فهرس الكتاب

مكتبة العقائد الإمامية

 

توطئة

لم تعد ظاهرة التحول العقيدي إلى منهج أهل بيت النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) مقصورة على النخبة المثقفة من أبناء أهل السنة. بل توسعت لتشمل ملل وأدياناً شتى كما سيتبين للقارئ ولعل العامل الأهم الذي يقف وراء تصاعدها وانتشارها بهذه الصورة هو شراسة الحملات الدعائية التي يشنها أعداء الحق ضد الشيعة والتشيع إذ أن لكل فعل رد فعل.

فهذه الحملات المسعورة التي أرادت النيل من عقيدة الحق وصرف الناس عنها وعزلها عن ساحة الفكر الإسلامي بزعمها دخيلة عليه، أو محرفة عنه، أدت إلى انعكاس المعادلة بطرفيها وانقلاب السحر على الساحر حيث عملت الدعاية المضللة بعد أن حفزت لدى النفوس حب الاطلاع ودافع الفضول لمعرفة الشيعة والتشيع عن كثب على النقيض من أهدافها وآلت إلى التوقف وإعادة النظر والتقويم للموروث السلفي والتعقل في قراءة المشهد التأريخي منذ الإرهاصات الأولى للدعوة الإسلامية المباركة.

وهكذا وبالبحث والمقارنة بين المدارس الإسلامية وطروحاتها العقائدية وطرائق الفهم والتحليل للواقع التأريخي المختلفة تبعاً لاختلافها، برز إلى الميدان فرسان - أحدهم المؤلف - رفعوا راية الانتصار للحق وأتباعه بعدان خاضوا غمار أشرف منازلة وأهم معركة في حياتهم كان من نتائجها النجاة بركوب سفينة أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) .

والكتاب بهذا الحجم نتيجة جهود جبارة أقلها المتابعة والتقصي لكل نبأ ينشر أو حكاية تروى عن مكتشف للحقيقة المحمدية العلوية والسعي للاتصال به وإجراء الحوار الهادئ الملتزم بالمنهج العلمي والعرف الاجتماعي على حد سواء. ولك أن تقيس كم هي مهمة صعبة إخراج كتاب بهذا الأسلوب وبهذا الشكل.

والأمر الذي يزيد في أهمية هذا الكتاب هو أن مؤلفه واحد من أولئك المتحولين إلى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) بعد رحلة بحث طويلة وشاقة عن الحقيقة المغيبة لسنوات عديدة من عمره.

وقد استغرقت رحلته التي ابتدأها من بيروت أكثر من عشر سنين قراءة ومقارنة وحواراً ومن ثم اكتشافاً واتباعاً.

وسيجد القارئ مضافاً إلى ما يقدمه الكتاب من معلومات وافية عن المذاهب الإسلامية وخطوطها العريضة المتوازية منها أو المتقاطعة على حد سواء ومعارف أخرى متنوعة جدير بالإطلاع عليها، متعة بقراءته من خلال عرضه لتجارب هذه النخبة الطيبة من أنصار الحق والصادحين بلسانه بكل جرأة، وقصص تحولهم وأن في قصصهم لعبرة...

الإعلامي: حيدر السلامي