الصفحة 54
يوم إن شئت؟ قال: لا بل الغسل المستحب، قال: اغتسل كلّ يوم جمعة ويوم الفطر ويوم النحر ويوم عرفة(1).

1830/13 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، قال: كان علي (عليه السلام) يقول: ما اُحبّ لأحد أن يدع الغسل يوم الجمعة، إلاّ من عذر أو لعلّة مانعة(2).

1831/14 ـ الشيخ إبراهيم الكفعمي، عن كتاب (الأغسال) لأبي العباس أحمد بن محمّد بن عياش، أنّ عليّاً (عليه السلام) كان إذا وبّخ الرجل قال: والله لأنت أعجز من تارك غسل الجمعة، إلى أن قال: ويقول بعده: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللّهمّ صلّ على محمد وآله واجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، والحمد لله ربّ العالمين، فهو طهر من الجمعة إلى الجمعة(3).

1832/15 ـ محمّد بن يعقوب، عدّة من أصحابنا، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد الله بن حمّاد الأنصاري، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ، قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا أراد أن يوبّخ الرجل يقول: لأنت أعجز من التارك الغسل يوم الجمعة، وأنّه لا يزال في طهر إلى الجمعة الاُخرى(4).

____________

1- كنز العمال 9: 571 ح27472.

2- الجعفريات: 45; مستدرك الوسائل 2: 499 ح2556.

3- مستدرك الوسائل 2: 506 ح2573; البحار 81: 353.

4- الكافي 3: 42; علل الشرايع: 285; وسائل الشيعة 2: 947; المقنعة: 158.


الصفحة 55

الباب السادس:

في الوضوء وآدابه

(1) وجوب الوضوء وفضله

1833/1 ـ عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) أنّه قال: لا وضوء إلاّ بنيّة، ومن توضّأ ولم ينوِ بوضوئه وضوء الصلاة لم يجزه أن يصلّي به، كما لو صلّى أربع ركعات ولم ينوِ بها الظهر لم تجزه من الظهر(1).

1834/2 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يحافظ على الوضوء إلاّ كلّ مؤمن(2).

1835/3 ـ قال عبد الله بن أحمد، حدّثني محمّد بن أبي بكر المقدّمي، حدّثنا هارون بن مسلم، حدّثنا القاسم بن عبد الرحمن، عن محمّد بن علي، عن أبيه، عن علي رضوان الله عليه، قال: قال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): يا علي أسبغ الوضوء، وإن شقّ عليك،

____________

1- دعائم الإسلام 1: 105; مستدرك الوسائل 1: 357 ح844.

2- الجعفريات: 34; مستدرك الوسائل 1: 356 ح837.


الصفحة 56
ولا تأكل الصدقة، ولا تنز الحمير على الخيل، ولا تجالس أصحاب النجوم(1).

1836/4 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من باع فضل الماء منعه الله تعالى فضله يوم القيامة(2).

1837/5 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: ما من مسلم يتوضّأ فيقول عند وضوئه: سبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللّهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، إلاّ كتب في رقٍّ وخُتم عليها، ثمّ وُضِعت تحت العرش حتّى تُدفع إليه بخاتمها يوم القيامة(3).

1838/6 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: تحت ظلّ العرش يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه: رجل خرج من بيته فأسبغ الطهر، ثمّ مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، فهلك فيما بينه وبين ذلك، ورجل قام في جوف الليل بعد أن هدأت كلّ عين، فأسبغ الطهر، ثمّ قام إلى بيت من بيوت الله فهلك فيما بينه وبين ذلك(4).

1839/7 ـ عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: اسباغ الوضوء في المكاره، ونقل الأقدام إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، يغسل الخطايا غسلا(5).

1840/8 ـ أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن ابن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الوضوء بعد الطهور عشر حسنات فتطهّروا(6).

____________

1- مسند أحمد 1: 78; كنز العمال 13: 150 ح36469.

2- الجعفريات: 12; مستدرك الوسائل 1: 356 ح838.

3- دعائم الإسلام 1: 105; مستدرك الوسائل 1: 321 ح724; البحار 80: 327.

