الصفحة 157

مخالفة الألباني لابن تيمية في هذا:

قال الألباني في مقدمة (مختصر العلو) ص 23 في الحاشية ما نصه:

قرائن المجاز الموجبة للعدول إليه عن الحقيقة ثلاث:

العقلية كقوله تعالى (واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها) أي أهلهما. ومنه: (واخفض لهما جناح الذل) الثانية: الفوقية مثل (يا هامان ابن لي صرحا) أي مر من يبني، لأن مثله مما يعرف أنه لا يبني.

الثالثة: نحو (مثل نوره) فإنها دليل على أن الله غير النور. قال أهل العلم: وإمارة الدعوة الباطلة تجردها عن أحد القرائن، أنظر (إيثار الحق على الخلق) (ص 166 - 167) للعلامة المرتضى اليماني). انتهى فتأمل!!.


الصفحة 158

(ابن تيمية يزعم أن الله على صورة إنسان!!)

7 - فصل: في عرض اختلافهم في إثبات الصورة في حديث (خلق الله آدم على صورة الرحمن).

إعلم يرحمك الله تعالى أن ابن تيمية يقول بثبوت حديث (إن الله خلق آدم على صورة الرحمن) بهذا اللفظ في كتابه (التأسيس في رد أساس التقديس) وهذا الذي يتبناه أتباعه أو مقلدوه الآن حتى ألف أحدهم وهو حمود التويجري كتابا في إثبات ذلك سماه: (عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن) (10)!! وقرظه له عبد العزيز بن باز كما يجده مطالع الكتاب في الصفحات الأولى هامش: (10) ولا أتصور أن هناك منزه أو موحد يتخيل أن سيدنا آدم عليه السلام وبالتالي ذريته التي تشبهه مخلوقة على صورة الرحمن سبحانه وتعالى!! وإذا لم تكن هذه العقيدة هي التشبيه والتجسيم بعينه فما أدري ما هو التشبيه والتجسيم بعد ذلك!! نسأل الله تعالى الهداية. منه!!

وعلى كل حال فالذي ينبغي علمه هنا أن حمود التويجري رد على الألباني تضعيفه لهذا اللفظ الوارد في الحديث الذي فيه (على صورة الرحمن) وأثبته حيث قال ص 21 من الكتاب الآنف الذكر: (وقد ادعى الألباني في تعليقه على كتاب السنة لابن أبي عاصم أن هذا المرسل أصح من الموصول، وهذه دعوى لا دليل عليها فلا تقبل). انتهى.

وقال التويجري ص 22 أيضا: (والجواب عن هذ التعليل من وجوه أحدها أن يقال: إن العلل التي ذكرها ابن خزيمة والألباني واهية جدا).


الصفحة 159
[ وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في كتابه الذي سماه (نقض أساس التقديس) ما رواه الخلال عن إسحاق بن راهويه ثم قال فقد صحح إسحاق حديث ابن عمر مسندا خلاف ما ذكره ابن خزيمة ] انتهى.

قال ص 25:

(فلا ينبغي أن يلتفت إلى تضعيف ابن خزيمة له فضلا عن تضعيف الألباني له تقليدا لابن خزيمة...) انتهى.

رد الألباني على ذلك صريحا:

قلت: أورد هذا الحديث الألباني في (ضعيفته) المجلد (3) برقم (1175) و (1176) وحكم على الأول بأنه منكر وعلى الثاني بأنه ضعيف ثم ختم بحثه في الحديث الثاني بقوله: (وهو ضعيف من طريقيه، ومتنه منكر لمخالفته للأحاديث الصحيحة). انتهى. فتأملوا!!.

(ابن تيمية يزعم أن الله تعالى بذاته مع خلقه!)

8 - فصل: في عرض الخلاف بينهم في معية الله تعالى فبعضهم يقول هو مع خلقه حقيقة وبعضهم ينفي ذلك ويراه بدعة.

أثبت ابن تيمية ومن تبعه بأن صفة العلو أو الفوقية فوقية حقيقية وأن معية الله تعالى لخلقه بالعلم، فقال في كتابه (الرد على أساس التقديس) (1 - 111):

(والباري سبحانه وتعالى فوق العالم فوقية حقيقية ليست فوقية الرتبة) انتهى.

وقد اختلف في ذلك اثنان من أتباع ابن تيمية أو مقلديه وإليك ذلك: قال ابن عثيمين في كتابه الذي سماه: (عقيدة أهل السنة والجماعة) (11) ص 9 ما نصه: (ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة وإن كان فوقهم على عرشه حقيقة (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) انتهى.


الصفحة 160
وقال في فتوى له - ابن عثيمين - بتاريخ 24 - 6 - 1403 ما نصه:

(فعقيدتنا أن لله تعالى معية حقيقية ذاتية تليق به وتقتضي إحاطته بكل شئ علما وقدرة وسمعا وبصرا وسلطانا وتدبيرا...) الخ.

ثم قال: (قال مقررا له ومنشرحا له صدره ولله الحمد محمد الصالح العثيمين في 24 - 6 - 1403 ه).

