كتاب الغدير:
كتاب يتجدّد أثره ويتعاظم كلّما ازداد به الناس معرفة، ويمتدّ في الافاق صيته كلّما غاص الباحثون في أعماقه وجلّوا أسراره وثوّروا كامن كنوزه... إنّه العمل الموسوعي الكبير الّذي يعدّ بحقّ موسوعة جامعة لجواهر البحوث في شتّى ميادين العلوم: من تفسير، وحديث، وتاريخ، وأدب، وعقيدة، وكلام، وفرق، ومذاهب...
جمع ذلك كلّه بمستوى التخصّص العلمي الرفيع وفي صياغة الاديب الذي خاطب جميع القرّاء، فلم يبخس قارئاً حظّه ولا انحدر بمستوى البحث العلمي عن حقّه.
ونظراً لما انطوت عليه أجزاؤه الاحد عشر من ذخائر هامة، لا غنى لطالب المعرفة عنها، وتيسيراً لاغتنام فوائدها، فقد تبنّينا استلال جملة من المباحث الاعتقادية وما لها صلة بردّ الشبهات المثارة ضدّ مذهب أهل البيت عليهم السلام، لطباعتها ونشرها مستقلّة، وذلك بعد تحقيقها وتخريج مصادرها وفقاً للمناهج الحديثة في التحقيق.
مقدّمة الاعداد
إِن المنزلة الرفيعة التي يحتلها ابن كثير الدمشقي كمؤرخ إسلامي، غير خفية على أحد من رواد العلم، فلم يكن ابن كثير مجرد مؤرخ يسرد الاحداث حسب ترتيبها الزمني، بل كان عالماً بالحديث، متمرساً بالاسانيد، عارفاً بصحيحها وسقيمها، والملازمة الطويلة للحافظ المزي صاحب تهذيب الكمال تلمذة ومصاهرة أعطته بُعداً آخراً طغى على كل ما كتبه ابن كثير في مجال المعرفة. فتاريخهُ لم يكن تأريخاً محضاً وإنما كان مشوباً بالحديث والرجال والمناقشات السندية، وتفسيره لم يكن تفسيراً محضاً وإنما كان محشواً بذكر الرواة جرحاً وتعديلاً.
وأمثلة ذلك كثيرة في البداية والنهاية، وما هذهِ الوريقات إلاّ نماذج يسيرة من تلك المفارقات، فمثلاً تشكيكه بل نفيه لحادثة مؤاخاة النبي (ص) بين المهاجرين والانصار، التي وقعت بعد الهجرة إلى المدينة لمجرد تضمنها مؤآخاة النبي للامام علي (عليه السلام)، وهي فضيلة ذكرها أصحاب السنن في عداد فضائل الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وهذا ما لا يرتضيه مذهب المؤلف.
الامر الذي جعله يقع في تهافت واضح بين إنكاره بعض الاحداث في البداية والنهاية وإثباتها في كتبه الاُخرى كما حصل ذلك في ج7/357 من البداية عند بحثه في شأن نزول قوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ، وروايته حديث تصدّق الامام علي (عليه السلام)
ثم تلاحظ المؤلف نفسه في كتابه «تفسير القرآن العظيم» 2/74، وعند بحثه الاية ذاتها، وإيراده حديث تصدّق الامام علي المتقدّم يقول: «وهذا أسنادٌ لا يُقدح به».
ولعل حضوره الطويل في مجلس بحث الشيخ ابن تيمية ترك أثره البالغ عليه، وعلى الخصوص في مجال مناقشة آراء الاخرين ممن يخالفونه الرأي، فقد نقل الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات 7/19 عن ابن تيمية: «انهُ كان يقول عن نجم الدين الكاتبي المعروف بدَبيران ـ بفتح الدال وكسر الباء ـ وهو الكاتبي صاحب التآليف البديعة في المنطق، فاذا ذكره لا يقول إلاّ دُبَيران ـ بضم الدال وفتح الباء ـ.
واذا ذكر العلامة ابن المطهر الحلي يقول ابن المنجس».
وهكذا كان دأبه عند مناقشة المذاهب الكلامية، حتى اشتهر أمره فطلب إلى مصر أيام ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وعقد له مجلس لبيان عقائده، فانتهى الامر الى حبسه في خزانة البنود ثم
ثم أفرج عنهُ أيام الملك الناصر عند مجيئه إلى الكرك، وأقام بالقاهرة مدّة لم يلبث طويلاً حتى اخذ بالقول على السيدة نفيسة، فاعرض عنهُ عوام الناس في مصر.
ثم اعتقل أيضاً ثم افرج عنهُ وحضر إلى دمشق أيام القاضي جلال الدين وتكلموا معهُ في مسألة الزيارة، وكتب في ذلك إلى مصر، فورد مرسوم السلطان باعتقاله في القلعة فلم يزل معتقلاً بها إلى أن مات سنة 728(2) .
وقد نقل أصحاب التراجم ان لابن كثير صحبة وملازمة وعلاقة خاصة بالشيخ ابن تيمية، فقد كان يفتي برأيه رغم انهُ شافعي المذهب، حتى انهُ أوصى عند موته أن يدفن عند شيخه ابن تيمية في مقبرة الصوفية.
يضاف إلى ذلك البيئة الاموية الحاكمة في دمشق آنذاك، والتي لها بالغ الاثر في صياغة شخصية ابن كثير.
ولهذا وذاك جعل العلاّمة الاميني وعند تعرضه لبعض الكتب بالدراسة والنقد في موسوعته «الغدير» أن يضع «البداية والنهاية» في جملتها، فجاءت الدراسة مثبتة ومصححة لما أنكره ابن كثير من
____________
(1) الوافي بالوفيات 7/22 (ط2، باعتناء حسان عباس ـ 1982م).
(2) المصدر السابق.
