وخشيت أن يقول عثمان. قلت: ثم أنت؟. قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين. رواه البخاري.
وروى الإمام أحمد، عن أبي جحيفة، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر: عمر رضي الله عنه.
وروى الإمام أحمد، عن الشعبي، حدثني أبو جحيفة الذي كان علي يسميه وهب الخير، قال: قال علي رضي الله عنه: يا أبا جحيفة ألا أخبرك بأفضل هذه الأمة بعد نبيها؟ قال: قلت: بلى. قال ولم أكن أرى أن أحدا أفضل منه، قال: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر رضي الله عنه. وبعدهما آخر ثالث ولم يسمه.
وروى الإمام أحمد، أيضا عن عبد خير الهمداني، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول على المنبر: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها؟. قال: فذكر أبا بكر. ثم قال: ألا أخبركم بالثاني؟ قال: فذكر عمر رضي الله عنه. ثم قال: لو شئت لأنبأتكم بالثالث. قال: وسكت. فرأينا أنه يعني نفسه.
فقلت: أنت سمعته يقول هذا؟. قال: نعم ورب الكعبة وإلا صمتا.
وروى أبو داود، عن محمد ابن الحنفية، قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. قال: أبو بكر. قال: قلت: ثم من؟
قال: ثم عمر. قال: ثم خشيت أن أقول ثم من؟. فيقول: عثمان. فقلت:
ثم أنت يا أبة؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين.
(حذفت أسانيد هذه الأحاديث رغبة في الاختصار).
الأخ الكريم محب السنة، السلام عليكم: في البدء أشكر لك روحك المنفتحة في النقاش، وأرجو أن يدوم ذلك إلى النهاية.
إن الموضوع الذي طرحته من المواضيع الحساسة التي كنا نتجنب الخوض فيها حرصا على الوحدة الإسلامية وعدم الخدش في مشاعر الأخوة من أهل السنة وخصوصا فيما يتعلق بأبي بكر وعمر حيث أن لهما المقام السامي والمرموق في قلوب أبناء السنة والجماعة، فاحتراما لمشاعرهم ومقدساتهم كنا لا ندخل في مثل هذه المواضيع، ولكن إذا أحبت التلميح وليس التصريح نعرض عليك بعضا من ذلك. ولا بد قبل ذلك من وضع محطات للحوار وأسس للمناقشة، لا بد من الالتفات إليها جيدا لكي نشترك فيها وننطلق منها.
وأول هذه المحاور وأهمها: هي تقبل الأحاديث الصحيحة من كتب الشيعة ومن أسانيدهم؟ أعتقد أن جوابك سوف يكون بالنفي والسلب لا بالإثبات والقبول.
فإذا كان كذلك فما الداعي وما الفائدة في طلب أدلة صحيحة من الشيعة، وأما الأحاديث التي تفضلت بها فهي كذلك من كتبكم وهي حجة عليكم ولا يمكن الاحتجاج بها علينا لعدم قبولها عندنا لكني أقول: إن خطبة الشقشقية لهي خير دليل على مظلومية أمير المؤمنين عليه السلام التي ذكرها أهل السنة في
علي رضي الله عنه تولى الخلافة وأصبح أميرا للمؤمنين وكان بإمكانه أن يظهر ما عنده من اعتقاد في الصحابة ومنهم الشيخين فترة خلافته، ولو أنه فعل ذلك لاشتهر عنه كما اشتهر عن بعض بني أمية سب علي رضي الله عنه، ولكن ذلك لم يحدث ولا يكفي في ذلك خبر بلا إسناد أو إسناد واه لا يعول عليه، فأخبارنا التي نرويها عنه في الثناء على الشيخين متواترة لا مجال للطعن فيها.
أما بعد، أخي الفرات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إسمح لي يا أخي العزيز أن أزيد على الموضوع تعقيبا على ما قلته حتى يتسنى للأخ محب السنة أن يستدل بصورة أكثر توضيحا... ووفقكم الله.
لماذا قعد علي (ع) ولم يطالب بحقه؟.
