الصفحة 28
إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل إليهم ولعلهم يتفكرون) * وقال عز وجل: * (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) * "(1).

الحديث التاسع: ابن يعقوب عن محمد عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي عبد الله (عليه السلام) بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعا منها قال له: كف واسكت، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): " لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلوا عنكم فيه العمى ويعرفوكم فيه الحق قال الله تبارك وتعالى: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * "(2).

الحديث العاشر: محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) وكلما في هذا عنه فهو منه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * قال: " الذكر القرآن وآل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل الذكر وهم المسؤولون "(3).

الحديث الحادي عشر: محمد بن الحسن الصفار وعن محمد بن الحسين عن أبي داود عن سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن مصور عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول الله تباك وتعالى:

* (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * فمن المعنون(4) بذلك قال: " نحن "، قال: قلت: فأنتم المسؤولون قال: " نعم "، قلت: ونحن السائلون، قال: " نعم "، قلت: فعلينا أن نسألكم؟ قال: " نعم "، قلت: عليكم أن تجيبونا؟ قال: " لا ذلك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل " ثم قال " هذا عطاؤنا فأمنن أو امسك بغير حساب "(5).

الحديث الثاني عشر: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قالا حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال: حضر الرضا (عليه السلام) فجلس المأمون بمرو وقد اجتمع إليه في مجلسه من علماء أهل العراق وخراسان، وذكر الحديث في الفرق بين الآل والأمة والحديث مذكور بطوله في عيون أخبار الرضا (عليه السلام)(6) وتقدم عن قريب في هذا الكتاب في ذكر الحديث إلى أن قال فيه الرضا (عليه السلام): " نحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى في كتابه: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * فنحن أهل الذكر

____________

(1) الكافي: 1 / 295 ح 3 والحديث طويل هذا وسطه، والآية في النحل: 46.

(2) الكافي: 1 / 50 ح 10.

(3) البصائر: 62 / ح 23 / باب 19.

(4) في المصدر: المعني.

(5) البصائر: 62 - 63 / ح 25 باب.

(6) عيون الأخبار: 2 / 207 ح 1 / باب 23.


الصفحة 29
فسألونا إن كنتم لا تعلمون " فقالت العلماء: إنما عنى بذلك اليهود والنصارى، فقال أبو الحسن (عليه السلام) " سبحان الله وهل يجوز ذلك إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون: هو أفضل من دين الإسلام ".

فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا؟ فقال: " نعم الذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونحن أهله، وذلك بين في كتاب الله حيث يقول في سورة الطلاق: * (فاتقوا لله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات) * فالذكر رسول الله ونحن أهله "(1).

الحديث الثالث عشر: علي بن إبراهيم قال: حدثني محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي داود وسليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى:

* (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * من المعنون بذلك؟ فقال: " نحن والله " فقلت: وأنتم المسؤولون؟ قال: " نعم "، وساق الحديث السابق(2) أعني حديث: عن ثعلبة عن مصور عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إلا أن فيه: وإن شئنا تركنا(3).

الحديث الرابع عشر: الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن هشام قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله تعالى: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * من هم؟ قال: " نحن " قلت علينا أن نسألكم قال:

" نعم " قال: فقلت: فعليكم أن تجيبونا؟ قال: " ذلك إلينا "(4).

الحديث الخامس عشر: المفيد في إرشاده قال: أخبرني الشرف أبو محمد الحسن بن محمد قال: حدثني جدي قال: حدثني شيخ من أشياخ الري قد علت سنه قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد الحماني عن معاوية بن عمار الدهني عن محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله جل اسمه: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * قال: " نحن أهل الذكر " قال الشيخ المفيد عقيب هذا الحديث: قال الشيخ الرازي: وقد سألت محمد بن مقاتل عن هذا فتكلم فيه برأيه وقال: هل الذكر العلماء، فذكرت ذلك لأبي زرعة فبقي متعجبا من قوله، وأوردت عليه ما حدثني به يحيى بن عبد الحميد قال: صدق محمد بن علي على أنهم أهل الذكر، ولعمري إن أبا جعفر لمن أكبر العلماء.

وقد روى أبو جعفر (عليه السلام) أخبار المبتدأ وأخبار الأنبياء وكتب عنه الناس المغازي وأثروا عنه السنن واعتمدوا عليه مناسك التي للحج رواها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتبوا عنه تفسير القرآن وروت عنه الخاصة والعامة وأهل الأخبار، وناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء، وحفظ الناس عنه كثيرا من علم الكلام(5).

