- أما الواحدي في أسباب النزول ص 297، فلم ينسبه إلى أحد، لكن أرسله إرسال القبل، قال: قوله تعالى: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى) وهو ابن أم مكتوم، وذلك أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام وعباس بن عبد المطلب وأبيا وأمية ابني خلف، ويدعوهم إلى الله تعالى ويرجو إسلامهم، فقام ابن أم مكتوم وقال: يا رسول الله، علمني مما علمك الله، وجعل يناديه ويكرر النداء ولا يدري أنه مشتغل مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد، فعبس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرض عنه وأقبل على القوم الذين يكلمهم، فأنزل الله تعالى هذه الآيات، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه، وإذا رآه يقول: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي. انتهى.
ونحوه السمعاني في الأنساب ج 1 ص 191
ولم أجد في الصحاح الستة إلا رواية وردت فيها عبارة مشابهة، هي قول للراوي عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وليست حديثا مرفوعا ولا مقطوعا!!
- ففي سنن النسائي ج 6 ص 210: عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، قال حدثنا أبي عن شعيب، قال: قال الزهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن عبد الله بن عمرو بن عثمان، طلق ابنة سعيد ابن زيد، وأمها حمنة بنت قيس البتة، فأمرتها خالتها فاطمة بنت قيس بالانتقال من بيت عبد الله بن عمرو، وسمع بذلك مروان، فأرسل إليها فأمرها أن ترجع إلى مسكنها حتى تنقضي عدتها، فأرسلت إليه تخبره أن خالتها فاطمة
وهذه الرواية لو صحت فلا حجة فيها، لأنها ليست من قول النبي صلى الله عليه وآله، ولا هي مسندة عنه! بل من تعليق الراوي أو الراوية صاحبة القصة!
ولهذا السبب رواها العظيم آبادي في عون المعبود بلفظ (قيل) ولم يستعمل حتى كلمة (روي) بسبب أنها قول، وليست حديثا!
قال في ج 8 ص 107: قيل إنه صلى الله عليه وسلم إنما ولاه الإمامة بالمدينة إكراما له وأخذا بالأدب فيما عاتبه الله عليه في أمره في قوله: عبس وتولى أن جاءه الأعمى، وقد روى أن الآية نزلت فيه. انتهى.
والسؤال: كيف تجرأ المفسرون السنيون على نسبة هذه الصفات السيئة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله!!
ثم.. إن فعلوا هم ذلك!! فهل يصح لنا نحن شيعة أهل البيت الطاهرين الذين ننزه رسولنا وآله صلوات الله عليهم عن النقائص التي نسبوها إليهم..
أن نقلد من ينتقص من مقامهم، ويفتري عليهم؟!!
الأدلة من داخل السورة على أن الشخص العابس ليس النبي:
من يتأمل سورة عبس يقتنع بأنها تتحدث عن نموذج من الشخصيات السيئة المنافقة في مجتمع مكة!!
ولئن كان نزولها في مكة، فإن الآية 31 من سورة المدثر نزلت قبلها، وتحدثت عن الذين في قلوبهم مرض من المسلمين، وهم المنافقون!!
ومسألة وجود المنافقين في المرحلة المكية موضوع يحتاج إلى بحث مستقل..
لكن غرضنا هنا أن نبين أن المخاطب الموصوف في السورة، ليس نبينا صلى الله عليه وآله، وذلك:
أولا، أن ظاهر صفاتها أنها عادة وسلوك دائم للشخص العابس..
وليست حالة نادرة، كما يريد من ينسبها إلى النبي صلى الله عليه وآله.
ثانيا، أن صفة تولى، عندما تستعمل في القرآن مطلقة، تعني التولي عن الدين والإعراض عنه.. وهذا لا ينطبق على النبي صلى الله عليه وآله.
ثالثا، ظاهر صفة التصدي للأغنياء أنها عادة ودأب لذلك العابس..
والمعهود من صفة النبي صلى الله عليه وآله ضدها، حتى طلب منه الأغنياء إبعاد الفقراء من مجلسه!!