وقد رد عليه المدعو علي بن عبد الله الحواس في رسالة سماها: (النقول الصحيحة الواضحة الجلية - عن السلف الصالح في معنى المعية الإلهية الحقيقية) وهو مطبوع في الرياض مطابع الخالد!! وكذلك رد عليه عبد الله بن إبراهيم القرعاوي في رسالته (الأقوال السلفية النقية ترد على من قال إن معية الله ذاتية) مطبوعة في (مطابع الخالد للأوفست) الرياض. فتأملوا!.

هامش: (11) طبع مكتبة المعارف - الرياض توزيع: دار الكتب السلفية بالأزهر القاهرة. وفي مقدمتها تقريظ لابن باز وقد بلغنا أن مؤلف كتاب (عقيدة أهل الإيمان) له كتاب في تحريم الأكل بالملاعق!! فسبحان قاسم العقول!!

رد الألباني على ذلك:

قال الألباني في (شرحه وتعليقة)!! على العقيدة الطحاوية ص 28 ما نصه: (المعطلة الذين ينفون علوه تعالى على خلقه، وأنه بائن من خلقه. بل يصرح بعضهم بأنه موجود بذاته في كل الوجود!) انتهى. قلت: فتأملوا الآن كيف يثبت بعضهم لله تعالى معية ذاتية لخلقه وبعضهم ينفيها ويرد على من يقول بها!! فسبحان الله تعالى وبحمده!!.


الصفحة 161

(الألباني يحالف ابن تيمية في مسألة سماع الأموات)

9 - فصل: في عرض اختلافهم في سماع الأموات ابن القيم يثبت ذلك تبعا لشيخه ابن تيمية والألباني ينفي ذلك.

ذكر ابن القيم في كتابه (الروح) في المسألة الأولى منه أن الميت يسمع سلام من يسلم عليه واحتج له بأحاديث منها الحديث الصحيح المشهور الذي فيه: (إن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه. وهو في صحيحي البخاري ومسلم).

ثم قال: (فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال، وقد علم النبي (صلى الله عليه وسلم) أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية.

وهذا السلام والخطاب والنداء الموجود يسمع، ويخاطب، ويعقل، ويرد، وإن لم يسمع المسلم الرد، وإذا صلى قريبا منهم شاهدوه، وعلموا صلاته، وغبطوه على ذلك) انتهى كلام ابن القيم.

رد الألباني على هذا الأمر واختلافه مع ابن القيم وابن تيمية فيه:

قال الألباني في مقدمة كتاب نعمان الآلوسي (الآيات البينات في عدم سماع الأموات) الذي حققه! وقدم له! ص (أ) ما نصه: [ أما بعد فهذه هي الطبعة الثالثة من كتاب (الآيات البينات) للشيخ نعمان الآلوسي بتحقيقي وتخريجي، في ثوب جديد قشيب، قام عليها الأخ الفاضل الأستاذ زهير الشاويش، جزاه الله خيرا، رغبة منا في توسيع دائرة نشره وتوزيعه في

الصفحة 162
البلاد الإسلامية، بعدما تبين للعديد من أهل الفضل والعلم أهمية موضوعه، واحتياج الجماهير إلى الاطلاع عليه، لا سيما من كان منهم لا يزال يعيش في أوحال الجاهلية الأولى، من الاستغاثة بغير الله والاستعانة بالأنبياء والصالحين الأموات وغيره من عباد الله، متوهمين أنهم يسمعونهم حين ينادون...)!!

انتهى كلام الألباني.

فهل يا أستاذ ألباني تعتبر وتعد ابن القيم أيضا ممن كان يعيش في أوحال الجاهلية الأولى؟!! وهل كان الحق مع ابن القيم حينما أثبت سماع الأموات بالأحاديث الصحيحة أم الحق معك حينما نفيت سماع الأموات وأولت تلك الأحاديث؟!! راجعوا رسالة (الإغاثة بأدلة الاستغاثة)!!.


الصفحة 163

(ابن تيمية يمدح المشبهين، والألباني يتظاهر بذمهم!)

10 - فصل: ابن تيمية يدعي بأن المشبهة طائفة غير مذمومة والألباني يتظاهر بذم هذه الطائفة.

من أعجب ما قرأنا قول ابن تيمية في كتابه (بيان تلبيس الجهمية) أو ( نقض أساس التقديس)!! (1 - 109) ما نصه: (وإذا كان كذلك فاسم المشبهة ليس له ذكر بذم في الكتاب والسنة ولا كلام أحد من الصحابة والتابعين...) انتهى.

وقال قبل ذلك ص 100 - 101 ناقلا مقرا: (والموصوف بهذه الصفات لا يكون إلا جسما فالله تعالى جسم لا كالأجسام).

وقال ص 101: (وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا قول أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه ليس بجسم، وأن صفاته ليست أجساما وأعراضا، فنفي المعاني الثابتة بالشرع بنفي ألفاظ لم ينف معناها شرع ولا عقل جهل وضلال) انتهى.

