قال: وكان سبب قوله هذهِ الأبيات أن بعض أصحابه قال له: ما رأيت أوقح منك ما تركت خمراً ولا طرداً ولا معنى إلا قلت فيه شيئاً، وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئاً، فقال: والله ما تركت ذلك إلاّ إعظاماً له، وليس قدرُ مثلي أن يقول في مثله، ثم أنشد بعد ساعة هذهِ الأبيات.
وفيه يقول أيضاً:
مُـطـهرون نقيّات جيوبهم | تـجري الصلاة عليهم أينما ذُكروا |
من لم يكن علوياً حين تنسبه | فـمـاله فـي قـديم الدهر مفتخرُ |
الله لمّا بـرا خـلـقاً فأتقنه | صَــفّاكُمُ واصطفاكم أيهـا البشر |
فأنتم الملأ الأعـلى وعندكمُ | علم الكتاب وما جاءت به السور(1) |
16 ـ الحافظ الجويني (ت: 722 هـ):
قال في «فرائد السمطين»: «الإمام الثامن مظهر خفيات الأسرار، ومبرز خبيات الأمور الكوامن، منبع المكارم والميامن، ومتبع الأعالي الحضارم والأيامن، منيع الجناب، رفيع القباب، وسيع الرحاب، هموم السحاب، عزيز الألطاف، غزير الأكناف، أمير الأشراف، قرة عين آل ياسين وآل عبد مناف، السيد الطاهر المعصوم، والعارف بحقائق العلوم، والواقف على غوامض السر المكتوم، والمخبر بما هو آتٍ، وعمّا غبر ومضى، المرضي عند الله سبحانه برضاه عنه في جميع الأحوال، ولذا لقب بالرضا علي بن موسى صلوات الله
____________
(1) وفيات الأعيان: 3/ 236، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
17 ـ شمس الدين الذهبي (ت: 748 هـ):
قال في «سير أعلام النبلاء»، الجزء التاسع: «علي الرضا، الإمام السيد، أبو الحسن، علي الرضا بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمد الباقر، بن علي بن الحسين، الهاشمي العلوي المدني... وكان من العلم والدين والسؤدد بمكان يقال: أفتى وهو شاب في أيام مالك... وقد كان علي الرضا كبير الشأن، أهلاً للخلافة...»(2).
وقال في الجزء الثالث عشر بعد أن ذكر الأئمة مختصراً وأنهى كلامه عن الإمام الكاظم (عليه السلام) بقوله: «وابنه علي بن موسى الرضا: كبير الشأن، له علم وبيان ووقع في النفوس...»(3).
وقال في «تاريخ الإسلام»: «كان سيد بني هاشم في زمانه وأجلهم وأنبلهم... مات في صفر سنة ثلاث ومائتين عن خمسين سنة بطوس ومشهده مقصود بالزيارة رحمه الله»(4).
18 ـ المؤرخ الباحث محمد بن شاكر الكتبي (ت: 764 هـ):
قال في «عيون التواريخ»: «وهو أحد الأئمة الاثني عشر، كان سيد بني
____________
(1) فرائد السمطين: 2/187 مؤسسة المحمودي للطباعة والنشر.
(2) سير أعلام النبلاء: 9/ 387 ـ 388 و392، مؤسسة الرسالة
(3) المصدر نفسه: 13/ 121.
(4) تاريخ الإسلام: حوادث وفيات (201 ـ 210) ص269 ـ 272، دار الكتاب العربي.
19 ـ عبد الله بن أسعد اليافعي (ت: 768 هـ):
قال في «مرآة الجنان»: «وفيها [203 هـ] توفي الإمام الجليل المعظم سلالة السادة الأكارم أبو الحسن علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أحدُ الأئمة الاثني عشر، أولي المناقب الذين انتسبت الإمامية إليهم، وقصروا بناء مذهبهم عليه. وكان المأمون قد زوّجه ابنته أم حبيبة وجعله ولي عهده، وضرب اسمه على الدينار والدرهم... وكان السبب في ذلك أنه استحضر أولاد العباس الرجال منهم والنساء، وهو بمدينة مرو من بلاد خراسان، وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفاً بين كبير وصغير واستدعى علياً المذكور، فأنزله أحسن منزل، وجمع خواص الأولياء، وأخبرهم أنه نظر في أولاد العباس وأولاد علي بن أبي طالب، فلم يجد أحداً في وقته أفضل، ولا أحق بالخلافة من علي الرضا فبايعه(2)، وأمر بإزالة السواد من اللباس والأعلام وأبدل ذلك بالخضرة(3).
20 ـ ابن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ):
نقل في كتابه «تهذيب التهذيب» قول الحاكم المتقدم وقول السمعاني
____________
(1) حياة الإمام الرضا للشيخ باقر شريف القرشي: 1/ 62 عن «عيون التواريخ»: 3، ورقة 226 مصور في مكتبة السيد الحكيم.
(2) نحنُ وإن كنا نتفق مع المؤرخ في أن الإمام أفضل من في وقته إلا أنّا لا نتبنى أن ذلك كان السبب في إعطاء الإمام ولاية العهد وليس هنا محل تفصيل ذلك.
