الصفحة 52
10- ابراهيم بن هدبه ابو هدبة البصري، كان رقاصا بالبصرة يدعى الى العرائس فيرقص لهم، وكان يشرب المسكر(1).

11- داود بن المحبر صاحب العقل وليته لم يصنفه، قال احمد:

لايدري ماالحديث، روى عبدالغني بن سعيد عن الدارقطني قال: كتاب العقل وضعه ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر فركبه باسانيد غير اسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن ابي رجاء، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي(2).

12- يزيد بن ابان الرقاشي البصري: قال فيه شعبه: لا ن ازني احب الي من ان احدث عن يزيدالرقاشي، ثم قال: ما كان اهون عليه الزنا(3).

13- يزيد بن سفيان ابو المهزم صاحب ابي هريرة، قال شعبة:

كان ابو المهزم مطروحا في مسجدثابت لو اعطاه انسان فلسا لحدثه سبعين حديثا، وقال: رايت ابا المهزم ولو يعط ى درهما لوضع حديثا(4).

14- السيف الامدي المتكلم صاحب التصانيف، علي بن ابي علي، نفي من دمشق لسوء اعتقاده وصح عنه انه كان يترك الصلاة، وكان من

____________

1 - ميزان الاعتدال: ج 1 ص 71 رقم 242.

2 - ميزان الاعتدال: ج 2 ص 20.

3 - ميزان الاعتدال: ج 4 ص 418.

4 - ميزان الاعتدال: ج 4 ص 426.


الصفحة 53
الاذكياء(1).

15- سعيد بن ذي لقوه، الذي روى عن الشعبي، قال ابن حبان: دجال يزعم انه راى عمر بن الخطاب يشرب المسكر(2).

16- طيفور بن عيسى ابو يزيد البسطامي، شيخ الصوفية، له نبا عجيب وحال غريب، وهو من كبارمشايخ الرسالة، نقلوا عنه انه كان يقول: سبحاني وما في الجنة الا اللّه، ما النار لاستاذنن اليها غدا، واقول اجعلني لاهلها فداء، او لابلغنها، ماالجنة؟ لعبة صبيان، هب لي هؤلاء اليهود، ماهؤلاء حتى تعذبهم؟! ومن الناس من يصحح هذا عنه ويقول: قاله في حال سكره، وكان يقول انه كان له معراج كما كان للنبي (ص)(3).

17- طاهر بن سهل الاسفرائيني، شيخ ابن الحرستاني، قال الحافظ ابو القاسم في ترجمته: كان عسرا مع عدم ثقته، حك اسم اخيه من كتاب الشهاب واثبت اسمه(4).

18- عمر بن داود بن سلمون، اتى بحديث باطل لعله هو المتفضل بوضعه، يقول: ختمت القرآن اثنتين واربعين الف مرة(5).

____________

1 - ميزان الاعتدال: ج 2 ص 259.

2 - ميزان الاعتدال: ج 2 ص 134.

3 - ميزان الاعتدال: ج 2 ص 346.

4 - ميزان الاعتدال: ج 2 ص 335.

5 - ميزان الاعتدال: ج 3 ص 193.


الصفحة 54
19- محمد بن عبد اللّه بن القاسم ابو الحسن الحارثي الرازي، كان يقال له جراب الكذب، وقيل له: انك تلقب جراب الكذب، فقال: بل انا جوالق الكذب، فان شئت فاسمع او دع، كذبه احمد(1).

20- عبد الرحمن بن آدم البصري مولى ام برثن، قال الدارقطني: انما نسب الى آدم ابي البشر ولم يكن له اب يعرف، ذكره ابن حبان في الثقات، قال المدائني: استعمله عبيد اللّه بن زياد ثم عزله واغرمه مائة الف، ثم رحل الى يزيد بن معاوية، فكتب الى عبيد اللّه بن زياد ان يخلف له ما اخذمنه، قال: وكان ينال منه، وكان من شانه ان ام برثن كانت امراة تعالج الطيب، فاصابت غلاما لقطة فربته حتى ادرك وسمته عبد الرحمن، فكلمت نساء عبيد اللّه بن زياد فكلمنه فيه فولاه، كان يقال له عبد الرحمن ابن ام برثن(2).

