الصفحة 157
السرايري(1)، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون، حدثني أمير المؤمنين الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد الله بن العباس (رضي الله عنه) قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام.

فقال عمر: أما علي فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن وكانت أحب إلي مما طلعت عليه الشمس كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبي (صلى الله عليه وآله) منكب علي (رضي الله عنه) فقال له: " يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا وأول المسلمين إسلاما وأنت مني بمنزلة هارون من موسى "(2).

الثالث والعشرون: موفق بن أحمد، أخبرنا الإمام سيد الحفاظ شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرنا محمود بن إسماعيل، أخبرنا أحمد بن فإذ شاه، أخبرنا الطبراني عن الحسين بن إسحاق التستري عن الحسين أبي السري العسقلاني عن حسين الأشقر عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " السبق ثلاثة:

السابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى محمد (صلى الله عليه وآله) علي ابن أبي طالب "(3).

الرابع والعشرون: موفق بن أحمد قال: أخبرني سيد الحفاظ شهردار هذا، أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني في كتابه، حدثنا الشريف أبو طالب عن علي بن مردويه الحافظ، حدثنا عبيد الله بن جعفر، حدثنا يحيى بن حاتم العسكري، حدثنا بشر بن مهران، حدثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن يزيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال: أن أول شئ علمته من أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أني قدمت مكة في عمومة لي فأرشدونا على العباس بن عبد المطلب قدس الله روحه فانتهينا إليه وهو جالس إلى زمزم فجلسنا إليه فبينا نحن عنده إذا أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعدة إلى أنصاف أذنيه أقنى الأنف براق الثنايا أدعج العينين كث اللحية رقيق المسربة شثن الكفين حسن الوجه معه مراهق أو محتلم تقفوه امرأة قد تسترت محاسنها حتى قصد نحو الحجر فاستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمته المرأة ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة

____________

(1) في المصدر: أدران الخياط الشيرازي.

(2) المناقب: 54 / ح 19.

(3) المناقب: 55 / ح 20.


الصفحة 158
معه يطوفان فقلنا: يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم أو شئ حدث فقال: هذا ابن أخي محمد بن عبد الله والغلام علي بن أبي طالب والمرأة زوجته خديجة بنت خويلد ما على وجه الأرض أحد يعبد الله بهذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة(1).

الخامس والعشرون: موفق بن أحمد، أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الفرج الحسن بن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا القاضي زين الإسلام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أخبرنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، حدثنا يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود الطيالسي، حدثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت أبا حمزة عن زيد ابن أرقم قال: أول من صلى مع النبي (صلى الله عليه وآله) علي ابن أبي طالب (رضي الله عنه).(2)

السادس والعشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين الحافظ هذا، أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي خشيش المقرئ بالكوفة، حدثنا أبو جعفر بن رحيم، حدثنا أحمد بن حازم، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا سفيان وشعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال:

سمعت عليا (رضي الله عنه) يقول: " أنا أول من أسلم ".(3)

السابع والعشرون: موفق بن أحمد بهذا الإسناد عن أحمد بن الحسين هذا، أخبرنا أبو الحسين ابن الفضل، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال: صلى النبي (صلى الله عليه وآله) أول يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء من الغدو صلى مستخفيا قبل أن يصلي مع النبي (صلى الله عليه وآله) أحد سبع سنين وأشهر، قال (رضي الله عنه): هذا الحديث إن صح فتأويله أنه صلى سبع سنين مع النبي قبل جماعة تأخرت في إسلامها لأنه صلى سبع سنين قبل عبد الرحمن بن عوف وعثمان وسعد بن أبي وقاص وغيرهم وطلحة والزبير فإن هذه المدة التي بين إسلام هؤلاء وإسلام علي (عليه السلام) لا تمتد إلى هذه الغاية عند أصحاب التواريخ كلهم.(4)

____________

(1) المناقب: 55 / ح 21.

(2) المناقب: 56 / ح 22.

