الصفحة 42
الحقيقة والجناية على الاسلام وتأريخه، لكنِّي أقول: إقرأ هذا ثم أنظر إلى ما ذكره الاُستاذ الفذّ عبد الفتّاح عبدالمقصود في كتابه ـ الامام علي بن أبي طالب ص225 ـ فإنَّه زبدة المخض، قال:

واجتمعت جموعهم ـ آونةً في الخفاء وأُخرى على ملاـ يدعون إلى ابن أبي طالب; لانَّهم رأوه أولى الناس بأن يلي أُمور الناس، ثم تألَّبوا حول داره يهتفون باسمه ويدعونه أن يخرج إليهم ليردوّا عليه تراثه المسلوب... فإذا المسلمون أمام هذا الحدث محالفٌ أو نصيرٌ، وإذا بالمدينة حزبان، وإذا بالوحدة المرجوَّة شقّان أوشكا على انفصال، ثمَّ لا يعرف غير الله ما سوف تؤول إليه بعد هذا الحال... فهلاّ كان عليٌّ ـ كابن عبادة ـ حريّاً في نظر ابن الخطّاب بالقتل حتّى لا تكون فتنة ولا يكون انقسام؟!.

كان هذا أولى بعنف عمر إلى جانب غيرته على وحدة الاسلام، وبه تحدَّث الناس ولهجت الالسن كاشفةً عن خلجات خواطر جرت فيها الظنون مجرى اليقين، فما كان لرجل أن يجزم أو يعلم سريرة ابن الخطّاب، ولكنَّهم جميعاً ساروا وراء الخيال، ولهم سندٌ ممّا عرف عن الرجل دائماً من عنف ومن دفعات، ولعلَّ فيهم من سبق بذهنه الحوادث على متن الاستقراء، فرأى بعين الخيال قبل رأي العيون ثبات عليٍّ أمام وعيد عمر لو تقدَّم هذا منه يطلب رضاءه واقراره لابي بكر بحقِّه في الخلافة، ولعلّه تمادى قليلاً في


الصفحة 43
تصوُّر نتائج هذا الموقف وتخيّل عقباه، فعاد بنتيجة لازمة لا معدى عنها، هي خروج عمر عن الجادَّة، وأخذه هذا «المخالف» العنيد بالعنف والشدَّة!.

وكذلك سبقت الشائعات خطوات ابن الخطَّاب ذلك النهار، وهو يسير في جمع من صحبه ومعاونيه إلى دار فاطمة، وفي باله أن يحمل ابن عمِّ رسول الله ـ إن طوعاً وإن كرهاً ـ على اقرار ما أباه حتّى الان، وتحدَّث أُناسٌ بأنَّ السيف سيكون وحده متن الطاعة!... وتحدَّث آخرون بأنَّ السيف سوف يلقى السيف!... ثمَّ تحدَّث غير هؤلاء وهؤلاء بأنّ «النار» هي الوسيلة المثلى إلى حفظ الوحدة و إلى «الرضى» والاقرار!.. وهل على ألسنة الناس عقالٌ يمنعها أن تروي قصَّة حطب أمر به ابن الخطّاب فأحاط بدار فاطمة، وفيها عليٌّ وصحبه، ليكون عدّة الاقناع أو عدّة الايقاع؟...

على أنَّ هذه الاحاديث جميعها ومعها الخطط المدبَّرة أو المرتجلة، كانت كمثل الزبد، أسرع إلى ذهاب ومعها دفعة ابن الخطّاب!.. أقبل الرجل، محنقاً مندلع الثورة، على دار عليٍّ، وقد ظاهره معاونوه ومن جاء بهم فاقتحموها أو أوشكوا على اقتحام، فإذا وجهٌ كوجه رسول الله يبدو بالباب حائلاً من حزن، على قسماته خطوط آلام، وفي عينيه لمعات دمع، وفوق جبينه عبسة


الصفحة 44
غضب فائر وحنق ثائر...

وتوقّف عمر من خشية وراحت دفعته شعاعاً، وتوقَّف خلفه ـ أمام الباب ـ صحبه الذين جاء بهم، إذ رأوا حيالهم صورة الرسول تطالعهم من خلال وجه حبيبته الزهراء، وغضّوا الابصار من خزي أو من استحياء، ثمَّ ولَّت عنهم عزمات القلوب وهم يشهدون فاطمة تتحرَّك كالخيال، وئيداً وئيداً بخطوات المحزونة الثكلى، فتقترب من ناحية قبر أبيها.... وشخصت منهم الانظار وأرهفت الاسماع إليها، وهي ترفع صوتها الرقيق الحزين النبرات، تهتف بمحمَّد الثاوي بقربها، تناديه باكيةً مريرة البكاء:

«يا أبت رسول الله!... يا أبت رسول الله!...»

فكأنمَّا زلزلت الارض تحت هذا الجمع الباغي، من رهبة النداء...

وراحت الزهراء، وهي تستقبل المثوى الطاهر، تستنجد بهذا الغائب الحاضر:

«يا أبت رسول الله!.. ما ذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب، وابن أبي قحافة!؟!».

فما تركت كلماتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن، وعيوناً جرت دمعاً، ورجالاً ودّوا لو استطاعوا أن يشقّوا مواطئ أقدامهم ليذهبوا في


الصفحة 45
طوايا الثرى مغيَّبين انتهى.

قال الاميني: راجع الامامة والسياسة 1 ص13، تاريخ الطبري 3 ص198، العقد الفريد 2: 257، تاريخ أبي الفداء 1 ص165، تأريخ ابن شحنة في حوادث سنة 11، شرح ابن أبي الحديد(1) 2 ص19.

6 ـ قال: الرافضة تُجيز إمامة المرأة والحمل في بطن أُمِّه ص110.
ج ـ هل ترى هذا الرجل عند كتابته هذه الكلمة، وكذلك عند بقيَّة فتاواه المجرَّدة عن أيِّ مصدر، وقف على شيء من كتب الشيعة في الكلام والعقائد وخصوص مبحث الامامة، ووجد هذا الاختلاق مُثبتاً في شيء منها؟! بل يمكننا أن نتنازل معه إلى سواد على بياض خطَّته يمين أيَّ شيعي جاهل ـ فضلاً عن علمائهم ـ جاء فيه هذا البهتان العظيم.

لقد عرف الشيعة بأنَّ الاماميَّة منهم يحصرون الامامة في اثني عشر رجلاً ليست فيهم امرأة، ويُفنِّدون كلّ خارج عن هذا العدد.

وأمّا الفرق الاُخرى منها من الزيديَّة والاسماعيليّة وحتى المنقرضة من فرقها كالكيسانيَّة وأشباههم، فينهون الامامة إلى

____________

(1) انظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، الطبعة المحققة 6: 328.


الصفحة 46
أُناس معيَّنين كلّهم من الرجال، غير ما اختلقه الشهرستاني في الملل والنحل من الاختلاف الواقع في أمر فاطمة بنت الامام الهادي، وستقف على تفنيده وأنَّه (عليه السلام) لم يخلّف بنتاً إسمها فاطمة، ولو كانت الشيعة تُجوِّز الامامة لامرأة لما عدت بها عن الصدّيقة الطاهرة فاطمة، وهي هي، ولكنَّها لا تقول لها فيها.

