نبذة من الأحاديث الشريفة في فضائلها (عليها السلام)
1 ـ سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن فاطمة: لِمَ سمّيت زهراء؟ فقال:
«لأنّها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض».
2 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«فاطمة بضعة منّي من سرّها فقد سرّني ومن ساءها فقد سائني، فاطمة أعزّ الناس عليّ».
3 ـ ومن ألقابها (عليها السلام): اُمّ أبيها.
فقيل: الاُمّ بمعنى الأصل والأصالة، فالزهراء (عليها السلام) بأولادها الطاهرين الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ومواقفهم وفدائهم وتضحياتهم أعطوا الأصالة لرسالة أبيها (صلى الله عليه وآله)، فالإسلام محمّدي الحدوث وحسيني البقاء وكلّهم نور واحد، فأصبحوا بمنزلة الأصل في ديموميّة الرسالة المحمّديّة، كما قالها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله):
«حسين منّي وأنا من حسين».
وفاطمة الزهراء سيّدة النساء (عليها السلام) اُمّ أبيها.
«إنّ فاطمة خلقت حوريّة في صورة إنسيّة، وإنّ بنات الأنبياء لا يحضن»(1).
5 ـ عن الله تبارك وتعالى:
«يا أحمد، لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا عليّ لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»(2).
6 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله):
«لو كان الحُسنُ شخصاً لكان فاطمة، بل هي أعظم، إنّ فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً»(3).
7 ـ عن الحسين عن رسول الله (عليهما السلام) قال:
«فاطمة بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها اُمناء ربّي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلّف عنه هوى»(4).
8 ـ عن أبي جعفر عن آبائه (عليهم السلام):
«إنّما سمّيت فاطمة بنت محمّد (الطاهرة) لطهارتها من كلّ دنس وطهارتها
____________
1- دلائل الإمامة: 52.
2- كشف اللآلئ لصالح بن عبد الوهاب بن العرندس: فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى: 9، في جنّة العاصمة للسيّد ميرجاني: 148، وملتقى البحرين للعلاّمة المرندي: 14.
3- فرائد السمطين 2: 68.
4- فرائد السمطين 2: 66.
9 ـ عن أبي عبد الله (عليه السلام):
«حرّم الله النساء على عليّ ما دامت فاطمة حيّة ; لأنّها طاهرة لا تحيض»(2).
10 ـ عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام):
«لا يدخل الفقر بيتاً فيه اسم محمّد أو أحمد أو عليّ أو الحسن أو الحسين أو فاطمة من النساء (عليهم السلام)»(3).
11 ـ عن الرضا (عليه السلام)، قال النبيّ (صلى الله عليه وآله):
«لمّا عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل (عليه السلام)، فأدخلني الجنّة، فناولني من رطبها، فأكلته، فتحوّل ذلك نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة (عليها السلام)، ففاطمة حوراء إنسيّة، فكلّما اشتقت إلى رائحة الجنّة شممت رائحة ابنتي فاطمة»(4).
12 ـ عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبّها من النار»(5).
____________
1- البحار 43: 19.
2- المناقب ; لابن شهرآشوب 3: 33.
3- سفينة البحار 1: 663.
4- عوالم العلوم والمعارف 6: 10.
5- العوالم 6: 30.
«على ساق العرش مكتوب: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، وعليّ وفاطمة والحسن والحسين خير خلق الله»(1).
14 ـ في تفسير نور الثقلين والبرهان وكتاب بحار الأنوار(2)، عن تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي مسنداً عن الإمام الباقر (عليه السلام) في تفسير سورة القدر قال:
«إنّ فاطمة هي ليلة القدر، من عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها، ما تكاملت النبوّة لنبيّ حتّى أقرّ بفضلها ومحبّتها وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الاُولى».
15 ـ وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:
«{إنَّا أنزَلْـنَاهُ فِي لَـيْلَةِ القَدْرِ}(3) الليلة فاطمة الزهراء، والقدر الله، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سمّيت فاطمة لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها»(4).