خامسا، (كلا إنها تذكرة...) رد لذلك النموذج العابس في وجوه الفقراء المؤمنين، وبيان أن الحجة عليه تامة إن أراد أن يتذكر أو يتولى..
وهذا لا ينطبق على النبي صلى الله عليه وآله!
سادسا، أن السورة قطعة واحدة في محورها ودوائره التي تدور حوله..
فهي تستمر في بيان أهمية التذكرة الإلهية التي يحملها سفرة كرام بررة من الملائكة والرسل، وموقف الإنسان المكذب بها..
ويلاحظ أن صفاتها استمرار لصفات الإنسان العابس، الذي يعيش بمقاييس مادية، ولا يهتم بالدين ولا بتزكية النفس البشرية وتكاملها..
وموقع نبينا صلى الله عليه وآله من هذه اللوحة أنه سيد سفراء الله إلى عباده..
فكيف يكون هو العابس المتولي المحترم للأغنياء المتلهي عن الفقراء، إلى آخر الصفات الشديدة لذلك الإنسان المادي الكافر بأنعم ربه؟!!
السلام عليكم أخي العاملي
أشكرك على هذا الموضوع المحترم، ووفقك الله للذود عن حياض الإسلام ونصرة محمد وآله الطاهرين (ع).
أفيدونا أفادكم الله. ورحم الله والديك.
أود أن أضيف هاتين الملاحظتين استكمالا للبحث القيم الذي تفضل به الأخ العزيز العاملي:
1 - ذهب ابن العربي من أهل السنة إلى أن السورة قد نزلت في المدينة وليس في مكة. (راجع نهاية المسألة الثانية من تفسير السورة في تفسير القرطبي)، وقد ذكر الطبري في تفسيره أن ابن أم مكتوم رجل من الأنصار.
(تفسير الطبري ج 12 ص 444 الحديث رقم 36325 - طبعة دار الكتب العلمية - 1992).
2 - إن أكثر ما جاء في سبب النزول هو عن طريق أهل السنة، ولم يأت من طريق الإمامية حسب تتبعي في كتب التفسير الروائية، كنور الثقلين والبرهان سوى ثلاثة روايات، الأولى: في تفسير القمي وهي صريحة في أن العابس هو عثمان، وروايتان ذكرهما الطبرسي في مجمع البيان، ولم أعثر عليهما في غير هذا الكتاب، وهما مرويتان عن الإمام الصادق (ع)، وواحدة منهما تنص أن العابس رجل من بني أمية، والأخرى تقول أن النبي (ص) كان إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم يقول له: مرحبا مرحبا، لا والله لا يعاتبني الله فيك أبدا، وهذه الرواية كما أسلفنا لا تدل على أن العابس هو
إذا كنت تعتقد أنه لا يوجد أثر صحيح في كتب السنة، ولا كتب الشيعة في تحديد العابس، فلماذا تحمل السنة تبعة هذا القول..
لماذا لا يكون العكس هو الصحيح.. أن السنة يقلدون الشيعة في هذا الأمر..
ثم ما معنى قولك: (فهل يصح لنا نحن شيعة أهل البيت الطاهرين الذين ننزه رسولنا وآله صلوات الله عليهم عما النقائص التي نسبوها إليهم..
أن نقلد من ينتقص من مقامهم، ويفتري عليهم؟!!) هل يفهم من كلامك أن كل يفسر أن العابس هو المصطفى صلى الله عليه وسلم ينتقص من مقامه؟؟
هل الشيخ فضل الله والشيخ مغنية وغيرهم من مفسري الشيعة ينتقصون من مقام النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟؟؟؟.
مع الاعتذار للأخ العزيز العاملي..
ومتى كان أهل السنة يرجعون إلى الشيعة ويقلدونهم؟؟؟؟
ونعم، من ينفي كون العابس هو الرسول فإنما ينفيه لكونه انتقاصا للنبي (ص).
ألم تقرأ حتى الآن أقوال النافين كالسيد المرتضى وغيره؟.