د- حكم الوضع في الاسلام:

اصدر الرسول الكريم (ص) حكمه القاطع في كل من كذب عليه بحديث او رواية فقال: (ان من الكبائر ان يقول الرجل علي ما لم اقل).

و: (من كذب علي متعمدا فليتبوا مقعده من النار).

هذا الحكم على كل من كذب على رسول اللّه (ص) في الاخرة، اما

____________

1 - ميزان الاعتدال: ج 3 ص 604.

2 - ميزان الاعتدال: ج 6 ص 122. تهذيب التهذيب: ج 6 ص 122.


الصفحة 55
الحكم الشرعي الدنيوي فيقول العلماء، ومنهم السمعاني:

من كذب في خبر واحد على رسول اللّه (ص) وجب اسقاط ماتقدم من حديثه.

ويقول الشيخ ابو محمد الجويني: نحكم بكفر من وقع منه الكذب على رسول اللّه (ص).

ويقول احمد بن حنبل: لا تقبل روايات من كذب في احاديث الرسول وان تاب عن الكذب بعدذلك. اي انه ان كان راويا يسقط احد شروط الرواة عنه وهو العدالة فتسقط كل رواياته التي رواها(1).

نتيجة:

ان ماذكرناه من الاسباب والدوافع لايعدو ان يكون جانبا محدودا من العوامل التي حدت بالوضاع الى افتراء الحديث وادت الى شيوع ظاهرة الوضع على نطاق واسع، فان الدوافع والاسباب تختلف باختلاف المعنيين بهذا الوضع والمقدمين عليه سواء كان المعنيون هؤلاء هم الوضاعين انفسهم او اولئك المستفيدين من الوضع وانتحال الاحاديث، ولا يمكننا في هذاالسياق ان نخلي حتى الدوافع الادبية والفنية المحضة من المسؤولية تجاه حصول هذه الظاهرة، فان الاتجاه الادبي لدى الكثيرين من الوضاع وسعة الخيال التي يمتلكونها ساهمت في اضفاءالطابع القصصي على هذه الروايات، وان شئت فقل العكس اي ان هؤلاء

____________

1 - اختصار علوم الحديث: ص 18.


الصفحة 56
القصاصين حاولوا اضفاء الطابع الديني على قصصهم من خلال ربط مضامينها ومجرياتها بالسنة النبوية الشريفة.

ولا يمكننا هنا تجنب الاشارة الى النتائج المخربة والاثار السيئة للاحاديث التي احدثها وادى اليهاوضع الحديث على عقائد الناس وافكارهم وكذا نظرتهم الى الحاكم والعلاقة به.

ويمكن القول هنا ان الدوافع السياسية تاتي في طليعة العوامل التي ادت الى بروز هذه الظاهرة وانتشارها واشرنا آنفا الى الدور الاموي ابتداء من حكم معاوية بن ابي سفيان في وضع الحديث، ونقول هنا ان دافع الامويين الرئيسي من وراء ذلك كان اضفاء صفة الشرعية على نظام حكمهم وتقديمه للمسلمين بصورة مقبولة دينيا، فقد كان الامويون يعلمون كغيرهم بافتقاد نظامهم لمثل هذه الشرعية وضعف الاساس الديني الذي يرتكز عليه حكمهم، لهذا لجاوا الى الحديث المكذوب على الرسول يستمدون منه الغطاء الشرعي ويدعمون به الاساس الواهي لحكمهم، وقد وجدوا الكثير من (الصحابة) ممن هم على استعداد للقيام بهذه المهمة ووضع الاحاديث التي تعزز شرعية هذا الحكم وتمنع الناس من التعرض له او حتى انتقاده.

والملاحظ ان الامويين مارسوا في مسعاهم لتحقيق الشرعية المطلوبة التعاط ي مع الحديث النبوي على عدة مستويات، وكنا قد اشرنا في حديث سابق لما يمكن ان ندعوه هنا بالمستوى النظري لهذا التعاطي،

الصفحة 57
وذلك من خلال التشجيع على وضع الاحاديث التي تثني على الامويين وغيرهم وتبجل رموزهم وشخصياتهم، وكذا التشجيع على افتراء الاحاديث التي ارادوها ان تحط من قدر اهل البيت وتنزلهم من مرتبتهم الشامخة وفي مقدمتهم سيد العترة اميرالمؤمنين (ع).