4 و 5- دعائم الإسلام 1: 154.

6- محاسن البرقي، باب ثواب الطهر على الطهر 1: 118 ح121; وسائل الشيعة 1: 265; الخصال، حديث الأربعمائة: 620.


الصفحة 57
1841/9 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: إذا توضّأ الرجل، فهو في صلاة ما لم يحدث(1).

1842/10 ـ عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: لا صلاة إلاّ بطهور(2).

1843/11 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في حديث: اُوصيكم بالطهارة التي لا تتمّ الصلاة إلاّ بها(3).

1844/12 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الوضوء (الطهور) نصف الايمان(4).

1845/13 ـ وبهذا الاسناد، عنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نجّوا أنفسكم، اعملوا (خيراً) وخير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلاّ كلّ مؤمن(5).

1846/14 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم(6).

1847/15 ـ عن علي [ (عليه السلام) ] قال: الطهور شطرُ الايمان(7).

1848/16 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّ الله تعالى فرض الوضوء على عباده بالماء الطاهر، وكذلك الغسل من الجنابة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}(8) الآية(9).

____________

1- كنز العمال 9: 427 ح26809.

2- دعائم الإسلام 1: 100; مستدرك الوسائل 1: 287 ح624; البحار 80: 237.

3- دعائم الإسلام 2: 350; مستدرك الوسائل 1: 287 ح626.

4- الجعفريات: 17; دعائم الإسلام 1: 100; مستدرك الوسائل 1: 288 ح631; البحار 80: 237.

5- الجعفريات: 34; مستدرك الوسائل 1: 289 ح632.

6- كنز العمال 9: 277 ح26005.

7- كنز العمال 9: 422 ح26795.

8- المائدة: 6.

9- رسالة المحكم والمتشابه: 28; مستدرك الوسائل 1: 289 ح634; البحار 80: 297.


الصفحة 58
1849/17 ـ عن (اختيار) السيد ابن الباقي، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأبي ذر: إذا نزل بك أمر عظيم في دين أو دنيا، فتوضّأ وارفع يديك وقل: يا الله سبع مرّات فإنّه يُستجاب لك(1).

1850/18 ـ الراوندي، باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا بالوا توضّؤوا أو تيمّموا مخافة أن تدركهم الساعة(2).

1851/19 ـ الصدوق، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن أبي الجوزاء بن عبد الله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت بن هرمز الحداد، عن سعد بن ظريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يأتي على الناس زمان ترتفع فيه الفاحشة، إلى أن قال: فمن بلغ منكم ذلك الزمان فلا يبيتنّ إلاّ على طهور، الخبر(3).

1852/20 ـ عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: يحشر الله اُمّتي يوم القيامة بين الاُمم غرّاً محجّلين من آثار الوضوء(4).

1853/21 ـ عن علي [ (عليه السلام) ]: من أسبغ الوضوء في البرد الشديد، كان له من الأجر كِفلان، ومن أسبغ الوضوء في الحرّ الشديد كان له من الأجر كِفلٌ(5).

1854/22 ـ عن الحارث، أنّ علياً [ (عليه السلام) ] توضّأ ثمّ قام فشرب فضل وضوئه قائماً، ثمّ قال: إنّي رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يتوضّأ، ثمّ شرب فضل وضوئه قائماً(6).

____________

1- مستدرك الوسائل 1: 293 ح649; البحار 80: 328.

2- نوادر الراوندي: 39; البحار 80: 312.

3- فضائل الأشهر (للصدوق): 91 ح70; مستدرك الوسائل 1: 296 ح661.

4- دعائم الإسلام 1: 100; البحار 80: 237.

5- كنز العمال 9: 291 ح26060.

6- كنز العمال 9: 456 ح26946; الجامع الصغير للسيوطي 2: 564.


الصفحة 59
1855/23 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لم يتمّ وضوءه وركوعه وسجوده وخشوعه فصلاته خِداج(1) 1856/24 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: من أحسن الطهور ثمّ مشى إلى المسجد فهو في صلاة ما لم يحدث(2).

