وابن كثير هذا كان أكثر ميلا لعقيدة التجسيم والتشبيه (السلفية) في تفسيره. لذلك تجدهم يدعون للاهتمام بهذا التفسير وتقديمه على غيره. كما أن موقفه من الشيعة الإمامية كان معروفا وهو النقض عليهم. لذلك لجأ هذا إلى التحريف. ولكن الحديث ولحسن حظه وحظنا موجود في باقي المسانيد الحديثية. وقد رواه أكثر من واحد، ونقله مجمل الكتاب المعاصرين.
طبعات جديدة ونظيفة لصحيح البخاري
وعملية حذف الأسانيد والأحاديث وكتب السنن، أصبحت مشهورة، فهناك في الأسواق الآن كتب حديثية لا تخلو من الحذف والنقص المتعمد.
وخصوصا صحيح البخاري الذي صدرت له طبعات سلفية منقحة وجديدة، وقد طالتها يد التحريف. وقد حدث أكثر من مرة أن احتدم النقاش بين أبناء الصحوة الإسلامية، حين يذكر أحدهم في معرض الاستدلال حديثا ينسبه إلى صحيحي البخاري فيرد الآخر بأن لا وجود لهذا الحديث في صحيح البخاري.
وبالفعل يستنجد بنسخة تخلو من هذا الحديث، وعند المراجعة تبين أن هناك
وقد ذكر لي بعضهم أن هذه النسخة قد وزعت في فرنسا وأنه عرف ذلك عندما احتدم النقاش بينه وبين شخص آخر فاستدل بحديث رواه البخاري، هذا الحديث الذي خلت منه النسخة الموزعة. ولهذا السبب يمكن أن نفسر أخذ الدكتور التيجاني السماوي - وهو متشيع معاصر - لنسخة من الصحيح، عندما أراد أن يناقش قاضيا استدعاه، وذلك خوفا من أن يطلع عليه القاضي بنسخة أخرى تخلو من شواهد الاستدلال.
وقد ذكر الداعية الإمامي السيد علي البدري أنه كان يحفظ الأحاديث من مصادرها، ويحفظ معها الطبعة والسنة ودار النشر لأنه حدث خلاف كبير وتحوير في طبعات جديدة. لذلك فقد بدأ البعض من أبناء الصحوة الإسلامية يبحث عن طبعات قديمة لصحيحي البخاري ومسلم عساها تكون قد نجت من التحريف والتزوير.
طبعات محرفة لمغني ابن قدامة وصحيح مسلم
وأخيرا يقول محمد نوري الديرثوي: إن التحريف وحذف الأحاديث شأن السلفية وديدنهم. إن نعمان الآلوسي حرف تفسير والده المكرم علامة العراق الشيخ محمود الآلوسي (تفسير: روح المعاني) ولولا تحريفه لكان التفسير الفريد وجامع الجوامع. وأما الحذف والسلخ للعبارات والأحاديث فحدث
اختصار أمهات الكتب
لكن العقل السلفي اكتشف طريقة أخرى لإلغاء الأحاديث والروايات المخالفة. وهذه الطريقة كان قد عمل بها قديما. فالكتب التي تكون ضخمة يقوم العالم أو الفقيه باختصارها. وهكذا ظهرت (المختصرات) في جميع الميادين الفكرية. أختصرت كتب التاريخ الطويلة، كما اختصرت موسوعات الحديث، وشمل هذا الاختصار أيضا كتب الفقه والأدب.
أما الآن فإننا نعتقد أن عملية الاختصار التي يقوم بها بعض كتاب السلفية وراءها ما وراءها؟! خصوصا اختصار السيرة النبوية وكتب الحديث (6).
ويقول الدكتور البوطي: والغريب أن صاحب الكراس (الخجندي السلفي) عزا إلى كمال بن الهمام كلاما طويلا غير هذا لم يقله، ولم يتفوه به، وإنما هو كلام ذكره ابن أمير الحاج في شرحه للتحرير، واسم كتابه التقرير والتجبير وقد اختلط الأمر على العلامة صاحب الكراس، فأسند الكلام الذي ساقه إلى ابن الهمام وهو لم يقله أصلا، وأسند إليه كتابا اسمه التقرير والتجبير، وهو لم يؤلف كتابا بهذا الاسم أصلا. راجع المصدر نفسه ص 363 - المرجع السابق ص 134.