وذلك لأن الإمام (ع) كان متفانيا في الله سبحانه وتعالى، فلا يريد شيئا لنفسه ولا يطلب المصالح الشخصية، بل أثبت في حياته وسلوكه أنه (ع) كان وراء المصالح العامة، وكان يبتغي مرضات الله تعالى بالحفاظ على الدين، وإبقاء شريعة سيد المرسلين. ولا يخفي أن الإسلام في ذلك الوقت كان يعد جديدا ولم ينفذ في قلوب أكثر معتنقيه، فكانوا مسلمين بألسنتهم، ولما
جاء في روايات أهل البيت والعترة الطاهرة (ع) أن فاطمة الزهراء (ع) لما رجعت من المسجد بعدما خطبت خطبتها العظيمة وألقت الحجج على خصومها، خاطبت أبا الحسن (ع) وهو جالس في البيت فقالت: يا بن أبي طالب، اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل، وخانك ريش الأعزل فأجابها علي (ع): نهنهي عن نفسك يا ابنة الصفوة وبقية النبوة، فما ونيت عن ديني ولا أخطأت مقدوري. فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون وكفيلك مأمون. وما أعد لك أفضل مما قطع عنك.
قالوا: فبينما علي (ع) يكلمها ويهدؤها وإذا بصوت المؤذن ارتفع، فقال لها علي (ع): يا بنت رسول الله (ص) إذا تحبين أن يبقى هذا الصوت مرتفعا ويخلد ذكر أبيك رسول الله (ص) فاحتسبي الله عز وجل واصبري. فقالت (ع): حسبي الله. وأمسكت.
وأقرب تأكيد واعتبار على ما أقوله هو ما نقله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: 1 / 307، ط. إحياء الكتب العربية عن المدائني عن عبد الله بن
ونقل ابن أبي الحديد أيضا بعد هذه الخطبة في صفحة 308، عند مسيره للبصرة، قال: (استأثرت علينا قريش بالأمر، ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم، والناس حديثو عهد بالإسلام، والدين يمخض مخض الوطب، يفسده أدنى وهن، ويعكسه أقل خلف... إلخ.
ولعلي (ع) في نهج البلاغة كتاب إلى أهل مصر، بعثه مع مالك الأشتر رحمه الله تعالى، جاء فيه: أما بعد، فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمد (ص) نذيرا للعالمين ومهيمنا على المرسلين، فلما مضى (ص) تنازع المسلمون الأمر بعده، فوالله ما كان يلقى في روعي، ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده (ص) عن أهل بيته، ولا أنه منحوه عني من بعده (ص)، فما راعني إلا إنثيال الناس على فلان يبايعونه، فأمسكت بيدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون إلى محق دين محمد (ص) فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلما أو هدما، تكون مصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي هي متاع أيام قلائل يزول منها ما كان... إلخ..
نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه... وبالله التوفيق...
الدين ليس فيه مجاملة فلو كان علي رضي الله عنه يعتقد كفر الصحابة أو فسقهم لبين ذلك، ولأظهره. كيف لا يفعل ذلك وهو الوصي المعصوم كما تدعون هل يليق به أن يترك الناس يضلون ويتخبطون ولا يبين لهم!!
الإخوان بعد إذنكم مداخلة:
ماذا فعل النبي هارون (ع) عندما غاب عن بني إسرائيل النبي موسى (ع) 40 يوما فقط، وهل أطاع بني إسرائيل النبي هارون (ع)؟؟!!
الجواب معروف. لقد عصوه سوى قلة لا تكاد تذكر. ولقد كان مستخلف (كذا) فيهم بأمر من النبي موسى (ع). ألم يقل: إن القوم استضعفوني.... فالخطأ ليس في المستخلف، الخطأ في الناس الذين يعاهدون ثم ينبذون العهد والميثاق. فماذا يفعل إمام بلا مأمومين (سوى أفراد قلائل) والسواد الأعظم ما بين عاص وخائف من السلطة. أليس الصبر وإنقاذ ما يمكن إنقاذه هو عين الحكمة؟
لي عدة ملاحظات على ما تفضلت به:
1 - أخي الكريم، أراك في البدء تريد محاورة تتسم بالانفتاح والأخوة الصادقة ويطفح في معالمها الخلق العالي وهذا حق لك. لكن وللأسف الشديد في محاورتك الثانية لم تكن مستعدا حتى لتحية الإسلام.
فهل هذا دليل على صدقك في المحاورة، أم ماذا؟.