1857/25 ـ عن علي (عليه السلام) أنّه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ألا أدلّكم على ما يكفّر الذنوب والخطايا: اسباغ الوضوء عند المكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلك الرباط(3).

1858/26 ـ الشيخ المفيد، عن أبي نصر محمّد بن الحسين المقري، قال: حدّثنا عليّ ابن الحسن الصيدلاني، قال: حدّثنا أبو المقدام أحمد بن محمّد مولى بني هاشم، قال: حدّثنا أبو نصر المخزومي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، قال: قدم إلينا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) البصرة، مرّ بي وأنا أتوضّأ، فقال: يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله إليك، ثمّ جازني، الخبر(4).

1859/27 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تجوز صلاة امرئ حتّى يطهّر خمس جوارح: الوجه، واليدين، والرأس، والرجلين بالماء، والقلب بالتوبة(5).

1860/28 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الوضوء بمدّ، والغسل بصاع، وسيأتي أقوام من بعدي يستقلّون ذلك، فأُولئك على خلاف سنّتي، والآخذ بسنّتي معي في

____________

1- دعائم الإسلام 1: 100; البحار 80: 311.

2- دعائم الإسلام 1: 100; البحار 80: 137.

3- دعائم الإسلام 1: 100; البحار 80: 311; مستدرك الوسائل 1: 351 ح821.

4- أمالي المفيد، المجلس 14: 77; مستدرك الوسائل 1: 352 ح826; البحار 80: 310.

5- جامع الأخبار: 165 ح395; مستدرك الوسائل 1: 355 ح832; البحار 80: 346.


الصفحة 60
حظيرة القدس(1).

1861/29 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدّى زكاته، وكفّ غضبه، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدّى النصيحة لأهل بيتي، فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الايمان منفتحة له(2).

1862/30 ـ وبهذا الاسناد، قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): تكتب الصلاة على أربعة أسهم: سهم منها إسباغ الوضوء، الخبر(3).

1863/31 ـ عليّ بن الحسين الموسوي المرتضى، نقلا من تفسير النعماني باسناده، عن إسماعيل بن جابر، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث قال:

والمحكم من القرآن ممّا تأويله في تنزيله، مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}(4) وهذا من المحكم الذي تأويله في تنزيله، لا يحتاج في تأويله أكثر من التنزيل، ثمّ قال: وأمّا حدود الوضوء: فغسل الوجه واليدين، ومسح الرأس والرجلين وما يتعلّق بها ويتّصل، سنّة واجبة على من عرفها وقدر على فعلها(5).

____________

1- الجعفريات: 16; مستدرك الوسائل 1: 347 ح806.

2- الجعفريات: 230; مستدرك الوسائل 1: 350 ح817.

3- الجعفريات: 37; مستدرك الوسائل 1: 350 ح816.

4- المائدة: 6.

5- رسالة المحكم والمتشابه: 12; وسائل الشيعة 1: 280.


الصفحة 61

(2) التسمية والدعاء عند الوضوء

1864/1 ـ الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ رجلا توضّأ وصلّى، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعِد صلاتك ووضوءك، ففعل وتوضّأ وصلّى، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أعِد وضوءك وصلاتك، ففعل وتوضّأ وصلّى، فقال: أعِد وضوءك وصلاتك، فأتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فشكا ذلك إليه، فقال: هل سمّيت حين توضّأت؟ فقال: لا، قال: فسمّ على وضوئك، فسمّى وأتى النبي (صلى الله عليه وآله) فلم يأمره أن يعيد(1).

1865/2 ـ الصدوق، باسناده عن عليّ (عليه السلام) قال: لا يتوضّأ الرجل حتّى يسمّي، يقول قبل أن يمسّ الماء: بسم الله وبالله، اللهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، فإذا فرغ من طهوره قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، فعندها يستحقّ المغفرة(2).

1866/3 ـ عن سالم بن أبي الجعد، عن علي [ (عليه السلام) ] قال: إذا توضّأ الرجل فليقل: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، اللّهمّ اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين(3).