ومتى كان الشيعة المبغضون للصحابة رضوان الله عليهم يقبلون روايات أهل السنة وينقلون عنهم؟.
وهل من يثبت العبوس للمصطفى (ص) منتقص له أمثال فضل الله وجواد مغنية وغيرهم؟.
ثم ما حكم منتقص الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟؟.
إن الشيعة محبة ومبجلة للصحابة ولكن ليس كل الصحابة، فهل من آذى رسول الله صلى الله عليه وآله كمن كان وفيا له؟.
إن صحابتكم طعنوا برسول الله صلى الله عليه وآله وهو على فراش الموت، فهل تطلب منا إجلال من فعل ذلك؟.
الذين طردهم من عنده صلى الله عليه وآله كالذين بقوا معه؟.
الذين تركوا جنازته وذهبوا ينهبون حق أهل بيته، كالذين بقوا مع جنازته؟
لقد أعماكم حب الحزب القرشي المتمثل بأبي بكر وعمر حتى عن حب الرسول صلى الله عليه وآله! وأخذتم تلتمسون الأعذار لهم ضد النبي، ورحم الله أبا فراس الحمداني حين يقول:
قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى
الفرق واضح فافهم!
وبالتالي فلا وجه لاحتمال اقتباس السنة من الشيعة.
وإثبات العبوس والإعراض والتصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء للنبي (ص) انتقاص له في نظر كبار علماء الطائفة كالسيد المرتضى وابن شهرآشوب المازندراني والشيخ الطوسي.
ولكن ليس كل انتقاص يستوجب تفسيق أو جرح من ينسبه للنبي (ص)، فإنه يكون كذلك إذا كان عالما بأن في قوله أو فعله هذا منتقص له مسئ إليه، أما مع جهله لشبهة طرأت في ذهنه فلا.
الفصل التاسع
هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟
هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟
كتب (عمار بن ياسر) في شبكة هجر الثقافية، بتاريخ 18 - 4 - 2000، الواحدة صباحا، موضوعا بعنوان (أريد الروايات التي تقول أن النبي (ص) مات مسموما وخصوصا من مصادر السنة؟)، قال فيه:
أحتاج إلى الأحاديث التي تقول أن النبي صلى الله عليه وآله قد مات على أثر السم الذي سقته إياه المرأة اليهودية..
فهل من ملب لهذا الطلب وأجره على الله. مع خالص تحياتنا وشكرنا مقدما.
فكتب (العاملي) بتاريخ 18 - 4 - 2000، التاسعة صباحا:
- في البخاري: 3 / 141: عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها فجئ بها، فقيل ألا نقتلها؟. قال: لا. قال فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونحوه في مسلم: 7 / 14، وفيه: عن أنس بن مالك يحدث أن يهودية جعلت سما في لحم ثم أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنحو حديث خالد.
قال: (لا) فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة أن امرأة من اليهود أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة، قال: فما عرض لها النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: هذه أخت مرحب اليهودية التي سمت النبي صلى الله عليه وسلم.
4510 - حدثنا سليمان بن داود المهري، ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: كان جابر بن عبد الله يحدث أن يهودية من أهل خيبر سمت شاة مصلية، ثم أهدتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع، فأكل منها، وأكل رهط من أصحابه معه، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (إرفعوا أيديكم) وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليهودية فدعاها، فقال لها:
أسممت هذه الشاة؟
قالت اليهودية: من أخبرك؟
قال: أخبرتني هذه في يدي، للذراع.
قالت: نعم، قال: فما أردت إلى ذلك؟.
قالت: قلت: إن كان نبيا فلن يضره، وإن لم يكن استرحنا منه، فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها، وتوفي بعض أصحابه الذين
4511 - حدثنا وهب بن بقية، ثنا خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية..
نحو حديث جابر، قال: فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: ما حملك على الذي صنعت؟. فذكر نحو حديث جابر، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت، ولم يذكر أمر الحجامة.
