مهلائيل بن قينان
* قيامه بطاعة اللّه في قومه.
* أوّل مَن قطع الشّجر وبنى المدن والمساجد واستخرج المعادن.
* وصيّته لابنه يرد وتعليمه الصحف.
* إعلامه بانتقال نور خاتم الانبياء إليه.
قيامه بطاعة اللّه ووصيّته إلى ابنه مهلائيل:
أ ـ في تاريخ اليعقوبي:
ثم قام بعد قينان مهلائيل، فقام في قومه بطاعة اللّه تعالى واتّباع وصيّة أبيه. فلمّا دنا موته أوصى إلى ابنه يرد بجسد آدم، ثمّ توفّي(1) .
ب ـ وفي مرآة الزمان:
لمّا احتضر قينان أوصى إلى ولده مهلائيل، وأعلمه بالنور الذي انتقل إليه، فسار بالناس سيرة أبيه(2) .
أوّل مَن قطع الشّجر وبنى المدن والمساجد واستخرج المعادن:
أ - في تاريخ الطبري:
هو أول من قطع الشجر، وبنى البناء، وأول من استخرج المعادن، وأمر أهل زمانه باتخاذ المساجد، وبنى مدينتين كانتا أوّل ما بُني على ظهر الارض من المدائن، وهما مدينة بابل التي بسواد الكوفة، ومدينة الشوش(3) .
ب ـ في تاريخ الكامل لابن الاثير:
هو أول من استنبط الحديد واتخذ منه الادوات للصناعة، وحضّ الناس على الزراعة والحراثة، وأمر بقتل السباع ولبس جلودها، وذبح البقر والغنم والوحش وأكل لحومها(4) .
وصيّته لابنه يرد وتعليمه الصّحف:
في أخبار الزمان:
وأوصى إلى ابنه يوارد وعلّمه الصحف، وعلّمه قسمة الارض وما يحدث في العالم، ودفع إليه كتاب سرّ الملكوت الذي علّمه مهلائيل الملك لادم (ع) وكانوا يتوارثونه مختوما(5) .
يوارد بن مهلائيل
* ولادته وانتقال النور إليه.
* وصيّة أبيه إليه.
* وصيّته لابنه أخنوخ إدريس النبي(ع).
في مروج الذهب:
ولد له (يارد)(6) والنور متوارث والعهد مأخوذ والحقّ قائم(7) .
أ ـ في مرآة الزمان:
أوصى أبوه إليه وأخبره بالسرّ المكنون وانتقال النور إليه، وكان حسن السيرة.
ب ـ في تاريخ اليعقوبي:
ثم قام بعد مهلائيل يرد، وكان رجلاً مؤمنا، كامل العمل للّه سبحانه والعبادة له، كثير الصلاة بالليل والنهار.
ونقض بنو شيث العهود والمواثيق التي كانت بينهم، فجعلوا ينزلون إلى الارض التي فيها بنو قابيل(8) .
فلمّا دنا موت يرد، إجتمع إليه بنوه وبنو بنيه أخنوخ، ومتوشلح، ولمك، ونوح، فصلّى عليهم، ودعا لهم بالبركة.
وأمر أخنوخ: ابنه ألاّ يزال يصلّي في مغارة الكنز ـ التي فيها جسد آدم (ع) ـ ثم توفّي(9) .
إدريس النبيّ (ع) أخنوخ
أوّلاً: إدريس في القرآن الكريم.
ثانياً: إدريس في كتب السيرة.
* نزول الصحف من اللّه إليه.
* علّمهُ اللّه أسماء البروج والكواكب.
* أول من خاط بالابرة.
* اختلاط بني شيث ببني قابيل على عهده.
* وصيّته إلى ابنه متوشلح.
أوّلاً - إدريس في القرآن الكريم:
قال سبحانه في سورة مريم:
(وَاذْكُرْ في الكِتابِ إدْرِيسَ إنّهُ كانَ صِدِّيقا نَبِيّا * وَرفَعْناهُ مَكانا علِيّا) (الايتان: 56 ـ 57)
شرح الكلمات:
أ ـ الصِدّيق:
هو المُصدّق بكل ما أمر اللّه به وبأنبيائه، كما قال سبحانه في سورة الحديد: (وَالّذين آمَنُوا بِاللّهِ ورَسولِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِدِّيقون...)(الاية:19) ولا يتحقّق ذلك إلاّ بمطابقة فعل الانسان قوله في تصديق أمر اللّه وتركه هوى النفس، وبناء على ذلك تكون درجة الصدّيقين بعد الانبيأ، وكلّ نبيّ صدّيق، وبعض الصدّيقين ليسوا بأنبياء.
ب ـ عَلِيّا:
«عَلِيّا» هنا بمعنى المكان المرتفع. وجاء في التوراة: (وسار أخنوخ مع اللّه ولم يوجد لان اللّه أخذه).
ـ ولادته وانتقال نور خاتم الانبياء إليه:
أ - في تاريخ الطبري:
وهو إدريس أبوه يرد وأمّه بركنا تولّد حينما كان عمر آدم ستمائة واثنين وعشرين عاماً، وسمّي إدريس لكثرة درسه صحف آدم وشيث، وهو أوّل نبيّ بعد آدم وهو حامل النور المحمديّ وهو أوّل من خاط الثوب ولبسها، وجاء في الحديث أنّ أرزاق الانبياء كانت إمّا في الزرع أو في الضرع إلاّ إدريس فإنّه كان خيّاطاً، وعن أبي عبد اللّه الصادق (ع): أنّ مسجد السّهلة - بالكوفة - بيت إدريس كان يخيط فيه ويصلّي.
فلمّا بلغ من العمر خمسةً وستين عاماً تزوّج بامرأة اسمها أدانة فولدت له متوشلح وبنين وبنات آخرين، فدعا بني شيث أن يعبدوا اللّه ولا يطيعوا الشيطان ولا يخالطوا بني قابيل للفحشاء والبغاء فلم يقبلوا منه ونزل جماعة إلى بني قابيل فكثرت فيهم المحرّمات، وكلّما نهاهم إدريس ما انتهوا عن أعمالهم السيئة فجاهد في سبيل اللّه وقاتل معهم وسبى من أولاد قابيل واسترقّهم وذلك كلّه في حياة آدم.
فلمّا بلغ من العمر ثلاثمائة وثمان سنين توفّي آدم.
فلمّا بلغ من العمر ثلاثمائة وخمسةً وستين عاماً استخلف ابنه متوشلح على أمر اللّه وأعلمه وأهل بيته بأنّ اللّه يعذّب ولد قابيل ومَن خالطهم ومَن مال إليهم فنهاهم عن الاختلاط معهم(10) .
