[فاطمة بضعة مني...]
انّى لنا السرف والمجازفة في القول بمثل هذا تجاه آية التطهير في كتاب الله العزيز النازلة فيها وفي أبيها وبعلها وبنيها.
أنّى لنا بذلك وبين يدينا هتاف النبيّ الاقدس (صلى الله عليه وآله وسلم): فاطمة بضعةٌ منّي فمن أغضبها أغضبني.
وفي لفظة: فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها.
وفي لفظة: فاطمة بضعةٌ منّي يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها.
وفي لفظة: فاطمة بضعةٌ منّي يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها.
وفي لفظة: فاطمة بضعةٌ منّي يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها.
وفي لفظة: فاطمة بضعةٌ منّي يسعفني ما يسعفها.
في تاج العروس: أي ينالني ما ينالها، ويلمّ بي ما يلمّ بها(2) .
وفي لفظة: فاطمة شجنةٌ منّي يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها.
وفي لفظة: فاطمة مضغةٌ منّي فمن آذاها فقد آذاني.
وفي لفظة: فاطمة مضغةٌ منّي يقبضني ما قبضها، ويبسطني ما بسطها.
وفي لفظة: فاطمة مضغةٌ منّي يسرّني ما يسرُّها.
أخرجها على اختلاف ألفاظها أئمّة الصحاح الستّ، وعدّةٌ اُخرى من رجال الحديث في السنن، والمسانيد، والمعاجم، وإليك جملةٌ ممّن رواها.
1 ـ ابن ابي مليكة المتوفى 117 كما في رواية البخاري(3) ،
____________
(1) تاج العروس: مادة نصب، 4/270 (بتحقيق عبد الحليم الطحاوي، 1968م)
(2) تاج العروس: مادة سعف، 23/438.
(3) ك فضائل الصحابة ب مناقب فاطمة، 5/36.
ورواه في ك النكاح ب ذب الرجل عن ابنته في الغيره... 7/47.
وفي ك الطلاق ب الشقاق. وهل يشير بالخلع عند الضرورة 7/61.
وفي ك الجمعة ب من قال في الخطبة بعد الثناء...
وفي ك الجهاد ب ما ذكر من درع النبي (ص)...
2 ـ ابو عمر بن دينار المكي المتوفى 125/6 [12] كما في صحيحي البخاري ومسلم(6) .
3 ـ الليث بن سعد المصري المتوفى 175 كما في اسناد ابن ماجة، وابن داود، وأحمد(7) .
4 ـ ابو محمّد ابن عيينة الكوفي المتوفى 198 كما في الصحيحين(8) .
5 ـ ابو النضر هاشم البغدادي المتوفى 205/7 [20] كما في مسند أحمد(9) .
____________
(1) ك فضائل الصحابة ب فضائل فاطمة 4/1902 ح2449.
(2) ك النكاح ب الغيرة 1/643 ح1998.
(3) ك النكاح ب ما يكره ان يجمع بينهن من النساء 2/226 ح2071.
(4) ج 4/328.
(5) مستدرك الحاكم 3/158،159.
(6) انظر الهامش (1)، (2).
(7) انظر الهامش (3)، (4)، (5).
(8) انظر الهامش (1)، (2).
(9) انظر الهامش (5).
7 ـ الحافظ ابو الوليد الطيالسي المتوفى 227 كما في صحيح البخاري(2) .
8 ـ ابو المعمّر الهذلي المتوفى 336 كما في صحيح مسلم(3) .
9 ـ قتيبة بن سعيد الثقفي المتوفى 240 روى عنه مسلم وابو داود(4) .
10 ـ عيسى بن حمّاد المصري لمتوفى 248/9 [24] روى عنه ابن ماجة(5) .
11 ـ امام الحنابلة أحمد المتوفى 241 في مسنده 4/322.
12 ـ الحافظ البخاري ابو عبد الله المتوفى 256 في صحيحه، في المناقب(6) 5/274.
13 ـ الحافظ مسلم القشيري المتوفى 261 في صحيحه، في الفضائل(7) 2/261.
____________
(1) انظر الهامش (2)، (4).
(2) انظر الهامش (1).
(3) انظر الهامش (2).
