وتجب معرفتهم لاَنهم محال معرفة الله تعالى
ـ الكافي ج 4 ص 578
محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان ، عن الرضا عليه السلام قال: سئل أبي، عن إتيان قبر الحسين عليه السلام فقال: صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على مظهري أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضات الله، السلام على الممحصين في طاعة الله، السلام على الاَدلاء على الله، السلام على الذين من والاهم فقد وال الله ومن عاداهم فقد عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله. انتهى.ورواه في من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 608
ـ من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 609
... السلام على أئمة الهدى، ومصابيح الدجى وأعلام التقى، وذوي النهى، وأولى الحجى، وكهف الورى، وورثة الاَنبياء، والمثل الاَعلى، والدعوة الحسنى، وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والاَولى، ورحمة الله وبركاته، السلام على محال معرفة الله، ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله، وحملة كتاب الله، وأوصياء نبي الله، وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته....
ـ المزار ص 176
باب زيارة جامعة لسائر الاَئمة عليهم السلام وتجزؤك في جميع المشاهد على ساكنيها السلام أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على معادن
وتجب معرفتهم لاَنها طريق معرفة الله تعالى
ـ الكافي ج 1 ص 180
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: حدثنا محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: إنما يعبد الله من يعرف الله، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالاً. قلت: جعلت فداك فما معرفة الله؟ قال: تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله صلى الله عليه وآله وموالاة علي عليه السلام والاِئتمام به وبأئمة الهدى عليهم السلام والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم، وهكذا يعرف الله عز وجل.
ـ علل الشرائع ج 1 ص 9
حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن عبدالكريم بن عبدالله، عن سلمة ابن عطا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج الحسين بن علي عليهما السلام على أصحابه فقال أيها الناس: إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه فإذا عبدوا استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه.
فقال له رجل: يابن رسول الله بأبي أنت وأمي فما معرفة الله ؟ قال معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته ؟
قال مصنف هذا الكتاب يعني ذلك: أن يعلم أهل كل زمان أن الله هو الذي لا يخليهم في كل زمان عن إمام معصوم، فمن عبد رباً لم يقم لهم الحجة فإنما عبد غير الله عز وجل.
وتجب معرفتهم لحديث: من مات ولم يعرف إمام زمانه
هذا الحديث بصيغه المتعددة متواتر في مصادرنا ومصادر إخواننا السنة، ولكن
لذلك نورد صِيَغَه وتطبيقاته على مذهب أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ثم على مذاهب إخواننا السنة، لكي نستكشف منها أصل الحديث. وقد أوردنا عدداً من صيغه ومصادره في (معجم أحاديث الاِمام المهدي عليه السلام) ونضيف إليها هنا ما عثرنا عليه مجدداً.
صيغ الحديث في مصادر مذهب أهل البيت
المجموعة الاَولى: في وجوب معرفة الاِمام من أهل البيت عليهم السلام
ـ روى البرقي في المحاسن ج 1 ص 153:
عنه (أحمد بن أبي عبدالله البرقي) عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الدهان قال قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، ثم قال: فعليكم بالطاعة، قد رأيتم أصحاب علي، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته، لنا كرائم القرآن، ونحن أقوام افترض الله طاعتنا، ولنا الاَنفال ولنا صفو المال.
ـ وروى في ص 154: عنه (أحمد بن عبدالله البرقي) عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن حسين بن أبي العلاء قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية، فقال: نعم، لو أن الناس تبعوا علي بن الحسين عليهما السلام وتركوا عبدالملك بن مروان اهتدوا، فقلنا من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ميتة كفر ؟ فقال: لا، ميتة ضلال.
ـ وفي تفسير العياشي: ج 2 ص 303، عن عمار الساباطي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لا تترك الاَرض بغير إمام يحل حلال الله ويحرم حرامه، وهو قول الله: يوم ندعو
ـ وروى الكليني في الكافي ج 1 ص 376
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي أذينة، عن الفضيل بن يسار قال: إبتدأنا أبو عبدالله عليه السلام يوماً وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية. فقلت: قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال: إي والله قد قال. قلت: فكل من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ؟ قال: نعم.
