الصفحة 217
إسماعيل بن محمد الصيرفي: قال أنبأنا أبو الحسين بن فاذشاه قال: أنبأنا سليمان بن أحمد قال:

أنبأنا أحمد بن داود المكي ومحمد بن زكريا الغلابي قالا: أنبأنا بشر بن مهران الخصاف قال: حدثنا محمد بن دينار عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن جابر قال: قدم على النبي (صلى الله عليه وآله) العاقب الطيب فدعاهما إلى الإسلام فقالا أسلمنا يا محمد قال: " كذبتما إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام " قالا: فهات أنبئنا قال: " حبكما الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير " قال جابر فدعاهما إلى الملاعنة وواعداه أن يغادياه بالغداة فغدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ بيده علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم فأرسل إليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

" والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا " قال جابر فيهم نزلت: * (ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم) * قال الشعبي: قال جابر: * (وأنفسنا وأنفسكم) * قال: رسول الله وعلي صلوات الله عليهما * (ونسائنا) * فاطمة (عليها السلام) * (وأبناؤنا) * الحسن والحسين صلوات الله عليهما(1).

الحديث الحادي عشر: أبو المؤيد موفق بن أحمد المتقدم في الباب عن ابن عباس (رضي الله عنه) والحسن والشعبي والسدي قالوا في حديث المباهلة: إن وفد نجران أتوا النبي (صلى الله عليه وآله) ثم تقدم الأسقف فقال: يا أبا القاسم موسى من أبوه؟ قال: " عمران " فقال: يوسف من أبوه؟ قال: " يعقوب "

قال: فأنت من أبوك؟ قال: " عبد الله بن عبد المطلب " قال: فعيسى من أبوه؟ فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينتظر الوحي من السماء فهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية: * (إن مثل عيسى عند لله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) * فقال الأسقف لا نجد هذا فيما أوحي إلينا قال: فهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية * (فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * قال:

أنصفت متى نباهلك؟ قال: " غدا إن شاء الله تعالى " فانصرفوا القوم ثم قال الأسقف لأصحابه انظروا أن خرج في عدة من أصحابه فباهلوه، فإنه كذاب، وإن خرج في خاصة من أهله فلا تباهلوه فإنه نبي ولئن باهلنا لنهلكن وقالت النصارى: والله إنا لنعلم أنه النبي الذي كنا ننتظره ولئن باهلناه لنهلكن ولا نرجع إلى أهل ولا مال قالت اليهود والنصارى: كيف نعمل؟ قال أبو الحرث الأسقف: رأيناه رجلا كريما نغدوا عليه فنسأله أن يقيلنا فلما أصبحوا بعث النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أهل المدينة ومن حولها فلم تبق بكر لم تر الشمس إلا خرجت وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي بن يديه والحسن عن يمينه، قابضا بيده والحسين عن شماله وفاطمة خلفه ثم قال: " هلموا فهؤلاء أبناءنا الحسن والحسين

____________

(1) فرائد السمطين: 2 / 23 / ب 4 / ح 365.


الصفحة 218
وهؤلاء أنفسنا لعلي ونفسه وهذه نسائنا لفاطمة " قال: فجعلوا يستترون بالأساطين ويستر بعضهم ببعض تخوفا أن يبدأهم بالملاعنة ثم أقبلوا حتى بركوا بين يديه وقالوا: أقلنا أقالك الله يا أبا القاسم قال (صلى الله عليه وآله): " أقلتكم " وصالحوا على ألفي حلة(1).

الحديث الثاني عشر: إبراهيم بن محمد الحمويني المتقدم من كتابه قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان في الكوفة من أصل كتابه قال: نبأنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني قال: نبأنا حبان بن علي العنزي قال: نبأنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز وجل: * (تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) * نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) نفسه * (ونسائنا ونسائكم) * في فاطمة (عليها السلام) * (وأبنائنا وأبنائكم) * في حسن وحسين صلوات الله عليهما والدعاء على الكذابين نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابه(2).

