(9)
النسخ في
مسيرة الرسل أصحاب الشرائع

1 ـ وحدة شرايع آدم ونوح وإبراهيم ومحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).

2 ـ مصطلحا النسخ والاية ومعناهما.

3 ـ تفسير آية (ما نَنْسَخْ مِنْ آية...). وآية (وَإذا بَدَّلنْا آية مكانَ آية...ٌ).

4 ـ شريعة موسى كانت خاصّة لبني إسرائيل.

5 ـ إنتهاء أمد شريعة موسى ببعثة خاتم الانبياء.

في هذا البحث ندرس من مسيرة الرسل أصحاب الشرائع ما يوضّح لنا أمر النسخ في شرائعهم من خلال أخبارهم في القرآن الكريم ومصادر الدراسات الاسلامية، ومن ثمّ لا نذكر أمر من بادت أممهم، مثل هود، وصالح وشعيب (ع)، بل نخصّ بالذكر من بقيت شرائعهم من بعدهم، وهم كلُّ من: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمدّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، حسب تسلسلهم الزمني كما يأتي بيانه:

1 ـ‍ وحدة شرايع آدم ونوح وإبراهيم ومحمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)

أوّلا ـ أبو البشر آدم (ع):

جاء في الروايات ما موجزه: إنَّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:

«يوم الجمعة سيّد الايّام وأعظمها عند اللّه، خلق اللّه فيه آدم، وفيه أُدخل الجنّة، وأُهبِط فيه إلى الارض(1) وأنزل معه بالحجر الاسود»(2) .

وفي روايات أخرى: «خلق اللّه الانبياء والائمة ـ الاوصياء ـ يوم الجمعة»(3) .

وفي الروايات الصحيحة:

إنّ جبرئيل أخذ آدم (ع) إلى الحجّ، وعلّمه كيف يقضي مناسكه، وفي بعضها: إنّ غمامةً ظلّلت مكان البيت، فطاف جبرائيل بآدم (ع) حوله أسبوعا، ثمّ أخذه إلى الصّفا، والمروة، وسعى بينهما أسبوعا، ثمّ أخذه إلى عرفات في التاسع من ذي الحجّة، وتضرّع إلى اللّه في عصره فتاب اللّه عليه، ثمّ ذهب به ليلة العاشر إلى المشعر فناجى فيه ربّه إلى الصباح، ثمّ ذهب به صباح العاشر إلى منى، وحلق هناك رأسه علامةً لقبول توبته، ثمّ ذهب به ثانية إلى مكّة، وطاف به حول البيت أسبوعا وصلّى للّه بعده، ثمّ ذهب إلى الصفا، والمروة، وسعى بينهما أسبوعا، وجمع اللّه بينه وبين زوجته حوّاء بعد قبول توبتهما، واصطفاه لرسالته(4) .

ثانيا ـ أبو الانبياء نوح:

قال سبحانه في سورة نوح:

(إنِّا أرسلنا نُوحا إلى قَومِهِ أنْ أنذِرْ قَومَكَ... قالَ: يا قَومِ إنّي نَذيرٌ مُبِينٌ أن اعبُدُوا اللّهَ واتَّقوهُ وأَطيعون... وقالوُا: لاتَذَرُنَّ آلِهتكُم ولا تَذَرُونَّ وَدّا وَلا سُواعا وَلا يَغُوثَ ويعوق ونَسْرا...) (الاية 1 ـ 23).

وممّا يتعلّق ببحثنا من أخبار نوح في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة الشورى:

(شَرَعَ لكم مِنَ الدِّين ما وَصّى بِهِ نُوحَا والّذي أَوْحَينا إليكَ وَمَا وَصَّينا بِهِ إِبراهيمَ وَموسى وَعِيسى أنْ أَقيمُوا الدِّين وَلا تَتفرَّقوا فِيه...) (الاية 13).

شرح الكلمات

أ ـ وَدّ، وسُواع، ويَغُوث، ويَعُوق، ونَسْر:

في البحار عن الامام الصادق (ع) وورد ـ أيضا ـ في كتاب الاصنام لابن الكلبي، وموجزا في تفسير الاية بصحيح البخاري، واللفظ للاوَّل موجزا:

إنّ وَدّا، وَسواعا، ويَغوث، ويَعوق، ونَسْرا كانوا بررة مؤمنين يعبدون اللّه عزَّ وجلَّ فماتوا فضجَّ قومهم وشقَّ ذلك عليهم، فجاءهم إبليس لعنه اللّه فقال لهم: أتّخذ لكم أصناما على صورهم فتنظرون إليهم وتأنسون بهم وتعبدون اللّه، فأعدّ لهم أصناما على مثالهم فكانوا يعبدون اللّه عزَّ وجلَّ، وينظرون إلى تلك الاصنام، فلمّا جاءهم الشتاء والامطار أدخلوا الاصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون اللّه عزَّ وجلَّ حتّى هلك ذلك القرن ونشأ أولادهم، فقالوا: إنَّ آباءنا كانوا يعبدون هؤلاء، فعبدوهم من دون اللّه عزَّ وجلَّ، فذلك قول اللّه تبارك وتعالى: (وَلا تَذَرُنَّ وَدّا وَلا سُواعا) الاية(5) .

ب ـ وصّى الرجل غيره توصية بأن يفعل كذا: رغب إليه في أنْ يفعله لما يرى فيه خيرا وصلاحا.

ووصّى اللّه بكذا: أمر به، وفرضه على عباده(6) .

تفسير الايات بإيجاز

في الايات الاولى أخبر اللّه سبحانه وتعالى أَنّه أرسلَ نوحا إلى قومه أنْ أنذرهم فقال لهم انّي لكم نذير أبيِّنُ لكم ما أرسلت به أن اتّقوا اللّه، واعبدوه، وأطيعوني في ما أبلّغكم من أوامر اللّه ونواهيه، فأبى قومه، وقالوا: لا تذروا عبادة أصنامكم.

وفي الايات الاخيرة أخبر اللّه سبحانه وتعالى وقال:

شَرَعَ لكم من الدّين يا أمّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما كتبه وشرعه لنوح (وَالّذي أوحَينا إليك)، أيْ وهو الذي أوحينا إليك يا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو ما (وَصَّينا بِهِ إِبراهيمَ وموسى وعيِسى) ثمّ بينّ ذلك بقوله تعالى: (أَنْ أَقيمُوا الدِّينَ وَلا تتفرّقوا فيه)(7) .

ويدّل على ذلك قوله تعالى في سورة الصافّات:

(سَلامٌ عَلى نُوحٍ في العالَمِين* إنَّا كذلكَ نَجزي المحسِنِين* إنّهُ مِن عِبادِنا المؤمنين* ثُمَّ أغرَقنا الاخَرِين* وَإِنَّ مِنْ شيعته لاِبراهيم* إذْ جاء رَبَّه بِقْلبٍ سَليِم) (الايات 79 ـ 84).