ـ وفيها: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: حدثني عبدالكريم بن عمرو، عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، قال قلت ميتة كفر ؟ قال: ميتة ضلال، قلت: فمن مات اليوم وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ؟ فقال: نعم.
ـ وفي ص 377: أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن الفضيل، عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لاَبي عبدالله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية ؟ قال: نعم، قلت: جاهلية جهلاء جاهلية لا يعرف امامه ؟ قال: جاهلية كفر ونفاق وضلال.
ـ وفي ص 378: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، قال: حدثنا حماد، عن عبد الاَعلى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول العامة رسول الله صلى الله عليه وآله قال فقال: الحق والله.... الحديث ــ كما في روايته الثانية بتفاوت.
ـ وفي ج 1 ص 371:عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان ، عن محمد بن مروان، عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، ومن مات وهو عارف لاِمامه لم يضره تقدم هذا أو تأخر. ومن مات وهو عارف لاِمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه.
ـ وفي ج 8 ص 146: يحيى الحلبي، عن بشير الكناسي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: وصلتم وقطع الناس، وأحببتم وأبغض الناس، وعرفتم وأنكر الناس، وهو الحق، إن الله اتخذ محمداً صلى الله عليه وآله عبداً قبل أن يتخذه نبياً وإن علياً عليه السلام كان عبداً ناصحاً لله عز وجل فنصحه وأحب الله عز وجل فأحبه، إن حقنا في كتاب الله بين، لنا صفو الاَموال ولنا الاَنفال وإنّا قوم فرض الله عز وجل طاعتنا وإنكم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، عليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي عليه السلام.
ـ الغيبة للنعماني ص 127 ــ 130: كما في المحاسن، بسند آخر، عن معاوية بن وهب....
ـ رجال الكشي ص 424: قريباً من رواية الكافي الخامسة.
ـ كمال الدين ج 2 ص 413: عن سليم بن قيس الهلالي أنه سمع من سلمان ومن أبي ذر ومن المقداد حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات.. وليس له إمام مات ميتة جاهلية، ثم عرضه على جابر وابن عباس فقالا: صدقوا وبروا، وقد شهدنا ذلك وسمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وإن سلمان قال: يا رسول الله إنك قلت من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، من هذا الاِمام ؟ قال: من أوصيائي يا سلمان، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية، فإن جهله وعاداه فهو مشرك، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدواً فهو جاهل وليس بمشرك. انتهى. ومثله في الاِمامة والتبصرة ص 33
ـ ثواب الاَعمال ص 205: قريباً من رواية الكافي الخامسة.
ـ الاِختصاص ص 268: عن عمر بن يزيد، عن أبي الحسن الاَول عليه السلام قال سمعته يقول: من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية، إمام حي يعرفه، فقلت: لم أسمع أباك يذكر هذا يعني إماماً حياً فقال: قد والله قال ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات وليس له إمام يسمع له ويطيع مات ميتة جاهلية.
ـ رسائل المفيد ص 384: كما في المحاسن، عن النبي صلى الله عليه وآله وقال: خبر صحيح يشهد به إجماع أهل الآثار ويقوي منار صريح القرآن حيث يقول جل اسمه: يوم ندعو كل أناس بإمامهم، فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلاً.
ـ دعائم الاِسلام ج 1 ص 27: وعنه (الاِمام الصادق عليه السلام) أنه قال في قول رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات لا يعرف إمام دهره مات ميتة جاهلية، فقال: إماماً حياً. قيل له: لم نسمع حياً، قال: قد قال والله ذلك، يعني رسول الله.