(4) انظر الهامش (2)، (4).
(5) انظر الهامش (3).
(6) انظر الهامش (2) من الصفحة السابقة.
(7) انظر الهامش (3) من الصفحة السابقة.
15 ـ الحافظ ابو داود السجستاني المتوفى 275 في سننه(2) 1/324.
16 ـ الحافظ ابو عيسى الترمذي المتوفى 275 في جامعه(3) 2/319.
17 ـ الحكيم ابو عبد الله الترمذي المحدّث المتوفى 285 في نوادر الاصول: 308.
18 ـ الحافظ ابو عبد الرحمن النسائي المتوفى 303 في خصائصه(4) : 25.
19 ـ ابو الفرج الاصبهاني المتوفى 303 في الاغاني 8/156.
20 ـ الحاكم ابو عبد الله النيسابوري المتوفى 405 في المستدرك 3/154، 158، 159.
21 ـ الحافظ ابو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 في حلية الاولياء 2/40.
____________
(1) انظر الهامش (4) من الصفحة السابقة.
(2) انظر الهامش (5) من الصفحة السابقة.
(3) الجامع الصغير 5/698 ح3867 «ب فضل فاطمة بنت محمد (ص)»، وقال: قال ابو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
(4) خصائص الامام علي بن ابي طالب: 146 ح133، 134. (بتحقيق البلوشي)
23 ـ ابو زكريا الخطيب التبريزي المتوفى 502 في مشكاة المصابيح: 560.
24 ـ الحافظ ابو القاسم البغوي المتوفى 510/16 [5] في مصابيح السنة(1) 2/278.
25 ـ القاضي ابو الفضل عياض المتوفى 544 في الشفاء(2) 2/19.
26 ـ اخطب الخطباء الخوارزمي المتوفى 568 في مقتله 1/53.
27 ـ الحافظ ابو القاسم ابن عساكر المتوفى 571 في تاريخه(3) 1/298.
28 ـ ابو القاسم السهيلي المتوفى 581 في الروض الانف 2/196.
وقال: إنّ ابا لبابة رفاعة بن عبد المنذر ربط نفسه في توبة، وانّ
____________
(1) ب مناقب فاطمة الزهراء (رض)، 8/120 ح3956 وقال: هذا حديث صحيح، و3957 وقال: هذا حديث متفق على صحته.
(2) الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2/652، الفصل العاشر: الحكم في سب ال البيت والازواج والاصحاب.
(3) تهذيب تاريخ دمشق الكبير 1/299.
فهذا حديثٌ يدلّ على أنّ من سبّها فقد كفر، ومن صلّى عليها فقد صلّى على أبيها (ص)(1) .
29 ـ ابن ابي الحديد المعتزلي المتوفى 586 في شرح النهج 2/458(2) .
30 ـ ابو الفرج ابن الجوزي المتوفى 597 في صفة الصفوة 2/5(3) .
31 ـ الحافظ ابو الحسن بن الاثير الجزري المتوفى 630 في اسد الغابة (20) 5/521.
32 ـ ابو سالم ابن طلحة الشافعي المتوفى 652 في مطالب السؤول: 6، 7.
33 ـ سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 في التذكرة: 175(4) .
____________
(1) الروض الانف 2/430.
(2) 16/278.
(3) 2/13.
(4) تذكرة الخواص: 279.
35 ـ الحافظ محبّ الدين الطبري المتوفى 694 في ذخائرالعقبي: 37.
36 ـ الحافظ ابي محمّد الازدي الاندلسي المتوفى 699 في شرح المختصر صحيح البخاري 3/91.
37 ـ الحافظ الذهبي الشافعي المتوفى 747 في تلخيص المستدرك(2) .
38 ـ القاضي الايجي المتوفى 756 في المواقف كما في شرحه 3/268.
39 ـ جمال الدين محمّد الزرندي الحنفي المتوفّى في بضع و750 في درر السمطين.
40 ـ ابو السعادات اليافعي المتوفى 768 في مرآة الجنان 1/61.
41 ـ الحافظ زين الدين العراقي المتوفى 806 في طرح التثريب 1/150.
42 ـ الحافظ نور الدين الهيثمي المتوفى 807 في مجمع الزوائد
____________
(1) كفاية الطالب: 365، 366.