وكان يومئذ لابنه متوشلح وصيّه وحامل النور المحمّديّ من العمر ثلاثمائة سنة وأبوه يرد إلى سيّدنا شيث كانوا أحياء(11) .
نزول الصحف من اللّه إليه وهو أوّل مَن خاط بالابرة:
ج ـ في مروج الذهب:
قام بعد يرد ولده أخنوخ، وهو إدريس النبيّ (ع) والصابئة تزعم أنّه هو هرمس، وهو الذي أخبر اللّه عزّ وجلّ في كتابه أنّه رفعه مكانا عليّا، وهو أول من درز الدروز، وخاط بالابرة، وأُنزِل عليه ثلاثون صحيفة، وكان قد نزل قبل ذلك على آدم إحدى وعشرون صحيفة، وأُنزِل على شيث تسع وعشرون صحيفة فيها تهليل وتسبيح(12) .
علّمه اللّه أسماء البروج والكواكب:
د ـ في مرآة الزمان:
ولد إدريس في حياة آدم، وهو أول من سبى بني قابيل واسترقّ منهم، ونظر في علم النجوم، ووضع أسماء البروج والكواكب السيّارة، وألهمه اللّه معرفة هذه الاشياء(13) .
إختلاط بني شيث ببني قابيل على عهده:
هـ ـ في تاريخ اليعقوبي:
قام بعد يرد أخنوخ بن يرد، فقام بعبادة اللّه سبحانه، وأخذ بنو شيث ونساؤهم وأبناؤهم في الهبوط ـ إلى ولد قابيل ـ فعظم ذلك على أخنوخ، فدعا ولده متوشلح ولمكا ونوحا، فقال لهم: إني أعلم أنّ اللّه معذّب هذه الاُمة عذابا عظيما ليس فيه رحمة.
وكان أخنوخ أوّل من خطّ بالقلم، وهو إدريس النبيّ، فأوصى ولده أن يخلصوا عبادة اللّه، ويستعملوا الصدق واليقين، ثم رفعه اللّه إليه(14) .
وبناء على ما أوردناه كان إدريس (ع) صدِّيقا نبيّا، آتاه اللّه الكتاب والحكمة، وهدى الناس في عصره إلى شريعة اللّه، ورفعه بعد ذلك مكانا عليّا، مع ذلك كلّه لم يكن رسولاً من اللّه إلى قومه ونذيرا معه آية من ربّه.
أ ـ في طبقات ابن سعد بسنده عن ابن عباس أنّه قال:
أوّل نبي بعث بعد آدم إدريس، وهو أخنوخ بن يرد... فولد أخنوخ متوشلح ونفرا معه وإليه الوصية. فولد متوشلح لمك ونفرا معه وإليه الوصيّة، فولد لمك نوحا...(15)
وصيّة يوارد لابنه أخنوخ:
ب ـ في أخبار الزمان:
عهد يوارد إلى أخنوخ وعلّمه العلوم التي عنده ودفع إليه مصحف السرّ.
متوشلح بن أخنوخ إدريس (ع)
* أوصى إليه أبوه وعرّفه بنور خاتم الانبياء الذي انتقل إليه.
* تعميره البلاد.
* أوّل من ركب الخيل.
أوصى إليه أبوه وعرّفه بنور خاتم الانبياء الذي انتقل إليه:
أ ـ في أخبار الزمان:
أوصى إدريس إلى ابنه متوشلح، لانّ اللّه أوحى إليه أن اجعل الوصيّة في ابنك متوشلح فإنّي ساُخرج من ظهره نبيا يُرتضى فعله(16) .
ب ـ في مرآة الزمان:
أوصى إدريس إلى ابنه متوشلح، ولما عهد إليه عرّفه بالنور الذي انتقل إليه منه ـ أي نور النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وهو أول من ركب الجمل(17) .
قام بعد أخنوخ ابنه متوشلح، فعمّر البلاد والنور في جبينه(18) ـ نور خاتم الانبياء ـ (19) .
د ـ في تاريخ الطبري:
استخلفه اخنوخ على أمر اللّه، وأوصاه وأهل بيته قبل أن يُرفع، وأعلمهم أن اللّه عزَّ وجل سيعذّب ولد قابين - قابيل - ومن خالطهم ومال إليهم، ونهاهم عن مخالطتهم(20) .
في تاريخ الطبري:
وأنه أول من ركب الخيل، لانه اقتفى رسم أبيه في الجهاد. وسلك في أيامه في العمل بطاعة اللّه طريق آبائه(21) .
لمك بن متوشلح
* وصيّة متوشلح إلى لمك.
* تزاوج أولاد شيث وأولاد قابيل واختلاط نسلهما وولادة الجبابرة من ذلك النسل.
* انفراد ثمانية أنفس من ولد شيث عنهم.
* وصيته لنوح (ع).
في تاريخ الطبري وأخبار الزمان:
لمّا حضرت متوشلح الوفاة أوصى إلى ابنه لمك، ومعنى لمك الجامع، وهو أبو نوح، وعهد إليه ودفع إليه الصحف والكتب المختومة التي كانت لادريس، وانتقلت الوصية إليه(22) .
تزاوج أولاد شيث وأولاد قابيل وولادة الجبابرة منهما:
أ ـ في مروج الذهب:
وكانت في أيّامه كوائن واختلاط في النسل(23) ؛ أي نسل شيث ونسل قابيل الملعون.
ب ـ في تاريخ اليعقوبي ما موجزه:
فقام لمك بعد أبيه بعبادة اللّه وطاعته، وكثرت الجبابرة في عصره، وذلك أنّه كان لما وقع بنو شيث في بنات قابيل ولدت منهم الجبابرة.