شيعته:

شيعة الرجل: أتباعه وأنصاره(8) ، والشيعة: الجماعة الثابتة لرئيس لهم(9) ويكون المعنى وإنّ من شيعة نوحٍ إبراهيم(10) .

وسنورد مزيد بيان له في ما يأتي إن شاء اللّه تعالى:

ثالثا ـ خليل اللّه إبراهيم (ع):

ويتعلّق ببحثنا من أخبار إبراهيم في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى:

أ ـ في سورة الحج:

(وَإذْ بَوّأْنا لابراهيمَ مكانَ البيتِ أَنْ لا تُشرِكْ بي شَيئا وَطَهِّرْ بيتيَ للطائفينَ وَالقائمينَ والرُّكَّعِ السُّجودِ* وَأَذِّنْ في الناسِ بِالحجِّ يَأتُوكَ رِجَالا وَعلى كُلِّ ضامِرٍ يَأتِين مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ* لِيَشهدوا منافِعَ لَهمْ وَيَذكُرُوا اسمَ اللّهِ في أيّامٍ مَعلُوماتٍ عَلى مارَزقهُم مِنْ بهيمةِ الانعامِ)

(الايات 26 ـ 28).

ب ـ في سورة البقرة:

(وَإذْ جَعلْنا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمنا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى وَعَهدنا إلى إبراهيمَ وإسماعيلَ أن طَهِّرا بَيتي لِلطّائفينَ وَالعاكفينَ وَالرُّكَّع السُّجُود*... وَإذْ يَرفَعُ إِبراهيمُ القواعِدَ مِنَ البَيتِ وإسماعِيلُ رَبَّنا تَقَبّل مِنّا إنّكَ أنتَ السَميعُ العَليمُ* رَبَّنا وَأجعَلنا مُسلِمَيْنِ لَكَ وَمنْ ذُرّيَّتنا اُمَّةً مُسلِمَةً لَكَ وَأرنا مَناسكنا وَتُب علينا إنَّكَ أنتَ التَّوّاب الرَّحيِم) (الايات 125 ـ 128).

ج ـ في سورة البقرة:

(وقالوا كَونْوا هُودا أو نَصارى تَهتَدُوا قُل بَل ملَّةَ إبراهيمَ حَنيفا وَما كانَ مِنَ المشركينَ* قُولُوا آمَنّا بِاللّه وَما أُنزِلَ إلينا وَما أُنزِلَ إلى إبراهيمَ وَإسماعيلَ وإسحاقَ وَيعَقُوبَ والاَسباطِ وَما أُوتَي مُوسى وَعيسى وَما أُوتَيِ النَّبِيُّيونَ مِنْ رَّبِّهِم لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (الايتان 135 ـ 136).

د ـ في سورة آل عمران:

(ما كانَ إبراهيمُ يَهُودِيّا وَلا نَصْرَانِيّا وَلكِنْ كانَ حَنِيفا مُسْلِما وَما كانَ مِنَ المشرِكِينَ) (الاية 67).

هـ ـ وفيها أيضا:

(قُل صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفا وَما كانَ مِنَ المشركينَ) (الاية 95).

و ـ في سورة الانعام:

(قُل إِنَّني هَداني رَبِّي إلى صِراطٍ مُستَقيمٍ دِينا قِيَما مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفا وَما كانَ مِنَ المشركينَ) (الاية 161).

ح ـ في سورة النحل:

(ثُمَّ أَوْحَينا إلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِيفا وَما كانَ مِنَ المشركينَ) (الاية 123).

شرح الكلمات

أ ـ بَوَّأْنا:

بوّأتُ المنزلَ لفلان: هَيّأتُ المنزل له.

وبوّأته فيه: مكنت له فيه، وبوأته منزلا: انزلته فيه.

ب ـ أَذَّنَ بالشي‌ء تأذينا: أعلم به أو أكثر الاعلام ونادى به، والاذان اسم التّأذين كالسلام اسم التسليم.

ج ـ رجالا:

رَجِلَ يَرجَلُ رَجَلا: لم يكن له ما يركبه فهو رجل وراجل، والجمع رجال.

د ـ البَهيمَة: كلّ ذات أربع قوائم.

هـ ـ ضامِر:

جمل ضامر وناقة ضامر وضامرة: قليل اللحم لطيف الجسم.

و ـ فَجّ:

الفَجّ: الطريق الواسع بين جبلين، أو في جبل.

ز ـ مَثابَة:

المثابة: الموضع الّذي يرجع الناس إليه (وَإذْ جَعَلْنا البَيتَ مَثابةً لِلنّاسِ) أي مرجعا يرجع إليه الحجّاج أفواجا بعد أفواج، أو أنَّ المثابة موضع ثواب يُثابون بحجّه واعتماره، وموضع أمنٍ لهم.

ح ـ مَناسِكَنا:

النسك: العبادة، ونسك نَسكا: تطوّع للّه بعبادة، وعمل يتقرب به إلى اللّه مثل ذبح الهدي في الحج، ويقال للذبيحة: النسيكة، والمنسك:

موضع العبادة، والمناسك: أعمال الحجّ وزمانها، وأماكنها في عرفات، والمشعر، ومنى، وما عداها.

ط ـ السَّعي: المراد من السعي: العمل أو الاستعداد للعمل.

ى ـ مقام إبراهيم (ع):

صخرة على الارض اتّجاه الكعبة عليها أثر قدمي إبراهيم (ع).

ك ـ حَنِيفا:

الحَنف: ميل عن الضَّلال إلى الاستقامة.

والجنف: ميل عن الاستقامة إلى الضّلال، والحنيف: هو المائل عن الضلالة إلى الاستقامة، والحنيفيّة: شريعة إبراهيم (ع).

ل ـ قِيَما:

القيم والقيّم: الثابت المستقيم لا عِوجَ فيه.

م ـ مِلَّة:

المِلَّة: الدّين حقّا كان أو باطلا، فإذا أضيف إلى اللّه ورسله والمسلمين قصد به الدين الحقّ.

تفسير الايات بإيجاز

أُذكر أيّها النّبيُّ إذْ مكَّنّا لابراهيم مكانَ البيت ليبنيه، وإذ كان إبراهيم وإسماعيل يبنيان البيت ويدعوان ربّهما ويقولان: ربّنا تقبّل مِنّا واجعلنا مسلمين لك ومِن ذريتنا أمّة مسلمة لك وأرنا مناسك الحجّ، فتقبّل اللّه سبحانه وتعالى دعاءهما، ورأى إبراهيمُ في المنام أنّه يذبح ابنه اسماعيل (ع) في سبيل اللّه، وما يراه النبي في المنام نوع من أنواع الوحي، وكان إسماعيل (ع) قد بلغ سنّ العمل وعمل مع أبيه في بناء البيت، فأخبر إبراهيم (ع) ابنه إسماعيل (ع) بذلك، فقال: يا أبتِ افعل ما تُؤمَر ستجدني إنْ شاء اللّه من الصابرين، فلمّا أسلما لامر اللّه وألقى إبراهيم ابنه إسماعيل (ع) على جبينه ليضحّي به في سبيل اللّه ناداه اللّه: يا إبراهيم قد صدّقت الرُّؤيا، فإنّه بدأ بذبحه وهذا ما رآه في المنام ولم يرَ أنّه ذبحه، وفداه اللّه بكبش رآه أمامه، فضحّى به في منى.

