الصفحة 25

الفصـل الثاني
تحريف اليهود والنصارى للشفاعة

أولاً: مقولاتهم في الشفاعة من مصادرهم

عراقة عقيدة الشفاعة

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 513

شفع ـ شفيع ـ شفاعة: وهي التوسط بين شخص وآخر. وهي دليل محبة الإِنسان لإخيه الإِنسان. كما أنها مؤسسة على أن معاملة الله للبشر معاملة ليست فردية فحسب بل جماعية أيضاً.

والصلاة الشفاعية قديمة قدم نوح (تك 8: 20 و 22) وإبراهيم (تك 17: 18 و23 ـ 33) وموسى (خر 15: 25).

وخليفة موسى الذي رفع صلواته كقاضي وكاهن ونبي هو صموئيل (1 صم 7:5

الصفحة 26
و 8) وحياة المسيح كانت مليئة بالصلوات الشفاعية. بل إن الصلاة الربانية تحمل روح الشفاعة في طلب الملكوت ومغفرة ذنوب الآخرين.

والصلاة الشفاعية يرفعها الإِنسان لأَجل صديق أو لأَجل عدو (مت 5: 44) أما الروح القدس فهو يشفع فينا (رو 8: 26) أما المسيح في حياته الشخصية وموته على الصليب فهو شفيعنا الذي ساقته شفاعته للموت على الصليب كفارة لخطايا البشرية. أنظر (وسيط).

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 933

وكان موسى وسيطاً بين الله وشعب بني إسرائيل وهكذا المسيح هو وسيط بين الله والناس.

ـ العهد القديم والجديد ج 3 ص 307

18 ـ لاَنه إن كانت الوراثة من الناموس فلم تكن أيضاً من موعد. ولكن الله وهبها لإِبراهيم بموعد.

19 ـ فلماذا الناموس. قد زيد بسبب التعديات إلى أن يأتي النسل الذي قد وعد له مرتباً بملائكة في يد وسيط.

20 ـ وأما الوسيط فلا يكون لواحد ولكن الله واحد.

شفاعة ابراهيم للمؤمنين ولاِسماعيل ولوط

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 11

ثم أعلن الرب لإبراهيم خراب سدوم وعمورة بسبب شرهما فتشفع إبراهيم لاَجل الاَبرار هناك فأنقذ الرب لوطاً بيد ملاكين (تك ص 18 و 19)... وحيثما سكن إبراهيم كان يقيم مذبحاً للرب ويدعو باسمه (تك 12: 7 و 8) وقد قدم صلوات تشفعية لأجل الآخرين ففي تك 17:20 صلى لاَجل إسماعيل وفي تك 18: 23 ـ 32 تشفع لأَجل لوط.


الصفحة 27

شفاعة زكريا لبني إسرائيل

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 441

كما ظهر لزكريا بروح النبوة واقفاً على هذا الجبل شافعاً في شعبه (زك 14: 4)

البشارة بالشفيع الذي سيأتي (البراقليطس)

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 627

معز: (يو 14: 16 و 15: 26 و 16: 7) وهو الروح القدس. ولم ترد إلا في إنجيل يوحنا. والكلمة الأَصلية اليونانية (پرا كليتيس) وتعني (معز ومعين وشفيع ومحام) وتشير إلى عمل الروح القدس لأَجلنا.

توسيع بولس للشفاعة وحصرها بالمسيح

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 124

ومع أن بني الإنسان قد فقدوا الصورة الإِلَهية التي خلقوا عليها، ومع أنهم وقعوا تحت طائلة العقاب الإلَهي الرهيب، إلا أنهم بسبب عمل الفداء أهل لأَن ينالوا غفران خطاياهم غفراناً تاماً كاملاً إذا آمنوا بالرب يسوع المسيح (الشفيع الوحيد بين الله والناس) وندموا على خطاياهم ندامة صحيحة حقيقية، وأصبحوا أهلاً للتحرر من عبودية الخطيئة ورقها والإنتقال إلى حرية أبناء الله بالنعمة المجانية.

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 795

وقد وصف يسوع بأنه رئيس كهنة المؤمنين العظيم الذي نضح قدس الأَقداس السماوي بدمه، والذي جلس عن يمين الآب هناك حيث هو الآن يشفع فيهم (عب 4: 14 و7: 25 و 9: 12) الخ.