لم يلتفت الرجل إلى شيء من هذه لكنَّه حسب عند تأليف هذا الكتاب أنّ الاجيال الاتية لا تولد منقِّبين يناقشونه الحساب، يميِّزون بين الحقائق والاوهام، ويوقظون الاُمَّة للفصل بين الصحيح والسقيم، فطفق يأفك ويمين غير مكترث بما سوف يلاقيه من سوء الحساب.

وليت شعري بماذا يُجيب الرَّجل إذا سُئل عن أنَّ الشيعة متى ما جوَّزَت إمامة الحمل في بطن أُمَّه؟ وأيّ أحد من أيّ فرقة منهم ذهب إلى إمامة حمل لم يولد بعدُ؟ وأيّ حمل قالوا بإمامته؟ ومتى كان ذلك؟ ومَن ذا الذي نقله عنه؟ وممَّن سمعه؟ نعم، إنَّ الشياطين ليوحون إلى أوليائهم.

7 ـ قال: إنَّ محبَّة النبي (عليه السلام) لمن أحبّ ليس فضلاً; لانَّه قد أحبَّ عمَّه وهو كافرٌ ص123.

وقال في ص124: وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحبَّ


الصفحة 47
أبا طالب، فقد حرَّم الله تعالى عليه بعد ذلك ونهاه عن محبَّته، وافترض عليه عداوته.
ج ـ النبيُّ (صلى الله عليه وآله) وإن أكّد على صلة الارحام، لكنَّه كان يرى الكفر حاجزاً عنها وإن تأكّدت معه وشائج الرحم; ولذلك قلا أبا لهب وهتف بالبراءة منه بسورة مستقلّة(1) ، ولم يرفع قيد الا سار عن عمِّه العبّاس وابن عمِّه عقيل إلاّ بعد تظاهرهما بالاسلام، وأجرى عليهما حكم الفدية مع ذلك، وفرَّق بين ابنته زينب وزوجها أبي العاص طيلة مقامه على الكفر حتّى أسلم وسلم.

فلم يكن محبَّة النبيِّ (صلى الله عليه وآله) لمن يحبّه إلاّ لثباته في الايمان ورسوخ كلمة الحقِّ وتمكّنه من فؤاده، فهو إذا أحبَّ أحداً كان ذلك آية تضلّعه في الدين وتحلّيه باليقين، وهذه قضيَّة قياسها معها، وهي مرتكزةٌ في القلوب جمعآء، حتّى أنَّ ابن حزم نفسه أحتجَّ بأفضليَّة عائشة على جميع الاُمَّة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحديث باطل رواه من أنَّه (صلى الله عليه وآله) قال لها: أنتِ أحبّ الناس إليَّ.

وأمّا أبو طالب فقد اعترف الرَّجل بمحبَّة النبيِّ له أوَّلاً، ونحنُ نصدِّقه على ذلك، ونراه فضلاً له، وأيَّ فضل.

وأمّا دعواه تحريم المحبَّة بعد ذلك، ونهي الله عنها، وأمره

____________

(1) سورة المسد.


الصفحة 48
بعداوته، فغير مقرونة بشاهد. وهل يسعهُ دعوى الفرق بين يومي النبيَّ معه قبل التحريم وبعده؟! وهل يمكنه تعيين اليوم الذي قلاه فيه؟! أو السنة التي هجره فيها وافترضت عليه عداوته؟!.

التاريخ خلوٌ من ذلك كلّه، بل يُعلمنا الحديث والسيرة أنَّه (صلى الله عليه وآله) لم يُفارقه حتّى قضى أبو طالب نحبه، فطفق يُؤبِّنه، وقال لعلّي: «إذهب فاغسله وكفِّنه وواره، غفر الله له ورحمه»(1) .

ورثاه عليٌّ بقوله:
أبا طالب عصمة المستجير وغيث المحول ونور الظلمْ
لقد هدَّ فقدك أهل الحفاظ فصلّى عليك وليُّ النعمْ
ولقّاك ربّك رضوانه فقد كنتَ للطّهر من خيرَ عمْ(2)
فمن أراد الوقوف على الحقيقة في ترجمة شيخ الابطح أبي طالب، فعليه بكتاب العلاّمة البرزنجيِّ الشافعيِّ، وتلخيصه الموسوم بأسنى المطالب لمفتي الشافعيَّة السيِّد أحمد زيني دحلان(3) .

8 ـ قال: لسنا من كذب الرافضة في تاويلهم: (ويُطعِمون الطَّعام عَلى حبِّه مِسكيناً ويتيماً

____________

(1) الطبقات الكبرى لابن سعد 1: 105 «المؤلّف».

(2) تذكرة الخواص: 6 «المؤلّف».

(3) سيوافيك البحث عن إيمان أبي طالب (عليه السلام) مُفصّلاً في الجزء السابع والثامن من كتابنا هذا «المؤلّف».


الصفحة 49
وأسيراً)(1) وأنَّ المراد بذلك عليُّ (رضي الله عنه)، بل هذا لا يصحُّ، بل الاية على عمومها، وظاهرها لكلِّ مَن فعل ذلك 4 ص146.

ج ـ إنَّ الواقفَ على هذه الاُضحوكة يعرف موقع الرجل من التدجيل لحسبانه أنَّ في مجرَّد عزو هذا التأويل إلى الرافضة فحسب، وقذفهم بالكذب، واتِّباع ذلك بعدم الصحَّة، حطّاً في كرامة الحديث الوارد في الاية الشريفة، وهو يعلم أنَّ أُمَّةً كبيرةً من أئمَّة التفسير والحديث يروون ذلك ويثبتونه مسنداً في مدوَّناتهم، وإن كان لا يدري فتلك مصيبةٌ.

وهذا الحافظ أبو محمَّد العاصمي أفرد ذلك كتاباً في مجلّدين أسماه (زين الفتى في تفسير سورة هل أتى)، وهو كتابٌ ضخمٌ فخمٌ مُمتَّعٌ، ينمُّ عن فضل مؤلِّفه وسعة حيطته بالحديث، وتعالي مقدرته في الكلام والتنقيب، مع أنَّ في غضونه سقطاتٌ تلائم مذهبه وخِطَّة قومه.

أو يزعم المغفَّل أنَّ أُولئك أيضاً من الرافضة؟! أو يحسبهم جهلاء بشرائط صحّة الحديث؟! أم أنّه لا يعتدُّ بكلِّ ما وافق الرافضة وإن كان مُخرجاً بأصحِّ الاسانيد؟!

____________

(1) الانسان: 8.


الصفحة 50
وكيف ما كان فقد رواه:

1 ـ أبو جعفر الاسكافي المتوفّى 240هـ، قال في رسالته التي ردَّ بها على الجاحظ: لسنا كالاماميّة الذين يحملهم الهوى على جحد الاُمور المعلومة، ولكنَّنا ننكر تفضيل أحد من الصحابة على عليِّ بن أبي طالب، ولسنا ننكر غير ذلك إلى أن قال: وأمّا انفاقه فقد كان على حسب حاله وفقره، وهو الّذي أطعم الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، وأُنزلت فيه وفي زوجته وابنيه سورةٌ كاملةٌ من القرآن.

