتواكبون، على هذا الخط الرباني العظيم من كل حدب وصوب وبكافة المستويات الفكرية والثقافية.

وكشفوا حقيقة ما لعبت به الأيدي والأقلام المأجورة والأحقاد الدفينة في طمس معالم سيرة أهل البيت (عليهم السلام) وعصمتهم ومنزلتهم عند الله (صلوات الله عليهم أجمعين).

وتحريف السنة التي بات واضحاً في كتبهم الموضوعة، والتي ما أنزل الله بها من سلطان ولم يكتف هؤلاء بذلك بل بدءوا بالإساءة إلى الموالين لأهل البيت في التعرض لهم ولجلسائهم، والتحريض بهم وشن الغارات على تجمعاتهم الفكرية حتى بدءوا باستخدام الطرق الإرهابية في التعذيب والقتل وحتى النفي من ديارهم.

وما أشبه اليوم بالبارحة، حتى أثبتت عقيدة الشيعة حضورها وحاجة الناس لها من خلال فكرها المتألق دائماً ونهجها المتزن في خلق الشخصية القوية التي تعطي للإنسان، قيمته وتشعره بوجوده وكينونته، وتجعل منه ضرورة لا يتخلى عنها المجتمع أبداً. لكن مسألة تحرير الكلمة وإبداء الرأي واعتناق المذهب ليست من الأمور التي يمكن تجاوزها أو غض النظر عنها، من قبل الحاكمين عبر التاريخ، وخاصة عندما تعلوا صيحات الحق، وتبدأ بهدم أركان الشرك والإلحاد حتى كثف هؤلاء غاراتهم الفكرية، المسمومة، وتتطاول أيديهم إلى الناس الآمنين، بل تتجه أحيانا إلى الدعوة عن طريق الإغراء المادي وتوفير وسائل الراحة والمعيشة لذلك الإنسان. وهكذا تجلت الحقيقة وتضع الناس أيديها على الدلائل التي تبرز الواقع المريض الذي تعيشه تلك الفئة من الناس وخاصة الوهابية الذين يريدون، إبعاد الناس عن سبيل الرشاد، والطعن في العقائد التي هي جزء من الإسلام حتى فرقت الأمة، إلى ثلاثة وسبعين.

فرقة، وهاهي كتب النخبة المتشيعين ومؤلفاتهم التي هي منار لكل الناس، وما كتبه العلماء للمسلمين من مستحدثات الأمور التي يحتاجونها في حياتهم حتى استيقظوا من غفلتهم، وعرفوا دربهم، ولم يلتفتوا إلى ما دون ذلك فهم في غاية أسمى.

فالمتحولون هم تلك النخبة التي اختارت خط التشيع من بين الخطوط الإسلامية، لأنها وجدت هذا الخط يمثل الإسلام الصحيح، يمثل الإسلام المحمدي الأصيل،يمثل إسلام العترة الطاهرة من آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالدليل والبرهان.

كما وبينت تلك النخبة من خلال بحوثها ومؤلفاتها أن مذهب أهل البيت (عليهم السلام) سيحكم العالم في نهاية المطاف والدليل قوله تعالى في كتابه العزيز: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين).

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه المنتجبين..

هشام آل قطيط