إن كانوا يتحرّون الحقّ، ويوالون أهله، فما بالهم لم يأخذوا دينهم ـ بأصوله وفروعه ـ عن أئمة الهدى، وزعماء الدين، وروّاد العلم، والفقه هو الشرف، والتقوى؟!
لماذا تركوهم وأعرضوا عنهم، وراحوا يلتمسون العقائد والاصول والفروع وكل شيء ممن دونهم بلا ريب؟!
وليس هذا فقط، بل إذا رأوا من يحفظ حديثهم(عليهم السلام) قالوا: هذا رافضي. وتركوه!
هذه هي حقيقة تلك الدعوى، فلو صدقوا فيما زعموا لاتّبعوهم وهم يشهدون لهم بالفضل...
فلماذا هذا الاعراض عنهم، والتمسك بمن هو دونهم في الدرجات؟!
أكتب هذه الكلمات وتتردّ في ذهني مقولة أمير المؤمنين(عليه السلام)، التي يقول فيها: "فأين تذهبون؟! وأنّى تُؤفكون؟! والأعلام قائمة، والمنارُ منصوبة، فاين يُتاه بكم؟! وكيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم؟! وهم أزمّة الحق، وأعلام الدين، وألسنة الصدق"(1)".
____________
1- شرح نهج البلاغة للدكتور صبحي الصالح: 119 الخطبة رقم 87.
(20) صالح الورداني
(شافعي / مصر)
ولد في القاهرة عاصمة مصر سنة 1952م في اُسرة شافعية المذهب، عمل في مجال الصحافة والاعلام في مصر له الكثير من المؤلفات والاصدارات والمقالات المنشورة في الصحف المصرية وغير المصرية، وهو مؤسس دار الهدف للاعلام والنشر في القاهرة.
الأجواء التي ترعرع فيها:
يقول الاستاذ صالح: نشأت وتربيت في الساحة الاسلامية المصرية مع التيارات الاسلامية في فترة السبعينات في دائرة الفكر السني، حيث كانت خمسة أو ستة تيارات رئيسية وكنت ـ والحمد لله ـ أملك رصيداً فكرياً أتاح لي أن أتعامل مع هذه التيارات معاملة الناقد لا ان استسلم لاطروحة هذه التيارات، فكم من التناقضات كانت سائدة في وسطها وكانت الخلافات والتطاحنات والمشاكل التي واجهناها في تلك الفترة تدفع كل ذي عقل إلى أن يبحث عن البديل، إذ هناك خلل وهو غير معروف.
رحلته إلى العراق والكويت:
في نهاية السبعينات أمكن لي أن أقوم برحلة إلى العراق بدعوة من صديق لي تعرّفت عليه في مصر وكان على درجة كبيرة من الثقافة ويقوم بتحضير دراسات عليا في القاهرة، وفي العراق استضافتني عائلته مدة طويلة وكانت عائلة شيعية كريمة.
ومن خلال تواجدي في العراق قمت بزيارة مراقد آل البيت ببغداد والطواف على مساجد الشيعة وسماع الدروس والمحاضرات والحوار مع الشباب الشيعي من اصدقاء صديقي... ونتيجة لهذا كلّه تبددت من ذهني الكثير من الأوهام والتصوّرات غير الصحيحة التي كنت احملها عن الشيعة.
انتقلت بعد ذلك إلى الكويت والتقيت ببعض الشباب الشيعي وحصلت على عدد من الكتب، اذكر منها: كتاب السقيفة، وكتاب عقائد الامامية، وكتاب المراجعات، ومن خلال بحثي وتأمّلاتي تبيّن لي أن هناك قدوة سيئة سادت الأمة من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)، ومنها برزت جميع الاطروحات التي موّهت على حقيقة الإسلام وزيّفت النصوص وحجبت باقوالها وتفسيراتها حقيقتها عن الامة، وبالتالي اسهمت في تمكين الباطل واضعاف الحق واختراع سبل متفرّقة اضلت الأمة عن سبيل الله.
البحث عن القدوة الحقة:
وعندما يتم الكشف عن القدوة الحقة سوف تتّضح أمامنا القدوة الباطلة والحكم في ذلك يكون للنصوص وليس للرجال.