فهذهِ دراسة نقدية وثائقية للبداية والنهاية، كتبها الشيخ عبد الحسين أحمد الاميني، وقد أحال كثيراً على كتابه الغدير، قمت بالحاق هذهِ الاحالات بالمتن، وجعلتها كالهامش لهُ، لانّها في الغالب تمثل ذكراً للمصادر ـ كعادة الاميني في الغدير حيث كان يدعم قولهُ بسيل من المصادر ـ وأضفت إليها بعض المناقشات السندية، باعتبار أن ابن كثير يُسلّم وجود الحادثة، وقد يعترف بكثرة طرقها، إلاّ أنه يضعفها سنداً أو يتنظّر فيها دلالةً، فجاء الهامش مدعماً للمتن بذكر منابع الاحداث، والاشارة إلى صحتها وثبوتها بتصحيح أسنادها، بالشكل الذي يظهر للقاريء أن مناقشات ابن كثير لا تنسجم والمقاييس التي أثبتها هو في كتبه الرجالية.
كما انّي تحرّيت في كلّ ذلك الالتزام بنصّ الغدير كما اختطته أنامل المؤلف الشريفة متناً وإحالة، حتى افادات المؤلف (رحمه الله) التي كان قد أثبتها في هامش الغدير جاءت كما هي دون تغيير، مختوم
وبالنظر الى أنّ بعض المصادر التي نقل عنها المؤلف (رحمه الله) كان مخطوطاً ولما يطبع بعدُ، أو بعضها مفقوداً أصلاً فنقل عنها بالواسطة، وبعضها مخرّج على طبعة قديمة غير متداولة، قمت باخراج كلّ ذلك معتمداً الطبعات الحديثة مع ذكر مواصفات تلك الطبعات في ثبت المصادر والمراجع، فمواصفات الطبع مختص بما ذكر في الهامش دون المتن الذي حافظنا على وجوده كما هو.
أمّا بالنسبة الى المخطوط أو المفقود فذكرنا الواسطة التي اعتمد عليها المؤلف (رحمه الله) في النقل.
وقد أعدت النظر في تقويم نص الكتاب من جديد، متبعاً بذلك الطرق الحديثة في تقويم النصوص وتقطيعه، مع الاحتفاظ بالمنهجية العامة التي اختطها المؤلف لكتابه.
ولم نقتصر في هذه الرسالة على ردّ الشيخ الاميني للبداية والنهاية الذي أدرجه ضمن مجموعة ردوده على بعض الكتب والتي تضمّنها المجلد الثالث من الغدير، وإنّما ألحقنا بها بعض مناقشات المؤلّف (رحمه الله) للبداية والنهاية المبثوثة في زوايا فصول كتابه الغدير ممّا هو متّحد موضوعاً مع محور الرسالة.
أحمد الكناني
26/رمضان/1416هـ
البداية والنهاية
لا تنس ما لهذا الكتاب من التولّع في الفرية والتهالك دون القذائف والشتائم والطعن من غير مبرّر، وانّ رمية كلّ هاتيك الطامات الشيعة لا غيرهم; وبذلك أخرج كتابه من بساطة التاريخ إلى هملجة التحامل، والنعرات القومية، والنزول على
وإليك نماذج ممّا ذكر:
[المؤآخاة]
1 ـ قال: ذكر ابن إسحاق وغيره من أهل السير والمغازي: إنَّ رسول الله (ص) آخى بينه «يعني عليّاً» وبين نفسه، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصحُّ شيءٌ منها لضعف أسانيدها، وركَّة بعض متونها قاله في ج7 ص223. وقال في ص335 بعد روايته من طريق الحاكم: قلت: وفي صحَّة هذا الحديث نظر. |
____________
(1) والحديث بطرقه وإخراجه وتصحيحه كما نقله المؤلف (رحمه الله) في كتابه الغدير 3/113، باختصار منّا: كالتالي:
آخى رسول الله (ص) بين أصحابه، فآخى بين ابي بكر وعمر، وفلان وفلان،... فجاءه عليٌ (رض) فقال: آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد.
فقال رسول الله (ص): أنت أخي في الدنيا والاخرة.
للحديث طرق كثيرة ينتهي سندها إلى الامام علي بن ابي طالب، وعمر بن الخطاب، وأنس ابن مالك، وزيد بن ابي أوفى، وعبد الله بن ابي أوفى، وابن عبّاس، ومحدوج بن زيد، وجابر ابن عبد الله، وابي ذر الغفاري، وعامر بن ربيعة، وعبد الله بن عمر، وابي امامة، وزيد بن أرقم، وسعيد بن المسيب.
راجع جامع الترمذي 2/213، مصابيح البغوي 2/199، مستدرك الحاكم 3/14، الاستيعاب 2/460، وعدّة من الاثار الثابتة تيسير الوصول 3/271، مشكاة المصابيح 5/569، الرياض النضرة 2/167، 212، فرائد السمطين، ب20، الفصول المهمة: 22 و29، تذكرة السبط: 13، 15 وحكى عن الترمذي انّه صحّحهُ، كفاية الكنجي: 82 وقال: هذا حديث حسن عال صحيح، السيرة النبوية لابن سيد الناس 1/200-203 وصرّح بأنّ هذهِ هي المؤاخاة قبل الهجرة، أسنى المطالب للجزري: 9، مطالب السؤول: 18، الصواعق، 73، 75، تاريخ الخلفاء: 114، الاصابة 2/507، المواقف 3/276، شرح المواهب 1/373، طبقات الشعراني 2/55، تاريخ القرماني بهامش الكامل 1/216، السيرة الحلبية 1/22، 101، وفي هامشها السيرة النبوية لزيني دحلان 1/325، كفاية الشنقيطي: 34، الامام عليّ بن ابي طالب للاُستاذ محمد رضا: 21، الامام عليّ بن ابي طالب للاُستاذ عبد الفتّاح عبد المقصود: 73. «المؤلف (رحمه الله)»
وقد ورد لفظ الاخاء بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والامام علي (عليه السلام) في أكثر من خبر وأثر، أوردها المؤلف (رحمه الله) في ذيل المطالب السابق، راجع الغدير 3/116-125.