(3) المناقب: 57 / ح 23.

(4) المناقب: 57 / ح 24.

(*) يقول محقق هذه الأوراق: ورد في مختلف المصادر التصريح بذلك على عدة ألفاظ وإليك نموذجه مع تفصيل مهم:


الصفحة 159

علي أول من أسلم

وجاء ذلك بعده ألسنة منها:

" أول من أسلم علي - علي أول من أسلم " " أولهم إسلاما ":

رواه كل من: زيد بن أرقم(1)، وحبة العرني(2)، وجابر(3)، والحارث(4)، وابن عباس(5)، وأبي هريرة(6)، وعلي (عليه السلام)(7)، ومالك بن الحويرث(8)، وأبي موسى الأشعري(9)، وعفيف الكندي(10)، وسعد بن أبي وقاص(11)، وعمر(12)، وسلمان والمقداد وأبي سعيد وخباب وأبي ذر(13)، وأبي رافع وبريدة(14)، وأنس(15)، وعمرو ابن ميمونة(16)، ومحمد بن أبي بكر(17)، والحسن (عليه السلام)(18)، وابن إسحاق(19)، والكلبي(20)، وأبي

____________

(1) مسند أحمد: 4 / 367 - 371 ط. م و 5 / 499 ط. ب، وصحيح الترمذي: 5 / 342 ط. دار الحديث و 2 / 301 ط. مصر، والطبقات الكبرى: 3 / 15 ترجمة علي، وأسد الغابة: 4 / 17، وكنز العمال: 13 / 144 ح 36451، وتاريخ الطبري: 2 / 55، وخصائص النسائي:

26 ح 3، والكامل في التاريخ: 1 / 484 ذكر الاختلاف في أول من أسلم، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 75 ح 1014، وذخائر العقبى: 58، جواهر المطالب: 1 / 37 باب 4 وأعلام النبوة: 205 باب 12 والأوائل 30 ح 70.

(2) مناقب الخوارزمي: 57 ح 23، ومسند أبي حنيفة: 247 ط. مصر.

(3) الإصابة: 8 / 183 القسم 1 ط. مصر.

(4) أسد الغابة: 5 / 520.

(5) مستدرك الصحيحين: 3 / 133 مناقبه، وذخائر العقبى: 58، والمسند: 1 / 373 ط. م و 1 / 616 ط. ب، والطبقات الكبرى: 3 / 15، والمعجم الكبير: 12 / 77 ترجمة ابن عباس ما روى عنه عمرو بن ميمون ح 12593، وشواهد التنزيل: 1 / 125 ح 134، وخصائص النسائي: 45 ح 23، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 74 ح 100، وكنز العمال: 13 / 123 ح 36392، وتاريخ الإسلام: 3 / 624، جواهر المطالب: 1 / 37 باب 4 وقال: قال أبو عمر هذا حديث صحيح، والأوائل 30 ح 70.

6 - كنز العمال: 11 / 605 ح 32925.

(7) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 57 ح 83، وشواهد التنزيل: 1 / 334 ح 343، مناقب ابن المغازلي: 15 ح 20 - 21.

(8) المعجم الكبير: 19 / 291 ترجمته، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 76 ح 102.

(9) المستدرك: 3 / 465 مناقب أبي موسى الأشعري من كتاب المعرفة وصححه.

(10) المستدرك: 3 / 183 فضائل خديجة من كتاب المعرفة - وصححه الذهبي.

(11) المستدرك: 3 / 500 مناقب سعد.

(12) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 361 ح 401، وذخائر العقبى: 58، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 230 خطبة 238، ومناقب الخوارزمي: 55 ح 19 فصل 4.

(13) شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 230 خطبة 238، والمعجم الكبير: 5 / 84 ح 4652 ترجمة زيد بن الحارث، و 6 / 265 ترجمة سلمان ما روي عنه الكندي، والاستعياب: 2 / 458، والمستدرك: 3 / 136 مناقب الأمير، والأئمة الاثنا عشر: 48.