____________

(1) العيون: 2 / 216.

(2) مراده الحديث: 11.

(3) تفسير القمي: 2 / 68.

(4) أمالي الطوسي: 664 / مجلس 35 / ح 34.

(5) الإرشاد: 2 / 163.


الصفحة 30
الحديث السادس عشر: محمد بن العباس بن ماهيار الشيخ الثقة في تفسير القرآن فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن الحصين بن المخارق عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي أمير المؤمنين في قوله عز وجل:

* (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * قال: " نحن أهل الذكر "(1).

الحديث السابع عشر: العياشي في تفسيره بحذف الإسناد عن حمزة بن محمد الطيار عرضت على أبي عبد الله (عليه السلام) كلاما لأبي فقال: " اكتب فإنه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف والتثبت فيه ورده إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد، ويجلو عنكم فيه العمى قال الله:

* (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * "(2).

الحديث الثامن عشر: العياشي بحذف الإسناد عن حمزة بن الطيار قال: عرضت علي أبي عبد الله (عليه السلام) بعض خطب أبيه حتى انتهى إلى موضع فقال: " كف " فأمسكت، ثم قال لي: " اكتب وأملى على أنه لا يسعكم، [ وذكر ] الحديث الأول "(3).

الحديث التاسع عشر: العياشي بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: إن من عندنا يزعمون أن قول الله: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * إنهم اليهود والنصارى فقال:

" إذا يدعوكم إلى دينهم " قال: ثم قال بيده إلى صدره: " نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون " قال:

قال أبو جعفر (عليه السلام): " الذكر القرآن "(4).

الحديث العشرون: العياشي بإسناده عن أحمد بن محمد قال: كتب إلي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) " عافانا الله وإياك أحسن عافية إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، وإذا خفنا خاف وإذا أمنا أمن قال الله: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * قال: * (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم) * الآية فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا، ولم يفرض علينا الجواب أو لم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا إياكم وذلك فإنه إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لأنبيائهم قال الله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدو لكم تسؤكم) * "(5).

الحديث الحادي والعشرون: شرف الدين النجفي فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) روى جابر بن يزيد ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: " نحن أهل الذكر "(6).

____________

(1) تأويل الآيات: 1 / 324.

(2) تفسير العياشي: 2 / 260 ح 30.

(3) المصدر السابق: ح 31.

(4) تأويل الآيات: 2 / 261 ح 32.

(5) تأويل الآيات: 2 / 261 ح 33.

(6) تأويل الآيات: 1 / 255 ح 7 وللحديث تتمة.


الصفحة 31

الباب السادس والثلاثون

في إن أهل البيت (عليهم السلام) هم الحبل الذي أمر لله تعالى بالاعتصام به
في قوله تعالى * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) *

من طريق العامة وفيه أربعة أحاديث


الحديث الأول: الثعلبي في تفسيره قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن عبد الله حدثنا عثمان بن الحسن حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد قال: حدثنا حسن بن حسين حدثنا يحيى بن علي الربعي عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: " نحن حبل الله الذي قال الله تعالى: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * "(1).

الحديث الثاني: محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة من طريق النصاب قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وكان هذا الرجل من موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن هاشم والحسين بن السكن معا قالا:

حدثنا عبد الرزاق بن همام قال: أخبرني أبي عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: وفد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل اليمن فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا، فلما دخلوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: قوم رقيقة قلوبهم راسخ إيمانهم، منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك، فقالوا: يا رسول الله ومن وصيك؟ فقال: " هو الذي أمركم الله بالاعتصام به فقال عز وجل: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) *(2) " فقالوا: يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل فقال: " هو قول الله * (إلا بحبل من الله وحبل من الناس) *(3) فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي " فقالوا: يا رسول الله ومن وصيك؟

فقال: " هو الذي أنزل فيه * (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) *(4) " فقالوا: يا رسول الله وما جنب الله هذا؟ فقال: " هو الذي يقول الله فيه * (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا

____________

(1) العمدة عن الثعلبي المخطوط: 288.

(2) آل عمران: 103.

(3) آل عمران: 112.

(4) الزمر: 56.