[حديث الطير]
2 ـ ذكر حديث الطير المتواتر الصحيح، الذي خضع لتواتره وصحّته أئمَّة الحديث، ثمَّ تخلّص منه بقوله ص353: وبالجملة ففي القلب من صحّة هذا الحديث نظرٌ وإن كثرت طرقه، والله أعلم. |
____________
(1) وفي حدود مراجعتي لغدير الشيخ المؤلف لم أضفر بهذه الاحالة، ولعلّه ذكرها في القسم غير المطبوع من الغدير.
وللحديث طرق كثيرة متكثرة ينتهي سندها إلى جابر بن عبد الله الانصاري، والامام علي بن ابي طالب، وابن عبّاس، وأنس بن مالك.
وطرق رواية أنس بالغة حد التواتر منها: رواية سعيد بن المسيب ومسلم الملائي عن أنس، والحسن البصري عن أنس، وقتادة، وعثمان الطويل، وميمون ابن ابي خلف، وعبد العزيز بن زياد، والزبير بن عدي، وابي الهندي، والحكم بن محمد بن سليم، وإسماعيل بن عبد الرحمان السدي، وعبد الملك بن عمير، وإسماعيل الكوفي، وعطاء، وابي حذيفة العقيلي، وأبان.
=>
____________
<=
وبعض هذه الطرق ذكرها ابن كثير نفسه في البداية والنهاية، واضاف قائلاً: ورأيت فيه مجلداً في جمع طرقه وألفاظه لابن جرير الطبري المفسر صاحب التأريخ 7/352.وقد ذكر ابو عبد الله الذهبي طرق اُخرى غيرما ذكر، وعدها حتى أوصلها إلى بضعاً وتسعين طريقاً.
بقي أن نقول أن الحديث المروي بهذه الطرق الكثيرة يوجب أن يكون الحديث له أصل كما اعترف بذلك الذهبي في ترجمة الحاكم من كتابه تذكرة الحفاظ 3/1042 حيث قال:
«وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدّاً، قد أفردتها بمصنف ومجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل».
وأليك شهادات اُخر تثبت صحة الحديث، ويبطل بذلك تنظّر ابن كثير.
قال ابن عدي الجرجاني في كتابه الكامل 2/570: «حدثنا عبدان، حدثنا قطن بن نسير، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن أنس بن مالك، قال: قال أنس بن مالك اُهدي الى رسول الله (ص) حجلاً مشوياً، فذكر حديث الطير.
قال: «وهذا الحديث يرويه جعفر، عن عبد الله بن المثنى».
وقال الذهبي في تأريخ الاسلام 3/633:
«وله طرق كثيرة عن أنس متكلّم فيها، وبعضها على شرط السنن، ومن أجودها حديث قَطَن ابن نُسَيْر (شيخ مسلم): حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا عبد الله بن المثنى، عن عبد الله بن أنس بن مالك، عن أنس قال: أُهدي إلى رسول الله (ص) حَجَل مشوي فقال: «اللّهمّ ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي..» وذكر بقية الحديث.
ومن الطرق التي ذكرها ابن كثير وضعفها طريق سكين بن عبد العزيز بن ميمون ابي خلف عن أنس بن مالك... ثم قال: «قال الدارقطني: من حديث ميمون ابي خلف تفرد به سكين بن عبد العزيز» 7/351.
=>
____________
<=
أقول: وسكين بن عبد العزيز بن خميس العطار، ذكره شيخ الاسلام الرازي في كتابه الجرح والتعديل 4/207، وقال: وكان ثقة، ونقل الوثاقة عن ابن معين ووكيع.ومن الطرق التي ضعفها أيضاً ما رواه الحاكم في المستدرك عن ابي علي الحافظ، عن محمد ابن أحمد الصفار وحميد بن يونس الزيات، كلاهما عن محمد بن أحمد بن عياض، عن ابي حسان أحمد بن عياض بن ابي طيبة، عن يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن يحيى ابن سعيد، عن أنس، وذكر الحديث، وقال: وهذا إسناد غريب 7/351.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/125: ورواه الطبراني في الاوسط والكبير... وفي أحد أسانيد الاوسط أحمد بن عياض بن ابي طيبة ولم أعرفهُ، وبقية رجاله رجال صحيح.
أقول: المشكلة إذن في أحمد بن عياض بن ابي طيبة وإلاّ فالاسناد صحيح.
قال ابن حجر في لسان الميزان 5/57 في ترجمة ولده محمد بن أحمد بن عياض «روى عن أبيه ابي غسان أحمد بن عياض بن ابي طيب المعري، عن يحيى بن حسان، فذكر حديث الطير. قلت: الكل ثقاة إلاّ هذا وإنما أتهمه به ثم ظهر لي أنهُ صدوق...ذكره ابن يونس في تأريخ مصر: أحمد بن عياض بن عبد الملك.. سكين ابا غسان هكذا ذكره، ولم يذكر فيه جرحاً، ثم أسند إليه حديث الطير هذا...».
وللوقوف على بعض مصادر الحديث يراجع:
الجامع الصحيح للترمذي 5/636 ح3721، المعجم الاوسط للطبراني 2/443 ح5 176، ذخائر العقبى: 61، المستدرك على الصحيحين 3/130 قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، تذكرة الخواص: 44، قال بعد نقل رواية الترمذي عن السدي:
قال الترمذي: السدي إسمه إسماعيل بن عبد الرحمان، سمع من أنس بن مالك، وروى الحسن بن علي، ووثقهُ سفيان الثوري وشعبه ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم.