____________
1 - يقول البوطي: إن ما نقله المعصومي عن الدهلوي في كتابه الإنصاف، كلام مكذوب عليه، لم يثبت لا في الإنصاف ولا غيره اللامذهبية ص 131.
2 - مجلة تراثنا العدد 431 السنة التاسعة محرم 1414، ص 38.
3 - الأسماء والصفات، تحقيق الكوثري، هامش ص 356.
4 - البداية والنهاية، ج 3 ص 40 5 - محمد نوري الديرثوي، ردود على شبهات السلفية، مطبعة الصباح ط 1 - 1987 ص 249. ويقول في الصفحة 111 عن نعمان الآلوسي: إنه كان على عقيدة ابن تيمية وحرف تفسير والده (روح المعاني) بعد وفاته وحشاه بآراء ابن تيمية وأمثاله. وجاء في ذيل مقالات الكوثري لأحمد خيري قوله في نعمان: وهو ليس بأمين على تفسير والده، ولو قابله أحدهم بالنسخة المحفوظة اليوم بمكتبة راغب باشا باسطنبول، وهي النسخة التي أهداها إلى السلطان عبد الحميد خان - لوجد ما يطمئن إليه..
تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم - للعلامة الكوثري، مكتبة الأندلس، بحمص - سوريا.
6 - أنظر مختصر صحيح مسلم للمنذري ومقدمة الشيخ ناصر الدين الألباني السلفي وما ذكره في المقدمة من الحط على المذاهب الفقهية وخصوصا المذهب الحنفي، والسلفيون يغتنمون مثل هذه المقدمات لنشر الفكر السلفي.
وكتب (العاملي) في شبكة أنا العربي بتاريخ... موضوعا عن الألباني، قال فيه:
الشيخ محمد ناصر الألباني له اطلاع في علم الحديث، وهو سوري من دمشق وأصله من ألبانيا من غير كوسوفا، وقد غالى فيه الوهابيون على عادتهم فيمن يطيعهم! وهو الآن يسكن في الأردن، ويحيطونه بهالة كبيرة من الإمكانات والتجليل، ويشرف على كل أعمال الوهابيين في الحديث في العالم، ويتبنون تقديس آرائه في الجامعات التي لهم نفوذ فيها، ويلزمون الطلاب بتقديسه، واحترام آرائه ولا يسمحون لطالب جامعي أن يتنفس بحرف ضده..
وله نحو خمسين مؤلفا في التصحيح والتضعيف، وعمره الآن نحو ثمانين سنة، وينوون أن يعملوا له تكريما عالميا..
والمدعو أبو عبد الرحمن واحد من تلاميذه أو تلاميذ تلاميذه.
وللألباني حسنات نشكره عليها، منها أنه خالف ابن تيمية وصحح حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) وأعترف أن ابن تيمية يتسرع في رده على الشيعة، ويرد الأحاديث الصحيحة!!
ومنها أنه وافقنا على عدم تقديس البخاري واعتبار كتابه صحيحا من الجلد إلى الجلد، بل هو كتاب حديث وللعلماء المجتهدين أن يناقشوه فيقبلوا الحديث منه أو يردوه. وللألباني حسنة رأيتها أخيرا أنه صحح الحديث الذي يحذر فيه النبي صلى الله عليه وآله من الأئمة المضلين بعده المحرفين لدينه المغيرين لسنته! فقد صحح الألباني حديث أن أول من يغير سنتي رجل من بني أمية، واعترف الأستاذ الألباني بأنه سيده معاوية رضي الله عنه وأرضاه وتقبل عمله في تغيير سنة سيد المرسلين!!!
وفي اعتقادي أن الله تعالى قيض السقاف لكشف ضعف الألباني علميا، لكي يترك من وفقهم الله من الوهابيين ل (عبادة الألباني من دون الله) لأن من أطاع عالما في تحليله وتحريمه بدون دليل شرعي صحيح، مع علمه بذلك، فقد عبده من دون الله تعالى!! وفيما يلي نقدم خلاصة من كتاب السقاف القيم (تناقضات الألباني الواضحات) لعل أبا عبد الرحمن وأمثاله يعرفون مغالاتهم فيمن يحبون، واتهامهم لمن له رأي يخالف رأيهم بالغلو وتحقيرهم وتكفيرهم!!