(2) ذيل مستدرك الحاكم 3/158، 159.
43 ـ الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى 852 في تهذيب التهذيب 12/441.
44 ـ الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى 911 في الجامع الصغير والكبير(1) .
45 ـ الحافظ ابو العبّاس القسطلاني المتوفى 923 في المواهب اللدنية 1/257.
46 ـ القاضي الديار بكري المالكي المتوفى 966/82 في الخميس 1/464.
47 ـ ابن حجر الهيتمي المتوفى 974 في الصواعق(2) : 112، 114.
48 ـ صفيُّ الدين الخزرجي المتوفى 000 في الخلاصة: 435.
49 ـ زين الدين المناوي المتوفى 1031/5 [103] في كنوز الدقائق: 96.
وقال في شرح الجامع الصغير 4/421: استدلّ به السهيلي على
____________
(1) الجامع الصغير 2/208 ح5833، 5834، الفتح الكبير في ضم الزيادة الى الجامع الصغير 2/262.
(2) ص289 (الفصل الثالث في الاحاديث الواردة في بعض اهل البيت كفاطمة وولديها)
قال الشريف السمهودي: ومعلوم أنّ أولادها بضعةٌ منها فيكونون بواسطتها بضعة منه، ومن ثمّ لمّا رأت امّ الفضل في النوم انّ بضعة منه وضعت في حجرها اوّلها رسول الله (ص) بأن تلد فاطمة غلاماً فيوضع في حجرها، فولدت الحسن فوضع في حجرها، فكلّ من يشاهد الان من ذرّيتها بضعة من تلك البضعة، وإن تعدّدت الوسائط، ومن تأمّل ذلك إنبعث من قلبه داعي الاجلال لهم وتجنّب بغضهم على أيّ حال كانوا عليه.
قال ابن حجر: وفيه تحريم أذى من يتأذّى المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)بتأذّيه، فكلّ من وقع منه في حقّ فاطمة شيء فتأذّت به فالنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يتأذّى به بشهادة هذا الخبر، ولا شيء أعظم من إدخال الاذى عليها من قِبَل ولدها، ولهذا عرف بالاستقرار معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا، ولعذاب الاخرة أشدُّ.
50 ـ الشيخ أحمد المغربي المالكي المتوفى 1041 في فتح المتعال: 385 قال في قصيدة كبيرة يمدح بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
فما كسبطي رسول الله من أحد | ولا يضاهيهما في الفخر مفتخرُ |
وهل كفاطمة الزهراء اُمّهما | بنت النبيّ المصطفى بشرُ |
فانَّها بضعةٌ منه وما أحدٌ | كبضعة المصطفى إن حقَّق النظرُ |
52 ـ ابو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 في شرح المواهب 3/205. ققال: استدلّ به السهيلي على أنّ من سبّها كفر.
وتوجيهه: انَّها تغضب ممّن سبّها وقد سوّى بين غضبها وغضبه، ومن أغضبه كفر.
53 ـ الزبيدي الحنفي المتوفى 1205 في تاج العروس 5/227، وج6/ 139(1) .
54 ـ القندوزي الحنفي المتوفى 1293 في ينابيع المودّة: 171.
55 ـ الحمزاوي المالكي المتوفى 1303 في النور السارى هامش البخاري 5/274.
56 ـ الشيخ مصطفى الدمشقي... في مرقاة الوصول: 109.
57 ـ السيّد حميد الدين الالوسي المتوفى 1324 في نثر اللئالي: 181.
58 ـ السيّد محمود القراغولي البغدادي الحنفي في جوهرة الكلام: 105.
59 ـ عمر رضا كحالة في اعلام النساء 3/1216(2) .
____________
(1) تاج العروس 4/270، 23/438 (بتحقيق عبد الحليم الطحاوي، 1968م)
(2) اعلام النساء 4/112.
وقوله: إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.
أو: إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك قاله لفاطمة.