الصفحة 32
ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) *(1) هو وصيي، والسبيل إلي من بعدي " فقالوا: يا رسول الله بالذي بعثك بالحق أرناه فقد اشتقنا إليه، فقال: " هو الذي جعله آية للمؤمنين المتقين فإن نظرتهم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم إني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو لأن الله عز وجل يقول في كتابه:

* (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) *(2) [ أي ] إليه وإلى ذريته (عليه السلام) " قال: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين وأبو غرة الخولاني في الخولانيين وظبيان وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد [ الأنزع ] الأصلع البطين وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " أنتم نخبة الله حين عرفتم وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو " فرفعوا أصواتهم يبكون وقالوا: يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا وانجاشت أكبادنا وهملت أعيننا وانثلجت(3) صدورنا حتى كأنه لنا أب ونحن عنده(4) بنون، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " (ما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) أنتم منه بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى وأنتم من النار مبعدون ".

فقال: فبقي هؤلاء القوم المسلمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمل وصفين، فقتلوا بصفين رحمهم الله وكان النبي (صلى الله عليه وآله) يبشرهم بالجنة وأخبرهم إنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه(5).

الحديث الثالث: صاحب كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن ابن المبارك بن مسرور قال: حدثني علي بن محمد بن علي الأنذركي بقراءتي عليه قال: أبو القاسم عيسى بن علي الموصلي عن القاضي أبي طاهر محمد بن أحمد بن عمرو النهاوندي قاضي البصرة قال: حدثني محمد بن عبد الله بن سليمان بن مطير عن الحسن بن عبد الملك عن أسباط عن الأعمش عن سعد ابن جبير عن عبد الله بن عباس قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول الله سمعتك تقول: * (واعتصموا بحبل الله) * فما حبل الله الذي نعتصم به؟ فضرب النبي (صلى الله عليه وآله) يده في يد علي

____________

(1) الفرقان: 27.

(2) إبراهيم: 47.

(3) انثلجت: ارتاحت وكان في المخطوط: وتبلجت، وانجاشت: اضطربت.

(4) في المصدر: له.

(5) كتاب الغيبة: 39 - 40 ح 1.


الصفحة 33
وقال: " تمسكوا بهذا فهذا هو الحبل المتين "(1).

الحديث الرابع: ابن شهرآشوب عن محمد بن علي العنبري بإسناده عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه سأل أعرابي عن هذه الآية * (واعتصموا بحبل الله جميعا) * فأخذ رسول الله يده علي وقال: " يا أعرابي هذا حبل الله فاعتصم به " فدار الأعرابي من خلف علي واحتضنه(2) وقال: اللهم إني أشهدك أني قد اعتصمت بحبلك، فقال: رسول الله: " من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا " ثم قال ابن شهرآشوب: وروي نحو من ذلك عن الباقر (عليه السلام) [ والصادق ](3).

____________

(1) ينابيع المودة: 1 / 356 ح 11، وتفسير فرات: 90 ح 371.

(2) في المصدر: فالتزمه.

(3) مناقب آل أبي طالب: 2 / 273.


الصفحة 34

الباب السابع والثلاثون

في أن أهل البيت (عليهم السلام) هم الحبل الذي أمر الله عز وجل بالاعتصام به
في قوله تعالى * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) *

من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث


الحديث الأول: السيد الرضي (رضي الله عنه) في الخصائص قال: حدثني هارون بن موسى قال: حدثني أحمد بن محمد بن علي(1) قال: حدثنا أبو موسى عيسى الضرير البجلي عن أبي الحسن (عليه السلام) قال:

" سألت أبي فقلت: ما كان بعد إفاقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: دخل عليه النساء يبكين وارتفعت الأصوات وضج الناس بالباب المهاجرون والأنصار قال علي (عليه السلام): فبينا أنا كذلك إذ نودي أين علي فأقبلت حتى دخلت عليه فانكببت عليه فقال لي: يا أخي فهمك الله وسددك ووفقك وأرشدك وأعانك وغفر لك ذنبك ورفع ذكرك ثم قال: يا أخي إن القوم سيشغلهم عني ما يريدون من عرض الدنيا ولهم عليه قادرون فلا يشغلك عني ما شغلهم فإنما مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها لله علما وإنما تؤتى من كل فج عميق وناد سحيق وإنما أنت العلم علم الهدى ونور الدين وهو نور الله يا أخي والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد ولقد أخبرت رجلا رجلا مما افترض الله عليهم من حقك وألزمهم من طاعتك فكل أجاب إليك وسلم الأمر إليك وأني لأعرف خلاف فعلهم فإذا قبضت وفرغت من جميع ما وصيتك به وغيبتني في قبري فألزم بيتك وأجمع القرآن على تأليفه والفرائض والأحكام على تنزيله ثم امض ذلك على عزائمه وعلى ما أمرتك به وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم حتى تقدم علي " قال عيسى: فسألته وقلت له جعلت فداك قد أكثر الناس من قولهم في أن النبي (صلى الله عليه وآله) أمر أبا بكر بالصلاة ثم أمر عمر فأطرق عني طويلا ثم قال:

" ليس كما ذكر الناس ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور لا ترضى إلا بكشفها " فقلت: بأبي أنت وأمي من أسأل عما انتفع به في ديني وتهتدي به نفسي مخافة أن أضل غيرك.

- وفي نسخة (الطرائف)(2) الثلاث والثلاثون: مخافة أن أصل وأنا لا أدري - وهل أجد أحدا

____________

(1) في المصدر: عمار.

(2) ذكرنا سابقا أن المراد به الطرف لابن طاووس وهو تكملة الطرائف.


الصفحة 35
يكشف لي المشكلات مثلك.

وقال: إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما ثقل في مرضه دعا عليا (عليه السلام) فوضع رأسه في حجره فأغمي عليه وحضرت الصلاة فإذن بها فخرجت عائشة وقالت: يا عمر أخرج فصل بالناس فقال: أبوك أولى بها مني، فقالت: صدقت ولكنه رجل لين وأكره أن يواثبه القوم فصل أنت، فقال: بلى يصلي هو وأنا أكفيه وإن وثب واثب أو تحرك متحرك مع أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مغمى عليه ولا أراه يفيق منها والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه - يعني عليا (عليه السلام) - فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق فإنه إذا فاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة وقد سمعت مناجاته له منذ الليلة في آخر كلامه يقول: لعلي (عليه السلام) الصلاة الصلاة فخرج أبو بكر يصلي بالناس فظنوا أنه بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يكبر حتى أفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " ادعوا عمي يعني العباس (رضي الله عنه) فدعي له فحمله وعلي (عليه السلام) حتى أخرجاه فصلى بالناس وإنه لقاعد، ثم حمل فوضع على المنبر بعد ذلك فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدورها، فبين باك وصايح ومسترجع وواجم والنبي (صلى الله عليه وآله) يخطب ساعة ويسكت ساعة وكان فيما ذكر من خطبته وقال: يا معاشر المهاجرين والأنصار من حضر في يومي هذا وساعته هذه من الإنس والجن ليبلغ شاهدكم غائبكم ألا وإني قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شئ حجة عليكم وحجتي وحجة وليي وخلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وضياءه وهو علي بن أبي طالب وهو حبل الله * (واعتصوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) *.

يا أيها الناس: هذا علي من أحبه وتولاه اليوم وبعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله ومن عاداه وأبغضه اليوم وبعد اليوم جاء يوم القيامة أصم وأعمى لا حجة له عند الله أيها الناس: لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين يسيل دماؤهم إياكم واتباع الضلالة والشورى للجهالة إلا وإن هذا الأمر له أصحاب قد سماهم الله عز وجل إلي وعرفنيهم وأبلغكم ما أرسلت به إليكم ولكني أراكم قوما تجهلون لا ترجعوا بعدي كفارا مرتدين تتأولون الكتاب على غير معرفة وتبتدعون السنة بأهواء. وكل سنة وحديث وكلام خالف القرآن فهو زورا وباطل القرآن إمام هاد وله قائد يهدي به ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وهو علي ابن أبي طالب هو ولي الأمر بعدي ووارث علمي وحكمتي وسري وعلانيتي وما ورثه

الصفحة 36
النبيون قبلي وأنا وارث وموروث فلا تكذبنكم أنفسكم.

أيها الناس: الله الله في أهل بيتي فإنهم أركان الدين ومصابيح الظلام ومعادن العلم علي أخي ووزيري وأميني والقائم من بعدي بأمر الله وأمري والموفي بذمتي ومحيي سنتي وهو أول الناس إيمانا وآخرهم بي عهدا عند الموت وأولهم لقاء إلي يوم القيامة فليبلغ شاهدكم غائبكم أيها الناس من كانت له تبعة أو دين فليأت علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه ضامن له كله حتى لا يبقى لأحد قبلي تبعة "(1).