والمستوى الثاني من التعاط ي مع الحديث النبوي يمكننا ان نسميه بالمستوى التطبيقي وهوالتعامل الذي كان يتجه الى تبرير السياسة الاموية على صعيد الممارسة والسلوك، واشاعة نوع من الفهم للعلاقة مع الحاكم يرتكز على اضفاء الشرعية والقداسة على اعمال الحاكم وسياساته وعدم جواز التعرض لهذه السياسة باي شكل من الاشكال مهما يكن بعد هذه الاعمال والسياسة او قربهاعن تعاليم الاسلام وقيمه.

وقد ادى اشاعة هذا الفهم الى حدوث نتائج عميقة ومتشعبة على الصعد كافة، عقائدية كانت اواخلاقية او غيرها، فكان من ثمار هذا الفهم بروز فكرة (الجبر) و (الارجاء) على المستوى العقائدي والتي تعني الاولى ان اللّه تعالى هو خالق افعال العبد واعماله وهو مايستلزم خلوالانسان من المسؤولية تجاه اعماله وافعاله في الحياة وما يعنيه هذا من (براءة) الحاكم من اخطائه وتجاوزاته وعدم جواز التمرد على حكمه وممارسته اذ ان مثل هذا التمرد لايعني سوى العصيان والرفض لمشيئة اللّه وارادته.

وبعيدا عن النتائج العقائدية لهذه الظاهرة فان هذه الفترة شهدت

الصفحة 58
بواكير الفكر التبريري المقنن، وبدايات الفكر السياسي الذي يحمي الاستبداد وينظر له. حيث ظهر الكثير من الاحاديث التي تمنع من التحرش بالسلطان وتحرم الخروج عليه مهما يكن ظالما او فاسقا، وتعتبر مثل هذاالخروج شقا لعصا الجماعة وتمزيقا لوحدة الامة ايا كانت مبررات هذا الخروج او دوافعه.


الصفحة 59

الفصل الثانى


أ- صحة الاستدلال باحاديث مدرسة الخلفاء:

ب- نماذج من الوضاعين في كتبهم:

أ- مناقشة صحة الاستدلال باحاديث مدرسة الخلفاء:

لايصح الاستدلال بكل ما روي من احاديث لدى اهل السنة حتى عندهم انفسهم، ولكننا نراها بناءعلى قاعدة الزموهم بما الزموا به انفسهم صالحة للاحتجاج عليهم في اثبات فضائل اهل البيت: ومثالب اعدائهم، حتى وان ضعفوا جملة منها.

بيان هذا الامر يحتاج منا الى البحث في عدة محاور، منها:

1- المحور الاول: حجية اخبارهم عليهم:

ان اغلب اخبارهم التي نستدل بها عليهم هي حجة عليهم، ذلك ان هذه الاخبار اما ان تكون صحيحة السند عندهم، او ان طرق رواية هذه الاخبار متعددة لديهم، والتعدد يوجب الوثوق والاعتبار في الرواية.

او ان تكون هذه الاخبار مما يقطع بصحتها عادة، لان كل رواية

الصفحة 60
عندهم من فضائل آل محمد (ص)، ومثالب اعدائهم، فهي محكومة بوثاقة رجال سندها وصدقهم في تلك الرواية، كما ان من الضرورة ان نعرف جملة كيفية معرفة وثاقة الرجل وصدقه في الرواية، ومن اهمها عدم انخداعه بالمال والجاه والسلطة، وعدم مبالاته في سبيلها، باي خطر يمكن ان يقع عليه، فالكاذب المفتري ليس على استعداد لان يتحمل الاضرار بكل انواعها لاجل كذبة يكذبها لاتعود عليه بنفع ولا يجدفي روايتها الا الضرر.

كما ان من المتفق عليه ان من يروي في ذلك الزمن فضائل امير المؤمنين (ع) واهل بيته: او انه يروي حديثا في مثالب من خالفهم، فانه يكون قد القى نفسه في التهلكة، وجلب لها البلاءوالتلف، وهذا ماقد ثبت حصوله للجميع، وملئت به كتب التاريخ.

