النص والاجتهاد - السيد شرف الدين  ص 509 : -

[ المورد - 96 - : وضع الحديث في ذم أمير المؤمنين ( ع ) ]

ذكر شيخ المعتزلة الإمام أبو جعفر الاسكافي رحمه الله تعالى - فيما نقله عنه ابن أبي الحديد ( 1 ) - : ان معاوية حمل قوما من الصحابة ، وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله ، فاختلقوا له ما أرضاه .

( قال ) : منهم أبو هريرة ( 788 )

  ( 1 ) في شرح قول أمير المؤمنين عليه السلام : أما انه سيظهر عليكم بعدى رجل رحب البلعوم يدعوكم إلى مسبتى والبراءة منى ص 358 والتي بعدها من ج 1 من شرح النهج ( منه قدس ) .

( 788 ) أبو هريرة : لم يختلف الناس في اسم أحد - في الجاهلية والإسلام - كما اختلفوا في اسم " أبى هريرة " فلا يعرف أحد على التحقيق الاسم الذي سماه به أهله ليدعى بين الناس به . كما انه لم يعلم عن نشأته وأصله شئ . قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله في السنة - 7 ه‍ - في شهر صفر . وبقى في الصفة إلى شهر ذي القعدة سنة 8 ه‍ ثم انتقل إلى البحرين مع العلاء بن الحضرمي فيكون مدة إقامته في المدينة سنة وتسعة أشهر وكان في البحرين مع العلاء بن الحضرمي مؤذنا حيث لا يحسن غيره ومات سنة 59 ه‍ ومع هذا فقد كان أكثر الصحابة رواية فقد ذكر ابن مخلد الأندلسي في مسنده لأبي هريرة ( 5374 ) حديثا روى منها البخاري ( 446 ) .

وكان كبار الصحابة يكذبونه في أحاديثه وعلى رأسهم عمر بن الخطاب فانه كان سيئ الرأي فيه حتى ضربه بالدرة على روايته للأحاديث ولم يتمكن أبو هريرة أن يحدث في زمان عمر ولو مات أبو هريرة في زمان عمر لما وصلتنا الآلاف من أحاديثه .

وكذلك أكذبه على أمير المؤمنين عليه السلام وعثمان وكانت عائشة أشدهم إنكارا عليه لتطاول عمرها وعمره . وكان مؤيدا ومشايعا لبنى أمية وبالخصوص معاوية بن أبى سفيان فكان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وآله في مدحه وفضائله ويضع الذم والقدح في سيد الوصيين وإمام المتقين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .

وكان أبو هريرة : أول راوية اتهم في الإسلام ، كما قال ابن قتيبة . هذا ما استخلصناه من كتاب ، شيخ المضيرة أبو هريرة للعلامة الشيخ محمود أبو رية وهو أحسن كتاب ألف في دراسة شخصية " أبى هريرة " الطبعة الثالثة طبع دار المعارف بمصر . ولأجل التوسع في " أبى هريرة " راجع : كتاب " أبو هريرة " للسيد عبد الحسين شرف الدين طبع عدة طبعات ، أضواء على السنة المحمدية لأبي رية ص 194 - 223 ( * ) .

 
 

- ص 510 -

وعمرو بن العاص ( 789 ) والمغيرة بن شعبة ( 790 ) ومن التابعين :

  ( 789 ) ابن النابغة : وهو عمرو بن العاص بن وائل أبو محمد وأبو عبد الله . أبوه : هو الأبتر بنص الذكر الحكيم ( ان شانئك هو الابتر ) كما ذكره الرازي في تفسيره : روى ان العاص بن وائل كان يقول : ان محمدا أبتر لا ابن له يقوم مقامه بعده فإذا مات انقطع ذكره واسترحتم منه .

أمه : ليلى وتسمى النابغة وكانت أشهر بغى بمكة وأرخصهن أجرة ولما وضعته ادعا خمسة كلهم أتوها غير ان ليلى ألحقته بالعاص لكونه أقرب شبها به وأكثرهم نفقة عليها . والذين وقعوا عليها في طهر واحد : العاص وأبو سفيان وأبو لهب وأمية بن خلف وهشام بن المغيرة فولدت عمروا فاختلفوا فيه فلحقته بالعاص . وقد انتحل الإسلام لأغراض دنيوية ولم يعتنق الدين اعتناقا صحيحا .