4512 - حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، وثنا وهب بن بقية في موضع آخر، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ولم يذكر أبا هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، زاد: فأهدت له يهودية بخيبر شاة.
(تم مسحه من قبل الملاحظ العام لمخالفته الصريحة لقوانين شبكة هجر!!) (هذه المشاركة حررت بواسطة ملاحظ هجر في 21 - 4 - 2000.) والذي مسحه الملاحظ مراعاة لاعتراض البدوي هو: احتمال أن تكون وفاة النبي صلى الله عليه وآله، بسبب دواء مسموم لدوه به!!
فقد كانت امرأة من اليهود تدخل على عائشة، ولعلها هي التي هيأت الدواء الذي أعطته إياه عائشة، في قضية اللد المعروفة، وسيأتي العبارة الممسوحة في كلام عمار بن ياسر، وأحاديث لد عائشة للنبي صلى الله مع نهيه وتشديده عليهم أن لا يلدوه إذا أغمي عليه!!
أخي عمار، يقول رب العزة وهو أصدق القائلين (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) يقول له رب العزة: والله يعصمك من الناس، ونحن نشك في قدرة رب العزة على عصمته؟!
الأخ الكريم الرباني السلام عليكم، إن الله سبحانه وتعالى قد عصم النبي من الناس في مسائل التبليغ، وعلى رأينا في مسألة تبليغ الإمامة وأخذ البيعة عليها والعهود على عدم نكثها، وقد صدق الله وعده لرسوله.
أما أن يموت النبي صلى الله عليه وآله قتلا في المعركة أو عن طريق السم، فهو أمر لا علاقة للآية به وخارج عن موضوعها تماما.
فقولك: (يقول له رب العزة والله يعصمك من الناس ونحن نشك في قدرة رب العزة على عصمته)، محل له في موضوعنا البتة.
أخي الكريم والأستاذ الكبير العاملي...... الروايات التي ذكرتها مشكورا تشير إلى أن النبي صلى الله عليه وآله قد شرب السم، لكنها لا تصرح بأنه قد مات على أثر هذا السم.
وأذكر أنني قرأت رواية أو أكثر من كتب إخواننا السنة تقول: بأن النبي صلى الله عليه وآله قد قال لإحدى زوجاته بما معناه (أن أثر سم فلانة أخذ يسري في بدني) أو هكذا عبارة.
فأرجو ممن وجدها أن ينقلها لنا ونحن له من الشاكرين.
فهو أمر يوجب الشك في أن اليهود أعطوا السم لعائشة، وكانت خادمتها يهودية!!). فلم أفهم ماذا تقصد بها، وهل هي إشارة إلى رواية ما، أم لا؟؟
فالعبارة غامضة أرجو التوضيح، ولكم الشكر.
أخي الكريم، كيف حكمت أن لا علاقة للآية بما تقول، وكيف يترك رب العزة رسوله تحت رحمه البشر، ولا تقبل بذلك أصغر دولة في العالم لسفير لها. أرجو أن لا يكون ذلك لغاية في نفس يعقوب.
الأخ الرباني، كان النبي صلى الله عليه وآله يطلب من القبائل حمايته من قريش حتى يبلغ رسالة ربه.. وقد اتخذ الحرس إلى آخر عمره الشريف..
وهذا يدل على أنه معرض للقتل..
فلو كانت العصمة كما تقول لما لزمه ذلك، بل كان منه نقص إيمان بعصمة الله له من القتل!! ولما صح أن يقول الله تعالى: (فإن مات أو قتل)..
وأنت لو عرفت أنت أنك معصوم من القتل لرفعت عنك الحراسة!!
فلا بد أن يكون المقصود بعصمته من الناس عصمته من ارتدادهم في حياته.
الأخ عمار، نعم أذكر عبارة من هذا النوع، ولعلي أجدها إن شاء الله.
أخي الكريم، من قال إن الرسول الكريم اتخذ حرسا في حياته؟
إذن العصمة التي حددها رب العزة (ومعنى العصمة معروف لا يحتاج إلى كثير جدال) هي متعلقه بالتبليغ، أما كقائد جيش فإنها أمر آخر، ترك الله الباب مفتوحا عنده في كلامه: أفإن مات أو قتل.