انفراد ثمانية أنفس من ولد شيث عنهم ووصيّته لنوح (ع):
ثم دنا موت لمك، فدعا نوحا، وساما، وحاما، ويافثا، ونساءهم ولم يبق من أولاد شيث غيرهم وكانوا ثمانية أنفس، وهبط الباقي إلى أولاد قابيل واختلطوا معهم، فصلّى عليهم متوشلح ودعا لهم بالبركة وقال: أسأل اللّه الذي خلق آدم أن يعطيكم بركة أبينا آدم، ويجعل في ولدكم المُلك، وأنا متوفّى، ولن يفلت من أهل الرجز غيرك يا نوح، فإذا أنا مِتّ فاحملني واجعلني في مغارة الكنز ـ التي كان فيها جسد آدم (ع) ـ فإذا أراد اللّه أن تركب السفينة، فاحمل جسد أبينا آدم، فاهبط به معك، ثم اجعله وسط البيت الاعلى من السفينة، ثم كن أنت وبنوك في طرف السفينة الشرقي، ولتكن امرأتك وكنائنك في طرف السفينة الغربي، وليكن جسد آدم بينكم، فلا تجوزوا إلى نسائكم ولا تجز نساؤكم إليكم، ولا تأكلوا ولا تشربوا معهنّ، ولا تقربوهنّ حتى تخرجوا من السفينة، فإذا ذهب الطوفان وخرجتم من السفينة إلى الارض، فصَلِّ أنت عند جسد آدم، ثم أوصِ ساما أكبر بنيك، فليذهب بجسد آدم حتى يجعله في وسط الارض وليجعل معه رجلاً من أولاده يقوم عليه. ـ إلى قوله ـ: فإن اللّه مرسل معه ملكا من الملائكة يدله على وسط الارض ويؤنسه(24) .
بعض تواريخ الاوصياء إلى عصر نوح في التوراة
جاء في سفر التكوين
الاصحاحُ الخامسُ
هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ. يَوْمَ خَلَقَ اللّهُ الانْسَانَ عَلَى شَبَهِ اللّهِ عَمِلَهُ. ذَكَرَا وَأُنْثَى خَلَقَهُ وَبَارَكَهُ وَدَعَا اسْمَهُ آدَمَ يَوْمَ خُلِقَ. وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلاثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ وَلَدا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثا. وَكَانَتْ أيَّامُ آدَمَ بَعْدَمَا وَلَدَ شِيثا ثَمَانِيَ مِئَةِ سَنَةِ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتِ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ آدَمَ الَّتِي عَاشَهَا تِسْعَ مِئَةِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَمَاتَ.
وَعَاشَ شِيثُ مِئَةً وَخَمْسَ سِنِينَ وَوَلَدَ أَنُوشَ. وَعَاشَ شِيثُ بَعْدَمَا وَلَدَ أَنُوشَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَسَبْعَ سِنِينَ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ شِيثَ تِسْعَ مِئَةٍ وَاثَنَتْي عَشَرَةَ سَنَةً وَمَاتَ.
وَعَاشَ أَنُوشُ تِسْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ قِينَانَ. وَعَاشَ أَنُوشُ بَعْدَمَا وَلَدَ قِينَانَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيِّامِ أَنُوشَ تِسْعَ مِئَةِ وَخَمْسَ سِنِينَ وَمَاتَ.
وَعَاشَ قِينَانُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ مَهْلَلْئِيلَ. وَعَاشَ قِينَانُ بَعْدَمَا وَلَدَ مَهلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ قِينَانَ تِسْعَ مِئَةٍ وَعَشَرَ سِنِينَ وَمَاتَ.
وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ خَمْسا وَسِتِيِّنَ سَنَةً وَوَلَدَ يَارَدَ. وَعَاشَ مَهْلَلْئِيلُ بَعْدَمَا وَلَدَ يَارَدَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَهْلَلْئِيلَ ثَمَانِيَ مِئَةٍ وَخَمْسا وَتِسْعِينَ سَنَةً وَمَاتَ.
وَعَاشَ يَارَدُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِيِّن سَنَةً وَوَلَدَ أَخْنُوخَ. وَعَاشَ يَارَدُ بَعْدَمَا وَلَدَ أَخْنُوخَ ثَمَانِي مِئَة سَنَة، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ يَارَدَ تِسْع مِئَةٍ وَاثْنَتَيْنِ وَسِتِيّنَ سَنَةً وَمَاتَ.
وَعَاشَ أَخْنُوخُ خَمْسا وَسِتِيّنَ سَنَةً وَوَلَدَ مَتُوشَلَحَ. وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللّهِ بَعْدَمَا وَلَدَ مَتُوشَلَحَ ثَلثَ مِئَةِ سَنَة، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلثَ مِئَةٍ وَخَمْسا وَسِتِيّنَ سَنَةً. وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللّهِ وَلَمْ يُوجَدْ لاَنَّ اللّهَ أَخَذَهُ.
وَعَاشَ مَتُوشَلَحُ مِئَةً وَسَبْعا وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ مَتُوشَلَحَ تِسْعَ مِئَةٍ وَتِسْعا وَسِتِيّنَ سَنَةً وَمَاتَ.
وَعَاشَ لاَمَكُ مِئَةً وَاثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَوَلَدَ ابْنا. وَدَعَا اسْمَهُ نُوحا. قَائِلاً: هذَا يُعَزِينَا عَنْ عَمَلِنَا وَتَعَبِ أَيْدِينَا مِنْ قِبَلِ الاَرْضِ الَّتِي لَعَنَهَا الرَّبُّ. وَعَاشَ لاَمَكُ بَعْدَمَا وَلَدَ نُوحا خَمْسَ مِئَةٍ وَخَمْسا وَتِسْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ لاَمَكَ سَبْعَ مِئَةٍ وَسَبْعا وَسَبْعِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.
وكَانَ نُوحٌ ابْنَ خَمْسِ مِئَة سَنَة وَوَلَدَ نُوحٌ سَاما وَحَاما وَيَافَثَ.