وقد شغلتني هذه المسألة كثيراً وشكلت حيرة كبيرة بالنسبة لي، وفي وسط هذه الحيرة كانت هناك تساؤلات كثيرة لا أجد لها إجابة في الاطروحة أو في
مميزات التراث الشيعي:
ولقد كان تبنّي الشيعة لقضية الإمامة قد ميّز التراث الشيعي عن التراث السني وأوجد الكثير من الاجتهادات والمواقف التي انعكست على الفقه والعقيدة. ومن ابرز نتائجها حصر مصدر التلقي في دائرة آل البيت المقصودين بالإمامة ورفض الخطوط الاخرى التي خالفت نهجهم وعلى رأسها خط الصحابة الذي أرسى دعائمه أبو بكر وعمر، وعندما يلتزم الانسان بخط آل البيت(عليهم السلام) إنما يلتزم بخط النصّ لا خط الرجال وقد جذبني لخط آل البيت ودفعني نحو التشيع تميز الطرح الشيعي بتحكيم القرآن والعقل واحترامه ومنحه الدور الشرعي الذي أوجبته نصوص القرآن، وسرني تطبيق هذه القاعدة على كتب الحديث وجميع ما ورد من أقوال وروايات عن الرسول أو أئمة آل البيت أو فقهاء الشيعة.
ولقد استفزتني كثيراً تلك المكانة المتواضعة جداً التي يضع أهل السنة فيها الإمام عليّاً، واستفزني تقديم عثمان عليه على الرغم من افاعيله ومنكراته... واستفزني مساواته بمعاوية الطليق الذي لا وزن له... واستفزني ما يلصقون به من صغائر وموبقات...
وكان هذا كلّه مبرراً للنفور من فقه القوم واطروحتهم والبحث عن الحقيقة في دائرة الاطروحات الاخرى، وسبباً في الاهتداء للاطروحة الشيعية التي وجدت فيها ما أراح عقلي وطمأن نفسي بخصوص الإمام علي(عليه السلام)... وجدت فيها مكانته وخصوصيته... ووجدت فيها علمه الذي دثره القوم... وجدت عليّاً الإمام المعصوم...
ولفت نظري في الطرح الشيعي أيضاً قضية فتح باب الاجتهاد الذي ظلّ
وتميّزت المؤسسة الدينية المعاصرة عند الشيعة بوجود عدد من المجتهدين البارزين الذين اجتهدوا في كثير من القضايا الملحّة والعاجلة والتي لا زال يتخبط فيها الطرف السني، وعلى رأس هذه القضايا قضية الربا والبنوك.
وما يميز المؤسسة الدينية عند الشيعة هو استقلالها عن الحكّام وبعدها عن سيطرتهم، مما أكسبها مواقف سياسية شجاعة اسهمت في إحداث تغييرات فعّالة في مجتمعاتها.. وهذه الاستقلالية إنما يعود سببها إلى ارتباط المؤسسة الدينية بالشارع والجماهير التي تدين لها بالطاعة والولاء وتسلمها الحقوق المالية وتذعن لأحكامها.
اكتشاف الحقيقة:
وهكذا اكتشفت الحقيقة وخرجت من دائرة الوهم عندما تتبّعت مسيرة الإسلام من بعد الرسول(صلى الله عليه وآله) وأعدت قراءته من جديد.
واستراحت نفسي من بعد سنوات طويلة من التيه والحيرة عندما وقع بصري على الطرف المغيب من تاريخ الإسلام وواقع المسلمين، واستقرّت قدماي على الطريق، وتبددت الغشاوة فور أن سطع أمامي نور آل البيت وظهرت لي معالم الصراط المستقيم وتيقّنت أنني على طريق الاسلام الصحيح.
مؤلفاته:
(1) "عقائد السنّة وعقائد الشيعة، التقارب والتباعد":
صدر في عام 1419هـ. عن مركز الغدير للدراسات الاسلامية ـ بيروت.
وهو دراسة مقارنة في عقائد السنة والشيعة بهدف التقريب بينها، يمهّد المؤلف بتعريف العقيدة وبنشأة السنة والشيعة، ثم يبحث في أربع قضايا أساسية
(2) "الكلمة والسيف، محنة الرأي في تاريخ المسلمين":
صدر عام 1997م عن مركز الحضارة العربية ـ القاهرة.
وهو كتاب يعرض قضايا الخلاف في الرأي والاعتقاد والصراع بين النص والرأي، كما يتعرض لمصادرة الرأي والشهداء الذين ذهبوا في سبيل آرائهم.
وقد قسم البحث إلى عدّة عناوين:
ـ الرأي والنص.
