الصفحة 196

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة:

اتضح للقارئ من خلال الفصلين الأوّلَين أنّ الرسول الأكرم، (صلى الله عليه وآله) نصّ على خلافة أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وصدرت منه روايات صحّحها الفريقان، في مدحهم والثناء عليهم، ولأجل عدم التكرار ارتأينا أن نقتصر في فصلنا هذا، وما بعده من الفصول الآتية على ذكر كلمات علماء وأعلام أهل السنة في أئمة أهل البيت (عليهم السلام)؛ ليتبين للقارئ إجماع الأمة على كون هذهِ الذريّة الطاهرة من آل بيت النبي هم مدرسة من العطاء وأهل للاتباع.

نورد في فصلنا هذا بعضاً من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في تعظيم الإمام زين العابدين ومدحه والثناء عليه. فإليك ذلك:

1 ـ سعيد بن المسيَّب (ت: 93 أو 94 أو 100هـ):

قال في حق الإمام زين العابدين (عليه السلام): «لم يكن في أهل البيت مثله»(1). وقال أيضاً: «ما رأيت رجلاً أورع من علي بن الحسين»(2).

2 ـ محمّد بن مسلم الزهري (ت: 123هـ أو 124هـ):

نقل عنه أصحاب التراجم والسّير عدة أقوال في مدح الإمام، وتعظيمه نورد بعضاً منها(3):

____________

(1) نقله ابن كثير في «البداية والنهاية»: 1/122، مؤسسة التاريخ العربي.

(2) أورده الذهبي في «تاريخ الإسلام»: حوادث وفيات (81 ـ 100هـ)، ص 434، دار الكتاب العربي.

ونقل قريباً منه السيوطي في «طبقات الحفّاظ»: 37، دار الكتب العلمية.

(3) انظر مثلاً «تاريخ الإسلام» للذهبي: حوادث وفيات (81 ـ 100هـ) ترجمة رقم 352، و «سير أعلام النبلاء» له أيضاً: 4/386 ـ 401، مؤسسة الرسالة، و «تهذيب التهذيب» لابن حجر: 669 ـ 672، دار الفكر، مضافاً للمصادر الآتية في هامش كل قول.


الصفحة 197
1 ـ «ما رأيتُ قرشيّاً أورع منه، ولا أفضل»(1).

2 ـ «لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن حسين،... وكان أفضل أهل بيته وأحسنهم طاعة»(2).

3 ـ «ما رأيت هاشمياً قط أفضل من علي بن حسين، وهو أبو الحسينيين كلهم»(3).

4 ـ «لم أدرك بالمدينة أفضل منه»(4).

5 ـ «ما رأيتُ قرشياً أفضل منه وما أريتُ أفقه منه»(5).

3 ـ زيد بن أسلم (ت: 136هـ):

قال في حق الإمام زين العابدين (عليه السلام): «لم يكن في أهل البيت مثله»(6). و «ما رأيتُ فيهم مثل علي بن الحسين قط»(7). وقال: «ما رأيت مثل علي بن الحسين فهم حافظ»(8).

4 ـ سلمة بن دينار، أبو حازم الأعرج (ت: 135 أو 140هـ):

قال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «ما رأيت هاشمياً أفضل من علي بن

____________

(1) البداية والنهاية: 9/ 122، مؤسسة التاريخ العربي.

(2) مختصر تاريخ دمشق: 17/ 234 و235، دار الفكر.

(3) المصدر نفسه: 17/ 234 و235.

(4) تهذيب الاسماء واللغات: 1/314، دار الفكر.

(5) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 237، دار البشائر المصوّرة على الطبعة البولاقية في القاهرة.

(6) نقله ابن كثير في «البداية والنهاية»: 9/122، مؤسسة التاريخ العربي.

(7) نقله الذهبي في «تاريخ الإسلام»: حوادث وفيات (81 ـ 100هـ)، ص 433، دار الكتاب العربي.

(8) نقله أبو إسحاق الشيرازي في «طبقات الفقهاء»: 47، دار القلم، بيروت.


الصفحة 198
الحسين»(1).

وقال أيضاً: «ما رأيت هاشمياً أفقه من علي بن الحسين»(2).

5 ـ يحيى بن سعيد الأنصاري (ت: 143هـ):

قال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «هو أفضل هاشمي رأيته بالمدينة»(3). «وكان أفضلُ هاشمي أدركته»(4).