الحديث الثاني: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب (الغيبة) قال: أخبرنا محمد بن همام بن سهيل قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الجبري(2) قال: حدثنا محمد بن زيد بن عبد الرحمن التيمي عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جده قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالسا ومعه أصحابه في المسجد فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة يسأل عما يعينه(3)، فطلع رجل طوال يشبه رجال مصر فسلم على رسول الله فجلس فقال: يا رسول الله إني سمعت الله عز وجل يقول فيما أنزل: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * فما هذا الحبل الذي أمرنا لله بالاعتصام به ولا نتفرق عنه؟ فأطرق رسول الله (صلى الله عليه وآله) مليا ثم رفع رأسه فأشار بيده إلى علي وقال: " هذا حبل الله الذي من تمسك به عصم به في دنياه ولم يضل في آخرته " فوثب الرجل إلى علي (عليه السلام) فاحتضنه من وراء ظهره وهو يقول: اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله ثم قام فولى فخرج. فقام رجل من الناس فقال: يا رسول الله ألحقه فأسأله أن يستغفر الله لي؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" إذا تجده موفقا، قال: فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر له، قال له: أفهمت ما قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما قلت له؟ قال: نعم، قال: فإن كنت مستمسكا بذلك الحبل يغفر لك الله وإلا فلا غفر(4) الله لك(5).

الحديث الثالث: الشيخ في أماليه قال: أخبرني أبو عمر - ويعني ابن مهدي - قال: حدثنا أحمد - يعني ابن عقدة - قال: حدثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال: حدثنا حسن بن حسين قال:

حدثنا أبو حفص الصائغ قال أبو العباس: هو عمر بن راشد أبو سليمان عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) في قوله: * (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) * قال: " نحن من النعيم وفي قوله: * (واعتصموا بحبل الله جميعا

____________

(1) خصائص الأئمة: 72، وكتاب الطرف لابن طاووس: 25 - 27، والبحار: 22 / 484 ح 31.

(2) في المصدر: الحميري.

(3) في المصدر: يعنيه.

(4) في المصدر: يغفر.

(5) غيبة النعماني: 41 / ح 2 / باب 2.


الصفحة 37
ولا تفرقوا) * قال علي بن أبي طالب: " حبل الله المتين "(1).

الحديث الخامس: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " آل محمد (صلى الله عليه وآله): هم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به فقال: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * "(2).

الحديث السادس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله * (ولا تفرقوا) * قال: " إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيتفرقون بعد نبيهم ويختلفون فنهاهم عن التفرق كما نهى من كان قبلهم فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد عليهم الصلاة والسلام ولا يتفرقوا "(3).

____________

(1) أمالي الطوسي: 272 / مجلس 10 / ح 48.

(2) تفسير العياشي: 1 / 194 ح 123.

(3) تفسير القمي: 1 / 108.


الصفحة 38

الباب الثامن والثلاثون

في أن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) هو العروة الوثقى وولايته

من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث


الحديث الأول: أبو المؤيد موفق بن أحمد من أعيان علماء العامة بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): " أنت العروة الوثقى "(1).

الحديث الثاني: أبو الحسن الفقيه محمد بن علي بن شاذان في المناقب المائة من طريق العامة بحذف الإسناد عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " معاشر الناس اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزع الأكبر " فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه؟

قال: " هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفة الله على الناس أجمعين، معاشر الناس من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية علي بن أبي طالب، فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي، معاشر الناس من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب (عليه السلام)، معاشر الناس من سره أن يقتدي بي فعليه أن يتوالى ولاية علي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي فإنهم خزان علمي "(2).

فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا سول الله ما عدة الأئمة؟

قال: " يا جابر سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور وهو عند الله اثني عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض وعدتهم عدة العيون التي انفجرت منه لموسى بن عمران حين ضرب بعصاه [ الحجر ] فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، [ وعدتهم ] عدة نقباء بني إسرائيل قال الله تعالى: * (وإذا أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا) * فالأئمة يا جابر اثنا عشر إماما أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم صلوات الله عليهم "(3).

____________

(1) مناقب الخوارزمي: 61 / ح 31.

