التاسع: ابن المغازلي هذا قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان قال: حدثنا محمد ابن الحسن بن سليمان قال: حدثنا عبد الله بن محمد العكبري قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عنان(2) الهروي قال: حدثنا جابر بن سهل بن عمر بن حفص، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن سالم ابن أبي الجعد، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " كنت أنا وعلي نورا عن يمين العرش يسبح الله ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلم أزل أنا وعلي في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب "(3).
العاشر: ابن المغازلي قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن مهدي السقطي الواسطي إملاء، قال: حدثنا أحمد بن علي القواريري الواسطي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن ثابت، قال: حدثنا محمد بن مصفا، قال: حدثنا بقية بن الوليد عن سويد بن عبد العزيز، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن الله عز وجل أنزل قطعة من نور فأسكنها في صلب آدم فساقها حتى قسمها جزئين جزء في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب فأخرجني نبيا، وأخرج عليا وصيا "(4).
الحادي عشر: ابن شيرويه الديلمي - وهو من أعيان علماء العامة - من كتاب الفردوس، في باب الخاء، قال بإسناده عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خلقت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم بأربعة آلاف عام، فلما خلق الله [ تعالى ] آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب، ففي النبوة، وفي علي الخلافة "(5).
____________
(1) المناقب لابن المغازلي: 87، والمسترشد: 630.
(2) في المناقب: (محمد بن أحمد بن عثمان نا محمد بن عنان).
(3) المناقب لابن المغازلي: 87، وتذكرة الخواص: 52.
(4) المناقب لابن المغازلي: 89 ح 132.
(5) الفردوس بمأثور الخطاب: 2 / 191 / ح 2952.
فقلت يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك قال: يا علي أحببت ما أحب الله، وأخذت بآداب الله، يا علي، أن خالقي ورازقي أبى أن يكون لي أخ دونك، يا علي أنت وصيي من بعدي، وأنت المظلوم المضطهد بعدي، يا علي الثابت عليك كالمقيم معي، ومفارقك مفارقي، يا علي كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك، إن الله خلقني وإياك من نور واحد "(1).
الثالث عشر: الفقيه أبو الحسن من طريق المخالفين مرسلا عن سلمان الفارسي، وابن عباس قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " دنوت من ربي قاب قوسين(2) أو أدنى وكلمني ربي، وكان من جبلي عقيق ثم قال: يا أحمد: إني خلقتك وعليا من نوري، وخلقت هذين الجبلين من نور وجه علي بن أبي طالب، فوعزتي وجلالي لقد خلقتهما علامة بين خلقي يعرف بها المؤمنون، ولقد أقسمت بعزتي على نفسي أن أحرم على جسم لابسه النار إذا تولى علي بن أبي طالب "(3).
الرابع عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد، قال: أخبرنا شهردار إجازة أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله الهمداني، أخبرنا والدي أبو بكر محمد(4) قال: حدثنا أبي عن عبد الرحمن(5) بن محمد بن أحمد النيسابوري، حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله النابختي(6) البغدادي من حفظه، بدينور، حدثنا [ محمد بن جرير الطبري، حدثنا ] محمد بن حميد الرازي، حدثنا العلاء بن الحسين الهمداني، حدثنا أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي، عن عبد الله بن عمر(7) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد سأل بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج قال: " خاطبني بلغة علي(8) وألهمني أن قلت
____________
(1) مائة منقبة: 59 / ح 33 والمناقب: 47.
(2) في المخطوطة: دنوت من ربي فكنت منه قاب قوسين.
(3) مائة منقبة: 168 / ح 93.
(4) في المناقب للخوارزمي هكذا جاء صدر السند: (أنبأني مهذب الأئمة هذا، أخبرني أبو القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقري، أخبرني والدي أبو بكر محمد).
(5) في المناقب للخوارزمي: حدثنا أبو علي عبد الرحمن.
(6) في المناقب للخوارزمي: النانجي.
(7) لا يخفى أن أبا مخنف لوط بن يحيى لم يدرك ابن عمر. فالظاهر سقوط الواسطة بينهما.