خلاصة كتاب (تناقضات الألباني الواضحات) تأليف العالم الفاضل حسن السقاف طبعة دار الإمام النووي عمان - الأردن: مقدمة المؤلف:
أما بعد: فهذا الجزء الأول من كتابنا الجديد (سلسلة تناقضات الألباني) وقد أوردنا فيه ما يزيد على خمسين ومئتين من تناقضات وقعت له، فهو يصحح أحاديث في كتاب ويضعفها في كتاب آخر، أثناء تخريجاته للأحاديث النبوية، والآثار المصطفوية، وقد كنت ألاحظ ذلك حين أرجع إلى كتبه لأعرف رأيه في حديث ما بعد مراجعتي للحديث من مصادره الأصلية التي تروى الأحاديث فيها بأسانيدها، والتي ينقل الشيخ الألباني منها، والتي خطتها أيدي أولئك الجهابذة الأعلام من أئمة الحديث المتقنين، فأراه ساعتئذ متناقضا جدا، كثير الوهم والغلط، فأعجب من ذلك غاية العجب، لا سيما
يلزم على من ادعى أنه خلاصة المحدثين، وزبدة المؤلفين والمصنفين، الذي فاق بعلمه الأولين والآخرين، ما خلا الأنبياء والمرسلين، وأنه المحقق الذي غربل ونقى الأخبار والآثار، وبين الصحيح من السقيم في كلام الأخيار والأبرار، أن يكون الغلط في كلامه أقل ما يمكن، وأن لا يكثر الخبط في تقريراته، وأن يكاد يعدم التناقض في ما يحكم عليه، لأننا نقول جميعا: إن العصمة للأنبياء، والتنزه من الخطأ صفة كتاب الله تعالى، ونحن لا نقول له:
إن نصيحته للناس أن يعولوا على كتاباته المنقحة المهذبة في لسان قاله وحاله، توجب أنه معصوم عما قد يقع له من الخطأ، وإنما نقول ونجزم أن من ادعى هذه الرتبة لا ينبغي أن تكون له أغلاط وأوهام وتناقضات فاقت ما وقع للأولين والآخرين بلغت مئات بل جاوزت ذلك، وهذه السلسلة ستثبت ذلك بعون الله وتوفيقه تعالى، وستثبت أنه لا يجوز التعويل على تحقيقاته، ولا الاغترار بتصحيحاته... الخ.
وكتب (هاشمي) في شبكة (الساحة العربية) بتاريخ 1 - 3 - 1999، العاشرة والنصف صباحا موضوعا بعنوان (تضعيف الألباني لأحاديث في البخاري وأحاديث في مسلم). قال فيه:
تشجيعا للحملة الإصلاحية!! التي يقودها الأخ إحسان العتيبي في التنبيه على أخطاء العلماء في كتبهم المشهورة فإننا نود أن نشاركه في هذه الحملة توعية للقراء وإرشادهم إلى الحق والأخذ بيدهم. ولعله - أعني الأخ إحسان
1 - حديث (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره) قال الألباني في ضعيف الجامع وزيادته 4 / 111 برقم 4054:
رواه أحمد والبخاري عن أبي هريرة " ضعيف ".
2 - حديث (لا تذبحوا إلا بقرة مسنة إلا أن تتعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن) قال الألباني في ضعيف الجامع وزيادته 6 / 64 برقم 6222:
رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن جابر (ضعيف).
3 - حديث (إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها)، قال الألباني في ضعيف الجامع وزيادته 2 / 197 برقم 2005: رواه مسلم عن أبي سعيد (ضعيف).
4 - حديث (إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين) قال الألباني في ضعيف الجامع وزيادته 1 / 213 برقم 718: رواه الإمام أحمد ومسلم عن أبي هريرة (ضعيف).
5 - حديث (أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله) قال الألباني في ضعيف الجامع وزيادته 2 / 14 برقم 1425: رواه مسلم عن أبي هريرة (ضعيف بهذا التمام).
6 - حديث (من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال) قال الألباني في ضعيف الجامع وزيادته 5 / 233 برقم 5772: رواه أحمد ومسلم والنسائي عن أبي الدرداء (ضعيف).
المرجع: تناقضات الألباني الواضحات للسيد حسن السقاف. الجزء الأول.