نتيجة البحث:
إنّ اللّه تاب على آدم (ع) واجتباه واصطفاه لهداية الناس وتبليغ ما يحتاجه الانسان البدوي من أحكام الاسلام في مثل عصره، ثم توفاه اللّه إليه، فقام أوصياؤه من بعده بالمحافظة على شريعته وحملها إلى الناس لهدايتهم، غير أنّ البشر تدرّجوا في التوسّع الحضاري إلى عصر إدريس(ع) واحتاجوا إلى تبيين أحكام الاسلام في الجوانب الحضارية الجديدة من حياتهم؛ فأوحى اللّه إلى إدريس (ع) ما احتاجه النّاس من أحكام الاسلام في مثل عصره، فأدّى(ع) الرسالة، وبلّغ الناس ما أوحى اللّه إليه لهدايتهم، واقتضت حكمة اللّه بعد ذلك أن يرفعه مكانا عليا، واللّه أعلم كيف رفعه وإلى أين، ولا يسع هذا البحث لبيانه. ووجدنا بالاضافة إلى ذلك في أخبار الانبياء والاوصياء بمصادر الدراسات الاسلامية أنّ كُلاّ ً منهم كان يأخذ العهد من وصيّه في شأن حمل نور خاتم الانبياء(صلى الله عليه وآله وسلم) وأن يعهد بذلك إلى وصيّه من بعده، ونجد تأكيد هذا الخبر في القرآن الكريم في قوله تعالى:
(وإذْ أخذَ اللّهُ ميثاقَ النّبيِّينَ لما آتَيْتُكُم مِنْ كِتابٍ وَحكمةٍ ثمَّ جاءكُم رسولٌ مُصَدِّقٌ لِما معكم لَتُؤْمِنُنَّ بهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأقْرَرْتُم وأخَذْتُم عَلى ذلِكُم إصْري قالوا أقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدوا وَأنا مَعَكُم مِنَ الشاهِديِنَ * فَمَنْ تَوَلّى بَعدَ ذلِكَ فاُولئكَ هُمُ الفاسِقونَ)(آل عمران: 81 ـ 82)
أخرج الطبري في تفسير الاية الاُولى عن أمير المؤمنين عليّ (ع) أنه قال: لم يبعث اللّه نبيا آدم فمن بعده إلاّ أخذ عليه العهد في محمّد لئن بُعِث وهو حيّ ليؤمننّ به ولينصرنّه، ويأمره فيأخذ العهد على قومه، ثمّ تلا: (وَإذْ أخذ اللّهُ مِيثاقَ النبيِّينَ...) (الاية)
وأخرج عنه (ع) أيضا في تفسير الاية الثانية ـ إن اللّه سبحانه ـ يقول:
(فاشهدوا على اُممكم بذلك وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعليهم فمن تولّى عنك يا محمّد بعد هذا العهد من جميع الاُمم فاُولئك هم الفاسقون)(25) .
وقال القرطبي في تفسير الاية: الرسول هنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) من قول عليّ وابن عبّاس.
قال المؤلف: إنّ الايتين الانفتين جاءتا ضمن مجموعة من الايات التي تدل بنفسها على ما روي عن الامام عليّ (ع) بدءا من قوله تعالى قبلها:
(أَلم تَرَ إلى الّذينَ اُوتُوا نَصِيبا مِنَ الكِتابِ يُدْعَوْنَ إلى كِتابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَينهم ثُمَّ يَتَوَلّى فَريقٌ منهم وهم مُعْرِضُونَ)(آل عمران: 23)
(قُلْ إنْ تُخْفوا ما في صُدُوركم أوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ...)(آل عمران:29)
(قُلْ إنْ كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فَاتَّبعوني يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لكم ذُنُوبَكُم...) (آل عمران: 31)
(قُلْ أطِيعُوا اللّهَ والرسولَ فَإنْ تَوَلَّوا فَإنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الكافِرِينَ)(آل عمران:32)
وفي الايات 34 فما بعدها أخبر تعالى ما موجزه: أنّه تعالى اصطفى آدم ونوحا و... وأنّه كيف خلق عيسى وأرسله إلى بني إسرائيل، وأنّ الحواريين آمنوابه.
ثمّ قال تعالى: (فَمَنْ حاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءكَ منَ العِلْمِ فَقُلْ تَعالوا... نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلى الكاذِبِين)(آل عمران: 61)
ثمّ قال تعالى: (يا أهلَ الكِتابِ لِمَ تَلْبسُونَ الحقَّ بِالباطِلِ وَتَكْتمُونَ الحَقَّ وَأنتُم تَعْلَمُون)(الاية: 71)
(وإذْ أَخذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيِّين لَما آتَيْتُكُم...)(الاية: 81)
هكذا يظهر من سياق الايات أنّ المقصود من قوله تعالى:
(جاءكُم رسولٌ مُصدِّقٌ لما معكم لتُؤمنُنّ به): أخذ العهد من الاُمم على الايمان بالرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) كما جاء تفسيره عن الامام عليّ(ع)، أضف إليه ما سيأتي ذكره من آيات في بحث الشريعة الخاتمة بآخر الكتاب، أمثال قوله تعالى: (يَعرِفُونَه كَما يَعرفُونَ أبناءهُم) أي إنّ أهل الكتاب يعرفون خاتم الرسل كما يعرفون أبناءهم. من كلّ تلكم الايات الكريمة عرفنا أن اللّه سبحانه قد أخذ العهد من الانبياء السابقين أن يبلّغوا اُممهم بوجوب الايمان بالنبي الخاتم(26) وانّ كلّ نبيّ أخذ العهد بذلك من وصيّه، كما مرّ بنا شرحه في مصادر الدراسات الاسلامية إلى زمن نوح (ع).
كان ذلكم بعض أخبار الانبياء والاوصياء منذ عصر آدم (ع) إلى عصر نوح.
وفي عصر نوح (ع) اختلط بنو شيث ببني قابيل وولدوا نسلاً فاسدا طغى وبغى وعبد الاصنام، كما ندرس باذنه تعالى أخبارهم ضمن خبر النبي نوح (ع) فيما يأتي.
أخبار نوح (ع) والاوصياء من بعده
* نوح (ع).
* سام بن نوح.
* ارفخشد بن سام.
* شالح بن ارفخشد.
* سيرة نوح في آيات كريمة.
* شرح الكلمات.
* تفسير الايات.
* خلاصة أخبار نوح.
* أخبار نوح في مصادر الدراسات الاسلامية.
قال اللّه سبحانه:
أ ـ في سورة الحديد:
(ولقد أرسَلْنا نوحا وإبراهيمَ وَجَعلْنا في ذُرّيّتِهما النبوّة والكِتابَ فَمِنهم مُهْتَدٍ وكَثيرٌ منهُم فاسِقونَ)(الاية: 26).
ب ـ في سورة العنكبوت:
(ولقد أرسَلْنا نوحا إلى قومِهِ فَلَبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إلاّ خَمسينَ عاما...). (الاية: 14).