فهذا النسائي ذهب الى دمشق فسالوه عن معاوية وما روي في فضائله، فقال: لا اعرف له فضيلة الا (لا اشبع اللّه بطنه)، فما زالوا يدفعون في حضنه وفي رواية: في خصييه، وداسوه حتى حمل الى الرملة ومات هناك(1).

وهذا نصر بن علي بن صهبان، نقلا عن عبد اللّه بن احمد بن حنبل، قال: لما حدث نصر بان رسول اللّه (ص) اخذ بيد حسن وحسين، فقال: «من احبني واحب هذين واباهما وامهما كان في درجتي يوم القيامة» امر

____________

1 - ابن خلكان، وفيات الاعيان: ج 1 ص 77.


الصفحة 61
المتوكل بضربه الف سوط، فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا من اهل السنة، فلم يزل به حتى تركه(1).

ولو رايت كيف يسرعون في رمي من يروي فضائل اهل البيت بالجريمة التي لاتغتفر (التشيع) هذه الجريمة التي تجعل صاحبها هدفا للبلاء ومحلا للانتقام والطعن، لعلمت كم كان اهتمامهم في دراسة فضائل امير المؤمنين (ع)، علاوة على ذلك كم كان الراوي منصفا ومتحديا لهم بروايته تلك الرواية الموثوقة.

لقد اتهموا النسائي بالتشيع، لانه الف كتابا في خصائص امير المؤمنين (ع) وقال: لا اعرف لمعاوية فضيلة الا لا اشبع اللّه بطنه، علما ان هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه(2).

وكذلك اتهموا بالتشيع كلا من ابي عبد اللّه الحاكم محمد بن عبد اللّه، وابي نعيم والفضل بن دكين، وعبد الرزاق وابي حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن، والطبري وغيرهم ممن لاريب ولاشك في سنيتهم، اتهموهم بهذه التهمة لروايتهم فضائل اهل البيت: وعنايتهم بها في الجملة، وكان الغرض من الصاق هذه التهمة لرواة فضائلهم: هو ردع هؤلاء الرواة والمنع من رواية فضائل اهل البيت: وتدوينها.

نستنتج من هذا ان كل ماروي في فضائل اهل البيت:، وكذلك

____________

1 - تهذيب التهذيب: ج 10 ص 384 رقم 781.

2 - صحيح مسلم: كتاب البر والصلة والاداب ج 5 ص 172 ح 96.


الصفحة 62
مطاعن اعدائهم، هو صحيح لاسيما مع روايته عندنا، وتواتر الكثير منه، فيكون مما اتفق عليه الطرفان.

هذا بخلاف ماروي في فضائل مخالفي اهل البيت: فانه من رواية المتهمين بانواع التهم، وعلى اقل تقدير، لو كان له اصل لتواتر بعضه، فضلا عن كله.

2- المحور الثاني: تضعيفهم الرواية:

ان تضعيفهم الرواية ومناقشتهم سندها، لاقيمة له وليس له اي اعتبار، لان علماء الجرح والتعديل عندهم، مطعون فيهم، فلا يصح الاخذ باقوالهم، وكما يدل عليه ما في ميزان الاعتدال.

1- في ترجمة عبد اللّه بن ذكوان وهو المعروف بابي الزناد، قال ربيعة: ليس بثقة ولا رضي، ثم يقول الذهبي: لايسمع قول ربيعة فيه، فانه كان بينهما عداوة(1).

2- في ترجمة الحافظ ابي نعيم الاصبهاني احمد بن عبد اللّه، قال: هو احد الاعلام، صدوق، تكلم فيه بلا حجة، لكن هذه عقوبة من اللّه لكلامه في ابن مندة بهوى، ثم قال: وكلام ابن مندة في ابي نعيم فظيع لااحب حكايته، ثم قال: كلام الاقران بعضهم في بعض لايعبا به. لاسيما اذا لاح لك انه لعداوة او لمذهب او لحسد، ماينجو منه الا من عصم اللّه، وما

____________

1 - ميزان الاعتدال: ج 2 ص 418 رقم 4301.