الحديث الثالث عشر: الحمويني هذا قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني قال: نبأنا محمد بن بور عن ابن جريج في قوله: * (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) * بلغنا أن نصارى نجران قدم وفدهم على النبي (صلى الله عليه وآله) فمنهم: السيد والعاقب وأخبرت أن معهما عبد المسيح وهما يومئذ سيدا أهل نجران فقالوا: يا محمد بم تشتم صاحبنا؟ قال: " ومن صاحبكم؟ "

قال: عيسى ابن مريم تزعم أنه عبد قال النبي (صلى الله عليه وآله): " أجل هو عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم " فغضبوا وقالوا إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويخلق من الطين كهيئة الطير ولكنه الله فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) حتى جاءه جبرئيل فقال: يا محمد * (لقد كفروا الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم) * قال النبي (صلى الله عليه وآله): " إنهم قد سألوني أن أخبرهم بمثل عيسى " قال جبرائيل: * (إن مثل عيسى عند لله كمثل آدم خلقه من تراب... فمن حاجك فيه) * في عيسى يا محمد من بعد هذا فقل * (تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم...) * الآية * (إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله هذه) * الآية، فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي والحسن والحسين صلوات الله عليهم وجعلوا فاطمة (عليها السلام) وراءهم ثم قال: " هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا فهلموا أنفسكم وأبنائكم ونسائكم ونجعل لعنة الله على الكاذبين " فأبى السيد وقالوا: نصالحك فصالحوه على ألف حلة كل عام في كل رجب ألف حلة وقال النبي (صلى الله عليه وآله): " والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول ومنهم بشر إلا أهلك الله

____________

(1) المناقب: 159 / ح 189.

(2) فرائد السمطين: 2 / 205 / ب 40 / ح 484.


الصفحة 219
الكاذبين "(1).

الحديث الرابع عشر: الحمويني هذا قال: حدثنا أبو جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال:

أنبأنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال: لما نزلت هذه الآية * (ندع أبنائنا وأبنائكم) * دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا صلوات الله عليهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اللهم هؤلاء أهلي "(2).

الحديث الخامس عشر: المالكي في (الفصول المهمة) قال: روى مسلم والترمذي أن معاوية قال لسعد بن أبي وقاص: ما منعك أن تسب عليا أبا تراب؟ فقال: أما ذكرت ثلاثة قالهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلن أسبه ولئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وقد خلفه في بعض مغازيه فقال علي: " خلفتي مع النساء والصبيان " فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أما ترضى أن تكن مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وسمعته يقول: يوم خيبر:

" لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " فتطاولنا إليها فقال: " ادعو لي عليا " فأتي به أرمد فبصق في عينيه فبرأ ودفع إليه الراية ففتح الله على يديه، ولما نزلت هذه الآية * (فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) * دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: " اللهم هؤلاء أهلي "(3).

الحديث السادس عشر: المالكي في فصول المهمة وهو من أعيان علماء العامة قال أهل البيت على ما ذكره المفسرون في تفسير المباهلة وعلى ما روي عن أم سلمة رضي الله عنها هم النبي (صلى الله عليه وآله) علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) أما آية المباهلة وهي قوله تعالى: * (إن مثل عيسى عند لله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قل له كن فيكون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * وسبب نزول هذه الآية أنه لما قدم وفد نجران على رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخلوا عليه مسجد بعد صلاة العصر وعليهم ثياب الحبرات وأردية الحرير، لابسين الحلل متختمين بخواتم الذهب، يقول من رآهم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله): ما رأينا قبلهم وفد مثلهم وفيهم ثلاثة من أشرافهم يؤول أمرهم إليهم وهم: العاقب واسمه عبد المسيح كان أمير القوم وصاحب رأيهم ومشورتهم لا يصدرون إلا عن رأيه والسيد وهو الأيهم وكان ثمالهم وصاحب رأيهم ومجتمعهم، وأبو حاتم بن

____________

(1) فرائد السمطين: 2 / 205 / ب 40 / ح 485.

(2) فرائد السمطين: 2 / 377 / ب 69 / ح 307.

(3) الفصول المهمة: 120 و 22، وصحيح مسلم: 7 / 121، وسنن الترمذي: 5 / 301 ح 3808.