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 869

وأعلن لهم أن يهوذا الذي كان واحداً منهم سيسلمه (مر 14: 18 ـ 21 ويو 13 21 ـ 30) ورسم لهم فريضة العشاء الرباني (مت 26: 26 ـ 29 وما يليه) ثم قدم صلاته

الصفحة 28
الشفاعية العظمى من أجل أتباعه (يو 17: 1 ـ 26. من ثم قدم نفسه نهائياً للأَب وسلم إرادته تسليماً كلياً له في بستان جثسيماني (مت 26: 39 ـ 46 غيره).

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 889

وسيط 1 تي 2: 5 وسيط العهد الجديد عب 12: 24

ـ قاموس الكتاب المقدس ص 904

وكذلك يذكر فيلو (ملكي صادق) كرمز ومجاز للعقل الصائب الخير، بينما يذكره كاتب الرسالة إلى العبرانيين رمزاً للمسيح الفادي والوسيط الأَعظم.

ـ العهد القديم والجديد ج 2 ص 57

لأَن معاصينا كثرت أمامك وخطايانا تشهد علينالأَن معاصينا معنا وآثامنا نعرفها.

13 ـ تعدينا وكذبنا على الرب وحدنا من وراء إلَهنا. تكلمنا بالظلم والمعصية، حبلنا ولهجنا من القلب بكلام الكذب.

14 ـ وقد ارتد الحق إلى الوراء والعدل يقف بعيداً. لأَن الصدق سقط في الشارع والإستقامة لا تستطيع الدخول.

15 ـ وصار الصدق معدوماً والحائد عن الشر يسلب، فرأى الرب وساء.

16 ـ فرأى أنه ليس إنسان وتحير من أنه ليس شفيع...

34 ـ من هو الذي يدين. المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضاً الذي هو أيضاً عن يمين الله الذي أيضاً يشفع فينا.

ـ العهد القديم والجديد ج 3 ص 339

5 ـ لأَنه يوجد إلَه واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإِنسان يسوع المسيح.

6 ـ الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع، الشهادة في أوقاتها الخاصة.

7 ـ التي جعلت أنا لها كارزاً ورسولاً. الحق أقول في المسيح ولا أكذب. معلماً للأمم في الاِيمان والحق.

8 ـ فأريد أن يصلي الرجال في كل مكان رافعين أيادي طاهرة بدون غضب ولا جدال


الصفحة 29

ـ العهد القديم والجديد ج 3 ص 256

26 ـ وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاءنا، لأَننا لسنا نعلم ما نصلي لأَجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها.

27 ـ ولكن الذي يفحص القلوب يعلم ما هو اهتمام الروح، لأَنه بحسب مشيئة الله يشفع في القديسين.

ـ العهد القديم والجديد ج 3 ص 358

25 ـ فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله، إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم.

26 ـ لاَنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات.

27 ـ الذي ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولاً عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب، لاَنه فعل هذا مرة واحدة إذ قدم نفسه.

ـ العهد القديم والجديد ج 3 ص 361

11 ـ وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة، فبالمسكن الأَعظم والأَكمل غير المصنوع بيد أي الذين ليس من هذه الخليقة.

12 ـ وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأَقداس، فوجد فداء أبدياً.

ـ العهد القديم والجديد ج 3 ص 362

ولاَجل هذا هو وسيط عهد جديد، لكي يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الاَول، ينالون وعد الميراث الاَبدي.

ـ العهد القديم والجديد ج 3 ص 367

22 ـ بل قد أتيتم إلى جبل صهيون، وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية ،وإلى ربوات هم محفل ملائكة.


الصفحة 30
23 ـ وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات، وإلى الله ديان الجميع، وإلى أرواح أبرار مكملين.

24 ـ وإلى وسيط العهد الجديد يسوع، وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل.

25 ـ انظروا أن لا تستعفوا من المتكلم. لاَنه إن كان أولئك لم ينجوا إذ استعفوا من المتكلم على الاَرض، فبالاَولى جداً لا ننجو نحن المرتدين عن الذي من السماء.

ـ العهد القديم والجديد ج 3 ص 386

1 ـ يا أولادي أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا، وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار.

2 ـ وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً.

3 ـ وبهذا نعرف أننا قد عرفناه إن حفظنا وصاياه.

* *

نفهم من هذه النصوص ملامح حقائق عديدة أهمها:

أولاً:

أن أصل شفاعة الاَنبياء والاَوصياء وخيار المؤمنين للخاطئين، هي عندهم كما عندنا، أمرٌ ثابتٌ في الرسالات الاِلَهية من عهد إبراهيم، بل من عهد نوح عليهما السلام.

