الصفحة 175
ومتون مختلفة، وكذا اخرجه مسلم في صحيحه ضمن خمس احاديث وورد في بعضهاكلمة «الرجل»، وفي بعضها الاخر كلمة «القدم».

ولا يخفى ان في هذه الروايات التي نقلناها اليك عن الصحيحين البخاري ومسلم اللذين يعتبران اهم المصادر عند اهل السنة بعد القرآن دلالة تامة وواضحة على كونها من الاحاديث المزورة والموضوعة في مباحث التوحيد لانها تحكي عن توصيف رب متحيز في مكان خاص فتارة يكون مستقر على العرش، وتارة اخرى تجده في السحاب، وتارة ثالثة تراه في جهة القبلة امام المصلي، واحيانا ينزل الى السما الدنيا وذلك في بعض الليالي الخاصة، وانه يرى كما ترى الاجسام المادية، ويضحك، وله اعضا وجوارح كما للانسان اعضا وجوارح.

فحينئذ فهل يعقل ان يتخذ مثل هذا الموجود ربا والها؟ فكما ان الدلائل النقلية تنفي التسليم والانقياد لمثل هذا الموجود فكذلك البراهين العقلية والفلسفية تابى قبول هذا الرب المحتاج والمحدود والذي له آثاروعلامات المخلوقين لا الخالق والصانع ولا يقبل العقل ان يتعبد لمثل هذا الموجودكرب واله وخالق.

ولعل يوجد بعض من لم تكن له معرفة بعقائد اهل السنة وآرا علمائهم ومحدثيهم في مسالة التوحيد فينتقدنا ويورد اشكاله علينا قائلا: ان جميع الاقوال والايات والاحاديث تحتمل التوجيه والتاويل، اذن فما الداعي ان تكون هذه الاحاديث التي رويتموها عن كتب اهل السنة مما تقبل التاويل والتوجيه؟ ولماذا لاتلتزمون بهذه الطريقة ولم تاولوا هذه الاحاديث الى معان يتقبلها العقل؟

واما الاجابة عن هذه الاسئلة نقول: ان في هذه الاحاديث اسبابا وعللا عديدة تمنعنا من ان ناولها ونبررها وفي الحين ذاته ان هذه الاسباب قد غلقت جميع الطرق والمحاولات لتبرير وتوجيه تلكم الاحاديث ولان:

اولا: ان عملية التاويل والتوجيه تتم لو حصل المعارض والمخالف بينما لا نرى

الصفحة 176
ولم نعثر على حديث واحد يخالف مفهوم احاديث الرؤية والتجسيم المروية في الصحيحين وسائر الكتب المعتبرة عند اهل السنة، وحيث لم تحصل رواية تنفي التجسيم والرؤية فبماذا ناول الاحاديث؟(1).

ثانيا: ان متون تلك الاحاديث صريحة وواضحة عن اهداف ونوايا كانت مرادة لجاعلي الاحاديث وان الفاظهـا وسياق عباراتها قد وضعت على نحو لا تدع للتاويل والتبرير مجالا وسبيلا الا الاخذ بظواهر الاحاديث، فياترى كيف يمكن تاويل الاحاديث الحاكية ـ بانكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ـ التي هي صريحة في الرؤية والمشاهدة؟ وبماذا يمكن توجيه الوجه في احاديثهم التي تقول اذا قاتل احدكم اخاه فليتجنب الوجه فان اللّه خلق آدم على صورته؟ وبماذا ناول الاحاديث التي تثبت المكانية والجهتية للّه عزوجل وانه تعالى فوق العرش والعرش على سماواته، او انه تعالى كان في غما قبل ان يخلق الخلق وهكذا سائر الاحاديث الاخرى التي مر عليك بعضها؟

هل يمكنك ان تتصور معنى ومفهوما آخر غير التجسيم والتشبيه وتحديدالمكان لهذه الاحاديث التي تلوناها عليك والاحاديث الاخرى التي اخرجوها في كتبهم في مباحث التوحيد؟ اذن كيف يسنح لنا ان نقوم بعملية التاويل والتوجيه؟

ثالثا: ان ما احتوته هذه الاحاديث لم يكن بحثا جديدا وحديثا حتى ناولهاونقوم بتوجيه وتبرير ذلك على غير ظاهرها ليتناسب مع العقل، بل انها امور ظهرت الى الساحة

____________

1- نعم، عثرنا على احاديث واقوال تخالف تلك الاحاديث ولكن ما اسرعهم ان اولوا هذه الاحاديث المعارضة او انهم ضعفوها بحيث تطابق مفهوم احاديث الرؤية والتجسيم والتشبية التي عليها المعتمد عند العامة، ولذلك ترى في اكثر كتب اهل السنة خاصة الكتب الحديثية والكلامية والتفسيرية عناوين تختص بالبحث في الرؤية وغيرها، وان عقيدة الاغلبية الساحقة من علمائهم هي اثبات الرؤية والتجسيم وغيرها من الامور المتعلقة بالتوحيد حتى كتبوا كتبا كثيرة ومؤلفات عديدة في تقويم هذه العقيدة، بحيث افتى علماالسنة وائمتهم بكفر كل من لم يعتقد بالتجسيم والتشبيه، وقد ملئت كتبهم بهذه الفتاوى وتحريم تاويل ظواهر الحديث واخراجه عن المعنى الظاهري منه فعلى هذا فهل يبقى محل وموضع للتاويل والتوجيه؟ فتامل جيدا المعرب.