الصفحة 220
علقة وكان أسقفهم وحبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم وكان رجلا من العرب من بني بكر بن وائل ولكنه تنصر فعظمته الروم وملوكها وشرفوه، وبنوا له الكنائس ومولوه وأخدموه، لما علموا من صلابته في دينهم، وقد كان يعرف [ أمر ] رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشأنه وصفته [ بما علمه ] من الكتب المتقدمة، ولكنه حمله جهله على الاستمرار في النصرانية لما رأى من تعظيمه ووجاهته عند أهلها.

فتكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أبي حاتم بن علقة والعاقب عبد المسيح وسألهما وسألاه، ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن تكلم مع هذين الحبرين منهم دعاهم إلى الإسلام، فقالوا: قد أسلمنا فقال:

" كذبتم إنه يمنعكم من الإسلام ثلاثة: عبادتكم الصليب، وأكلكم الخنزير، وقولكم: لله ولدا "

فقالوا: هل رأيت ولدا بغير أب فمن أبو عيسى؟ فأنزل الله تعالى * (إن مثل عيسى عند لله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) *... الآية فلما نزلت هذه الآية مصرحة بالمباهلة دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفد نجران إلى المباهلة وتلا عليهم الآية فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ونأتيك غدا، فلما خلا بعضهم ببعض قالوا للعاقب صاحب مشورتهم: ما ترى في الرأي؟ فقال: [ والله لقد عرفتم يا معاشر النصارى أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم ] والله ما لاعن قوم قط نبيا إلا هلكوا عن آخرهم، فاحذروا كل الحذر أن يكون آفة الاستئصال منكم، وإن أبيتم إلا ألف دينكم والإقامة عليه فوادعوا الرجل وأعطوه الجزية ثم انصرفوا إلى مقركم، فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرج وهو محتضن الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة خلفه وعلي خلفهم وهو يقول:

" اللهم هؤلاء أهلي، إذا أنا دعوت آمنوا " فلما رأى وفد نجران ذلك وسمعوا قوله قال كبيرهم: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألت من الله تعالى أن يزيل جبلا لأزاله لا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني منكم إلى يوم القيامة، فأقبلوا الجزية، فقبلوا الجزية ثم انصرفوا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " والذي نفس محمد بيده إن العذاب قد نزل على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولأضرم الوادي عليهم نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على الشجر ولم يحل الحول على النصارى حتى هلكوا "(1)(2).

الحديث السابع عشر: المالكي أيضا: قال جابر بن عبد الله (رضي الله عنه): * (أنفسنا وأنفسكم) * محمد (صلى الله عليه وآله)

____________

(1) الفصول المهمة: 23، المقدمة ط. النجف.

(2) ورواه الثعلبي بتفاوت، في التفسير المخطوط مواد الآية.


الصفحة 221
وعلي (عليه السلام) * (وأبناءنا وأبناؤكم) الحسن والحسين * (ونساؤنا) * فاطمة رضوان الله عليهم أجمعين(1).

الحديث الثامن عشر: المالكي أيضا عن الحاكم في مستدركه عن علي بن عيسى وقال صحيح على شرط مسلم مثله(2).

الحديث التاسع عشر: المالكي أيضا عن أبي داود الطيالسي عن شعبة عن الشعبي مرسلا مثله(3).

____________

(1) الفصول المهمة: 23.

(2) الفصول المهمة: 24.

(3) الفصول المهمة: 25.


الصفحة 222

الباب الرابع

فيمن نزلت فيه آية المباهلة

من طريق الخاصة وفيه خمسة عشر حديثا:


الحديث الأول: علي بن إبراهيم بن هاشم في تفسيره: قال حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام): " إن نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان سيدهم الأهتم والعاقب والسيد وحضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا فقال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا رسول الله هذا في مسجدك؟ فقال: " دعوهم " فلما فرغوا دنوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا له: إلى ما تدعونا؟ فقال: " إلى شهادة أن لا إله الله، وأني رسول الله وأن عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث " فقالوا من أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: قل لهم: ما تقولون في آدم أكان عبدا مخلوقا يأكل وشرب وينكح؟ فسألهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: نعم فقال: " فمن أبوه "

فبهتوا فبقوا ساكتين فنزل الله * (إن مثل عيسى عند لله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " فباهلوني فإن كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم، وإن كنت كاذبا نزلت علي " فقالوا: أنصفت فتواعدوا للمباهلة فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساءهم السيد العاقب والأهتم: إن باهلنا بقومه باهلناه، فإنه ليس بنبي وإن باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله، فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق فلما أصبحوا جاءوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فقال النصارى: من هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب وهذه ابنته فاطمة وهذان ابناه الحسن والحسين، فعرفوا فقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): نعطيك الرضا فاعفنا من المباهلة فصالحهم رسول الله على الجزية وانصرفوا "(1).