راجع معجم الطبراني، مستدرك الحاكم 3/154 وصححه، مسند ابن النجار، مقتل الخوارزمي 1/52، تذكرة السبط: 175، كفاية الطالب للكنجي: 219، ذخائر العقبى للمحب الطبري: 39، ميزان الاعتدال 2/72، مجمع الزوائد 9/203، تهذيب التهذيب 12/443، كنز العمال 7/111، اخبار الدول هامش الكامل 1/185، كنوز الدقائق للمناوي: 30، شرح المواهب للزرقاني 3/202، الاسعاف: 171، ينابيع المودة: 173، 174، الشرف المؤبّد: 59.
هذه مطلقات تشمل جميع موجبات الرضا والغضب من الصدّيقة سلام الله عليها حتّى المباحات شأن أبيها الاقدس كما فهمه القسطلاني والحمزاوي في شرح البخاري، وذلك يكشف عن أنّها صلوات الله عليها لا ترضى إلاّ لما فيه مرضاة المولى سبحانه، ولا تغضب إلاّ على ما يغضبه، حتّى أنّها لو رضيت أو
____________
(1) راجع الجزء الثالث من كتابنا هذا: 20. «المؤلف (رحمه الله)»
الفصول الممهمة: 146.
(إنّما يُرِيدُ اللهُ ليُذهِبَ عَنكُم الرجسِ أهلَ البيتِ ويُطهِّرِكُم تَطهيراً) .
[ابوذر الصادق...](1)
جاء ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية 7/155 فبنى على أساس ما علاّه مَن قبله في حذف ما كان هنالك من هنات وزاد في الطنبور نغمات قال:
كان ابوذر ينكر على من يقتني مالاً من الاغنياء، ويمنع أن يدَّخر فوق القوت، ويوجب أن يتصدَّق بالفضل، ويتأوَّل قول الله سبحانه وتعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضّة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرهم بعذاب أليم) . |
____________
1 الغدير 8/331.
فينهاه معاوية عن إشاعة ذلك فلا يمتنع، فبعث يشكوه الى عثمان فكتب عثمان إلى ابي ذر أن يقدم عليه المدينة، فقدمها فلامه عثمان على بعض ما صدر منه، واسترجعه فلم يرجع، فأمره بالمقام بالربذة ـ وهي شرقي المدينة ـ. ويقال: إنّه سأل عثمان أن يقيم بها وقال: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال لي: إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها. وقد بلغ البناء سلعاً، فأذن له عثمان بالمقام بالربذة، وأمره أن يتعاهد المدينة في بعض الاحيان حتى لا يرتدَّ أعرابيّاً بعد هجرته ففعل، فلم يزل مقيماً بها حتى مات. انتهى. وقال في ص165 عند ذكر وفاته: جاء في فضله احاديث كثيرة من اشهرها ما رواه الاعمش، عن ابي اليقظان عثمان بن عمير، عن ابي حرب بن ابي الاسود، عن عبد الله بن عمرو، انّ رسول الله قال: «ما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة من ابي ذر». وفيه ضعفٌ. ثمّ لمّا مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومات ابوبكر خرج الى الشام فكان فيه حتّى وقع بينه وبين معاوية،
|
فاستقدمه عثمان إلى المدينة، ثمّ نزل الربذة فأقام بها حتى مات في ذي الحجّة من هذه السنة، وليس عنده سوى امرأته وأولاده. فبينما هم كذلك لا يقدرون على دفنه إذ قدم عبد الله بن مسعود من العراق في جماعة من اصحابه، فحضروا موته، وأوصاهم كيف يفعلون به. وقيل: قدمووا بعد وفاته فولّوا غسله ودفنه، وكان قد أمر أهله أن يطبخوا لهم شاة من غنمه ليأكلوه بعد الموت، وقد أرسل عثمان بن عفان إلى أهله فضمّهم مع أهله. انتهى.
|
1 ـ إتّهامه اباذر بأنّه كان ينكر اقتناء المال على الاغنياء...
هذه النظريّة قديماً ما عزوه الى الصحابي العظيم إختلاقاً عليه وزوراً، وقد تحوَّلت في الادوار الاخيرة بصورة مشوَّهة اُخرى من نسبة الاشتراكيّة اليه، وسنفصّل القول عنها تفصيلا ان شاء الله تعالى(1) .
____________
(1) وتفصيل الكلام في ج8 من الغدير.