قلت: إنما ذكر الترمذي هذا في تعديل السدي لان جماعة تعصبوا عليه ليبطلوا هذا الحديث فعدّله الترمذي،
وعدّه من الروايات الحسان البغوي في مصباح السنة 4/173 ح4770، كنز العمال 13/167 ح 36507، مناقب الخوارزمي: 107،115، مناقب ابن المغازلي: 163.
[الساقي على الحوض]
3 ـ قال: وما يتوهّمه بعض العوام بل مشهورٌ بين كثير منهم: أن عليّاً هو السّاقي على الحوض، فليس له أصلٌ ولم يجيء من طريق مرضيٍّ يُعتمد عليه، والذي ثبت: أنَّ رسول الله (ص) هو الذي يسقي النّاس ج7 ص355. |
____________
(1) قال (رحمه الله) في كتابه الغدير 2/321 ما ملخصه:
وورد في ذلك أحاديث في الصحاح والمسانيد ونحن نذكر بعضها:
1 ـ أخرجه الطبراني باسناد رجالها ثقات عن ابي سعيد الخدري. كما في الذخائر: 91، الرياض 2/211، مجمع الزوائد 9/135.
2 ـ أخرجه أحمد في المناقب باسناده عن عبد الله بن إجارة، ورواه الطبراني في الاوسط، وذكره في مجمع الزوائد 9/139، والرياض النضرة 2/211، وكنز العمال 6/403.
3 ـ أخرجه ابن عساكر في تاريخه باسناده عن ابن عباس، وذكره السيوطي في الجمع كما في ترتيبه 6/400، وفي ص393 عن ابن عباس عن عمر في حديث طويل عنه صلّى الله عليه وآله.
4 ـ أخرجه أحمد في المناقب باسناده عن ابي سعيد الخدري، وذكره في الرياض 2/202، وكنز العمال 6/403.
5 ـ أخرجه شاذان الفضيلي باسناده عن أمير المؤمنين، وتجده في المناقب للخوارزمي: 203، وفرائد السمطين ب18، وكنز العمال 6/402.
6 ـ أخرجه الطبراني في الاوسط عن ابي هريرة، كما في مجمع الزوائد 9/173.
7 ـ عن جابر بن عبد الله في حديث عن رسول الله (ص): يا علي... إنّك لذائد عن حوضي يوم القيامة. المناقب للخطيب: 65.
8 ـ أخرجه الحاكم في المستدرك 3/138 باسناده وصحّحه عن عليّ بن ابي طلحة عن الحسن بن علي (عليه السلام). «المؤلف (رحمه الله)»
وللوقوف على التفاصيل يراجع كتب المناقب والفضائل، كمناقب آل ابي طالب 2/185 (فصل في أنّه الساقي...)، وفضائل علي بن ابي طالب لاحمد بن حنبل: 201 ح279 ورواية الطبراني تجدها في المعجم الكبير 3/83، 94 ح2727، 5758، والصغير 2/89.
[في أول من أسلم]
4 ـ ذكر في ج7 ص334 حديثاً صحيحاً بإسناد الامام أحمد الترمذي في إسلام أمير المؤمنين، وأنَّه أوَّل من أسلم وصلّى، ثمَّ أردفه بقوله: وهذا لا يصحُّ من أيِّ وجه كان روي عنه، وقد ورد في أنَّه أوَّل من أسلم من هذه الاُمَّة أحاديثٌ كثيرةٌ لا يصحّ منها شيءٌ.... |
ونحن لو نقتصر على كلمتنا هذه يحسبها القارئ دعوى مجرِّدة لدة دعوى ابن كثير (أعاذنا الله عن مثلها) وتخفى عليه جليَّة الحال، فيهمّنا ذكرُ نزر ممّا يدلُّ على المدعى، واِن لم يسعنا إيراد كثير منهُ روماً للاختصار:
[مائة كلمة في أن الامام علي عليه السلام أول من أسلم]
النصوص النبوية
1 ـ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «أولكم وارداً على الحوض أولكم إسلاماً علي بن ابي طالب».
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/136 وصحّحه، والخطيب البغدادي في تاريخه 2/81، ويوجد في الاستيعاب 2/457، شرح ابن ابي الحديد 3/258(1) .
وفي لفظ: «أوَّل هذه الاُمّة وروداً على الحوض أوَّلها إسلاماً عليُّ بن ابي طالب (رض)».
السيرة الحلبية 1/285، سيرة زيني دحلان 1/188 هامش
____________
(1) انظر شرح ابن ابي الحديد 13/229 (بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم).
وفي لفظ: «أوَّل الناس وروداً على الحوض أوَّلهم إسلاماً عليُّ بن ابي طالب».
مناقب الفقيه ابن المغازلي، مناقب الخوارزمي(1) .
2 ـ قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لفاطمة: «زوّجتك خير اُمَّتي أعلمهم علماً وأفضلهم حلماً وأوَّلهم سلماً».
راجع ما مرّ ص95(2) .
3 ـ قال (ص) لفاطمة: «إنَّه لاوَّل أصحابي إسلاماً»، أو: «أقدم اُمَّتي سلماً».
حديث صحيح راجع ص95(3) .
4 ـ أخذ (ص) بيد عليٍّ فقال: «إنَّ هذا أوَّل من آمن بي، وهذا أوَّل من يُصافحني يوم القيامة، وهذا الصدِّيق الاكبر».
____________
(1) مناقب ابن المغازلي: 15 ح22، مناقب الخوارزمي: 52.
(2) أخرجهُ الخطيب في المتفق، السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه 6/398 «المؤلف (رحمه الله)».