ثانياً:

أنها أخذت في اليهود شكل شفاعة رؤساء الكهنة ومسؤولي القرابين في المعابد، ثم وصلت إلى ادعاء اليهود أنهم أبناء الله وأحباؤه، وأنهم شعب الله المختار، وأنهم لا تمسهم النار إلا أياماً معدودة.. فلا يحتاجون إلى شفاعة !

ثالثاً:

أن (عقيدة الفداء المسيحية) التي تدعي أن المسيح عليه السلام قد شفع في خطايا كل البشر بتحمله الصلب والقتل.. هي توسيع لعقيدة الشفاعة اليهودية، وقد اخترعها بولس الذي نصَّرَ النصارى، وعممها لغير القومية اليهودية.

ـ قال الدكتور أحمد شلبي في كتابه مقارنة بين الاَديان ج 2 ص 245 تحت عنوان: الله في التفكير المسيحي:


الصفحة 31
ومن أجل هذا كان نقل المسيحية من الوحدانية إلى التثليث ونقل عيسى من رسول إلى إلَه، والقول بأ ن المسيحية رسالة عامة، والقول بأ ن عيسى ابن الله نزل ليضحي بنفسه للتكفير عن خطيئة البشر، وأنه عاد مرة أخرى إلى السماء ليجلس على يمين أبيه، كان هذا كله عملاً جديداً على المسيحية التي جاء بها عيسى.

كيف انتقلت المسيحية من حال إلى حال ومن الذي قام بذلك ومتى ؟.

هذا ما سنحاول إبرازه فيما يلي:

ترتبط هذه الاَمور بشخصية مهمة في المسيحية هي شخصية شاؤول (بولس) ولذلك يرى الباحثون الغربيون أن المسيحية الحالية بهذه العناصر الجديدة من صنع هذا الرجل...!

وبولس كما يقول عن نفسه (يهودي فريسي ابن فريسي على رجاء قيامة الاَموات ـ أعمال الرسل 23: 6) وكان عدواً للمسيحيين وهو في ذلك يقول (سمعتم بسيرتي قبلاً في الديانة اليهودية، إني كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها، وكنت أتقدم في الديانة اليهودية على كثيرين من أترابي في جنسي، إذ كنت أوفر غيرة في تقليدات آبائي (غلاطية 1: 13 ـ 14).

ويبدو أنه كان من وسائل بولس لتدمير المسيحية أن يحطم معتقداتها واتجاهاتها المقدسة، ووضع لذلك طريقة تكفل له الوقوف في وجه معارضيه عندما يظهر بأفكاره الجديدة، فادعى شاؤول أن السيد المسيح ـ بعد نهايته على الاَرض ـ ظهر له وصاح فيه وهو فى طريقه إلى دمشق: لماذا تضطهدني، فخاف شاؤول وصرخ: من أنت يا سيد ؟ قال: أنا يسوع الذي تضطهده ! قال شاؤول: ماذا تريد أن أفعل ؟ قال يسوع: قم وكرز بالمسيحية !!

ويقول لوقا في ختام هذه القصة جملة ذات بال غيرت وجه التاريخ هي:

وللوقت جعل يكرز فى المجامع بالمسيح أنه ابن الله(أعمال 9: 3 ـ 30) انتهى.


الصفحة 32

رابعاً:

أن الاِتجاه العام عند محرفي الاَديان بعد أنبيائهم هو تسهيل أمر المغفرة الاِلَهية ودخول الجنة لاَتباعهم، والاِفراط في ذلك الى حد إلغاء قانون العقوبة الاِلَهية، وفي المقابل التشدد مع خصومهم ومخالفيهم من التابعين لنفس الدين، والحكم عليهم بأنهم من أهل النار !

خامساً:

بما أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله بأحاديث صحيحة عند الجميع، أن الاَمة الاِسلامية سوف تتبع سنن اليهود والنصارى في انحرافها عن الاِسلام وتحريفها له، وفي صراعاتها الداخلية.. فإن على الباحث أن يكون حذراً متثبتاً في أحاديث الصحابة في الشفاعة، لكي يميز بين الثابت منها بنصوص متفق عليها عند جميع المسلمين، وبين الذي يتبناه صحابي نافذ، أو فئة حاكمة، وفي نفس الوقت يوجد في الصحابة من ينفيه أو يكذبه !