6 ـ الإمام مالك بن أنس (ت: 179هـ):

قال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «إنّ علي بن الحسين كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات... وكان يسمّى زين العابدين لعبادته»(5).

وروى عنه عبد الله بن وهب(6) أنه قال: «لم يكن في أهل بيت رسول الله

____________

(1) نقله الذهبي في «تاريخ الإسلام»: حوادث وفيات (81 ـ 100هـ)، ص 433، دار الكتاب العربي، وابن العماد الحنبلي في «شذرات الذهب»: 1/194، دار الكتب العلمية.

(2) نقله المزّي في «تهذيب الكمال»: 20/393، مؤسسة الرسالة.

(3) نقل قوله النووي في «تهذيب الأسماء واللغات»: 1/314، دار الفكر.

(4) نقل قوله ابن كثير في «البداية والنهاية» 9/122، مؤسسة التاريخ العربي، والذهبي في «تاريخ الإسلام»: حوادث وفيات (81 ـ 100هـ)، ص 435، دار الكتاب العربي، وأورده ابن حجر في «تهذيب التهذيب»: 5/670، دار الفكر.

(5) رواه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: 41/ 378، دار الفكر، وأرسله الذهبي في «العبر في خبر من غبر»: 1/111 إرسال المسلّمات، واللفظ أعلاه للذهبي.

(6) قال عنه ابن حجر في «تقريب التهذيب»: «عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري، الفقيه، ثقة حافظ عابد»، «تقريب التهذيب»: 1/320، دار الفكر، وترجمه في «تهذيب التهذيب»: 4/530، ونقل فيها قول علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت أبا مصعب يعظّم ابن وهب، قال: ومسائل ابن وهب عن مالك صحيحة، ونقل قول هارون بن عبد الله الزهري: كان الناس في المدينة يختلفون في الشيء عن مالك فينتظرون قدوم ابن وهب حتى يسألوه عنه.


الصفحة 199
مثل علي بن الحسين»(1).

7 ـ حماد بن زيد (ت: 179هـ):

قال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «كان أفضل هاشمي أدركته»(2).

8 ـ سفيان بن عُيَيْنة (ت: 198هـ):

قال في حق الإمام زين العابدين (عليه السلام): «ما رأينا قط قرشياً أفضل منه»(3).

9 ـ الإمام محمد بن إدريس الشافعي (ت: 204 هـ):

قال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «هو أفقه أهل المدينة»(4).

10 ـ محمد بن سعد الزهري (ت: 230هـ):

قال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «كان ثقةً مأموناً، كثير الحديث، عالياً، رفيعاً، ورعاً»(5).

____________

(1) انظر «البداية والنهاية» لابن كثير: 9/122، مؤسسة التاريخ العربي، ونسب القول إلى مالك بلا رواية عنه، و «سير أعلام النبلاء» للذهبي: 4/389، مؤسسة الرسالة، و «تهذيب التهذيب» لابن حجر: 5/670، دار الفكر، واللفظ لابن حجر.

(2) نقل قوله النووي في «تهذيب الأسماء واللغات»: 1/314، دار الفكر.

(3) نقل قوله المنّاوي في «الكواكب الدريّة»: 139، مطبعة وورسة تجليد الأنوار، مصر، وابن الصبّان في «إسعاف الراغبين»: 237، مطبوع على هامش نور الأبصار، طبعة دار الفكر المصوّرة على الطبعة المصرية لسنة 1948م.

(4) نقل قوله الجاحظ في «رسائله»: 106، جمع ونشر حسن السندوبي، المطبعة الرحمانية بمصر، توزيع المكتبة التجارية الكبرى.

(5) أورده الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: 4/387، مؤسسة الرسالة، وابن حجر في «تهذيب التهذيب»: 5/670، دار الفكر.


الصفحة 200

11 ـ الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا عن أبيه موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين قائلاً: «لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته»(1).

12 ـ عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250هـ):

قال عن الإمام زين العابدين (عليه السلام): «وأما علي بن الحسين بن علي فلم أرَ الخارجي في أمره إلا كالشيعي ولم أرَ الشيعي إلا كالمعتزلي ولم أرَ المعتزلي إلا كالعامي ولم أرَ العامي إلا كالخاصي ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله ويشك في تقديمه»(2). وقال في «رسائله» عند الرد على ما تفاضلت به بنو أمية على بني هاشم: «وإن عددتم النسّاك من غير الملوك فأين أنتم عن علي بن الحسين زين العابدين، الذي كان يُقال له علي الخير وعلي الأعز وعلي العابد، وما أقسم على الله بشيء إلا وأبرّ قسمه...