وعنه عليه السلام أنه قال في قول الله عز وجل يوم ندعو كل أناس بإمامهم، فقال: بمن كانوا يأتمون به في الدنيا، يدعى عليٌّ بالقرن الذي كان فيه، والحسن بالقرن الذي كان فيه، والحسين بالقرن الذي كان فيه، وعدد الاَئمة، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات لا يعرف إمام دهره مات ميتة جاهلية. انتهى. ورواه في مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 212 وج 2 ص 246 و ج 3 ص 18 وص 413، بعدة روايات. ورواه الحر العاملي في وسائل الشيعة ج 13 ص 352
ـ وروى نحوه في ج 18 ص 565 وفي ج 11 ص 491 وقال: ورواه علي بن عيسى في كشف الغمة نقلاً عن الطبرسي في إعلام الورى. وفي كنز الفوائد ص 151: بسند آخر، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ــ كما في رواية العيون.وفي تلخيص الشافي ج
المجموعة الثانية: في أن معرفتهم وولايتهم من دعائم الاِسلام
ـ روى الكليني في الكافي ج 2 ص 19
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى بن السري اليسع قال: قلت لاَبي عبدالله عليه السلام: أخبرني بدعائم الاِسلام التي لا يسع أحد التقصير عن معرفة شيء منها، الذي من قصر عن معرفة شيء منها فسد دينه ولم يقبل الله منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله، ولم يضق به مما هو فيه لجهل شيء من الاَمور جهله ؟
فقال: شهادة أن لا إلَه إلا الله، والاِيمان بأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله والاِقرار بما جاء به من عند الله، وحق في الاَموال الزكاة، والولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل محمد صلى الله عليه وآله. قال: فقلت له: هل في الولاية فضل يعرف لمن أخذ به ؟
قال: نعم قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي
قال: ثم سكت ثم قال: أزيدك ؟ فقال له حكم الاَعور: نعم جعلت فداك قال: ثم كان علي بن الحسين ثم كان محمد بن علي أبو جعفر وكانت الشيعة قبل أن يكون أبوجعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبوجعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس، وهكذا يكون الاَمر، والاَرض لا تكون إلا بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذا بلغت نفسك هذه، وأهوى بيده إلى حلقه، وانقطعت عنك الدنيا تقول: لقد كنت على أمر حسن. انتهى. ومثله في تفسير العياشي ج 1 ص 252
ـ وفي الكافي ج 2 ص 21 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد بن عثمان، عن عيسى بن السرى قال قلت لاَبي عبدالله عليه السلام.... كما في رواية العياشي الاَولى، وزاد فيه: وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هاهنا قال وأهوى بيده إلى صدره، يقول حينئذ: لقد كنت على أمر حسن. انتهى. ونحوه في المحاسن ص 92 ونحوه في وسائل الشيعة ج 20 ص 287 عن النجاشي 209 وخلاصة الرجال ص 60 والشيخ ص 257 والفهرست ص 143 وجامع الرواة ج ص 651 والكشي ص 136.
ـ وفي رجال الكشي ص 424: جعفر بن أحمد، عن صفوان، عن أبي اليسع قال قلت لاَبي عبدالله عليه السلام حدثني عن دعائم الاِسلام التي بني عليها ولا يسع أحداً من الناس تقصير عن شيء منها.... كما في رواية الكافي الثانية بتفاوت.وفي ثواب الاَعمال ص 205 ــ كما في رواية الكافي الاَخيرة.وفي تفسير الصافي ج 1 ص 463 ــ عن رواية الكافي الثانية.وفي تفسير البرهان ج 1 ص 383 ــ عن رواية الكافي الثانية،
المجموعة الثالثة: في أن الاِمام من أهل البيت قد يغيب
ـ روى الصدوق في كمال الدين ج 2 ص 409
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: حدثني أبوعلي بن همام قال: سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: سمعت أبي يقول سئل أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام: إن الاَرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة، وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال: إن هذا حق كما أن النهار حق، فقيل له: يا ابن رسول الله فمن الحجة والاِمام بعدك ؟ فقال: إبني محمد هو الاِمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقاتون، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الاَعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة.
ـ وفي كفاية الاَثر ص 292: أخبرنا أبوالمفضل رحمه الله قال: حدثني أبو همام قال: سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: ــ كما في كمال الدين.
ـ وفي إعلام الورى ص 415 و442 ـ كما في كمال الدين بتفاوت يسير عن الاِمام الباقر.وفي كشف الغمة ج 3 ص 318 ـ عن إعلام الورى، بتفاوت يسير.وفي إثبات الهداة ج 3 ص 482 ـ عن كمال الدين، وقال: ورواه علي بن محمد الخزاز في كتاب الكفاية .وفي وسائل الشيعة ج 11 ص 491 ـ أوله، عن إعلام الورى.وفي حلية الاَبرار ج 2 ص 552 ـ كما في كمال الدين، عن ابن بابويه.وفي بحار الاَنوار ج 58 ص 160 ـ عن كمال الدين، وأشار إلى مثله عن كفاية الاَثر.وفي منتخب الاَثر ص 226 ـ عن كفاية الاَثر.