ثانياً: مقولاتهم في الشفاعة من مصادرنا

قال الله تعالى:

وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلم يعذبكم بذنوبكم، بل أنتم بشر ممن خلق، يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والاَرض وما بينهما وإليه المصير. يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير، فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيَ قدير. المائدة 18 ـ 19

ـ تفسير التبيان ج 3 ص 477

وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه... روي عن ابن عباس أن جماعة من اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وآله حين حذرهم بنقمات الله وعقوباته فقالوا: لا تخوفنا فإنا أبناء الله وأحباؤه.

وقال السدي: إن اليهود تزعم أن الله عز وجل أوحى إلى بني اسرائيل أن ولدك بكر من الولد. وقال الحسن: إنما قالوا ذلك على معنى قرب الولد من الوالد.


الصفحة 33
وأما قول النصارى فقيل فيه: إنهم تأولوا ما في الاِنجيل من قول عيسى أذهب إلى أبي وأبيكم. وقال قوم: لما قالوا المسيح ابن الله أجرى ذلك على جميعهم كما يقولون: هذيل شعراء، أي منهم شعراء...

وقوله: وأحباؤه، جمع حبيب فقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وآله: قل لهؤلاء المفترين على ربهم: فلم يعذبكم بذنوبكم ؟ فلأَي شيء يعذبكم بذنوبكم إن كان الاَمر على ما زعمتم، فإن الاَب يشفق على ولده والحبيب على حبيبه.

واليهود تقرُّ أنهم يعذبون أربعين يوماً، وهي عدد الاَيام التي عبدوا فيها العجل !

وقوله: بل أنتم بشر، معناه قل لهم ليس الاَمر على ما زعمتم أنكم أبناء الله وأحباؤه، بل أنتم بشر ممن خلق من بني آدم، إن أحسنتم جوزيتم على إحسانكم مثلهم، وإن أسأتم جوزيتم على إساءتكم، كما يجازى غيركم، وليس لكم عند الله إلا ما لغيركم من خلقه.

ـ تفسير التبيان ج 1 ص 486

أتحاجوننا في الله...وكانت محاجتهم له صلى الله عليه وآله أنهم زعموا أنهم أولى بالحق لاَنهم راسخون في العلم وفي الدين، لتقدم النبوة فيهم والكتاب، فهم أولى بأن يكون الرسول منهم.

وقال قوم: بل قالوا نحن أحق بالاِيمان، لاَنا لسنا من العرب الذين عبدوا الاَوثان. وقال الحسن: كانت محاجتهم أن قالوا نحن أولى بالله منكم، وقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه، وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا. وغرضهم بذلك الاِحتجاج بأن الدين ينبغي أن يلتمس من جهتهم، وأن النبوة أولى أن تكون فيهم. وليس الاَمر على ما ظنوا، لاَن الله أعلم حيث يجعل رسالته، ومن الذي يقوم بأعبائها ويتحملها على وجه يكون أصلح للخلق وأولى بتدبيرهم. وقوله: لنا أعمالنا، معناه الاِنكار لاحتجاجهم بأعمالهم، لاَنهم مشركون ونحن له مخلصون. وقيل معناه الاِنكار للاِحتجاج بعبادة العرب للاَوثان، فقيل: لا حجة في ذلك، إذ لكل أحد عمله لا يؤخذ بجرم غيره.


الصفحة 34

ـ سيرة ابن هشام ج 2 ص 403

وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان بن أضاء، وبحرى بن عمرو، وشاس بن عدي، فكلموه وكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته، فقالوا: ما تخوفنا يا محمد ؟ ! نحن والله أبناء الله وأحباؤه، كقول النصارى فأنزل الله تعالى فيهم: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلم يعذبكم بذنوبكم... الخ. ورواه فيالدر المنثور ج 2 ص 269 عن ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس.

ـ الدر المنثور ج 2 ص 14

عن قتادة: وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون، حين قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد: وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون، قال: غرهم قولهم لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة.

ـ الدر المنثور ج 2 ص 170

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم، قال: هم اليهود والنصارى، قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه، وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى.

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله: ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم، قال: نزلت في اليهود قالوا: إنا نعلم أبناءنا التوراة صغاراً فلا يكون لهم ذنوب، وذنوبنا مثل ذنوب أبنائنا، ما عملنا بالنهار كُفِّرَ عنا بالليل.