فكتب (soof) بتاريخ يوم 1 - 3 - 1999، الثانية عشرة والنصف ظهرا:
الأخ هاشمي:
ولنفرض جدلا أن كل ما قلته صحيح عن تضعيف العلامة الألباني لهذه الأحاديث. أريد منك أن تجيبني عن الأسئلة التالية مشكورا: هل يمكن أن يخطئ الإمامين (كذا) البخاري ومسلم، أو بمعنى آخر: هل هما معصومان عن الخطأ؟ هل صحيحي (كذا) البخاري ومسلم كما المصحف، أو هل تعهد الله بحفظهما؟ أفدنا بعلمك جزاك الله خيرا.
وكتب (الأستاذ) بتاريخ 2 - 3 - 1999 - الواحدة ظهرا:
أطرح عليك نفس طرح الأخ: هل البخاري ومسلم معصومان عن الخطأ والزلل؟. هل حجر العلم على البخاري ومسلم؟ ولهما فضلهما الكبير على الحديث. هل لك أن تسمي أحدا من المعاصرين أو المتأخرين ممن تخصص في علوم الحديث؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. مع خالص تحياتي.
فكتب (أبو صالح) بتاريخ 2 - 3 - 1999. الخامسة عصرا:
بل هما المقياس، ولم يأتي (كذا) أحد وصل لمرتبتهما حتى يقرن نفسه بهما إلا من في نفسه شئ من حب التعالم، ولا أقصد شخصا بعينه.
هيهات إنما تجد معظمهم قد وقف على ما سبق أن قاله الدارقطني في النقد وهو من هو، وللأسف الشديد لم أر في كلام من اطلعت على كلامهم أي إشارة أو إيعاز أنه إنما ينقل كلام الدارقطني أو يرجحه، وعلى كل حال فقد أجاب العلماء الأوائل على ما أورده الدارقطني وقد خفي ذلك على بعض المخدوعين اليوم، أرجو أن يكون في هذا كفاية وإلا فالردود العلمية على الاعتداءات المتتالية على الصحيحين كثيرة جدا عرف ذلك من أزيحت عن عينيه حواجب الغفلة وأدران العصبية.
وكتب (عابر 1) بتاريخ 3 - 3 - 1999 الثانية صباحا:
الأخ الهاشمي، ثم ماذا بعد أن تتبعت العلامة الألباني في ما كتب.. ماذا تريد! الإصلاح، وبيان الحق.. هل يكون بتتبع الزلات ونشرها، مع عدم بيان السبب الذي لأجله ضعف العلامة الألباني حفظه الله هذه الأحاديث؟!
وما علمك وفهمك للحديث يا هاشمي؟!
حذار أن تكون بالأمس تعلمت السباحة في بحر الحديث ومصطلحه، ثم تأتي لتنافس من قضى عمره، وقرابة الستة عقود من الزمان وهو يغوص ويستخرج الدرر من هذا العلم النبوي الشريف. والعلماء منذ السابق كانوا يتعقبون على بعضهم البعض، ويبينون الزلات التي تصدر من بعضهم، ولكن لأهل العلم والدراية، ويلتمسون العذر لمن زل وأخطأ.
المرة القادمة ناقش العلامة الألباني - نفعنا الله بعلمه وبارك له في عمره - في علم الحديث، وبين وفق علم أصول الحديث، لماذا حكم العلامة الألباني بالتضعيف على بعض أحاديث الإمام البخاري ومسلم، ولا تلقي (كذا) الكلام جزافا، والذي لا يدل إلا على سوء الطوية، وليس لإصلاح الرعية...
والله الموفق.
منهجنا في تقييم الصحابة
كتب (العاملي) في شبكة أنا العربي، موضوعا قال فيه:
وجه إلي المدعو (مشارك) سؤالا عن رأينا في الصحابة، وأجيب عليه بالنقاط التالية التي تبين مجمل الفروق في نظرتنا إلى الصحابة ونظرة إخواننا الذين يتسمون ب (السلفيين):
- الفرق الأول: أننا نؤمن بحرية البحث العلمي في الصحابة، وأن للمسلم أن يعتقد في كل واحد منهم ما يتوصل إليه اجتهاده أو تقليده بينه وبين ربه، وهو معذور إن عمل بشروط الاجتهاد والتقليد المتفق عليها. بينما يريد إخواننا (السلفيون) أن يكون البحث العلمي فيهم حراما، حتى البحث في تقييمهم لبعضهم , أو تقييم الرسول صلى الله عليه وآله لهم، فكل ذلك عندهم حرام فقفل عليه بأقفال!!