2 - ما ذكرته من أن عليا عليه السلام لو أثر عنه السب والطعن لأشتهر ذلك بين المسلمين. فأقول: هل أن عليا عليه السلام عرفه الإسلام سبابا على المنابر منتهزا للفرص. أعتقد أنك لا توافق على ذلك. ثم أن عليا عليه السلام كان عنده المصلحة الكبرى في حفظ نظام المسلمين وعدم تشتت كلمتهم وسكوته - لو سلمنا به - لا يعني عدم أحقيته في الخلافة وأنه الوصي المباشر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
3 - إنك ذكرت في ضمن كلامك أن بعض بني أمية كان يسب عليا عليه السلام واشتهر بين المسلمين ذلك. فهل تذكر لنا لو سمحت أسماء هؤلاء وما هو حكمهم في المنظور الإسلامي؟.
4 - ثم إنك قد قطعت أسس المحاورة حينما قلت: أن الروايات المنقولة في كتبكم متواترة لا يربو إليها الشك. فكيف تريدنا أن نتحاور ونناقش وأنت من البداية تريدنا أن نسلم بما عندكم.
5 - إئتنا بخبر واحد من طرقكم أن عليا كان يثني على الشيخين بشرط التواتر.
السلام عليكم. إضافة إلى ما قاله الأخ فرات: لقد طعن سيد الأنصار سعد بن عبادة بأبي بكر وبخلافته. طعنت سيدة النساء بهم حيث أنها أمرت أن تدفن ليلا وأن لا يصلي عليها أبو بكر، بل وأنها رفضت أن تكلمه، بل وهناك روايات كثيرة خاصة في كتب الإمامة والسياسة لابن قتيبة. وأيضا الكامل لابن الأثير وتاريخ الأمم والملوك لابن جرير. أحيلكم إليها وأترفع من نقلها احتراما لمشاعركم.
رفض الإمام سلام الله عليه بيعته إلى أن سلمت سيدة النساء الأمانة.
ويقول البخاري: فاستنكر علي وجوه الناس فافهم.
كما وقال عمر: أن علي والزبير ومن معه تخلفوا عنهم.
كما وقد ورد طعن من الإمام سلام الله عليه في خلافة أبو بكر في الأبيات التالية: فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم.... فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم.... فغيرك أولى بالنبي وأقرب
تصورت يا محب السنة أنك تستطيع إحراج شيعة علي عليه السلام في أمر الصحابة؟ وأن تصور للناس أن عليا أن يتولى أبا بكر أو عمر ويعتقد بصلاحهما!
إنك تعرف أن عليا وفاطمة والعباس وكل بني هاشم، وعددا كبيرا من شخصيات الصحابة كانت عقيدتهم أن بطون قريش فعلوها واستغلوا فرصة انشغال بني هاشم بجنازة النبي صلى الله عليه وآله!! وأنهم كانوا يرون أن خلافة أبي بكر وعمر مؤامرة لا شرعية لها.. ولو وجدوا أنصارا لجاهدوهم!!
فمن تصدق ومن تكذب؟!!!: روى مسلم ج 5 ص 152 من كلام عمر لعلي والعباس أن رأيهما في أبي بكر أنه كان: كاذبا آثما غادرا خائنا والله يعلم أنه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله وولى أبي بكر فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا! والله يعلم أني لصادق بار راشد تابع للحق. انتهى.
- وقال البيهقي في السنن الكبرى: 6 / 298: رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن محمد بن أسماء. ورواه البخاري عن إسحاق ابن محمد الفوري عن مالك. انتهى. ورواية البخاري ملطفة أكثر!! فإن كنت غير متناقض، فأخبرنا من تصدق ومن تكذب؟!! وإلا فاسكت على عقيدة تجمع التناقضات!!
الأخ فرات. أما قولك: ثم أن عليا عليه السلام كان عنده المصلحة الكبرى في حفظ نظام المسلمين وعدم تشتت كلمتهم وسكوته - لو سلمنا به - لا يعني عدم أحقيته في الخلافة وأنه الوصي المباشر بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فأقول: لقد تولى علي الخلافة وأصبح أمير المؤمنين ولم يعرف عنه أنه تبرأ من الصحابة لا هو ولا أبناءه ولا أتباعه من الصحابة كعمار بن ياسر وعدي بن حاتم، ولو كان التبرؤ منهم وبيان ردتهم دينا لبينه للناس حتى يعتقدوه. أما من يسب عليا من بني أمية: فقد نقل في كتب التاريخ ولا شك أنها
وقد عصم الله سيوفنا من دمائهم فلنكف ألسنتنا عنهم.