أمّا حديث الربذة فقد أوقفناك آنفاً على أنّه كان منفيّاً إليها، واُخرج من مدينة الرسول بصورة منكرة، ووقع هنالك ما وقع بين عليّ (عليه السلام) ومروان، وبينه وبين عثمان، وبين عثمان وبين عمّار، واعتراف عثمان بتسييره، وتسجيل عليّ امير المؤمنين عليه ذلك، وسماع غير واحد من ابي ذر الصّادق نفسه حديثه، وانّ عثمان جعله اعرابيّاً بعد الهجرة، وهو مقتضى إعلام النبوّة في إخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إيّاه بأنّه سوف يُخرج من المدينة، ويُطرد من مكّة والشّام.
وأمّا خبر الشام فقد مرّ إخراجه إليها ولم يكن ذلك باختياره أيضاً(1) .
____________
(1) وقضية خروج ابي ذر من مكة والشام ثم الى الربذة فصّله المؤلف (رحمه الله) في ج8/292-307، واليك تهذيب ما جاء هناك:
رواية المسعودي قصة الربذة هكذا:
انهُ حضر مجلس عثمان ذات يوم فقال عثمان: ارأيتم من زكى مماله هل فيه حق لغيره؟ فقال كعب: لا يا امير المؤمنين فدفع ابوذر في صدر كعب وقال: كذبت يا ابن اليهودي ثم تلا: (ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والنبيين وآتى المال على حبه...) الاية، فقال عثمان: أترون بأساً أن نأخذ مالاً من بيت مال المسلمين فننفقه فيما ينوبنا من امورنا ونعطيكموه؟ فقال كعب: لا بأس بذلك. فرفع ابوذر العصا فدفع بها في صدر كعب وقال: يا ابن اليهودي ما أجرأك على القول في ديننا؟ فقال له عثمان: ما اكثر أذاك لي غيّب وجهك عني فقد آذيتني.
=>
____________
<=
ويُفسر البخاري ما جرى له في الشام في روايته حديث زيد بن وهب عن ابي ذر في صحيحه: قال: كنت بالشام فاختلفت انا ومعاوية في هذه الاية: الذين يكنزون الذهب والفضة، فقال: نزلت في اهل الكتاب، فقلت: فينا وفيهم، فكتب يشكوني الى عثمان فكتب عثمان: اقدم المدينة فقدمت فكثر الناس عليّ كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكر ذلك لعثمان فقال: إن شئت تنحيت فكنت قريباً، فذلك الذي انزلني هذا المنزل.
وقال ابن حجر في فتح الباري في شرح الحديث: وفي رواية الطبري انهم كثروا عليه يسألونه عن سبب خروجه من الشام فخشي عثمان على اهل المدينة ما خشيه معاوية على اهل الشام...
ويتابع المسعودي القصة... وطلب عثمان منه الخروج فقال ابوذر أسير الى مكة قال: لا والله، فقال: فتمنعني من بيت ربي اعبده فيه حتى اموت قال: اي والله. فقال: فالى الشام قال لا والله، قال: البصرة، فامتنع عثمان، فقال ابوذر: فسيرني حيث شئت من البلاد فقال: فاني مُسيرك الى الربذة.
وقال ابن ابي الحديد في شرح النهج 8/252: واقعة ابي ذر وإخراجه الى الربذة احد الاحداث التي نقمت على عثمان وقد روى هذا الكلام ابوبكر احمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة عن عبد الرزاق عن ابيه عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما اُخرج ابوذر الى الربذة امر عثمان فنودي في الناس ان لا يُكلم أحدٌ اباذر ولا يشيعه، وامر مروان بن الحكم ان يخرج به وتحاماه الناس الاّ علي بن ابي طالب (عليه السلام) وعقيلاً اخاه وحسناً وحسيناً وعماراً، فجعل الحسن يكلم اباذر فقال له مروان ايها حسن الا تعلم ان امير المؤمنين قد نهى عن كلام هذا الرجل، فحمل علي (عليه السلام) على مروان فضرب بالسوط بين اُذني راحلته وقال: تنحّ نحاك الله الى النار، فرجع مروان مغضباً الى عثمان فأخبره الخبر. ووقف ابوذر فودعه القوم فقال علي (عليه السلام): يا اباذر إنك غضبت لله ان القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فامتحنوك بالقلى ونفوك الى القلا، والله لو كانت السموات والارض على عبد رتقاً ثم اتقى لجعل له منها مخرجاً، يا اباذر لا يؤنسنّك الاّ الحق ولا يوحشنّك الاّ الباطل. «المؤلف (رحمه الله)»
____________
(1) روى البلاذري: لما اُعطي عثمان مروان بن الحكم ما اعطاه، وأعطى الحارث بن الحكم بن ابي العاص ثلاثمائة الف درهم، واعطي زيد بن ثابت الانصاري مائة الف درهم جعل ابوذر يقول: بشر الكانزين بعذاب اليم ويتلو قول الله عزوجل: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم).