الصفحة 177
منذ اللحظة الاولى من وفاة النبي (ص) وانسداد الابواب العلمية والدينية، ومن بعد ذلك ثبتت واستقرت في الصحاح الستة في عهد البخاري حتى النسائي عام 256 ـ 279 هـ.

ونلاحظ ان هذه المسائل هي نفس المسائل التي كانت تطرح على ائمة اهل بيت رسول اللّه منذ عهد الامام الباقر (ع) حتى عهد الامام الرضا (ع) وقد تصدى الائمة للاجابة عليها، ونفوها نفيا قاطعا حتى انهم (ع) انكروا صدورها عن النبي (ص) واعلنواصريحا بانها مزيفة ومختلقة ـ لانهم اصحاب البيت وهم اعلم بما في البيت.

فعلى هذا فلو كان للتاويل والتبرير مجال وسبيل لتذرع به السائلون الذين سالوا الائمة (ع) واستفسروا منهم عن صحة تلك الاحاديث.

رابعا: ان احد الاسباب التي تدفعنا عن تاويل هذه الاحاديث وتمنعنا من توجيهها هو الاقوال والاراء التي واعتقد بهـا اغلبية علماء العامة الذين افتوا بمنع تاويل هذه الاحاديث وضرورة التمسك بظواهرها، حتى ان وصل بهم الامر الى تكفيرالمتاولين وحكموا عليهم بالكفر والزندقة والارتداد.

وهاك ايها القارئ طرفا من تلك الاقوال والفتاوي:

عقيدة علماء السنة في هذه الاحاديث


1 ـ مسلم بن حجاج النيسابوري: عقد في صحيحه بابا خاصا للبحث في اثبات الرؤية وبابا آخر في كيفية الطريق الى الرؤية واخرج في هذين الفصلين الاحاديث التي تحكي مسالة الرؤية وتصرح بمسالة الجهتية وتشير صريحا الى تجسيم اللّه تعالى(1).

ومن الواضح ان تخريجه لهذه الاحاديث في هذين الفصلين من صحيحه يدل على القول بها والحكم بصح تها والزام المسلمين على الاعتقاد بظواهرها ونهيهم عن تاويل وتفسير عباراتها على غير ظاهرها.

____________

1- صحيح مسلم 1: 163 172 كتاب الايمان باب «80 81».


الصفحة 178
2 و3 ـ ابن ماجة وابي داود: وهما من ارباب الصحاح الستة ومن العلما المعتمدعليهم عند العامة عقد ابن ماجة في سننه بابا خاصا يتعلق فيما انكرت الجهمية، وكذا افرد ابو داود بابا في الجهمية(1) واخرجا احاديثا تمت الى مبحث الرؤية والتجسيم والتشبيه واثبات المكانية للّه عزوجل كاثبات الضحك للّه وانه تعالى يقف الى جنب عبده كتفا بكتفه، وتجليه وتستره عن اعين العباد وو.

ويعتقد هؤلاء ان الجهمية(2) طائفة كالشيعة ينكرون رؤية اللّه، وينفون القول بالمكانية للّه تعالى، ولا يرون بان للّه عزوجل شانه اعضا وجوارح وجسما كسائرالموجودات، وانهم لا يعتقدون بظواهر هذه الاحاديث.

وعنوان الباب في سننيهما وتخريجهما للاحاديث في هذا الباب يدل على ان ابن ماجة وابي داود يعتقدان في التوحيد حسبما ورد في تلك الاحاديث وظواهرها، وحكماعلى مخالفيهما الذين لا يعتقدون بعقيدتهما بالكفر مثل الجهمية، وان الذين ياولون ظاهر الاحاديث زنادقة ومرتدون وخارجون عن الدين.

4 ـ ابن تيمية: قال: واما احاديث النزول الى السما الدنيا كل ليلة فهي الاحاديث

____________

1- سنن ابن ماجة 1: 70 المقدمة باب «13» باب فيما انكرت الجهمية، سنن ابي داود 4: 231 كتاب السنة باب في الجهمية، وباب في الرؤية، وباب في الرد على الجهمية.