الصفحة 63
علمت ان عصرا من الاعصار سلم اهله من ذلك سوى الانبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراديس(1).

ان كلمات الذهبي هذه تشير الى ان الطعن والحسد والهوى والعداوة كان منتشرا بينهم وهو من عاداتهم، لذا لايجوز الاخذ باقوالهم في الجرح والتعديل، لارتفاع الثقة، وزوال شرط مهم من شروط العلماء وهو العدالة وكذلك لصدور الكذب عنهم.

3- جاء في ترجمة عبيد اللّه بن سعد ابي قدامة السرخسي، قال:

قال الحاكم: روى عنه محمد بن يحيى ثم ضرب على حديثه، وسبب ذلك ان محمدا دخل عليه فلم يقم(2).

4- والاكبر من ذلك ما جاء في ترجمة سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال: ان مالك لم يكتب عنه!، قال الساجي:

يقال انه وعظ مالكا فوجد عليه فلم يرو عنه(3).

5- وفي ترجمة يحيى بن معين، ان ابا داود كان يقع فيه، وان احمد ابن حنبل قال: اكره الكتابة عنه(4).

وابن معين عالم من علماء الجرح والتعديل.

____________

1 - ميزان الاعتدال: ج 1 ص 111 رقم 438.

2 - تهذيب التهذيب: ج 1 ص 16 رقم 31.

3 - تهذيب التهذيب: ج 3 ص 402 رقم 866.

4 - تهذيب التهذيب: ج 11 ص 246 رقم 462.


الصفحة 64
6- وفي ترجمة شجاع بن الوليد، قال احمد بن حنبل: لقي ابن معين شجاعا، فقال له: ياكذاب، فقال له شجاع: ان كنت كذابا والا فهتكك اللّه، وقال احمد: اظن ان دعوة الشيخ ادركته(1).

7- وفي ترجمة محمد بن حبان، قال: قال الامام ابو عمرو بن الصلاح: غلط الغلط الفاحش في تصرفه، يقول اوهاما يتبع بعضهابعضا، ثم قال: قال ابو اسماعيل الانصاري شيخ الاسلام:

سمعت عبد الصمد بن محمد يقول: سمعت ابي يقول: انكروا على ابن حبان قوله: النبوة العلم والعمل وحكموا عليه بالزندقة، وهجروه، وكتبوا فيه الى الخليفة فامر بقتله، وقال ابو اسماعيل الانصاري: سالت ابن عمار عنه فقال: رايته، ونحن اخرجناه من خراسان، كان له علم كثير، ولم يكن له كبيردين(2).

3- المحور الثالث: الصحاح الستة وما فيها:

الصحاح هي الكتب الحديثية المعتبرة لدى اهل السنة، وهي تشتمل كما هو واضح من اسمهاآعلى الاحاديث الصحيحة فقط في نظرهم، ولكنها في نظرنا تشتمل على جوانب من الخلل تسقط هذه الصحاح عن كونها كذلك، ونعرض فيمايلي جانبا من هذا الخلل:

____________

1 - تهذيب التهذيب: ج 4 ص 275 رقم 546.

2 - ميزان الاعتدال: ج 3 ص 506 رقم 7346.


الصفحة 65

1- طريقة جمع الاحاديث:

يقول الذهبي (ان البخاري تجنب الرافضة كثيرا، كانه يخاف من تدينهم بالتقية، ولا نراه يتجنب النواصب ولا القدرية ولا الخوارج، ولا الجهمية، فانهم على بدعهم يلزمون الصدق)(1).

نبدا الحديث عن الصحاح مرتبة:

1- البخاري:

ذكر الذهبي ان البخاري احتج بجماعة في صحيحه ضعفهم بنفسه وكما يعلم من تراجمهم في ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب، مثل ايوب بن عائذ، ثابت بن محمد العائذ، حصين بن عبد الرحمن السلمي، حمران بن ابان، عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الازدي، كهمس بن النهال، محمد بن يزيد الحزامي، مقسم بن بجرة(2)..