(8) في المناقب للخوارزمي: بلغة علي بن أبي طالب (عليه السلام).
الخامس عشر: صاحب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة قال: حدث محمد بن علي بن سعد الجوهري(4)، عن القاسم بن الحسن، عن أبيه الحسن، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي بن العباس، عن أبان عن أنس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، " لما خلق الله عز وجل آدم نظر إلى سرادق العرش فرأى مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله وأسماء أربعة فقال آدم (عليه السلام): يا إلهي خلقت خلقا من إنس قبلي؟ فقال: لا، فقال: وما هذه الأسماء التي أراها؟ فقال: يا آدم هؤلاء خيرتي من خلقي، وصفوتي، يا آدم لولا هؤلاء [ ما خلقتك ولولا هؤلاء ] ما خلقت الجنة ولا النار، إياك أن تنظر إليهم بعين الحسد يا آدم فلما أكل آدم (عليه السلام) من الشجرة وأخرج من الجنة ونال الخطيئة وأراد التوبة قال في توبته وتضرعه إلى ربه: إلهي بحق الخمسة الذين على سرادق العرش إلا غفرت لي فأوحى الله تعالى إليه: يا آدم قد غفرت لك فكان ذلك في سابق علمي فيك يا آدم، فقال آدم: إلهي بحق هؤلاء الخمسة وبحق المغفرة إلا عرفتني من هؤلاء؟ قال تعالى يا آدم هؤلاء الخمسة من ولدك شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي العظام، فأنا المحمود وهذا أحمد، وأنا العالي وهذا علي، وأنا الفاطر وهذه فاطمة، وأنا المحسن وهذا الحسن، وأنا الإحسان وهذا حسين ".
السادس عشر: موفق بن أحمد بإسناده عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد لله، فأوحى الله إليه حمدتني عبدي(5) وعزتي وجلالي لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك قال: إلهي فيكونان(6)؟ قال:
نعم يا آدم ارفع رأسك وانظر فرفع رأسه فإذا هو مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله نبي الرحمة علي مقيم الحجة، ومن عرف حق علي زكى وطاب، ومن أنكر حقه لعن وخاب، أقسمت بعزتي أن أدخل الجنة من أطاعه وإن عصاني وأقسم أن أدخل النار(7) من عصاه وإن
____________
(1) في المناقب للخوارزمي: ولا أوصف بالأشياء.
(2) في المناقب للخوارزمي: على سرائر قلبك.
(3) المناقب للخوارزمي: 36، مقتل الحسين للخوارزمي: 1 / 42.
(4) في المخطوطة: (محمد بن سعد الجوهري).
(5) في المناقب للخوارزمي: حمدني عبدي.
(6) في المناقب للخوارزمي: فيكونان مني.
(7) في المناقب للخوارزمي: وأقسم بعزتي أن أدخل النار.
السابع عشر: موفق بن أحمد - من أعيان علماء العامة - قال: أخبرني سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني كتابة، حدثنا الشيخ أبو الحسن(2) صاعد بن محمد الضيافي الدامغاني(3)، حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد العزيز البسطامي، حدثنا أبو بكر القرشي، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا، حدثنا هدية بن خالد القيسي، عن حماد بن ثابت(4)، عن عبيد بن عمر الليثي، عن عثمان بن عفان قال: قال عمر بن الخطاب: إن الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب(5).
الثامن عشر: عنه بإسناده عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خلق الله تعالى من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة "(6).
التاسع عشر: أبو الحسن الفقيه محمد بن أحمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بحذف الإسناد، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت أبا بكر بن أبي قحافة يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إن الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكة يسبحون ويقدسون ويكتبون ذلك لمحبيه ومحبي ولده (عليهم السلام) "(7).
____________
(1) المناقب للخوارزمي: 227، ط النجف الأشرف.
(2) في المناقب للخوارزمي: أخبرني الشيخ الخطيب أبو الحسن.
(3) في المناقب للخوارزمي: محمد بن الغياث الدامغاني.
(4) في المناقب للخوارزمي: حماد بن ثابت البناني.