2- الجهمية احدى الحركات الفكرية التي ظهرت على الساحة الاسلامية في القرنين الثاني والثالث وهم اتباع جهم بن صفوان الترمذي السمرقندي (المتوفى سنة 128 ه) ويرمون الى ارجاع الامة الى الجاهلية وتعربها بعد الهجرة ومن عقائدها القول بالجبر والاضطرار، وان الجن ة والنار تبيدان وتفنيان وان الايمان هو معرفة اللّه والكفر الجهل به، وان العلم الالهي حادث وينفون الصفات مثل الحياة والقدرة والعلم والارادة وغيرها عن اللّه ويقولون انها صفات المخلوقين ولا يجوز ان يصف الانسان اللّه تعالى بهذه الصفات ومرتكز عقيدتهم على اصلين 1 ـ القول بالجبر 2ـ تعطيل الصفات عن اللّه فاين هذه الاباطيل عن عقائدالشيعة الامامية التي جات في كتبهم والامة الاسلامية على اختلاف فرقها تعتقد بكفر هذه الفئة ومن عقيدة الجهمية ايضا ان القرآن مخلوق.

وقد عرفت فيمامر (ص 74) عقيده ائمة اهل السنة وخاصة احمد بن حنبل في من يعتقدبخلق القرآن وتكفيره لهذه الفئة فراجع المعرب.


الصفحة 179
المعروفة الثابتة عند اهل العلم بالحديث، وكذلك حديث دنوه عشية عرفة رواه مسلم في صحيحه، واما النزول ليلة النصف من شعبان ففيه حديث اختلف في اسناده، ثم ان جمهوراهل السن ة يقولون: انه ينزل ولا يخلو منه العرش كما نقل مثل ذلك عن اسحاق بن راهويه وحماد بن زيد وغيرهما، ونقلوه عن احمد ابن حنبل(1).

5 ـ محمد اشرف شارح سنن ابي داود قال في ذيل «وانه ليئط به اطيط الرحل بالراكب»: ان العرش ليعجز عن حمله وعظمته حتى يئط به، اذ كان معلوما ان اطيطالرحل بالراكب انما يكون لقوة ما فوقه وعجزه عن احتماله، ثم يذكر كلاما للخطابي وينكره وينتقده ويقول: كلام الامام الخطابي فيه تاويل بعيد، خلاف للظاهر لا حاجة اليه، وانما الصحيح المعتمد في احاديث الصفات امرارهـا على ظاهـرهـا من غير تاويل ولاتكييف ولا تشبيه ولا تمثيل كما عليه السلف الصالحون(2).

6 ـ البغوي في شرح السنة: كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفاته تعالى كالنفس والوجه والعين والاصبع واليد والرجل والاتيان والمجي والنزول الى السما والاستوا على العرش والضحك والفرح فهذه ونظائرها صفات اللّه تعالى ورد بها السمع فيجب الايمان بها وابقاها على ظاهرها معرضا فيها عن التاويل مجتنبا عن التشبيه(3).

هذا وقد تطرقنا آنفا الى آرا بعض العلما حول التجسيم كالنووي والعيني والقسطلاني واحمد محمد شاكر وعبده والاسفراييني واحمد بن حنبل وابن تيمية وابي عمر والذهبي والشيخ عبدالرحمان(4) وذكرنا عقيدتهم ورايهم وراي آخرين غيرهم بمايناسب ضرورة الالتزام بظواهر هذه الاحاديث وعدم جواز تاويلها وتوجيهها، وهذا

____________

1- منهاج السنة 1: 262.

2- عون المعبود في شرح سنن ابي داود 13: 15.

3- سنن ابن ماجة 1: 71 في الهامش على حديث 198.

4- راجع ص 138 ـ 144.


الصفحة 180
الذي لاحظته ايها القارئ الكريم هو غيض من فيض، ولو اردنا ان نورد جميع اقوال علمائهم لاحتجنا الى موسوعة كبيرة من الكتب.

تبصرة للبصير:

عرفنا مما نقلناه من الاحاديث التوحيدية في الصحاح الستة ان مضمون هذه الروايات يحكي لنا امكان رؤية اللّه واثبات المكان له، وانه تعالى ذو اعضا وجوارح مختلفة تماما كالموجود الطبيعي والمادي، وان علماء السنة يعتقدون في صفات اللّه حسب ما تقتضيه رواياتهم ويوصون اتباعهم بالاعتقاد بهذه الصفات والافكار.

ولابد من الاذعان بان منشا هذا الانحراف في العقيدة والضلالة عن الصراطالمستقيم هو ما روته لهـم هذه الاحاديث التي يراها علماء السنة صحيحة ومعتمدة حول مسالة التوحيد التي هي الدعامة الاولى في العقيدة الدينية.