(2) في المصدر تفاوت: من أراد أن يتول الله ورسوله فليقتد بعلي بعدي والأئمة.

(3) مائة منقبة: 71 - 72 المنقبة 41.


الصفحة 39
الحديث الثالث: ابن شاذان هذا من طريق العامة بحذف الإسناد عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال:

" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيكون بعدي فتنة مظلمة الناجي منهما من تمسك منها بالعروة الوثقى قيل:

يا رسول الله وما العروة الوثقى؟ قال: ولاية سيد الوصيين قيل: يا رسول لله من سيد الوصيين قال:

أمير المؤمنين قيل: يا رسول الله من أمير المؤمنين قال: مولى المسلمين وإمامهم بعدي قيل: يا رسول الله ومن مولى المسلمين وإمامهم بعدك؟ قال: أخي علي بن أبي طالب ".


الصفحة 40

الباب التاسع والثلاثون

في أن الأئمة (عليهم السلام) هم العروة الوثقى

من طريق الخاصة وفيه ثمانية أحاديث


الحديث الأول: ابن بابويه في معاني الأخبار قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن خلف بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك بولاية أخي ووصيي علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه ولا ينجو من أبغضه وعاداه "(1).

الحديث الثاني: ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا أبو عوانه قال: حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال:

حدثنا إسماعيل بن أبان عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا حذيفة أن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب الكفر به كفر بالله والشرك به شرك بالله والشك فيه شك في الله والإلحاد فيه إلحاد في الله والإنكار له إنكار لله والإيمان به إيمان بالله لأنه أخو رسول الله ووصيه وإمام أمته ومولاهم وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى التي لا انفصام لها وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له محب غال ومقصر يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني ولا تخالفن عليا فتخالفني إن عليا مني وأنا منه من أسخطه فقد أسخطني ومن أرضاه فقد أرضاني "(2).

الحديث الثالث: ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم المؤدب قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد بن بشار عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور الواسطي عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف الخفاف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووزيره ووارثه أنا أخو رسول الله ووصيه وحبيبه أنا صفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصاحبه أنا ابن عم رسول الله

____________

(1) معاني الأخبار: 368 / ح 1.

(2) أمالي الصدوق. 264 / مجلس 36 / ح 3.


الصفحة 41
وزوج ابنته وأبو ولده أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين، وأنا الحجة العظمى والآية الكبرى والمثل الأعلى وباب النبي المصطفى أنا العروة الوثقى وكلمة التقوى وأمين الله جل ذكره على أهل الدنيا "(1).

الحديث الرابع: ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " معاشر الناس من أحسن من الله قيلا وأصدق من الله حديثا معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن أقيم لكم عليا علما وإماما وخليفة ووصيا وإن اتخذه أخا ووزيرا معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى ربي وهو صالح المؤمنين * (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى لله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) * معاشر الناس إن عليا مني ولده ولدي وهو زوج حبيبتي، أمره أمري ونهيه نهيي، معاشر الناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته فإن طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي، معاشر الناس إن عليا صديق هذه الأمة وفاروقها ومحدثها إنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها إنه باب حطتها وسفينة نجاتها إنه طالوتها وذو قرنيها، معاشر الناس إنه محنة الورى والحجة العظمى والآية الكبرى وإمام أهل الدنيا والعروة الوثقى معاشر الناس، إن عليا مع الحق، والحق معه، وعلى لسانه معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل ولي له ولا ينجو منها عدو له، إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له ولا يتزحزح عنها ولي له، معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلغتكم رسالة ربي ولكن لا تحبون الناصحين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم "(2).

الحديث الخامس: ابن بابويه بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الأئمة من ولد الحسين من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى "(3).

الحديث السادس: ابن بابويه بإسناده قال رسول الله: " من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى فليتمسك بحب علي وأهل بيته "(4).

الحديث السابع: الحسين بن جبير في نخب المناقب بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى فليتمسك بحب علي بن أبي طالب "(5).

الحديث الثامن: سعد بن عبد الله القمي في (بصائر الدرجات) عن أحمد وعبد الله ابني محمد

____________

(1) أمالي الصدوق: 92 / مجلس 10 / ح 7.

(2) أمالي الصدوق: 83 / مجلس 8 / ح 4.

(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 63 / ح 217.

(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 63 / ح 216.

(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 63 ح 216.