ومن المعلوم حسب الروايات أن الرسول الكريم تعرض لمحاولات اغتيال كثيرة كان رب العزة ينجيه منها، فهل تكون محاولة السم هذه محاولة لم يعلم بها رب العزة، حتى استطاعت تلك المرأة أن تنجح فيها!
لقد رفع الله المسيح بن مريم إلى السماء عندما كانت النتيجة ستؤول إلى قتله تكريما له.
فهل كرامة نبينا أقل عند الله من المسيح حتى يسمح ليهودية بأن تقتله سما؟!
الأخ الرباني، كنت أتصور أنك صاحب درك أكثر من هذا!
كلامك عجيب غريب في هذا الموضوع!
لو أن قتل نبي هو إنقاص من كرامته، فلماذا قتلت الأنبياء؟!
ولماذا سمح الله بقتل يحيى عليه السلام وغيره من الأنبياء؟!!
ولو كانت كرامة الأنبياء بالرفع إلى السماء كما رفع عيسى عليه السلام إلى السماء، فلماذا لم يرفع نبينا إلى السماء، وجعله يموت على فراش الموت؟!!
لست أدري ما هو وجه النقص والإهانة في أن يموت النبي مقتولا أو مسموما، وخصوصا إذا حان أجله ودنت ساعته، فبالإضافة إلى تحصيله
فالله يعصم نبيه في تبليغ رسالته إلى أن ينتهي أجلها، وقد فعل ذلك ونجاه من محاولات القتل والسم الكثيرة لأن ساعته لم تدن بعد، ولكن إذا حان أجلها فلا موضوع للعصمة كي يمتنع السم عليه أو القتل.
والدليل على ذلك (لو ثبت أنه مقتول بالسم) أنه لم يمت منه مباشرة لوجود الضرورة التي يجب أن يبقى فيها النبي صلى الله عليه وآله كي يبلغ تمام الرسالة الإلهية، وعندما فعل ذلك ورضي الله تعالى بذلك وقال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لك الإسلام دينا).
انتهى أمد العصمة من الناس، ومات على أثر ذلك السم كما تقول الرواية.
ولا منافاة بين الأمرين.
بل في الأمر دلالتان:
الأولى: هي البرهان على نبوة النبي صلى الله عليه وآله ومعجزة له، لأنه لم يمت مباشرة.
الثانية: البرهان على أن النبي صلى الله عليه وآله هو بشر كبقية البشر ويؤثر به ما يؤثر بالبشر. ولست أدري لماذا تقرع بعبارتك (لغاية في نفس يعقوب)!!
فما هي الغاية من وراء هذا لقول إذا كان يعتمد على روايات تاريخية موجودة في كتب السيرة والتاريخ؟! سامحك الله وهداك إلى طريقه المستقيم.
وأشكر الأخ العاملي على اهتمامه وآجركم الله.
- في صحيح البخاري: 5 / 137: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم.
ورواه الحاكم في المستدرك ك 3 / 58، وصححه على شرط الشيخين.
أخي عمار، 1 - السطر الأول غير مفهوم لدي، وسأحاول أن أعتبر نفسي غير فاهم له حتى توضحه، إن كان خيرا، أو تعتذر لأخيك إن كان مقصدك سوءا.
2 - أنا لم أقل إن قتل النبي انتقاص لكرامته، فإن كنت فهمت هذا فأنت حر في فهمك. قلت عيسى عليه السلام رسول ونبي ولم يرض الله له أن يقتل على يد اليهود فرفعه إليه، فهل كرامة نبينا ورسولنا محمدا (كذا) أقل عند الله؟
المفاضلة كانت هنا بين نبيين رسولين لكل منهما كتاب، ولم أذكر أحدا سواهما من الأنبياء.
3 - لم أقل إن كرامة الأنبياء تنقص إذا ماتوا على الأرض، وإن كنت فهمت هذا، فأنت حر مرة أخرى، لكن لا تحمل كلامي نتيجة هذا الفهم، ولو عدت إلى كلامي مرة أخرى لوجدت الفرق.