وقد اعترف بهذا الموضوع علماء السنة انفسهم، واستنادهم الى هذه الاحاديث في بيان عقيدتهم مجمع عليه، ونحن في غنى عن تكرار البحث وعن ذكر الدلائل والشواهد الاخرى لاننا قد فصلنا البحث مسبقا وفي هذا الفصل كذلك، ولكن ندعوالقارئ ثانية الى مراجعتها مرة اخرى بدقة وتعمق اكثر ليقف على الارتباط الوثيق بين هذه الاحاديث وعقائد علماء اهل السنة.

ومن خلال التامل فيما مر من البحوث تتضح لنا المسالة التالية اكثر واوفر: ما هومدى التاثير السلبي الذي اوجدته هذه الاحاديث وهذه الكتب عبر القرون المتمادية على العقائد الاسلامية؟

اجل ان هذه الاحاديث والتمسك بصحتها خلقت بين المسلمين قضايا خرافية ومضحكة وانتجت الضلالات والانحرافات في عقائد طائفة كبيرة منهم.

ومن هنا: حكي عن مقاتل بن سليمان، وداود الجورابي ونعيم بن حماد انهم قالوا: انه تعالى في صورة الانسان، وانه لحم ودم، وله جوارح واعضا من يد ورجل

الصفحة 181
ولسان وراس وعينين، واستثنوا عنه الفرج، ولكن معاذ العنبري قال: له تعالى فرج رجل، واستدل على قوله هذا بان للّه تعالى آلة الذكران بالاية الكريمة (وليس الذكر كالانثى)(1).

وادعى بعض متكلمي اهل السنة، بان له لحم وجلد وعظم كالانسان.

وقالوا: انه سبحانه ينزل ليلة عرفة من السما الى الارض على جمل احمر في هودج من ذهب.

وروى قوم منهم: انه تعالى نظر في المراة فراى صورة نفسه فخلق آدم (ع) عليها.

ورووا: انه يضحك حتى تبدو نواجذه.

ورووا: انه امرد جعد قطط، في رجليه نعلان من ذهب، وانه في روضة خضراعلى كرسي تحمله الملائكة.

ورووا: انه يضع رجلا على رجل ويستلقي فانها جلسة الرب.

ورووا: انه خلق الملائكة من زغب ذراعيه، وانه اشتكى عينه فعادته الملائكة، وانه يتصور بصورة آدم ويحاسب الناس في القيامة.

ورووا: انه ينزل الى السما الدنيا في نصف شعبان، وانه جالس على العرش قدفضل منه اربع اصابع من كل جانب، وانه ياتي الناس يوم القيامة فيقول: انا ربكم، فيقولون: نعوذ باللّه منك، فيقول لهم:

افتعرفونه ان رايتموه؟ فيقولون: بيننا وبينه علامة، فيكشف لهم عن ساقه، وقد تحول في الصورة التي يعرفونها، فيخرون له سجدا.

ورووا ان النار تزفر وتتغيظ تغيظا شديدا، فلا تسكن حتى يضع قدمه فيها فتقول: قط قط، اي حسبي حسبي(2).

____________

1- آل عمران: 36.

2- شرح نهج البلاغة 3: 224 227.


الصفحة 182
هذه الافكار والاراء تعتبر من اصول عقائد متكلمي اهل السنة في التوحيد، وقداجمعوا على بعضها مثل لقا اللّه ورؤيته، ومجي اللّه يوم القيامة عند الناس.

ثم قال ابن ابي الحديد المعتزلي في شرحه على نهج البلاغة عقيب كلامه: وان في التوراة نحو ذلك من العقائد، ومن ثم اشار المعتزلي الى ما ذكرناه آنفا ان منشا هذه العقائدالمذكورة الباطلة هو الاحاديث المستخرجة في صحاحهم.

وعند ما يذكر ابن ابي الحديد كلمة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع): «ياتي على الناس زمان لا يبقى فيهم من القرآن الا رسمه، ومن الاسلام الا اسمه» يقول شارحا: هذه صفة حال اهل الضلال والفسق والريا من هذه الامة، لانهم اهل ضلالة كمن يسكن المساجد الان ممن يعتقد التجسيم والتشبيه والصورة والنزول والصعود والاعضاوالجوارح ومن يقول بالقدر يضيف فعل الكفر والجهل والقبيح الى اللّه تعالى، فكل هؤلاء اهل فتنة يردون من خرج منها اليها ويسوقون من لم يدخل فيها ايضا(1).

اقول: نستفيد من صراحة مقولة ابن ابي الحديد ان هذه الاعتقادات الباطلة كانت مشاعة في عصره، وكان اكثر ائمة المساجد آنذاك يعتقدون بهذه الخرافات.

(واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربي رحيم ودود)(2).

____________

1- شرح نهج البلاغة 19: 299.

2- هود: 90.