- الفرق الثاني: أننا نحترم الصحابة ونحترم آراء المسلمين فيهم، ولكن لا يجوز لنا أن نقول (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين) لأنه ثبت عندنا وعندهم أن النبي صلى الله عليه وآله أخبر عن ربه بأن العديد من أصحابه يمنعون من الورود على حوض الكوثر ويؤمر بهم إلى النار!!.
وهو الحديث المعروف بحديث الحوض الصحيح، وفي بعض نصوصه أنه لا ينجو منهم (إلا مثل همل النعم) وهمل النعم هي الأنعام المنفردة عن القطيع!
ولعمري إن المتأمل في نصوص الحوض يكاد يشيب من هولها!!.
فلا بد للمسلم في فقهنا أن يقيد صلاته على الصحابة بالمؤمنين أو الكرام وما شابه، لأنه لا يجوز للمسلم شرعا أن يصلي على أهل النار!!.
وحديث الكساء.. وحديث المباهلة.. وعشرات الأحاديث متفق على صحتها!!
- الفرق الرابع: أننا تعتقد بأن الله تعالى كلفنا بولاية واتباع أهل البيت النبوي الطاهرين عليهم السلام، فنحن مسؤولون في حشرنا ونشرنا عنهم، ولا يسألنا تعالى عن رأينا في الصحابة إلا بمقدار ما يتعلق بأهل البيت النبوي..
فلماذا نكلف أنفسنا أمرا لم يكلفنا إياه الله تعالى ولا يسألنا يوم القيامة عنه؟
إن الجميع متفقون أنه لا تصح صلاة المسلم إلا بالصلاة على محمد وآل محمد... وهذا أعظم دليل على أن الله تعالى يريدنا أن نصلي عليهم مع رسوله في كل صلاة... صلى الله على رسوله وآله.
ولم أجد أحدا من فقهاء المسلمين حتى الخوارج أفتى بوجوب الصلاة على الصحابة.. بل إن إضافة (وصحبه) في الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله حتى في غير الصلاة هي بمقاييس المتشددين السلفيين بدعة وفاعلها فاسق، لأنه لا يوجد فيها عندهم حتى حديث ضعيف حسب علمي! بينما هي في مذهبنا جائزة بشرط التقييد بما يدل على الإيمان والعمل الصالح!!
وإذا كان هذا حال جواز الصلاة عليهم، فلماذا لا يترك للمسلم حرية الاعتقاد بهم حسب ما يصل إليه بينه وبين ربه، مع مراعاة مشاعر المحبين لهم والمغالين فيهم!
إن أهل البيت عليهم السلام هم القاسم الوحيد المشترك بين فئات الأمة الإسلامية، فلتكن أبحاثكم فيهم.
وإن الأمة قد جربت الصحابة والخلافة قرونا فيها الحلو المر، وقد انتهت الخلافة على يد العثمانيين وانهارت الأمة.. وجاءت مرحلة الوعد الإلهي والنبوي بالمنقذ الموعود من أهل البيت الطاهرين، كما ثبت عند الجميع.
لقد دخلت الأمة والعالم في عصر أهل البيت بعد طول معاناة، وقد قال علي عليه السلام (والله لتعطفن علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها).
رحم الله الصحابة الأبرار جميعا.. وصلى الله على أهل البيت الأطهار، وعجل الله فرج الأمة بهم، وصلى الله على خاتمهم الموعود من رب العالمين على لسان سيد المرسلين.
وكتب (العاملي) في شبكة هجر موضوعا، قال فيه:
الأخ (محب أهل البيت) عليهم السلام: سألتني عن رأينا نحن الشيعة في الصحابة، وأجبتك بجواب علمي خلاصته: أننا نؤمن بأن باب البحث العلمي في الصحابة مفتوح، ويجوز لكل أن يبحث حسب الموازين العلمية الشرعية فيهم، ويدين ربه بما توصل إليه رأيه فيهم فردا فردا، أو يقلد العلماء
ثم رأيتك تعيد السؤال وتقول: إن ما كتبه العاملي غير كاف.. فاسمح لي أن أطلب منك أولا: أن تحدد لي مفهوم الصحابة، الذين تريد إثبات ميزة شرعية لهم عن غيرهم حتى عن أهل البيت الذين هم صحابة وعترة؟
فهل الصحابة هم الثلاث مئة ألف الذين تشرفوا برؤية الرسول صلى الله عليه وآله؟ ومنهم الذين يقول الله تعالى فيهم (مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم)!