2 ـ الحكيم أبو عبد الله محمّد بن علي الترمذي كان حيّاً في سنة 285هـ، ذكره في «نوادر الاُصول» ص64.

3 ـ الحافظ محمّد بن جرير الطبري أبو جعفر المتوفّى 310هـ، ذكره في سبب نزول (هل أتى) كما في «الكفاية»(1) .

4 ـ شهاب الدين ابن عبد ربِّه المالكيّ المتوفّى 328هـ، ذكر في «العقد الفريد» 3 ص42-47 حديث احتجاج المأمون الخليفة العبّاسي على أربعين فقيهاً، وفيه:

قال: يا إسحاق؟ هل تقرأ القرآن؟!.

قلت: نعم.

____________

(1) كفاية الطالب: 348، تفسير الطبري 29: 130.


الصفحة 51
قال: إقرأ عليَّ: (هل أتى على الانسان حينٌ مَن الدَّهرَ لم يكن شيئاً مذكوراً)(1) فقرأتُ منها حتّى بلغت (يشربون مِنْ كأس كان مِزاجُها كافوراً)(2) إلى قوله: (وَيُطعمون الطَّعام عَلى حبِّهِ مسكيناً ويتيماً وأسيرا)(3) .

قال: على رسلك، في مَن أُنزلت هذه الايات؟!

قلت: في عليٍّ.

قال: فهل بلغك أنّ عليّاً حين أطعم المسكين واليتيم والاسير قال: (إنَّما نُطعمكم لوجه الله)(4) ؟! وهل سمعتَ اللهَ وصفَ في كتابه أحداً بمثل ما وصف به عليّاً؟!

قلت: لا.

قال: صدقتَ; لانّ الله جلَّ ثناؤه عرف سيرته. يا إسحاق؟! ألست تشهد أنَّ العشرة في الجنَّة؟!.

قلت: بلى يا أمير المؤمنين.

قال: أرأيتَ لو أن رجلاً قال: والله ما أدري هذا الحديث

____________

(1) الانسان: 1.

(2) الانسان: 5.

(3) الانسان: 8.

(4) الانسان: 9.


الصفحة 52
صحيحٌ أم لا، ولا أدري إن كان رسول الله قاله أم لم يقله، أكان عندك كافراً؟!

قلت: أعوذ بالله.

قال: أرأيتَ لوأنَّه قال: ماأدري هذه السورة من كتاب الله أملا، كان كافراً؟!

قلت: نعم.

قال: يا إسحاق أرى بينهما فرقاً.

5 ـ الحاكم أبو عبد الله النيسابوري المتوفّى 405هـ، ذكره في مناقب فاطمة سلام الله عليها كما في «الكفاية»(1) .

6 ـ الحافظ ابن مردويه أبو بكر الاصبهاني المتوفّى 416هـ، أخرجه في تفسيره، حكاه عنه جمعٌ، وقال الالوسي في «روح المعاني» بعد نقله عنه: والخبر مشهورٌ(2) .

7 ـ أبواسحاق الثعلبي المتوفّى 427ـ37هـ، في تفسيره «الكشف والبيان».

8 ـ أبو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفّى 468هـ، في تفسيره البسيط، وأسباب النزول ص331.

____________

(1) كفاية الطالب: 348.

(2) روح المعاني 29: 151.


الصفحة 53
9 ـ الحافظ أبو عبد الله محمّد بن فتوح الازدي الاندلسي الشهير بالحميدي المتوفّى 488هـ، ذكره في فوائده.

10 ـ أبو القاسم الزمخشري المتوفّى 538هـ، في «الكشّاف» 2 ص511.

11 ـ أخطب الخطباء الخوارزمي المتوفّى 568هـ، في «المناقب» 180.

12 ـ الحافظ أبو موسى المديني المتوفّى 581هـ، في «الذيل» كما في «الاصابة»(1) .

13 ـ أبو عبد الله فخر الدين الرازي المتوفّى 606هـ، في تفسيره 8 ص276.

14 ـ أبو عمرو عثمان بن عبد الرَّحمن المعروف بإبن الصَّلاح الشهرزودي الشرخاني المتوفّي 643هـ، كما يأتي عنه في «الكفاية»(2) .

15 ـ أبو سالم محمَّد بن طلحة الشافعي المتوفّى 652هـ، ذكره في «مطالب السئول» ص31.

وقال: رواه الامام أبو الحسن عليُّ بن أحمد الواحدي وغيره

____________

(1) الاصابة 8: 167.

(2) كفاية الطالب: 348.


الصفحة 54
من أئمَّة التفسير. ثمَّ قال: فكفى بهذه عبادةً، وبإطعام هذا الطعام مع شدَّة حاجتهم إليه منقبةً، ولولا ذلك لما عظمت هذه القصَّة شأناً، وعلت مكاناً، ولما أنزل الله تعالى فيها على رسول الله قرآناً.

وله في ص8 قوله:
هم العروة الوثقى لمعتصم بها مناقبهم جاءت بوحي وإنزالِ
مناقب في الشورى وسورة هل أتى وفي سورة الاحزاب يعرفها التالي
هم أهل بيت المصطفى فودادهم على الناس مفروضٌ بحكموإسجالِ
16 ـ أبو المظفَّر سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفّى 654هـ، رواه في تذكرته من طريق البغوي والثعلبي، وردَّ على جدِّه ابن الجوزي في اخراجه في الموضوعات، وقال بعد تنزيه سنده عن الضعف: والعجب من قول جدّي وأنكاره وقد قال في كتاب «المنتخب»: يا علماء الشرع أعلمتم لِمَ آثر عليٌّ وفاطمة وتركا الطفلين الحسنين عليهما أثر الجوع؟! أتراهما خفي عنهما سرُّ ذلك؟! ما ذاك إلاّ لانَّهما علما قوَّة صبر الطفلين، وأنُهما غصنان من شجرة الظلّ عند ربّي،


الصفحة 55
وبعض من جملة: «فاطمة بضعةٌ منّي»، وفرخ البطّ السابح(1)-(2) .

17 ـ عزُّ الدين عبد الحميد الشهير بإبن أبي الحديد المعتزليّ المتوفّى 655هـ في شرح نهج البلاغة 3 ص257.

18 ـ الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعيّ المتوفّى 658هـ في «الكفاية» 201، وقال بعد ذكر الحديث: هكذا رواه الحافظ أبو عبد الله الحميدي في فوائده، ورواه ابن جرير الطبري أطول من هذا في سبب نزول (هل أتى) .

وقد سمعتُ الحافظ العلاّمة أبا عمرو عثمان بن عبد الرَّحمن المعروف بإبن الصَّلاح في درس التفسير في سورة (هل أتى) ، وذكر الحديث وقال فيه: إنَّ السؤّال كانوا ملائكة من عند ربِّ العالمين، وكان ذلك امتحاناً من الله عزَّ وجلَّ لاهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وسمعتُ بمكّة حرسها الله تعالى من شيخ الحرم بشير التبريزي في درس التفسير:

أنَّ السائل الاوَّل كان جبرئيل، والثاني ميكائيل، والثالث كان اسرافيل (عليهم السلام).

____________

(1) في النسخة تصحيف «المؤلّف».

(2) تذكرة الخواص: 15.


الصفحة 56
19 ـ القاضي ناصر الدين البيضاوي المتوفّى 685هـ في تفسيره 2 ص571.