ج ـ في سورة المؤمنون:
(فقالَ يا قومِ اعْبُدوا اللّهَ ما لكُم مِنْ إلهٍ غيرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ * فقالَ المَلا الّذينَ كَفروا مِن قَومِهِ ما هذا إلاّ بَشرٌ مثلُكُم يُريدُ أنْ يَتفضَّل عَليكم وَلو شاء اللّهُ لانْزلَ ملائِكةً ما سَمِعْنا بهذا فيِ آبائنا الاوّلينَ * إنْ هو إلاّ رجُلٌ بِه جِنَّةٌ فَتَربَّصوا بِهِ حَتّى حِينٍ)(الايات: 23 ـ 25)
د ـ في سورة الشعراء:
(... قالَ لُهم أخوهُمْ نوحٌ ألا تَتَّقون * إنّي لكُم رسولٌ أمينٌ * فَاتَّقوا اللّهَ وأطِيعُونِ)(الايات: 106 ـ 108)
هـ ـ في سورة يونس:
(فإن توَلَّيتُم فما سألتُكُم من أجرٍ إنْ أجْري إلاّ على اللّهِ واُمرْتُ أن أكونَ مِنَ المُسْلِمينَ)(الاية: 72)
و ـ في سورة الشعراء أيضا:
(قالوا أنُؤْمِنُ لك واتّبَعكَ الارْذَلُونَ * قالَ وما عِلْمي بِما كانوا يَعْملَونَ * إنْ حِسابُهُم إلاّ على رَبي لَوْ تَشْعُرونَ * وَما أنا بِطارِدِ المُؤمِنِينَ * إنْ أنا إلاّ نَذِيرٌ مُبِينٌ* قالوا لَئِن لم تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكونَنَّ مِنَ المَرْجُومِينَ)(الايات: 111 ـ 116)
ز ـ في سورة هود:
(قالَ يا قَومِ أَرَأَيْتُم إنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنةٍ مِنْ رَبّي وَآتاني رَحْمةً مِنْ عِندهِ فَعُمِّيَتْ عَليكم أَنُلْزِمُكُمُوها وأنتم لها كارِهونَ * ويا قَومِ مَنْ يَنْصُرُني مِنَ اللّهِ إنْ طَرَدْتُهُم أَفَلا تَذَكَّرُونَ * ولا أقولُ لكم عندي خَزائِنُ اللّهِ ولا أعْلُم الغَيْبَ ولا أقولُ إنّي مَلَكٌ ولا أقولُ لِلّذينَ تَزْدَري أعيُنُكم لَنْ يُؤتِيهَمُ اللّهُ خَيْرا اللّهُ أعلمُ بِما في أنْفُسِهِم إنّي إذا لَمِنَ الظالِمِينَ * قالوا يا نوحُ قدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إنْ كُنتَ مِنَ الصّادقِينَ * قالَ إنّما يأتِيكُم بِهِ اللّهُ إنْ شاء وما أنتُم بِمُعْجِزِينَ) (الايات: 28 و 30 ـ 33)
ح ـ في سورة نوح:
(قالَ ربِّ إنّي دَعَوْتُ قَومي لَيْلاً وَنهارا * فَلَم يَزدْهُم دُعائي إلاّ فِرارا * وإنّي كُلَّما دَعَوْتُهم لِتَغْفِرَ لهم جَعَلوا أَصابِعَهُم في آذانِهِم وَاسْتَغْشَوا ثِيابَهُم وأصَرّوا واسْتَكْبرَوا اسْتِكْبارا * ثمّ إنّي دَعَوْتُهُم جِهارا * ثّم إنّي أعْلَنْتُ لهم وأسْرَرْتُ لَهُم إسْرارا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِروا رَبَّكُم إنَّهُ كانَ غَفّارا * يُرسِلِ السَّماء عليكُم مِدْرارا * وَيُمْدِدْكُم بِأمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لكم جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لكم أنهارا* ما لكم لا تَرْجُون للّهِ وَقارا * وقد خَلَقَكُم أطْوارا * ألمْ تَرَوْا كَيفَ خَلَقَ اللّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقا * وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نورا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجا * واللّهُ أنْبَتَكُم مِنَ الارْضِ نَباتا * ثمّ يُعِيدُكُم فيها ويُخْرِجُكُم إخراجا * واللّهُ جَعَلَ لكمُ الاَ رْضَ بِساطا * لِتَسْلُكوا مِنْها سُبُلاً فِجاجا * قالَ نوحٌ رَبِّ إنَّهُم عَصَوْني واتّبَعوا مَنْ لَمْ يَزدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إلاّخَسارا * وَمَكَروا مَكْرا كُبّارا * وقالوا لا تَذرُنَّ آلهتَكُم ولا تَذَرُنَّ وَدّا ولا سُواعا ولا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرا * وقد أَضَلّوا كثيرا ولا تَزِدِ الظالِميِنَ إلاّ ضَلالاً* ممّا خَطيئاتِهِم أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نارا فَلَمْ يَجِدوا لَهُم مِنْ دُونِ اللّهِ أنْصارا * وقالَ نوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ على الارْضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّارا * إنّكَ إنْ تَذَرْهُم يُضِلُّوا عِبِادَكَ ولا يَلدُوا إلاّ فاجرا كَفّارا * رَبِّ اغْفِرْ لي وَلِوالِدَيّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتَيَ مُؤْمِنا وللمُؤمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظالِميِنَ إلاّ تَبارا)(الايات:5ـ28)
ط ـ في سورة هود أيضا:
(وَاصْنَعِ الفُلْكَ بِأعْيُننِا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْني في الَّذينَ ظَلَموا إنَّهُم مُغْرَقُون* وَيَصْنَعُ الفُلْكَ وَكُلّما مَرَّ عليهِ مَلاٌ مِنْ قَومِهِ سَخِروا مِنهُ قالَ إنْ تَسْخَرُوا مِنّا فَإنّا نَسْخَرُ مِنكُم كَما تَسْخَرُونَ * فَسوفَ تَعْلَمُون مَنْ يَأْتِيهِ عذابٌ يُخْزيهِ وَيَحلُّ عَليه عَذابٌ مُقِيمٌ * حَتّى إذا جاء أمْرُنا وَفارَ التَنُّورُ قُلنا احْمِلْ فيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَينِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إلاّ مَنْ سَبَقَ عليهِ القَولُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعهُ إلاّ قَلِيلٌ* وَقالَ ارْكَبوا فِيها بِسمِ اللّهِ مَجْراها وَمُرْساها إنَّ رَبّي لَغَفورٌ رَحِيمٌ * وَهِيَ تَجْري بِهِم في مَوْجٍ كَالجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ في مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الكافِرِينَ * قال سَآوِي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُني مِنَ الماء قالَ لا عاصِمَ اليَوْمَ مِنْ أمْرِ اللّهِ إلاّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَينَهُما المَوْجُ فَكانَ مِنَ المُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يا أرْضُ ابْلعِي ماءكِ وَيا سَماء أقْلِعِي وَغِيضَ الماء وقُضِيَ الامْرُ وَاسْتَوَتْ على الجُوديِّ وَقِيلَ بُعْدا لِلقَوِم الظّالِمِينَ* وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إنّ ابْني مِنْ أَهْلي وَإنَّ وَعْدَكَ الحَقُّ وَأَنْتَ أحْكَمُ الحاكِمِينَ * قالَ يا نُوحُ إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أهْلِك إنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالحٍ فَلا تَسألْنِ ما لَيْسَ لَكَ بهِ عِلْمٌ إنّي أَعِظُكَ أنْ تَكونَ مِنَ الجاهِلِينَ * قالَ رَبِّ إنّي أَعُوذُ بِكَ أنْ أسْألَكَ ما لَيسَ لي بِهِ علْمٌ وَإلاّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْني أَكُنْ مِنَ الخاسِرينَ* قيلَ يا نُوحُ اهْبطْ بِسَلامٍ مِنّا وَبَرَكاتٍ عَليكَ وَعلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُم ثمّ يَمَسّهُم مِنّا عَذابٌ ألِيمٌ)(الايات: 37 ـ 48)
ي ـ في سورة الصافات:
(وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَه هُمُ الباقِينَ * وَتَرَكْنا عَليهِ في الاخِرِينَ * سَلامٌ على نُوحٍ في العالَمِينَ * إنّا كذلكَ نَجْزِي الُمحْسِنِينَ * إنّهُ مِنْ عِبادِنا المُؤمِنينَ)(الايات:77ـ81)
ك ـ في سورة هود أيضا:
(تِلكَ مِنْ أنْباء الغَيْبِ نُوحِيها إليكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أنتَ ولا قَومُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إنَّ العاقِبَةَ للمُتَّقِينَ)(الاية: 49)
أ ـ فَعُمّيت عليكم:
عمّيت الاخبار والامُور عنه وعليه: خفيت والتبست، وعمّي عليه طريقه: إذا التبس عليه.