(5) المناقب للخوارزمي: 236 ط النجف.
(6) المناقب للخوارزمي: 31 ط النجف، مقتل الحسين للخوارزمي 1 / 39.
(7) مقتل الحسين للخوارزمي: 1 / 97.
الباب الثاني
لولا محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وصيه الإمام والأئمة الأحد عشر من ولده
ما خلق الله تعالى الخلق، وهم من نور واحد
الأول: محمد بن علي بن بابويه قال: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثني بشير بن سعيد بن قيلويه المعدل بالمرافقة، قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني، قال: سمعت محمد بن حرب أمير المؤمنين يقول: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله في نفسي مسألة أريد أن أسألك عنها، فقال: " إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني، وإن شئت فسل "، قال: قلت له: يا بن رسول الله وبأي شئ تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه؟ فقال: " بالتوسم والتفرس، أما سمعت قول الله عز وجل: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) *(1) وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل " قال:
فقلت له: يا بن رسول الله فأخبرني بمسألتي، قال: " أردت أن تسألني عن رسول الله لم لم يطق حمله علي (عليه السلام) عند حطه الأصنام من سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي به ورائه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يركب الناقة والفرس والبغلة والحمار وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون علي في القوة والشدة؟ قال: فقلت له: عن هذا والله أردت أن أسألك يا بن رسول الله فأخبرني، فقال: إن عليا برسول الله شرف، وبه ارتفع، وبه وصل إلى إطفاء نار الشرك، وإبطال كل معبود من دون الله عز وجل، ولو علاه النبي (صلى الله عليه وآله) لحط الأصنام لكان بعلي مرتفعا وشريفا وواصلا إلى حط الأصنام، فلو كان ذلك لكان أفضل منه، ألا ترى أن عليا قال: لما علوت ظهر رسول الله شرفت وارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها، أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله وقد قال علي (عليه السلام): أنا من أحمد كالضوء من الضوء! أما علمت أن محمدا
____________
(1) سورة الحجر: 75.
وروي في خبر آخر أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حمل الحسن وحمل جبرائيل الحسين ولهذا قال نعم الحاملان، وأنه (صلى الله عليه وآله) كان يصلي بأصحابه فأطال سجدة من سجداته فلما سلم قيل له: يا رسول الله لقد أطلت هذه السجدة فقال (صلى الله عليه وآله): إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى ينزل، وإنما أراد بذلك رفعهم وتشريفهم فالنبي (صلى الله عليه وآله) إمام نبي وعلي إمام ليس بنبي ولا رسول، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة ".
قال محمد بن حرب الهلالي: فقلت له: زدني يا بن رسول الله فقال: " إنك لأهل للزيادة إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حمل عليا على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده، وإمام الأئمة من صلبه، كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا، قال: فقلت له زدني يا بن رسول الله: فقال: احتمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله ما عليه من الدين والعداة والأداء عنه من بعده، قال: فقلت له: يا بن رسول الله زدني، فقال: إنه احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله، وما حمل إلا لأنه معصوم لا يحمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وثوابا، وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: يا علي إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي، وذلك قوله تعالى: * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) *(1) ولما أنزل الله عز وجل عليه: * (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم) *(2) قال النبي (صلى الله عليه وآله) أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وعلي نفسي وأخي، أطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقي، ثم تلا هذه الآية: * (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين) *(3).
____________
(1) سورة الفتح: 2.
(2) سورة المائدة: 105.
(3) سورة النور: 54.
الثاني: محمد بن علي بن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال: حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي بن العباس التميمي الرازي قال: حدثني أبي قال:
حدثني سيدي علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي(3) قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب: قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خلقت أنا وعلي من نور واحد "(4).