(3) مسند احمد 5/26، الاستيعاب 3/36، الرياض النضرة 2/194، مجمع الزوائد 9/101، 114 بطريقين صحّح احدهما ووثق رجال الاخر، والمرقاة في شرح المشكاة 5/569، كنز العمال 6/153، السيرة الحلبية 1/285، سيرة زيني دحلان 1/188. «المؤلف (رحمه الله)»
5 ـ عن ابي أيوّب قال: قال رسول الله (ص): «لقد صلّت الملائكة عليَّ وعلى علي سبع سنين، لانّا كنّا نصلّي وليس معنا أحدٌ يُصلّي غيرنا».
مناقب الفقيه ابن المغازلي باسنادين، اُسد الغابة 4/18، مناقب الخوارزمي: وفيه ولِمَ ذلك يا رسول الله، قال: لم يكن معي من الرجال غيره، كتاب الفردوس للديلمي، شرح ابن ابي الحديد عن رسالة الاسكافي 3/258، فرائد السمطين: ب47(2) .
6 ـ ابن عبّاس قال: قال النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنَّ أوَّل من صلّى معي عليٌّ».
____________
(1) اخرجه الطبراني عن سلمان وابي ذر، والبيهقي والعدني عن حذيفة، والهيثمي في المجمع 9/102، والحافظ الكنجي في الكفاية 79 من طريق الحافظ ابن عساكر، وفي آخره: وهو بابي الذي أوتي منه وهو خليفتي من بعدي.
وذكره باللفظ الاول المتّقي الهندي في اكمال كنز العمال 6/56. «المؤلف (رحمه الله)»
انظر المعجم الكبير للطبراني 6/269 ح6184، ورواه مع زيادة في فرائد السمطين 1/140 ب24، وابن ابي الحديد في شرح النهج 13/228 عن ابي رافع. وبنفس الالفاظ القاضي اللايجي في المواقف 3/276.
(2) مناقب ابن المغازلي: 14، مناقب الخوارزمي: 53 ح17، شرح نهج البلاغة 13/215، فرائد السمطين 1/242 ب47، الفردوس بمأثور الخطاب 3/433، ح5331.
7 ـ معاذ بن جبل قال: قال رسول الله (ص): «يا عليُّ! أخصمك بالنبوَّة ولا نبوَّة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يُجاحدك فيه أحدٌ من قريش: أنت أوَّلهم إيماناً بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله» الحديث.
حلية الاولياء 1/66.
8 ـ ابو سعيد الخدري قال: قال رسول (ص) لعليٍّ ـ وضرب بين كتفيه ـ: «يا عليُّ لك سبع خصال لا يُحاجّك فيهنَّ أحدٌ يوم القيامة: أنت أوَّل المؤمنين بالله إيماناً، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله» الحديث.
حلية الاولياء 1/66.
9 ـ من حديث ابي بكر الهذلي، وداود بن ابي هند الشعبي، عن رسول الله (ص) أنَّه قال لعليّ (عليه السلام): «هذا أوّل من آمن بي، وصدَّقني، وصلّى معي».
شرح ابن ابي الحديد 3/256(2) .
____________
(1) الترمذي 5/642 ح3734، فرائد السمطين 1/245 ب47.
(2) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 13/225 (بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم).
روى هذا الحديث جماعةٌ من الصحابة منهم: أسماء بنت عميس، واُمّ أيمن، وابن عبّاس، وجابر بن عبد الله.
شرح ابن ابي الحديد 3/257(1) .
كلمات أمير المؤمنين عليه السلام
11 ـ قال (عليه السلام): أنا عبد الله، وأخو رسول الله، وأنا الصِّديق الاكبر، لا يقولها بعدي إلاّ كاذبٌ مفتري; ولقد صلّيت مع رسول الله قبل الناس بسبع سنين، وأنا أوَّل من صلّى معه.
اسناده من طريق ابن ابي شيبة، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم، والطبري، صحيح رجاله ثقات، راجع الجزء الثاني من كتابنا: 314(2) .
____________
(1) شرح نهج البلاغة 13/227.
(2) أخرجه ابن ابي شيبة بسند صحيح، والنسائي في الخصائص: 3 بسند رجاله ثقات، وابن ابي عاصم في السنة، والحاكم في المستدرك 3/112 وصحّحه، وابو نعيم في المعرفة، وابن ماجة في سننه 1/57 بسند صحيح، والطبري في تاريخه 2/213 باسناد صحيح، والعقيلي، والخلعي، وابن الاثير في الكامل 2/22، وابن ابي الحديد في شرح النهج 3/257، ومحب الدين الطبري في الذخائر: 60، والرياض 2/155 و158 و167، والحموي في الفرائد: ب49، والسيوطي في الجمع كما في ترتيبه 6/394، وطبقات الشعراني 2/55 «المؤلف (رحمه الله)».
انظر المصنف 12/62 ح12128، وشرح النهج 13/228، وابن ابي عاصم في السنة 2/598.
وسند الحديث كما في المصادر المتقدمة هكذا: عبيد الله بن موسى عن العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عبّاد بن عبد الله عن علي (رض)،
ولو أن هنالك كلاماً في السند فهو في عبّاد بن عبد الله الاسدي، فقد تنظر فيه البخاري كما في التأريخ الكبير 6/32، وإلاّ فالعلاء بن صالح ثقة ونص على وثاقته ابن معين وابو داود والفسوي.
والمنهال بن عمرو صدوق من رجال البخاري.
وعبّاد بن عبد الله الاسدي وإن وقع فيه كلام لروايته هذا الخبر إلاّ أن الرجاليين وثقوه، فقد ذكره ابن حبّان في كتابه الثقات 5/141.
أخرجه ابو داود باسناده الصحيح كما في شرح ابن ابي الحديد 3/258(1) .
13 ـ قال (عليه السلام): أنا أوّل من أسلم مع النبيِّ (ص).