ـ الدر المنثور ج 3 ص 37

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: وخرقوا له بنين وبنات، قال كذبوا له، أما اليهود والنصارى فقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه، وأما مشركوا العرب فكانوا يعبدون اللات والعزى، فيقولون: العزى بنات الله، سبحانه وتعالى عما يصفون، أي عما يكذبون..


الصفحة 35
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الاَزرق قال له: أخبرني عن قوله: وخرقوا له بنين وبنات، قال: وصفوا لله بنين وبنات افتراء عليه، قال: وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال نعم، أما سمعت حسان بن ثابت يقول:

اخترق القول بها لاهياً * مستقبلاً أشعث عذب الكلام

ـ الدر المنثور ج 1 ص 89

أخرج ابن جرير عن أبي العالية قال: قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، وقالوا نحن أبناء الله وأحباؤه، فأنزل الله: قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين، فلم يفعلوا.

وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس في هذه الآية قال: قل لهم يا محمد إن كانت لكم الدار الآخرة، يعني الجنة كما زعمتم خالصة من دون الناس، يعني المؤمنين فتمنوا الموت إن كنتم صادقين أنها لكم خالصة من دون المؤمنين. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنتم في مقالتكم صادقين قولوا: اللهم أمتنا، فوالذي نفسي بيده لا يقولها رجل منكم إلا غص بريقه فمات مكانه، فأبوا أن يفعلوا وكرهوا ما قال لهم، فنزل: ولن يتمنوه أبداً بما قدمت أيديهم، يعني عملته أيديهم والله عليم بالظالمين.

وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: فتمنوا الموت، أي ادعوا بالموت على أي الفريقين أكذب، فأبوا ذلك، ولو تمنوه يوم قال ذلك ما بقي على وجه الاَرض يهودي إلا مات.

وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: ولتجدنهم أحرص الناس على حياة، يعني اليهود، ومن الذين أشركوا، وذلك أن المشرك لا يرجو بعثاً بعد الموت فهو يحب طول الحياة، وأن اليهودي قد عرف ماله في الآخرة من الخزي بما ضيع ما عنده من العلم.


الصفحة 36

وقال الله تعالى:

وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده، أم تقولون على الله ما لا تعلمون. بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون. والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون. البقرة 80 ـ 82

ـ تفسير التبيان ج 1 ص 323

قالوا لن تمسنا النار ولن ندخلها إلا أياماً معدودة، وإنما لم يبين عددها في التنزيل لاَنه تعالى أخبر عنهم بذلك وهم عارفون بعدد الاَيام التي يوقتونها في النار، فلذلك نزل تسمية عدد الاَيام وسماها معدودة لما وصفنا. وقال أبو العالية وعكرمة والسدي وقتادة: هي أربعون يوماً. ورواه الضحاك عن ابن عباس. ومنهم قال: إنها عدد الاَيام التي عبدوا فيها العجل.

وقال ابن عباس: إن اليهود تزعم أنهم وجدوا في التوراة مكتوباً إن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة، وهم يقطعون مسيرة كل سنة في يوم واحد، فإذا انقطع المسير انقطع العذاب، وهلكت النار.

وقال مجاهد وسعيد بن جبير عن ابن عباس: إنها سبعة أيام، لاَن عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنهم يعذبون بعدد كل ألف سنة يوماً واحداً من أيام الآخرة، وهو كألف سنة من أيام الدنيا.

ولما قالت اليهود ما قالت من قولها: لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة على ما بيناه، قال الله تعالى لنبيه: قل أتخذتم عند الله عهداً بما تقولون من ذلك أو ميثاقاً، فالله لا ينقض عهده، أم تقولون على الله ما لا تعلمون من الباطل جهلاً وجرأة عليه...

قوله تعالى: بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون... قوله بلى جواب لقوله لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، فرد الله عليهم بأن قال: بلى من أحاطت به خطيئته...


الصفحة 37

ـ كنز الدقائق ج 2 ص 47

بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة: بسبب تسهيلهم أمر العذاب. وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون، من قولهم السابق، أو أن آبائهم الاَنبياء يشفعون لهم، أو أنه تعالى وعد يعقوب أن لا يعذب أولاده إلا تحلة القسم، وتكرير الكذب والاِفتراء يصيره في صورة الصدق عند قائله ومفتريه.