ـ كالذي رواه في الكافي ج 1 ص 397
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور، عن فضل الاَعور، عن أبي عبيدة الحذاء قال: كنا زمان أبي جعفر عليه السلام حين قبض نتردد كالغنم لا راعي لها، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال لي: يا أبا عبيدة من إمامك ؟ فقلت أئمتي آل محمد فقال: هلكت وأهلكت أما سمعت أنا وأنت أبا جعفر عليه السلام يقول: من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ؟ فقلت: بلى لعمري، ولقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فرزق الله المعرفة فقلت لاَبي عبدالله عليه السلام: إن سالماً قال لي كذا وكذا، قال فقال: يا أبا عبيدة أنه لا يموت منا ميت حتى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بسيرته ويدعو إلى ما دعا إليه، يا أبا عبيدة إنه لم يمنع ما أعطى داود أن أعطى سليمان، ثم قال: يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل بينة. انتهى. وروى مثله في بصائر الدرجات ص 259، ونحوه في ص 509 وص 510
ـ والذي رواه في أعلام الدين ص 459
وسأله أبوبصير عن قول الله تعالى: ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً، ما عنى بذلك ؟ فقال: معرفة الاِمام واجتناب الكبائر، ومن مات وليس في رقبته بيعة لاِمام مات ميتة جاهلية، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم، فمن مات وهو عارف بالاِمامة لم يضره تقدم هذا الاَمر أو تأخر، فكان كمن هو مع القائم في فسطاطه. قال: ثم مكث هنيئة ثم قال: لا بل كمن قاتل معه، ثم قال: لا بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله. انتهى. ورواه في بحار الاَنوار ج 27 ص 126 ـ عن أعلام الدين.
تفسير الحديث في مذهب أهل البيت عليهم السلام
في هذا الحديث الشريف عناصر ومفاهيم عديدة، نذكر أهمها:
ـ روى في الاِمامة والتبصرة ص 63
سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى، عن إسماعيل بن جعفر: عن أبي عبدالله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أبي عبدالله عليه السلام فسأله عن الاَئمة عليهم السلام فسماهم حتى انتهى إلى ابنه، ثم قال: والاَمر هكذا يكون، والاَرض لا تصلح إلا بإمام، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية. ثلاث مرات.
المفهوم الثاني: أن الاَئمة الذين قصدهم النبي صلى الله عليه وآله هم الاَئمة من ذريته عليهم السلام فقد أخبره الله تعالى أنهم سيكونون في الاَمة في كل عصر مع القرآن لا يفترقان حتى يردا عليه الحوض، كما ورد في حديث الثقلين الذي صح عند الجميع.
بل روت مصادرنا أن النبي صلى الله عليه وآله قد نص في هذا الحديث على أن الاَئمة من ذريته ففي مستدرك الوسائل ج 18 ص 176 قال:
أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد، عن محمد بن أحمد بن شاذان القمي عن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عياش، عن محمد بن عمر، عن الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات وليس له إمام من ولدي، مات ميتة جاهلية، يؤخذ بما عمل في الجاهلية والاِسلام. انتهى. ورواه في تفسير نور الثقلين ج 1 ص 503 وص 540 وج 2 ص 282 وج 3 ص 194 وج 4 ص 240 وتفسير كنز الدقائق ج 2 ص 595، وغيرها.
وقد روى جميع المسلمين شهادات النبي صلى الله عليه وآله في حق علي والحسن والحسين عليهم السلام وروى الشيعة شهاداته وشهادات علي والحسنين في حق بقية الاَئمة عليهم السلام ومن ذلك:
وروى الطبرسي في أعلام الدين ص 459: عن أبي بصير عن الاِمام الصادق عليه السلام في قول الله تعالى: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، ما عنى بذلك ؟ فقال: معرفة الاِمام واجتناب الكبائر، ومن مات وليس في رقبته بيعة لاِمام مات ميتة جاهلية، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم.