أما قولك: ثم إنك قد قطعت أسس المحاورة حينما قلت أن الروايات المنقولة في كتبكم متواترة لا يربو إليها الشك. فكيف تريدنا أن نتحاور ونناقش وأنت من البداية تريدنا أن نسلم بما عندكم. فهذا اعتقادي الذي تؤيده الروايات المبثوثة في كتب السنة بطرق متعددة متصلة صحيحة ولست بالذي يلزمك باعتقاد ما تبين لي أنه الحق.
أما قولك: إئتنا بخبر واحد من طرقكم أن عليا كان يثني على الشيخين بشرط التواتر. فالحديث الذي أوردته وهو وروى الإمام أحمد عن أبي جحيفة قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر. ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر: عمر رضي الله عنه. وبإمكانك أن تتبع الروايات في كتب السنة وهي ولله الحمد بمتناول الجميع وبرامج الكمبيوتر قد سهلت المهمة كثيرا. أسأل الله لي ولك ولجميع الزملاء الهداية والتوفيق.
أما ما ذكره الأخ عمار من مخالفة سعد بن عبادة لأبي بكر أو عمار فلم تقتضي هذه المخالفة تكفيرا أو تبديعا ولو كان الأمر كذلك لكان ما يجري في إيران الآن بين علماء الشيعة وساستهم تكفيرا من بعضهم لبعض.
السلام عليكم. أنت الآن أخي محب غيرت سؤالك وتريد نصا على تكفير الشيخين وهذا ما لا نعتقده حتى نحن. فانتبه لهذا يرحمك الله. أنت قلت:
والسلام عليكم.
ولماذا عبرت عن جوابي يا محب السنة؟!
لم أفهم سؤالك يا عاملي، فحبذا لو بينت مرادك من السؤال.
أما ما ذكره عمار من عدم تكفير الشيعة للشيخين، فيبدو أنه لم يطلع على ما كتبه علماء الشيعة من تكفير الصحابة وأولهم الشيخين، فإن تكن أنت لا تكفر الشيخين فهذا اعتقادك أنت، وإن شئت أورت لك من كلامهم موثقا ما يصرحون به بتكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
سؤالك كان حول الطعن، وأوردنا لك مواقف بعض الصحابة، وكلام الله عز وجل فيما يخص الطعن. فلا تغير الموضوع يا عزيزي. وأنا والأخوة الشيعة نعتقد أنهم ارتدوا عن بيعتهم لأمير المؤمنين ولا نقول أنهم كفار أبدا.
كيف ذلك والرسول صلى الله عليه وآله يقول من: قال لا إله إلا الله عصم دمه وماله؟
على العموم أجب عن الردود التي أوردناها لكم فيما يخص الطعن بهم وإن أردت افتح موضوع خاص عن تكفيرهم. سؤالك كان عن الطعن، صحيح؟
والسلام. ملاحظة: أنتظر أرى ردودكم على ما أورده الأخ العاملي أيضا.
كلام الأخ عمار قوي يا أخ محب السنة.. أعد قراءة عنوان موضوعك لتعرف أن المشاركين الشيعة أجابوا على موضوعك بعينه، بنعم، وذكروا لك المصادر التي تعتقد بها.. فاعترف بأن الحق في المسألة غير ما كنت تتصوره، ولا تطفر إلى موضوع التكفير أو غيره.
الأخ الكريم محب السنة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كتبت لك جوابا مختصرا قبل يومين على تعقيبك على كلامي الأخير ولكنها لخلل فني لم تبث في الإنترنت. وهنا أحاول الإجابة عما تفضلت به بشئ من الاختصار.
ذكرت في بداية كلامك أن لدينا أخبار متواترة عن علي في تفضيل الشيخين وجئت برواية (محمد بن الحنفية عن علي عليه السلام).
أخي العزيز: إن هذه الرواية وإن كانت موجودة في صحيح البخاري، وأنتم كما هو معلوم تصححون جميع ما في الصحاح الستة. لكن هناك فرق قد غفلت عنه بين الحديث المتواتر وبين الصحيح، فليس كل صحيح متواتر، فإن الصحيح هو الذي كل رجاله ثقات عدول عندكم وأما المتواتر فهو الذي رواه جماعة يمتنع تواطئهم على الكذب، ويتولد من ذلك القطع واليقين بالحديث، بخلاف الحديث الصحيح فأنه لا يعدو الظن، مضافا إن الحديث المذكور ضعيف سندا. فإن البخاري يرويه عن (محمد بن كثير) وهو (العبدي)، وهذا مجروح كما ذكره الذهبي في ترجمته حيث قال:
(راجع ميزان الاعتدال 4 / 18).