فرفع ذلك مروان بن الحكم الى عثمان فارسل الى ابي ذر ناتلاً مولاه ان انته عما يبلغني عنك، فقال: أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله، وعَيْبِ مَن ترك امر الله، فوالله لان اُرضي الله بسخط عثمان احب الي وخيرٌ لي من ان اُسخط الله برضاه.
فأغضب عثمان ذلك واحفظه فتصابر وكفّ.
وقال عثمان يوماً: أيجوز للامام ان يأخذ من مال، فاذا أيسر قضى، فقال كعب الاحبار: لا باس بذلك، فقال ابوذر: يا ابن اليهوديين اتعلّمنا ديننا، فقال عثمان: ما اكثر أذاك لي وأولعك بأصحابي، إلحق بمكتبك، وكان مكتبه بالشام الاّ انه كان يقدم حاجاً ويسأل عثمان الاذن له في مجاورة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)فيأذن له في ذلك، وانما صار مكتبه بالشام لانه قال لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعاً اني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: اذا بلغ البناء سلعاً فالهرب، فأذن لي آتي الشام فأغزو هناك، فأذن له. «المؤلف (رحمه الله)»
انظر انساب الاشراف: القسم الرابع، الجزء الاول: 542 (بتحقيق إحسان عباس)
على أنّ ابن كثير أخذه من الطبري في التاريخ، وجلُّ ما عنده إنَّما هو ملخَّص ما فيه مع التصرُّف فيه على ما يروقه.
وإسناد الرواية في التاريخ رجاله بين كذّاب، وضّاع، وبين مجهول لا يُعرف، إلى ضعيف متَّهم بالزندقة، كما أسلفناه في ص84، 140، 141، 327 وهم:
السريّ(1) ،
____________
(1) السري: مشترك بين السري بن اسماعيل الهمداني الكوفي، كذّبه يحيى بن سعيد، وضعَّفه غير واحد من الحفاظ، وبين السري بن عاصم الهمداني نزيل بغداد، المتوفى 258. وقد ادرك ابن جرير الطبري شطراً من حياته يربو على ثلاثين سنة، كذّبه ابن خراش، ووهاه ابن عدي، وقال: يسرق الحديث، وزاد ابن حبان: يرفع الموقوفات لا يحلُّ الاحتجاج به، وقال النقاش في حديث: وضعهُ السري فهو مشترك بين كذّابين لا يهمنا تعين احدهما.
ونحن نراه السري بن عاصم الهمداني.
ولا يحسب القارئ انه السري بن يحيى الثقة لقدم زمانه، وقد توفي سنة 167 قبل ولادة الطبري (الراوي عنه) المولود سنة 224 بسبع وخمسين سنة.
انظر تاريخ بغداد 9/193، لسان الميزان 3/12، تهذيب التهذيب 3/399. «المؤلف (رحمه الله)»
____________
(1) شعيب بن ابراهيم الكوفي: مجهول، قال ابن عدي: ليس بالمعروف، وقال الذهبي: راوية كتب سيف عنه فيه جهالة. لسان الميزان 3/145. «المولف (رحمه الله)»
(2) سيف بن عمر: قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الاثبات، وقال: قالوا: إنه كان يضع الحديث واتهم بالزندقة، وقال الحاكم: اتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط، وقال ابن عدي: بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها، وقال ابن عدي: عامه حديثه منكر، وقال البرقاني عن الدارقطني: متروك، وقال ابن معين: ضعيف الحديث فليس خير منه، وقال ابو حاتم: متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي وقال ابو داود: ليس بشيء، وقال النسائي ضعيف، وقال السيوطي: وضاع، وذكر حديثاً من طريق السري بن يحيى عن شعيب بن ابراهيم عن سيف فقال: موضوع، فيه ضعفاء أشدهم سيف.