أمر اللّه تعالى إبراهيم أن يُعلن الدعوة للحج وأخبر أنّ الناس سيأتون إلى الحجّ مشاة وركبانا من كلِّ فجٍ عميق، وأنّ اللّه قد جعل البيت مكان أمن وتحصيل ثواب للناس، وأمر أنْ يتخذ الناس من مقام إبراهيم (ع) مصلى.

وأخبر اللّه سبحانه وتعالى في آيات أخرى عن ملة ابراهيم (ع) ودينه وقال: إنّ إبراهيم كان حنيفا مسلما، ولم يكن من المشركين ولم يكن يهوديا، ولا نصرانيا، كما يزعم ذلك بعض أهل الكتاب(11) ، وأمرنا أن نتّبع ملّة إبراهيم (ع)، وخصّ رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا الامر، وأوصى إليه بقوله: قل إنني هداني ربّي إلى صراط مستقيم، وهو الدين القيم، وملة إبراهيم الحنيف عن الشرك إلى الاسلام، ومما اتّبع خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)، من شريعة جَدِّه إتيان مناسك الحجّ كما أمر به إبراهيم وكذلك فعلت أمّته، وأدّت مناسك الحجّ كما أدّاه خليل الرحمان إبراهيم (ع).

نتيجة البحث

كان يوم الجمعة مباركا على آدم ومَنْ كان في عصره، ومباركا لخاتم الانبياء، واُمّته إلى أبد الدهر.

وحجّ البيت آدمُ وإبراهيم وخاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن تبعهم حتى اليوم وكذلك يفعلون إلى أبد الدهر، وكذلك شرع لامّة خاتم الانبياء من الدين ما وصّى به نوحا، وكان إبراهيم من شيعة نوح ومتابعيه في الشريعة، ولذلك أمر اللّه سبحانه وتعالى خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمّته أن يتّبعوا ملّة إبراهيم ودينه القيّم.

ولا اختلاف بين شرايع هؤلاء الانبياء من لدن آدم إلى النبىٍّّ الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنّما كانت الشريعة اللاّحقة تجديدا للشريعة السابقة، وأحيانا إكمالا لها. وقد مرّ بنا أنّ آدم (ع) حجّ، وأنّ إبراهيم جدّد بعض معالم الحجّ ببناء البيت، وأكمله النبيّ الخاتم بتعيين مواقيت الاحرام واتخاذ مقام إبراهيم (ع) مصلّى، وتبيين سائر معالم الحجّ.

أنزل اللّه من أحكام الاسلام إلى آدم ما يحتاجه الانسان الذي يعيش في الريف على الزرع والضرع(12) .

ولمّا كثر نسل بني آدم، وبنوا القرى في عصر نوح (ع)، وسكنوا المدن الكبيرة احتاجوا إلى تشريع موسّع لانسان حضريٍّ له حاجات متعدِّدة في أمر التجارة والاجتماع، ومشاكل مختلفة لسكان المدن الكبيرة، فأنزل اللّه على نوح من أحكام الشرع الاسلامي ما يسدّ حاجاتهم مثل ما أنزل على خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) من تلك الاحكام.

وكانت الامم تنحرف بعد أنبيائها عن التوحيد إلى الشرك كما انتهى إليه أمر بني آدم في عصر نوح إلى عباة الاصنام، فيبدأ النبي عندئذ بدعوتهم إلى توحيد اللّه الخالق، وترك عبادة الاصنام كما كان شأن نوح، وإبراهيم، وسائر الانبياء إلى خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي كان يتجوّل في أسواق العرب ومضارب الحجيج ويقول: قُولوا لا إلهَ إلاّ اللّهُ تُفِلحُوا.

وفي بعض الاُمم يَدّعي طاغيتهم الربوبيّة كما كان شأن الطاغية نمرود الذي حاجّ إبراهيم في رَبِّه.

وشأن الطاغية فرعون الذي تجبّر وقال أنا ربّكم الاعلى، وفي مثل هذه الحال يبدأ النبيّ بالدعوة إلى توحيد الربوبيّة ويقول إبراهيم (ع) (رَبّي الَّذي يُحيِي وَيُميِت).

ويقول موسى (ع): (رَبُّنا الّذي أعطى كُلَّ شَي‌ء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) وجأ شرح قول موسى لفرعون في قوله سبحانه وتعالى في سورة الاعلى: (سَبِّح اسمَ رَبِّكَ الاَعلى* الّذي خَلَقَ فَسوّى* وَالّذي قَدَّرَ فَهَدى* وَالّذي أَخرجَ المَرعى* فَجعلهُ غُثاء أَحوى) (الاية 1 ـ 5).

وقوله تعالى:

(إنّ رَبَّكُم اللّهُ الّذي خَلَقَ السَّمواتِ والارْضَ) (الاعراف 54).

إذا فإنّ بعض الامم تنحرف في أصل العقيدة بالتوحيد.

وينحرف بعض الاُمم عن الاسلام في أعمالها: كما كان شأن قوم لوط، وشعيب.

وإذا درسنا ما جاء في القرآن الكريم، وروايات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما بقي من آثار الانبياء، وما جاء من أخبارهم في مصادر الدراسات الاسلامية، أدركنا أنّ كل رسول لاحق كان يجدّد شريعة اللّه التي نزلت على من سبقه من الانبياء بعد اندراسها، وتحريفها من قبل أمم الانبياء أنفسهم، ولذلك أمرنا اللّه أن نقول:

(آمنّا باللّه وَما أُنزلَ إلينا وما أُنزِلَ إلى إبراهيمَ وإسمْاعيلَ وَإسحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالاسباطِ وَما أُوتيَ مُوسى وَعيسى وَما أُوتِيَ النَّبيّونَ مِنْ رَبِّهم لا نُفَرِّقُ بين أَحَدٍ منهم ونَحْنُ لَهُ مُسلِمُون) (البقرة 136).