الصفحة 183

نظرة في احاديث الشيعة


سؤال لابد منه:

يحتمل ان يكون بين قرائنا الكرام من يقرا فصل التوحيد في الصحيحين ثم يستشكل علينا ويتسال:

ان ما اوردتموه من الاحاديث والروايات المستخرجة من صحاح اهل السنة وامهات المصادر حول مسالة التوحيد قد كشف الصورة الحقيقية لهذه الكتب وعقيدة علمائهم بالنسبة الى محتويات هذه الاحاديث، خاصة اذا اعتقد احد انه عن طريقهايمكن ان يصل الى التوحيد ومعرفة اللّه تعالى التي هي اهـم المسائل العقائدية لم يحصدسوى نتائج واهية ومسائل لا اصل ثابت لها وكذلك يشاهد في بعض كتب الحديث عندالشيعة ومضامين الروايات التي ترتبط بمسالة التوحيد ما يشعر بالتجسيم والرؤية، ولعل بعض المسائل المذكورة حول التوحيد في الصحيحين وكتب اهل السن ة مطروحة كذلك في بعض كتب الشيعة واحاديثهم، وعلى هذا فان الاشكال والايراد كما هو واردعلى مصادر اهل السنة يرد على مصادر الشيعة ايضا.

للجواب على السؤال المذكور لابد من الاشارة الى عدة موارد:

1 ـ اختلاف الرؤى والنظريات حول كتب الحديث:

هناك فرق كبير واختلاف شاسع بين نظرة علماء الشيعة واهل السنة الى كتب الحديث ومحتوياتها، ان اغلب علماء اهل السنة يعتقدون بان كل ما ورد في صحيح البخاري فهو صحيح، وانهم يقولون: لو ان احدا حلف يمينا بان كل ما في الصحيحين صحيح ومطابق للواقع وهو قول رسول اللّه لكان يمينه صحيحا ولا عليه الحنث.

واما علماء الشيعة فانهم على عكس ذلك تماما لا يعتقدون في كتبهم الحديثية

الصفحة 184
مثل عقيدة اهل السنة، فانهـم يرون ان احاديث الكتب الاربعة تقبل البحث والنقد متناوسندا، وان بعض الاحاديث وهو محدود عندهم صحيح ومقبول، وباقي الروايات فهواما موثق او حسن او ضعيف.

هذه هي نظرة الشيعة الى احاديثهم ومحتويات كتبهم ومصادرهم(1).

فعلى هذا فان تخريج حديث ما في كتاب للشيعة ليس دليلا على صحته، وليس معيارا وملاكا للقبول عندهـم، بحيث اذا كان ذاك الحديث غير صحيح يرد نفس الاشكال على علماء الشيعة ومحدثيهم وكتبهم كما ورد على اهل السنة وعلمائهم وكتبهم.

2 ـ احاديث التوحيد في كتب الشيعة:

زد على ما سبق في المورد الاول لابد من التوجه الى هذا المورد ايضا: ان في جميع الاحاديث المروية في كتب اهل السنة حول التوحيد نوع من الايهام او التصريح باثبات التجسيم، ولم يكن هناك حتى حديث واحد ينفي التجسيم ويخالف تلك الاحاديث مفهوما ومضمونا، وكما قلنا: ان التوحيد في هذه الكتب لم يكن سوى التجسيم والتشبيه.

واما كتب الشيعة فاذا لوحظ فيها حديث من هذا القبيل فان هناك المئات من الاحاديث المعتبرة والموثوقة في الكتب الاصلية تفند مسالة التجسيم بشدة.

وعناوين الابواب والفصول في كتب الحديث عند الشيعة(2) مثل ابطال الرؤية، النهي عن الجسم والصورة، نفي الحركة والانتقال، نفي التشبيه وغيرها اكبر شاهد واقوى دليل على ما ذهبنا اليه، وهذا هو وجه الاختلاف والتمايز الموجود بين مصادر الفريقين والاحاديث المستخرجة فيها، وبهذا الجواب يمكن دفع كثير من الاسئلة الاخرى التي سوف تختلج في خلد احد.

____________

1- راجع مرآة العقول للمجلسي، معجم رجال الحديث للخوئي، الذريعة لاقا بزرگ الطهراني كلمة الكافي.

2- راجع: اصول الكافي للكليني، التوحيد للصدوق وبحارالانوار للمجلسي.


الصفحة 185

3 ـ رأي علماء الشيعة في احاديث التوحيد:

ان الاحاديث التي تنفي الرؤية وتفند التجسيم والتشبيه التي استخرجت في كتب الشيعة صريحة وبينة ومعتبرة سندا، بحيث ان علماء الشيعة ومتكلميهم اعتمدوامضامينها وجعلوها اساسا واصلا كبيرا من مباحثهم في علم الكلام، وكل حديث ورواية تناقض هذه الاحاديث الصحيحة والصريحة في نفي التجسيم فانها مردودة ومرفوضة علميا ومن هنا فلا يبقى طريق وسبيل للاشكال عليهم.