ـ العنف، الجذور الفقهية والتاريخية.
ـ سلاح الرواية، عماد الحكام والفقهاء.
ـ القرآن والرأي.
ـ شهداء الرأي.
ـ ملاحق.
(3) "الشيعة في مصر من الإمام عليّ(عليه السلام) حتى الإمام الخميني":
صدر عام 1414هـ. عن مكتبة مدبولي الصغير.
وهو كتاب يتعرّض لتاريخ الشيعة في مصر من أيام الإمام عليّ(عليه السلام)، وفيه يذكر الشيعة الأوائل في مصر كمالك الاشتر ومحمد بن أبي بكر والأحداث التي مروا بها، ثم يتسلسل في ذكر الحوادث والشخصيات حتى يصل إلى فترة الحكم
(4) "السيف والسياسة، صراع بين الاسلام النبوي والاسلام الاموي":
صدر عام 1996م عن دار الجسام ـ القاهرة.
وهو كتاب يتعرّض للصراع الذي حصل بعد وفاة رسول الله(صلى الله عليه وآله) بين أهل البيت(عليهم السلام) الذين يمثّلون الإسلام ومخالفيهم من الخلفاء، ثم بني أمية الذين انحرفوا عن الاسلام وادخلوا فيه ما ليس فيه.
ويتضمّن هذا الكتاب عدّة محطّات، وهي:
(5) "أهل السنة، شعب الله المختار":
صدر سنة 1417هـ. الناشر: كنّوته.
وقد فهرس مواضيع الكتاب تحت العناوين الرئيسية التالية:
ـ كيفية ظهور لفظ أهل السنة والجماعة.
ـ ركائز عقيدة أهل السنة.
ـ من هم أهل السنة؟ نصوص العقيدة عند أهل السنة.
ـ جانبا العقيدة السياسي والمذهبي.
ـ دائرة الماضي.
ـ دائرة الحاضر.
ـ أهل السنة، نهج اليهود والنصارى.
ـ خاتمة، نتائج عقائد أهل السنة.
وقد احتوى الكتاب على ملاحق هي:
ـ عقيدة أهل السنة لأحمد بن حنبل.
ـ عقيدة أهل السنة لأبي الحسن الاشعري.
ـ العقيدة الطحاوية لابي جعفر الطحاوي.
ـ لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي.
ـ العقيدة النسفية للنسفي.
ـ العقيدة الوسطية لابن تيمية.
ـ نصّ رسالة الذهبي لابن تيمية والتي أعلن فيها رفضه لمذهبه.
ـ رسالة في العقيدة الوهابية.
(6) "دفاع عن الرسول(صلى الله عليه وآله) ضد الفقهاء والمحدّثين":
صدر عام 1418هـ، الناشر: تريدنكو للطباعة ـ بيروت.
وهو كتاب يتعرّض إلى ما ألصقه بعض الفقهاء بالرسول من امور لا اصل لها وهو بريء منها.
جاء في مقدّمة المؤلف: "من هنا فقد طرحنا في هذا البحث عدّة قضايا ثابتة في كتب السنن حول شخص الرسول وهي محل تسليم القوم سلفاً وخلفاً. إلاّ أنه يضبطها بالقرآن واخضاعها للعقل يتبيّن لنا أنها من صنع الرجال..
القضية الأولى هي: علاقة الرسول بعائشة الطفلة وعشقه لها وهيامه بها...
والثانية: إخراج الرسول من دائرة التبليغ والتبيين إلى دائرة التشريع.
والثالثة: وصف الرسول بالجهل والخوف والإهمال.
والرابعة: فضح الرسول جنسياً وهتك ستره.
والخامسة: تنازل الرسول لعمر عن أهم خصائصه.
والسادسة: الرسول يبشّر بالظلم.
والسابعة: إهانة الأنبياء وتسفيههم.
وقد فهرس موضوعات الكتاب تحت العناوين التالية:
ـ الرواية بين الشك واليقين.
ـ الرسول الدور والشخصية.
ـ الرسول العاشق، الرسول المشرع، الرسول المجسم، الرسول المهمل، الرسول الجاهل، الرسول الظالم، الرسول المتطرّف، الرسول والأنبياء.
(7) "الخدعة، رحلتي من السنة إلى الشيعة":
صدر عام 1416هـ. عن دار النخيل ـ بيروت.