الحديث الثاني: الشيخ الطوسي في أماليه بالإسناد قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حاتم بن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه قال:

____________

(1) تفسير القمي: 1 / 104.


الصفحة 223
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي ثلاث: فلأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي وقد خلفه في بعض مغازيه فقال: " يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان "؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وسمعته يقول يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله "

قال: فتطاولنا لها فقال: " ادعوا لي عليا " فأتى علي (عليه السلام) أرمد العين، فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية ففتح الله تعالى عليه ولما نزلت هذه الآية * (ندع أبنائنا وأبنائكم) * دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا (عليهم السلام) وقال: " اللهم هؤلاء أهلي "(1).

الحديث الثالث: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال: حدثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا عبد الرحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين (عليه السلام) عن عمه الحسن (عليه السلام) قال: قال:

الحسن (عليه السلام): " قال الله تعالى لمحمد (صلى الله عليه وآله) حين جحده كفرة أهل الكتاب وحاجوه فقل: * (تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * فأخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الأنفس معه أبي ومن البنين أنا وأخي ومن النساء فاطمة أمي من الناس جميعا فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه ونحن منه وهو منا "(2).

الحديث الرابع: الشيخ المفيد في كتاب (الإختصاص) عن محمد بن الحسن بن أحمد - يعني ابن الوليد - عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن محمد بن إسماعيل العلوي قال:

حدثني محمد بن الزبرقان الدمغاني الشيخ قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام) قال: " اجتمعت الأمة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المباهلة لم يكن في الكساء إلا النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين فقال الله تبارك وتعالى * (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) * فكان تأويل أبنائنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب "(3).

الحديث الخامس: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال: حدثنا الربيع بن يسار قال:

____________

(1) أمالي الطوسي: 306 / المجلس 11 / ح 63.

(2) أمالي الطوسي: 564 / المجلس 21 / ح 1.

(3) الإختصاص: 56.


الصفحة 224
حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر (رضي الله عنه) أن عليا (عليه السلام) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم وأجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب (عليه السلام): " إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم، فإن يكن حقا فاقبلوا، وإن يكن باطلا فأنكروه " قالوا: قل وذكر فضائله عليهم وهم يعترفون به قال لهم: " فهل فيكم أحد أنزل الله عز وجل فيه وفي زوجته وولديه آية المباهلة وجعل الله عز وجل نفسه نفس رسوله غيري "؟

قالوا: لا(1).

الحديث السادس: الشيخ المفيد في (الإختصاص) قال: حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم العلاف الهمداني بهمدان قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان البزار قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد البزاز المعروف ب (ابن المطبقي) وجعفر الدقاق قالا: حدثنا أبو الحسن محمد بن الفيض بن فياض الدمشقي بدمشق قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله ابن أخي عبد الرزاق قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام الصنعاني قال: حدثنا معمر بن راشد قال: حدثنا محمد بن المنكدر عن أبيه عن جده قال: لما قدم السيد والعاقب أسقفا نجران في سبعين راكبا وفدا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كنت معهم فبينا كرز يسير وكرز صاحب نفقاتهم إذ عثرت بغلته فقال: تعس من نأتيه - يعني النبي (صلى الله عليه وآله) - فقال له صاحبه وهو العاقب فقال له صاحبه وهو العاقب: بل تعست وانتكست. فقال: فلم ذلك؟ قال لأنك أتعست النبي الأمي أحمد قال: وما عملك بذلك؟