وإذا كان أمر شرايع الانبياء كما أوضحناه فللسائل أن يسأل:

إذا ما معنى النسخ في شرايع الانبياء (ع) كما جاء ذكره في قوله تعالى في سورة البقرة:

(ما نَنْسَخُ مِنْ آيةٍ أو نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنها أو مِثْلِها أَلَم تَعلَم أَنَّ اللّهَ على كُلِّ شَي‌ء قَدير) (الاية 106)؟

وما معنى التبديل في قوله تعالى في سورة النحل:

(وإِذا بَدَّلنا آيةً مكانَ آيةٍ واللّهُ أعلمُ بِما يُنزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنتَ مُفْتَرٍ بَل أكثَرُهُمٌ لا يَعلْمُون) (الاية 101)؟

ونقول في مقام الجواب: إنّ البحث هنا يدور حول أمرين:

حول مصطلحي النسخ والاية، ومعنى الايتين مورد البحث كما سندرسهما في ما يأتي بإذنه تعالى وتقدّس:

2 ـ مصطلحا النسخ والاية ومعناهما

أ ـ النسخ في اللّغة:

إزالة شي‌ء بشي‌ء يتعقّبه، يقال: نسخت الشمس الظلّ.

وفي المصطلح الاسلامي: نسخ أحكام في شريعةٍ بأحكامٍ في شريعةٍ أخرى، مثل نسخ بعض أحكام الشرايع السابقة بأحكامٍ في شريعة خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكذلك نسخ حكمٍ مؤقتٍ بحكم أبديٍّ في شريعة خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)، مثل نسخ حكم توارث المتآخيين من المهاجرين والانصار في المدينة قبل فتح مكّة بحكم توارث ذوي الارحام بعد فتح مكّة(13) .

ب ـ آية:

الاية مشتركة في المصطلح الاسلامي بين ثلاثة معان:

1 ـ معجزاتُ الانبياء كما جاء في قوله سبحانه وتعالى في سورة النمل في خطابه لموسى بن عمران:

(وَأدخِلْ يَدكَ في جَيِبكَ تَخرُجْ بَيضاء مِن غَيرِ سُوء في تِسعِ آياتٍ إلى فِرعَونَ وقَومِه) (الاية 12).

2 ـ جملةٌ من ألفاظ قرآنية مشخّصة بالعدد كما جاء في سورة يوسف، والرعد، ويونس، والنمل (ألَّر* تلكَ آياتُ الكتاب...).

3 ـ فصل أو فصول من كتاب اللّه يُبَيِّنُ حكما من أحكام شريعة اللّه كما فصّلنا القول فيه في بحث المصطلحات من الجزء الاوّل من القرآن الكريم وروايات المدرستين.

وقد لوحظ في تسمية بعض القرآن (آية) مدلوله وهو الحكم المذكور في ذلك البعض من القرآن، وإنّ النسخ يتعلّق بذلك الحكم، وليس بلفظ القرآن الذي دلّ على ذلك الحكم.

ويشخّص المعنى في اللفظ المشترك بالقرينة الدالّة على المقصود في الكلام.

***

كان ذلك معنى الاية في المصطلح الاسلامي أما تفسير الايتين فكالاتي:

أوّلا ـ آية النسخ:

وردت آية النسخ ضمن آيات (40 ـ 152) من سورة البقرة، ونورد منها ما يخص البحث في ما يأتي:

(يابَني إسرائيلَ اذكُرُوا نِعمتيَ التي أَنعمتُ عليكُم وَأَوفُوا بِعَهِدي أَوفِ بِعَهدِكُم وإِيّايَ فَارهَبُون* وَآمِنُوا بِما أَنزَلتُ مُصَدِّقا لِمَا مَعَكُمْ وَلاَتَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِه وَلا تَشتَرُوا بِآياتي ثَمَنا قلِيلا وإِيّاي فاتَّقُونِ* وَلا تَلبِسُوا الحَقَّ بِالباطِل وَتَكتُموا الحَقَّ وَأَنتُم تَعلمُون*... يا بَني إسرائيلَ اذكُرُوا نعمتِيَ الَّتي أَنعَمتُ عَلَيكُمْ وَأَنّي فَضَّلتكم عَلى العالَمين* وَاتَّقُوا يَوما لا تَجزِي نَفسٌ عَن نفْسٍ شَيئا وَلا يُقبَلُ مِنها شَفاعةٌ وَل يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ وَلا هُم يَنصَرَون*... وإِذ أَخذنا مِيثاقَكم وَرَفَعنا فوقكُم الطَّورَ خُذُوا ما آتيناكم بِقُوّةٍ وإذكُرُوا ما فِيه...*

وَلَقدْ آتينا مُوسى الكِتابَ وَقَفَّينا مِنْ بَعدِهِ بِالرسلِّ وآتَينا عِيسى ابنَ مَريَمَ البَيّناتِ وَأَيَّدناهُ برُوحِ القُدُسِ أَفَكُلَّما جاءكُمْ رَسولٌ بِما لا تَهوى أَنفسكم استَكبَرتُم فَفَريقا كَذَّبتُم وَفَريقا تَقتُلُون* وَقالُوا قلوبنَا غُلفٌ بَل لعَنَهم اللّهُ بِكُفرِهِم فَقَلِيلا ما يُؤمِنُون* وَلَمّا جاءهُم كِتَابٌ مِن عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُم وَكانوا مِن قَبلُ يَستَفتِحُونَ عَلى الَّذينَ كَفَروا فَلَمّا جاءهُم ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعنَةُ اللّهِ على الكافِرينَ* بِئسَما اشتَرَوا بِهِ أنفُسهم أَن يَكفُرُوا بِما أَنزَلَ اللّهُ بَغيا أَنْ يُنَزِّلَ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلى مَنْ يَشاء مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءوا بغَضَبٍ عَلى غضبٍ ولِلكافرين عذابٌ مُهِين* وإذا قِيلَ لَهُم آمنُوا بِما أَنزَلَ اللّهُ قَالُوا نُؤمِنُ بِما أُنزِلَ عَلينا ويَكفرونَ بِما وَراءه وهوَ الحَقُّ مُصَدِّقا لِما مَعهم قُل فَلمَ تَقتلونَ أَنبياء اللّهِ مِن قَبلُ إِن كُنتُم مؤمِنِين * وَلَقد جَاءكُم مُوسى بالبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخذتُمُ العِجْلَ مِن بَعده وَأَنتم ظالمُون*

... ولقد أَنزَلنا إلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكفُرُ بِهَا إلاّ الفاسِقُون*... وَلَو أَنَّهُم آمَنُوا واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِن عِنْدِ اللّهِ خَيْرٌ لَو كَانوا يَعْلَمون*... مايَوَدُّ الَّذينَ كَفَرُوا مِن أَهْلِ الكِتَابِ ولا المُشْركِين أَن يُنزِّلَ عَليكُم مِن خَيْرٍ مِن رَبِّكُم وَاللّهُ يَختَصُّ بِرَحمتهِ مَن يَشاء وَاللّهُ ذُو الفَضلِ العَظيم* ما نَنْسَخْ مِن آيةٍ أَو نُنْسِها نَأْتِ بِخيرٍ منها أَو مِثْلِها أَلَم تَعلم أَنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَي‌ء قدير*