وكذلك قال العسقلاني: وفي طريقه أيضا سفيان الثوري وقد كان يدلس عن الضعفاء كما ذكره الذهبي وابن حجر العسقلاني وغيرهما.
والتدليس كما هو واضح لديكم من أفحش الأمور من النقل، إلا أن تكون أخي محب السنة من القائلين بصحة جميع ما في الصحاح، فهل هو كذلك؟؟؟. وهنالك نقطة ثانية أحببت بيانها فيما تفضلت به. قلت: (أما من يسب عليا من بني أمية فقد نقل في كتب التاريخ ولا شك بين يديك ومن سب عليا فإنه ظالم مخطئ، أما جزائهم على ذلك فلست...)
أقول: أعطيتنا رأيك الكريم وجزاك الله خيرا في من يسب عليا عليه السلام وإنه ظالم مخطئ فقط حكمت عليهم بالظلم، والظالم بعيد عن هداية الله قال الله تعالى: (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) الأنعام: 144. والظالم ملعون من قبل الله قال الله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين) هود: 18. فأراك قد لعنتهم من حيث تدري أو لا تدري، ثم تعاتبنا إذ فسقناهم وهو أقل مراتب الظلم.
هذا وهنالك نقاط كثيرة وملاحظات لا تتحملها لغة الإنترنت فقد بنيت على الاختصار والدقة. ولك مني الشكر والتقدير.
ثم كتب: فاتني أن أشكر كلا من الأخوة العاملي وعمار وغيرهم، على مداخلاتهم القيمة، فأجدد شكري لهم سائلا المولى لهم دوام التوفيق.
ما تقدم من كلامك يدل على أنه يخفى عليك كثير من منهجنا في رواية الأحاديث وحكمنا على ما في كتب السنة وهذا للأسف ما لا أستطيع بيانه لك مفصلا، ولكن حسبي أن أشير إشارات موجزة:
أ - لم أحكم على الحديث بأنه متواتر لرواية البخاري له، وإنما لأنه له طرق كثيرة جدا تبلغ حد التواتر ومن ثم لا حجة لمن ضعف طريقا منها أو جرح راويا من الرواة.
ب - ما نعتبره صحيحا من الأحاديث ما جاء في الصحيحين البخاري ومسلم، أما بقية الكتب ففيها ما هو دون الصحيح.
أما قولك: والظالم بعيد عن هداية الله قال الله تعالى: (إن الله لا يهدي القوم الظالمين) والظالم ملعون من قبل الله قال الله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين)، فأراك قد لعنتهم من حيث تدري أو لا تدري.
فأقول: طريقتك في الاستدلال وضرب الآيات بعضها ببعض، هي التي اتبعها الخوارج وكانت سببا في ضلالهم، كما أن لازم القول ليس بقول، والظلم درجات والذين ورد لعنهم في القرآن هم المشركون لقول الله تعالى:
إن الشرك لظلم عظيم. وارجع إلى سياق الآيات.
الأخ الكريم محب السنة، السلام عليكم:
أعجبني كثيرا أسلوبك في الحوار وأرجو أن تدوم الأخوة والمحاورة الهادئة وإن اختلفنا في بعض وجهات النظر، ولك مني خالص التقدير.
أخي الكريم: لي عدة ملاحظات على ما تفضلت به: أولا: إن قولك إن هذه الأخبار متواترة هي دعوى بلا دليل لذا نرجو أن تتفضل علينا بأسانيدها ورواتها الكثيرين لكي يتم بعد ذلك النقاش ويكون أبعد عن الادعاءات.
ثانيا: لا أريد أن أدخل في تفسير الآيات وادعاءك إنما ما ذهبت عليه هو منهج الخوارج. لكني هنا أسألك فقط ماذا تقصد من الظلم؟؟. وما هي أقل مراتب الظلم؟؟. وهي يخرج الظلم عن العدالة؟؟.