فقد كان متصفا بالرذائل ومساوئ الأخلاق متصفا بالوضاعة والغواية والغدر والنفاق والمكر والحيلة والخيانة والفجور ونقض العهد وكذب القول وخلف الوعد وقطع الآل والحقد والوقاحة والحسد والرياء والشح والبذاء والسفه والوغد والجور والظلم والمراء والدناءة واللئم والملق والجلافة والبخل والطمع واللدد وعدم الغيرة على حليلته . وهذه ان دلت فانما تدل على عدم الإسلام المستقر وانتفاء الإيمان بالله وبما جاء به النبي صلى الله عليه وآله . فلا غرو حينئذ أن يكون زائغا عن الإسلام ناكبا عن الصراط المستقيم منحرفا عن سيد الوصيين عليه السلام يضع فيه الأحاديث الباطلة زورا وبهتانا .

وقد كان سببا في خذلان الحق وأضعافه ومشيدا لأركان الباطل واسناده وقد قتل عشرات الآلاف من المسلمين فجرائمه وبوائقه لا تعد ولا تحصى يكل عنها اللسان وتعجز عنها الأقلام وتجل عنها الكتب والمؤلفات . راجع : مخازيه ولئمه ونفاقه ورذائله في كتاب : الغدير للعلامة الأميني ج 2 / 120 - 176 فقد بسط القول في ترجمته .

( 790 ) وهو من شيعة بني أمية والمؤيدين لهم في جرائمهم ولما تولى الإمام أمير المؤمنين الخلافة الظاهرية بعد قتل عثمان أشار عليه المغيرة أن يبقى معاوية أميرا على الشام ولكن الإمام لم يوافقه في ذلك ولم يرضى ببقائه ولا ساعة واحدة لانها مساعدة

 
 

- ص 511 -

عروة بن الزبير ( 791 )
( قال ) وروى الزهري : ان عروة بن الزبير حدثه فقال : حدثتني عائشة قالت : كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أقبل العباس وعلي ، فقال لي صلى الله عليه وآله : " يا عائشة ان هذين يموتان على غير ملتي . أو

  => للظالم في ظلمه . وكان المغيرة قد غدر بجماعة في سفر كان معهم فيه كما ذكره ابن سعد في طبقاته ج 4 / 286 . وكان أميرا على البصرة من قبل عمر بن الخطاب فزنا بأم جميل من بني هلال وجاء الشهود وشهدوا عليه بالزنا ولكن الخليفة حاول أن يدرأ عنه الحد بتشكيك الشاهد الرابع وبالأحرى الاشارة إليه بعدم ذكر الشهادة تامة كما تقدم تحت رقم ( 508 و 509 ) .
كما انه من المتحاملين على إمام المتقين وسيد الوصيين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام فكان يسب الإمام ويلعنه جهرة على المنابر كما تقدم تحت رقم ( 761 ) . والذي خبث لا يخرج إلا نكدا فلا عجب أن يختلق الأحاديث في ذم أمير المؤمنين عليه السلام والتقليل من شأنه ومقامه . راجع : الغدير ج 6 / 137 - 144 .

( 791 ) عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى بن كلاب . وأمه : أسماء ابنة أبى بكر . وقد تمتع بها الزبير وأولدها عبدالله كما ذكره الراغب الاصفهانى في المحاضرات ج 2 / 94 ، وابن أبى الحديد في شرح النهج ج 20 / 130 ، مروج الذهب ج 3 / 81 وقد تقدم ص 215 عن عدة مصادر .
وكان عروة من المنحرفين عن إمام المتقين عليه السلام وتأييده لخالته عائشة في جميع أفعالها ومنها خروجها على إمام زمانها وعداوتها له . وكان بينه وبين ابن عباس محاورات ومحاججات في المتعتين وكان يستدل على حرمتهما بقول أبى بكر وعمر وابن عباس يستدل على حليتهما بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وفعله . راجع : مقدمة العقول ج 1 / 242 . فهو على شاكلة أخيه عبدالله في قتاله لإمام زمانه أمير المؤمنين عليه السلام توفى عروة سنة 94 كما في الطبقات لابن سعد ج 5 /
182 ( * ) .

