الباب الخامس ومائتان
في قوله تعالى: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه
الذين يستنبطونه منهم) *
الشعبي عن ابن عباس في تفسير مجاهد: أن الآية نزلت في علي حين استخلفه في مدينة النبي (صلى الله عليه وآله)، وفي إبانة الفلكي أنها نزلت حين شكى أبو بردة من علي(1).
الباب السادس ومائتان
في قوله تعالى: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي
الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) *
الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره وهو منسوب إلى الصادق (عليه السلام) يعني أمير المؤمنين * (لعلمه الذين يستنبطونه منهم) *(2).
الثاني: محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد ابن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * وقال عز وجل: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) * فرد الأمر - أمر الناس - إلى أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم والرد إليهم(3).
الثالث: العياشي في تفسيره بحذف الإسناد عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله:
* (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم) قال: هم الأئمة(4).
____________
(1) بحار الأنوار: 23 / 297 ح 40.
(2) تفسير القمي: 1 / 145.
(3) الكافي: 1 / 295 ح 3.
(4) تفسير العياشي: 1 / 260 ح 205.
الخامس: الشيخ المفيد في كتاب " الاختصاص " عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنما مثل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومثلنا من بعده في مثل هذه الأمة كمثل موسى النبي والعالم (عليهما السلام) حيث لقيه واستنطقه وسأله الصحبة فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه في كتابه، وذلك أن الله قال لموسى (عليه السلام) * (إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما أتيتك وكن من الشاكرين) * ثم قال: * (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) * وقد كان عند العالم علم لم يكتبه لموسى في الألواح، وكان موسى (عليه السلام) يظن أن جميع الأشياء التي يحتاج إليها في نبوته وجميع العلم قد كتب له في الألواح كما يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم علماء فقهاء وأنهم قد أوتوا جميع العلم والفقه في الدين مما تحتاج هذه الأمة إليه فصح لهم ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلموه وحفظوه وليس كل علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) علموه ولا صار إليهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا عرفوه، وذلك أن الشئ من الحلال والحرام والأحكام قد يرد عليهم فيسألون عنه فلا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيستحون أن ينسبهم الناس إلى الجهل، ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبون، فطلب الناس العلم من معدنه فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل بدعة ضلالة، فلو أنهم إذا سئلوا عن شئ من دين الله فلم يكن عندهم فيه أثر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطون منهم من آل محمد والذي يمنعهم من طلب العلم منا العداوة والحسد، والله ما حسد موسى العالم
____________
(1) تفسير العياشي: 1 / 260.
فقال له موسى (عليه السلام): ولم لا أصبر.
فقال له العالم: وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا، قال موسى وهو خاضع له بتعظيمه على نفسه كي يقبله: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا، وقد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه وكذلك والله يا إسحاق حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم لا يحتملون والله علمنا ولا يقبلونه ولا يطيقونه ولا يأخذون به ولا يصبرون عليه كما لم يصبر موسى (عليه السلام) على علم العالم حين صحبه ورأى ما رأى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروها وكان عند الله رضي وهو الحق، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروها لا يؤخذ به وهو عند الله الحق(1).
____________
(1) الإختصاص: 258.
الباب السابع ومائتان
في قوله تعالى: * (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) *
ابن شهرآشوب من طريق العامة عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك في قوله تعالى: * (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن) * نزلت في علي كان أول من أخلص وجهه لله وهو محسن، أي مؤمن مطيع * (فقد استمسك بالعروة الوثقى) * قول لا إله إلا الله وإلى الله عاقبة الأمور، والله ما قتل علي بن أبي طالب إلا عليها(1).
الباب الثامن ومائتان
في قوله تعالى: * (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) *
الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلى الصادق (عليه السلام) قال: قال: الولاية(2).
الثاني: محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن أبيه عن حصين بن مخارق عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) * (فقد استمسك بالعروة الوثقى) * قال: مودتنا أهل البيت(3).
الثالث: محمد بن العباس - أيضا - قال: حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن حصين بن مخارق عن هارون بن سيعد عن زيد بن علي (عليه السلام) قال: العروة الوثقى المودة لآل محمد (صلى الله عليه وآله)(4).
____________
(1) مناقب آل أبي طالب: 1 / 561 و 562، بحار الأنوار: 32 / 16 ح 5.
(2) تفسير القمي: 1 / 84.
(3) بحار الأنوار: 24 / 85 ح 7، عن كنز الفوائد.
(4) بحار الأنوار: 24 / 85 ح 8، عن كنز الفوائد.