تظاهر الألباني بمخالفة ابن تيمية في هذه العقيدة:

قلت: خالف الألباني ابن تيمية في هذه العقيدة فقال في (شرحه وتعليقه)!! على العقيدة الطحاوية ص 28 ذاما المشبهة والمجسمة ما نصه: (والمشبهة إنما زلوا لغلوهم في إثبات الصفات وتشبيه الخالق بالمخلوق سبحانه وتعالى ( 14)، والحق بين هؤلاء وهؤلاء إثبات بدون تشبيه، وتنزيه بدون تعطيل.

وما أحسن ما قيل: المعطل يعبد عدما، والمجسم يعبد صنما. انتهى.

وله عبارات غير ذلك يجدها من يبحث عنها!!


الصفحة 164
فهل أصاب ابن تيمية حينما نفى ذم السلف للمجسمة أم أصاب الألباني عندما قال والمجسم يعبد صنما؟!! فاللهم هداك!!.

هامش: (14) كقولهم إن صورة آدم على أو مثل صورة الرحمن تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا و (سبحان ربك رب العزة عما يصفون).

(ابن تيمية يثبت الحركة لله تعالى!!)

11 - فصل: ابن تيمية يثبت الحركة لله تعالى والألباني ينفيها مدعيا عدم ثبوتها.

قال ابن تيمية في كتابه (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول) (2 - 4) - المطبوع على هامش سنته - ما نصه: (وأئمة السنة والحديث على إثبات النوعين وهو الذي ذكره عنهم من نقل مذهبهم كحرب الكرماني وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهما، بل صرح هؤلاء بلفظ الحركة، وأن ذلك هو مذهب أئمة السنة والحديث من المتقدمين والمتأخرين.

ثم قال: (وقال عثمان بن سعيد وغيره إن الحركة من لوازم الحياة فكل حي متحرك، وجعلوا نفي هذا من أقوال الجهمية نفاة الصفات الذين اتفق السلف والأئمة على تضليلهم وتبديعهم) انتهى.

أقول: فهذا كلام صريح بسبك وترتيب غريب يبرهن على أن ابن تيمية يقول بعقيدة الحركة وأن ذلك مذهب أهل السنة وأن كل من نفاها فهو ضال مبتدع جهمي!! ويا هل ترى ما موقف الألباني من عقيدة الحركة هذه؟!

تصريح الألباني بعدم ثبوت الحركة ورده لهذه العقيدة:

قال الألباني في مقدمة كتاب (مختصر العلو) ص 16 ناقلا كلام العلامة المحدث الكوثري مقرا له ما نصه: [ (ويقولون في الله ما لا يجوزه الشرع ولا

الصفحة 165
العقل من إثبات الحركة له (تعالى) والنقلة (ويعني بهما النزول) والحد والجهة (يعني العلو) والقعود والاقعاد) فيعني هذا الذي نحن في صدد بيان عدم ثبوته. ] انتهى. فتدبروا!!

فهل يعتقد أحد ثبوت لفظ الحركة صفة لله تعالى؟! والسلف يقولون:

(لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه)؟! وأين لفظة (الحركة) في القرآن الكريم أو السنة المطهرة؟!! اللهم هداك!!.


الصفحة 166

(إختلاف الألباني مع ابن تيمية في إثبات الحد لله تعالى!!)

12 - فصل: في عرض الخلاف الواقع بين ابن تيمية والذهبي والألباني في مسألة الحد.

كان الذهبي في أول حياته أيام شبابه في سن (العشرينات) قد تأثر بابن تيمية فصنف بعض التصانيف التي فيها ما يؤيد فكر ابن تيمية، ثم رجع عن أكثر ذلك في كتبه المتأخرة وخاصة (سير أعلام النبلاء) أما كتابه (العلو) فقد ألفه وهو ابن خمس وعشرين سنة أي قبل وفاته بنحو خمسين سنة، ولذلك نجده يخالف ما فيه كما يخالف أيضا ابن تيمية بل يرد عليه ويخطئه في كثير من المواضع في (سير أعلام النبلاء)، وما رسالة (زغل العلم والطلب) و (النصيحة الذهبية) عنا ببعيد.

وهذه الرسالة ثابتة رغم أنف من يحاول نفيها!! ورغم أنف من يقول بأنها ليست من تصانيف الذهبي!! وهي تقع في ورقة واحدة وهي مشهورة باسم القبان. ذكرها الحافظ السخاوي في كتابه (الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ) طبعة دار الكتب العلمية ص 307.

ومن تلك المسائل التي وقع الخلاف أخيرا فيها بين ابن تيمية ومقلده الألباني وبين الذهبي مسألة إثبات الحد لله سبحانه وتعالى عما يقولون ويصفون، فابن تيمية يثبتها ويكفر منكر الحد لله تعالى والذهبي ينكرها في آخر حياته بل ويعتبر إثارتها قبل ذلك بدعة، وإليك ذلك موضحا: قال ابن تيمية في (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول) (2 - 29) المطبوع على هامش (منهاج سنته) ما نصه: (فهذا كله وما أشبهه شواهد ودلائل على الحد ومن لم يعترف به فقد كفر بتنزيل الله وجحد آيات الله).