20 ـ الحافظ محبُّ الدين الطبري المتوفّى 694هـ في «الرياض النضرة» 2 ص207، 227، وقال: وهذا قول الحسن وقتادة.

21 ـ الحافظ أبو محمَّد بن أبي حمزة الازدي الاُندلسي المتوفّى 699هـ في «بهجة النفوس» 4: 225.

22 ـ حافظ الدين النسفي المتوفّى 701ـ710هـ في تفسيره هامش تفسير الخازن 4 ص458، رواه في سبب نزول الاية ولم يرو غيره.

23 ـ شيخ الاسلام أبو إسحاق الحمويي المتوفّى 722هـ، في «فرائد السمطين»(1) .

24 ـ نظام الدين القمّي النيسابوري في تفسيره هامش الطبري 29 ص112 وقال: ذكر الواحدي في «البسيط» والزمخشري في «الكشّاف»، وكذا الاماميّة أطبقوا على أنَّ السورة نزلت في أهل بيت النبيِّ (صلى الله عليه وآله) ولا سيَّما في هذه الاي ـ ثمَّ ذكر حديث الاطعام فقال: ويُروى أنَّ السائل في الليالي: جبرئيل، واراد بذلك ابتلاءهم بإذن الله سبحانه.

____________

(1) فرائد السمطين 1: 337.


الصفحة 57
25 ـ علاء الدين عليُّ بن محمّد الخازن البغداديّ المتوفّى 741هـ في تفسيره 4 ص358، ذكر أوَّلاً نزولها في عليّ (عليه السلام) وأخرج حديثه، ثمَّ قال: وقيل: الاية عامَّة في كلِّ مَن أطعم موعزاً إلى ضعف بقيل، مع أنَّ القول بالعموم لايُنافي نزولها في أميرالمؤمنين(عليه السلام)كما لا يخفى; لانحصار المصداق به.

26 ـ القاضي عضد الايجي المتوفّى 756هـ في «المواقف» 3 ص278.

27 ـ الحافظ ابن حجر المتوفّى 852هـ في «الاصابة» 4 ص387 من طريق أبي موسى في «الذيل»، والثعلبي في تفسير سورة (هل أتى) عن مجاهد عن ابن عبّاس.

28 ـ الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفّى 911هـ في «الدرِّ المنثور» 6 ص299 من طريق ابن مردويه.

29 ـ أبو السعود العمادي محمَّد بن محمَّد الحنفي المتوفّى 982هـ في تفسيره هامش تفسير الرازي 8 ص318.

30 ـ الشيخ إسماعيل البروسي المتوفّى 1137هـ في تفسير «روح البيان» 10 ص268-269.

31 ـ الشوكاني المتوفّى 1173هـ في تفسيره «فتح القدير» 5 ص338.


الصفحة 58
32 ـ الاُستاذ محمَّد سليمان محفوظ في «أعجب ما رأيت» 1 ص10، وقال: رواه أهل التفسير.

33 ـ السيِّد الشبلنجي في «نور الابصار» ص12-14.

34 ـ السيِّد محمود القراغولي البغداديّ الحنفي في «جوهرة الكلام» ص56.

لفظ الحديث

قال ابن عبّاس (رضي الله عنه): إنَّ الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ناس معه، فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرتَ على ولدك. فنذر عليٌّ وفاطمة وفضَّة جارية لهما: إن برئا ممّا بهما أن يصوموا ثلاثة أيّام. فبرئا وما معهم شيءٌ، فاستقرض عليٌّ من شمعون الخيبريِّ اليهوديِّ ثلاث أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً، واختبزت خمسة أقراص على عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائلٌ فقال: السَّلام عليكم أهل بيت محمَّد، مسكينٌ من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنَّة. فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلاّ الماء، وأصبحوا صياماً.

فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيمٌ


الصفحة 59
فآثروه، ووقف عليهم أسيرٌ في الثالثة ففعلوا مثل ذلك.

فلمّا أصبحوا أخذ عليٌّ (رضي الله عنه) بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدَّة الجوع قال: «ما أشدَّ ما يسوءني ما أرى بكم»، وقام فانطلق معهم، فرأى فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها، وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبريل وقال: خذهايا محمَّد؟ هنّأك الله في أهل بيتك، فأقرأه السورة.

هذا لفظ جمع من الاعلام المذكورين، وهناك لفظٌ آخر ضربنا عنه صفحاً.

9 ـ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو كنتُ مُتَّخذاً خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أخي وصاحبي، وهذا الَّذي لا يصحُّ غيره، وأمّا أُخوُة عليٍّ فلا تصحُّ إلاّ مع سهل بن حنيف(1) .
ج ـ أنا لا أروم الكلام حول حديث رآه صحيحاً، ولا أُناقش في صدوره، ولا أُزيِّفه بما زيَّف عمر بن الخطّاب حديث الكتف والدواة، إذ هذا لدة ذاك صدرا في مرض وفاته (صلى الله عليه وآله) كما في الصحيحين، ولا أقول بما قال ابن أبي الحديد في شرحه 3 ص17

____________

(1) الفصل في الملل والاهواء والنحل 4: 125.


الصفحة 60
من أنَّه موضوعٌ وضعته البكريَّة في مقابلة حديث الاخاء(1) .

وأنا لا أبسط القول في مفاده بما يُستفاد من كلام ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث ص51(2) من أنَّ الاُخوَّة هناك منزّلة بالاخوُة الاسلاميَّة العامَّة الثابتة بقوله تعالى: (إنّما المؤمنون إخوة)(3) ، نظير ما ورد عنه (صلى الله عليه وآله) من قوله لعمر: «يا أخي»(4) ، ولزيد: «أنت أخونا»(5) ، ولاُسامة: «يا أخي»(6) . وإنَّما يُفسِّر تلك الاُخوة لفظ البخاري ومسلم والترمذي: لو كنتُ متَّخذاً خليلاً لاتّخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أُخوة الاسلام ومودتّه. كما أنَّ الخلّة المنتفية فيه هي الخلّة بالمعنى الخاصّ، لا الخلّة العامّة الثابتة بقوله تعالى: (الاخلاّء يومئذ بعضهم لبعض عدوٌّ إلاّ المتقين) .

فلم تكن هي تلك الاُخوَّة بالمعنى الخاصّ التي تمَّت يومي المواخاة(7) بوحي من الله العزيز، وكانت على أساس المشاكلة

____________

(1) شرح نهج البلاغة 10: 228.

(2) تأويل مختلف الحديث: 165.

(3) الحجرات: 10.

(4) الرياض النضرة 2: 6 «المؤلّف».

(5) الخصائص الكبرى للنسائي: 19 «المؤلّف».

(6) تأريخ ابن عساكر 6: 9 «المؤلّف».

(7) وقعت الموآخاة مرتين: أحداهما قبل الهجرة، وأُخرى بعدهابخمسة أشهر، كما يأتي «المؤلّف».