وقد فهرس كتابه تحت العناوين الرئيسية التالية:
ـ أول الطريق.
ـ التحرر من الماضي.
ـ الدين والتراث.
ـ رحلة الشك.
ـ تضخيم الرجال.
ـ الطرح الشيعي.
ـ إشكاليتان: العصمة والغيبة.
ـ بعد التشيع.
ـ القرآن.
(8) "زواج المتعة حلال، محاكمة المنهج الفقهي عند أهل السنة":
صدر عام 1417هـ، الناشر: كنّوته.
وهو دراسة تتعرّض لزواج المتعة الذي حرّمه أهل السنة اتباعاً لعمر، وتعرّض فيها لنصوص الحِل وما اورده القوم من أقوال في التحريم أخذت طابع النصوص.
وقد فهرس كتابه تحت العناوين الرئيسية التالية:
ـ ما هو الزواج.
ـ أهل السنة المنظور الفقهي.
ـ موقف عمر.
ـ نصوص التحريم.
ـ نصوص الاباحة.
ـ التطبيق.
ـ رؤية الشيعة.
ـ ملحق / مناظرة يحيى بن أكثم للمأمون حول زواج المتعة.
ـ ردّ العلامة السيد عزّالدين بحر العلوم.
ـ أنا ضد زواج المتعة.
ـ بدلا من الحرام زواج المتعة.
(9) "فقهاء النفط، راية الاسلام أم راية آل سعود":
صدر عام 1994م، الناشر: مدبولي الصغير.
وهو دراسة لاعمال آل سعود في شراء ذمم الفقهاء لخدمة مصالحهم بأموال النفظ، ويعرض التناقضات التي وقعوا فيها لاتباعهم الاهواء والابتعاد عن الإسلام الأصيل.
وقد فهرس كتابه تحت العناوين الرئيسية التالية:
ـ النفطيون والتراث.
ـ النفطيون وحادث الحرم.
ـ النفطيون وافغانستان.
ـ النفطيون وايران.
ـ النفطيون وأزمة الخليج.
ـ فتاوى نفطية.
ـ المتمرّدون.
ـ ملاحق الكتاب.
(10) "الحركة الاسلامية والقضية الفلسطينية":
صدر عام 1411هـ. عن الدار الشرقية.
دراسة نصوص موقف التيارات الاسلامية في مصر من القضية الفلسطينية وخصوصاً الاخوان المسلمين منهم.
وحوى الفهرس العناوين التالية:
ـ الحركة والبعد التاريخي.
ـ موقف الاخوان المسلمين.
ـ الاخوان والانتفاضة.
ـ موقف الجماعة الاسلامية الجهادية.
ـ المنتظرون موقف التيارات الاخرى.
ـ نظرية المواجهة.
ـ وثائق.
(11) "فتاوى ابن باز":
صدر عام 1419م، عن دار الهدف ـ القاهرة.
كتاب يتعرّض لفتاوى ابن باز الرئيس العام لادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية بتكفير المسلمين وتوجيه مخازي آل سعود.
وحوى الفهرس العناوين التالية:
ـ آل سعود والإسلام.
ـ مع الانجليز لا مع المسلمين.
ـ مع الاميركان واليهود.
ـ من هو ابن باز.
ـ عقيدة ابن باز.
ـ تلامذة ابن باز.
ـ ابن باز وآل سعود.
ـ ابن باز والتراث.
ـ فتاوى ابن باز.
ـ ملحق ـ نماذج من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث.
(12) "المناظرات بين فقهاء السنة وفقهاء الشيعة":
صدر عن دار الهدف سنة 1999م وكذلك عن دار الغدير ـ بيروت سنة 1999م أيضاً.
كتاب جمع فيه بعض المناظرات التي وقعت بين علماء الشيعة وعلماء العامة، كالمناظرة التي دوّنها مقاتل بن عطية وتسمّى بـ "مؤتمر علماء بغداد"، ومناظرة الشيخ حسين بن عبدالصمد العاملي مع أحد شيوخ حلب، ومناظرة الشيخ المفيد حول زواج المتعة مع أحد الاسماعيلية، وفنّد مناقشة مزعومة بين ابن تيمية والعلامة الحلّي.
(13) "النزاع والتخاصم فيما بين بني امية وبني هاشم":
صدر عن دار الهدف ـ القاهرة.
وهو في الأصل كتاب لتقي الدين المقريزي (776 ـ 845هـ) قام باعداده