2- مسلم:

ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة سويد بن سعيد الهروي، ان ابراهيم بن ابي طالب قال لمسلم: كيف استجزت الرواية عن سويد؟ قال: ومن اين آتي بنسخة حفص بن ميسرة؟(3).

فهل يعد هذا ياترى عذرا مقبولا من مسلم في الرواية عن الضعفاء وهو يدعي في كتابه انه لايروي الا عن ثقة؟

____________

1 - ميزان الاعتدال: ج ص.

2 - تهذيب التهذيب: ج 10 ص 256 رقم 509.

3 - تهذيب التهذيب: ج 4 ص 239 رقم 481.


الصفحة 66

3- النسائي:

ذكر ابن حجر في ترجمة احمد بن صالح المصري:

ان الخطيب قال: احتج باحمد بن صالح جميع الائمة الا النسائي، فانه نال منه جفاء في مجلسه، فذلك السبب الذي افسد الحال بينهما، قال العقيلي: كان احمد بن صالح، لايحدث احدا حتى يسال عنه، فجاءه النسائي فابى ان ياذن له فشنع عليه(1).

4- ابن ماجة:

ذكر ابن حجر في ترجمة ابن ماجة محمد بن يزيد بن ماجة، ان في كتابه السنن احاديث ضعيفة جدا، حتى بلغني ان السري كان يقول: مهما انفرد بخبر فهو ضعيف غالبا، ووجدت بخط الحافظ شمس الدين محمد بن علي الحسيني مالفظه: سمعت شيخنا الحافظ اباالحجاج المزي يقول: كل ماانفرد به ابن ماجة ضعيف(2).

5- الترمذي:

ذكر ابن حجر في ترجمة سليمان بن ارقم ابي معاذ البصري، وعاصم بن عمرو بن حفص: قال الترمذي: انهم متروكون، وروى عنهم في سننه(3).

6- ابو داود:

ذكر ابن حجر في ترجمة عمرو بن مرزوق، ان الازدي قال: كان علي بن المديني صديقا لابي داود، وكان ابو داود لايحدث حتى يامره علي، وكان ابن معين يطري عمرو بن مرزوق ويرفع ذكره، ولا

____________

1 - تهذيب التهذيب: ج 1 ص 34 رقم 68.

2 - تهذيب التهذيب: ج 9 ص 468 رقم 872.

3 - تهذيب التهذيب: ج 4 ص 148 رقم 297.


الصفحة 67
يصنع ذلك بابي داود لطاعته لعلي(1).

2- اشتمال الصحاح على مافيه الانحراف والكذب:

الكثير من اخبار الصحاح، تشتمل على ما فيه الانحراف والبعد عن العقيدة السليمة، مثل تجسيم اللّه سبحانه، واثبات المكان والانتقال والتغير له، وعروض العوارض على اللّه من قبيل الضحك ونحوه، مما يوجب الامكان، وقد جاء في البخاري ان اللّه يضع رجله في نار جهنم فيزوي بعضهابعضا، وتقول: قط قط، وكذلك تشتمل على توهين رسل اللّه ورسالاتهم حتى انهم صيروا رسولناالكريم (ص) جاهلا في اول البعثة بانه رسول مبعوث، فعلمه النصراني وزوجته خديجة انه رسول اللّه، وكذلك تشتمل على مايوجب كذب آي من القرآن، وفيها الكثير من المناكير والخرافات، واذااردت فراجعها لتتحقق بنفسك.

3- الكثير من رواة الصحاح مدلسون:

الكثير من رواة الصحاح مدلسون في رواياتهم، ملبسون فيها، ومظهرون خلاف الواقع، كما لوكانت الرواية عن شخص مقبول بواسطة شخص غير مرضي، فيتركون الواسطة ويروونها عن المقبول ابتداء، او يروونها عن ضعيف، وياتون باللفظ المشترك بين الضعيف والثقة، ليوهم الراوي على القاري ان المراد الثقة، لانه يظهر انه لايروي الا عن ثقة الى

____________

1 - تهذيب التهذيب: ج 8 ص 87 رقم 160.


الصفحة 68
غير ذلك من انواع التدليس.

ويكفينا في ادعائنا ان البخاري ومسلم كانا من المدلسين.