ولنعم ما قيل:
مشكاة نور الله جلّ جلاله | زيتونة عمّ الورى بركاتها |
____________
1- بحر المعارف: 428.
2- بحار الأنوار 42: 105.
3- القدر: 1.
4- بحار الأنوار 43: 13.
هـي قطب دائرة الوجود ونقطة | لـمّا تـنـزّلت أكثـرت كثراتها |
هي أحمد الثاني وأحمد عصرِها | هي عنصر التوحيد في عرصاتها |
فاطمةٌ خير نـسـاء البشرِ | ومن لـهـا وجه كوجهِ القمرِ |
فضّلكِ الله على كلّ الورى | بـفـضل من خصّ بآي الزُمَرِ |
زوّجـكِ اللـه فتىً فاضلا | أعني عليّاً خيرُ من في الحضرِ |
شـرّف الله جـمادى الآخرة | فغدت وهي جمادى الفاخرة |
وتباهت أشهرُ الحول بـهـا | حيث جاءت بالبتول الطاهرة |
وانظروا العشرين منها لتروا | فـرحة الهادي عليه ظاهرة |
واجـعـلوه بالتأسّي عـيدكم | فـمن الإسلام ذكرى عطرة |
اسمها في العرش:
16 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال:
«لمّا خلق الله تعالى آدم أبو البشر ونفخ فيه من روحه، التفت آدم يمنة العرش، فإذا في النور خمسة أشباح سجّداً وركّعاً، قال آدم: يا ربّ، هل خلقت أحداً من طين قبلي؟
قال: لا يا آدم.
قال: فمن هؤلاء الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي؟
قال: هؤلاء الخمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي، لولاهم ما خلقت الجنّة ولا النار ولا العرش
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): نحن سفينة النجاة من تعلّق بها نجا، ومن حاد عنها هلك، فمن كان له إلى الله حاجة فليسأل بنا أهل البيت»(1).
17 ـ عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال:
«إنّ الله خلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) حين لا سماء مبنيّة ولا أرض مدحيّة، ولا ظلمة ولا نور، ولا شمس ولا قمر، ولا جنّة ولا نار، فقال العباس: فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟ فقال: يا عمّ، لمّا أراد الله أن يخلقنا تكلّم بكلمة خلق منها نوراً، ثمّ تكلّم بكلمة اُخرى فخلق منها روحاً، ثمّ مزج النور بالروح فخلقني وخلق علياً وفاطمة والحسن والحسين فكنّا نسبّحه حين لا تسبيح ونقدّسه حين لا تقديس.
فلمّا أراد الله تعالى أن ينشئ خلقه فتق نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري ونوري من نور الله، ونوري أفضل من العرش، ثمّ فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور عليّ ونور عليّ من نور الله وعليّ أفضل من الملائكة، ثمّ فتق نور ابنتي فخلق منه السماوات والأرض، فالسماوات والأرض
____________
1- فرائد السمطين 1: 36.
18 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
«أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبّة تحت العرش»(2).
19 ـ عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل:
«ولقد كانت (عليها السلام) مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجنّ والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة»(3).
20 ـ عن مجاهد: خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ بيد فاطمة فقال:
«من عرف هذه فقد عرفها ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي، وهي قلبي، وهي روحي التي بين جنبيّ، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله»(4).
____________
1- بحارالأنوار 15: 10.
2- كفاية الطالب: 311.
3- دلائل الإمامة: 228.
4- نور الأبصار ; للشبلنجي: 52.
حبّها الإكسير الأعظم:
21 ـ في حديث طويل عن الله عزّ وجلّ:
«يا فاطمة، وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني، لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا اُعذّب محبّيكِ ومحبّي عترتك بالنار»(1).