المفهوم الثالث: أن هذا الحديث الثابت المتواتر، يؤيد نفي أهل البيت وشيعتهم للروايات القائلة بأن النبي صلى الله عليه وآله لم يوص بشيء في أمر الخلافة، لاَنه يدل على أنه صلى الله عليه وآله قد أرسى نظام الاِمامة وعين أشخاصه من ذريته، كما أمره الله تعالى، وهو في هذا الحديث يوجه الاَمة إلى ضرورة معرفة الاِمام في كل عصر، فإن تعبير (لا يعرف إمام زمانه) يدل على أن مشكلة وجود الاِمام في كل زمان محلولة في الاِسلام بتكفل الله تعالى ببقاء ذرية نبيه إلى يوم القيامة واختياره إماماً منهم في كل عصر، وإنما هي مشكلة المسلمين في أن يعرفوا إمام زمانهم ويبايعوه !
والمتأمل في الحديث الشريف يرى أن اختيار الله تعالى محمداً صلى الله عليه وآله للنبوة واختيار آله من بعده للاِمامة، منسجم مع سنة الله تعالى في الاَنبياء السابقين وذرياتهم، وبالتالي فالحديث بعيد كل البعد عن عالم اختيار الناس لاَنفسهم بعد النبي صلى الله عليه وآله وبعيدٌ عن منطق تقسيم الاَمر بين بني هاشم الذين كانت لهم النبوة، وبين قبائل قريش الذين ينبغي أن تكون لهم الخلافة مناوبةً أو مغالبةً كما قالوا.... إلى آخر المنطق القرشي القبلي الذي ظهر في مرض النبي ويوم وفاته، وانتصر في
المفهوم الرابع: أن المسلم في كل عصر لا يتم إسلامه حتى يبايع الاِمام من ذرية النبي صلى الله عليه وآله بأن يعتقد به ويعترف بما له من حق الطاعة بأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وآله. فالذي لا يعرف الاِمام يكون فيه نوع من الجهل والجاهلية، وإن مات على ذلك مات على نوع من الجاهلية.
المفهوم الخامس: أن أهل بيت النبي صلى الله عليه وعليهم هم امتحان الاَمة بعد نبيها، فهم ميزان الاِسلام والجاهلية، وهم ميزان الاِيمان والنفاق، وهم ميزان الوفاء للنبي صلى الله عليه وآله وإطاعته بعد رحيله أو عصيانه. وقد وردت أحاديث كثيرة في مصادر الطرفين تنص على هذه المفاهيم الاِسلامية وتؤكدها وتؤيدها.
من ذلك ما روته مصادر الطرفين وصححه علماء الحديث، من أن بغض علي عليه السلام علامة على النفاق وعدم الاِيمان بالنبي صلى الله عليه وآله.
ـ فقد روى أحمد في مسنده ج 1 ص 95 وص 128 وص 292 عن زر بن حبيش عن علي رضي الله عنه قال عهد إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق. ورواه الترمذي في سننه ج 5 ص 306، وقال الترمذي في سننه ج 5 ص 298:
حدثنا قتيبة أخبرنا جعفر بن سليمان، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الاَنصار ببغضهم علي بن أبي طالب. هذا حديث غريب. وقد تكلم شعبة في أبي هارون العبدي، وقد روى هذا عن الاَعمش عن أبي صالح عن سعيد.
ـ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 132
وعن جابر بن عبدالله قال: والله ما كنا نعرف منافقينا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ببغضهم علياً. رواه الطبراني في الاَوسط والبزار بنحوه، إلا أنه قال ما كنا نعرف منافقينا معشر الاَنصار، بأسانيد كلها ضعيفة (....).
ــ وروى في كنز العمال ج 13 ص 106
عن أبي ذر قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بثلاث: بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة وببغضهم علي بن أبي طالب. خط، في المتفق.
ـ وروى الحاكم في المستدرك ج 3 ص 128
... عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى علي فقال: يا علي أنت سيد في الدنيا، سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي. صحيح على شرط الشيخين، وأبو الاَزهر بإجماعهم ثقة، وإذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح.
ـ وروى الحاكم في ج 3 ص 135
... سمعت عمار بن ياسر رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي: يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك. هذا حديث صحيح الاِسناد ولم يخرجاه.