ب ـ بمعجزين:
من معانيه: أعجز فلان: سبق فلم يدرك. وهذا المعنى يناسب المقام.
ج ـ استَغْشوا ثِيابَهم:
استغشى ثوبه، وبثوبه: تغطى به كي يسمع ولا يرى.
د ـ مِدْرارا:
درّت السماء أو السحابة: نزل منها المطر غزيرا متتابعا.
هـ ـ وقارا:
الوقار: السكون والحلم والعظمة، ويناسب المقام معنى العظمة.
و ـ أطْوارا:
الطَّور: الحال والهيئة وجمعه أطوار.
ز ـ طباقا:
طابَقَ بين شيئين طِباقا: جعلها على حذوٍ واحد أو جعل أحدهما فوق الاخر.
ح ـ فِجاجا:
الفَجّ: الطريق الواسع وجمعه فِجاج.
ط ـ تبارا:
تبر تبارا: هلك.
ي ـ بِأعيُننا:
أي مَكلُوءا بحفظنا ورعايتنا.
ك ـ التنّور:
من معانيه مفجر الماء، وفي ترجمة نوح بمخطوطة ابن عساكر الورقة329/ألف: (وكان التنّور في زاوية من مسجد الكوفة).
ل ـ غِيضَ: غاضَ الماء غَيْضا: نزل في الارض وغاب فيها.
م ـ الجُوديّ:
قيل: اختلفوا في محلّه هل هو في جزيرة ابن عمر أم في نواحي الموصل أو في الغريّ قريبا من نهر الفرات وعلى ربوة النجف أم في غيرها؟ فقد جاء في قاموس الكتاب المقدس: إنّ سفينة نوح استوت على جبل أرارات الواقع بين نهر أرس وبحر وان. وفي مادة الجودي من معجم البلدان: الجودي جبل مطلّ على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة من اعمال الموصل؛ عليه استوت سفينة نوح(ع).
وجاء في تفسير (واستوت على الجودي) من تفسير الطبري وابن كثير والسيوطي في رواية: انه في جزيرة ابن عمر، وفي اُخرى انّه في الموصل(27) ، وفي روضة الكافي: (وهو فرات الكوفة)، وقال المجلسي في شرحه بمرآة العقول: لعلّ في الاصل: قريب الكوفة، فصحّف(28) .
وقد كتب في جواب سؤالي عن هذا الموضوع الاُستاذ الباحث السيّد سامي البدري وقال:
(جاء في التوراة المترجمة إلى العربية أنّ سفينة نوح (ع) استقرّت على جبال (أراراط)، وقال في قاموس الكتاب المقدّس: هذا اللفظ العبري مأخوذ من الاصل الاكادي (أورارطو) وانه اُطلق على بلاد جبلية تقع شمالي شور (أي في شمال العراق) على أحد جبالها استقرّ فلك نوح).
أقول: كلمة (أورارطو) الاكادية تتألف من مقطعين هما:
1 ـ (أور) ومعناه مدينة مثل (أورشليم) أي مدينة السلام، و(أور الكلدانيّين) أي مدينة الكلدانيين، و(أوربيل) أي مدينة بعل.
2 ـ (أرطو) أو(أردو) وقد جاء هذا اللفظ بمعان عديدة؛ منها كونه اسما لنهر الفرات، ومنها كونه اسما قديما لمدينة بابل.
وفي ضوء ذلك تكون كلمة (أورارطو) معناها الاكدي مدينة الفرات، مدينة بابل.
ويؤيد ما ذهبنا إليه أنّ الترجمة الارامية للتوراة العبرية في عهد المسيح(ع) المتداولة لدى اليهود اليوم باسم (ترجوم أونقليوس) ترجمت (أراراط) إلى (قردو) و(قردون) وعنها أخذت التوراة السريانية.
وقد ذكر علماء الاشوريات أنّ (قردو) اسم اُطلق على بلاد بابل في حدود(1500 ق. م) من قبل الكشيين الذين حكموا بابل قرابة أربعمائة سنة.
وعلى ذلك يكون المراد من جبال أراراط هي جبال بابل أو جبال الفرات، وهي مجموعة مرتفعات صخريّة وجبال صغيرة متناثرة تبدأ من ربوات النجف الثلاث وتستمر إلى الشمال الغربي على جهة بحر النجف والحبّانيّة وتعرف بـ(الطارات)، وأكثرها ارتفاعا هي ربوة النجف التي تعرف بجبل (كوفان) في الازمنة القديمة.
وما جاء في رواية روضة الكافي: (استوت على الجودي وهو فرات الكوفة) يؤيّده كون (جودي) و(جودا) اسما لفرات الكوفة، كشف عنها التراث المسماري مؤخّرا، وقد ذكرنا ذلك مُفصّلاً في بحثنا عن طوفان نوح(ع)(29) .
قال المؤلف:
ويؤيّد ذلك أنّ أراضي ما بين النهرين ـ الفرات ودجلة ـ والتي كانت تسمّى بأراضي السواد لاتصال خضرة الزرع والنخيل فيها من الحيرة ـ النجف اليوم ـ إلى المدائن ـ بغداد اليوم ـ حتى مصبّ النهرين في البحر كانت منذ عصر آدم (ع) حتى عصر العبّاسيّين من أفضل الاراضي لسكنى البشر، خلافا للجبال في شمال العراق ذات الثلوج في شتائها الطويل.