الصفحة 61
والمماثلة بين كلِّ اثنين في الدرجات النفسيَّة، كما ستسمعه عن غير واحد من الاعلام، ووقعت الموآخاة فيهما بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين طلحة والزبير، وبين أبي عبيدة الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة، وبين أُبّي بن كعب وابن مسعود، وبين معاذ وثوبان، وبين أبي طلحة وبلال، وبين عمّار وحُذيفة، وبين أبي الدَّرداء وسلمان، وبين سعد بن أبي وقّاص وصُهيب، وبين أبي ذرّ والمقداد بن عمرو، وبين أبي أيّوب الانصاري وعبد الله بن سلام، وبين أُسامة وهند حجَّام النبي، وبين معاوية والحباب المجاشعي، وبين فاطمة بنت النبيِّ وأُمِّ سلمة، وبين عائشة وامرأة أبي أيّوب(1) .

وأخَّر (صلى الله عليه وآله) عليّاً لنفسه قائلاً له: «والّذي بعثني بالحقِّ ما أخَّرتك إلاّ لنفسي، أنت أخي ووارثي، أنت أخي ورفيقي، أنت أخي في الدنيا والاخرة».

بل أقول: عجباً للصلافة التي تحدو الانسان لان يقول: لا يصحُّ غير حديث حسبه صحيحاً ويجهل مفاده، أو يعلم ويحبُّ أن يُغري الاُمَّة بالجهل، ثمَّ يعطف على حديث اعترفت به الاُمَّة

____________

(1) السيرة النبوية لابن هشام 2: 150ـ151، تأريخ ابن عساكر 6: 90و200، أُسد الغابة 2: 221، مطالب السئول: 18، ارشاد الساري للفسطلاني 6: 227، شرح المواهب 1: 373 «المؤلّف».


الصفحة 62
جمعاء، وجاء مثبتاً في الصحاح والمسانيد، ويراه باطلاً.

أهكذا حبُّ الشيء يُعمي ويُصمّ؟!

أهكذا خُلق الانسان ظلوماً جهولاً؟!

هذه الاُخوَّة بالمعنى الخاصّ الثابتة لامير المؤمنين ممّا يخصّ به (عليه السلام)، ولا يدَّعيها بعده إلاّ كذّاب على ما ورد في الصحيح كما يأتي، وكانت مطرَّدة بين الصحابة كلقب يُعرَّف به، تداولته الاندية، وحوته المحاورات، ووقع الحجاج به، وتضمَّنه الشعر السائر، ولو ذهبنا إلى جمع شوارد هذا الباب لجاء منه كتابٌ ضخمٌ، غير أنّا نختار منها نبذاً:

1 ـ آخى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه، فآخى بين أبي بكر وعمر، وفلان وفلان، فجاءه عليٌّ (رضي الله عنه) فقال: «آخيت بين أصحابك ولم تُواخِ بيني وبين أحد»، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أنت أخي في الدّنيا والاخرة».

ينتهي سند هذا الحديث إلى:

أمير المؤمنين عليّ، عمر بن الخطّاب، أنس بن مالك، زيد بن أبي أوفى، عبد الله ابن أبي أوفى، ابن عبّاس، مخدوج بن زيد، جابر بن عبد الله، أبي ذرّ الغفاري، عامر بن ربيعة، عبد الله بن عمر، أبي


الصفحة 63
أُمامة، زيد بن أرقم، سعيد بن المسيِّب(1) .

راجع جامع الترمذي 2ص213، مصابيح البغوي 2ص199، مستدرك الحاكم 3 ص14، الاستيعاب 2 ص460 وعدَّ حديث المواخاة من الاثار الثاتبة، تيسير الوصول 3 ص271، مشكاة المصابيح هامش المرقاة 5 ص569، الرِّياض النضرة 2 ص167.

وقال [في الرياض النضرة أيضاً] ص212: ومن أدلِّ دليل على عظم منزلة علّي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) صنيعه في المواخاة، فإنّه (صلى الله عليه وآله) جعل يضم الشكل إلى الشكل يؤلّف بينهما، إلى أن آخى بين أبي بكر وعمر، وأدَّخر عليّاً لنفسه وخصَّه بذلك، فيالها مفخرةً وفضيلةً.

فرائد السمطين في الباب العشرين(2) ، الفصول المهمَّة 22 و29، تذكرة السبط 13 و15 وحكى عن الترمذي أنَّه صحَّحه، كفاية الكنجي ص82 وقال: هذا حديثٌ حسنٌ عال صحيحٌ، فإذا أردت أن تعلم قرب منزلة عليٍّ من رسول الله، إلى آخر ما مرّ عن الرِّياض النضرة.

السيرة النبويَّة لابن سيِّد الناس 1 ص200-203 وصرَّح بأنَّ هذه هي المواخاة قبل الهجرة، ثمّ قال: وقال ابن أسحق: آخى

____________

(1) هذا الحديث بوحدته متواتر على رأي ابن حزم في التواتر «المؤلّف».

(2) انظر الطبعة المحقّقة من فرائد السمطين 1: 111.


الصفحة 64
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه من المهاجرين والانصار، فقال: «تواخوا في الله أخوين». ثمَّ أخذ بيد عليِّ بن أبي طالب فقال: «هذا أخي»، فكان رسول الله وعليٌّ أخوين.

تاريخ ابن كثير 7 ص335، أسنى المطالب للجزري ص9، مطالب السئول ص18 وقال: فعقد الاُخوَّة بين اثنين منهم حثّاًعلى التناصر والتعاضد، وجعل كلَّ واحد موآخياً لمن تقرب منه درجة في المماثلة والمساواة.

الصواعق 73، 75، تأريخ الخلفاء 114، الاصابة 2 ص507، المواقف 3 ص276، شرح المواهب 1 ص373، طبقات الشعراني 2 ص55، تأريخ القرماني هامش الكامل 1 ص216، السيرة الحلبيَّة 1 ص23، 101، وفي هامشها السيرة النبويَّة لزيني دحلان 1 ص325، كفاية الشنقيطي ص34، الامام علّي بن أبي طالب للاُستاذ محمّد رضا ص21.

الامام عليّ بن أبي طالب للاُستاذ عبد الفتّاح عبد المقصود، وقال في ص73:

ولئن كان أبو بكر من نبيِّ الله وزيره الصادق، فإنَّ عليّاً كان منه الظلّ اللاصق، لم ينأ عنه ولم يبعد إلاّ كما أرسله محمّد ليكون له على أعدائه عيناً أو لرجاله طليعة، حتّى في بدء ذلك الوقت الذي أخذ رسول الله يُكوِّن فيه ملكه الصغير، ويربط بين المهاجرين


الصفحة 65
والانصار بالمدينة، لم يفته أن يُؤثر بإخائه عليّاً دون الباقين، آخى بين صحبه الخارجين من ديارهم معه وبين أصحاب البلدة الّذين آووا، فتخيَّر أن يكون عليٌّ أخاه في دين، لم يُواخ أبا بكر، ولم يُواخ عمر، ولم يُواخ حمزة أسده وأسد الله، ولكنه اصطفى لهذه الاُخوَّة المعنويَّة بعد أُخوَّة الدم فتاه الربيب، فآثره على كلِّ حبيب بعيد وقريب.

وقد أصفقت هذه المصادر كلّها أنَّه (صلى الله عليه وآله) آخى بين أبي بكر وعمر، وليس فيها من مزعمة ابن حزم عينٌ ولا أثر.