بل روى الشيعة والسنة إخبار النبي صلى الله عليه وآله بأن مبغض علي عليه السلام (يموت ميتة جاهلية) فقد روى الصدوق في علل الشرائع ج 1 ص 157:
حدثني الحسين بن يحيى بن ضريس، عن معاوية بن صالح بن ضريس البجلي قال: حدثنا أبوعوانة قال: حدثنا محمد بن يزيد وهشام الزراعي قال: حدثني عبدالله بن ميمون الطهوي قال: حدثنا ليث، عن مجاهد، عن ابن عمر قال بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وآله في نخيل المدينة وهو يطلب علياً عليه السلام إذا انتهى إلى حايط فاطلع فيه فنظر إلى علي وهو يعمل في الاَرض وقد اغْبَارَّ، فقال: ما ألوم الناس أن يكنوك أبا تراب، فلقد رأيت علياً تمعر وجهه وتغير لونه واشتد ذلك عليه، فقال النبي صلى الله عليه وآله ألا أرضيك يا علي ؟ قال: نعم يا رسول الله، فأخذ بيده فقال: أنت أخي ووزيري وخليفتي في أهلي تقضي ديني وتبريء ذمتي، من أحبك في حياة مني فقد قضى له بالجنة، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم الله له بالاَمن والاِيمان، ومن أحبك بعدك ولم يرك ختم الله له بالاَمن والاِيمان وآمنه يوم الفزع الاَكبر، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية يحاسبه الله عز وجل بما عمل في الاِسلام.وروى نحوه في ص144، وروى نحوه المغربي في شرح الاَخبار ج 1 ص 113، وقال في ص 157: وبآخر عن علي صلوات الله عليه، أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله أمرني أن أدنيك فلا أقصيك، وأن أعلمك فلا أجفوك، وحق عليَّ أطيع ربي عز وجل، وحق عليك أن تعي. يا علي من مات وهو يحبك كتب الله له بالاَمن والاَمان ما طلعت شمس وما غربت، ومن مات وهو يبغضك مات ميتة الجاهلية وحوسب بعمله في الاِسلام.
ـ وروى محمد بن سليمان في مناقب أمير المؤمنين ج 1 ص 320، وروى نحوه في ج 2 ص486 فقال:
محمد بن منصور عن أبي هشام الرفاعي محمد بن يزيد، عن عبدالله بن ميمون الطهوي، عن ليث عن مجاهد: عن ابن عمر قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في نخل بالمدينة وهو يطلب علياً إذ انتهى إلى حائط فاطلع فيه فنظر إلى علي وهو يعمل في الاَرض وقد أغبار فقال له: ما ألوم الناس أن يكنوك بأبي تراب. قال ابن عمر: فلقد رأيت علياً تمعر وجهه وتغير لونه واشتد ذلك عليه فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ألا أرضيك يا علي ؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: أنت أخي ووزيري وخليفتي في أهلي، تقضي ديني وتبريء ذمتي. من أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه، ومن أحبك في حياة منك بعدي فقد ختم الله له بالاَمن والاِيمان، ومن أحبك بعدك ولم يرك ختم الله له بالاَمن والاِيمان وآمنه يوم الفزع الاَكبر. ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية يهودياً أو نصرانياً، ويحاسبه الله بما عمل في الاِسلام. ثم قال ابن عمر: لقد سماه الله في أكثر من ثلاثين آية سماه فيها كلها مؤمناً.
وقال في هامشه: هذا الحديث ــ أو قريب منه سند ومتناً ــ رواه الحافظ الطبراني في الحديث: 100 أو ما حوله من مسند عبدالله بن عمر من كتاب المعجم الكبير: ج3 من المخطوطة الورق 20 | ب.
ـ ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 121، وتوقف في صحته، قال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. وقال عن رواية أخرى له: رواه أبو يعلى وفيه زكريا الاِصبهاني وهو ضعيف. وقال عن رواية ثالثة له في ج 9 ص 111: رواه الطبراني في
ـ ولكن الهندي رواه ووثقه، قال في كنز العمال ج 11 ص 610 و ج 13 ص 159:
عن علي قال: طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدني في جدول نائماً فقال: قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب، قال فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك: قم والله لاَرضينك ! أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل عن سنتي وتبريء ذمتي، من مات في عهدي فهو كنز الله، ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات بحبك بعد موتك ختم الله له بالاَمن والاِيمان ما طلعت شمس أو غربت، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الاِسلام. ع، قال البوصيري: رواته ثقات. انتهى.