... وَدَّ كثيرٌ مِن أهلِ الكتابِ لَو يَرُدُّونَكُم مِن بعدِ إِيمانِكُم كُفارا حَسدا مِن عِندِ أَنفُسِهم مِن بعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَق*... وَقالوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلاّ مَن كان هُودا أو نَصارى تِلكَ أَمانِيُّهُم قُل هاتُوا بُرْهانَكُم إنْ كُنتُم صادقِين* بَلى مَن أَسلَمَ وَجههُ للّهِ وَهوَ محسِنٌ فَلَهُ أَجرَُهُ عِندَ رَبِّه وَلا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنُون*...وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهُودُ ولا النَّصارى حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدى اللّهِ هُوَ الهُدى وَلئِن اتَّبَعْتَ أَهواءهُم بَعدَ الَّذي جاءكَ مِنَ العِلمِ مالَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَليٍّ ولا نَصير*

... يابَني إسرائيلَ اذْكُرُوا نِعمتي التي أَنعمتُ عَليكُم وأَنَّي فَضَّلتُكُم عَلى العالمِين* وَاتَّقُوا يوما لا تَجزي نَفسٌ عن نفسٍ شيئا ولا يُقبلُ مِنها عَدْلٌ ولا تنفعها شَفاعةٌ ولا هُم يُنْصَرُن).

ثمّ يعيّن مورد النسخ بعد تمهيد مقدّمة أوردنا بعضها في ما سبق في ما أخبر اللّه سبحانه وتعالى عن قيام ابراهيم واسماعيل (عليهما السلام) ببناء الكعبة وقال:

أ ـ (وَإذْ يَرفعُ إبراهيمُ القواعدَ منَ البَيتِ وَإسماعيل).

ب ـ (وَإذْ جَعَلْنا البيتَ مَثابةً لِلنّاسِ وَأمنا).

ج ـ (وَعَهِدْنا إلى اِبراهيمَ وَإسماعيلَ أن طَهِّرا بيتي للطّائفينَ وَالعاكفينَ وَالرُّكَّعِ السُّجود).

(قَد نرى تَقَلُّبَ وَجهِكَ في السَّماء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبلَةً تَرضَاها فَوَلّ وَجهَكَ شَطْرَ المسجِدِ الحرامِ وَحَيثُ مَا كُنتُم فَوَلُّوا وجُوهكُم شَطرَهُ وإِنَّ الَّذينَ أُوتُوا الكتابَ لَيعلمونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِم وَما اللّهُ بِغافِلٍ عَما يَعملون* وَلئِن أَتَيتَ الَّذينَ أُوتُوا الكِتابَ بِكُلِّ آيةٍ ماتَبعُوا قِبْلَتَكَ وَما أَنت بتابِعٍ قِبلَتَهُم*... الذينَ آتيناهُمُ الكتابَ يعرِفونهُ كَما يَعرِفُونَ أَبناءهُم وَإنَّ فَرِيقا مِنهُم لَيكتُمُونَ الحَقَّ وَهُم يَعلمون).

وأخبر اللّه قبله عن جدالهم مع المسلمين في تحويل القبلة وقال تعالى:

(سَيَقُولَ السُّفَهاء مِنَ النَّاسِ مَاوَلاّهُم عَن قِبلَتِهِمُ الَّتي كانُوا عليها قُل للّهِ المَشرِقُ والمَغرِبُ يَهدي مَن يَشاء إلى صِراطٍ مستقيمٍ*... وَما جَعَلنا القِبلةَ الَّتي كُنتَ عليها إِلاّ لِنَعلمَ مَن يَتَّبِعُ الرسولَ مَّمِن يَنقَلِبُ على عَقِبَيهِ وَإِن كانَت لَكَبِيرَةً إِلاّ على الَّذينَ هَدى اللّهُ وَما كانَ اللّهَ لِيُضِيعَ إِيمانَكُم إِنَّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحيم).

ثانيا ـ آية التبديل:

جاءت آية التبديل ضمن مجموعة آيات سورة النحل(14) ونذكر منها ما يخصُّ البحث في ما يأتي:

قال سبحانه وتعالى:

(وَإذا بَدّلنا آيةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعلمُ بما يُنَزِّلُ قالوا إنّما أنت مُفْتَرٍ بَل أكثَرُهم لا يعلمون* قُل نَزّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَبّكَ بالحَقِّ لِيُثَبِّتَ الّذين آمنوا وَهُدىً وبُشرى للمسلِمين*... إنّما يَفْتَري الكَذِبَ الّذِينَ لا يُؤمنونَ بآياتِ اللّهِ وَأولئكَ هُمُ الكاذِبون*... فَكُلُوا ممّا رزقكم اللّهُ حَلالا طَيِّبا واشْكُرُوا نِعْمَةَ اللّهِ إن كنتم إيّاهُ تَعبُدون* إنَّما حَرَّمَ عليكم الميتَةَ وَالدَّمَ وَلَحمَ الخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيرِ اللّهِ بِهِ فَمَن اضطُرَّ غَيرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإن اللّهَ غَفورٌ رَحيم* وَلاتَقولوا لِما تَصِفُ أَلسِنَتِكُم الكَذِبَ هذا حلالٌ وَهذا حرامٌ لِتَفْتَروُا على اللّهِ الكَذِبَ إنَّ الّذينَ يَفْتَرُونَ عَلى اللّهَ الكَذِبَ لا يُفلِحُون* وَعَلى الَّذينَ هادُوا حَرّمْنا ما قَصَصْنا عَليكَ مِن قَبل...*... ثُمّ أوحينا إليك أَن اتَّبِعْ مِلَّةَ إبراهيمَ حَنِفا وَما كانَ مِنَ المشركين* إنَّما جُعِلَ السَّبْتُ على الَّذينَ اخْتَلَفوا فيه...) (الايات 101 ـ 124).

والّذي قصّه اللّه على نبيِّه من قبل قوله تعالى:

أ ـ في سورة آل عمران:

(كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبنَي إسرائيلَ إلاّ ما حَرَّمَ إسرائيلُ عَلى نَفْسِه) (الاية 93).

ب ـ في سورة الانعام:

(وَعَلَى الَّذينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وِمِنَ البَقَرِ وَالغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِم شُحُومَهُما إِلاّ مَا حَملَتْ ظُهُورُهُما أو الْحَوَايا أو ما اخْتَلَطَ بِعَظمٍ ذلِكَ جَزَيْنَاهم بِبَغْيِهِم وَإنّا لَصادقون) (الاية 146).

