الصفحة 139
الثقفي، عن أحمد بن معمر الاسدي، عن الحسن بن محمد الاسدي، عن الحكم بن ضهير، عن السُدّي، عن أبي مالك، عن ابن عباس، قال: قوله عز وجل (وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً) نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام)، زوّج النبي (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) ابنته، وهو ابن عمه، فكان له نسباً وصهراً "(1).



سورة الشعراء


(224) قوله تعالى: {لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين}(2).

256 ـ عن العياشي، باسناده الى الصادق (عليه السلام)، في خبر، قال النبي (صلى الله عليه وآله): " يا علي، اني سألت الله أن يوالي بيني وبينك ففعل، وسألته أن يؤاخي بيني وبينك ففعل، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل ". فقال رجل: والله لصاعٌ من تمر في شَنٍّ بال خير مما سأل محمد ربه، هلاّ سأل مَلَكاً يعضده على عدوه، أو كنزاً يستعين به على فاقته! فأنزل الله تعالى: (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين)(3).

(225) قوله تعالى: {فكبكبوا فيها هم والغاوون ـ الى قوله تعالى ـ فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين}(4).

257 ـ قال الصادق (عليه السلام): " نزلت في قوم وصفوا عدلا، ثم خالفوه الى غيره "(5).

____________

1- تأويل الآيات، ج1، ص376، ح13.

2- الشعراء، الآية: 3.

3- المناقب، ابن شهر اشوب، ج2، ص342.

4- الشعراء، الآية: 94ـ102.

5- تفسير القمي، ج2، ص 123.


الصفحة 140

(226) قوله تعالى: {وانه لتنزيل رب العالمين ـ الى قوله تعالى ـ وإنّه لفي زبر الأَولين}(1).

258 ـ وحدثني أبي، عن حنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في قوله (وإنّه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين)، قال: الولاية التي نزلت لامير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير "(2).

259 ـ عن محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، عن سالم، عن أبي محمد، قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): أخبرني عن الولاية، أنزل بها جبرئيل من رب العالمين يوم الغدير؟

فتلا: (نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين * وانه لفي زبر الأولين) قال: " هي الولاية لامير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) "(3).

(227) قوله تعالى: {أفرأيت ان متعناهم سنين * ثم جاءهم ماكانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يُمَتَّعون}(4).

260 ـ عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن، عن محمد بن الوليد، ومحمد بن أحمد، عن يونس بن يعقوب، عن علي بن عيسى القمّاط، عن عمّه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منامه بني أمية يصعدون على منبره من بعده، ويضلون الناس عن الصراط القهقري، فأصبح كئيباً حزيناً ـ قال ـ فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام)، فقال: يا رسول الله، ما لي أراك كئيباً، حزيناً؟

قال: يا جبرئيل، اني رأيت بني أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي، ويضلون الناس عن الصراط القهقري! فقال: والذي بعثك بالحق نبياً، ان هذا شيء

____________

1- الشعراء، الآية: 192ـ196.

2- تفسير القمي، ج2، ص 124.

3- بصائر الدرجات، ص93، ح6.

4- الشعراء، الآية: 205ـ207.


الصفحة 141
مااطلعت عليه.

فعرج الى السماء، فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها، قال: (أفرأيت ان متعناهم سنين * ثم جاءهم ماكانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ماكانوا يمتعون)، وأنزل عليه: (انا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر)(1)جعل الله عز وجل ليلة القدر لنبيه (صلى الله عليه وآله) خيراً من ألف شهر، ملك بني أمية(2).



سورة النمل


(228) قوله تعالى: {وقال الذين كفروا أءِذا كنّا تُراباً ـ الى قوله تعالى ـ إذا ولّوا مدبرين}(3).

261 ـ حكى الله عز وجل قول الدهرية، فقال: (وقال الذين كفروا أءذا كنا تراباً وءاباؤنا أئنا لمخرجون * لقد وعدنا هذا نحن وءاباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين) أي أكاذيب الاولين، فحزن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لذلك، فأنزل الله تعالى: (ولا تحزن عليهم ولا تكن في ضيق مما يمكرون).