4 ـ الروايات الموضوعة:

ان البحث والتنقيب في اسانيد اكثر هذه الاحاديث التي سوف تكون مستمسكاللمستشكلين تومي الى ضعف هذه الروايات سندا، وان رواتها ليسوا بموثوقين عندعلما الرجال والتراجم ولا يعتمد احد على اقوالهم لانهم كذابون ووضاعون للحديث.

وان الاحاديث التي رويت في كتب الشيعة والتي تؤيد فكرة التجسيم، فهي موضوعة، وضعها الكذابون والوضاعون كمقاتل بن سليمان وغيره من القائلين بالتجسيم، وذلك لكي يصححوا عقيدتهم المنحرفة، واختلقوا لها اسانيد ايضا ونسبوها الى احد الائمة المعصومين من آل بيت رسول اللّه (ع).

وبنا على هذا التوضيح يتحتم على كل من يريد التعرف على عقيدة الشيعة في التوحيد ان ياخذ ذلك عن احد الطريقين:

1 ـ مراجعة الاحاديث الصحيحة والمقبولة عند الشيعة كما يرجع الى احاديث العامة وصحاحهم الستة في هذا الموضوع.

2 ـ مراجعة اقوال وآرا علماء الشيعة ومتكلميهم المشهورين كما نستخرج نظرية اهل السنة في هذا الموضوع من اقوال وآرا علمائهم المشهورين.

احاديث التوحيد عند الشيعة

واليك نماذجا من احاديث الشيعة:


الصفحة 186
تطرقنا في بحث نفي الرؤية الى بعض احاديث الشيعة في التوحيد، وهذه روايات اخرى اعتمد عليهـا الشيعة في اثبات عقيدتهم في التوحيد، وهي تشكل الدعامة الاساسية لعقيدتهم في مسالة التوحيد، ولكي تكون اولا جوابا اوفي للسؤال المذكوروثانيا: نقارن بينها وبين ما ورد في ثنايا احاديث اهل السنة، ويعلم القرا الاعزا بعدذلك اهمية هاتين الرؤيتين السنية والشيعية نقارن بينهما وبين ما ورد في ثناياهما ثم يحكموا بالوعي التوحيدي وياخذوا بالصحيح منهما.

1 ـ عن ابي بصير: عن ابي عبداللّه (ع) قال: ان اللّه تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان، ولا حركة ولا انتقال ولا سكون، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون، تعالى اللّه عما يقول الظالمون علوا كبيرا(1).

2 ـ عن داود الرقي قال: سالت ابا عبداللّه (ع) عن قول اللّه عزوجل: (وكان عرشه على الما)(2) فقال: ما يقولون؟ قلت: يقولون: ان العرش كان على الما والرب فوقه.

فقال: كذبوا، من زعم هذا فقد صير اللّه محمولا، ووصفه بصفة المخلوق، ولزمه ان الشي الذي يحمله اقوى منه(3).

3 ـ عن يعقوب السراج قال: قلت لابي عبداللّه (ع): ان بعض اصحابنا يزعم ان للّه صورة مثل الانسان، وقال آخر: انه في صورة امرئ جعد قطط.

فخر ابو عبداللّه (ع) ساجدا ثم رفع راسه، فقال: سبحان اللّه الذي ليس كمثله

____________

1- بحار الانوار 3: 330 كتاب التوحيد باب «14» باب نفي الزمان والمكان والحركة عن اللّه عزوجل ح33 توحيد الصدوق: 183 باب «28» باب نفي المكان والزمان عن اللّه عزوجل ح20.

2- هود: 7.

3- توحيد الصدوق: 319 باب «49» باب معنى قوله عزوجل وكان عرشه على الما ح1، اصول الكافي 1: 132 كتاب التوحيد باب «20» باب العرش والكرسي ح7، بحار الانوار57: 95 كتاب السما والعالم ح80.


الصفحة 187
شي، ولا تدركه الابصار، ولا يحيط به علم، لم يلد لان الولد يشبه اباه، ولم يولد فيشبه من كان قبله، ولم يكن له من خلقه كفوا احد، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا(1).