قال: أما تقرأ من المفتاح الرابع من الوحي إلى المسيح أن قل لبني إسرائيل ما أجهلكم تتطيبون بالطيب لتطيبوا به في الدنيا عند أهلها وأهلكم وأجوافكم عندي كجيفة الميتة(2) يا بني إسرائيل آمنوا برسولي النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان وصاحب الوجه الأقمر والجمل الأحمر المشرب بالنور ذي الجناب الحسن والثياب الخشن وسيد الماضين عندي وأكرم الباقين على المستن بسنتي والصابر في ذات جنبي، والمجاهد بيده المشركين من أجلي فبشر به بني إسرائيل، ومر بني إسرائيل أن يعزروه، وأن ينصروه قال عيسى (عليه السلام): " قدوس قدوس من هذا العبد الصالح الذي قد أحبه قلبي ولم تره عيني؟ قال: هو منك وأنت منه وهو صهرك على أمك قليل الأولاد كثير الأزواج يسكن مكة من موضع أساس من وطئ إبراهيم نسله من مباركة وهي ضرة أمك في الجنة له

____________

(1) أمالي الطوسي: 545 / المجلس 20 / ح 4.

(2) في المصدر: كالجيفة المنتنة.


الصفحة 225
شأن من الشأن تنام عيناه، ولا ينام قلبه يأكل الهدية ولا يقبل الصدقة له حوض من شفير زمزم إلى مغيب الشمس حيث يغرب فيه شرابان من الرحيق والتسنيم فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يضمأ بعدها أبدا وذلك بتفضلي إياه على سائر المرسلين.

يوافق قوله فعله وسريرته علانيته فطوبى له وطوبى لأمته الذين على ملته يحيون وعلى سنته يموتون ومع أهل بيته يميلون آمنين مؤمنين مطمئنين مباركين ويظهر في زمن قحط وجدب فيدعوني فترخي السماء عزاليها حتى يرى أثر بركاتها في أكنافها وأبارك فيما يضع فيه يده قال:

" إلهي سمه " قال: نعم، هو أحمد وهو محمد رسولي إلى الخلق كافة وأقربهم مني منزلة وأحضرهم عندي شفاعة لا يأمر إلا بما أحب وينهى لما أكره قال له صاحبه فأين تعدينا على من هذه صفته قال: نشهد أحواله وننظر أيامه، فإن يكن هو هو ساعدناه بالمسالمة ونكفه بأموالنا عن أهل ديننا من حيث لا يشعر بنا، وإن يكن كاذبا كفينا بكذبه على الله عز وجل قال: ولم إذا رأيت العلامة لا تتبعه قال: أما رأيت ما فعل بنا هؤلاء القوم أكرمونا ومولونا ونصبوا لنا الكنائس واعلوا فيه ذكرنا، فكيف تطيب النفس بالدخول في دين يستوي فيه الشريف والوضيع.

فلما قدموا المدينة قال من رآهم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما رأينا وفدا من وفود العرب كانوا أجمل منهم لهم شعور وعليهم ثياب الحبر، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) متنائي عن المسجد وحضرت صلاتهم فقاموا فصلوا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلقاء المشرق فهم بهم رجال من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنعهم، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: " دعوهم " فلما قضوا صلاتهم جلسوا إليه وناظروه فقالوا: يا أبا القاسم حاجنا في عيسى قال: " هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه "

فقال أحدهما: بل هو ولده وثاني اثنين، وقال آخر: بل هو ثالث ثلاثة أب وابن وروح القدس، وقد سمعناه في قرآن نزل عليك يقول فعلنا وجعلنا وخلقنا، ولو كان واحد لقال: خلقت وجعلت وفعلت فتغشى النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي فنزل عليه صدر سورة آل عمران إلى قوله رأس الستين منها * (فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) * إلى آخر الآية فقص عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) القصة وتلا عليهم القرآن فقال بعضهم لبعض قد والله أتاكم بالفضل من خبر صاحبكم، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن الله عز وجل قد أمرني بمباهلتكم ".