(14) المعجم الكبير: 22 / 452 ترجمة خديجة، ومجمع الزوائد: 9 / 220، والأوائل: 30 ح 70، والأئمة الاثنا عشر: 48.

(15) المعجم الكبير: 22 / 411 ترجمة فاطمة - تزويجها، وينابيع المودة: 1 / 239، وصحيح الترمذي: 5 / 640 كتاب المناقب ط. دار الحديث، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 229.

(16) مائة منقبة: 76 المنقبة 25.

(17) مروج الذهب: 3 / 11 ذكر معاوية.

(18) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 45 ح 65 - 68، والاستيعاب: 2 / 458، والحلية: 4 / 294 ط. مصر 1351.

(19) تاريخ الطبري: 2 / 57 ذكر الخبر عما كان من أمر النبي (صلى الله عليه وآله).

(20) تاريخ الطبري: 2 / 57 ذكر أول من أسلم.


الصفحة 160
إسحاق(1)، وابن عوف(2)، وعروة وسلمان بن يسار(3)، والمقداد وحبان وجابر وحسن البصري(4).

- ومنها بلسان: " علي أقدم أمتي سلما - أولهم أو أقدمهم سلما ".

رواه كل من: أنس ومعقل بن يسار(5)، والصادق عن آبائه(6)، وجابر(7)، وأبي سعيد(8) وسلمان(9)، وبريدة(10)، وأبي أيوب(11)، والمنصور عن آبائه(12)، وأم سلمة(13)، وعائشة وأسماء(14)، والأعمش(15)، والحارث عن علي(16).

- ومنها بلسان: " أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن يسلم ".

رواه معاذ العدوية عنه، خرجه البلاذري وابن قتيبة في المعارف(17).

- ومنها بلسان: " أولكم ورودا على الحوض أولكم إسلاما هو علي بن أبي طالب ".

أخرجه صاحب الفردوس والحارث والطبراني والخطيب وابن عدي والحاكم وابن مردويه وابن أبي عاصم والقلعي عن سلمان وسفيان الثوري(18).

____________

(1) كنز العمال: 5 / 153 ط. مصر، وتاريخ الإسلام: 1 / 137 إسلام السابقين، والمعجم الكبير: 1 / 94 ح 156 ترجمة علي - صفته، وكنز العمال: 11 / 605 ح 32927.

(2) الفتوح لابن أعثم: 1 / 217 كتاب علي لمعاوية (قبل صفين)، وشواهد التنزيل: 1 / 374 ح 343.

(3) أعلام النبوة: 205 باب 12.

(4) الأئمة الاثنا عشر: 48 (5) تاريخ الإسلام: 3 / 628 عهد الخلفاء - علي، وشواهد التنزيل: 1 / 108 ح 122، والمعجم الكبير: 20 / 230 ترجمة معقل ما روي عنه نافع، والمسند: 5 / 26 ط. م و 6 / ط. ب، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 254 ح 297، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 227 خ 238.

(6) شرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 227 خ 238.

(7) مائة منقبة: 76 المنقبة 25.

(8) البيان للكنجي: 117 باب 9 تصريح النبي بأن المهدي من ولد الحسين.

(9) كنز العمال: 11 / 616 ح 32991، وكتاب سليم: 70 و 93.

(10) مناقب الخوارزمي: 106 فصل 9 ح 111، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 263 ح 305، وكنز الفوائد: 121.

(11) مناقب الخوارزمي: 112 فصل 9 ح 122.

(12) مناقب الخوارزمي: 290 ح 279 فصل 19، وإرشاد القلوب: 2 / 430.

(13) مناقب الخوارزمي: 353 ح 364 فصل 20.

(14) فتح الملك العلي: 67.

(15) مناقب ابن المغازلي: 151 ح 188.

(16) الذرية الطاهرة: 91 ح 83.