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 4/233.
14 ـ قال (عليه السلام): أنا أوَّل من صلّى مع رسول الله (ص).
____________
(1) لاحظ شرح ابن ابي الحديد 13/228 عن ابي داود الطيالسي.
15 ـ قال (عليه السلام): أسلمت قبل أن يسلم النّاس بسبع سنين.
الرياض النضرة 2/158.
16 ـ قال (عليه السلام): عبدت الله مع رسول الله (ص) سبع سنين قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الاُمَّة.
مستدرك الحاكم 3/112.
17 ـ عن حكيم مولى زاذان قال: سمعت عليّاً يقول: صلّيت قبل النّاس سبع سنين، وكنّا نسجد ولا نركع، وأوَّل صلاة ركعنا فيها صلاة العصر.
شرح ابن ابي الحديد 3/258(2) .
____________
(1) أخرجهُ أحمد في المسند 1/141، وفضائل الصحابة برقم 999،1003، وأخرجهُ في مجمع الزوائد 9/103، وقال: ورواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير حبة العرني وقد وثق.
(2) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 13/229 (بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم).
الاستيعاب 2/448، الرياض النضرة 2/158، السيرة الحلبية 1/288.
19 ـ قال (عليه السلام): آمنت قبل الناس سبع سنين.
خصائص النسائي: 3.
20 ـ قال (عليه السلام): ما أعرف أحداً من هذه الاُمَّة عبد الله بعد نبيِّنا غيري، عبدتُ الله قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الاُمَّة تسع سنين.
خصائص النسائي: 3.
21 ـ من خطبة له (عليه السلام) يوم صفِّين: وابن عمِّ نبيِّكم معكم بين أظهركم يدعوكم إلى طاعة ربِّكم، ويعمل بسنَّة نبيِّكم صلّى الله عليه، فلا سواء مَنْ صلّى قبل كلِّ ذَكَر، لم يسبقني بصلاتي مع رسول الله أحد.
كتاب نصر: 355، شرح ابن ابي الحديد 1/503(1) .
22 ـ قال (عليه السلام): اللهمَّ لا أعرف عبداً من هذه الاُمَّة عبدك قبلي غير نبيِّك [قاله ثلاث مرّات].
____________
(1) شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد 5/248.
وفي لفظ: قبل أن يُصلّي أحدٌ.
أخرجه أحمد، ابو يعلى، البزار، الطبراني، الهيثمي في المجمع 9/102 وقال: إسناده حسن، شيخ الاسلام الحموي في الفرائد ب48(1) .
23 ـ من كتاب له (عليه السلام) كتبه إلى معاوية: إنَّ أولى النّاس بأمر هذه الاُمَّة قديماً وحديثاً أقربها من رسول الله، وأعلمها بالكتاب، وأفقهها في الدين، وأوَّلها إسلاماً، وأفضلها جهاداً.
كتاب صفين لابن مزاحم: 168 (ط مصر)(2) .
24 ـ في حديث عنه (عليه السلام): لا والله إن كنت أوَّل من صدَّق به فلا أكون أوَّل من كذب عليه.
المحاسن والمساوي1/36، تاريخ القرماني هامش الكامل لابن الاثير1/ 218(3) .
25 ـ قال (عليه السلام):بُعث رسول الله (ص) يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء.
____________
(1) راجع المسند للامام أحمد 1/99، ومسند البزار 1/67، وفرائد السمطين 1/246 ب48.
(2) شرح نهج البلاغة 3/210.
(3) ولاحظ: تأريخ الخلفاء للسيوطي: 119.
26 ـ من كتاب كتبه (عليه السلام) إلى معاوية: إنَّ محمَّداً (عليه السلام) لَمّا دعا إلى الايمان بالله والتوحيد كنّا أهل البيت أوَّل من آمن به، وصدَّق بما جاء به، فلبثنا أحوالاً مجرَّمة (أي كاملة) وما يعبد الله في ربع ساكن من العرب غيرنا.
كتاب صفين لابن مزاحم: 100(1) .
27 ـ قال (عليه السلام) يوم صفّين مخاطباً أصحاب معاوية: ويحكم أنا أوَّل مَن دعا إلى كتاب الله، وأوَّل مَن أجاب إليه.
كتاب نصر: 561(2) .
28 ـ قالت معاذة بنت عبد الله العدويَّة: سمعت عليَّ بن ابي طالب على منبر رسول الله (ص) يقول: أنا الصدّيق الاكبر آمنت قبل أن يُؤمن ابو بكر، وأسْلمت قبل أن يسلم ابو بكر.
راجع الجزء الثاني: 314(3) .
____________
(1) شرح نهج البلاغة 15/76.
(2) شرح نهج البلاغة 2/217.
(3) أخرجه ابن قتيبة في المعارف: 73، وابن أيوب، والعقيلي، والمحب الطبري في ذخائر العقبى: 58، والرياض النضرة 2/155 و157، وابن ابي الحديد في شرح النهج 3/251، 257، والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه 6/405 «المؤلف (رحمه الله)».
وفي طبعة محمد ابو الفضل من شرح النهج 13/228.
راجع الجزء الاول: 195(1) .
____________
(1) وقد نقل المؤلف (رحمه الله) الحديث عن مناشدة للامام علي (عليه السلام) كما جاء في كتاب سليم بن قيس بعد توثيقه للكتاب، واليك تهذيب واختصار ما جاء هناك:
روى ذلك سليم بن قيس الهلالي التابعي، في كتابه المعروف بكتاب سليم، ونقلهُ عنهُ الجويني في فرائد السمطين ب58، وأخرجهُ في ينابيع المودة: 114،445 عن الجويني عن سليم بن قيس.