الصفحة 167
فهذا نص صريح من ابن تيمية فيه تكفير كل من لم يعترف أو يؤمن بالحد، ومقابل هذا نجد الحافظ الناقد الذهبي يقول في (سير أعلام النبلاء) (16 - 97) ما نصه: (وتعالى الله أن يحد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه، أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بلا مثل ولا كيف (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير). انتهى. فتأملوا!!

وتحايد الألباني المسألة لأنه لم يفهمها جيدا فمر بها في تخريجه (لشرح الطحاوية) فلم يعلق بشئ!! والمنقول لنا عنه من طرق عن بعض مريديه!!

أنه ينكر الحد كالحافظ الذهبي فالله تعالى أعلم!!.


الصفحة 168

(الألباني يخالف ابن تيمية في التوسل إلى الله بالنبي والأولياء)

13 - فصل: في عرض الخلاف الواقع بين هذه الطائفة في التوسل، ابن تيمية اختلف قوله فيه، والشوكاني يجيزه والألباني يحرمه.

أما مسألة التوسل فقد اختلف آراء دعاة السلفية فيه بشكل ملحوظ مع أن الموجودين في الساحة منهم اليوم يقولون بأن هذه المسألة من مسائل العقائد!! وليست كذلك قطعا.

أما ابن تيمية فقد أنكر في كتابه (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) التوسل - ومرادنا التوسل بالذوات - ثم رجع عن ذلك كما نقل تلميذه ابن كثير في (البداية والنهاية) (14 - 45) حيث قال: (قال البرزالي (16):

وفي شوال منها شكا الصوفية بالقاهرة على

- - - - - - - - - -

هامش: (16) هو الحافظ أبو محمد القاسم بن البهاء محمد الدمشقي البرزالي ترجم في (طبقات الحفاظ) للسيوطي ص 256.

الشيخ تقي الدين وكلموه في ابن عربي وغيره إلى الدولة، فردوا الأمر في ذلك إلى القاضي الشافعي، فعقد له مجلس وادعى عليه ابن عطاء بأشياء فلم يثبت عليه منها شئ، لكنه قال: لا يستغاث إلا بالله، لا يستغاث بالنبي استغاثة بمعنى العبارة - ولعلها العبادة -، ولكن يتوسل به ويتشفع به إلى الله، فبعض الحاضرين قال ليس عليه في هذا شئ، ورأى القاضي بدر الدين بن جماعة أن هذا فيه قلة أدب) انتهى فتأمل!!!

وأما الشوكاني فقد أجاز التوسل في كتابه (تحفة الذاكرين) كما يعلم ذلك القاصي والداني ففي صحيفة 37 من كتاب الشوكاني (تحفة الذاكرين)

الصفحة 169
(طبع دار الكتب العلمية) عقد بابا سماه: (وجه التوسل بالأنبياء وبالصالحين) ثم قال: [ (قوله ويتوسل إلى الله سبحانه بأنبيائه والصالحين) ].

أقول: ومن التوسل بالأنبياء ما أخرجه الترمذي. انتهى.

وأصرح من هذا ما ذكره الشوكاني ص 138 في (باب صلاة الضر والحاجة) حيث قال ما نصه: (وفي الحديث دليل على جواز التوسل برسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الله عز وجل مع اعتقاد أن الفاعل هو الله سبحانه وتعالى).

انتهى.

وقد نص الشوكاني أيضا على جواز التوسل ورد على ابن تيمية في كتابه ( الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد) فليرجع إليه من شاء.

وأما الألباني فمنع ذلك واعتبره من الضلال في كتابه (التوسل أنواعه وأحكامه) كما هو مشهور ومعلوم مع أنه قال في مقدمة (شرح الطحاوية ص 60 الطبعة 8) أن مسألة التوسل ليست من مسائل العقيدة وهذا خلاف ما يقوله كثير من أدعياء السلفية. فتأملوا يا ذوي الأبصار!!.


الصفحة 170

(ويخالفه في مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله)

14 - فصل: ابن تيمية يمنع زيارة قبر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والذهبي يخالف ذلك في (السير) ويرد عليه.

ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري شرح صحيح البخاري) (3 - 66) عند الكلام على حديث (لا تشد الرحال): إن تيمية يقول بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)!!

وذكر ابن حجر أنه أنكر ذلك على ابن تيمية وأن ذلك من أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية، وإليك نصه بحروفه من الموضع المشار إليه آنفا: ( والحاصل أنهم ألزموا ابن تيمية بتحريم شد الرحل إلى زيارة قبر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وأنكرنا صورة ذلك، وفي شرح ذلك من الطرفين طول، وهي من أبشع المسائل المنقولة عن ابن تيمية!!.