(17) الكنى والأسماء للدولابي: 2 / 81 من كنيته أبو الفضل، الجوهرة: 8، وأنساب الأشراف: 2 / 379، وكنز العمال: 13 / 164 ح 3497، وأنساب الأشراف: 2 / 146 ح 146 قبسات من ترجمة علي،، وكنز الفوائد: 339 الفصل العاشر من رسالة التعجب، وذخائر العقبى:

58، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 13 / 228 خ 238، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 62 ح 88، وينابيع المودة: 1 / 239 باب، وجواهر المطالب: 1 / 38 باب 4.

(18) الأوائل: 29 ح 67 - 69، بغية الطلب في تاريخ حلب: 3 / 1187، والمستدرك: 3 / 136، وأسد الغابة: 4 / 17، ومناقب الكلابي: 431 ح 10، والمطالب العالية: 4 / 57 ح 3952، ومناقب الخوارزمي: 52 ح 15 فصل 4، وجواهر المطالب: 1 / 38 باب 4، وكنز العمال: 11 / 616 ح 32991 و 13 / 144 ح 36452، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 82 - 85 ح 115، وينابيع المودة: 278 - المناقب السبعون -، ومناقب ابن المغازلي: 16 ح 22، وكنوز الحقائق 410، والفوائد المجموعة: 346 ذكر مناقب علي ح 47 وتاريخ بغداد: 2 / 79.


الصفحة 161
وزاد ابن أبي الحديد والكراجكي عن أنس: فقال له سلمان قبل أبي بكر وعمر؟

فقال: " قبل أبي بكر وعمر "(1).

- ومنها عن عائشة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " دعي لي أخي فإنه أول الناس بي إسلاما "(2).

- ومنها عن أنس: " نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وأسلم علي من الغد يوم الثلاثاء وصلى " خرجه ابن عساكر وأبو عمر(3). ونحوه عن حبة عن علي(4). وخرجه الخلعي عن رافع بن خديج(5).

- ومنها: " أما ترضين أن زوجك أول المسلمين إسلاما - الرسول لفاطمة (عليها السلام)(6).

وعن محمد بن أبي بكر:.. " فكان أول من أجاب وأناب ووافق وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب فصدقه بالغيب والمكتوم "(7).

وقال محمد القرظي: " علي أولهم إسلاما "(8).

الإحتجاجات على أولية إسلامه (عليه السلام)

فأول إحتجاج لرسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في يوم زواجه(9).

ومنها إحتجاج علي يوم الشورى من على منبر الكوفة بأولية إسلامه ولا معترض(10).

وقال (عليه السلام) لعثمان: " بل أنا خير منك ومنهما عبدت الله قبلهما وبعدهما "(11).

وعن حبة العوني إنه سمع عليا يقول: " اللهم لا أعترف أن عبدا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - "(12). ومنها احتجاجه على معاوية(13).

____________

(1) شرح النهج: 4 / 117 الخطبة 56، وكنز الفوائد: 121 فصل في أن أمير المؤمنين أول بشر سبق إلى الإسلام.

(2) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 96 ح 131.

(3) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 50 ح 73، وكنز الفوائد: 121، وجواهر المطالب: 1 / 50 باب 8.

(4) ترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 52 ح 79، وكنز الفوائد: 339 فصل 10 من رسالة التعجب.

(5) جواهر المطالب: 1 / 50 باب 8.

(6) المعجم الكبير: 22 / 416 ترجمة فاطمة ما روي عنها أنس، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 93 ح 127.

(7) أنساب الأشراف: 2 / 3924 أمر مصر في خلافة علي ومقتل محمد بن أبي بكر.

(8) الجوهرة: 8.

(9) الكامل لابن عدي: 4 / 166 رقم الترجمة 1737.

(10) شرح النهج: 6 / 168 خطبة 73، وكنز الفوائد: 121.

(11) كنز الفوائد: 122.