4 - أوقف الله مفعول السم فترة من الزمن، فلما ختمت الرسالة أعاد الله مفعول هذا السم إلى العمل، سيناريو غريب جدا، إذا كنت فهمت منه ما أردت أن يفهمه الناس.
سامحني وإياك الله، وهدانا جميعا إلى الحق، وأعاننا على اتباعه.
تعليقي، الأستاذ العاملي، نحن نعرف وقلنا وذكرنا وقالت (قوانين هجر) بأنه يجب أن يوقف ويمنع الحوار الطائفي!
تم مسحها لمخالفتها قوانين الكتابة في هجر.
الأخ البدوي لقد تم مسح الجملة المذكورة من قبل كاتبها الأخ العاملي لمخالفتها قوانين الكتابة في هجر، ونرجو منك مرة أخرى التنبيه بوجود تجاوزات من بعض الرواد وعدم التعرض إلى أمور لا صلة لها بالموضوع وشكرا (هذه المشاركة حررت بواسطة ملاحظ هجر في 21 - 04 - 2000)
توجد عدة أحداث مهمة في حياة النبي صلى الله عليه وآله لم تعط حقها من البحث والكشف عن حقيقتها!
لأن خلافة قبائل قريش من بعده تعمدت تغطيتها وتمييعها، خوفا من..
انكشاف أبطالها!!
وسكناه في بيت المؤمنة الطاهرة مارية القبطية!!
وقد حاولوا تصوير السبب بأنه أمور شخصية بين النبي ونسائه!!
ثم يضرب لهما مثلا بخيانة امرأتي نوح ولوط لزوجيهما ودخولهما النار!!!
ومع ذلك حاولوا تصوير السبب بأنه أمور شخصية بين النبي ونسائه!!
علي وعمار وحذيفة!!
وقد حرصت السلطة بعد النبي على أن تغطي عليهم، لأنهم كانوا من تحالف قبائل قريش الذي حكم!!
ولما أفاق النبي أو أحس بفعلهم، وبخهم بشدة، وأمر أن يسقى من ذلك الدواء الذين سقوه الدواء أو حضروا، إلا بني هاشم!!
قال البخاري ج 7 ص 17:
عن ابن عباس قالت عائشة: لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟!
قلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: لا يبقى في البيت أحد إلا لد، وأنا أنظر إلا العباس، فإنه لم يشهدكم!!
ورواه في ج 8 ص 40 و 42، وفيه أنه أحس باللد فنهاهم ولكنهم لم يمتنعوا فعاقبهم (قالت عائشة: لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وجعل يشير إلينا لا تلدوني، قال: فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟!).
ورواه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 202، وفيه: والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلا لد ألا عمي. قال فرأيتهم يلدونهم رجلا رجلا.
قالت عائشة رضي الله عنها: ومن في البيت يومئذ فيذكر فضلهم، فلد الرجال أجمعون، وبلغ اللدود أزواج النبي فلددن امرأة امرأة!!...
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
وقال النووي في شرح مسلم ج 14 ص 198: قولها: (لددنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأشار أن لا تلدوني...) قال أهل اللغة:
اللدود: بفتح اللام هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ويسقا، أو يدخل هناك بأصبع وغيرها ويحنك به. ويقال منه: لددته ألده.
وحكى الجوهري: أيضا ألددته رباعيا والتددت أنا.
ففيه أن الإشارة المفهمة تصريح العبارة في نحو هذه المسألة.
وفيه تعزيز المتعدى بنحو من فعله الذي تعدى به. انتهى.!!!
وقد ذكر المحدثون أن حادثة اللد هذه كانت يوم الأحد، بعد تأكيد النبي صلى الله عليه وآله على إنفاذ جيش أسامة، ولعنه من تخلف عنه!
وكان في جيشه كل زعماء تحالف قريش، وإنما تخلفوا عن سفرهم رغم أن النبي صلى الله عليه أكد على حركتهم ولعن من تخلف..