2 ـ زيد بن أبي أوفى قال: لَمّا آخى النبيُّ (صلى الله عليه وآله) بين أصحابه وآخى بين عمر وأبي بكر ـ إلى أن قال ـ: فقال عليٌّ: «لقد ذهب روحي وأنقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليَّ فلك العتبى والكرامة»

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «والذّي بعثني بالحقِّ ما أخَّرتك إلاّ لنفسي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبيَّ بعدي، وأنت أخي ووارثي».

قال: «وما أرث منك يا رسول الله»؟

قال: «ما ورث الانبياء من قبلي».

قال: «وما ورث الانبياء من قبلك»؟


الصفحة 66
قال: «كتاب ربِّهم وسنَّة نبيِّهم، وأنت معي في قصري في الجنَّة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي»، ثمَّ تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إخواناً على سُرر متقابلين)(1) .

مناقب أحمد بن حنبل(2) ، الرِّياض النضرة 2 ص209، تأريخ ابن عساكر 6 ص201، تذكرة السبط 14 وصحَّحه وقال: رجاله ثقات، كنز العمّال 6 ص390(3) ، كفاية الشنقيطي.

3 ـ جابر بن عبد الله وسعيد بن المسيَّب قالا: إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بين أصحابه فبقي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر وعمر وعليٌّ، فآخى بين أبي بكر وعمر، وقال لعليّ: «أنت أخي وأنا أخوك، فإن ناكرك أحدٌ فقل: أنا عبد الله وأخو رسول الله، لايدَّعيها بعدك إلاّ كذّاب».

مناقب أحمد(4) ، تأريخ ابن عساكر، كفاية الكنجي 82-83، تذكرة السبط 14 وصحّحه وردَّ على جدِّه في تضعيفه سنده، المرقاة في شرح المشكاة 5 ص569.

____________

(1) الحجر: 47.

(2) انظر فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لاحمد بن حنبل، الطبعة الحروفية: 190.

(3) كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 9: 167/25554 و13: 105-106/36345.

(4) انظر فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لاحمد بن حنبل، الطبعة الحروفية: 19.


الصفحة 67
وفي لفظ أمير المؤمنين ويعلى بن مرَّة: «فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنمّا تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك فإن حاجّك أحدٌ فقل: أنا عبد الله وأخو رسول الله، لا يدَّعيها بعدك إلاّ كذّاب».

كنز العمّال 6 ص154، 399 عن الحافظ أبي يعلى في مسنده(1) .

4 ـ قال محمّد بن إسحاق: وآخى رسول الله بين أصحابه من المهاجرين والانصار، فقال فيما بلغنا ـ ونعوذ بالله أن نقول عليه مالم يقل ـ: «تآخوا في الله أخوين أخوين»، ثمَّ أخذ بيد عليِّ بن أبي طالب فقال: «هذا أخي»، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ سيِّد المرسلين وإمام المتَّقين، ورسول ربِّ العالمين الذي ليس له خطيرٌ ولا نظيرٌ من العباد ـ وعليُّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) أخوين.

تأريخ ابن هشام 2 ص123، تأريخ ابن كثير 3 ص226، السيرة الحلبيّة 2 ص101، الفتاوى الحديثيّة ص42.

5 ـ أمير المؤمنين قال: «قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنّة».

____________

(1) كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 11: 608/32939، مسند أبي يعلى 6: 151.


الصفحة 68
تأريخ الخطيب 12 ص268، كنز العمّال 6 ص402(1) .

6 ـ أمير المؤمنين قال: «آخى رسول الله بين عمر وأبي بكر، وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن الحارثة» ـ إلى أن قال ـ: «وبيني وبين نفسه».

أخرجه الخليعي في الخليعات، وسعيد بن منصور في سننه كما في كنز العمّال 6 ص394(2) .

7 ـ ابن عبّاس في حديث: وقال (صلى الله عليه وآله) لعليٍّ (رضي الله عنه): «أنت أخي وصاحبي».

مسند أحمد 1 ص230، الاستيعاب 2 ص460، الامتاع للمقريزي ص340، كنز العمال 6 ص391(3) .

8 ـ أسماء بنت عميس قالت: سمعتُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «اللّهم إنّي أقول كما قال أخي موسى، اللّهم اجعل لي وزيراً من أهلي أخي عليّاً أشدد به أزري وأشركه في أمرى كي نسبِّحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنّك كنت بنا بصيراً».

____________

(1) كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 13: 109 / 36356.

(2) كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 13: 120 / 36385.

(3) كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 13: 109 / 36356.


الصفحة 69
مناقب أحمد بن حنبل(1) ، الرِّياض النضرة 2 ص163.

9 ـ ابن عبّاس في حديث إحتجاجه على الرَّجل الشاميِّ، وهو حديثٌ طويلٌ كثير الفائدة ومنه: وقال (رسول الله): «يا أُمّ سلمة؟ هل تعرفين هذا؟! قالت: نعم هذا عليُّ بن أبي طالب. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نعم هذا عليٌّ خلط لحمه بلحمي ودمه بدمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنَّه لا نبيَّ بعدي، يا أُمّ سلمة هذا عليٌّ سيِّدٌ مبجَّل، ومأمل المسلمين، وأمير المؤمنين، وموضع سرّي وعلمي، وبابي الذي يؤوى إليه، وهو الوصيُّ على أهل بيتي، وعلى الاخيار من أُمَّتي، وهو أخي في الدُّنيا والاخرة».

المحاسن والمساوي 1 ص31، مرَّ حديث أُمّ سلمة هذا بلفظ آخر ومصادره في ج1 ص337، 338(2) .

10 ـ مرَّ قوله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام) في حديث بدء الدعوة: «أنت أخي ووصيي وخليفتي من بعدي». راجع ج2 ص279ـ 285(3) .

11 ـ مرَّ ج1 ص215 من طريق الطبري قوله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير

____________

(1) انظر فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لاحمد بن حنبل، الطبعة الحروفية: 202.

(2) المناقب للخوارزمي: 52و58، كفاية الطالب: 69.

(3) تأريخ الطبري 2: 216، أنباء نجباء الابناء: 46-48، الكامل في التأريخ 2: 24، شرح الشفا 3: 37، ترتيب جمع الجوامع 6: 392، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3: 254، تأريخ التمدّن الاسلامي لجرجي زيدان 1: 31، حياة محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) لمحمدحسنين هيكل: 104.


الصفحة 70
خمّ: «إنَّ عليَّ بن أبي طالب أخي ووصيّي وخليفتي». وقوله: «معاشر الناس هذا أخي ووصيّي وواعي علمي وخليفتي على مَن آمن بي».

ويظهر من كلام النويري الذي أسلفناه في ج1 ص288: أنَّ مواخاة النبيِّ(صلى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السلام) يوم غدير خمّ كانت مشهورةً في العصور المتقادمة(1) .

12 ـ جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «مكتوبٌ على باب الجنَّة: لا إله إلاّ الله، محمّدٌ رسول الله، عليٌّ أخو رسول الله. قبل أن تُخلق السَّماوات والارض بألفي عام».