ـ تفسير نور الثقلين ج 1 ص 93

في تفسير علي بن ابراهيم قوله: وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، قال: قال بنو اسرائيل: لن تمسنا النار ولن نعذب إلا الاَيام المعدودات التي عبدنا فيها العجل، فرد الله عليهم قل: يا محمد لهم أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده، أم تقولون على الله ما لا تعلمون.

ـ سيرة ابن هشام ج 2 ص 380

وقالوا: لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون.

قال ابن إسحاق: وحدثني مولى لزيد بن ثابت عن عكرمة أو عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تقول: إنما مدة الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما يعذب الله الناس في النار بكل ألف سنة من أيام الدنيا يوماً واحداً في النار من أيام الآخرة، وإنما هي سبعة أيام ثم ينقطع العذاب، فأنزل الله في ذلك من قولهم: وقالوا لن تمسنا النار إلا أيام معدودة، قل أتخذتم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون. بلى كسب سيئة وأحاطت به خطيئته، أي من عمل بمثل أعمالكم وكفر بمثل ما كفرتم به حتى يحيط كفره بماله عند الله من حسنة، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون، أي خلداً أبداً. والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون. أي من آمن بما كفرتم به وعمل بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها، يخبرهم أن

الصفحة 38
الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبداً ولا انقطاع له.

قال ابن إسحاق: ثم قال الله عز وجل يؤنبهم: وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل، أي ميثاقكم، لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، ثم توليتم إلا قليلاً منكم، وأنتم معرضون. أي تركتم ذلك كله...

ـ الدر المنثور ج 1 ص 84

قوله تعالى: وقالوا لن تمسنا النار الآية. أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والواحدي عن ابن عباس أن اليهود كانوا يقولون مدة الدنيا سبعة آلاف سنة...الخ.

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: اجتمعت يهود يوماً فخاصموا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات، وسموا أربعين يوماً ثم يخلفنا فيها ناس وأشاروا إلى النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد يده على رؤسهم: كذبتم بل أنتم خالدون مخلدون فيها لا نخلفكم فيها إن شاء الله تعالى أبداً، ففيهم أنزلت هذه الآية: وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، يعنون أربعين ليلة.

وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لليهود: أنشدكم بالله وبالتوراة التي أنزل الله على موسى يوم طور سيناء: من أهل النار الذين أنزلهم الله في التوراة قالوا: إن ربهم غضب عليهم غضبة فنمكث في النار أربعين ليلة ثم نخرج فتخلفوننا فيها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبتم والله لا نخلفكم فيها أبداً، فنزل القرآن تصديقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم وتكذيباً لهم: وقالوا لن تمسنا النار إلى قوله هم فيها خالدون.

ـ مجمع الزوائد ج 6 ص 314

قوله تعالى: وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة عن ابن عباس أن يهوداً كانوا

الصفحة 39
يقولون هذه الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب لكل سنة يوماً في النار وإنما سبعة أيام معدودات، فأ نزل الله عز وجل: وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة، إلى قوله: فيها خالدون.

* *

وقال الله تعالى:

وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، تلك أمانيهم، قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون. البقرة 111 ـ 112

ـ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين. واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون. البقرة 47 ـ 48

ـ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم. آل عمران ـ 31

ـ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيما. ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً. أنظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبينا. ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت، ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا. النساء 48 ـ 51

ـ تفسير التبيان ج 3 ص 220

وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، تلك أمانيهم. قال الزجاج: اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله بأولادهم الاَطفال فقالوا: يا محمد أعلى هؤلاء ذنوب ؟ فقال صلى الله عليه وآله: لا، فقالوا: كذلك نحن ما نعمل بالليل يغفر بالنهار، وما نعمل بالنهار يغفر بالليل، فقال الله تعالى: بل الله يزكي من يشاء.


الصفحة 40
وقال: مجاهد وأبو مالك: كانوا يقدمونهم في الصلاة ويقولون: هؤلاء لا ذنب لهم. وقال ابن عباس: كانوا يقولون: أطفالنا يشفعون لنا عند الله.

ـ كنز الدقائق ج 2 ص 58

قال الله تعالى:

إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم...

قال البيضاوي: روي أنها نزلت لما قالت اليهود: نحن أبناء الله وأحباؤه، وقيل: نزلت في وفد نجران لما قالوا: إنا نعبد المسيح حباً لله.. انتهى.