22 ـ في حديث طويل قال أبو جعفر (عليه السلام):
«والله يا جابر، إنّها ذلك اليوم (يوم القيامة) لتلتقط شيعتها ومحبّيها كما يلتقط الطير الحبّ الجيّد من الحبّ الرديء، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنّة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا، فإذا التفتوا فيقول الله عزّ وجلّ: يا أحبّائي، ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون: يا ربّ، أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم، فيقول الله: يا أحبّائي ارجعوا وانظروا من أحبّكم لحبّ فاطمة، انظروا من أطعمكم لحبّ فاطمة، انظروا من كساكم لحبّ فاطمة، انظروا من سقاكم شربة لحبّ فاطمة، انظروا من ردّ عنكم غيبةً في حبّ فاطمة، خذوا بيده وأدخلوه الجنّة، قال أبو جعفر (عليه السلام): والله لا يبقى في الناس إلاّ شاكّ أو كافر أو منافق(2).
23 ـ عن ابن عباس:
«والله ما كان لفاطمة كفؤ غير عليّ (عليه السلام)»(3).
____________
1- سفينة البحار 2: 375.
2- بحار الأنوار 43: 65.
3- البحار 43: 101.
«واللهِ لقد أخذتُ في أمرها وغسّلتها في قميصها ولم أكشفه عنها، فوالله كانت ميمونة طاهرة مطهّرة.
ثمّ حنّطتها من فضلة حنوط رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكفّنتها وأدرجتها في أكفانها، فلمّا هممت أن أعقد الرداء ناديت: يا اُمّ كلثوم، يا زينب، يا سكينة، يا فضّة، يا حسن، يا حسين، هلمّوا تزوّدوا من اُمّكم فهذا الفراق، واللقاء في الجنّة.
فأقبل الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما يناديان: وا حسرتاه، لا تنطفئ أبداً من فقد جدّنا محمّد المصطفى واُمّنا فاطمة الزهراء، يا اُمّ الحسن يا اُمّ الحسين إذا لقيت جدّنا محمّداً المصطفى فاقرئيه منّا السلام وقولي له: إنّا قد بقينا بعدك يتيمين في دار الدنيا».
فقال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام):
«إنّي اُشهد الله أنّها قد حنّت وأنّت ومدّت يديها وضمّتهما إلى صدرها مليّاً، وإذا بهاتف من السماء ينادي: يا أبا الحسن، ارفعهما عنها فقد أبكيا والله ملائكة السماوات، فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب».
قال: «فرفعتهما عن صدرها وجعلت أعقد الرداء وأنا أنشد بهذه الأبيات:
فـراقكِ أعظم الأشياء عندي | وفـقـدكِ فاطم أدهى الثكول |
سأبكي حسرة وأنوح شجواً | عـلى خِلٍّ مضى أسنى سبيل |
ألا يا عين جودي واسعديني | فحزني دائم أبكي خليلي»(1) |
____________
1- البحار 43: 179.
نجاة محبّيها من النار بيدها المباركة:
25 ـ في الصحيح عن محمّد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لفاطمة وقفةٌ على باب جهنّم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كلّ رجل: مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحبّ قد كثرت ذنوبه إلى النار، فتقرأ بين عينيه محبّاً (محبّنا) فتقول: إلهي وسيّدي سمّيتني فاطمة وفطمت بي من تولاّني وتولّى ذرّيتي من النار، ووعدُك الحقّ وأنت لا تخلف الميعاد، فيقول الله عزّ وجلّ: صدقتِ يا فاطمة، إنّي سمّيتكِ فاطمة، وفمطتُ بكِ من أحبّكِ وتولاّكِ وأحبّ ذرّيتكِ وتولاّهم من النار، ووعدي الحقّ وأنا لا اُخلف الميعاد، وإنّما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه، فاُشفّعكِ ليتبيّن لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفكِ منّي ومكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً، فجذبت بيده وأدخلته الجنّة.
26 ـ عن أبي الحسن الثالث (الإمام الهادي (عليه السلام)) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّما سمّيت ابنتي فاطمة لأنّ الله عزّ وجلّ فطمها وفطم من أحبّها من النار(1).
____________
1- العوالم 6: 30.