ثم حكى أيضاً قولهم: (ويقولون) يا محمد (متى هذا الوعد ان كنتم صادقين) (قل) لهم (عسى أن يكون ردف لكم) أي قد قرب من خلفكم (بعض الذي تستعجلون) ثم قال: (إنك) يا محمد (لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولّوا مدبرين)(4). أي أن هؤلاء الذين تدعوهم لا يسمعون ما تقول، كما لا يسمع الموتى والصم(5).

____________

1- القدر، الآية: 1ـ3.

2- الكافي، الكليني، ج4، ص159، ح10.

3- النمل، الآية: 67ـ80.

4- النمل، الآية: 80.

5- تفسير القمي، ج2، ص 129.


الصفحة 142

سورة القصص


(229) قوله تعالى: {قال إني أُريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك}(1).

262 ـ عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن ابن سنان، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته عن الاجارة، فقال: " صالح، لابأس به اذا نصح قدر طاقته، قد آجر موسى (عليه السلام) نفسه، واشترط، فقال: ان شئت ثماني حجج، وان شئت عشراً، فأنزل الله عز وجل فيه: (أن تأجرني ثماني حجج فان أتممت عشراً فمن عندك) "(2).

(230) قوله تعالى: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}(3)

263 ـ ومن عجيب ما بلغت اليه العصبية على أبي طالب من أعداء أهل البيت (عليهم السلام) أنهم زعموا أن المراد من قوله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وآله): (إنّك لا تهدي من أحببت) أبو طالب (عليه السلام)! وقد ذكر أبو المجد بن رشادة الواعظ الواسطي في مصنفه (كتاب أسباب نزول القرآن) ما هذا لفظه، قال: قال الحسن بن مفضل، في قوله تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت) كيف يقال أنها نزلت في أبي طالب، وهذه السورة من اخر ما نزل من

____________

1- القصص، الآية: 27.

2- الكافي، الكليني، ج5، ص90، ح2.

3- القصص، الآية: 56.


الصفحة 143
القرآن في المدينة، ومات أبو طالب في عنفوان الاسلام والنبي (صلى الله عليه وآله) بمكة؟!

وانما نزلت هذه الآية في الحارث بن النعمان بن عبد مناف(1)، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يحبه، ويحب اسلامه، فقال يوماً للنبي (صلى الله عليه وآله): انا لنعلم انك على الحق، وأن الذي جئت به حق، ولكن يمنعنا من اتباعك أن العرب تتخطفنا من أرضنا، لكثرتهم وقلتنا، ولا طاقة لنا بهم، فنزلت الآية، وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يؤثر اسلامه لميله اليه(2).

(231) قوله تعالى: {وقالوا إن نتبع الهدى معك نُتخطف من أرضنا ـ الى قوله تعالى ـ أفمن وعدناه وعدناً حسناً فهو لاقيه}(3).

264 ـ في قوله تعالى: (وقالوا إن نتبع الهدى معك نُتخطف من أرضنا) قال: نزلت في قريش حين دعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى الإسلام والهجرة، وقالوا: إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا.

فقال الله عز وجل: (أو لم نمكن لهم حرماً أمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لايعلمون).

وقوله: (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها) أي كفرت (فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا)(4).

265 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن هشام بن علي، عن اسماعيل بن علي المعلم، عن بدل بن المُحبّر، عن شعبة، عن أبان بن تغلب، عن مجاهد، قال: قوله عز وجل: (أفمن وعدناه وعداً حسناً فهو لاقيه)، نزلت في علي وحمزة (عليهما السلام)(5).

____________

1- في مجمع البيان، الطبرسي، ج7، ص406: الحارث بن نوفل بن عبد مناف.

2- الطرائف: ابن طاووس، ص306.

3- القصص، الآية: 57ـ61.

4- تفسير القمي، ج2، ص 142.

5- تأويل الآيات، ج1، ص422، ح17، وفرائد السمطين، ج1، ص364، ح291، وذخائر العقبى، ص88، والرياض النضرة، ج3، ص179.


الصفحة 144

سورة العنكبوت


(232) قوله تعالى: {ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون}(1).