1867/4 ـ عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي قال: قال لي رسول الله(صلى الله عليه وسلم): يا علي إذا توضّأت فقل: بسم الله، اللّهمّ إنّي أسألك تمام الوضوء، وتمام الصلاة، وتمام رضوانك، وتمام مغفرتك، فهذا زكاة الوضوء(4).

1868/5 ـ كان أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا توضّأ قال: بسم الله وبالله، وخير الأسماء لله،

____________

1- تهذيب الأحكام 1: 358; وسائل الشيعة 1: 298; الاستبصار 1: 68.

2- الخصال، حديث الأربعمائة: 628; وسائل الشيعة 1: 299; المحاسن 1: 118 ح120.

3- كنز العمال 9: 445 ح26896.

4- كنز العمال 9: 468 ح26993.


الصفحة 62
وأكبر الأسماء لله، وقاهر لمن في السماء، وقاهر لمن في الأرض، والحمد لله الذي جعل من الماء كلّ شيء حيّ، وأحيى قلبي بالايمان، اللّهمّ تُب عليّ وطهّرني واقض لي بالحسنى، وأرني كلّ الذي أحبّ، وافتح لي بالخيرات من عندك يا سميع الدعاء(1).

1869/6 ـ العياشي: عن أبي الحسن عليّ بن محمّد (عليه السلام)، أنّ قنبراً مولى أمير المؤمنين (عليه السلام) اُدخل على الحجّاج بن يوسف، فقال له: ما الذي كنت تلي من أمر عليّ ابن أبي طالب؟ قال: كنت اُوضّيه، فقال له: ما كان يقول إذا فرغ من وضوئه؟ قال: كان يتلو هذه الآية {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْء حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلَسُونَ * فَقُطَعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(2) فقال الحجاج كان يتأوّلها علينا؟ فقال: نعم، فقال: ما أنت صانعٌ إذا ضربت علاوتك؟ قال: إذاً أسعد وتشقى، فأمر به(3).

1870/7 ـ محمد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن قاسم الخزّار، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بيّنا أمير المؤمنين (عليه السلام) قاعد ومعه ابنه محمّد إذ قال: يا محمّد ائتني بإناء من ماء، فأتاه به، فصبّه بيده اليمنى على يده اليسرى ثمّ قال: الحمد لله الذي جعل الماء طهوراً ولم يجعله نجساً، ثمّ استنجى فقال: اللّهمّ حصّن فرجي وأعفّه، واستر عورتي وحرّمها على النار، ثمّ استنشق فقال: اللّهمّ لا تحرّم عليّ ريح الجنّة واجعلني ممّن يشمّ ريحها وطيبها وريحانها، ثمّ تمضمض فقال: اللّهمّ أنطق لساني بذكرك واجعلني ممّن ترضى عنه، ثمّ غسل وجهه فقال: اللّهمّ بيّض وجهي يوم تسودّ فيه الوجوه، ولا تسودّ وجهي يوم تبيضّ فيه الوجوه، ثمّ غسل يمينه فقال: اللّهمّ أعطني كتابي بيميني والخلد بيساري، ثمّ غسل شماله فقال:

____________

1- من لا يحضره الفقيه 1: 43 ح87; وسائل الشيعة 1: 299.

2- الأنعام: 44-45.

3- تفسير العياشي 1: 359; تفسير البرهان 1: 526; البحار 80: 315.


الصفحة 63
اللّهمّ لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي، وأعوذ بك من مقطّعات النيران، ثمّ مسح رأسه فقال: اللّهمّ غشّني برحمتك وبركاتك وعفوك، ثمّ مسح على رجليه فقال: اللّهمّ ثبّت قدمي على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام واجعل سعيي فيما يرضيك عنّي، ثمّ التفت إلى محمّد فقال: يا محمّد من توضّأ بمثل ما توضّأت، وقال مثل ما قلت، خلق الله له من كلّ قطرة ملكاً يقدّسه ويسبّحه ويكبّره ويهلّله، ويكتب له ثواب ذلك إلى يوم القيامة(1).

1871/8 ـ عبد الله شبر، ما رويناه عن المشايخ الثلاثة بأسانيد عديدة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في دعاء الوضوء: اللّهمّ أعطني كتابي بيميني، والخلد في الجنان بيساري(2).