الثالث: ابن بابويه، قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد النيسابوري الروياني(5) بنيسابور - وما لقيت أنصب منه - قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران السراج، قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن محمد بن إسرائيل، عن أبي صالح، عن أبي ذر (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: " خلقت أنا وعلي من نور واحد نسبح الله يمنة العرش، قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه، ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه، ولقد هم بالخطيئة ونحن في صلبه، ولقد ركب نوح السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف بإبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل ينقلنا الله عز وجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب، فقسمنا نصفين فجعلني في صلب عبد الله، وجعل عليا في صلب أبي طالب وجعل في النبوة والبركة، وجعل في علي الفصاحة والفروسية، وشق لنا اسمين من أسمائه، فذو العرش محمود وأنا محمد، والله الأعلى وهذا علي "(6).
الرابع: الشيخ الطوسي في أماليه عن أبي محمد الفحام، قال: حدثني المنصوري قال: حدثني
____________
(1) في النسخة المخطوطة: ثم قال لي.
(2) بحار الأنوار 38 / 79 - 82. عن " معاني الأخبار " و " علل الشرائع ".
(3) في الأمالي: قال: حدثني أخي الحسن.
(4) الأمالي: 209 ط النجف الأشرف.
(5) في معاني الأخبار: المرواني.
(6) معاني الأخبار: 56 ط إيران. بحار الأنوار 15 / 11.
حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن موسى الرضا، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي ابن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال لي النبي (صلى الله عليه وآله) يا علي خلقني الله تعالى وأنت من نور الله حين خلق آدم، وأفرغ ذلك النور في صلبه فأفضى به إلى عبد المطلب، ثم افترقنا(1) من عبد المطلب أنا في عبد الله وأنت في أبي طالب لا تصلح النبوة إلا لي، ولا تصلح الوصية إلا لك، فمن جحد وصيتك جحد نبوتي، ومن جحد نبوتي أكبه الله على منخريه في النار "(2).
الخامس: شرف الدين النجفي فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) من القرآن عن الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان بإسناده، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) قال: " إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد من نور اخترعه من نور عظمته(3) وجلاله وهو نور لاهوتية الذي تبدى الاه (أي من إلهيته من إنيته الذي تبدأ منه) وتجلى لموسى (عليه السلام) في طور سيناء، فما استقر له ولا أطاق موسى لرؤيته، ولا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه، وكان ذلك النور نور محمد (صلى الله عليه وآله) فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين: فخلق من الشطر الأول محمدا، ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب، ولم يخلق من ذلك النور غيرهما، خلقهما الله بيده ونفخ فيهما بنفسه لنفسه، وصورهما على صورتهما وجعلهما أمناء له، وشهداء على خلقه، وخلفاء على خليقته، وعينا له عليهم، ولسانا له إليهم، قد استودع فيهما علمه، وعلمهما البيان، واستطلعهما على غيبه، وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه ولا يقوم أحدهما بغير صاحبه، ظاهرهما بشرية، وباطنهما لاهوتية، ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية، حتى يطيقوا رؤيتهما، وهو قوله تعالى: * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) * فهما مقام رب العالمين، وحجابا لخالق الخلائق أجمعين، بهما فتح بدء الخلائق، وبهما يختم الملك والمقادير. ثم اقتبس من نور محمد فاطمة ابنته، كما اقتبس نوره من نوره، واقتبس من نور فاطمة وعلي الحسن والحسين كاقتباس المصابيح هم خلقوا من الأنوار، وانتقلوا من ظهر إلى ظهر، ومن صلب إلى صلب، ومن رحم إلى
____________
(1) في البحار: ثم افترق.
(2) أمالي الشيخ الطوسي 1 / 301 ط. النجف، بحار الأنوار 15 / 12 باختلاف يسير في السند.
(3) في البحار: خلق نور محمد من اختراعه، من نور عظمته.
السادس: ابن بابويه قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني(2)، قال: حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله(3) ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي ابن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني. قال علي (عليه السلام): فقلت: يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرائيل؟ فقال: يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين، وفضلني على جمع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي، وللأئمة من بعدك فإن الملائكة من خدامنا(4) وخدام محبينا، يا علي (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا)(5) بولايتنا، يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حواء، ولا الجنة ولا النار، ولا السماء ولا الأرض فكيف لا تكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا(6)، وتسبيحه وتهليله وتقديسه، لأن أول ما خلق الله عز وجل أرواحنا فانطقنا بتوحيده وتحميده(7) ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمرنا فسبحنا لتعلم
____________
(1) بحار الأنوار 35 / 28. مع اختلاف في السند والمتن.