مناقب أحمد(2) ، تأريخ الخطيب 7 ص387، الرِّياض النضرة 2 ص168، تذكرة السبط 14، مجمع الزوائد 9 ص111، مناقب الخوارزمي 87، شمس الاخبار 35 عن مناقب الفقيه ابن المغازلي، كنز العمّال 6ص399(3) عن ابن عساكر، فيض القدير 4 ص355، كفاية الشنقيطي 34، مصباح الظلام 2 ص56 نقلاً عن الطبراني.

13 ـ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «طلبني النبيُّ (صلى الله عليه وآله) فوجدني في

____________

(1) نهاية الارب في فنون الادب 1: 177.

(2) انظر فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لاحمد بن حنبل، الطبعة الحروفية: 191.

(3) كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 11: 624 / 33043.


الصفحة 71
حائط نائماً، فضربني برجله وقال: قم فوالله لاُرضينَّك، أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل على سنَّتي».

مناقب أحمد(1) ، الرِّياض النضرة 2 ص167، الصواعق 75، كنز العمّال 6 ص404(2) ، كفاية الشنقيطي 24.

14 ـ مخدوج بن زيد الذهلي قال: إنَّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله) قال لعليٍّ: «أما علمت يا عليُّ أنَّه أوَّل مَن يُدعى به يوم القيامة بي ـ إلى أن قال ـ: ثمَّ ينادي منادي من تحت العرش: نعم الاب أبوك إبراهيم، ونعم الاخ أخوك عليّ».

مناقب أحمد(3) ، مناقب الفقيه ابن المغازلي، الرِّياض النضرة 2 ص201، مناقب الخوارزمي 83، 234، 238، شمس الاخبار 32، تذكرة السبط ص13 وردَّ على مَن ضعَّفه لمكان ميسرة والحكَم في طريق الحافظ الدار قطني قال: الحديث الذي رواه أحمد في الفضائل ليس فيه ميسرة ولا الحكَم، وأحمد مقلّدٌ في الباب متى روى حديثاً وجب المصير إلى روايته لانَّه إمام زمانه، وعالم أوانه، والمبرَّز في علم النقل على أقرانه، والفارس الَّذي لا يجارى في ميدانه.

____________

(1) انظر فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لاحمد بن حنبل، الطبعة الحروفية: 194.

(2) كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 13: 159 / 36491.

(3) انظر فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لاحمد بن حنبل، الطبعة الحروفية: 186.


الصفحة 72
15 ـ أبو برزة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إنّ الله تعالى عهد إليَّ عهداً في عليّ فقلت: يا ربّ بيِّنه لي، فقال: إسمع، فقلت: سمعت، فقال: إنَّ عليّاً راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتَّقين، مَن أحبَّه أحبَّني، ومَن أبغضه أبغضني، فبشِّره بذلك. فجاء عليٌّ فبشَّرته فقال: يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته، فإن يُعذِّبني فبذنبي، وإن يتمُّ لي الذي بشَّرتني به فالله أولى بي.

قال: قلت: اللَّهم أجل قلبه واجعل ربيعه الايمان، فقال الله: قد فعلت به ذلك. ثمَّ انّه رفع إليَّ انَّه سيخصّه من البلاء بشىء لم يخصّ به أحدٌ من أصحابي، فقلت: يا ربّ أخي وصاحبي، فقال: إنّ هذا شىءٌ قد سبق، إنَّه مُبتلى ومُبتلى به».

حلية الاولياء 1 ص67، الرياض النضرة 2 ص449، شرح ابن أبي الحديد 2 ص449(1) ، فرائد السمطين في الباب 30و50 بطريقين(2) ، مناقب الخوارزمي 245، كفاية الكنجي 95، نزهة المجالس 2 ص241.

16 ـ في خطبة للنبيِّ (صلى الله عليه وآله): «أيّها النّاس أُوصيكم بحبِّ ذي قرباها أخي وابن عمّي عليّ بن أبي طالب، لا يحبّه إلاّ مؤمنٌ ولا

____________

(1) شرح نهج البلاغة 7: 62.

(2) انظر الطبعة المحقّقة من فرائد السمطين 1: 151 و 257.


الصفحة 73
يبغضه إلاّ منافقٌ، مَن أحبَّه فقد أحبَّني، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني عذَّبه الله».

مناقب أحمد(1) ، تذكرة السبط 17، شرح ابن أبى الحديد 2 ص451(2) ، الرِّياض النضرة 2 ص212، ذخائر العقبى 91.

17 ـ في حديث مفاخرة عليٍّ وجعفر وزيد وتحاكمهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثمَّ قال (صلى الله عليه وآله) لعليّ: «أنت أخي وخالصتي».

شرح ابن أبي الحديد 3 ص39، وقال: إتَّفق عليه (المحدِّثون)(3) .

18 ـ أبو ذرِّ الغفاري قال في حديث: فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)يقول لعليٍّ: «وأنت أخي ووزيري وخير من أترك بعدي».

مرَّ تمام الحديث ومصادره ج2 ص313 راجع(4) .

19 ـ سلمان الفارسيّ قال: إنَّه سمع النبيَّ (صلى الله عليه وآله) يقول: «إنَّ أخي ووزيري وخير مَن أخلّفه بعدي عليُّ بن أبي طالب».

مناقب الخوارزمي 67.

____________

(1) انظر فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) لاحمد بن حنبل، الطبعة الحروفية: 189.

(2) شرح نهج البلاغة 7: 42.

(3) شرح نهج البلاغة 13: 251.

(4) الرياض النضرة 2: 155، شمس الاخبار: 35، شرح نهج البلاغة 3: 257، المواقف 3: 276، نزهة المجالس 2: 205.


الصفحة 74
20 ـ بلال بن حمامة في حديث زواج عليٍّ فاطمة سلام الله عليهما وآلهما قال (صلى الله عليه وآله): «بشارةٌ أتتني من ربّي في أخي وابن عمّي ـ وفيه ـ: فصار أخي وبنتي فكّاك رقاب رجال ونساء من أُمّتي من النّار».

راجع ج2 ص 316(1) .

21 ـ عبد الله بن عمر قال في حديث عنه (صلى الله عليه وآله): أنَّه قال: «اللّهم اشهد لهم، اللّهمّ قد بلّغت، هذا أخي وابن عمّي وصهري وأبو ولدي، اللّهم كُبّ من عاداه في النّار».

كنز العمّال 6 ص154 نقلاً عن ابن النَّجار والشيرازي في الالقاب(2) .

22 ـ عبد الله بن عمر قال في حديث: قال (صلى الله عليه وآله): «ألا أرضيك يا علي؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: أنت أخي ووزيري، تقضي ديني وتنجز موعدي».

مجمع الزوائد 9 ص121 عن الطبراني، وص122 عن أبي يعلى، كنز العمال 6 ص155(3) .

____________

(1) نزهة المجالس 2: 225، تأريخ بغداد 4: 210، أُسد الغابة 1: 206، الصواعق المحرقة: 103، رشفة الصادي: 28.

(2) انظر كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 11: 609/32947.

(3) انظر كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 11: 610-611/32955.


الصفحة 75
23 ـ في حديث الاسراء عنه (صلى الله عليه وآله): «فأمّا أن رجعت نادى مناد من وراء الحجاب: نعم الاب أبوك إبراهيم، ونعم الاخ أخوك عليٌّ فاستوص به خيراً».