لأنهم حسبوا أنه لو مات في غيابهم لم يكن لعلي منازع، ولتم تنفيذ وصية النبي في أهل بيته بسهولة!! والأسئلة في هذه الحادثة ثيرة، منها:
- هل يمكن نفي وجود محاولة لسم النبي صلى الله عليه وآله؟.
- وهل وجد اللوبي اليهودي طريقا إلى بيت النبي صلى الله عليه وآله، وهيأ له (دواء) وأقنع بعض نسائه وأصحابه أن يلدوه به؟!!
- هل أن عمل النبي صلى الله عليه عقوبة؟.
وهل يجوز معاقبة الجميع غير بني هاشم؟!
- أم هو إعلان عن شكه فيما سقوه إياه، فأمره جبرئيل أن يسجل هذا الشك بهذه الصورة، لعلم من يفهم من الأجيال فقط؟!! الخ.
نعم.
السلام عليكم أخي العاملي جزاك الله خيرا،
وقالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا: أن لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟!
لقد مات رسول الله وعائشة وحزبها لا يعتقدون بعصمته صلى الله عليه وآله! فلو كانوا يعتقدون لما قالت فقلنا كراهية الدواء. إنهم لا يعتقدون بكلام الله حين يقول: وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى!!
بل الأكثر من ذلك أنها عصت أمر رسول الله كالعادة.
والسلام على من اتبع الهدى
سؤال إلى مالك الأشتر: كيف استغفر النبي (ص) على ابن سلول بعد أن نزلت هذه الآية سورة التوبة - 80: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين. صدق الله العظيم.
وبعد هذه الحادثة نزل قول الله بالتحريم سورة التوبة - 84: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون. صدق الله العظيم.
ألا تعتقد بأن العصمة لها حيز معلوم بعد هذه الآيات؟
والعصمة بمفهومنا هي: التشريع، والعبادات، وأخبار الأولين.
اللهم إني أبرأ إليك من هذا الذي أشرب حب العصاة لرسولك، والدفاع عنهم!! إن كنت، يا عمر تقول إن النبي أخطأ وأصابت عائشة في هذا الموضوع أو غيره.. وإن الذين عصوا النبي كانوا على حق وكان الرسول على خطأ.. فأنا أقول: اللهم العن من عصى رسولك عالما عامدا، ولا تورده حوضه!!
وإن كنت تقول: إن عصمة الرسول محدودة، فقد كان يخطئ وينطق عن الهوى، وكان يسدده عمر أو غير عمر، وينزل الوحي بتخطئة النبي وتصويب غيره.. فإني أبرأ إلى الله منك، لأنك جعلت غير النبي أفضل منه..
وأسقطت وجوب إطاعته، وجوزت لغيره أن يجتهد في مقابله!!
وأدعوك أن تتوب إلى الله، ولا تكن مع المنافقين يا عمر!!!!!!
الرواية تقول: وقالت عائشة لددناه في مرضه فجعل يشير إلينا: أن لا تلدوني فقلنا: كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدوني؟!!!
نقول: هل هذه أول مرة يمرض فيها الرسول صلى الله عليه وآله؟
وهل سبق للرسول أن أعطي أي دواء وبدت منه كراهية لذلك، ثم لما شفي قال العكس؟
أم أن هذه الخطة التي كان متفق عليها (غلب عليه الوجع أو يهجر)؟!
أم أن في هذا اللد شئ أراد أن يفضحه الرسول صلى الله عليه وآله؟
أم أراد أن يخبر الناس بأن عائشة خالفته حتى وهو على فراش الموت؟
وأخيرا، كل الرويات تقول إن النبي صلى الله عليه وآله مات مسموما، فمن سم النبي صلى الله عليه وآله؟
تم المجلد الرابع من كتاب:
الإنتصار - مناظرات الشيعة في شبكات الإنترنت
ويليه المجلد الخامس إن شاء الله، وموضوعه:
زيارة قبر النبي وقبور الأنبياء والأوصياء عليهم السلام