ثالثا: نعم ما قلت بأنكم تصححون (جميع ما في صحيح البخاري ومسلم). وهنا أقول: إن ما سألته في بداية المحاورة (هل أثر عن علي) تجده موجودا عندك في صحيح مسلم. فلماذا تسألنا إذن؟؟. وإليك الرواية:
أخرج مسلم في (الصحيح) في كتاب الجهاد، عن مالك بن أوس في حديث طويل، أنه قال عمر بن الخطاب لعلي والعباس ما هذا نصه: (قلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، فقال أبو بكر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا نورث ما تركنا صدقة. فرأيتماه كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم إنه لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفي أبو بكر فكنت أنا ولي رسول الله صلى
الأخ الكريم محب السنة. السلام عليكم ك
كنت أراك قوي العارضة، وشديد الشكيمة، علميا في محاوراتك، مؤدبا في مناقشتك فلذلك أحببت الاستمرار معك، ولكن: ما حدا مما بدا، عسى أن يكون المانع خير. عافاك الله من كل سوء.
لماذا سمى الأئمة بعض أولادهم بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان؟
قد يشعر الكثير بالصدمة عندما يطلعون على حقيقة ظلت مخفية عن البعض وهي وجود ابن لعلي وابن للحسين اسم كل منهما أبو بكر وعمر!!! فقد ذكرت المصادر الشيعية أن ممن ماتوا مع الحسين: أبو بكر بن علي أخو الحسين. وكذلك أبو بكر بن الحسين (1).
يقول المجلسي: كان عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب ممن استشهد مع الحسين في كربلاء) (2) وخالفه في ذلك الأصفهاني، فقال: بأن عمر بن الحسين لم يقتل وإنما كان أسيرا) (3) أما أسماء بعض أهل البيت فهي:
1. الخليفة علي رضي الله عنه: فقد سمى بعض أولاده بأبي بكر وعمر وعثمان. (4)
2. الحسنان رضي الله عنهما: فقد سمى كل واحد منهم أولاده بأبي بكر وعمر. (5)
3. موسى بن جعفر رحمه الله: سمى ولده بأبي بكر وابنته بعائشة. (6)
4. زين العابدين رضي الله عنه: قد سمى ابنته بعائشة. (7)
5. علي بن محمد الهادي: سمى ابنته بعائشة. (8)
وهذا إن دل فإنما يدل على محبة أهل البيت (ع) لأصحاب الرسول (ص).
وأما زعم الرافضة بأن هذه مجرد تسميات، فنقول: ولماذا لا يسمون أولادهم أبو جهل وأبو سفيان ووحشي وعبد الرحمن بن ملجم ويزيد
فقال الباقر: نعم الصديق، فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الآخرة. (10) فما رأي الشيعة بأبي بكر الصديق؟.
المرجع والتوثيق:
(1) جلاء العيون: المجلسي - ص 582. كشف الغمة: الأربلي - ج 2 ص 64. مقاتل الطالبيين: الأصفهاني - ص 87 و 142. التنبيه والإشراف: المسعودي - ص 263
(2) جلاء العيون: ص 582
(3) مقاتل الطالبيين: ص 119
(4) إعلام الورى: الطبرسي - ص 203.
الإرشاد: للمفيد - ص 186. تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 213. جلاء العيون: ص 182. كشف الغمة: ج 2 ص 64. مقاتل الطالبيين: ص 142.
(5) إعلام الورى: ص 213. جلاء العيون: 582. مقاتل الطالبيين:
78 و 119. تاريخ اليعقوبي: ص 228 التنبيه: ص 263
(6) كشف الغمة: ج 2 ص 90 و 217. مقاتل الطالبيين: ص 561
(7) كشف الغمة: ج 2 ص 334. الفصول المهمة: ص 283
(8) نفسه
(10) كشف الغمة: ج 2 ص 174
(وكان (أبو صالح) كتب نفس الموضوع في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 10 - 12 - 1999، الثالثة ظهرا، بعنوان (لماذا سمى الإمام علي (ع) بعض أبناءه بأسماء الخلفاء؟؟؟)، قال فيه:
لماذا سمى الإمام علي (ع) بعض أبناءه بأسماء الخلفاء؟؟؟ سؤال وجيه.
ولكن للأسف لا أحد يستطيع الرد على هذا السؤال إلا الإمام علي بنفسه.
لماذا؟!!! لأننا لا نعلم ما في قلبه.. هل هو لأجل أنه كان يحبهم، أم أنه قد سماهم بأسماء عربية قديمة وشائعة.. أم أنه قد سماهم بأسماء أشخاص آخرين غير الخلفاء. (رواية عثمان بن مظعون).