266 ـ حدثنا أحمد بن هوذة، عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن سماعة بن مهران، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات ليلة في المسجد، فلما كان قرب الصبح، دخل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فناداه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: " ياعلي " قال: " لبيك " قال: " هلم اليّ " فلما دنا منه، قال: " ياعلي، بت الليلة حيث تراني، وقد سألت ربي ألف حاجة فقضاها لي، وسألت لك مثلها فقضاها لي، وسألت ربي أن يجمع لك أمتي من بعدي، فأبى عليَّ ربي، فقال: (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون) "(2).

(233) قوله تعالى: {أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء مايحكمون * من كان يرجوا لقاء الله فان أجل الله لأت وهو السميع العليم * ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه إن الله لغني عن العالمين}(3).

267 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا، عن

____________

1- العنكبوت، الآية: 1 ـ 2.

2- تأويل الآيات، ج1، ص428، ح4.

3- العنكبوت، الآية: 4ـ6.


الصفحة 145
أيوب بن سليمان، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال:قوله عزّوجل (أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء مايحكمون) نزلت في عتبة وشيبة والوليد بن عتبة، وهم الذين بارزوا علياً وحمزة وعبيدة ونزلت فيهم: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لأت وهو السميع العليم * ومن جاهد فانما يجاهد لنفسه)، قال: في علي (عليه السلام) وصاحبيه(1).

(234) قوله تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}(2).

268 ـ حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي، عن عباد بن يعقوب، عن الحسن بن حماد، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)، قال: " نزلت فينا "(3).

269 ـ روي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام)، في قوله: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)، قال: " نزلت فينا أهل البيت "(4).



سورة الروم


(235) قوله تعالى: {ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ماملكت أيمانكم من

____________

1- تأويل الآيات، ج1، ص429، ح6.

2- العنكبوت، الآية: 69.

3- تأويل الآيات، ج1، ص433، ح16.

4- الاختصاص، المفيد، ص127.


الصفحة 146
شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء}(1)

270 ـ انه كان سبب نزولها أن قريشاً والعرب كانوا اذا حجوا يلبون، وكانت تلبيتهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، وهي تلبية ابراهيم (عليه السلام) والانبياء، فجاءهم ابليس في صورة شيخ،فقال: ليست هذه تلبية أسلافكم.

قالوا: وما كانت تلبيتهم؟

قال: كانوا يقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك، فنفرت قريش من هذا القول، فقال لهم ابليس: على رسلكم حتى آتي على اخر كلامي.

فقالوا: ماهو؟

فقال: الا شريك لك، تملكه وما يملك، ألا ترون أنه يملك الشريك وما ملكه؟

فرضوا بذلك، وكانوا يلبون بهذا قريش خاصة.

فلما بعث الله رسوله أنكر ذلك عليهم، وقال: " هذا شرك "فأنزل الله: (ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ماملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء)، أي ترضون أنتم فيما تملكون أن يكون لكم فيه شريك؟ فاذا لم ترضوا أنتم أن يكون لكم فيما تملكون شريك، فكيف ترضون أن تجعلوا لي شريكاً فيما أملك؟(2)



سورة لقمان


(236) قوله تعالى: {ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة

____________

1- الروم، الآية: 28.

2- تفسير القمي، ج2، ص 154.


الصفحة 147
الوثقى والى الله عاقبة الامور}(1).

271 ـ عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك، في قوله تعالى: (ومن يسلم وجهه الى الله)، قال: نزلت في علي (عليه السلام)، قال: كان أول من أخلص وجهه لله (وهو محسن)، أي مؤمن مطيع، (فقد استمسك بالعروة الوثقى)، قول: لا اله الا الله، (والى الله عاقبة الامور) والله ماقتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) الا عليها(2).



سورة السجدة


(237) قوله تعالى: {أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون ـ الى قوله تعالى ـ ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون}(3).

272 ـ أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله الغداني، قال: حدثنا الربيع بن يسار، قال: حدثنا الاعمش، عن سالم بن أبي الجعد، يرفعه الى أبي ذر رضي الله عنه، في حديث احتجاج علي (عليه السلام) على أهل الشورى يذكر فضائله، وما جاء فيه على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهم يسلمون له ما ذكره، وانه مختص بالفضائل دونهم، الى أن قال علي (عليه السلام): " فهل فيكم أحدٌ أنزل الله تعالى فيه: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً

____________

1- لقمان، الآية:22.