ومن جملة ما استدل به على دفع ما ادعاه غيره من الاجماع على مشروعية زيارة قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) ما نقل عن مالك أنه كره أن يقول زرت قبر النبي (صلى الله عليه وسلم)!! وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه بأنه كره اللفظ أدبا لا أصل الزيارة، فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادي إلى الصواب) انتهى.

وقال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 4 484) رادا على ابن تيمية ما نصه: (فمن وقف عند الحجرة المقدسة ذليلا مسلما، مصليا على نبيه، فيا طوبى له فقد أحسن الزيارة وأجمل في التذليل والحب، وقد أتى بعبادة

الصفحة 171
زائدة على من صلى عليه في أرضه أو في صلاته، إذ الزائر له أجر الزيارة وأجر الصلاة عليه، والمصلي عليه في سائر البلاد له أجر الصلاة فقط.

فمن صلى عليه واحدة صلى الله عليه عشرا، ولكن من زاره - صلوات الله عليه - وأساء أدب الزيارة، أو سجد للقبر أو فعل ما لا يشرع، فهذا فعل حسنا وسيئا فيعلم برفق والله غفور رحيم، فوالله ما يحصل الانزعاج لمسلم، والصياح وتقبيل الجدران، وكثرة البكاء، إلا وهو محب لله ولرسوله، فحبه المعيار والفارق بين أهل الجنة وأهل النار.

فزيارة قبره من أفضل القرب، وشد الرحال إلى قبور الأنبياء والأولياء، لئن سلمنا أنه غير مأذون فيه لعموم قوله صلوات الله عليه: (لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) فشد الرحال إلى نبينا (صلى الله عليه وسلم) مستلزم لشد الرحل إلى مسجده، وذلك مشروع بلا نزاع، إذ لا وصول إلى حجرته إلا بعد الدخول إلى مسجده، فليبدأ بتحية المسجد، ثم بتحية صاحب المسجد، رزقنا الله وإياكم ذلك آمين). انتهى.

قال الشيخ شعيب الأرناؤوط معلقا على كلمة الذهبي هذه في (سير أعلام النبلاء) (4 - 485) ما نصه: (قصد المؤلف رحمه الله بهذا الاستطراد الرد على شيخه ابن تيمية الذي يقول بعدم جواز شد الرحل لزيارة قبر النبي ( صلى الله عليه وسلم) ويرى أن على الحاج أن ينوي زيارة المسجد النبوي كما هو مبين في محله) انتهى. فتأملوا!!


الصفحة 172

(ويخالفه في تجويز استعمال السبحة!)

15 - فصل: عرض الخلاف الواقع بين ابن تيمية في استعمال السبحة ونصه على أنها حسنة وبين الألباني التي يراها بدعة ضلالة.

هذه المسألة من الفرعيات وليست من الأصول، أحببت أن أوردها في هذه الرسالة الصغيرة المتواضعة، لكي ألفت أنظار طلاب العلم إلى أنه كما اختلف رأي ابن تيمية والألباني وغيرهما من دعاة السلفية في أصول الاعتقاد كذلك اختلفوا في فروع المسائل الفقهية فلا ندري بعد ذلك لماذا يحارب الألباني!! ويعادي!! ويشتم!! ويضلل!! كل من يخالفه في أي مسألة سواء كانت صغيرة أو كبيرة ويتناسى الخلاف العقائدي القائم بينه وبين ابن تيمية في الرأي!! وما الذي أسكته عن تضليل ابن تيمية كما يضلل باقي خصومه ولا يتلطف معهم تلطفه مع ابن تيمية وأمثاله أهو الدرهم والدينار العائد من العمليات التجارية في البلدان التي تعشق ابن تيمية وتعتبره إمام الأئمة أم ماذا؟!! نأمل أن يجيب الألباني المسلمين عن هذا الإشكال الذي يقول لسان حاله فيه (دارهم ما دام كتابك يشترى في دارهم)!! وهل فقد الألباني الشجاعة العلمية والأدبية لأن يصرح في حق ابن تيمية ما يصرح في حق خصومه الآخرين؟!!.

مسألة السبحة:

قال ابن تيمية في (فتاواه) (22 - 506) ما نصه: (وعد التسبيح بالأصابع سنة، قال النبي للنساء: (سبحن، واعقدن بالأصابع فإنهن مسؤولات مستنطقات) وأما عده بالنوى والحصى ونحو ذلك فحسن، وكان من الصحابة رضي الله عنهم من يفعل ذلك، وقد رأى النبي أم المؤمنين تسبح

الصفحة 173
بالحصى، وأقرها على ذلك، وروى أن أبا هريرة كان يسبح به. وأما التسبيح بما يجعل في نظام من الخرز ونحوه، فقال فيه هو حسن غير مكروه).

انتهى كلام ابن تيمية.

وقال الشوكاني في كتابه (نيل الأوطار) (2 - 53) ما نصه:

(والحديثان الآخران - أي حديث السيدة صفية وسيدنا سعد - يدلان على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى، وكذا بالسبحة، لعدم الفارق، لتقريره (صلى الله عليه وسلم) للمرأتين على ذلك وعدم إنكاره، والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز). انتهى.