وهل هم أصحاب حديث الحوض الذين صح عندك أن الرسول صلى الله عليه وآله قال عنهم: إنهم يحلؤون عن حوض الكوثر يوم القيامة ويؤمر بهم إلى النار، ولا ينجو منهم إلا مثل همل النعم؟ وأنت تعرف معنى همل النعم!
واسمح لي ثانيا: أن أسألك عما كتبته في موضوعك بأن الفرق بينكم وبين الرافضة في أصول الدين لا في فروعه، كما سألك الأخ سماحة: هل تعتقد أن الصحابة من أصول الدين يا محبهم قبل أهل البيت؟ وما دليلك عليه؟.
بل أسألك عن إضافتك إلى الصلاة على الرسول (وعلى أصحابه أجمعين) هل وجدت عليها دليلا شرعيا، أم أنك قلتها عن تقليد بدون تفكير؟!
وهل تعرف أن هذه العبارة على مذهبك بدعة، لأنه لم يرد في إضافتهم إلى الصلاة على الرسول أي نص حسب علمي؟!
وفيها معصية كبيرة لأنك أضفت إلى الصلاة على نبيك من تعلم بأن فيهم منافقين شهد الله ورسوله بنفاقهم!!
وإذا جاز ذلك فهل يجوز مطلقا بدون تقييد بوصف؟ أم لا بد من التخصيص والتقييد، لأن الصحابة أكثر من مئة ألف، وهم أنواع؟
ولنترك بدعة إضافة الصلاة على الصحابة، وتعال معي لنبحث الصلاة في مذهبك على آل محمد، صلى الله عليه وآله، لترى أن توسعتكم لهم قد سببت لكم مشكلة عويصة!! فمن هم آل محمد الذين نصلي عليهم في صلاتنا؟
إتفقت مصادر الجميع على أن المسلمين سألوا النبي صلى الله عليه وآله كيف نصلي عليك؟ فعلمهم صيغة الصلاة عليه وفيها الصلاة على آله معه، صلى الله عليه وآله.. وتسميها مصادر السنيين (الصلاة الإبراهيمية) لأن فيها فقرة (كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم. وفي هذا الموضوع مسألة أساسية: وهي أن الصلاة على شخص تعني الدعاء له بأن يبارك الله عليه، وهي في نفس الوقت نوع من الشهادة بصلاحه.. فلا تجوز الصلاة على الكافر، ولا على المنافق ولا على الناصب الذي يبغض أهل البيت، ولا على الغالي الذي يزعم أن لأهل البيت أو لأي مخلوق شيئا من الألوهية أو الشراكة مع الله تعالى.
فمن هم آل محمد الذين نصلي عليهم؟ إن عممناهم إلى كل ذرية النبي (ص) وذرية بني هاشم والمطلب إلى يوم القيامة.. فإن في هؤلاء أشخاصا ثبت أنهم أعداء الله ورسوله (ص) بفتوى الجميع.. وفيهم قتلة وأشرار..
وفيهم نصارى وملحدون، ففي لبنان وحده في عصرنا عدة عوائل مسيحية
أما حسب مذهبنا فلا مشكلة.. لأن أهل البيت وآل محمد عندنا مصطلح إسلامي خاص، ثبت عندنا أن النبي (ص) حدده بالأسماء والكساء بعدد قليل من عترته وذريته، وهم المطهرون من الذنوب دون غيرهم، وهم: علي وفاطمة والحسن والحسين، وتسعة من ذرية الحسين. عليهم السلام.
أما الذين يعممون أهل البيت إلى كل الذرية والأزواج والعشيرة، وينوون في صلاتهم الصلاة عليهم جميعا.. فإن صلاتهم مشكلة شرعا، لأنها تتضمن الصلاة على من كان كافرا وفاسقا ومنافقا منهم.
فماذا تقول أيها المحب لأهل البيت..؟ وماذا يقول فقهاؤك المحترمون؟
وختاما شكرا لك.. وأرجو أن تساعد بموضوعاتك التي تطرحها على رفع المستوى الفكري للجميع، ليكون البحث رزينا متناسبا مع اسمك الجميل، وأخلاقيات الإسلام العالية.. آمل أن أوفق للمشاركة في بعض موضوعاتك الكثيرة التي تطرحها.. وكلما كنت علميا ومنصفا، كلما وجدتني محاورا ومستفيدا.. ومحبا أكثر.