المهم... أن من يدعي بأنه يعرف فهو يكذب... إلا إذا كان عنده تصريح من الإمام بمعنى هذه التسمية. ولكن قد يقول قائل: أنا لا أعرف السبب الحقيقي أو أنا غير متأكد.. ولكن أضع أقرب التفاسير للواقع.. أو أنني أخمن أن هذا التفسير هو الحقيقي بناءا على سيرة الإمام وأفعاله وأقواله.
وماذا حدث في تلك الفترة الزمنية من التاريخ.
وكان (العاشر من رمضان) كتب في شبكة أنا العربي، بتاريخ 8 - 7 - 1999، الرابعة عصرا، موضوعا بعنوان (لماذا سمى علي والحسين رضي الله عنهما بعض أولادهما بأبي بكر وعمر)، قال فيه:
سؤال إلى الشيعة... أجيبوني لماذا سمى علي والحسين رضي الله عنهما بعض أولادهما بأسماء مثل أبي بكر وعمر وعثمان؟ أم أن هذه كذبة وفرية؟؟.
أين الإجابات؟
الأخ العاشر من رمضان، السلام عليكم.
لماذا تطبل وتزمر وكأنك فتحت فتحا، وهل هذا موضوعا علميا ينبغي النقاش فيه وهل الأسماء حكرا على الأشخاص. ثم من قال إن التسمية بهذه الأسماء حرام، فلماذا هذه الضجة التي افتعلتها، وتسمية شخص باسم قد سبقه بهذه الاسم شخص آخر ليس فيه أي دلالة على ما تذهب إليه، والتسمية نوع اعتبار، فلو سميت الجميل باسم قبيح لا يجعله قبيحا، وإذا سميت القبيح باسم جميل لا يجعله جميلا، على أي حال نحن لا ننكر وليس حرام التسمية بها عندنا ولا مكروه. وشكرا.
نحن لا نطبل ولا نزمر لأننا لا نعرف التطبيل ولا التزمير. إنما نريد أن أن نقول بمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، لمن أراد أن يفهم الحقيقة أن هذه التسمية تدل على ما كان بين هؤلاء الأخيار من محبة ومودة، وأنكم حشرتم أنفسكم في ما ليس لكم أن تدخلوا فيه.. فلا يمكن أن يكون بين هؤلاء الصفوة إلا كل حب لأنهم هم الذين كانوا يقرأون كل يوم وليلة قوله تعالى (ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم). فهمت يا شطري!!!
أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير، فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه.. فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهبا...
حتى مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى ابن عدي بعده، ثم تمثل بقول الأعشى:
فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته؟!! لشد ما تشطرا ضرعيها! فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها، ويخشن مسها ويكثر العثار فيها والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم، وإن أسلس لها تقحم!! فمني الناس، لعمر الله، بخبط وشماس وتلون واعتراض، فصبرت على طول المدة، وشدة المحنة..
حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم!! فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم، حتى صرت أقرن إلى مثل هذه النظائر؟!
لكني أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا، فصغا رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هن وهن!!
إلى أن قام ثالث القوم، نافجا حضنيه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يجضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع!! إلى أن انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته. نهج البلاغة - الخطبة الثالثة
نهج البلاغة لا يعتد به عندنا، لأننا نوقن أن الكتاب قد حشي وملئ بما هو مكذوب ومفترى على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
نحن نقول لكم دلالة التسمية هي عمق المحبة الموجودة في قلب علي والحسين رضي الله عنهما لأبي بكر وعمر وعثمان، وإن كره الكارهون، وإن رفض الرافضون. والسلام.
إلى الشطري.
إذا كنت تقول: ثم من قال إن التسمية بهذه الأسماء حرام... فلماذا لم نسمع أحدا من الشيعة في زماننا هذا من سمى ابنه أبا بكر وعمر وعثمان؟.
وأنتم تقولون إنهم أئمة معصومون. فلماذا لا تسمون أبناءكم بما سمى به المعصمون أبناءهم؟
مسألة التسمية ليست مسألة تعبدية. وهل تعتقد أننا ننظر اليوم إلى التسمية بنفس الطريقة التي كان ينظر إليها في زمن الرسول (ص)؟.
هل ترى اليوم من يسمي ابنه إسرائيل؟
ما هو مقصود هؤلاء (الباحثين العلميين) الذين طرحوا هذا الموضوع في عدة شبكات؟