الباب التاسع ومائتان
قوله تعالى: * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) *
أسند الشيرازي - من أعيان العامة - إلى قتادة عن الحسن البصري في قوله: * (هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * قال: يقول: هذا طريق علي بن أبي طالب ودينه طريق مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه(1).
الباب العاشر ومائتان
في قوله تعالى: * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) *
الأول: علي بن إبراهيم في تفسيره المنسوب إلى الصادق (عليه السلام) في معنى الآية * (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل) * قال: الصراط المستقيم الإمام * (ولا تتبعوا السبل) * قال: يعني غير الإمام * (فتفرق بكم عن سبيله) * يعني تفترقوا وتختلفوا في الإمام(2).
الثاني: علي بن إبراهيم في التفسير أيضا، أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي خالد القماط عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: * (هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) * قال: نحن السبيل فمن أبى فهذه السبيل فقد كفر(3).
الثالث: محمد بن الحسن الصفار في كتاب بصائر الدرجات عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي بن أسباط عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سألته عن قول الله تبارك وتعالى: * (إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * قال: هو والله علي هو والله الصراط والميزان(4).
____________
(1) بحار الأنوار: 24 / 23 ح 50، عن الطرائف عن الشيرازي.
(2) تفسير القمي: 1 / 221.
(3) تفسير القمي: 1 / 221.
(4) بصائر الدرجات: 79 ح 9.
* (هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) * قال: أتدري ما يعني بصراطي مستقيما؟ قلت: لا، قال: ولاية علي والأوصياء، قال: وتدري ما يعني فاتبعوه؟ قال: قلت: لا، قال:
يعني علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، قال: وتدري ما يعني ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله؟
قلت: لا.
قال: ولاية فلان وفلان والله، قال: وتدري ما يعني فتفرق بكم عن سبيله. قلت: لا، قال: يعني سبيل علي (عليه السلام)(1).
الخامس: العياشي أيضا بإسناده عن سعد عن أبي جعفر (عليه السلام) * (إن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * قال: آل محمد (صلى الله عليه وآله) الصراط الذي دل عليه(2).
السادس: ابن الفارسي في " روضة الواعظين " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) * قال: سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل(3).
السابع: شرف الدين النجفي في كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة الطاهرة قال: تأويله ما ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره قال: حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: * (وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) * قال: طريق الإمامة فاتبعوه ولا تتبعوا السبل، أي طرقا غيرها ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون(4).
الثامن: شرف الدين أيضا قال: ذكر علي بن يوسف بن جبير في كتاب نهج الإيمان قال: الصراط المستقيم هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) في هذه الآية لما رواه إبراهيم الثقفي في كتابه بإسناده إلى أبي بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (وإن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) * قال: سألت الله أن يجعلها لعلي ففعل(5)، قلت: وروى ابن شهرآشوب في كتاب المناقب هذا الحديث عن إبراهيم الثقفي عن أبي بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحديث بعينه(6).
____________
(1) تفسير العياشي: 1 / 384 ح 125.
(2) تفسير العياشي: 1 / 384 ح 126.
(3) روضة الواعظين: 106.
(4) بحار الأنوار: 24 / 17 ح 25.
(5) بحار الأنوار: 24 / 17 ح 26.
(6) مناقب آل أبي طالب: 1 / 559، بحار الأنوار: 31 / 363 ح 4.
العاشر: عن جابر بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وآله) بينما أصحابه عنده إذ قال وأشار بيده إلى علي هذا صراط مستقيم فاتبعوه الآية(2).
____________
(1) بحار الأنوار: 31 / 365 ح 6، عن المناقب.
(2) بحار الأنوار: 31 / 365 ح 6.
الباب الحادي عشر ومائتان
في قوله تعالى: * (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى
أمن يمشي سويا على صراط مستقيم) *
عبد الله بن عمر أنه قال لي: إني أتبع هذا الأصلع فإنه أول الناس إسلاما والحق معه فإني سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول في قوله تعالى: * (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم) * علي صراط مستقيم فالناس مكبون على الوجه غيره(1).
الباب الثاني عشر ومائتان
في قوله تعالى: * (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى
أمن يمشي سويا على صراط مستقيم) *
الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) قال: قلت: * (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم) *.
قال: إن الله ضرب مثلا من حاد عن ولاية علي كمن يمشي مكبا على وجهه لا يهتدي لأمره، وجعل من تبعه سويا على صراط مستقيم، والصراط المستقيم أمير المؤمنين(2).
الثاني: ابن يعقوب أيضا عن علي بن الحسن عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال:
دخلت مع أبي جعفر (عليه السلام) المسجد الحرام وهو متكئ علي فنظر إلى الناس ونحن على باب بني شيبة فقال: يا فضيل هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقا ولا يدينون دينا يا فضيل انظر إليهم منكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم منكبين على وجوههم، ثم تلا هذه * (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم) * يعني والله عليا (عليه السلام)
____________
(1) الصراط المستقيم: 1 / 285.