بيـان:

معنى الخلد في الجنان باليسار لا يخلو من خفاء، وقد وجّهه الشيخ البهائي بوجوه:

الأوّل: إنّه يقال في الشيء الذي حصّله الإنسان من غير مشقّة وتعب فعلته بيساري، فالمراد هنا طلب الخلود في الجنّة من غير أن يتقدّمه عذاب النار وأهوال يوم القيامة.

الثاني: أنّ الباء فيه للسببيّة، والمراد أعطني الخلود في الجنان بسبب غسل يساري، وعلى هذا فالباء (بيميني) أيضاً للسببيّة لتتوافق القرينتان، ولا يخلو من بعد.

الثالث: أنّ المراد باليسار ليس ما يقابل اليمين; بل اليسار المقابل للإعسار، والمراد باليسار اليسار بالطاعات، أي أعطني الخلد في الجنان بكثرة طاعاتي،


____________

1- الكافي 3: 70; مستدرك الوسائل 1: 308 ح691; وسائل الشيعة 1: 282; البحار 80: 320; ثواب الأعمال: 16; فلاح السائل: 52; جامع الأخبار: 163 ح389; فقه الإمام الرضا (عليه السلام): 69; من لا يحضره الفقيه 1: 42 ح84; المقنع: 8.

2- مصابيح الأنوار 2: 327.


الصفحة 64

فالباء للسببيّة، وحينئذ يكون في الكلام إيهام التناسب، وهو الجمع بين معنيين غير متناسبين بلفظين لهما معنيان متناسبان، كما في قوله تعالى: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَان * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}(1) فإنّ المراد بالنجم ما ينجم من الأرض أي يظهر ولا ساق له كالبقول، وبالشجر ما له ساق، والنجم بهذا المعنى وإن لم يكن مناسباً للشمس والقمر ولكنّه بمعنى الكواكب يناسبها، ومن هذا ما روي من قوله (عليه السلام): لا يزال المنان طايراً حتّى يقصّ، فإذا قُصّ وقع، وهذا الوجه وإن كان بعيداً إلاّ أنّه لا يخلو من لطافة.


(3) المضمضة والإستنشاق

1872/1 ـ الصدوق، باسناده عن علي (عليه السلام) قال: والمضمضة والإستنشاق سنّة، وطهور للفم والأنف، والسعوط مصحّة للرأس وتنقية للبدن وسائر أوجاع الرأس(2).

1873/2 ـ الحسن بن محمّد الطوسي، عن أبيه، عن المفيد، عن عليّ بن محمّد بن حبيش، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، عن عبد الله ابن محمّد بن عثمان، عن عليّ بن محمّد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، في عهده إلى محمّد بن أبي بكر لمّا ولاّه مصر، إلى أن قال:

وانظر إلى الوضوء، فإنّه من تمام الصلاة، تمضمض ثلاث مرّات، واستنشق ثلاثاً، واغسل وجهك ثمّ يدك اليمنى ثمّ اليسرى، ثمّ امسح رأسك ورجليك، فإنّي

____________

1- الرحمن: 5 ـ 6.

2- الخصال، حديث الأربعمائة: 611; وسائل الشيعة 1: 305; البحار 80: 334.


الصفحة 65
رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصنع ذلك، واعلم أنّ الوضوء نصف الايمان(1).

1874/3 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليبالغ أحدكم في المضمضة والإستنشاق فإنّه غفران لما تكلّم به العبد، ومنفرة للشيطان(2).

1875/4 ـ عن أمير المؤمنين (عليه السلام): ويتمضمض من نقياء، ويصلّي إذا كان متوضّياً قبل ذلك(3).

1876/5 ـ (الجعفريات)، بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، أنّ علياً (عليه السلام) كان يقول: لا مضمضة من طعام ولا من شراب، ولو فعلت ما تمضمضت إلاّ من اللبن(4).

(4) وجوب ايصال الماء إلى ما تحت الخاتم في الوضوء

1877/1 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمرني جبرئيل (عليه السلام) أن آمر اُمّتي بتحريك الخواتيم عند الوضوء والغسل من الجنابة(5).