2- المناقب، ابن شهر اشوب، ج3، ص76، وينابيع المودة، ص111.

3- السجدة، الآية: 18 ـ 20.


الصفحة 148
لايستوون) الى آخر ما اقتص الله تعالى من خبر المؤمنين غيري؟ " قالوا: اللهم لا(1).

273 ـ في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قوله: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لايستوون)، قال: " وذلك أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) والوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا، فقال الفاسق الوليد بن عقبة بن أبي معيط: أنا ـ والله ـ أبسط منك لساناً، وأحد منك سناناً، وأمثل منك حشواً في الكتيبة.

قال علي (عليه السلام): اسكت، فانما أنت فاسق، فأنزل الله: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لايستوون * أما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون) فهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) (وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أُعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) "(2).

(238) قوله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بأياتنا يوقنون}(3).

274 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا علي بن عبد الله بن أسد، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن هلال الاحمسي، عن الحسن بن وهب العبسي، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي (صلوات الله عليهم)، قال: " نزلت هذه الآية في ولد فاطمة (عليها السلام) خاصة: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بأياتنا يوقنون) "(4).

____________

1- الامالي، الشيخ الطوسي، ج2، ص159.

2- تفسير القمي، ج2، ص 170.

3- السجدة، الآية: 24.

4- تأويل الآيات، ج2، ص444، ح8.


الصفحة 149

سورة الأحزاب


(239) قوله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفاً كان ذلك في الكتاب مسطوراً}(1).

275 ـ عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن مسكان، عن عبد الرحيم بن روح القصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، في قول الله عز وجل: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أُمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)، فيمن نزلت؟ فقال: " نزلت في الإمرة، ان هذه الآية جرت في ولد الحسين (عليه السلام) من بعده، فنحن أولى بالامر، وبرسول الله (صلى الله عليه وآله) من المؤمنين والمهاجرين والانصار ".

فقلت: فلولد جعفر فيها نصيب؟

فقال: " لا ".

قلت: فلولد العباس فيها نصيب؟

فقال: " لا ".

فعددت عليه بطون بني عبد المطلب، كل ذلك يقول: " لا ".

قال: ونسيت ولد الحسن (عليه السلام)، فدخلت بعد ذلك عليه، فقلت له: هل لولد الحسن (عليه السلام) فيها نصيب؟

فقال: " لا والله ـ يا عبد الرحيم ـ ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا "(2).

(240) قوله تعالى: {يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وان يأتِ الأحزاب يودّوا لو أنهم

____________

1- الاحزاب، الآية: 6.

2- الكافي، الكليني، ج1، ص228، ح2.


الصفحة 150
بادون في الاعراب يسألون عن أنباءكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا * لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً}(1).

276 ـ نزلت هذه الآية في الثاني لما قال لعبد الرحمن بن عوف: هلمّ ندفع محمداً الى قريش ونلحق نحن بقومنا: (يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأتِ الأحزاب يودّوا لو أنهم بادون في الأعراب يسألون عن أنباءكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا إلا قليلا * لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً)(2).

(241) قوله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}(3).

277 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن أحمد بن محمد بن يزيد، عن سهل بن عامر البجلي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي اسحاق، عن الحارث، عن محمد بن الحنفية (رضي الله عنه)، وعمرو بن أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال علي (عليه السلام): " كنت عاهدت الله عز وجل ورسوله (صلى الله عليه وآله) أنا، وعمي حمزة، وأخي جعفر، وابن عمي عبيدة بن الحارث على أمر وفينا به لله ولرسوله، فتقدمني أصحابي وخُلِّفت بعدهم لما أراد الله عز وجل، فأنزل الله سبحانه فينا: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه) حمزة وجعفر وعبيدة (ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

فأنا المنتظر، وما بدّلت تبديلا "(4).

278 ـ حدثني علي بن عبد الله بن أسد، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد الاسدي، عن الحسن بن ابراهيم، عن جدّه عبد الله بن الحسن، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: وعاهد الله علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب (عليهم السلام) أن لا يَفرّوا في زحف أبداً، فتمّوا كلهم، فأنزل الله عز وجل:

____________

1- الاحزاب، الآية: 20ـ21.

2- تفسير القمي، ج2، ص 188.

3- الاحزاب، الآية: 23.