وتقتضي الحكمة أن ترسو السفينة في مكان صالح لسكنى البشر الذين عدموا جميع وسائل العيش.
إنّ بني آدم تكاثروا على مر السنين، ويظهر أنّهم انتشروا في الارض الخصبة المجاورة لنهري الفرات ودجلة وفروعهما المتشعّبة منهما، وتقدّمت حضارتهم في عصر نوح (ع) ولم تكن تكفيهم ما نزلت من أحكام الاسلام للانسان البدائي في عصر آدم (ع) ولا ما نزل على إدريس (ع) مكمّلاً لما يحتاجه الانسان الريفي في عصره، فبعث اللّه نوحا (ع) إلى قومه بشريعة تشمل جميع التشريعات التي يحتاجها الانسان الحضري في عصره، وكان البشر في عصره تدرّجوا إلى عبادة الاصنام: ودّ وسواع ويَغوث ويعوق ونسر، وكانت تلكم الاصنام في بدايتها تماثيل صنعوها لخمسة صلحاء كانوا بين آدم ونوح، ثم استدرجهم الشيطان إلى التبرك بها ثم إلى عبادتها واتّخاذها آلهة لهم دون اللّه، فمكث نوح بينهم ألف سنة إلاّ خمسين عاما يدعوهم إلى عبادة اللّه والعمل بأحكام الاسلام ونبذ تلك الاصنام، فازدادوا بغيا وطغيانا وآذوا نبيّهم ولم يؤمنوا به. فأخذهم اللّه بحبس المطر عنهم، وكذلك اقتضت حكمة ربّ العالمين أن يأخذ الامم بعد تكذيبهم رسله بالبأساء والضرّاء لعلّهم يتضرّعون إلى ربّهم، فطلب نوح(ع) منهم أن يستغفروا ربّهم وبشّرهم انّهم إن فعلوا ذلك أرسل اللّه عليهم من السماء مطرا غزيرا، ولكنهم اصرّوا واستكبروا وازدادوا أذىً لنوح (ع)، وكان أحدهم يأتي بولده إلى نوح (ع) ويقول له: إن عشت بعدي لاتؤمن بهذا المجنون، وأخيرا استحقّوا العذاب المهلك فعاقبهم اللّه أوّلاً بعقم نسائهم، وأمر نوحا بصنع السفينة فأتمّ صنعها بتعليم اللّه إيّاه، وفار التنّور وكانت علامة لقيام الطوفان. وكان التنور كما ذكره ابن عساكر في ـ محل ـ زاوية مسجد الكوفة(31) ، وأركب في السفينة المؤمنين به وما أمره اللّه أن يُركب فيها من الدوابّ، ثمّ انفجر الماء من الارض وسال من السماء وجرت السفينة بهم في أمواج كالجبال، ولم يركب مع نوح ابنه، فهاجت بنوح شفقة الابوّة التي لا يخلو منها أيّ بشر، ونادى ابنه وقال: (يا بُنيّ اركب معنا ولا تكن معَ الكافِرين * قال سَآوي إلى جَبلٍ يَعْصِمُني مِنَ الماء قالَ لا عاصِمَ اليومَ مِن أمر اللّه إلاّ مَنْ رَحِمَ وحالَ بينهُما الموجُ فَكانَ مِنَ المُغْرَقِين* فنادى نوحٌ ربَّه فَقالَ رَبِّ إنَّ ابني مِنْ أهلي وإنَّ وَعدَك الحقُّ وأنتَ أحكُم الحاكِمِين* قال يا نوح إنّهُ ليسَ مِن أهلِكَ إنّهُ عَمَلٌ غَيرُ صالحٍ فَلا تَسألْنِ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلْم).
ولمّا علم نوح من خطاب اللّه ما لم يكن يعلم، بأنّ ابنه استحقّ العذاب بسوء فعله قال: (رَبّ إنِّي أعوذُ بِكَ أنْ أسألكَ ما لَيسَ لي بهِ علِم...)، ثم أهلكَ اللّه من لم يركب من الانسان والحيوان في السفينة بعد ذلك وانقطع المطر وغِيضَ الماء ونزل من السفينة بأرض بابل(32) من كان ركب فيها من انسان وما أركب فيها نوح من حيوان، ومن بقي من البشر بعد نوح إلى اليوم هم من أولاده الثلاثة: سام وحام ويافث. ولم تكن قريش تعرف خبر نوح وكان خبره بالنسبة لهم من أنباء الغيب التي أوحى اللّه بها إلى خاتم أنبيائه(صلى الله عليه وآله وسلم).
كان ذلك موجز أخبار نوح في تفسير الايات الكريمة وبعض ما جاء من خبره في مصادر الدراسات الاسلامية. وفي ما يأتي نذكر بحوله تعالى بقية أخبار نوح في مصادر الدراسات الاسلامية:
أخبار نوح في مصادر الدراسات الاسلامية:
في تاريخ اليعقوبي ما موجزه:
أوحى اللّه عزّ وجلّ إلى نوح في أيام جدّه أخنوخ، وهو إدريس النبيّ، وقبل أن يرفع اللّه إدريس أمره أن ينذر قومه وينهاهم عن المعاصي التي كانوا يركبونها، ويحذّرهم العذاب، فأقام على عبادة اللّه تعالى والدعاء لقومه.
ثم ذكر اليعقوبي وغيره تفصيل ما أوردنا موجزه في تفسير الايات الانفة وقال اليعقوبي:
وعاش نوح، بعد خروجه من السفينة، ثلاثمائة وستين سنة، ولما حضرت وفاة نوح اجتمع إليه بنوه الثلاثة: سام وحام ويافث وبنوهم، فأوصاهم، وأمرهم بعبادة اللّه تعالى، وأمر ساما أن يدخل السفينة إذا مات، ولا يشعر به أحد، ويستخرج جسد آدم إلى وسط الارض، في المكان المقدّس، وقال له: يا سام؛ إنك إذا خرجت أنت وملكيزدق بعث اللّه معكما مَلَكا من الملائكة يدلّكما على الطريق، ويُريكما وسط الارض، فلا تعلمنّ أحدا ما تصنع، فإن هذا الامر وصيّة آدم التي أوصى بها بنيه، وأوصى بها بعضهم بعضا، حتى انتهى ذلك إليك، فإذا بلغتما المكان الذي يُريكما المَلَك، فضع فيه جسد آدم، ثم مُرْ ملكيزدق أن لا يفارقه، ولا يكون له عمل إلاّ عبادة اللّه سبحانه(33) .