أوّلا ـ شرح الكلمات:

أ ـ مُصَدِّقا لما معكم:

أي إنّ صفات القرآن وصفات الرسول يصدّق لما ورد في التوراة من الاخبار ببعثة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وانزال القرآن عليه، مثل ما ورد في الاصحاح الثالث والثلاثين من سفر التثنية ط. رجارد واطس بلندن عام 1831 م والاتي نصّه:

الاصحاح الثالث والثلاثون

1 فهذه البركة التي بارك موسى رجل اللّه بني اسرائيل قبل موته 2 * وقال جآ الرب من سينا واشرق لنا من ساعير استعلن من جبل 3 فاران ومعه الوف الاطهار في يمينه سُنة من نار* احب الشعوب 4 جميع الاطهار بيده والذين يقتربون من رجليه يقبلون من تعليمه *5 موسي امرنا بسنة: ميراثا لجماعة يعقوب وجاء هذا النص في ط. رجارد واطس بلندن سنة 1839 م باللغة الفارسية كالاتي:

باب سي وسيوم

1 واينست دعاي خير كه موسى مرد خدا قبل از مردن بر بني اسرائيل خواند 2 وگفت كه خداوند از سيناي برآمد واز سعير نمودار گشت واز كوهُ فاران نور افشان شد وبا ده هزار مقربان ورود نمود واز دست راستش شريعتي آتشين براي ايشان رسيد 3 بلكه قبائل را دوست داشت وهمكي مقدّساتش در قبضهُ تو هستند ومقربان پاي تو بوده تعليم ترا خواهند پذيرفت 4 موسى مارا بشريعتي امر كرد كه ميراث جماعت بني يعقوب باشد وجاء هذا النص في طبعة(15) جامعة اكسفورد بلندن، دون تاريخ، ص 184:

chapter 33
wherewith ,blessing the is this and blessed god of man the moses his before lsrael of children the death.
from came lord the ,said he and 2؛them unto seir from up rose and ,sinai paran mount from forth shined he of thousands ten wlth came he and a‍wcnt hand right his from:saints them for iaw fiery his all؛people the ioved he ,yes 3 sat they and:hand the in are saints -re shall one every؛feet thy at down.words thy of ceive even ,law a us commanded moses 4 of congregation the of inheritance the jacob.

وترجمة النصين إلى العربية كالاتي:

(وهذا دعاء الخير الذي تلاه موسى رَجُل اللّه قبل موته على بني اسرائيل وقال: إنّ اللّه استعلى من سيناء، وظهر من ساعير ونشر النور من فاران، وجاء مع عشرة آلاف من المقرّبين، وجاءهم من يمينه شريعة ناريّة.

أحبّ القبائل، وجميع مقدّساته في يمينك ومقرّبون إلى رجليك ويتقبّلون تعاليمك.

موسى أمرنا بشريعة هي ميراث لجماعة بني يعقوب).

في هذا النص (وجاء مع عشرة آلاف من المقرّبين) مع تعيين عدد الاُلوف وفي النص الاول (ومعه الوف الاطهار) مع عدم تعيين عدد الالوف لانّ الذي ظهر من غار حراء بفاران ثمّ جاء إلى أرض فاران مكّة ـ مع عشرة آلاف هو خاتم الانبياء محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فبادروا إلى تحريف هذا النص في عصرنا الحاضر كي يكتموا ما جاء فيه من بشارات ببعثة خاتم الانبياء كما شرحنا ذلك في البحث التمهيدي الخامس من الجزء الثاني من كتاب (خمسون ومائة صحابي مختلق).

نتيجة البحث في تفسير (مصدِّقا لِمَا مَعَكُمْ):

يتّضح بجلاء أنّ هذا الاصحاح ينصّ على أنّ موسى بن عمران (ع) ذكر في وصيّته لبني اسرائيل قبل موته:

أن اللّه الربّ أنزل التوراة في جبل سينا والانجيل في جبل سعير والقرآن في جبل فاران ـ مكّة ـ ثمّ توسّع في ذكر خصوصيات الشريعة الثالثة وقال: وجاء ومعه عشرة آلاف من المقربّين وهم عشرة آلاف من الجنود في فتح مكّة، وأنّ شريعة الثالث شريعة القتال، وأنّ أمّته يقبلون تعاليمه، وفي هذا التصريح تعريض بمواقف بني إسرائيل في انحرافاتهم وعبادتهم العجل ومجادلاتهم مع نبيّهم موسى وسائر أنبيائهم والتي جاء ذكرها في القرآن والتوراة.

وكذلك صّرح بأنّ شريعة خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم) نزلت لجميع القبائل بينا شريعة موسى بن عمران نزلت لجماعة يعقوب أي لبني إسرائيل.

ويطول بنا البحث إذا أردنا أن نستعرض جميع البشارات ببعثة خاتم الانبياء والتي بقيت إلى عصرنا الحاضر مع التحريف الذي أجروه عليها في ما بقي من الكتب السماوية بأيدنا اليوم، وكانت موجودة بأيدي أهل الكتاب في عصر خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولذلك قال سبحانه بعيد هذا في الاية (146) منها:

(الَّذينَ آتَيناهُمُ الكتابَ يَعرِفونَه كَما يَعْرفونَ أَبناءهم وَإنَّ فَريقا منهم لَيَكتمونَ الحقَّ وَهُمْ يَعلمون).

وبناء على ذلك فإنّ في بعثة خاتم الانبيأ بالقرآن وما يتّصف به هو وأمّته تصديق لما عند أهل الكتاب في التوراة والانجيل، والحمدُ للّه رَبّ العالمين.

ب ـ لا تَلْبِسُوا الحَقَّ بِالباطِل:

أي لا تخلطوا الحقّ بالباطل لتخفوا الحقّ، أو لا تستروا الحقّ بالباطل لتجعلوه مشكوكا.

ج ـ عَدْل: عدل: أي فدية.

د ـ قَفَّينا:

قفّى من بعد الشي‌ء بالاخر: أتى بالاخر بعد الاوّل أو جعله يتبعه.

هـ ـ غُلْفٌ:

غلّف الشي‌ء: جعل له غلافا، وغلف جمع الاغلف وهو الموضوع في الغلاف.

و ـ يَسْتَفْتِحُون:

أي يطلبون النصر على خصومهم في القتال بذكر اسمه ويستشفعون به إلى اللّه لينصرهم(16) .

ز ـ نُنْسِها:

لا بدّ أن تكون (ننسها) مخفّفة من (نَنْسِئُها)، ونسأ الشي‌ء أو الامر وأنساه أخّره، ويكون المعنى ما ننسخ من آية ـ من أحكام ـ أو نُؤَجِّلها نأت بخير منها أو مثلها، كما سيأتي بيانها وبيان الحكمة فيها في ما يأتي إن شاء اللّه تعالى.

ولا يصحّ أن تكون من (ننسيها)، ويكون المعنى لا ننسي الناس قراءة (آية) من القرآن كما فسّروها(17) ، وذلك:

أوّلا: لقوله تعالى في سورة الاعلى: (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى)، إذا فقد ضمن اللّه حفظ القرآن من النسيان.