4 ـ عن يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (ع) فقلت: يا ابن رسول اللّه، اني دخلت على مالك(2) واصحابه، فسمعت بعضهم يقول: ان للّه وجهاكالوجوه، وبعضهم يقول:

له يدان، واحتجوا لذلك بقوله تعالى: (خلقت بيدى استكبرت)(3) وبعضهم يقول: هو كالشاب من ابنا ثلاثين سنة، فما عندك في هذا يا ابن رسول اللّه (ص)؟

قال: وكان متكئا فاستوى جالسا وقال (ع): اللهم عفوك عفوك، ثم قال (ع): يا يونس من زعم ان للّه وجها كالوجوه فقد اشرك، ومن زعم ان للّه جوارح كجوارح المخلوقين فهوكافر باللّه، فلا تقبلوا شهـادته، ولا تاكلوا ذبيحته، تعالى اللّه عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه اللّه انبيائه واوليائه، وقوله: (خلقت بيدي استكبرت) اليد القدرة كقوله: (واى دكم بنصره)(4).

فمن زعم ان اللّه في شي، او على شي، او يحول من شي الى شي، او يخلو

____________

1- توحيد الصدوق: 103 باب «6» باب انه عزوجل ليس بجسم ولا صورة ح19، بحارالانوار 3: 304 كتاب التوحيد باب «13» باب نفي الجسم والصورة ح42.

2- مالك بن انس احد ائمة المذاهب الاربعة السنية ولد عام 93، وتوفي عام 179 هـ، ودفن في مقبرة البقيع.

وقد قيل: انه ولد بعد موت ابيه بثلاث او اربع سنوات وان امه قد حملت به ثلاث سنوات او اكثر بقليل، وهذا ما استدعى ان يقول بعض العلما من اهل السنة بان مدة الحمل يمكن ان تكون ثلاث سنوات او اكثر ويفتي على خلاف النص القرآني الذي يعتبر مدة الحمل والرضاع معا ثلاثين شهرا اي سنتين ونصف السنة.

ولهذا الامام آرا ونظريات فقهية غريبة بحيث انتقدها علما عصره والامام الشافعي المعرب.

3- ص: 75.

4- الانفال: 26.


الصفحة 188
منه شي، او يشغل به شي، فقد وصفه بصفة المخلوقين، واللّه خالق كل شي، لا يقاس بالقياس ولا يشبه بالناس، لا يخلو منه مكان، ولا يشتغل به مكان، قريب في بعده، بعيدفي قربه، ذلك اللّه ربنا، لا اله غيره، فمن اراد اللّه واحبه بهذه الصفة، فهو من الموحدين، ومن احبه بغير هذه الصفة، فاللّه منه بري ونحن منه برا(1).

5 ـ عن يعقوب بن جعفر الجعفري، عن ابي ابراهيم (ع): قال: ذكر عنده قوم يزعمون ان اللّه تبارك وتعالى ينزل الى السما الدنيا.

فقال (ع): ان اللّه لا ينزل ولا يحتاج الى ان ينزل، انما منظره في القرب والبعد سوا، لم يبعد منه قريب، ولم يقرب منه بعيد، ولم يحتج الى شي، بل يحتاج اليه، وهو ذو الطول لا اله الا هو العزيز الحكيم.

اما قول الواصفين: انه ينزل تبارك وتعالى، فانما يقول ذلك من ينسبه الى نقص، اوزيادة، وكل متحرك محتاج الى من يحركه، او يتحرك به، فمن ظن باللّه الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من ان تقفوا له على حد تحدونه بنقص او زيادة او تحريك او تحرك، او زوال او استنزال، او نهوض او قعود، فان اللّه جل وعز عن صفة الواصفين، ونعت الناعتين، وتوهم المتوهمين(2)، (وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين)(3).

____________

1- بحار الانوار 36: 403 كتاب تاريخ اميرالمؤمنين (ع) باب «46» باب ما ورد من النصوص ح15.

2- بحار الانوار 3: 311 كتاب التوحيد باب «14» باب نفي الزمان والمكان ح5.

3- الشعراء: 217 219.


الصفحة 189


الفصل السادس
النبوة
في الصحيحين.





الصفحة 190

الصفحة 191

الانبياء في القرآن


الاستعداد للرسالة:

النبوة والرسالة مرتبة لا يمكن تقييمها وقياسها بالمقاييس المادية والبشرية، وهذا المقام الشامخ بحاجة الى مقدمات عقلية واخلاقية ونفسية، بحيث لو لم يتحلى الانسان بهذه الكمالات لا يمكنه ان ينال هذا المقام الرباني، وقد اشار القرآن الى هذه الحقيقة في عدة آيات.

وقد وصفت هذه الايات انبيا اللّه (ع) بانهم في ارقى درجة من الكمال، وذكرت لهم على وجه العموم صفات وخصائص، وخص لرسول اللّه (ص) على وجه الخصوص ميزات وصفات خاصة.

ولكي نستلهم مزيدا من التعرف على مقام النبوة والرسالة من وجهة نظر القرآن نذكر طرفا من هذه الايات:

1 ـ قال تعالى: (اللّه يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس)(1).

تؤكد هذه الاية بان انبيا اللّه (ع) هم الصفوة والنخبة من البشر وقد انتجبهم اللّه تعالى للنبوة وحملهم رسالته السماوية.