انظر ميزان الاعتدال 2/255، تهذيب التهذيب 4/259، مجمع الزوائد 10/21. «المؤلف (رحمه الله)»
(3) عطية بن سعد العوفي الكوفي: للقوم فيه آراء متضاربة بين توثيق وتضعيف وقال الساجي: ليس بحجة وكان يقدّم علياً على الكل، وقال ابن سعد: كتب الحجاج الى محمد بن القاسم ان يعرضه على سب عليّ فإن لم يفعل فاضربه أربعمائة سوط واحلق لحيته، فاستدعاه فأبى ان يسبّ فأمضى حكم الحجاج فيه. تهذيب التهذيب 7/226.
وذكر ابن كثير في تفسيره 1/501 عن صحيح الترمذي من طريق عطية في علي مرفوعاً: لا يحل لاحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك. فقال: ضعيف لا يثبت فان سالماً متروك وشيخه عطية ضعيف. انتهى.
وكون الرجل في الاسناد آية كذب الرواية اذ الشيعي الجلد كالعوفي لا يروي حديث الخرافة. «المؤلف (رحمه الله)»
وحديثٌ يكون في إسناده أحدٌ من هؤلاء لا يعوَّل عليه، وعلى فرض إعتباره فانّه لا يقاوم الصحاح المعارضة له الدالة على اخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)بأنّه يُخرج ويُطرد من مكّة والمدينة والشام. راجع ص316-319(2) .
____________
(1) يزيد الفقعسي: لا اعرفه ولا أجد له ذكراً في كتب التراجم. «المؤلف (رحمه الله)»
(2) أخرج أحمد في المسند 5/178 من طريق ابي السليل في حديث عن ابي ذر عن رسول الله (ص) قال: يا اباذر كيف تصنع إن اُخرجت من المدينة قال: قلت: الى السعة والدعة، انطلق حتى اكون حمامة من حمام مكة، قال: كيف تصنع إن خرجت من مكة قال: قلت: الى السعة والدعة الى الشام والارض المقدسة. قال: وكيف تصنع إن اُخرجت من الشام قال: اذاً والذي بعثك بالحق اضع سيفي على عاتقي، قال: أو خيرٌ من ذلك، قال: قلت: أو خيرٌ من ذلك، قال: تسمع وتطيع وإن كان عبداً حبشياً.
رجال الاسناد كلهم ثقات وهم:
يزيد بن هارون بن وادي: مجمع على ثقته من رجال الصحيحين.
كهمس بن الحسن البصري: ثقة من رجال الصحيحين.
ابو السليل ضريب بن نقير البصري: ثقة من رجال مسلم والصحاح الاربعة غير البخاري.
وفي لفظ: كيف تصنع اذا خُرجت منه، أي المسجد النبوي؟
=>
____________
<=
قال: كيف تصنع اذا خُرجت منها؟
قال: أعود اليه اي المسجد.
قال: كيف تصنع اذا خرجت منه؟
قال: اضرب بسيفي.
قال: ادلك على ما هو خيرٌ لك من ذلك واقرب رشداً، قال: تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك.
فتح الباري 3/213، عمدة القاري 4/291.
وأخرج الواقدي من طريق ابي الاسود الدؤلي بما في معناه كما في شرح ابن ابي الحديد 1/241 وبهذا الاسناد واللفظ أخرجه أحمد في المسند 5/156 والاسناد صحيحٌ رجاله كلهم ثقات وهم:
علي بن عبد الله المديني: وثقه جماعة. وقال النسائي: ثقة مأمون أحد الائمة في الحديث.
معمر بن سليمان: ابو محمد البصري: متفق على ثقته من رجال الصحاح الستّ.
داود بن ابي الهند: ابو محمد البصري: مجمع على ثقته من رجال الصحاح غير البخاري، وهو يروي عنه في التاريخ من دون غمز فيه.
ابو الحرب بن الاسود الدؤلي: ثقة من رجال مسلم.
