سورة الانشراح
(353) قوله تعالى: {فإذا فرغت فانصب}(1).
417 ـ حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قوله تعالى: (فإذا فرغت فانصب) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حاجّاً، فنزلت (فإذا فرغت) من حجتك، (فانصب) علياً للناس "(2).
سورة القدر
(354) قوله تعالى: {إنّا أنزلنه في ليلة القدر * وما أدراك ماليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر}(3).
418 ـ عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن، عن محمد بن الوليد، ومحمد بن أحمد، عن يونس بن يعقوب، عن علي بن عيسى القماط، عن عمه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " أري رسول الله (صلى الله عليه وآله) [في منامه] بني أمية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقري، [فأصبح كئيباً] حزيناً، قال، فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام)، فقال: يا رسول الله، مالي أراك كئيباً حزيناً؟
قال: ياجبرئيل، اني رأيت بني أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي، ويضلون الناس عن الصراط القهقري! فقال: والذي بعثك بالحق نبياً، انني مااطلعت عليه; فعرج الى السماء، فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القران يؤنسه بها (قال):
____________
1- الانشراح، الآية: 7.
2- تأويل الآيات، ج2، ص812، ح4.
3- القدر، الآية: 1-3.
سورة البيّنة
(355) قوله تعالى: {إنّ الذين أمنوا وعملوا الصالحات أُولئك هم خير البرية}(3).
419 ـ عن جعفر بن محمد الحسني، ومحمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف، عن أحمد بن عبد الله، عن معاوية، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع: أن علياً (عليه السلام) قال لاهل الشورى: " أنشدكم بالله، هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: هذا أخي قد أتاكم، ثم التفت الى الكعبة، قال: ورب الكعبة المبنية، ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم أقبل عليكم وقال: أما اني أولكم ايماناً، وأقومكم بأمر الله، وأوفاكم بعهد الله، وأقضاكم بحكم الله، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظم عند الله مزية، فأنزل الله سبحانه: (إنّ الذين أمنوا وعملوا الصالحات أُولئك هم خير البرية) فكبّر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكبرتم، وهنأتموني بأجمعكم، فهل تعلمون أن ذلك كذلك؟ " قال: اللهم نعم(4).
____________
1- الشعراء، الآية: 205-207.
2- الكافي، الكليني، ج4، ص159، ح10.
3- البينة، الآية: 7.
4- تأويل الآيات، ج2، ص833، ح6.
فقام رجل فأتى ابن عباس، فأخبره بذلك، فقال: صدق علي، النبي لا يقاس بالناس؟
وقد نزل في علي (عليه السلام): (إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أُولئك هم خير البرية)(1).
سورة العاديات
(356) قوله تعالى: {والعاديات ضبحاً * فالموريات قدحا * فالمغيرات صُبحاً * فأثرن به نقعاً * فوسطن به جمعاً * إنّ الإنسان لربه لكنود * وإنّه على ذلك لشهيد * وإنّه لِحبّ الخير لشديد * أفلا يعلم إذا بُعثر ما في القبور * وحُصِّل ما في الصدور * إنّ ربهم بهم يومئذ لخبير}(2).
421 ـ باسناده عن ابراهيم بن اسحاق الاحمدي، قال: حدثنا محمد بن ثابت وأبو المغرا العجلي، قالا: حدثنا الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (والعاديات ضبحاً)، قال: " وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمر بن الخطاب في سرية، فرجع منهزماً يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه، فلما انتهى الى النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي: أنت صاحب القوم، فتهيأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والانصار، فوجهه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقال له: اكمن بالنهار، وسر بالليل، ولا تفارقك العين، قال: فانتهى
____________
1- المناقب، ابن شهر اشوب، ج3، ص68.
2- العاديات، الآية: 1-11.
سورة القارعة
(357) قوله تعالى: {فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازينه * فأمُّه هاوية}(2).
422 ـ محمد بن العباس، قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بن عاصم الميني، عن الهيثم بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده (صلوات الله عليهم)، في قول الله عز وجل: (فأما من ثقلت موازينه * فهو في عيشة راضية)، قال: " نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) " (وأما من خفت موازينه * فأُمُّه هاوية)، قال: " نزلت في ثلاثة " يعني الثلاثة(3).
____________
1- الامالي، الشيخ الطوسي، ج2، ص21.
2- القارعة، الآية: 6-9.
3- تأويل الآيات، ج2، ص849، ح1.