(12) المسند: 1 / 99 ط. م و 1 / 160 ط. ب، وذخائر العقبى: 60 ذكر إنه أول من صلى، ومنتخب كنز العمال: 5 / 40، وكنز العمال: 6 / 365 ط. مصر و 13 / 126 ح 36400 ط. بيروت، وأسد الغابة: 4 / 17 مع تفاوت، وكنز الفوائد: 122، ومجمع الزوائد: 9 / 102، والاستيعاب:

2 / 458، والقول المسدد: 83 الحديث العاشر، وزاد المسلم: 4 / 36.

(13) وقعة صفين: 89 كتابه إلى معاوية.


الصفحة 162
ومنها احتجاج الإمام الحسن (عليه السلام) على معاوية وعمرو والمغيرة، ولم يعترضوا(1).

ومنها إحتجاج الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء(2).

ومنها إحتجاج سعد على رجل شتم عليا قال: " ألم يكن أول من أسلم، ألم يكن أول من صلى "(3).

ومنها إحتجاج جنادة بن قضاعة(4).

ومنها إحتجاج سعيد بن جبير على الحجاج(5).

ومنها إحتجاج ابن عباس المشهور على من وقع في علي(6).

واحتجاجه على عمر عند محاورته حول الخلافة(7).

ومنها إحتجاج محمد ابن أبي بكر على معاوية(8).

ومنها إحتجاج نعمان بن جبلة على معاوية قال: وما وقفت لرشد حين أقاتل على ملكك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول مؤمن به(9).

بطلان كون أبو بكر أول من أسلم

مما تقدم من الروايات المتواترة يعلم أن أبا بكر لم يكن أول من أسلم من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ونزيد هنا طرقا أخرى تدل على بطلان هذه المقولة:

أولا: ما ورود من روايات أن عليا (عليه السلام) آمن وصلى قبل الناس بسبع سنين، وتقدم طرف من ذلك ويأتي عن عباد بن عبد الله عن علي، وحكيم مولى زاذان، وحبة العرني، وأبي أيوب، وأنس، وأبي هريرة، وأبي رافع، وحبة بن جوين. وهي بألفاظ: " صليت قبل الناس بسبع سنين " " لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك إنه لم يصل معي رجل فيها غيره "(10).

وورد: " صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين وذلك إنه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا إله إلا الله وأن

____________

(1) شرح النهج: 6 / 288 خ 83.

(2) الأنوار النعمانية: 3 / 243.

(3) المستدرك: 3 / 500 مناقب سعد من كتاب المعرفة.

(4) تاريخ دمشق: 11 / 291 رقم الترجمة 1085.

(5) حلية الأولياء: 4 / 294 ترجمة سعيد بن جبير 275.

(6) الرياض النضرة: 3 / 174، وفضائل الصحابة: 2 / 684 ح 1168.

(7) تاريخ اليعقوبي: 2 / 159 حياة عمر.

(8) أنساب الأشراف: 3 / 165، ووقعة صفين: 118 كتابه إلى معاوية.

(9) مروج الذهب: 2 / 385 ذكر أيام صفين.

(10) راجع: صحيح ابن ماجة - المقدمة -: 44 باب فضل أصحاب الرسول، والكامل في التاريخ: 1 / 484 ذكر الاختلاف من أول من أسلم، وترجمة علي من تاريخ دمشق: 1 / 61 ح 67، ومنتخب كنز العمال بهامش المسند: 5 / 40، وشواهد التنزيل: 1 / 111 ح 124، والمسند: 1 / 616 و 160 ط. ب 99 و 373 ط. م، وشرح النهج: 13 / 229 و 230 خطبة 238، ومناقب المغازلي: 14 ح 17 و 19، وكنز العمال: 13 / 122 و 126 ح 36400، وكنز الفوائد: 125، وخصائص النسائي: 29 ح 6.


الصفحة 163
محمدا رسول الله إلا مني ومن علي "(1).

وفي لفظ: " قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة "(2).

ويؤيد ذلك ما ورد أن أبا بكر أسلم بعد علي بسبع سنين(3).