ـ حقائق التأويل ص 126

وقال بعضهم إنهم قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، فالخلائق غيرنا عبيد لنا ومنخفضون عن علونا، فليس علينا جناح في أكل أموال عبيدنا ومن هم في الرتبة دوننا. قال صاحب هذا القول: واليهود يتدينون باستحلال أموال كل من خالفهم باستعمال الغش في معاملاتهم، ويدعون أن ذلك فرض عليهم في دينهم، وليس تأولهم لذلك على حد ما يتأوله المسلمون في أهل الحرب.

وذهب أبو علي إلى أن قولهم: ليس علينا في الاَميين سبيل، إنما يعنون به ليس علينا لهم سلطان ولا قدرة، فلا يجب علينا اتباعهم ولا النزول تحت حكمهم، يريدون بذلك النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه، فلذلك استحلوا أموالهم. انتهى.

ـ تفسير التبيان ج 1 ص 213

وقوله: ولا يقبل منها شفاعة، مخصوص عندنا بالكفار، لاَن حقيقة الشفاعة عندنا أن يكون في إسقاط المضار دون زيادة المنافع. والمؤمنون عندنا يشفع لهم النبي صلى الله عليه وآله فيشفعه الله تعالى ويسقط بها العقاب عن المستحقين من أهل الصلاة، لما روي من قوله صلى الله عليه وآله: ادخرت شفاعتي لاَهل الكبائر من أمتي...

والشفاعة ثبتت عندنا للنبي صلى الله عليه وآله وكثير من أصحابه، ولجميع الاَئمة المعصومين،

الصفحة 41
وكثير من المؤمنين الصالحين.

وقيل إن نفي الشفاعة في هذه الآية يختص باليهود من بني إسرائيل، لاَنهم ادعوا أنهم أبناء الله وأحباؤه وأولاد أنبيائه، وأن آباءهم يشفعون إليه، فآيسهم الله من ذلك فأخرج الكلام مخرج العموم والمراد به الخصوص.

ـ تفسير التبيان ج 3 ص 21

قوله تعالى:

ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء، ولا يظلمون فتيلا... قال الحسن والضحاك وقتادة وابن زيد وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام: إنهم اليهود والنصارى في قولهم: نحن أبناء الله وأحباؤه، وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى تلك أمانيهم.

قال الزجاج: اليهود جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله بأولادهم الاَطفال فقالوا: يا محمد أعلى هؤلاء ذنوب ؟ فقال صلى الله عليه وآله: لا، فقالوا: كذلك نحن ما نعمل بالليل يغفر بالنهار وما نعمل بالنهار يغفر بالليل، فقال الله تعالى: بل الله يزكي من يشاء. وقال: مجاهد وأبو مالك: كانوا يقدمونهم في الصلاة ويقولون: هؤلاء لا ذنب لهم. وقال ابن عباس: كانوا يقولون: أطفالنا يشفعون لنا عند الله.

ـ تفسير التبيان ج 3 ص 222

وافتراؤهم الكذب على الله هاهنا المراد به تزكيتهم لاَنفسهم بأنا أبناء الله وأحباؤه، وأنه لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، ذكره ابن جريج. وقوله: وكفى به إثماً مبيناً، معناه تعظيم إثمه، وإنما يقال كفى به في العظم على جهة المدح أو الذم كقولك كفى بحال المؤمن نبلاً، وكفى بحال الكافر إثماً.

ـ تفسير التبيان ج 3 ص 76

وقوله: ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا... قال البلخي: إنهم قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه وأهل الصوم والصلاة. وليسوا بأولياء الله ولا أحباؤه ولا أهل الصلاة

الصفحة 42
والصيام، ولكنهم أهل شرك ونفاق. وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام...

ـ تفسير نور الثقلين ج 1 ص 489

في نهج البلاغة من كلام له عليه السلام يصف فيه المتقين: لا يرضون من أعمالهم القليل ولا يستكثرون الكثير، فهم لاَنفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون، إذا زُكي أحد منهم خاف مما يقال له، فيقول أنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم بي من نفسي، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني أفضل مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون. انتهى.

* *

هذا، والآيات والاَحاديث في تحريفات اليهود للشفاعة ومقولاتهم فيها كثيرة، وسوف نرى أن بعض الصحابة قد أخذوا أفكار اليهود وتحريفاتهم للشفاعة حرفاً بحرف، حَذْوَ القُذَّةِ بالقذة، والنعل بالنعل.. كما أخبر به الصادق الاَمين صلى الله عليه وآله !

* *