فقالوا: إذا كان غدا باهلناك، فقال القوم بعضهم لبعض: حتى ننظر بما يباهلنا غدا بكثرة اتباعه من أوباش الناس أم بالقلة من أهل الصفوة والطهارة، فإنهم وشج الأنبياء وموضع نهلهم، فلما كان

الصفحة 226
من الغد غدا النبي (صلى الله عليه وآله) بيمينه علي وبيساره الحسن والحسين ومن ورائهم فاطمة (عليها السلام) عليهم النمار النجرانية(1)، وعلى كتف رسول الله (صلى الله عليه وآله) كساء قرقف رقيق خشن ليس بكثيف ولا لين فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما ونشر الكساء عليهما وأدخلهم تحت الكساء وأدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوسه النبع ورفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة وأشرف الناس ينظرون وأصفر لون السيد والعاقب وكرا حتى كان أن يطيش عقولهما، فقال أحدهما لصاحبه: أنباهله؟

قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيا فنشأ صغيرهم أو بقي كبيرهم، ولكن أره إنك غير مكترث وأعطه من المال والسلاح ما أراد فإن الرجل محارب، وقل له أبهؤلاء تباهلنا لئلا يرى أنه تقدمت معرفتنا بفضله وفضل أهل بيته، فلما رفع النبي (صلى الله عليه وآله) يده إلى السماء للمباهلة قال أحدهما لصاحبه وأي رهبانية دارك الرجل فإنه إن فاه بهبلة لم نرجع إلى أهل ولا مال فقالا: يا أبا القاسم أبهؤلاء تباهلنا قال: " نعم هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدي إلى الله عز وجل وجهة وأقربهم إليه وسيلة " قال: فبصبصا - يعني ارتعدوا وكرا - وقالا له: يا أبا القاسم نعطيك ألف سيف وألف درع وألف حجفة وألف دينار كل عام على أن الدرع والسيف والحجفة عندك إعارة حتى يأتي من ورائنا من قومنا فنعلمهم بالذي رأيناه وشاهدناه فيكون الأمر على ملأ منهم فأما الإسلام، وإما الجزية وإما المقاطعة في كل عام، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) " قد قبلت ذلك منكم أما والذي بعثني بالكرامة لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عز وجل عليكم الوادي نارا تأجج تأججا حتى يساقها إلى من ورائكم أسرع من طرفة عين فأحرقتهم " فهبط عليه جبرائيل الروح الأمين فقال: يا محمد الله يقرئك السلام ويقول لك وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لو باهلت بمن تحت الكساء أهل السماوات وأهل الأرض لسقطت السماء كسفا متهافتة ولتقطعت الأرضون زبرا سائحة فلم يستقر عليها بعد ذلك فرفع النبي (صلى الله عليه وآله) يديه حتى رأي بياض إبطيه ثم قال وعلى من ظلمكم حقكم وبخسني الأمر الذي افترضه الله فيكم عليهم بهلة الله تتابع إلى يوم القيامة(2).

الحديث السابع: ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد ابن مسرور (رضي الله عنه) عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلب عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في حديثه (عليه السلام) مع المأمون والعلماء في الفرق بين العترة والأمة وفضل العترة على الأمة واصطفاء العترة وذكر الحديث بطوله والحديث قالت العلماء: هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا (عليه السلام): " فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا وذكر

____________

(1) أي: جرة وشملة فيها خطوط بيض وسود.

(2) الإختصاص: 112 - 116.


الصفحة 227
المواضع من القرآن " وقال (عليه السلام): " وأما الثالثة حين ميز الله تعالى الطاهرين من خلقه وأمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بالمباهلة بهم في الآية الابتهال فقال عز وجل: * (فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) * "

قالت العلماء: عنى به نفسه؟ قال أبو الحسن (عليه السلام) " غلطتم إنما عنى به علي بن أبي طالب، ومما يدل على ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله) حين قال لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي - يعني علي بن أبي طالب - وعنى بالأبناء الحسن والحسين وعنى بالنساء فاطمة (عليها السلام) فهذه خصوصية لا يتقدم فيها أحد وفضل لا يلحقهم فيه بشر وشرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة وأما الرابعة " وساق الحديث بذكر الاثني عشر موضعا من القرآن(1).

الحديث الثامن: ابن بابويه قال: حدثنا أبو أحمد هاني بن أبي محمد بن محمود العبدي (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبي بإسناده رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) في حديث له مع الرشيد قال الرشيد له (عليه السلام) كيف قلتم: إنا ذرية النبي والنبي لم يعقب وإنما العقب للذكر لا للأنثى وأنتم ولد البنت ولا يكون لها عقب فقلت: " أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة " فقال: لا، أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا أنهي إلي ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله أنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شئ ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم واحتججتم بقوله عز وجل: * (ما فرطنا في الكتاب من شئ) * وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم فقلت: " تأذن لي في الجواب؟ "

فقال: هات.