ودفن نوح (ع) في المكان الذي توفّي فيه في العراق لِما جاء عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): (وَما قُبِضَ نَبيّ إلاّ دُفِنَ حيثُ يُقْبَضُ)(34) وبناء على ذلك يكون مدفن آدم (ع) ـأيضاـ حيث قُبِض.
سام بن نوح (ع)
* وصيّة نوح لابنه سام.
* نقله جسد آدم من السفينة ودفنه فيالمكان الذي أمر أن يدفنوه فيه.
* وصيّته إلى ابنه ارفخشد.
في تاريخ ابن الاثير:
وأوصى ـ نوح (ع) ـ إلى ابنه سام وكان أكبر ولده(35) .
في أخبار الزمان للمسعودي:
إنّ اللّه جعل لسام بن نوح الرئاسة والكتب المنزلة من الانبياء، ووصيّة نوح في ولده خاصة دون إخوته(36) .
نقله لجسد آدم من السفينة ودفنه في المكان الذي أمَرَ أنْ يدفنوه فيه:
في تاريخ اليعقوبي:
قام سام بن نوح، بعد أبيه، بعبادة اللّه تعالى وطاعته، وفتح السفينة، فأخذ جسد آدم، فهبط به سرّا من أخويه وأهله ومعه ابنه، فعرض لهما المَلَك، فلم يزل معهما حتى صار بهما إلى الموضع الذي اُمِروا أن يضعوا جسد آدم فيه فوضعوا الجسد فيه.
ثم حضرت سام الوفاة، فأوصى إلى ابنه ارفخشد(37) .
* قيامه بعد سام.
* وصيته لولده.
____________
(1) تاريخ الطبري 1/.1.
(2) مرآة الزمان ص 224.
(3) تاريخ الطبري 1/168.
(4) الكامل في التاريخ 1/22.
(5) أخبار الزمان ص 77.
(6) ذكر اسمه في نسخ التوراة العربية يوارد، ويرد في مرآة الزمان ص 224، تعريب ليوارد في التوراة، وفي تاريخ اليعقوبي 1 / 10 يرد تخفيف ليوارد في التوراة، وفي مروج الذهب 1 / 50 لور تحريف، وكذلك يوارد في أخبار الزمان ص 77، وفي تاريخ الكامل 1 / 22، وفي تاريخ الطبري 1 / 168.
(7) مروج الذهب 1/.5.
(8) تاريخ اليعقوبي 1/11، وأخبار الزمان ص 77.
(9) تارخ اليعقوبي 1 / 11.
(10) تاريخ الطبري 1 / 115-117.
(11) أنظر تاريخ الطبري 1 / 117، 118.
(12) مروج الذهب 1/.5.
(13) مرآة الزمان ص 229.
(14) تاريخ اليعقوبي 1 / 11 ط.بيروت دار صادر، وتاريخ الطبري ط.اوربا 1/173-174،.35 وطبقات ابن سعد، ط. بيروت 1 / 39 وط. أوربا 1 / 16 في ذكر إدريس النبي، وأخبار الزمان ص 77، ومروج الذهب 1 / 50، ومرآة الزمان ص 229، وجاء خبر رفعه في تاريخ اليعقوبي ومرآة الزمان.
(15) طبقات ابن سعد ط.بيروت 1/39 وط.أوربا 1/16 في ذكر إدريس النبي.
(16) أخبار الزمان ص 79.
(17) مرآة الزمان ص 229 وقال متوشلح بالحاء أو متوشلخ بالخاء.
(18) أخبار الزمان ص 79، ومرآة الزمان ص 229، وقال: متوشلح بالحاء أو متوشلخ بالخاء، ومروج الذهب 1 / 50. الطبري 1 / 173.
(19) مروج الذهب 1/.5.
(20) تاريخ الطبري 1/3/11.
(21) تاريخ الطبري 1/173.
(22) أخبار الزمان: ص 80، والطبري ط.اوربا 1/178.
(23) مروج الذهب: 1 / 50.
(24) تاريخ اليعقوبي: 1 / 12 ـ 13، ط. بيروت 1379 ه.
(25) تفسير الطبري 3/236 و238، وزاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 1 / 416، وفي تفسير ابن كثير 1 / 378 مع تغيير في اللّفظ، والقرطبي في تفسيره 4 / 125.
(26) من لباب التأويل في معاني التنزيل المعروف بتفسير الخازن ت: 741 هـ ـ 1 / 252، وتفسير البحر المحيط لابي حيّان ت: 745 هـ ـ 2 / 508 ـ 509، وتفسير الدر المنثور للسيوطي ت:911 هـ ـ 2 / 47 ـ 48.
(27) تفسير الطبري 12/29-.3، وتفسير ابن كثير 446-447، والدر المنثور 3/331، 334-335.
(28) روضة الكافي، الحديث 421، وراجع: البحار 11/ 303 و313 و333 و338.
(29) للاُستاذ البدري دراسات مفصّلة عن بشارات الانبياء في التراث الشرقي القديم.
(30) في تفسير آيات أخبار الانبياء ندرس بإذنه تعالى ما لها صلة ببحوثنا الاتية.
(31) راجع: ترجمة نوح في تاريخ ابن عساكر، مصوّرة المجمع العلمي الاسلامي، الورقة 329 / ألف.
(32) قال الحموي في مادة بابل من معجم البلدان ما موجزه: بابل اسم ناحية منها الكوفة والحلة، وكان قد نزلها نوح هو ومن خرج معه من السفينة لطلب الدفء، وهو أوّل من عمّرها فأقاموا بها وتناسلوا فيها وكثروا من بعد نوح وملّكوا عليهم ملوكا وابتنوا بها المدائن، واتّصلت مساكنهم بدجلة والفرات إلى أن بلغوا من دجلة إلى أسفل كسكر ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة، وموضعهم هو الذي يقال له السواد، وكانت ملوكهم تنزل بابل.
(33) تاريخ اليعقوبي (1 / 13 و 16)، ط. بيروت 1379 ه.
(34) سيرة ابن هشام (4 / 343)، وسنن ابن ماجة ح 1628، وفتح الباري (1 / 529)، وكنز العمّال 18763.
(35) تاريخ ابن الاثير (1 / 26) ط. مصر الاُولى.
(36) أخبار الزمان، للمسعودي (ص 75 ـ 102)، ط. بيروت 1386 ه.
(37) تاريخ اليعقوبي (1 / 17)، ط. بيروت 1379 ه.