فرائدالسمطين في الباب العشرين(1) ، كنزالعمّال 6 ص161(2) .

24 ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث قال (صلى الله عليه وآله): «ليس في القيامة راكبٌ غيرنا ونحن الاربعة ـ إلى أن قال ـ: وأخي عليّ على ناقة من نوق الجنَّة بيده لواء الحمد».

تاريخ بغداد 11 ص112، كفاية الحافظ الكنجي 77، كنزالعمّال 6 ص402.

25 ـ ابن عبّاس في حديث زواج عليٍّ وفاطمة سلام الله عليهما قال: فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدقَّ الباب فخرجت إليه أمّ أيمن فقال: «أعلمي أخي»، قالت: وكيف يكون أخاك وقد زوَّجته إبنتك؟! قال: «إنَّه أخي».

خصائص النسائي 32، الرِّياض 2 ص181، الصواعق 84.

26 ـ مرَّ في حديث ليلة المبيت: «فأوحى الله إلى جبريل

____________

(1) انظر الطبعة المحقّقة من فرائد السمطين 1: 110.

(2) انظر كنز العمال طبعة مؤسسة الرسالة 11: 634 / 33088.


الصفحة 76
وميكائيل: أفلا كنتما مثل عليِّ بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمّد» راجع ج2 ص48(1) .

27 ـ في حديث الاسراء عن النسفي وغيره عن جبرئيل انَّه قال: «إنَّ الله تعالى إطَّلع إلى الارض فاختارك من خلقه وبعثك برسالته، ثمّ اطَّلع إليها ثانية فأختار لك أخاً ووزيراً وصاحباً فزوَّجه ابنتك فاطمة. فقلت: يا جبريل من هذا الرجل؟! قال: أخوك في الدارين وابن عمّك في النسب عليُّ بن أبي طالب».

نزهة المجالس 2 ص223.

28 ـ أخرج الطبراني بإسناده عنه (صلى الله عليه وآله) انَّه قال لعليّ (عليه السلام): «أما ترضى أنّك أخي وأنا أخوك»؟!

مجمع الزوائد 9 ص131.

29 - عبد الله بن عمر: إنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه: «أُدعوا لي أخي»، فدعوا له أبا بكر فأعرض عنه، ثمَّ قال: «أُدعوا لي أخي»، فدعوا له عمر فأعرض عنه، ثمَّ قال: «أُدعوا لي أخي»، فدعوا له عثمان فأعرض عنه، ثمَّ قال: «أُدعوا لي أخي»، فدُعي له

____________

(1) تقدّم في الجزء الثاني الصفحة 48، ومصادره: إحياء العلوم 3: 238، كفاية الطالب: 114، نزهة المجالس 2: 209، الفصول المهمة: 33، تذكرة الخواص: 21، نور الابصار: 86.


الصفحة 77
عليُّ بن أبي طالب فستره بثوب وأكبَّ عليه، فلمّا خرج من عنده قيل له:ما قال؟ قال: «علّمني ألف باب، يفتح كلّ باب إلى ألف باب».

أخرجه الحافظ ابن عدي عن أبي يعلى عن كامل بن طلحة عن أبي لُهيعة إلى آخر السند(1) ، وذكره ابن كثير في تأريخه 7 ص359، وحكى تضعيفه عن ابن عدي لمكان ابن لهيعة في سنده ذاهلاً عمّا قال أحمد بن حنبل في حقّه. راجع ج1 ص77(2) .

30 ـ عبد الله بن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): «عليٌّ أخي في الدنيا والاخرة».

أخرجه الطبراني، والسيوطي في الجامع الصغير 2: 140 وحسَّنه. وقال المناوي في فيض القدير 4 ص355 بعد ذكره: كيف؟ وقد بُعث رسول الله (صلى الله عليه وآله)يوم الاثنين فأسلم (عليٌّ) وصلّى يوم الثلاثاء فمكث يُصلّي مستخفياً سبع سنين كما رواه الطبراني عن أبي رافع، يريد بذلك بيان المشاكلة والمماثلة في الاخوة بينهما صلّى الله عليهما وآلهما.

____________

(1) الكامل في الضعفاء 3: 218.

(2) قال أحمد بن حنبل: ما كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه واتقانه. أنظر تذكرة الحفاظ 1: 215.


الصفحة 78
31 ـ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث: «اشتقَّ الله تعالى لنا من أسمائه أسماءً، فالله عزَّ وجلَّ محمودٌ وأنا محمَّد، والله الاعلى وأخي عليٌّ».

أخرجه شيخ الاسلام الحمّويي في فرائده في الباب الثاني من طريق أبي نعيم والنطنزي(1) .

32 ـ أنس بن مالك قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فذكر قولاً كثيراً ثمَّ قال: «أين عليُّ بن أبي طالب»؟! فوثب إليه فقال: «ها أناذا يا رسول الله»؟ فضمَّه إلى صدره وقبَّل بين عينيه وقال بأعلى صوته: «معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمّي وختني، هذا لحمي ودمي وشعري، هذا أبو السبطين: الحسن والحسين سيِّدي شباب أهل الجنّة، هذا مفرِّج الكروب عنّي، هذا أسد الله وسيفه في أرضه على أعدائه، على مبغضه لعنة الله ولعنة اللاّعنين، والله منه بريءٌ وأنا منه بريءٌ».

أخرجه أبو سعد في شرف النبوَّة كما في ذخائر العقبى 92.

33 ـ عن الزهري في حديث حول حرب الجمل: فقالت عائشة لرجل من ضبَّة وهو آخذٌ بخطام جملها أو بعيرها: أين ترى عليَّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)؟! قال: ها هو ذا واقفٌ رافعٌ يده إلى السّماء، فنظرت

____________

(1) فرائد السمطين 1: 41.


الصفحة 79
فقالت: ما أشبهه بأخيه. قال الضبّي: ومَن أخوه؟! قالت: رسول الله (صلى الله عليه وآله) «قال: فلا أرانى أُقاتل رجلاً هو أخو رسول الله عليه الصلاة والسَّلام، فنبذ خطام راحلتها من يده ومال إليه.

المحاسن والمساوي 1 ص35.

34 ـ عبّاد بن عبد الله الاسدي قال: قال عليٌّ (رضي الله عنه): «أنا عبد الله وأخو رسول الله، وأنا الصدّيق الاكبر. لا يقولها بعدي إلاّ كاذبٌ، آمنت قبل الناس بسبع سنين».

وفي لفظ جمع من الحفّاظ: لا يقولها بعدي إلاّ كذّابٌ مفتري، ولقد صلّيت قبل الناس سبع سنين».

خصائص النسائي ص3، السنّة لابن أبي عاصم، سنن ابن ماجة 1 ص57، المعرفة لابي نعيم، العقد الفريد 2 ص275، تأريخ الطبري 2 ص312، الرِّياض النضرة 2 ص155، الاستيعاب 2 ص460، شرح ابن أبي الحديد 3 ص257(1) من طريق الحافظ ابن أبي شيبة مسنداً، فرائد السمطين في الباب 49(2) ، مطالب السئول 19 وقال: كان يقولها في كثير من الاوقات، تأريخ

____________

(1) شرح نهج البلاغة 7: 58.

(2) انظر الطبعة المحقّقة من فرائد السمطين 1: 248.