قلت: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم * (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس) * من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليس له أب.

فقلت: " إنما ألحقه بذراري الأنبياء (عليهم السلام) من طريق مريم (عليها السلام)، وكذلك ألحقنا الله تعالى بذراري النبي (صلى الله عليه وآله) من قبل أمنا فاطمة (عليها السلام) أزيدك يا أمير المؤمنين؟ "

قال: هات.

قلت: " قول الله عز وجل * (فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * ولم يدع أحد أنه أدخل

____________

(1) أمالي الصدوق: 618 / المجلس 79 / ح 1.


الصفحة 228
النبي (صلى الله عليه وآله) تحت الكساء عند المباهلة مع النصارى إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، فكان تأويل قوله عز وجل أبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب "(1).

الحديث التاسع: العياشي في تفسيره بإسناده عن حريز عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين سئل عن فضائله فذكر بعضها ثم قالوا له زدنا فقال: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه حبران من أحبار النصارى من أهل نجران فتكلما في أمر عيسى فأنزل الله هذه الآية * (إن مثل عيسى عند لله كمثل آدم) * إلى آخر الآية فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ بيد علي والحسن والحسين وفاطمة ثم خرج ورفع كفه إلى السماء وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة - قال -: وقال أبو جعفر (عليه السلام): وكذلك المباهلة يشبك يده في يده يرفعهما إلى السماء فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه: والله لئن كان نبيا لنهلكن، وإن كان غير نبي كفانا قومه فكفا وانصرفا "(2).

الحديث العاشر: العياشي عن محمد بن سعيد الأزدني عن موسى بن محمد بن الرضا عن أخيه أبي الحسن (عليه السلام) أنه قال في هذه الآية: * (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * ولو قال تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة وقد علم أن نبيه مؤد عنه رسالاته وما هو من الكاذبين "(3).

الحديث الحادي عشر: العياشي بإسناده عن أبي جعفر الأحول قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " ما تقول قريش في الخمس؟ قال: قلت: تزعم أنه لها، قال: " ما أنصفوا والله لو كان مباهلة ليباهلن بنا ولئن كان مبارزة ليبارزن بنا ثم نكون وهم على سواء "(4).

الحديث الثاني عشر: العياشي بإسناده عن الأحول قال: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: سيما مما أنكر به الناس فقال: " قل لهم إن قريشا قالوا: نحن أولوا القربى الذين هم لهم الغنيمة فقل لهم كان رسول الله لم يدع للبراز يوم بدر غير أهل بيته، وعند المباهلة جاء بعلي الحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام)، أفيكون لنا المر ولهم الحلو "(5).

الحديث الثالث عشر: العياشي بإسناده عن المنذر قال: حدثنا علي (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية * (فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم...) * الآية قال: " أخذ بيد علي وفاطمة وابنيهما (عليهم السلام) فقال رجل

____________

(1) عيون أخبار الرضا: 1 / 81.

(2) تفسير العياشي: 1 / 176 ح 54.

(3) تفسير العياشي: 1 / 176 ح 55.

(4) تفسير العياشي: 1 / 176 ح 56.

(5) تفسير العياشي: 1 / 177 ح 57.


الصفحة 229
من النصارى: لا تفعلوا فتصيبكم عنت فلم يدعوه "(1).

الحديث الرابع عشر: العياشي بإسناده عن عامر بن سعد قال: قال معاوية لأبي ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال: لثلاث رويتهن عن النبي (صلى الله عليه وآله) لما نزلت آية المباهلة * (قل تعالوا ندع أبنائنا...) * الآية أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، قال: " هؤلاء أهلي "(2).

الحديث الخامس عشر: الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا أحمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا أبي فقال حدثنا هاشم بن المنذر عن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي (عليه السلام) قال: " خرج رسول الله حين خرج لمباهلة النصارى بي وبفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم "(3).

____________

(1) تفسير العياشي: 1 / 177 ح 58.

(2) تفسير العياشي: 1 / 177 ح 59.

(3) أمالي الطوسي: 259 / مجلس 10 / ح 7.