(3) مرآة الجنان: 2/ 10، دار الكتب العلمية، 1417هـ.
21 ـ ابن الصباغ المالكي (ت: 855 هـ):
قال في «الفصول المهمة»: «قال الشيخ كمال الدين بن طلحة: تقدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وزين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) وجاء علي بن موسى الرضا هذا ثالثهما، ومن أمعن نظره وفكره وجده في الحقيقة وارثهما، نما إيمانه وعلا شأنه وارتفع مكانه وكثر أعوانه وظهر برهانه، حتى أدخله الخليفة المأمون محل مهجته وأشركه في مملكته وفوض إليه أمر خلافته وعقد له على رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته. وكانت مناقبه علية، وصفاته سَنيـّة، ونفسه الشريفة زكية هاشمية، وأرومته الكريمة نبوية»(2).
22 ـ جمال الدين الأتابكي المعروف بابن تغري (ت: 874 هـ):
قال في «النجوم الزاهرة»: «وفيها [سنة 203] توفي علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام أبو الحسن الهاشمي العلوي الحسيني كان إماماً عالماً... وكان علي هذا سيد بني هاشم في زمانه وأجلهم...»(3).
23 ـ الحافظ السمهودي الشافعي (ت: 911 هـ):
قال في «جواهر العقدين»: «وأما علي الرضا بن موسى الكاظم فكان أوحد زمانه جليل القدر...»(4).
____________
(1) تهذيب التهذيب: 5/ 745 ـ 746، دار الفكر.
(2) الفصول المهمة: 233، دار الأضواء.
(3) النجوم الزاهرة: 2/ 174، نشر المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر.
(4) جواهر العقدين: 446، دار الكتب العلمية، بيروت.
24 ـ صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي (ت: بعد923 هـ):
قال في «خلاصته»: «كان سيد بني هاشم وكان المأمون يعظمه ويجلّه وعهد له بالخلافة وأخذ له العهد...»(1).
25 ـ ابن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):
قال في «الصواعق المحرقة» بعد أن أتم كلامه عن الإمام الكاظم ومن سبقه من الأئمة (عليهم السلام): «علي الرضا: وهو أنبههم ذكراً وأجلهم قدراً؛ ومن ثم أحله المأمون محل مهجته، وأنكحه ابنته، وأشركه في مملكته، وفوض إليه أمر خلافته...»(2).
26 ـ أحمد بن يوسف القرماني (ت: 1019 هـ):
قال في «أخبار الدول»: «وكانت مناقبه عليّة، وصفاته سَنيـّة،... وكان رضي الله عنه قليل النوم كثير الصوم، وكان جلوسه في الصيف على حصير، وفي الشتاء على جلد شاة»(3).
27 ـ ابن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):
قال في «شذرات الذهب»: «[وفيها 203 هـ توفي] علي بن موسى الرضا الإمام الحسن(4) الحسيني بطوس، وله خمسون سنة، وله مشهد كبير بطوس يزار، روى عن أبيه موسى الكاظم، عن جده جعفر بن محمد الصادق، وهو
____________
(1) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 2 /257 ترجمة رقم 5054، ط. مكتبة القاهرة.
(2) الصواعق المحرقة: 309، دار الكتب العلمية.
(3) أخبار الدول وآثار الأول: 1/ 341 و344، عالم الكتب.
(4) كذا في المطبوع ولعل الصحيح «الإمام أبو الحسن».
28 ـ عبد الله الشبراوي (ت: 1171 هـ):
قال في «الإتحاف بحبّ الأشراف»: «كان رضي الله عنه كريماً جليلاً، مهاباً موقراً...قال بعضهم: علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، فاق أهل البيت شانه، وارتفع فيهم مكانه، وكثر أعوانه وظهر برهانه، حتى أحلة الخليفة المأمون محل مهجته، وأشركه في خلافته، وفوض إليه أمر مملكته، وعقد له على رؤوس الأشهاد عقد نكاح ابنته، وكانت مناقبه علية، وصفاته سَنيـّة، ونفسه الشريفة هاشمية، وأرومته الكريمة نبوية، وكراماته أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر...»(2).
29 ـ محمد أمين السويدي (ت: 1264 هـ):
قال في «سبائك الذهب»: «كانت أخلاقه علية، وصفاته سنية... كراماته كثيرة. ومناقبه شهيرة لا يسعها مثل هذا الموضع...»(3).
30 ـ الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: بعد 1308 هـ):
عقد في كتابه «نور الأبصار» فصلاً كاملاً عن الإمام الرضا أسماه: «فصل: في ذكر مناقب سيدنا علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن علي بن أبي
____________
(1) شذرات الذهب: 2/ 75 ـ 76. دار الكتب العلمية ـ بيروت لبنان 1998م.
(2) الإتحاف بحب الأشراف: 155- 156، منشورات الرضي، الطبعة المصورة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبية بمصر.