فأما الفقه والتفسير والتأويل فإن ذكرتموه، لم يكن لكم فيه أحد، وكان لنا فيه مثل علي بن أبي طالب... وجعفر بن محمّد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه... ومَن مثلُ علي بن الحسين زين العابدين. وقال الشافعي في الرسالة في إثبات خبر الواحد: وجدتُ علي بن الحسين ـ وهو أفقه أهل المدينة ـ يُعوّل على

____________

(1) أورده ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة»: 310، دار الكتب العلمية.

(2) نقل قوله ابن عنبة في «عمدة الطالب»: 194، المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف.


الصفحة 201
أخبار الآحاد»(1). كما أنّه مدح عشرة من أئمة أهل البيت من ضمنهم الإمام زين العابدين في كلام واحد فقال: «ومَن الذي يُعَدُّ من قريش أو من غيرهم ما يَعُدُّه الطالبيون عشرة في نسق، كل واحد منهم عالمٌ، زاهد ناسك شجاع جواد طاهر زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [العسكري] بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي [زين العابدين] بن الحسين بن علي (عليهم السلام)، وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب ولا من بيوت العجم»(2).

13 ـ أبو بكر بن البرقي، أحمد بن عبد الله (ت: 270هـ):

قال في حق الإمام زين العابدين (عليه السلام): «كان أفضل أهل زمانه»(3).

14 ـ أبو حاتم، محمّد بن حبان البستي (ت: 354هـ):

قال في «مشاهير علماء الأمصار»: «علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، من فقهاء أهل البيت، وأفاضل بني هاشم، وعُـبّاد المدينة...»(4).

15 ـ أبو نعيم، أحمد بن عبد الله الأصفهاني (ت: 430 هـ):

قال في «حلية الأولياء»: «علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، زين العابدين، ومنار القانتين، كان عابداً وفـيّاً، وجواداً حفـيّاً»

____________

(1) رسائل الجاحظ: 105 ـ 106، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، طبع المطبعة الرحمانية بمصر.

(2) المصدر نفسه: 109.

(3) نقل قوله المزّي في «تهذيب الكمال»: 20/388، مؤسسة الرسالة، والذهبي في «سير أعلام النبلاء»: 4/390، مؤسسة الرسالة.

(4) مشاهير علماء الأمصار: 63، دار الكتب العلمية.


الصفحة 202
ثم ذكر طرفاً من مكارمه وفضائله ومحاسنه وبعض أقوال أهل العلم في تعظيمه والثناء عليه كما ذكر جانباً من كلماته(1)، سلام الله عليه.

16 ـ محمّد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):

قال في «مطالب السؤول»: «هذا زين العابدين: قدوة الزاهدين وسيد المتقين، وإمام المؤمنين شيمته تشهد له أنّه من سلالة رسول الله(ص)، وسمته تثبت مقام قربه من الله زلفى، ونفثاته(2) تسجل بكثرة صلاته وتهجده، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها، درّت له أخلاف التقوى فتفوقها، وأشرقت لديه أنوار التأييد فاهتدى بها، وأَلِفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها، وخالفته وظائف الطاعة فتحلّى بحليتها، طالما اتخذ الليل مطية ركبها لقطع طريق الآخرة، وظمأ الهواجر دليلاً استرشد به في مفازة المسافرة، وله الخوارق والكرامات ما شوهد بالأعين الباصرة، وثبت بالآثار المتواترة، وشهد له أنّه من ملوك الآخرة»(3).

17 ـ يوسف بن فرغلي سبط ابن الجوزي (ت: 654هـ):

قال في «تذكرة الخواص»: «وهو أبو الأئمة، وكنيته أبو الحسن، ويلقّب بزين العابدين، وسمّاه رسول الله (ص) سيد العابدين...، والسجاد، وذي الثفنات، والزكي، والأمين، والثفنات (ما يقع على الأرض من أعضاء البعير إذا استناخ وغلظ كالركبتين ونحوهما، الواحدة ثفنة فكان طول السجود أثّر في

____________

(1) انظر «حلية الأولياء»: 3/124 ـ 135، دار إحياء التراث العربي.

(2) هكذا في المصدر المطبوع ولعلّ الصحيح «ثفناته».