قال الذهبي في ترجمة عبد اللّه بن صالح بن محمد الجهني المصري: روى عنه البخاري في الصحيح، ولكنه يدلسه، فيقول:

حدثني عبد اللّه ولا ينسبه(1)، وفي ترجمة محمد بن سعيدالمصلوب الكذاب الشهير يقول الذهبي: اخرجه البخاري في مواضع وظنه جماعة(2).

ونقل ابن حجر عن ابن منده انه قال في كلام له: اخرج البخاري: قال فلان وقال لنا فلان وهوتدليس ثم قال ابن حجر الذي يظهر لي انه يقول فيما لم يسمع(3).

ويقول ابن حجر كذلك عن ابن منده انه قال في حق مسلم:

كان يقول فيما لم يسمعه من مشايخه، قال لنا فلان، وهو تدليس(4).

اذا كان هذا حال الصحيحين وصاحبيهما وهما عندهم اصح الكتب، فكيف حال غيرهما وكيف تعتبر اخبارهم وباي شيء يحصل الاطمئنان

____________

1 - ميزان الاعتدال: ج 3 ص 561 رقم 7592.

2 - ميزان الاعتدال ج 2 ص 440 رقم 4383.

3 - تعريف اهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس: المطبوع بمصر صفحة 6.

4 - تعريف اهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس: المطبوع بمصر صفحة 7.


الصفحة 69
لمن اراد الاحتجاج بهما!

4- جرح اغلب رواة الصحاح الستة:

ان اكثر رجال السند في الصحاح الستة، مطعون فيهم وعلى لسانهم، وبغير التدليس، في الكذب ونحوه، وعندما وجدت في كتب الجرح والتعديل هذه المجموعة من التسميات المستعملة في الجرح لم آخذ منها الا ما كان شديدا واضحا في تضعيف الراوي من قبيل: كذاب، متهم بالكذب، يضع الحديث، متهم بالوضع، يسرق الحديث، ومن كان ياتي بالمنكرات منهم مثل شرب الخمر، وسماع الغناء، والرقص، او انه لقيط، وان كانت بقية الطعون مسقطة للرواية وحجيتها ايضا، وذلك لحدوث التوهين في الراوي، وقد رتبت الاسماء على حروف الهجاء، وكان جل اعتمادي على كتابي تهذيب التهذيب، وميزان الاعتدال، اما ما وجدته من نعوت للرواة في هذه الكتب فهي:

1- كذاب.

2- متهم بالكذب.

3- يضع الحديث.

4- متهم بالوضع.

5- يسرق الحديث.

6- فلان لاادري ماهو.

7- دجال.

8- لايساوي فلسا.

9- ليس بالقوي.

10- ليس بثقة.

11- مجهول.

12- يخطئ.

13- في حديثه نظر.

14- متروك.

15- ترك الناس حديثه.

16- يروي عجائب.

17- صاحب بلايا.

18- منكر الحديث.


الصفحة 70
19- لايجوز الاحتجاج به.

20- خلط.

21- عنده مناكير.

22- ليس بذاك القوي.

23- مارايت احدا وثقه.

24- يحدث بالاباطيل.

25- لايعرف.

26- لايتبع على احاديثه.

27- ضعيف.

28- ضعفوه.

29- يروي الموضوعات.

30- لايحل كتب حديثه الا على سبيل الاعتبار.

31- ياتي عن قوم مجهولين بالمناكير.

32- متروك هالك.

33- ليس بشيء.

34- يتكلمون فيه.

35- لايكتب حديثه.

36- كثير الغلط.

37- صاحب بدعة.

38- عامة حديثه لا يتابع عليه سندا ومتنا.

39- يغلط كثيرا.

40- تالف.

41- مضطرب الحديث.

42- ليس بالمتين.

43- لايجوز ان يحتج به اذا انفرد.

44- رديء الحفظ.

45- سيء الحفظ.

46- يخط ى ء فلا يعلم ويحمل عنه.

47- غير ثقة ولا مامون.

48- ساقط.

49- واه بمرة.

50- ضعيف جدا.

51- مردود.

52- طرحوا حديثه.

53- لايساوي شيئا.

54- لين.

55- فيه لين.

56- لين الحديث.

57- غير ضابط.