ويؤيده أيضا ما روي من أن إسلام أبي بكر مع عائشة في وقت واحد، وعائشة ولدت بعد البعثة بخمس سنين، فيكون عمرها لا أقل عند إسلامها سنتين وذلك تمام السبع سنوات التي أسلم بها أمير المؤمنين قبل أبي بكر(4).

ثانيا: تصريح الروايات بعدم كون أبي بكر أول من أسلم: منها ما روي عن محمد بن كعب القرظي عندما سئل عن أول من أسلم علي أو أبو بكر؟

قال: " سبحان الله علي أولهما إسلاما، وإنما اشتبه على الناس لأن عليا أخفى إسلامه عن أبي طالب وأبو بكر أسلم وأظهر إسلامه "(5).

قال ابن عبد البر في الإستيعاب: الصحيح في أمر أبي بكر أنه أول من أظهر إسلامه، كذلك قال مجاهد وغيره(6).

وقال الحافظ في التقريب: المرجح أنه أول من أسلم(7).

ومن المعلوم أن هذه المسألة إن صحت، فإنها تحمل على إخفائه الإسلام مدة يوم واحد، كما في رواية أبي رافع: " وصلى علي يوم الثلاثاء مستخفيا "(8).

وبعد ذلك رآه أبو طالب فسر لذلك، وأمر جعفر أن يصلي إلى جنب أخيه.

وروي في ذلك عدة روايات، وأنشد فيه شعرا(9).

على أن ابن الأثير روى عن ابن إسحاق: تقدم إسلام علي وزيد، ثم أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه(10).

وسئل ابن الحنفية: أبو بكر كان أولهما إسلاما؟

قال: لا(11).

____________

(1) كنز الفوائد: 125 فصل في كون الأمير أول بشر أسلم.

(2) المستدرك: 3 / 112 ذكر مناقب الأمير.

(3) كنز الفوائد: 124.

(4) كنز الفوائد: 124.

(5) إمتاع الأسماع للمقريزي: 1 / 17، وتاريخ الخميس: 1 / 286 الركن الثاني ذكر أول من أسلم، وشرح النهج: 4 / 118 الخطبة 56.

(6) شرح النهج: 4 / 119 الخطبة 56.

(7) زاد المسلم: 4 / 217.

(8) كنز الفوائد: 125 فصل في أن علي أول من أسلم.

(9) كنز الفوائد: 124.

(10) الكامل في التاريخ: 1 / 485 ذكر الاختلاف في أول من أسلم.

(11) شرح النهج: 4 / 119 الخطبة 56، وتاريخ دمشق: 30 / 45 ترجمة أبو بكر.


الصفحة 164
وصح عن سعد بن أبي وقاص أنه أسلم قبل أبي بكر أكثر من خمسة(1).

ورواه الطبري بلفظ: خمسين(2).

ثالثا: المتدبر في التواريخ يدرك أن أنصفه ضميره: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يظهر دعوته إلا بعد قريب ثلاث سنوات، قال ابن الأثير: ثم إن الله تعالى أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بما يؤمر، وكان قبل ذلك في السنين الثلاث مستترا بدعوته لا يظهرها إلا لمن يثق به، فكان أصحابه إذا أرادوا الصلاة ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا(3).

وعن ابن مسعود: لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصل إلى البيت حتى أسلم عمر(4).

فأين كان إظهار إسلام أبي بكر في هذه المدة؟ ولماذا لم يستثنه أصحاب التواريخ؟ وهم على أن إسلام أبي بكر وإظهاره لإسلامه كان في يوم واحد - كما ذكروا في كيفية إسلام أبي بكر - وهذا دليل واضح على أن إسلام أبي بكر كان بعد هذه الثلاث سنين لا أقل.

وذكر الحاكم أن أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب والمقداد وبلال(5).

وهذا لا يبين متى أظهر أبو بكر إسلامه بل ظاهره إنه بعد إظهار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أي بعد الثلاث سنوات، إذا كان بمعنى التجاهر لا مجرد الشهادة.

إن قيل: كيف يصح أن أبا بكر أسلم وأظهر إسلامه، والنبي كان قد أعلن إسلامه.