(3) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 2/84، مؤسسة أمّ القرى.


الصفحة 203
ثفناته...»(1). ثم ذكر طرفاً من مناقبه ومحاسنه وكلماته وبعض أقوال العلماء في تعظيمه و الثناء عليه إلى أن قال: «اختلفوا في وفاته على أقوال: أحدها: أنّه توفي سنة أربع وتسعين، والثاني سنة اثنتين وتسعين والثالث سنة خمس وتسعين، والأول أصحّ؛ لأنها تسمّى سنة الفقهاء: لكثرة من مات بها من العلماء، وكان سيد الفقهاء، مات في أولها وتتابع الناس بعده.

أسند عنه سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، وعامة فقهاء المدينة...»(2).

18 ـ ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: 655هـ):

نقل في «شرح نهج البلاغة» نصّ كلام الجاحظ في «رسائله» مقراً له عليه(3)، وقد تقدم ذكره منّا عند نقل كلمات الجاحظ حول الإمام زين العابدين (عليه السلام).

19 ـ محيي الدين، يحيى بن شرف النووي (ت: 676 هـ):

قال في «تهذيب الأسماء واللغات»: «... علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني التابعي المعروف بزين العابدين رضي الله عنه،... روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمان ويحيى الأنصاري والزهري وأبو الزناد، وزيد بن أسلم وحكيم بن جبير، وابنه أبو جعفر محمّد بن علي وغيرهم، وأجمعوا على جلالته في كل شيء...». وذكر مجموعة من أقوال العلماء في مدحه

____________

(1) تذكرة الخواص: 291، مؤسسة أهل البيت.

(2) المصدر نفسه: 298 ـ 299.

(3) انظر «شرح نهج البلاغة»: 15/ 274 و278، دار الكتب العلمية المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربية.


الصفحة 204
والثناء عليه(1).

20 ـ أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن خلّكان (ت: 681 هـ):

قال في «وفيات الأعيان»: «أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين، المعروف بزين العابدين، ويقال له علي الأصغر، وليس للحسين، رضي الله عنه عقب إلاّ من ولد زين العابدين هذا، وهو أحد الأئمة الاثني عشر، ومن سادات التابعين، قال الزهري: ما رأيتُ قرشياً أفضل منه»(2)، إلى أنْ قال: «وفضائل زين العابدين ومناقبه أكثر من أن تحصر»(3).

21 ـ شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ):

قال في «سير أعلام النبلاء» بعد أن ذكر بعض مناقبه ونبذاً من أقوال العلماء في مدحه والثناء عليه: «وكان له جلالة عجيبة، وحقّ له والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى، لشرفه، وسؤدده وعلمه وتألهه، وكمال عقله. قد اشتهرت قصيدة الفرزدق ـ وهي سماعنا ـ أنّ هشام بن عبد الملك حجّ قُبيل ولايته الخلافة، فكان إذا أراد استلام الحجر زوحم عليه، وإذا دنا عليّ بن الحسين من الحجر تفرقوا عنه إجلالاً له، فوجم لها هشام وقال: مَن هذا؟ فما أعرفه، فأنشأ الفرزدق يقول:


هذا الذي تعرفُ البطحاء وطأتهوالبيتُ يعرفه والحلّ والحرمُ

____________

(1) انظر «تهذيب الأسماء واللغات»: 1/314 ـ 315، دار الفكر.

(2) وفيات الأعيان: 3/233، دار الكتب العلمية.

(3) المصدر نفسه: 3/235.


الصفحة 205

هـذا ابـن خير عباد الله كُلّهمُهذا التقي النقي الطاهرُ العلمُ
إذا رأتـه قُـريشٌ قـال قائلُهاإلى مـكارم هذا ينتهي الكرمُ
يـكـاد يُمـسكه عرفان راحتهركن الحطيم إذا ما جاء يستلمُ
يُغضي حياءً ويُغضى من مهابتهفـمـا يُكلّم إلاّ حيـن يَبتسمُ
هذا ابنُ فـاطمة إنْ كنتَ جاهِلهُبـجدّهِ أنـبـياء الله قد ختموا

وهي قصيدة طويلة. قال: فأمر هشام بحبس الفرزدق...»(1).

وقال في «العبر»: «قلتُ: مناقبه كثيرة من صلواته وخشوعه وحجّه وفضله رضي الله عنه»(2).