سورة قريش
(358) قوله تعالى: {لإيلاف قريش * إيلافهم رحلة الشتاء والصيف * فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف}(1)
423 ـ نزلت في قريش، لانه كان معاشهم من الرحلتين: رحلة في الشتاء الى اليمن، ورحلة في الصيف الى الشام، وكانوا يحملون من مكة الادم واللب، وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره، فيشترون بالشام الثياب والدرمك والحبوب، وكانوا يتالفون فى طريقهم ويثبتون في الخروج في كل خرجة رئيساً من رؤساء قريش، وكان معاشهم من ذلك، فلما بعث الله رسوله (صلى الله عليه وآله) استغنوا عن ذلك، لان الناس وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وحجوا الى البيت، فقال الله: (فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع) فلا يحتاجون أن يذهبوا الى الشام (وءامنهم من خوف) يعني خوف الطريق(2).
سورة الكوثر
(359) قوله تعالى: {إنّا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إنّ شانئك هو الأبتر}(3).
424 ـ في معنى السورة: قوله: (إنّا أعطيناك الكوثر)، قال: الكوثر: نهر في الجنة
____________
1- قريش، الآية: 1 ـ 4.
2- تفسير القمي، ج2، ص 444.
3- الكوثر، الآية: 1-3.
قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن أبي العاص.
فقال عمرو: يا أبا الابتر، وكان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمي أبتر، ثم قال عمرو: اني لاشنأ محمداً، أي أبغضه.
فأنزل الله على رسوله (صلى الله عليه وآله): (إنّا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك) أي مبغضك عمرو بن العاص: (هو الأبتر) يعني لا دين له ولانسب(1).
سورة النصر
(360) قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح}(2)
425 ـ عن ابن عباس والسدي: لما نزل قوله تعالى: (إنّك ميت وإنّهم ميتون)(3).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ليتني أعلم متى يكون ذلك ".
فنزلت سورة النصر، فكان يسكت بين التكبير والقراءة بعد نزولها، فيقول: " سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب اليه ".
فقيل له في ذلك؟
فقال: " أما ان نفسي نعيت الي.
ثم بكى بكاءً شديداً، فقيل: يا رسول الله، أو تبكي من الموت وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟
____________
1- تفسير القمي، ج2، ص 445.
2- النصر، الآية: 1.
3- الزمر، الآية: 30.
فعاش بعد نزول هذه السورة عاماً(1).
سورة اللهب
(361) قوله تعالى: {تبت يدا أبي لهب وتب}(2).
426 ـ وفي رواية البراء بن عازب وابن عباس: انه بدرهم أبو لهب، فقال: هذا ما سحركم به الرجل.
ثم قال لهم النبي (صلى الله عليه وآله): " اني بعثت الى الاسود والابيض والاحمر، ان الله أمرني أن أنذر عشيرتي الاقربين، واني لا أملك لكم من الله شيئاً الا أن تقولوا: لا اله الا الله ".
فقال أبو لهب: ألهذا دعوتنا! ثم تفرقوا عنه، فنزلت (تبت يدا أبي لهب وتب)، ثم دعاهم دعوة اخرى، وأطعمهم وسقاهم، ثم قال لهم: " يابني عبد المطلب، أطيعوني تكونوا ملوك الارض وحكامها، ومابعث الله نبياً الا جعل له وصياً، أخاً ووزيراً، فأيكم يكون أخي، ووزيري، ووصيي، ووارثي، وقاضي ديني؟ "(3).
____________
1- المناقب، ابن شهر اشوب، ج1، ص234.
2- اللهب، الآية: 1.
3- المناقب، ابن شهر اشوب، ج2، ص24.
سورة الاخلاص
(362) قوله تعالى: {قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد}(1).
427 ـ محمد بن يعقوب: عن أحمد ابن ادريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " ان اليهود سألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: انسب لنا ربك؟
فلبث ثلاثاً لا يجيبهم، ثم نزلت (قل هو الله أحد) الى آخرها "(2).
ثبت المصادر
____________
1- الاخلاص، الآية: 1-4.
2- الكافي، ج1، ص71، ح1.
ثبت المصادر
1 ـ الاحتجاج، أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، من أعلام القرن السادس الهجري.
2 ـ الاختصاص، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي (الشيخ المفيد)، المتوفي سنة 413هـ.
3 ـ أسباب النزول، أبي الحسن بن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري، المتوفي سنة 468هـ.
4 ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة، عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن محمد الشيباني، المعروف بابن الاثير، المتوفي سنة 630هـ.