وأضيف هنا أن من أول الموضوعية والحوار العلمي أن لا تصفع الشيعة بآية (ولقد ذارأنا) التي دأبتم على ختم كلامكم بها، لئلا يصفعك مثلك بمثلها..
أما إذا أردت البحث في تفسيرها من المصادر المعتبرة عندك، فهو أمر آخر..
وكتب (عزام) في شبكة الموسوعة الشيعية بتاريخ 2 - 3 - 2000 السادسة مساء موضوعا بعنوان (ينسبون النقص للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليرفعوا غيره...!) قال فيه:
أخرج مسلم وغيره من طريق عائشة قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه وساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحالة فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسوى ثيابه، فلما خرج قالت عائشة (رضي الله عنها): دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك، فقال: ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة.
هذا ما أخرجه مسلم في صحيحه 7 / 116، مسند أحمد 6 / 62، مصابيح السنة 2 / 273، الرياض النضرة 2 / 88، تاريخ ابن كثير 7 / 202.
ويمكن مناقشة الحديث من جهتين: الأولى: تتعلق بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم).
الثانية: تختص بالخليفة عثمان: ونحن الآن نبدأ بالجهة الأولى، وقبل الدخول فيها لا بد لنا من مقدمة قصيرة نستعرض فيها بإيجاز أدب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فنقول:
وردت الروايات تلو الروايات من الفريقين في هذا الجانب، فلا ريب أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل خلق الله، كان مستكملا لمكارم الأخلاق. وكيف لا يكون كذلك وهو القائل كما عن التهذيب بإسناده عن
سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وقال: أدبني ربي فأحسن تأديبي، وقال أبو سعيد الخدري في مكارم الأخلاق كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها.
وروي عن علي (عليه السلام) أنه قال ما رؤي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مقدما رجليه بين جليس قط. وقالت عائشة كان خلق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما تضمنته العشر الأول من سورة المؤمنين ومن مدحه الله سبحانه بأنه على خلق عظيم فليس وراء مدحه مدح (مجمع البيان).
وعن رجل من ولد أبي هالة عن الحسن بن علي قال: سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا أشتهي أن يصف لي منه شيئا لعلي أتعلق به فقال: والحديث طويل أقتطف منه محل الشاهد وهو قوله: من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف ومن سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أبا وكانوا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانه..
إذا اتضح هذا نقول:
أولا - وهل يتناسب ما تقدم مع ما ذكر في الحديث من أن الرسول كان كاشفا عن فخذيه وساقيه؟؟؟!!!
ثانيا - هل أن العرف يرى التصرف الصادر من الرسول أدبا؟؟!!
إذن لا بد من التأمل في الحديث إن لم نقل واضح البطلان، هذا ما كان من مناقشة الجهة الأولى وسنتابع مناقشة الحديث في جهته الثانية.
معنى زعمهم أن الشيعة لا خبرة لهم بالجرح والتعديل!!
يتصور بعضهم أن علماء الشيعة لا خبرة لهم في علم الحديث أو علم الجرح والتعديل، طبق القواعد الموجودة عند السنيين. ولعل السبب في ذلك أنهم يرونا نحتج عليهم بالأحاديث الواردة في مصادرهم، ونعتمد على إجماعهم على تصحيحها، أو تصحيح من يحترمون من علمائهم لها. ويرون أنا أحيانا نؤيد الموضوع بأحاديث وردت في مصادرهم بدون أن نبحث في تصحيحه أو تضعيفه، لأن أصل وجود الحديث في مصادرهم في نظرنا يكون له دلالة علمية.
والسبب الآخر: أنهم لا يعرفون أننا من العصر الأول لم نعتمد على رواة الخلافة القرشية، وأننا معارضة عقائدية وعلمية وسياسية لنا استقلالنا العلمي من عهد أمير المؤمنين عليه السلام، وعندنا مصادرنا ورواتنا وأسانيدنا ورجال حديثنا، ولنا بحوثنا العلمية الموسعة في الجرح والتعديل على مبانينا، وقد تضمنت مصادر الجرح والتعديل ومصادر الفقه الاستدلالي عندنا بحوثا مفصلة في نقد المتون والأسانيد، لا مثيل لها عندهم.