(2) الكافي: 1 / 433 ح 91.
الثالث: محمد بن العباس عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن صالح بن خالد عن منصور عن حريز عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تلا هذه وهو ينظر إلى الناس * (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم) * والله عليا والأئمة (عليهم السلام) وفي نسخة الأوصياء (عليهم السلام)(2).
____________
(1) الكافي: 8 / 288 ح 434.
(2) بحار الأنوار: 24 / 22 ح 45، عن كنز الفوائد.
الباب الثالث عشر ومائتان
قوله تعالى: * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) *
أبو علي الطبرسي في " مجمع البيان " قال: روى الحاكم الحسكاني بالأسانيد الصحيحة عن الأعمش قال: لما رأوا لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) عند الله من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا، وعن أبي جعفر (عليه السلام) فلما رأوا مكان علي (عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله) سيئت وجوه الذين كفروا، يعني الذين كذبوا بفضله(1).
الباب الرابع عشر ومائتان
في قوله تعالى: * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) *
الأول: محمد بن يعقوب عن علي بن حسن عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تلا هذه الآية * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * أمير المؤمنين (عليه السلام) يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي (عليه السلام) إلا مفتر كذاب إلى يوم البأس أما والله يا فضيل ما عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر الذنوب إلا لكم ولا يتقبل إلا منكم وإنكم لأهل هذه الآية * (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) * يا فضيل ما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة ثم قرأ * (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) * أنتم والله أهل هذه الآية(2).
الثاني: ابن يعقوب أيضا عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن إسماعيل بن سهل عن القاسم بن عروة عن أبي السفاتج عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله:
* (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * قال: هذه نزلت في أمير المؤمنين وأصحابه الذين عملوا ما عملوا يرون أمير المؤمنين (عليه السلام) في أغبط الأماكن لهم فيسئ
____________
(1) مجمع البيان: 10 / 494.
(2) الكافي: 8 / 288 ح 434.
الثالث: ابن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن جميل بن صالح عن يوسف بن أبي سعيد قال: كنت عند أبي عبد الله ذات يوم فقال لي:
إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق، كان نوح صلى الله عليه أول من يدعى به فيقال له: هل بلغت، فيقول: نعم، فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله) قال:
فيخرج (عليه السلام) فيتخطى الناس حتى يجئ إلى محمد (صلى الله عليه وآله) وهو على كثيب المسك ومعه علي (عليه السلام) وهو قول الله عز وجل: * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا) * فيقول نوح لمحمد (صلى الله عليه وآله): يا محمد إن الله تبارك وتعالى سألني هل بلغت؟ فقلت: نعم، فقال: من يشهد لك؟ فقلت محمد فيقول: يا جعفر ويا حمزة اذهبا فاشهدا له أنه قد بلغ، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء (عليهم السلام) بما بلغوا، فقلت: جعلت فداك فعلي (عليه السلام) أين هو؟ فقال: هو أعظم منزلة من ذلك(2).
الرابع: أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كتاب كامل الزيارات قال: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن علي بن محمد بن سالم عن محمد بن خالد عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل يذكر فيه حال أبي بكر وعمر يوم القيامة، قال (عليه السلام): ويريان عليا (عليه السلام) فيقال لهما: * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * يعني بإمرة المؤمنين(3).
الخامس: محمد بن العباس بن ماهيار الثقة في تفسيره فيما نزل في أهل البيت (عليهم السلام) عن حسن ابن محمد عن محمد بن علي الكناني عن حسين بن وهب الأسدي عن عبيس بن هاشم عن داود ابن سرحان قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) عن قوله عز وجل: * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * قال: ذاك علي (عليه السلام) إذا رأوا منزلته ومكانه من الله تعالى أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولايته(4).
السادس: محمد بن العباس أيضا قال: حدثنا عبد العزيز عن المغيرة بن أحمد عن محمد بن يزيد عن إسماعيل بن عامر عن شريك عن الأعمش في قوله عز وجل: * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه
____________
(1) الكافي: 1 / 425 ح 68.
(2) الكافي: 8 / 267 ح 392.
(3) كامل الزيارات: 551.
(4) بحار الأنوار: 32 / 165 ح 148.
السابع: محمد بن العباس قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن زكريا بن يحيى الساجي عن عبد الله بن الحسين الأشقر عن ربيعة الحناط عن شريك عن الأعمش في قوله عز وجل: * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا) * قال: لما رأوا ما لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) عند النبي (صلى الله عليه وآله) من القرب والمنزلة سيئت وجوه الذين كفروا(2).