إنكار الألباني للسبحة أشد الانكار:

لقد اعتبر الألباني السبحة بدعة منكرة ووصف من ألف في بيان سنيتها بأنه من أهل الأهواء! كما تجد ذلك أثناء كلامه وتخريجه! لحديث (نعم المذكر السبحة) المجلد الأول من (ضعيفته) (1 - 110 - 117) من الطبعة القديمة و (1 - 4 - 193) من الطبعة الجديدة!! فتأملوا كيف لا يعد ابن تيمية والشوكاني من أهل الأهواء ويعد العلماء المعاصرين الذين يقولون بسنيتها اليوم من أهل البدع والأهواء!!! فلماذا المحاباة؟!! عافى الله الألباني من هذه المحاباة (17)!!

- - - - - - - - -

هامش: ومن رجع إلى مقدمته الجديدة للجزء الأول من (ضعيفته) ص 35 ورأى كيف عاب على الشيخ إسماعيل الأنصاري محاباته كما يدعي!!

لابن عمه حماد الأنصاري وتأمل في باقي أعمال هذا اللوذعي!! عرف من هو المحابي حقا! ولله في خلقه شؤون.


الصفحة 174

(تناقض الألباني في الحكم بضلال سيد قطب!)

16 - فصل: فائدة مهمة: تضليل الألباني لسيد قطب، بعدما أثنى عليه!

كان الألباني قد أثنى على سيد قطب في مقدمة (مختصر العلو، ص 60 الطبعة الأولى - المكتب الإسلامي) فقال عنه هناك ما نصه: [ (ولقد تنبه لهذا أخيرا بعض الدعاة الإسلاميين، فهذا هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله تعالى فإنه بعد أن قرر تحت عنوان (جيل قرآني جديد) ] انتهى وهذا الكلام كتبه الألباني في دمشق - 8 جماد سنة 1392 ه ويوافق ذلك سنة 1972 م تقريبا كما تجد ذلك في صحيفة رقم (78) من مقدمة (مختصر العلو)!!

ثم عاد ذاما له بل مضللا! ونسخ كلامه السابق الآنف الذكر (18) حيث رمى (سيد قطب) بالحلول والاتحاد و ب (وحدة الوجود) وذلك أنه نشرت مقابلة مع الألباني في (مجلة المجتمع) العدد (520) المؤرخ في 11 جمادى الأولى سنة 1401 ه يقول فيها:

إن قول سيد قطب في تفسيره سورة الإخلاص وأول سورة الحديد (هو عين قول القائلين بوحدة الوجود. حيث قال ما نصه كما في ص 23 (مجلة المجتمع):

(ظاهر كلامه تماما أنه لا وجود الحق، وهذا هو عين القائلين بوحدة الوجود، كل ما تراه بعينك فهو الله، وهذه المخلوقات التي يسميها أهل الظاهر مخلوقات ليست شيئا غير الله، وعلى هذا تأتي بعض الروايات التي تفصل هذه الضلالات الكبرى بما يرى بعض الصوفيين). انتهى. فتأملوا.


الصفحة 175
وهذا الكلام حصل من الألباني بعد الثناء على (سيد قطب) بعشر سنوات تقريبا، فيكون تضليله لسيد قطب وطعنه فيه ناسخا لثنائه هامش:

(18) كما نسخ كلامه في الثناء عن الشاويش بذمه في كتبه الجديدة المبينة تواريخها! فتأملوا!

عليه حسب التاريخ وحسبما تقتضيه قواعد علم أصول الفقه في (باب الناسخ والمنسوخ)!!.

وقد رد على الألباني الشيخ عبد الله عزام في مجلة المجتمع في ثلاثة أعداد وهي (526 و 527 و 528) وافتتح مقاله الأول في العدد (526) بقوله:

(هزني من أعماقي: ولقد هزني في أعماقي أن تنشر المجتمع على صفحاتها هذا الكلام لقرائها في العالم. والمجتمع بالهيئة المشرفة عليها تدرك أن قراءها هم تلاميذ الأستاذ سيد قطب.

ولقد حز في النفوس أن ينسب هذا الكلام (القول بوحدة الوجود) إلى الأستاذ سيد قطب الذي جلى حقيقة التوحيد من كل غبش...) انتهى.

وقال عبد الله عزام في العدد التالي (للمجتمع) رقم (527) صحيفة 23 - 24: (هذه العبارات تشبه عبارة سيد قطب التي حملوها فوق ما تحمل، وفسروها تفسيرا يفضي إلى الكفر، كما يقول الألباني (نحن لا نحابي في دين الله أحدا نقول هذا الكلام كفر). انتهى. فتأملوا (19)!!

- - - - - - - -

هامش: (19) فمن تأمل هذا جيدا وقرأ تلك الأعداد المشار إليها من مجلة المجتمع عرف يقينا أن ما أملاه الألباني على بعض غلمانه في الرد علينا في كتاب أسماه (بالإيقاف) لا قيمة له وفيه تدليس وتغرير لا يخفى!! والله المستعان! وعلى نفسها جنت براقش!!