 
 

- ص 512 -

قال : على غير ديني " ( 792 ) .
[ قال ] وروى عبد الرزاق عن معمر قال : كان عند

 

( 792 ) كيف يصح مثل هذا القول في العباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله وقد كان صلى الله عليه وآله يتضور لأجل أنين العباس عند أسره يوم بدر ولما هدد أبو حذيفة بن عتبة بقتل العباس تأذى رسول الله صلى الله عليه وآله . راجع ما تقدم تحت رقم ( 450 و 451 و 452 و 453 ) .

وكيف يصح هذا القول في أخي النبي وابن عمه ووصيه وأبى ولده وسبطيه وزوج ابنته سيدة نساء العالمين وأنه منه بمنزلة الرأس من الجسد وبمنزلة العين من الرأس وبمنزلة هارون من موسى غير النبوة وفيه وفى ذريته نزلت سورة هل أتى وآية التطهير وآية المودة وهو أحد الثقلين الذي أمرنا أن نتمسك بهما ، وغير ذلك من الآيات والروايات . وقد صح فيه قوله صلى الله عليه وآله : " أنا وهذا - يعنى عليا - حجة على أمتي يوم القيامة " راجع : سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم ( 586 ) عن مصادر متعددة .

وقال صلى الله عليه وآله : مخاطبا عليا : " ان الأمة ستغدر بك بعدى وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ، ومن أبغضك أبغضني ، وان هذه ستخضب من هذا - يعنى لحيته من رأسه " . راجع : كنز العمال ج 6 / 157 ، المستدرك للحاكم ج 3 / 147 واعترف بصحته ، تلخيص المستدرك للذهبي واعترف بصحته أيضا ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 / 435 ، إحقاق الحق ج 7 / 237 ، فضائل الخمسة ج 3 / 52 ، سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم ( 593 ) .

وقوله صلى الله عليه وآله لعلى أيضا : " أما أنك ستلقى بعدي جهدا ، قال في سلامة من ديني ؟ قال : في سلامة من دينك " . راجع : المستدرك للحاكم ج 3 / 140 واعترف بصحته ، تلخيص المستدرك للذهبي واعترف بصحته أيضا ، نظم درر السمطين ص 118 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج5 / 34 ، فضائل الخمسة ج 3 / 52 ، إحقاق الحق ج 7 / 329 ، فرائد السمطين ج 1 / 377 ح 318 . وغيرها من مئات الأحاديث .

 
 

- ص 513 -

الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي عليه السلام فسألته عنهما يوما فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما ؟ . الله أعلم بهما وبحديثهما أني لاتهمهما في بني هاشم . قال : فأما الحديث الأول فقد ذكرناه .

وأما الحديث الثاني فهو : ان عروة زعم ان عائشة حدثته قالت : كنت عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل العباس وعلي . فقال : يا عائشة ان سرك ان تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا فنظرت فإذا العباس وعلي بن أبي طالب " ( 793 )

( قال ) وأما عمرو بن العاص فروى فيه الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما مسندا متصلا بعمرو بن العاص . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " ان آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء ، انما وليي الله وصالح المؤمنين " ( 794 ) .

( قال ) وأما أبو هريرة فروى عنه الحديث الذي معناه ان عليا عليه السلام خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فأسخطه ، فخطب [ ص ] على المنبر وقال : لاها الله لا تجتمع ابنة ولي الله وابنة عدو الله أبي جهل ، ان فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها ، فان كان علي يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي ، وليفعل ما يريد ( 795 ) ( قال ) والحديث مشهور في رواية الكرابيسي . ( قال ) قلت : وهذا

  ( 893 ) هذا القول كسابقه في دلالته على نفاق قائله وزندقته .
( 794 ) هذا القول يراد به الانتقاص والتقليل من شأن سيد الوصيين ( ع ) وأبيه حام الرسول صلى الله عليه وآله أبى طالب عليه السلام ، وقد بكى الرسول صلى الله عليه وآله على عمه أبى طالب وحزن عليه حزنا شديدا كما تقدم في مورد البكاء . وسمى ذلك العام الذي توفى فيه عام الحزن بالإضافة إلى ذلك فبطلانه من أوضح الواضحات .
( 795 ) أصل الحادثة لم تقع وانما يراد تشويه سمعة الإمام أمير المؤمنين ومحاولة دفع غضب فاطمة على أبى بكر وعمر باختلاق هذه الأكاذيب . وإلا فان فاطمة أجل من أن تعترض على حق من حقوق زوجها شرعا . كما ان الرسول صلى الله عليه وآله كيف يشرع الجواز
=>
 