الثامن: محمد بن العباس قال: حدثنا حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن صالح بن خالد عن منصور بن حرير عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر قال: تلا هذه الآية: * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * ثم قال: أتدرون ما رأوا، رأوا والله عليا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) * (وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * أي تسمون به أمير المؤمنين. يا فضيل لا يسمى بها أحد غير أمير المؤمنين (عليه السلام) إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس(3).
التاسع: ابن شهرآشوب عن الباقر والصادق (عليهما السلام) في قوله تعالى: * (فلما رأوه زلفة) * نزلت في علي (عليه السلام) وذلك لما رأوا عليا يوم القيامة اسودت وجوه الذين كفروا لما رأوا منزلته ومكانه من الله أكلوا أكفهم على ما فرطوا في ولاية علي (عليه السلام)(4).
____________
(1) بحار الأنوار: 32 / 68 ح 12.
(2) بحار الأنوار: 32 / 68 ح 13.
(3) بحار الأنوار: 33 / 318 ح 19.
(4) مناقب آل أبي طالب: 3 / 14.
الباب الخامس عشر ومائتان
في قوله تعالى: * (ولتعرفنهم في لحن القول) *
الأول: ابن المغازلي الشافعي في " المناقب " يرفعه إلى أبي سعيد الخدري في قوله تعالى:
* (ولتعرفنهم في لحن القول) * قال: ببغضهم علي بن أبي طالب(1).
الثاني: أسند الحافظ إلى الخدري في معنى الآية: لحن القول بغض علي(2).
الباب السادس عشر ومائتان
في قوله تعالى: * (ولتعرفنهم في لحن القول) *
الأول: محمد بن العباس المتقدم قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن جعفر ابن محمد بن عمارة قال: حدثني أبي عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: لما نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا يوم غدير خم قال قوم ما يألوا يرفع ضبع ابن عمه فأنزل الله تعالى: * (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) *(3).
الثاني: محمد بن العباس قال: حدثنا محمد بن جرير عن عبد الله بن عمر عن الجماني عن محمد ابن مالك عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري قال: قوله عز وجل: * (ولتعرفنهم في لحن القول) * قال: بغضهم لعلي (عليه السلام)(4).
الثالث: محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن محبوب عن علي بن رئاب عن ابن بكير قال: قال أبو جعفر: إن الله عز وجل أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية فنحن نعرفهم في لحن القول(5).
____________
(1) مناقب ابن المغازلي: 315 ح 359، وتفسير الدر المنثور: 6 / 77 مورد الآية.
(2) كفاية الطالب: 235.
(3) بحار الأنوار: 23 / 386 ح 91، عن كنز الفوائد.
(4) بحار الأنوار: 23 / 386 ح 92، عن كنز الفوائد.
(5) بحار الأنوار: 26 / 132 ح 40.
قلت: لا والله.
قال: بغض علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله ورب الكعبة(1).
____________
(1) المحاسن: 1 / 168 ح 132.
الباب السابع عشر ومائتان
في قوله تعالى: * (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا
معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم) *
الأول: ابن شهرآشوب من تفسير مقاتل عن عطاء عن ابن عباس * (يوم لا يخزي الله النبي) * لا يعذب الله محمدا * (والذين آمنوا معه) * لا يعذب علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر * (نورهم يسعى) * يضئ على الصراط بعلي وفاطمة مثل الدنيا سبعين مرة فيسعى نورهم بين أيديهم ويسعى عن أيمانهم وهم يتبعونه، فيمضي أهل بيت محمد أول الزمرة على الصراط مثل البرق الخاطف، ثم يمضي قوم مثل الريح، ثم قوم مثل عدو الفرس، ثم قوم مثل شد الرجل، ثم قوم مثل الحبو(1)، ثم قوم مثل الزحف ويجعله الله على المؤمنين عريضا وعلى المذنبين دقيقا، قال الله تعالى يقولون ربنا أتمم لنا نورنا حتى نجتاز به على الصراط قال: فيجوز أمير المؤمنين (عليه السلام) في هودج من الزمرد الأخضر ومعه فاطمة على نجيب من الياقوت الأحمر حولها سبعون ألف حور كالبرق اللامع(2).
الثاني: أسند أبو نعيم إلى ابن عباس: أول ما يكسى من حلل الجنة إبراهيم ومحمد ثم علي يزف بينهما ثم قرأ * (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) *(3).
____________
(1) الحبو: المشي على أربع.
(2) مناقب آل أبي طالب: 2 / 7.
(3) بحار الأنوار: 32 / 22 ح 5، و: 35 / 221 ح 1.