1878/2 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوّل ما تأخذ

____________

1- أمالي الطوسي، المجلس الأول: 24 ح32; البحار 80: 266.

2- الجعفريات: 16; مستدرك الوسائل 1: 324 ح735.

3- مستدرك الوسائل 1: 234 ح455; دعائم الإسلام 1: 107.

4- الجعفريات: 26; مستدرك الوسائل 16: 330 ح20055.

5- الجعفريات: 17; مستدرك الوسائل 1: 339 ح781.


الصفحة 66
النار من العبد من اُمّتي موضع خاتمه وسرّته، فقيل: يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال: أمرني جبرئيل (عليه السلام) أن آحرّك خاتمي عند الوضوء وعند الغسل من الجنابة، وأمرني أن أجعل أصبعي في سرّتي فأغسلها عند الغسل من الجنابة، وأمرني جبرئيل أن آمر اُمّتي بذلك، فمن ضيّع ذلك أخذت النار موضع خاتمه وسرّته(1).

(5) التخليل في الوضوء

1879/1 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، أنّ علياً (عليه السلام) كان إذا توضّأ يخلّل لحيته(2).

1880/2 ـ وبهذا الاسناد، قال (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج ذات يوم فقال: حبّذا المتخلّلون، فقيل: يا رسول الله وما هذا التخلّل؟ قال: التخلّل في الوضوء بين الأصابع والأظافير، والتخلّل من الطعام، فليس شيء أشدّ على مَلَكي المؤمن من أن يريان شيئاً من الطعام في فيه وهو قائم يصلّي(3).

1881/3 ـ وبهذا الاسناد، عن علي (عليه السلام) قال: كنت اُوضّئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يدع أن ينضح غابته ثلاثاً، قال جعفر بن محمّد: غابته تحت لحيته(4).

1882/4 ـ وبهذا الاسناد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمرني جبرئيل أن أغسل فنيكي (فينكي) عند الوضوء(5).

____________

1- الجعفريات: 18; مستدرك الوسائل 1: 339 ح872.

2- الجعفريات: 18; مستدرك الوسائل 1: 343 ح796.

3- الجعفريات: 16; مستدرك الوسائل 1: 339 ح783.

4- الجعفريات: 18; مستدرك الوسائل 1: 343 ح797.

5- الجعفريات: 18; مستدرك الوسائل 1: 344 ح798; الذكرى: 84.


الصفحة 67

بيـان:

قال الشهيد في الذكرى: إذا لم نقل بوجوب التخليل، فالأولى استحبابه استظهاراً، ولو مع الكثافة، لما رووه أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) فعله.


(6) الوضوء من سؤر الدواب والسباع والطير والحائض

1883/1 ـ محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّ في كتاب علي (عليه السلام): إنّ الهِرّ سبع فلا بأس بسؤره، وإنّي لأستحي من الله أن أدع طعاماً لأنّ هرّاً أكل منه(1).

1884/2 ـ الشيخ الطوسي، ما أخبرني به الشيخ ـ أيّده الله تعالى ـ أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) يقول: كان علي (عليه السلام) يقول: لا تدع فضل السنور أن تتوضّأ منه، إنّما هي سبع(2).

1885/3 ـ وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّ علياً (عليه السلام) قال: إنّما هي من أهل البيت(3).

1886/4 ـ عبد الله بن جعفر الحميري، عن السندي بن محمّد، عن أبي البُختري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، أنّ علياً (عليه السلام) قال: لا بأس بسؤر الفار أن يشرب منه ويتوضّأ(4).

1887/5 ـ (الجعفريات)، أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام)

____________

1- الكافي 3: 9; وسائل الشيعة 1: 164; تهذيب الأحكام 1: 227.

2- تهذيب الأحكام 1: 227; وسائل الشيعة 1: 164.

3- تهذيب الأحكام 1: 227; وسائل الشيعة 1: 164.

4- قرب الاسناد: 150 ح542; وسائل الشيعة 1: 173; البحار 80: 58; الاستبصار 1: 26; تهذيب الأحكام 1: 419.