5 ـ الامالي، أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي (الشيخ المفيد)، المتوفي سنة 413هـ.
6 ـ أمالي الصدوق، الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، المتوفي سنة 381هـ.
7 ـ أمالي الطوسي، أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، المتوفي سنة 460هـ.
8 ـ بصائر الدرجات الكبرى في فضائل ال محمد (عليهم السلام)، أبي جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار، المتوفي سنة 290هـ.
9 ـ تاريخ الخلفاء، جلال الدين السيوطي، المتوفي سنة 911هـ.
11 ـ تحفة الابرار في مناقب الائمة الاطهار، حسين بن مساعد الحائري.
12 ـ تفسير الحبري، أبي عبد الله الحسين بن الحكم الحبري، المتوفي سنة 286هـ.
13 ـ تفسير العياشي، أبي النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي، المعروف بالعياشي، من أعلام القرن الرابع الهجري.
14 ـ تفسير القمي، أبي الحسن علي بن ابراهيم القمي، من أعلام القرنين الثالث والرابع الهجريين.
15 ـ التفسير المنسوب الى الامام أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام).
16 ـ تهذيب الاحكام، أبي جعفر محمد بن الحسين الطوسي، المتوفي سنة 460هـ.
17 ـ ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري، المتوفي سنة 694هـ.
18 ـ ربيع الابرار ونصوص الاخبار، محمود بن عمر الزمخشري، المتوفي سنة 538هـ.
19 ـ الرياض النضرة في مناقب العشرة، أبي جعفر أحمد الطبري، المتوفي سنة 694هـ.
20 ـ شرف النبي (صلى الله عليه وآله)، أبي سعيد الخركوشي، المتوفي سنة 406هـ.
21 ـ شواهد التنزيل لقواعد التفضيل في الآيات النازلة في أهل البيت، عبيد الله بن عبد الله بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني، من أعلام القرن الخامس الهجري.
22 ـ الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة، أحمد بن حجر الهيثمي المكي، المتوفي سنة 974هـ.
23 ـ الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن
24 ـ عمدة عيون صحاح الاخبار في مناقب امام الابرار، يحيى بن الحسن البطريق الاسدي الحلي، المتوفي سنة 600هـ.
25 ـ عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق)، المتوفي سنة 381هـ.
26 ـ الغيبة، أبي زينب محمد بن ابراهيم النعماني، من أعلام القرن الرابع الهجري.
27 ـ فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والائمة من ذريتهم، ابراهيم بن محمد الجويني الخراساني المتوفي سنة 730هـ.
28 ـ قرب الاسناد، أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري القمي، من أعلام القرن الثالث الهجري.
29 ـ الكافي، أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي، المتوفي سنة 328 أو 329هـ.
30 ـ كفاية الاثر في النص على الائمة الاثني عشر، أبي القاسم علي بن محمد الخزاز القمي الرازي، من أعلام القرن الرابع الهجري.
31 ـ كمال الدين وتمام النعمة، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق)، سنة 381هـ.
32 ـ مجمع البيان في تفسير القران، أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، المتوفي سنة 458هـ.
33 ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفي سنة 807هـ.
34 ـ المحاسن، أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي، المتوفي سنة 274هـ، أو 280هـ.
35 ـ مختصر بصائر الدرجات، الحسن بن سليمان الحلي، من أعلام القرن التاسع
36 ـ مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، حسين النوري، المتوفي سنة 1320هـ.
37 ـ معاني الاخبار، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق)، المتوفي سنة 381هـ.
38 ـ المناقب، أبي المؤيد الموفق بن أحمد بن محمد البكري المكي الحنفي المعروف (بأخطب خوارزم)، المتوفي سنة 568هـ.
39 ـ مناقب آل أبي طالب، أبي جعفر رشيد الدين بن علي بن شهر آشوب المازندراني، المتوفي سنة 588هـ.
40 ـ مناقب الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، أبي الحسن علي بن محمد الشافعي الشهير بابن المغازلي، المتوفي سنة 483هـ.
41 ـ نهج البيان عن كشف معاني القران، محمد بن الحسن الشيباني، من أعلام القرن السابع الهجري، مخطوط.
42 ـ اليقين في امرة أمير المؤمنين (عليه السلام)، أبي القاسم علي بن موسى بن طاوس، المتوفي سنة 664هـ.
43 ـ ينابيع المودة، سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي، المتوفي سنة 1294هـ.