الصفحة 176

(الألباني يجوز الزنا على نساء النبي صلى الله عليه وآله!)

17 - فصل: الألباني يقول بأن أمهات المؤمنين وزوجات الأنبياء غير محفوظات من الزنا والفاحشة وتلميذه القديم الشيخ محمد نسيب الرفاعي ينكر ذلك ويرد عليه في كتاب مستقل.

زعم الألباني أن أمهات المؤمنين وزوجات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يجوز عليهن الزنا والعياذ بالله تعالى (20)!!

وقد استغربنا صدور ذلك منه جدا وتعجبنا من إثارته هذه المسألة حيث أن زوجات النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم توفاهن الله تعالى قبل نحو (1400) سنة تقريبا، فما فائدة إثارة هذا الموضوع الآن مع أنهن مبرآت بنص القرآن الكريم ومنه قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ومن أهل بيته زوجاته بلا شك ولا ريب.

هامش: (20) وقد وقفت على كلام له في ذلك في أحد كتبه إلا أنني نسيت الموضع الآن وإذا لقيته أثبته بإذنه تعالى.

ولقد أثار الألباني هذه المسألة سنة (1387 ه - 1967 م) تصدى له الشيخ محمد نسيب الرفاعي جزاه الله تعالى خير الجزاء وناقشه بدفاعه عن زوجات الأنبياء وأمهات المؤمنين فرد عليه فيها.

ثم فارقه وصنف كتابا في الرد عليه في هذه المسألة سماه (نوال المنى في إثبات عصمة أمهات وأزواج الأنبياء من الزنا) (21). يقول في آخره بعد أن أورد الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم في الرد على الألباني ما نصه: (وإنني لأذكر أن الأخ الكبير الشيخ ناصر الألباني فارق بعض إخوانه

الصفحة 177
لأسباب شخصية بحتة، فلماذا يرى نفسه محقا في مفارقة إخوانه لأسباب شخصية، ولا يراني محقا في مفارقته هو ومن معه لأسباب يعلم الله أنها مفارقة في الله وغضبا له وغضبا لرسول الله، وإن الشيخ الألباني ليعلم ذلك تماما ولا ينكره.

فأين من يقر بالحق ولو على نفسه؟؟!!) انتهى.

- - - - - - - - -

هامش: (21) ويقع الكتاب في (198) صفحة وهو مكتوب بخط الشيخ محمد نسيب ولدي نسخة منه.

وهذه صورة بعض صفحات الكتاب فليتأملها طالب الحق وهي من 184 - 188 بخط مؤلفه الألباني يقول في تخريج حديث إن كلام ابن تيمية فيه: لا ينبغي أن يلتفت إليه. قال الألباني في (إرواء غليله) (3 - 13) أثناء تخريج حديث رقم (564) ما نصه: (وأما إنكار شيخ الإسلام ابن تيمية اللفظ الثاني في أول (كتاب الإيمان). فمما لا يلتفت إليه بعد وروده من عدة طرق بعضها صحيح كما سلف). انتهى. فتأملوا!


الصفحة 178

الخاتمة

فعلى العاقل أن يكون منصفا وأن لا يتعصب ممقوتا في الباطل يجره إلى الاغضاء عن مخالفه من أهل نحلته من أصحابه ومحبيه الذين يخالفونه في بعض المسائل الاعتقادية فلا يصفهم بالضلال في حين أنه يضلل مخالفه من غير أصحابه ومحبيه ولو في مسألة فرعية جدا ويشنع عليه!! وهذه الرسالة لا تدع مجالا للشك في أن الألباني يخالف الشيخ ابن تيمية في مسائل أصلية في العقائد والتوحيد فما هو جواب المتعصبين لذلك؟!!


الصفحة 179

الفصل السابع
تحدي أتباع ابن تيمية لعلماء الشيعة في التوحيد!!


عناوين المواضيع:


  • يزعم أتباع ابن تيمية أنهم وحدهم الموحدون!

  • التحدي الخشن!!

  • الآيات والأحاديث والعقل تنفي إمكان رؤية الله تعالى بالعين

  • نماذج من كلمات علماء مذهب أهل البيت عليهم السلام

  • حديث العماء.. بل حديث العمى!!

  • هرهرة وتخليط لقيط العقيلي الذي أخذوا منه دينهم!!

  • حديث العماء الحبيب إلى قلب ابن تيمية!!

  • السؤال عن الله تعالى بأين وكيف ومتى.. سؤال خطأ!

  • أتباع ابن تيمية تكالبت حججهم.. وتكالبها لا حقيقة ولا مجاز!!

  • لا يحويه مكان.. ولا يخلو منه مكان...

  • أصحاب الأذهان يتهمون المسلمين بأنهم ينفون صفات الله تعالى

  • تفسير: إلا وحيا أو من وراء حجاب

  • معبودهم.. جسم ينزل ويصعد!! وبقية صفاته..

  • المجسمون.. فقدوا أعصابهم!

  • سؤالهم: أين الله؟!