وثانيا: لعدم وجود مصلحة لانساء اللّه الناس قراءة آية أو آيات أنزلها ليقرأها الناس.

ح ـ هادُوا وَهُودا:

هادَ: دانَ باليهودية فهو هائد وجمعه هودا، مثل عائذ وعوذا، ونازل ونزلا.

ط ـ فَضَّلَكُمْ عَلى العالَمِين:

أي فضّلهم في عصرهم على العالمين من قوم فرعون بمصر والعمالقة وأمثالهم في الشام.

ي ـ شَطْر: شطر الشي‌ء: من معانيه جهة الشي‌ء، وهو المقصود هنا.

ك ـ ما كانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إيمانَكُمْ:

أي ما كان اللّه ليضيع صلاتكم التي صليتموها مستقبلين بيت المقدس قبل تحويل القبلة إلى الكعبة.

ل ـ بَدَّلْنا:

بدّل الشي‌ء بالشي‌ء وبدّل شيئا مكانَ شي‌ء آخر: جعل الشي‌ء الثاني مكان الشي‌ء الاوّل.

والفرق بين العوض والبدل: أنّ العوض ما تعقّب به الشي‌ء على جهة المثامنة، تقول: هذا الدرهم عوض من خاتمك، والبدل ما يقام مقامه ويوقع موقعه على جهة التعاقب دون المثامنة(18) .

م ـ رُوحُ القُدُس:

هو الملك الّذي أنزل اللّه القرآن وتفسيره وأحكام الاسلام معه إلى الرسول.

ن ـ ذِي ظُفُر:

الظفر في اللغة ظفر الانسان وغيره، والمقصود هنا واللّه اعلم كلّ حيوان ليس بمنفرج الاصابع كالابل والنعام والاوز والبطّ.

س ـ الحَوايا:

الحوايا: الامعاء والمباعر.

ع ـ ما اخْتَلَطَ بِعَظْم:

اختلط الشي‌ء بالشي‌ء: امتزج، والمقصود هنا شحم الجنب والالية لانّه على العصعص وهو عظم.

ثانيا: تفسير الايات:

أ ـ آية التبديل التي جاءت ضمن آيات سورة النحل المكّية:

في هذه الايات قال اللّه تعالى:

وإذا بدّلنا آية أي بعض أحكام من شرع سابق بأحكام أخرى نزلت في القرآن قالوا للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّما أنت مفترٍ.

لا. ليس الامر كذلك: بل أكثرهم جهّال لا يعلمون!

يارسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)! قل: نزّل الاحكام في القرآن الملك من عند ربّك بالحقّ كي يثبّت المؤمنين على الايمان وليكون هدىً وبشرىً للمسلمين، ولست أنت المفتري، وإنّما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات اللّه ـ أي المشركون أنفسهم ـ وأولئك هم الكاذبون.

ثمّ شرح اللّه سبحانه بعد هذا مورد النزاع وقال: كُلُوا ممّا رزقكم اللّه حلالا طيّبا مثل لحم الجمل وبعض شحوم الحيوان ونظائرهما ممّا حرّمها على بني إسرائيل، فإنّ اللّه لم يحرّمها عليكم وإنّما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهِلَّ بهِ لِغير اللّه، أي ما هتف عند ذبحه باسم غير اللّه مثل اللات والعزى ونظائرها، إلاّ لمن اضطرّ إلى اكلها، هذه مما حرّمت عليكم ولا تصفوا الاشياء بألسنتكم بأنّ هذا حلال وذاك حرام، كما أخبر اللّه عن قول المشركين في الايات 138 ـ 140 من سورة الانعام، كان ذلكم شأن المشركين، أمّا اليهود فقد حرّم اللّه عليهم خاصّة ما قصّه على الرسول قبل هذه السورة ـ أيضا ـ في الاية 146 من سورة الانعام، وكان ذلك التحريم لليهود.

أمّا أنت أيّها الرسول فقد أوحينا إليك أن أتَّبِعْ في أمر الحلال والحرام ملّة إبراهيم، وكان من جملة ما في ملّة ابراهيم اتخاذ يوم الجمعة يوم استراحة في الاسبوع، أمّا السبت فقد جعل يومه عطلة على بني اسرائيل خاصّة تحرّم عليهم العمل فيه، كما ورد ذكره في الاية 163 من سورة الاعراف.

وبناء على ما أوردناه فإنّ معنى تبديل آية هنا إنّما هو تبديل بعض أحكام جأت في توراة موسى بن عمران (ع) بأحكام نزلت في القرآن على خاتم الرسل (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعودة الامر إلى ما كان عليه في شريعة إبراهيم الخليل (ع).

ويؤكّد ما ذكرنا قوله تعالى: (وَإذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيةٍ قالَ الَّذينَ كفروا إنّما أنتَ مُفْتَرٍ... قُل نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُس).

وإعادة الضمير في (نزّله) إلى معنى (آية) وهو الحكم، ولو كان الجدال حول تبديل الاية التي هي جزء من السورة لكان ينبغي ان يقول سبحانه: (قل نزلها روح القدس) ويعيد الضمير مؤنثا.

ب ـ الايات التي وردت في ضمنها آية النسخ في سورة البقرة المدنية:

في هذه الايات قال اللّه سبحانه:

يا بني إسرائيل اذكروا نعمة اللّه عليكم وأوفوا بعهده حين أنزل لكم التوراة وقال لكم: خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه، وفيه البشارة ببعثة خاتم الانبياء، يوف اللّه بعهده اليكم، فيغدق نعمه عليكم في الدنيا والاخرة، وآمنوا بما أنزل على خاتم الانبياء وهو يصدّق لما معكم من كتب اللّه، ولا تكتموا الحقّ ولا تَلْبسوا الحقّ بالباطل وأنتم تعلمون. ولقد آتى اللّه موسى الكتاب وقفّى بعده بالرسل ومنهم عيسى بن مريم الذي أيَّدَهُ بالادلّة الواضحة وأيّده بروح القدس. أفكلما جاءكم رسول بأحكام لا تهواها أنفسكم استكبرتم وكذّبتم فريقا منهم وفريقا تقتلونهم، وقلتم قلوبنا مغلفة عن دركها، وأخيرا لمّا جاءكم القرآن من عند اللّه وهو يصدّق ما عندكم من الاخبار كفرتم به، في حين أنّكم كنتم قبل ذلك تستشفعون في طلب الفتح على الكفّار باسمه، وعندما جاءكم النبيّ وعرفتموه كفرتم به وبما أنزل اللّه معه من الوحي، بئسما اشتريتم لانفسكم ان تكفروا بما أنزل اللّه، لانّه أنزله ذريَّة إسماعيل دون ذرية يعقوب فبوءوا بغضب من اللّه وللكافرين عذاب مهين.