قلنا: هذا أما يدل على كذب هكذا روايات، ويثبت إن أبا بكر أسلم كما أسلم بقية المسلمين.

وأما إن أبا بكر عندما أسلم تجاهر بإعلان إسلامه في مجالس قريش، بلا خوف كما في إسلام حمزة.

وأما صلاة أبي بكر متجاهرا، فيكذبه ما روي في عمر عن عبد الله قال: " والله ما استطعنا أن نصلي عند الكعبة ظاهرين حتى أسلم عمر ".

والحديث صحيح عند الحاكم والذهبي(6).

إلا إذا كان المراد تجاهره أمام نسائه وأولاده!

رابعا: إطباق العلماء وأصحاب التواريخ وإجماعهم على تقديم إسلام علي (عليه السلام) أما علماء الإمامية ومؤلفيهم فقد أطبقوا على ذلك وهو ظاهر.

أما علماء العامة فبملاحظة ما يلي:

____________

(1) تاريخ دمشق: 30 / 45 ترجمة أبو بكر، والصواعق: 76 ط. مصر و 115 بيروت فصل 2 من باب 3.

(2) تاريخ الطبري: 2 / 60 ذكر أول من أسلم.

(3) الكامل في التاريخ: 1 / 486 ذكر أمر الله بنية بإظهار دعوته.

(4) لوامع الأنوار البهية: 2 / 320 فصل في ذكر الصحابة - ذكر الفاروق.

(5) المستدرك: 3 / 349 كتاب معرفة الصحابة مناقب المقداد.

(6) المستدرك وتلخيصه: 3 / 83 كتاب معرفة الصحابة.


الصفحة 165
- قال ابن حجر: قال ابن عباس وأنس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي وجماعة [ من الصحابة ] إنه أول من أسلم، [ حتى ] ونقل بعضهم الإجماع عليه(1).

كذا في الصواعق المطبوع ولوامع الأنوار البهية.

وفي نزل الأبرار للبدخشاني: قال ابن حجر:... هو الأرجح ونقل بعضهم الإجماع عليه(2).

- وقال الحاكم: ولا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب أولهم إسلاما وإنما اختلفوا في بلوغه(3).

وقال السفاريني: ونقل الحاكم اتفاق المؤرخين عليه(4).

وقال ابن الصباغ: أكثر الأقوال وأشهرها أنه [ عليا ] أول من أسلم وآمن برسول الله صلى الله عليه وسلم(5).

وقال ابن أبي الحديد: أكثر أهل الحديث وأكثر المحققين من أهل السيرة رووا إنه (عليه السلام) أول من أسلم.

وقال: فدل ما ذكرناه أن عليا أول من أسلم، والمخالف في ذلك شاذ، والشاذ لا يعتد به(6).

وقال ابن عبد البر: اتفقوا على أن خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقه فيما جاء به ثم علي بعدها(7).

وذكر في ترجمة علي ذهاب سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد وزيد إلى ذلك(8).

وقال ابن إسحاق: ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة(9).

أي بعد علي وزيد بن حارثة.

وقال ابن كثير: الظاهر أن أهل بيته آمنوا قبل كل أحد: خديجة وزيد وأم أيمن وعلي وورقة(10).

وذكر الطبري في معرض ذكر قول من قال أن عليا أول من أسلم: قال ابن سعد: قال الواقدي: أجتمع أصحابنا على أن عليا أسلم بعد ما تنبئ رسول الله بسنة فأقام بمكة ثنتي عشرة سنة، وقال آخرون: أول من أسلم من الرجال أبو بكر(11).

____________

(1) الصواعق: 120 ط. مصر و 185 ط. بيروت الباب التاسع - في إسلام علي، ولوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 338 فصل في فضل الصحاب (ة) علي، وما بين المعقودين منه.

(2) نزل الأبرار للبدخشاني: 119 الباب الثاني.

(3) الغدير: 3 / 238.