 

- ص 514 -

الحديث مخرج أيضا في صحيح مسلم والبخاري عن المسور بن مخرمة الزهري فقد ذكره المرتضى في كتابه المسمى - تنزيه الأنبياء والأئمة - ( 796 ) وذكر انه من رواية حسين الكرابيسي ( 797 ) ، وانه مشهور بالانحراف عن أهل البيت ( ع ) وعدواتهم والمناصبة لهم فلا تقبل روايته ، - إلى ان قال أبو جعفر - وروى الأعمش قال : لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مرارا وقال : يا أهل العراق أتزعمون إني أكذب على الله ورسوله وأحرق نفسي بالنار ؟ .

والله لقد سمعت رسول الله يقول : ان لكل نبي حرما وان المدينة حرمي ، فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين [ قال ] : وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها ؟ فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة. المدينة . أه‍ . ؟ ( 798 ) .

وروى سفيان الثوري - كما في ص 360 من المجلد الأول من شرح النهج عن عبدالرحمن بن قاسم عن عمر بن عبد الغفار : ان أبا هريرة لما قدم الكوفة

  => لغيره ثم لا يقبل به على ابنته وهذا في الحقيقة يراد به الطعن في علي بن أبي طالب ( ع ) وهو طعن في سيدة نساء العالمين وأبيها خاتم المرسلين .
( 796 ) تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى ص ط الحيدرية .
( 797 ) أبو علي الحسين بن علي الكرابيسى الشافعي المتوفى 245 ه‍ أو 248 ه‍ وكان من المتحاملين حتى على أحمد بن حنبل فضلا عن أهل البيت عليهم السلام فقد تكلم على إمام الحنابلة ويقول لما سمع قوله في القرآن : ايش نعمل بهذا الصبى ؟ ان قلنا القرآن مخلوق . قال : بدعة ، وان قلنا : غير مخلوق قال : بدعة . راجع : تاريخ بغداد للخطيب ج 8 / 64 ، الغدير ج 5 / 287 .
( 798 ) شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 4 / 63 - 73 ط مصر بتحقيق أبو الفضل ، شيخ المضيرة أبو هريرة ص 236 ، قبول الأخبار لأبي قاسم البلخي (
مخطوط ) ( * ) .
 
 

- ص 515 -

مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه فجاءه شاب من الكوفة - لعله الاصبغ بن نباتة - فجلس إليه فقال : يا أبا هريرة أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ؟ ، فقال : اللهم نعم . قال فأشهد بالله لقد واليت عدوه ، وعاديت وليه . ثم قام عنه وانصرف ( 799 ) .

وبالجملة فان معاوية لم يدع طريقا من ظلم أمير المؤمنين عليه السلام إلا سلكه وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

  ( 799 ) وهذا الاحتجاج نقله ابن أبى الحديد عن كتاب المعارف لابن قتيبة الدينوري ولكن الأيدي الأثيمة قد لعبت بكتاب المعارف عند طبعه وحذفت هذه المناشدة كما قد لعبت في مواضع أخرى منه . راجع : الغدير ج 1 / 192 و 204 . وقد تزلف كثير من أهل الحديث الذين يعبدون المادة فينعقون مع كل ناعق فيضعون الأحاديث تقولا وزورا وكذبا واختلافا على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله . راجع : الغدير للأميني ج 5 / 208 - 356 وج 7 / 87 - 114 وص 237 - 329 وج 8 / 30 - 96 وج 9 / 218 - 396 وج 10 / 67 - 137 وج 11 / 74 - 195 ، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 1 / 358 وج 3 / 15 و 258 ط 1 بمصر وج 4 / 63 وج 11 / 44 وج 13 / 219 بتحقيق أبو الفضل ، كتاب " أبو هريرة " للسيد عبد الحسين شرف الدين ص 132 . ( * )   
 
 

مكتبة الشبكة

الصفحة التالية

الصفحة السابقة

فهرس الكتاب