وكتاب سليم بن قيس من الاُصول المشهورة المتداولة في العصور القديمة، المعتمد عليها عند محدثي الفريقين وحملة التأريخ، فقد روى عنهُ غير واحد من الاعلام: منهم الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، والامام الجويني في فرائد السمطين، والسيد ابن شهاب الهمداني في مودة القربى، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة.
توفي سليم بن قيس سنة 76هـ.
وملخص الرواية كما في المصدر المذكور:
ان عليّاً رضي الله عنهُ صعد المنبر في صفِّين في عسكره وجمع الناس ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والانصار، ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس أن مناقبي اكثر من أن تحصى: أتعلمون أن الله فضل في كتابه السابق على المسبوق، وأنه لم يسبقني إلى الله ورسولهُ أحد من الاُمَّة؟
قالوا: نعم،
قال: اُنشدكم الله سُئل رسول الله (ص) عن قوله: السابقون السابقون أولئك المقربون، فقال رسول الله أنزلها الله في الانبياء وأوصيائهم وأنا أفضل أنبياء الله ورسله، ووصيي علي بن ابي طالب أفضل الاوصياء.
فقام نحو من سبعين بدرياً جلّهم من الانصار وبقيتهم من المهاجرين، منهم ابو الهيثم بن التيهان، وخالد بن زيد، وابو أيوب الانصاري. ومن المهاجرين عمار بن ياسر، فقالوا: نشهد إنا قد سمعنا رسول الله (ص) قال ذلك. والحديث طويل. «المؤلف (رحمه الله)»
انظر كتاب سليم بن قيس الهلالي 2/643، فرائد السمطين 1/312 ب58.
أخرجه أحمد باسنادين(1) .
31 ـ قال (عليه السلام) يوم الشورى في حديث أسلفناه: أمنكم أحدٌ وحَّد الله قبلي؟
قالوا: لا.
أمنكم أحدٌ صلّى القبلتين غيري؟
قالوا: لا.
راجع ج1 ص159-163(2) .
____________
(1) رواه أحمد بن حنبل في الفضائل: 209 ح278، 288.
(2) وإليك تهذيب ما أخرجه المؤلف (رحمه الله) من الطرق الكثيرة لمناشدة الامام علي (عليه السلام) يوم الشورى:
عن عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى مع علي (رض) في البيت وسمعته يقول لهم: لاحتجنَّ عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا أعجميكم تغيير ذلك... ثم قال: أنشدكم الله أيها النفر جميعاً أفيكم أحدٌ وحّد الله قبلي؟
قالوا: لا.
قال: فأنشدكم الله هل منكم أحد له أخ مثل جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة؟
قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيري
قالوا: اللهم لا.
إلى آخر الحديث. والحديث طويل.
قال الخطيب الخوارزمي في المناقب: 224:
=>
____________
<=
أخبرني ابو نجيب سعد بن عبد الله بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إليّ من همدان، أخبرني الحافظ الحسن بن أحمد بن الحسين فيما أذن لي في الرواية عنهُ، أخبرني الشيخ الاديب ابو يعلى عبد الرزاق بن عمر بن إبراهيم الهمداني سنة 437، أخبرني الامام الحافظ طراز المحدثين ابو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.قال الامام ابو نجيب سعد بن عبد الله الهمداني: أخبرنا بسند الحديث عالياً الامام الحافظ سليمان بن محمد بن أحمد، حدثني يعلى بن سعد الرازي، حدثني محمد بن حميد، حدثني زافر بن سليمان، حدثني الحارث بن محمد عن ابي الطفيل عامر بن واثلة قال: وأورد نص الحديث المتقدم.
وأخرجه في فرائد السمطين 1/319 ب58 بسنده إلى أخطب خوارزم إلى آخر الطريقين المذكورين.
ورواه في الدر النظيم من طريق الحافظ بن مردويه بسنده عن أبان بن تغلب عن عامر بن واثلة.
وأخرجه الدارقطني كما نقله في بعض فصول ابن حجر في الصواعق: 195.
وأخرجه ابن عقده بسنده إلى ابي الطفيل.. ونقل مناشدة الامام علي رضي الله عنه المذكورة أمام الشورى الستة التي عينها عمر بن الخطاب للخلافة من بعده.
وأخرجه الحافظ العقيلي الثقة الجليل بشهادة الحافظ القطان كما حكاه الذهبي في ميزان الاعتدال 1/441، وابن حجر في لسان الميزان 2/157.
وذكر شطر منه ابن عبد البر في الاستيعاب 3/35 (بهامش الاصابة) عن ابي الطفيل أيضاً.
وإنما ذكر الحديث بطرقه الكثيرة لابطال ما تمسك به السيوطي في اللئالي المصنوعة 1/187 بضعف الحديث لمكان زافر ورجل مجهول في إسناد العقيلي كما في ميزان الاعتدال 1/441، ولسان الميزان 2/157، بعد ما عرفت أن الحديث مذكور بطرق عديدة ليس فيها زافر ولا مجهول، وإن كان ذلك لا يجعل الرواية من الموضوعات، وفرق بين الموضوع وعدم صحة الاحتجاج به، ولا أقل للتأييد مع وجود قرائن الصحة.
ومع سقوط دعوى السيوطي تتهاوى دعاوى المقلدة له من أمثال الذهبي وابن حجر. «المؤلف (رحمه الله)»
32 ـ مرَّ في الجزء الثاني: 25 أبيات له (عليه السلام) كتبها إلى معاوية:
سبقتكُم إلى الاسلام طرّاً | غلاماً ما بلغت أوان (حلمي)(2) |
____________
(1) شرح نهج البلاغة 6/167.