22 ـ عبد الله بن أسعد اليافعي (ت: 768 هـ):

قال في «مرآة الجنان» عند ذكر حوادث سنة (94 هـ): «وفيها توفي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، روي عن جماعة من السلف أنهم قالوا: ما رأينا أورع وبعضهم قالوا أفضل منه منهم سعيد بن المسيّب، وقال أيضاً: بلغني أنّ علي بن الحسين كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات...» وبعد أن ذكر طرفاً من مناقبه ومحاسنه قال: «ومناقبه ومحاسنه كثيرة شهيرة، اقتصرتُ منها على هذهِ النُبذ اليسيرة»(3).

23 ـ إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت: 774 هـ):

ترجم الإمام علي بن الحسين في كتابه «البداية والنهاية» ونقل فيها أقوالاً

____________

(1) سير أعلام النبلاء: 4/398، مؤسسة الرسالة.

(2) العبر في خبر من غبر: 1/111، مطبعة حكومة الكويت.

(3) مرآة الجنان وعبرة اليقظان: 1/151 ـ 153، دار الكتب العلمية.


الصفحة 206
عدة من العلماء في مدحه والثناء عليه كمحمّد بن سعد والزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم كما ذكر عدّة من محاسن الإمام ومناقبه وفضائله ونقل بعضاً من مواعظه، وقبساً من نور كلماته(1).

24 ـ محمّد خواجه بارساي البخاري (ت: 822 هـ):

قال في «فصل الخطاب»: «ولد سنة ثمان وثلاثين، وكان ثقة مأموناً كثير الحديث عالياً رفيعاً، وأجمعوا على جلالته في كل شيء، وقال حماد بن زيد: كان أفضل هاشمي أدركته»(2).

25 ـ أحمد بن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ):

قال في «تقريب التهذيب»: «علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، زين العابدين، ثقة، ثبتٌ، عابدٌ، فقيهٌ، فاضلٌ، مشهور، قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيتُ قرشياً أفضل منه...»(3).

كما ترجمه في «تهذيب التهذيب» واقتصر على نقل توثيقات ومدائح العلماء للإمام (عليه السلام)(4).

26 ـ ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855 هـ):

قال في «الفصول المهمة»: «أما مناقبه (عليه السلام)، فكثيرة ومزاياه شهيرة منها أنّه كان إذا توضأ للصلاة يصفرّ لونه فقيل له: ما هذا نراه يعتادك عند الوضوء،

____________

(1) انظر «البداية والنهاية»: 9/121 ـ 134، مؤسسة التاريخ العربي.

(2) نقله القندوزي الحنفي في «ينابيع المودة»: 2/454، منشورات الشريف الرضي.

(3) تقريب التهذيب: 1/411، دار الفكر.

(4) انظر «تهذيب التهذيب»: 5/669 ـ 672. دار الفكر.


الصفحة 207
فيقول ما تدرون بين يَدي مَنْ، أريدُ أنْ أقوم...»(1).

27 ـ شمس الدين محمّد بن طولون (ت: 911 هـ):

قال في «الأئمة الاثنا عشر»: «ورابعهم علي، رضي الله عنه وهو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بزين العابدين، ويقال له علي الأصغر. وليس للحسين رضي الله عنه، عقبٌ إلا من ولد زين العابدين هذا.

وهو من سادات التابعين.

قال الزهري: ما رأيتُ قرشياً أفضل منه.... وكان يقال لزين العابدين: ابن الخيرتين، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لله تعالى من عباده خيرتان فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس» إلى أن قال: «وفضائل زين العابدين ومناقبه أكثر مِن أن تُحصى»(2).

28 ـ أحمد بن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):

قال في «الصواعق المحرقة»: «وزين العابدين هذا هو الذي خلف أباه علماً وزهداً وعبادة، وكان إذا توضأ للصلاة أصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: ألا تدرون بين يَدي مَن أقف. وحكي أنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة» ثم ذكر بعض كراماته ومحاسنه وطرفاً من أقواله عليه السلام(3).

29 ـ عبد الرؤوف المناوي القاهري الشافعي (ت: 1031 هـ):

____________

(1) الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة: 190، دار الأضواء.

(2) الأئمة الاثنا عشر: 75 ـ 78، منشورات الرضي المصوّرة على طبعة دار صادر، بيروت.

(3) انظر «الصواعق المحرقة»: 302 ـ 304، دار الكتب العلمية.