(3) سبائك الذهب: 75، المكتبة العلمية.
31 ـ يوسف إسماعيل النبهاني (ت: 1350 هـ):
قال في «جامع كرامات الأولياء»: «علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أحد أكابر الأئمة ومصابيح الأمة، من أهل بيت النبوة، ومعادن العلم والعرفان، والكرم والفتوة. كان عظيم القدر مشهور الذكر، وله كرامات كثيرة..»(2).
32 ـ علي جلال الحسيني (ت: 1351 هـ):
قال عن الإمام (عليه السلام): «كان أعلم الناس في وقته وأسخاهم، ولد سنة 148، وقبض سنة 203 وهو ابن خمس وخمسين سنة»(3).
33 ـ عبد الله عفيفي (ت: 1363 هـ):
قال: «علي بن موسى الرضا، عميد هذا البيت وزعيمه والإمام المرتضى من آل البيت...»(4).
34 ـ الفـاضـل علـي بـن عـبـد الله فـكـري الحسـيني القـاهـري (ت: 1372هـ):
قال في «أحسن القصص»: «علمه وفضله: قال إبراهيم بن العباس: ما رأيتُ الرضا سُئل عن شيء إلاّ علمه، ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان
____________
(1) نور الأبصار في مناقب آل النبي المختار::168، طبعة دار الفكر، الطبعة المصورة على الطبعة المصرية لسنة 1948.
(2) جامع كرامات الأولياء: 2/ 311. دار الفكر.
(3) أئمتنا لمحمد علي دخيل: 2/ 154 عن «الحسين»: 2/ 207.
(4) أئمتنا لمحمد علي دخيل: 2/ 154 عن «المرأة العربية»: 3/ 93.
تعبّده: وكان قليل النوم، كثير الصوم، لا يفوته صوم ثلاثة أيام من كل شهر.
ويقول: ذلك صيام الدهر.
معروفه وتصدقه: وكان كثير المعروف والصدقة، وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة...
زهده وورعه: كان زاهداً ورعاً وكان جلوسه في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح»(1).
35 ـ خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):
قال في كتابه «الأعلام»: «علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أبو الحسن الملقب بالرضى: ثامن الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، ومن أجلاء السادة أهل البيت وفضلائهم...»(2).
36 ـ الدكتور عبد السلام الترمانيني:
قال في «أحداث التاريخ الإسلامي»: هو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، الملقب بالرضا. ثامن الأئمة الاثني عشرية عند الإمامية...
____________
(1) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: 28 /622 ـ 623، عن «أحسن القصص»: 4/289، دار الكتب العلمية، بيروت.
(2) الأعلام: 5/ 26، دار العلم، بيروت لبنان.
37 ـ محمود بن وهيب:
قال عن الإمام (عليه السلام): «وكراماته ـ أي الرضا ـ كثيرة رضي الله عنه، إذ هو فريد زمانه...»(2).
38 ـ الفاضل باقر أمين الورد ـ المحامي عضو اتحاد المؤرخين العرب ـ:
قال في «معجم العلماء العرب»: «علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، أبو الحسن الملقب بالرضا: ثامن الأئمة الاثني عشر عند الإمامية ومن أجلاّء السادة أهل البيت وفضلائهم...»(3).
39 ـ الفاضل الهادي حمو:
قال في كتابه «أضواء على الشيعة الإمامية»: «... وعلى كل فالإمام الرضا كان في أزهى عصور الحضارة الإسلامية فقد عاصر المأمون حقبة، وكان له في مجالسه العلمية ونشاطه الفكري نصيب عظيم، وكان المأمون يخصه بعقد المناظرات ويجمع له العلماء والفقهاء والمتكلمين من جميع الأديان فيسألونه ويجيب الواحد تلو الآخر حتى لا يبدي أحد منهم إلاّ الاعتراف له بالفضل ويقر على نفسه بالقصور أمامه...»(4).
____________
(1) أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين «أحداث سنة 203، ج1، مجلد2 ص1169 ط. الكويت».
(2) حياة الإمام الرضا للشيخ القرشي: 1/ 62، عن «جوهرة الكلام»: 143.
(3) شرح إحقاق الحق للسيد المرعشي: 28/628، عن «معجم العلماء العرب»: 1/ 153، عالم الكتاب ومكتبة النهضة العربية ـ بيروت.
(4) شرح إحقاق الحق: 28 /623، عن «أضواء على الشيعة الإمامية»: 134، ط. دار التركي.
40 ـ عارف أحمد عبد الغني:
قال في كتابه «الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف» عند ذكره للإمام الرضا (عليه السلام): «ولم يكن في الطالبيين في عصره مثله، بايع له المأمون لولاية العهد، وضرب اسمه على الدنانير والدراهم، وخطب له على المنابر، ثم توفي بطوس، ودفن بها...»(1).
هذا والكلمات عديدة متظافرة نقتصر على ما أوردناه مراعاةً للاختصار.
____________
(1) الجوهر الشفاف في أنساب السادة الأشراف: 1/ 159، دار كتاب للطباعة والنشر.