(2) وتكملة الابيات كالتالي:
محمدٌ النبي أخي وصنوي* | وحمزة سيد الشهداء عمي |
وجعفر الذي يُضحي ويُمسي | يطير مع الملائكة ابن أمي |
وبنت محمد سكني وعرسي | منوط لحمها بدمي ولحمي |
وسبطا أحمد ولداي منها | فأيكم له سهمٌ كسهمي |
سبقتكم إلى الاسلام طراً | على ما كان من فهمي |
وعلمي** | فأوجب لي ولايته عليكم |
رسول الله يوم غدير خمّ *** | فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ |
لمن يلقى الاله غداً بظلمي |
فقال الامام علي: ابا الفضائل يبغي عليَّ ابن آكلة الاكباد؟ أكتب يا غلام (في رواية: عبيد الله بن ابي رافع): محمد النبي أخي وصنوي......إلى آخر الابيات.
=>
____________
<=
فلما قرأ معاوية الكتاب قال: أخفوا هذاالكتاب لايقرأه أهل الشام فيميلوا إلى ابن ابي طالب.والابيات مشهورة رواها أعلام السنة والشيعة، وإليك بعضهم:
الحافظ البيهقي، رواها برمتها، وقال: إن هذا الشعر مما يجب على كل أحد متوان في علي حفظه ليعلم مفاخره في الاسلام، كما نقله عنهُ ابن حجر في الصواعق المحرقة: 204.
ورواها الياقوت الحموي في معجم الادباء 14/48، والسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: 102. وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 32، والمتقي الهندي في كنز العمال 13/112، ح36366 والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة 3/20 ب65، والحلبي الشافعي في السيرة النبوية 1/286 وابن حجر في الصواعق المحرقة: 204.
ورواها ابن الشيخ يوسف بن محمد البلوي المالكي في ألف باء 1/439. والحافظ تاج الدين الكندي من طريق ابن دريد في المجتنى: 39، ومحمد طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 11، وابن ابي الحديد في شرح النهج 4/122 و محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في المناقب: 41، وسعيد الدين الفلاغاني في شرح تائية ابن العارض، وابن كثير في البداية والنهاية 8/8 والاسحاقي في لطائف أخبار الدول: 33، والشبراوي الشافعي شيخ الازهر في الاتحاف بحب الاشراف: 181 وفي ط اُخرى: 69، والسيد محمود الالوسي في شرح عينية الشاعر المفلق عبد الباقي العمري: 78، ومحمد حبيب الله الشنقيطي في كفاية الطالب: 36.
=>
____________
<=
ورواها من أعلام الشيعة:الشيخ المفيد في الفصول المختارة 2/262،280، والكراجكي في كنز الفوائد 1/266، والفتال النيسابوري في روضة الواعظين 87، وابو منصور الطبرسي في الاحتجاج 1/429، وابن شهر آشوب في المناقب 2/194، وعلي البياضي في الصراط المستقيم 1/239، والمجلسي في البحار 33/132.
* رواية ابن العساكر، وابن الجوزي: صهري.
**ابن ابي الحديد، وابن حجر، وابن شهرآشوب، وابن الجوزي: غلاماً ما بلغت أوان حلمي.
ورواية الطبرسي بعد هذا البيت: وصليت الصلاة وكنت طفلاً مقراً بالنبي في بطن اُمي.
*** هناك تصحيف في البيت فليلتفت لذلك كما في هامش معجم الاُدباء. «المؤلف (رحمه الله)»
33 ـ ذكر ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 11 له (عليه السلام):
أنا أخو المصطفى لا شكَّ في نسبي | به رُبيت وسبطاه هما ولدي |
صدَّقته وجميع النّاس في بُهم | من الضَّلالة والاشراك والنكدِ |
كلمات الامام السبط الحسن عليه السلام
34 ـ من خطبة للامام الحسن (عليه السلام) في مجلس معاوية قوله: اُنشدكم الله أيّها الرَّهط؟ أتعلمون أنَّ الذي شتمتموه منذ اليوم صلّى القبلتين كلتيهما؟ وأنت يا معاوية بهما كافرٌ تراها ضلالة، وتعبد اللات والعزّى غواية.
واُنشدكم الله هل تعلمون انَّه بايع البيعتين كلتيهما: بيعة الفتح وبيعة الرضوان؟ وأنت يا معاوية بإحداهما كافرٌ، وباُخرى ناكثٌ.
واُنشدكم الله هل تعلمون أنَّه اوَّل الناس ايماناً؟! وإنْك يا معاوية وأباك من المؤلَّفة قلوبهم.
شرح ابن ابي الحديد 2/101(1) .
35 ـ وفي خطبة له (عليه السلام) مرّت ج1 ص198: فلمّا بعث الله محمّداً
____________
(1) شرح نهج البلاغة 6/288 (بتحقيق محمد ابو الفضل).
رأي الصحابة والتابعين في أوّل من أسلم
36 ـ أنس بن مالك قال: نُبِّئ(2) النبي (ص) يوم الاثنين وأسلم عليٌّ يوم الثلاثاء.
وفي لفظ له: بُعث رسول الله (ص) يوم الاثنين وصلّى عليٌّ يوم الثلاثاء.
____________
(1) أخرج الحافظ ابو العباس ابن عقدة أن الحسن بن علي(رضي الله عنهما) لما أجمع على صلح معاوية قام خطيباً وحمد الله وأثنى عليه وذكر جده المصطفى بالرسالة والنبوة، ثم قال: إنا أهل بيت أكرمنا الله بالاسلام واختارنا واصطفانا وأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا، لم تفترق الناس فريقين إلاّ جعلنا الله في خيرهما من آدم إلى جدي محمد، فلما بعث الله محمداً للنبوة... إلى آخر ما أدرجه المؤلف (ره).
وذكر شطراً من هذهِ الخطبة القندوزي في ينابيع المودة 3/150 وفيه الحجاج بحديث الغدير. «المؤلف (رحمه الله)»
(2) في نسخة: بُعث. «المؤلف (رحمه الله)»