2 ـ قال تعالى: (اللّه اعلم حيث يجعل رسالته)(2).

هذه الاية تقرير وتوضيح لاصطفا الانبيا، وتؤكد بانهم كانوا ممهدين

____________

1- الحج: 75.

2- الانعام: 124.


الصفحة 192
ومستعدين من جهات عديدة مثل العظمة والقوة الروحية والصفا النفسي والشجاعة وجميع الفضائل الاخلاقية والتعاليم الالهية ومهيئين للاصطفا والاجتبا لتلقي الرسالة الالهية وهداية الناس وارشادهم الى سبيل السعادة والكمالات الانسانية ويخرجوهم من الظلمات الى النور وكلام قوم صالح (ع) شاهد على هذه الحقيقة المذكورة.

3 ـ قال تعالى: (يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا)(1).

يحكي اللّه عنهم بانهم قالوا: يا صالح ان قوم ثمود كانوا يرون فيك الكمال وعلقواعليك الامال بان تقودهم نحو المدنية والتقدم وتفيدهم وتسعدهم بخدماتك الاجتماعية.

وتدل هذه الاية على ان الانبياء (ع) كانوا قبل بعثتهم افرادا متفوقين على اممهم واقوامهم والمجتمع الذي كانوا فيه، بامتيازات خلقية، بحيث ان المجتمع لم يكن ينظراليهم بكونهم اشخاصا عاديين كسائر الافراد، وان استعدادهم وسيرتهم الاخلاقية والعبادية هي التي كانت سببا لكي يتوقع منهم المجتمع اكثر من غيرهم، وقد ابدى قوم صالح توقعهم بقولهم: (قد كنت فينا مرجوا).

وان هذه الكمالات والاستعدادات قبل بعثتهم بالنبوة هي التي جعلت اولئك الذين لم تشوبهم العصبية والعناد ان يستجيبوا لهم في بداية امر دعوتهم ويلتزموا باوامرهم.

عصمة الانبياء:

اكدت الكثير من الايات بان الانبياء (ع) كانوا معصومين من الذنوب والخطاومنزهين من الضلال والانحراف.

واليك بعض الايات التي تدل على عصمة الانبياء (ع):

1 ـ قال تعالى: (اولئك الذين هدى اللّه فبهداهم اقتده)(2).

____________

1- هود: 62.

2- الانعام: 90.


الصفحة 193
جاءت هذه الاية بعد ان ذكر اللّه عز وجل ثمانية عشر نبيا وسماهم باسمائهم(1) وبعدان قال: (ومن آبائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم)(2) قال تعالى: (اولئك الذين هدى اللّه فبهداهم اقتده)(3) حيث امر اللّه عزوجل بوجوب الاهتدا والاتباع بهدى الانبياء وذلك لان هذه الهداية الواجبة الاتباع ليست من نوع الهداية العامة، بل هي مختصة بالانبياء والرسل (ع).

ويعلم بالضرورة والبداهة ان اختصاص الانبياء بهذه الصفة لم يبق للذنوب والانحراف سبيلا اليهم، وبعبارة اخرى: ان الهداية المذكورة مصداق بارز لاية اخرى هي قوله تعالى: (ومن يهد اللّه فما له من مضل)(4) وعندما نجمع بين مفهومي هاتين الايتين معا نحصل على ان اللّه تعالى هدى انبياه ورسله (ع) على نحو ينفي عنهم اي سبيل للانحراف والضلالة والذنوب اليهم وبهذا اوجب اللّه تعالى على الاخرين متابعتهم والانقياد اليهم والاهتدا بسيرتهم وهديهم.

وهنا لابد ان نطرح سؤالا: ما هي حقيقة الضلالة والانحراف وماهيتهما اللتين نفاهما القرآن عن الانبياء (ع)؟

بين القرآن حقيقة الضلالة في قوله تعالى: (الم اعهد اليكم يا بني آدم ان لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين ولقد اضل منكم جبلا كثيرا)(5) وفي خلال النهي الصريح في الاية عن عبادة الشيطان واتباعه ترى ان الاية قد اعتبرت ان جميع المعاصي والضلالات التي تحصل بواسطة ابليس هو انحراف وضلال، ولو اخذنا هذه الايات

____________

1- وهم: ابراهيم ـ اسحاق ـ يعقوب ـ نوح ـ داود ـ سليمان ـ ايوب ـ يوسف ـ موسى ـ هارون ـ زكريا ـ يحيى ـ عيسى ـ الياس ـ اسماعيل ـ اليسع ـ يونس ـ لوط.

الانعام 83 ـ 86 المعرب.

2- الانعام: 87.

3- الانعام: 90.

4- الزمر: 37.

5- يس: 62.