    الصفحة 180

    الصفحة 181

    يزعم أتباع ابن تيمية أنهم وحدهم الموحدون!

    يزعم أتباع ابن تيمية أنهم وحدهم الموحدون.. وأنهم وحدهم أصحاب العقيدة الصحيحة.. وأهل السنة والجماعة!!

    وأن بقية المسلمين الذين يخالفون رأيهم، هم أهل البدع والضلالة، وأكثرهم كفار مشركون!!

    لكنك عندما تنظر إلى عقيدة ابن تيمية وأتباعه، يأخذك العجب، لأنها تقوم على أسس بعيدة كل البعد عن التوحيد القرآني الصافي الذي عليه المسلمون!

    فالتيميون يشبهون الله تعالى بخلقه! ويجسمون ذاته المقدسة! ويعتمدون على روايات الحاخامات ونصوص التوراة! ويقولون إن صفات التجسيم لله الموجودة في التوراة كلها صحيحة، ما عدا قول القليل منهم: عزير ابن الله!!

    ويقولون: إن معبودهم على صورة البشر، وهو موجود في مكان خاص من الكون، وينزل إلى الأرض كل ليلة، ويفرح ويضحك ويغضب!!..

    الخ.

    وبذلك يجعلون الله تعالى جسما من نوع الطبيعة المخلوقة، خاضعا لقوانين الزمان والمكان اللذين خلقهما!!


    الصفحة 182
    وإذا قلت لهم: إن الله تعالى منزه عن أن يحويه مكان أو زمان، لأنهما مخلوقان له وهو قبلهما.. وإنه تعالى في نفس الوقت في كل مكان وزمان مهيمن عليهما وعلى كل الموجودات.. تراهم يرفضون ذلك، ويتهمون قائله بأنه: معطل ينفي صفات الله تعالى ووجوده!!


    الصفحة 183

    التحدي الخشن!!

  • كتب المدعو (مشارك)، وهو عالم وهابي يسكن في جدة، في شبكة أنا العربي، بتاريخ 20 - 6 - 1999، قائلا:

    طلبت مناقشتكم في عقائدكم في التوحيد والشرك، والأسماء والصفات، ولكنكم جبناء، فلم يتقدم أحد حتى الآن!

    (ثم زاد (مشارك) تحديه الخشن فكتب بتاريخ 22 - 6 - 1999، موضوعا بعنوان (بالله عليك يا عاملي هل لك عقيدة تؤمن بها!! إذن لماذا لا تذكرها!!!!) وكرر مشارك، هذا السطر عشر مرات!

    (ثم كتب بعد ساعتين:

    لقد أسمعت إذ ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي
    ولو نارا نفخت بها أضاءت * ولكن ضاع نفخك في الرماد!

    (ثم كتب (حقيقة التشيع):

    الأخ مشارك، جزاك الله كل خير على نصرة دين الله، وأسأل المولى سبحانه لي ولك الاخلاص.

    أما من جهة العاملي ومن تبعه، فالمشكلة أن القوم لديهم عقائد كثيرة، وتختلف باختلاف الزمان والمكان، ولا يدري أي عقيدة منها يكتب.

    أما العقيدة الصحيحة عقيدة أهل السنة والجماعة، فهي تمتاز بخصائص من أهمها ما يلي:

    1 - أنها توقيفية: فلا اعتقاد ولا يتكلم إنسان في مجال الاعتقاد إلا بالدليل من الكتاب والسنة.


    الصفحة 184
    2 - أنها ثابته: فمصادر التشريع عندها لا تتغير، وعقيدتها ثابته على خلاف غيرهم، فإنهم في كل زمان ومكان لهم عقيدة، أو تتغير بتغير الزمان والمكان، وتأمل اختلاف عقائد الشيعة الاثنا (كذا) عشرية والإسماعيلية والزيدية؟؟؟!!

    3 - أنها عقيدة ربانية: مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فليس فيها خرافة ولا تناقض، لقوله (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا)، أرجو أن تطلب من التلميذ أن يكتب لنا عقيدته، فهو كبيرهم الذي علمهم...

    (ثم كتب (إسلام) ظهرا:

    لا، كأني بالعاملي غارق بين الكتب والمجلدات يبحث له عن عقيدة..!!

    ويتساءل (أيوه صحيح أنا اش عقيدتي)!!

    وربما أتى - إن أتى - ليختصر عقيدته في كلمه أو كلمتين! والباقي معروف! فهم يفصلون في مكان الإجمال، ويجملون في مكان التفصيل!!.

    (ثم كتب (إسلام) عصر ذلك اليوم:

    العاملي (عج)؟؟؟. انتهى.

    وهذه الكلمة من هذا الناصبي سخرية! يقصد بها أن العاملي غائب لا يرجى، مثل الإمام المهدي الذي لا يعتقدون به، صلوات الله عليه، وعجل الله فرج العالم به، وحرم من بركته النواصب!

    فأجاب العاملي مشاركا بما سيأتي، وبدأ معه النقاش، ومع ذلك واصل مشارك طلبه وتحدياته للشيعة!