(4) لوامع الأنوار البهية للسفريني: 2 / 311 تفضيل الصديق (5) الفصول المهمة: 31 تربية النبي ص) له.

(6) شرح النهج: 4 / 116 و 118 و 125 الخطبة 56.

(7) الإستيعاب: 2 / 457، والغدير: 3 / 238.

(8) جواهر العقدين: 462 الباب الخامس عشر، والاستيعاب 3 / 1150.

(9) سيرة ابن هشام: 1 / 266 إسلام أبي بكر ط. مصر الحلبي 1355 و 285 ط. بيروت.

(10) الصواعق المحرقة: 76 الفصل الثاني من الباب الثالث ط. مصر و 115 ط. بيروت.

(11) تاريخ الطبري: 2 / 58 ذكر الخبر عما كان من أمر النبي عند إرسال جبرائيل.


الصفحة 166
* وهذا قول كل من: الواقدي وابن جرير الطبري وصاحب كتاب الإستيعاب أبو عمر ابن عبد البر(1)، ومحمد ابن المنذر وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأبو حازم المدني والكلبي وابن إسحاق(2).

وأبو جعفر الإسكافي وشيوخ المعتزلة كافة(3).

والثعلبي في قول تعالى: * (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) * قال: وهو قول ابن عباس وجابر وزيد ومحمد بن المنكدر وربيعة المرائي(4).

* خامسا: أننا لو سلمنا جدلا صحة ما قيل: إن أبا بكر أول من أسلم، فإنه يحمل على إنه آمن بما آمن به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام).

ولذا نجد أن الله لم يصف هارون وزير موسى (عليه السلام) بأنه أول من آمن بموسى ورسالته بل وصف السحرة بذلك، قال تعالى: * (قالوا لا ضير أنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين) *(5).

وعلي بمنزلة هارون إلا النبوة كما يأتي.

هذا، ويمكن أن يقال: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقال عنه أول من أسلم وآمن، وذلك لأنه لم يكن مشركا بالله حتى نقول أنه أسلم وآمن من بعد إشراكه، فكذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فبإجماع الأمة إنه لم يسجد لصنم، فهو صلوات الله عليه لم يشرك بالله طرفة عين أبدا حتى يحتاج إلى أن يسلم، أو يكون أول من أسلم وهذا مذهب أكثر الناس:

* قال المسعودي: ذهب كثير من الناس إلى أنه [ علي بن أبي طالب ] لم يشرك بالله شيئا فيستأنف الإسلام، بل كان تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم في جميع أفعاله مقتديا به وبلغ وهو على ذلك، وأن الله عصمه وسدده ووفقه لتبعيته لنبيه (عليه السلام) لأنهما كانا غير مضطرين ولا مجبورين على فعل الطاعات، بل مختارين قادرين، فاختارا طاعة الرب وموافقة أمره واجتناب منهياته(6). ونحوه عن المقريزي كما تقدم.

وتقدم قول البلاذري وابن كثير: قال الزهري وسليمان بن يسار وعمران ابن أبي أنس وعروة بن الزبير: أول من أسلم زيد بن حارثة، وكان هو وعلي يلزمان النبي.. ويرصدانه(7).

____________

(1) شرح النهج: 1 / 30 خطبة 1 ذيل القول في نسب الأمير الخطبة.

(2) تاريخ الطبري: 2 / 57 ذكر الخبر عما كان من أمر النبي عند ابتداء الله بإرسال جبرائيل، والكامل في التاريخ: 1 / 484 ذكر الاختلاف في أول من أسلم.

(3) شرح النهج: 13 / 224 خطبة 238 إسلام أبي بكر وعلي الخطبة و 4 / 122 الخطبة 56.

(4) الفصول المهمة: 31 تربية النبي ص) له.

(5) الشعراء: 50 - 51.

(6) مروج الذهب: 2 / 276 - 278 ذكر مبعثه ص) وما جاء في ذلك إلى هجرته.

(7) الكامل في التاريخ: 1 / 485 ذكر الاختلاف في أول من أسلم.