4- تأويل الآيات، ج2، ص449، ح8.


الصفحة 151
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه) حمزة استشهد يوم أحد، وجعفر استشهد يوم مؤتة (ومنهم من ينتظر) يعني علي بن أبي طالب (صلوات الله وسلامه عليه)، (وما بدلوا تبديلا) يعني الذي عاهدوا الله عليه(1).

(242) قوله تعالى: {وردّ الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال}(2).

279 ـ قال الصادق (عليه السلام)، وابن مسعود، في قوله: (وكفى الله المؤمنين القتال) بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقتله عمرو بن عبد وَدّ.

ورواه أبو نعيم الاصفهاني في (ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين) بالاسناد، عن سفيان الثوري، عن رجل، عن مُرّة، عن عبد الله.

وقال جماعة من المفسرين، في قوله تعالى: (اذكروا نعمة الله عليكم اذ جاءتكم جنود)(3) أنها نزلت في علي (عليه السلام) يوم الاحزاب(4).

(243) قوله تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتنّ تردن الحيـوة الدنيا وزينتها فتعالين أُمتعكنّ وأُسرحكنّ سراحاً جميلا * وإن كنتنّ تردن الله ورسوله والدار الأخرة فإن الله أعدّ للمحسنات منكنّ أجراً عظيماً}(5).

280 ـ عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصبّاح الكناني، قال: ذكر أبو عبد الله (عليه السلام): " أن زينب قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تعدِل وأنت رسول الله؟! وقالت حَفصة: ان طلّقتنا وجدنا في قومنا أكفاءنا.

فاحتبس الوحي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرين يوماً ـ قال ـ فأنف الله عز وجل

____________

1- تأويل الآيات، ج2، ص449، ح9.

2- الاحزاب، الآية: 25.

3- الاحزاب، الآية: 9.

4- المناقب، ابن شهر آشوب، ج3، ص134.

5- الاحزاب، الآية: 28ـ29.


الصفحة 152
لرسوله (صلى الله عليه وآله) فأنزل: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتنّ تردن الحيـوة الدنيا وزينتها فتعالين أُمتعكنّ) الى قوله: (أجراً عظيماً) ـ قال ـ فاخترن الله ورسوله، ولو اخترن أنفسهن لبِنَّ، وان اخترن الله ورسوله فليس بشيء "(1).

281 ـ سبب نزولها: أنه لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غزاة خيبر، وأصاب كنز آل أبي الحُقيق، قلن أزواجه: أعطنا ما أصبت.

فقال لهن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قسّمته بين المسلمين على ما أمر الله " فغضبن من ذلك، وقلن: لعلك ترى أنك ان طلقتنا أنا لانجد الاكفاء من قومنا يتزوجونا! فأنف الله لرسوله (صلى الله عليه وآله)، فأمره أن يعتزلهنّ، فاعتزلهنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مشدبة ام ابراهيم تسعة وعشرين يوماً، حتى حضن وطهرن، ثم أنزل الله هذه الآية، وهي اية التخيير، قال: (يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتنّ تردن الحيـوة الدنيا وزينتها فتعالين أُمتعكنّ) الآية، فقامت أم سلمة، وهي أول من قامت، فقالت: قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنّه، وقلن مثل ذلك، فأنزل الله (تُرجي من تشاء منهنّ وتئوي إليك من تشاء)(2)، قال الصادق (عليه السلام): " من آوى فقد نكح، ومن أرجى فقد طلّق "(3).

(244) قوله تعالى: {وقرن في بيوتكنّ ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}(4).

282 ـ حدثنا علي بن أحمد الدقاق (رحمه الله)، قال: حدثنا حمزة بن القاسم، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الجنيد الرازي، قال: حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا الحسن بن علي، عن عبد الرزاق، عن أبيه، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن مسعود، قال: قلت للنبي (صلى الله عليه وآله): يارسول الله، من يغسلك اذا مُتّ؟

قال: " يغسل كل نبيُّ وصيّه.

قلت: فمن وصيك يارسول الله؟

____________

1- الكافي، الكليني، ج6، ص138، ح2.

2- الاحزاب، الآية: 51.

3- تفسير القمي، ج2، ص 192.

4- الاحزاب، الآية: 33.