حديث «لولاك»
من الأحاديث المشهور، بل كاد أن يكون متواتراً، من طرق الشيعة، بل وعند السنّة، أنّه ورد في الحديث القدسي في ليلة المعراج: قال الله تعالى: «يا أحمد، لولاك لما خلقت الأفلاك».
وعن ابن عساكر عن سلمان: قال رسول الله: هبط جبرئيل عليّ فقال: إنّ ربّك يقول إن كنت اتّخذت إبراهيم خليلا فقد اتّخذتك حبيباً، وما خلقت خلقاً أكرم عليّ منك، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لاُعرّفهم كرامتك ومنزلتك عندي، ولولاك ما خلقت الدنيا(1).
في الدلائل والحاكم والطبراني والعسقلاني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن عمر بن الخطّاب عن رسول الله قال: لمّا اقترف آدم الخطيئة قال: ربّ أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي، فقال تعالى: يا آدم، وكيف عرفت محمّداً ولم أخلقه؟ قال: لأنّك يا ربّ لمّا خلقتني بيدك، ونفخت فيّ من روحك فرفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، فعلمت
____________
1- الزاهب اللدنيّة 1: 12، تهذيب تأريخ دمشق 1: 323.
وفي المواهب من طرق العامّة روي أنّه لمّا اُخرج آدم من الجنّة رأى مكتوباً على ساق العرش وعلى كلّ موضع من الجنّة اسم محمّد (صلى الله عليه وآله) مقروناً باسم الله تعالى، فقال: يا ربّ، هذا محمّد من هو؟ فقال الله: هذا ولدك الذي لولاه لما خلقتك، فقال: يا ربّ، بحرمة هذا الولد ارحم هذا الوالد، فنودي يا آدم: لو تشفّعت إلينا بمحمّد في أهل السماوات والأرض لشفّعناك(2).
وفي خبر آخر قرن اسم عليّ مع محمّد، وفي آخر: محمّد رسول الله أيّدته بعليّ.
وفي الدلائل بأسانيده عن عمر بن الخطّاب في ذيل قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات}(3)، قال آدم: أسألك بحقّ محمّد وآله إلاّ غفرت لي، فتاب الله عليه وقال: ولولا هو ما خلقتك.
وفي الخصائص العلويّة عن ابن عباس في حديث: ولمّا نفخ في آدم من روحه تداخله العجب فقال: يا ربّ خلقت خلقاً هو أحبّ إليك منّي؟ فقال تعالى: نعم ولولاهم ما خلقتك، فقال: يا ربّ أرنيهم، فرفعت الملائكة الحجب فرأى آدم بخمسة أشباح قدّام العرش فقال: يا ربّ من هؤلاء؟ قال تعالى: هذا نبيّي وهذا
____________
1- كنز العمّال 6: 114، دلائل الإمامة 5: 489، المستدرك 2: 615، المواهب 1: 43.
2- المواهب 1: 12.
3- البقرة: 37.
ومن طرق الإمامية ما رواه الصدوق في الإكمال بسنده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله: فأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال (عليه السلام): يا عليّ إنّ الله تبارك وتعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين، وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمة من بعدك، فإنّ الملائكة لخدّامنا وخدّام محبّينا، يا علي، الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتا، يا عليّ، لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حوّاء ولا الجنّة ولا النار ولا السماء ولا الأرض، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربّنا عزّ وجلّ وتسبيحه وتقديسه وتهليله، لأنّ أوّل ما خلق الله عزّ وجلّ أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده، ثمّ خلق الملائكة، فلمّا شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظموا اُمورنا، فسبّحنا لتعلم الملائكة إنّا خلق مخلوقون وأنّه منزّه عن صفاتنا، فسبّحت الملائكة لتسبيحنا ونزّهته عن صفاتنا، فلمّا شاهدوا عظم شأننا، هلّلنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلاّ الله
____________
1- تفسير البرهان 1: 89، عن الخصائص العلويّة، تأويل الآيات 1: 27، والبحار 26: 325.
____________
1- مكيال المكارم 1: 33.