المفهوم السادس: أن معنى (مات ميتة جاهلية) يتفاوت حسب حالة الشخص فقد روى في الكافي ج 1 ص 377.... عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لاَبي عبدالله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ؟ قال: نعم، قلت جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه ؟ قال جاهلية كفر ونفاق وضلال. ونحوه في المحاسن ص 155 ونحوه في الاِمامة والتبصرة 82 عن الاِمام الباقر عليه السلام وفي رواية منها (مات ميتة جاهلية كفر وشرك وضلال).
ـ وروى الصدوق في كمال الدين ج 2 ص 413: عن سليم بن قيس الهلالي.... عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية.... وإن سلمان قال: يا رسول الله إنك قلت من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، من هذا الاِمام ؟ قال: من أوصيائي يا سلمان، فمن مات من أمتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية، فإن جهله وعاداه فهو مشرك، وإن جهله ولم يعاده ولم يوال له عدواً فهو
وهذا الحكم النبوي غير عجيب، وإن بدا شديداً، لاَن الجميع رووا عنه صلى الله عليه وآله من أبغض أهل البيت عليهم السلام أو نصب لهم العداوة فهو كافر. ولا يتسع المجال لاستعراض حكم الناصبي والنواصب في مصادر فقه الطرفين. ولذلك فإن قوله صلى الله عليه وآله: مات ميتة جاهلية، وقوله في هذا الحديث: فإن جهله وعاداه فهو مشرك، منسجم مع آية المودة في القربى، وما رواه الجميع في تفسيرها. أما إذا كان موقف المسلم الجهل بأهل البيت عليهم السلام بدون موقف عدائي منهم.. فلا يكون ناصبياً. وفي الحديث الذي وثقه البوصيري دلالة مهمة على أن محب علي عليه السلام يموت على الاِسلام ولا يحاسب بما عمل في الاِسلام، وأن مبغضه يموت على جاهلية ويحاسب بما عمل في الجاهلية وفي الاِسلام !! فيكون علي عليه السلام ميزاناً لجميع الاَمة مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
تفسير الشيعة الزيدية للحديث
ـ مسند زيد بن علي ص 361
حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي (ع م) قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهليه إذا كان الاِمام عدلاً براً تقياً.
ـ الاَحكام في الحلال والحرام ج 2 ص 466
تقريب القول فيما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية.
قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه: إذا كان في عصر هذا الاِنسان إمام قائم زكي، تقي، علم، نقي، فلم يعرفه ولم ينصره وتركه وخذله ومات على ذلك مات ميتة جاهلية، فإذا لم يكن إمام ظاهر معروف باسمه مفهوم بقيامه، فالاِمام الرسول والقرآن وأمير المؤمنين، وممن كان على سيرته وفي صفته من ولده.
الفرق بين صيغ الحديث في مصادرنا ومصادر إخواننا
روت مصادر إخواننا السنة هذا الحديث بشكل واسع وصيغ متعددة، وفي بعضها لفظة: إمام كما في مصادرنا، وفي أكثر صيغه حلت محلها لفظة: أمير. وقد خلت صيغه عندهم تقريباً من مادة معرفة الاِمام وحلت محلها بيعة الاِمام أو الاَمير.
ونلاحظ وجود عناصر جديدة في رواياتهم، منها أن يكون ذلك الاِمام إمام جماعة، والمقصود به الذي يستطيع أن يسيطر على أكثرية الناس في منطقته، مهما كان أسلوبه في السيطرة، فهو في مصطلح إخواننا إمام جماعة، ومن يعارضه إمام فرقة.
ومنها، حرمة نكث بيعته والخروج عليه.
ومنها، أنه لا يشترط فيه أي شروط إلا أن يكون من قبائل قريش، ويسيطر على أكثرية الناس في بلده، أو أكثرية الاَمة..
ومنها، أنه لا يجوز لغير قريش أن تتصدى لحكم المسلمين أو تطمع فيه، كما أن
الصراع القبلي بين قبائل قريش على الخلافة حرام.... إلى آخر الاِضافات التي
تعكس الخلاف الدموي على الخلافة ومحاولة فرقائه بإسناد مواقفهم بتطوير هذا
الحديث وغيره ! كما روت مصادر إخواننا تطبيقات الصحابة والتابعين لهذا