(2) في كمال الدين: محمد بن علي بن أحمد.
(3) في كمال الدين: إبراهيم بن عبد الله.
(4) في النسخة المخطوط: لخدامنا.
(5) سورة غافر: 40.
(6) في النسخة المخطوطة: إلى التوحيد ومعرفة ربنا عز وجل.
(7) في كمال الدين: بتوحيده وتمجيده.
تقدم يا محمد وتخلف هو عني فقلت: يا جبرائيل في مثل هذا الموضع تفارقني؟ فقال: يا محمد إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله عز وجل لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله فزج بي في النور زجة(3) حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله من علو ملكه(4) فنوديت يا محمد أنت عبدي(5) وأنا ربك فإياي فاعبد، وعلي فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي، لك ولمن تبعك خلقت جنتي، ولمن خالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتهم(6) أوجبت ثوابي، فقلت يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت يا محمد [ إن ] أوصياءك المكتوبون على ساق العرش، فنظرت - وأنا بين يدي ربي جل جلاله - إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه(7)
____________
(1) في كمال الدين: كبرنا الله.
(2) في كمال الدين: فقالت الملائكة: لا حول ولا قوة إلا بالله.
(3) في كمال الدين: فزخ بي زخة في النور.
(4) في كمال الدين: من ملكوته.
(5) في كمال الدين: فنوديت يا محمد؟ فقلت: لبيك ربي وسعديك، تباركت وتعاليت، فنوديت يا محمد أنت عبدي.
(6) في كمال الدين: ولشيعتك.
(7) في كمال الدين: مكتوب عليه.
السابع: محمد بن خالد الطيالسي، ومحمد بن عيسى بن عبيد بإسنادهما عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): " كان الله(5) ولا شئ غيره ولا معلوم ولا مجهول، فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته(6) فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه، لا سماء(7) ولا أرض ولا مكان ولا ليل ولا نهار ولا شمس ولا قمر ففضل نورنا(8) من نور ربنا كشعاع الشمس من الشمس نسبح الله تعالى ونقدسه ونحمده ونعبده حق عبادته، ثم بدا الله تعالى أن يخلق المكان فخلقه، وكتب على المكان: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين ووصيه به أيدته وبه نصرته، ثم كيف الله(9) العرش فكتب على سرادقات العرش مثل ذلك، ثم السماوات(10) فكتب على أطرافها مثل ذلك، ثم خلق الجنة والنار فكتب عليهما مثل ذلك، ثم خلق الله الملائكة وأسكنهم السماء، ثم تراءى لهم الله تعالى(11) وأخذ عليهم الميثاق له بربوبيته ولمحمد (صلى الله عليه وآله) بالنبوة ولعلي (عليه السلام) بالولاية فاضطربت فرائص الملائكة فسخط الله تعالى على الملائكة واحتجب عنهم فلاذوا بالعرش سبع سنين يستجيرون الله من سخطه ويقرون بما أخذ عليهم ويسألونه الرضا فرضي عنهم بعد ما أقروا بذلك، فأسكنهم بذلك الإقرار السماء واختصهم لنفسه واختارهم لعبادته، ثم أمر الله تعالى أنوارنا أن تسبح فسبحنا
____________
(1) في كمال الدين: وحججي بعدك.
(2) في كمال الدين: الرقاب.
(3) في كمال الدين: حتى يعلن دعوتي.
(4) كمال الدين: 254، بحار الأنوار 26 / 335، عن: عيون الأخبار وعلل الشرائع.
(5) في البحار: يا جابر كان الله.
(6) في البحار: من نوره وعظمته.
(7) في البحار: حيث لا سماء.
(8) في البحار: يفصل نورنا.
(9) في البحار: خلق الله.
(10) في البحار: ثم خلق الله السماوات.
(11) المراد أن الله عرف نفسه لهم.