وإذا قيل لليهود آمنوا بما أنزل اللّه على خاتم أنبيائه قالوا: نُؤمن بما أُنزل علينا معشر بني إسرائيل، ونكفر بما أُنزل على غيرنا، وهو حقّ يُصدِّق ما معهم في كتب الانبياء من الاخبار ببعثته.

قل لهم يا رسول اللّه: إن كنتم تزعمون أنّكم مؤمنين باللّه فلم قتلتم أنبياء اللّه الذين جاءوكم قبل هذا!؟ كيف تقولون إنّكم تؤمنون بما أنزل اليكم، ولقد جاءكم موسى بالايات البيَّنات فعبدتم العجل بدل الايمان باللّه، وكما أنزل اللّه على موسى آيات بيّنات أنزل ـ أيضا ـ‍ آيات بيّنات على خاتم أنبيائه محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا يكفر بها إلاّ الفاسقون.

ولو أنّ اليهود آمنوا واتّقوا اللّه لاثابهم اللّه، ولكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين بمكة لا يحبون أن ينزل عليكم ايها المسلمون خبر وكتاب من ربّكم في حين أنّ اللّه يختصّ برحمته من يشاء.

وما ينسخ اللّه من آية أو ينسها يأتِ بخير منها أو بمثلها، أي ما ينسخ اللّه مِنْ أحكام أو يؤجِّلها يأتِ بخير منها أو بمثلها، إنّ اللّه على كلّ شي‌ء قدير.

أحبّ كثير من أهل الكتاب أن يردّوكم عن إيمانكم بخاتم الانبياء إلى الكفر حسدا أن ينزل الوحي على غير بني إسرائيل، بعد أن تبيّن لهم أنّه الحق وقالوا لكم لن يدخل الجنّة إلاّ من كان من اليهود أو النصارى، أي إنّكم بإسلامكم لن تدخلوا الجنّة، قل هاتوا برهانكم. بلى من أسلم وعمل الصالحات فله أجره عند ربّه، ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تَتَّبِعَ ملّتهم.

ثمّ ذكر موضع النزاع سبب الخصومة وكيف وقعا بين الرسول واليهود، وقال سبحانه: نرى تقلّب وجهك نحو السماء انتظارا لتحويل القبلة من بيت المقدس فلنولينك قبلة ترضاها اينما كنت انت والمسلمين ولّ وَجهك نحو المسجد الحرام، وإنّ الذين أوتوا الكتاب اليهود منهم الذين يخاصمونك والنصارى لَيَعلمون أنّ تحويل القبلة إلى الكعبة حقّ من ربّهم، وإنّك مهما تأتهم بآية لا يقبلون قولك ولا يتّبعون قبلتك.

وسيقول السفهاء ما ولاّهم عن بيت المقدس قبلتهم السابقة. قل إنّ الامر للّه والمشرق والمغرب له يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وكان جعل القبلة بيت المقدس وتحويلها إلى الكعبة لامتحان الناس في مكّة حيث جعل قبلتهم إلى بيت المقدس دون الكعبة، وفي المدينة ـ‍ أيضا ـ تحويل القبلة إلى الكعبة امتحانا لليهود، في أنّهم هل يتركون العصبية الاسرائيلية ويتركون استقبال بيت المقدس ويستقبلون الكعبة بعد أن عرفوا أنّه الحقّ من ربّهم. إمتحانا لهؤلاء وأولئك ليعلم من يتبع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ممّن ينقلب على عقبيه.

أمّا صلاتهم التي استقبلوا بها بيت المقدس قبل ذلك فلا تضيع عند اللّه.

وهكذا يتبيّن أنّ المقصود من (آية) في ذكر مجادلة قريش في مكة عند تبديلها بآية اُخرى: تبديل اللّه حكما بآخر، كما جاء تفصيل ذلك الجدال قبل هذه السورة في سورة الانعام؛ وأيضا تبيّن أنّ المقصود من نسخ آية أو تأجيلها في خبر اليهود في المدينة: نسخ حكم في شريعته (ع) أو تأجيل حكم شريعة لحكمة يعلمها اللّه.

إنّ الراغب قد أصاب في تفسيره آية: (وكلّ جملة دالّة على حكم آية، سورة كانت أو فصولا أو فصلا من سورة) أي باعتبار معنى الاية في السورة.

كان ذلكم المقصود من تبديل آية مكان آية أخرى ونسخ آية وإنسائها في الايتين الكريمتين، وسندرس في ما يأتي شأن النسخ وحكمته في شريعة موسى ابن عمران (ع) بإذنه تعالى.

____________

(1) صحيح مسلم (5 / 5) كتاب الجمعة باب فضل الجمعة، وطبقات ابن سعد ط. أروبا (1 / 8)، ومسند أحمد (2 / 232 و327 و540).

(2) اخبار مكة للازرقي (ت223 هـ). ط مدينة غتنفة عام 1275 هـ ص 31.

(3) مادّة الجمعة من سفينة البحار.

(4) طبقات ابن سعد ط ـ أروربا (ج 1 ق 1 / 12 و15 و26)، ومسند أحمد (5 / 178 و179 و265)، ومسند الطيالسي الحديث 479، وفي البحار (11 / 167 ـ 197) روايات متعدّدة مع اختلاف وزيادة ونقيصة في كيفية حجّ آدم (ع).

(5) البحار (3 / 248 ـ 252) وصحيح البخاري (3 / 139) بتفسير سورة نوح.

(6) معجم الفاظ القرآن الكريم، مادّة وصّى.

(7) تفسير الاية في التبيان (2 / 553)، ومجمع البيان (9 / 24).

(8) لسان العرب، مادّة شيع.

(9) تفسير الاية في التبيان (2 / 492) ط. الحجر في ايران 1365 هـ.

(10) وكذلك تعدّد تفسيره في تفسير الاية في التبيان ومجمع البيان وتفسير الطبري وابن كثير والدّر المنثور للسيوطي.

(11) البقرة الاية 140.

(12) الضرّع: مدّر اللّبن، يقال: ماله زرع ولا ضرع.

(13) راجع تفسير الايتين الكريمتين: 72 و75 في سورة الانفال بتفسير الطبري (10 / 26 ـ 27)، وتفسير ابن كثير (2 / 328، 221) وتفسير الدر المنثور (2 / 207).

(14) راجع تفصيل البحث ومصادره في بحث مصطلحات اسلامية من المجلد الاول من القرآن الكريم وروايات المدرستين.

(15) امتازت بطبع اللون الاحمر مع الاسود للكلمات ـ في العهد الجديد فقط ـ وسميت بـ:edition letter red.

(16) راجع تفسير الاية في تفسير الطبري.

(17) راجع رواية القرطبي والطبري عن سعد بن أبي وقّاص في تفسير الاية.

(18) مادّة بدل من كتاب التحقيق في مفردات القرآن نقلا عن الاوائل للعسكري.