فعندما يقول لنا أحدهم: لا خبرة لكم بعلم الجرح والتعديل، فهو كمن يقول: إنكم لا تتبنون قواعدنا في الجرح والتعديل!!
إلى آخر هذا البحث الذي تخرجنا الإفاضة فيه عن موضوعنا. هذه هي الملاحظة الأولى.
والثانية: طرح المدعو أبو عبد الرحمن حديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها) ليثبت بزعمه ضعفه، ولما حشره التلميذ (الأستاذ) ولى هاربا..
ثم واصل الأخ (التلميذ) باسم المدافع عن الحقيقة وأكمل بحثه، ووضعه في شبكة أخرى وأرشد إليه في هذه الشبكة.. ومع ذلك ما زال بعضهم في هذه الشبكة يزعم ضعف هذا الحديث الشريف..
ولما رأوا بحث الأخ (التلميذ) وأحسوا ببحوث أخرى مثل بحثي، فإذا بمشاركهم يقول اليوم ما ينفع اهتمامكم بهذا الحديث، فحتى لو كان صحيحا فهو يثبت علم علي ولا يثبت عصمته! وكأنا نحن الذين فتحنا الموضوع! فجاء يطلب عفونا، وترك الموضوع؟!
ذلك أن المدافع عن آل الله ورسوله صلى الله عليه وآله، ليس كالمهاجم لهم المنتقص لحقوقهم.. ولا كالناصب لهم.. فإن الله تعالى يؤيد المدافع عنهم بروح القدس، ويفهمه ويعلمه ويلهمه الحجة، بينما تظلم الدنيا في روح من يسعى لانتقاصهم ما خصهم الله ورسوله به!
والملاحظة الثالثة: أن دلالات حديث مدينة العلم بحث مستقل، ومكانها بعد الكلام في سنده.. ولعمري ما هاجمه المهاجمون وما حاول تضعيفه العاجزون إلا بسبب هذه الدلالات البليغة، من أفصح العرب الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله.. وقد رأيت أن نستقصي أولا طرقه ما استطعنا.. حتى إذا كملت طرقه شرعنا في آراء علمائهم: من صححه منهم، ثم من حسنه، ثم من ضعفه، وبيان حجته إن كانت وتقييمها.
ولعل الأخ التلميذ كفانا مؤونة البحث، ولكن التنوع في البحث، والتعاون على نصرة أول مظلوم في الإسلام عليه السلام، أمر حسن.
ولنشرع في طرقه:
الطريق الأول:
أنا دار الحكمة وعلي بابها.
- وعنه السيوطي في الجامع الصغير 161 / 1 ح 2704 /.
- والهندي في كنز العمال 147 / 3 ح 36462 /.
- والسيوطي أيضا في اللآلي المصنوعة 306 / 1، وأيضا في تاريخ الخلفاء.
- وابن الأثير في جامع الأصول 247 / 7 ح 6501 /.
- وابن كثير في تاريخه 395 / 7.
- والشامي في سبل الهدى والرشاد 292 / 11.
- وابن حجر في الصواعق المحرقة.
- والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص 77.
- وأيضا في الرياض النضرة 159 / 2.
حدثنا إبراهيم، قال: نا محمد بن عبد الله، قال: نا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
حدثنا موسى بن إسماعيل السدي، قال: أخبرنا محمد بن عمر بن الرومي، عن شريك، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، عن الصنابحي، عن علي أن النبي قال: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
حدثنا أبو بكر بن خلاد وفاروق الخطابي قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا محمد بن عمر الرومي، ثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي قال: قال رسول الله: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
- وعنه الهندي في كنز العمال 614 / 11 ح 32978 /.
- وعنه السيوطي في اللآلي المصنوعة 302 / 1، وفي الجامع الكبير 283 / 3 ح 8649.
قال رسول الله: أنا دار الحكمة وعلي بابها.
الطريق الثاني:
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أرادها فليأت الباب.
شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلا الطيب وأنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة، فليأت الباب.
قال أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن بشار الكندي، عن إسماعيل بن إبراهيم الكندي الهمداني، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن صخرة، عن علي مرفوعا: شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلا الطيب وأنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب.
الطريق الثالث:
أنا مدينة الجنة وأنت بابها يا علي كذب من زعم أنه يدخلها من غير بابها...
إلخ...