ابو الاسود الدؤلي: تابعي متفق على ثقته من رجال الصحاح الست.
ومرّ في رواية المسعودي في حديث تسيير ابي ذر: قال عثمان: فأني مسيِّرك الى الربذة، قال ابوذر: الله اكبر صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد اخبرني بكل ما أنا لاق.
قال عثمان: وما قال لك.
قال: أخبرني بأني اُمنع عن مكة والمدينة واموت بالربذة. «المؤلف (رحمه الله)»
وهي معتضدةٌ بما مرّ عن ابي ذر وعثمان وغيرهما في تسيير عثمان إيّاه.
4 ـ وأمّا ما ذكره من أمر عثمان اباذر أن يتعاهد المدينة حتّى لا يرتدّ اعرابيّاً، فانّه من جملة تلك الرواية المكذوبة التي تشمل على حديث السلع، وقد مرّ من طريق البلاذري باسناد صحيح في ص294 قول ابي ذر: ردَّني عثمان بعد الهجرة اعرابيّاً(1) .
على انّه لم يذكر أحدٌ انّ اباذر قدم المدينة خلال أيّام نفيه من سنة ثلاثين إلى وفاته سنة إثنتين وثلاثين حتى يكون ممتثلاً لامر عثمان بالتعاهد.
5 ـ ماذكره من انّه جاء في فضله أحاديث كثيرة من أشهرها...
إنّ شنشنة الرجل في الفضائل انّه اذا قدم لسرد تاريخ مَن يهواه من الامويِّين، ومن انضوى إليهم من رُوّاد النُهم، جاء بأشياء كثيرة، وسرد التافه الموضوع في صورة الصِّحاح، من غير تعرُّض لاسنادها أو تعقيب لمضامينها، ولا يملُّ من تسطيرها وإن سوّدت اضابير من القراطيس، لكنّه إذا وصلت النوبة إلى ذكر فضل أحد من أهل البيت (عليهم السلام)، أو شيعتهم، وبطانتهم من عظماء الاُمّة وصلحائها كابي ذر تضيق عليه الارض برحبها، وتلكّأ وتلعثم
____________
(1) انظر الهامش (2).
وإسناد أحمد من طريق ابي الدرداء في مسنده 5/197 صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.
وإسناد الحاكم من طريق ابي ذر صحّحه هو وأقرَّه الذهبي كما في المستدرك 3/242.
وإسناد الحاكم من طريق عليّ (عليه السلام) وابي ذر أيضاً صحّحه هو وأقرّه الذهبي كما في المستدرك 4/480.
وأمّا إسناد ما اخرجه ابن كثير من طريق ابن عمرو فقال الذهبي فيما نقله عنه المناوي في شرح الجامع الصغير: سنده جيّدٌ.
____________
(1) الجامع الصحيح 5/669، ب مناقب ابي ذر (رضي الله عنه).
وحسّنه السيوطي في الجامع الصغير(1) . فأين الضعف المزعوم؟
ولا يهمّنا التعرُّض لبقيّة ما رمى القول فيه على عواهنه فانّها مأخوذةٌ من الطبري مع عدم الاجادة في الاخذ; ولعلّه أراد إصلاح ما في روايته من التهافت فزاد عواراً على عواره; وروايته هي من جملة أساطير أوقفناك على وضعها ص327(2) .
____________
(1) الجامع الصغير 2/485 ح7825.
(2) تقدمت مناقشة المؤلف في سند رواية الطبري ص18، الهامش 4، 5، 6، 7، 8، واليك تتمة هذه المناقشة والتي افردها (رحمه الله) تحت عنوان «نظرة قيمة في تاريخ الطبري» تكلّم فيها عن هذا الاسناد في مجموع التاريخ:
شوّه الطبري تاريخه بمكاتبات السري الكذّاب الوضّاع، عن شعيب المجهول الذي لا يُعرف، عن سيف الوضاع، المتروك، الساقط، المتهم بالزندقة، وقد جاءت صفحاته بهذا الاسناد المشوّه «701» رواية وضعت للتمويه على الحقائق الراهنة في الحوادث الواقعة من سنة 11 الى 37، عهد الخلفاء الثلاثة فحسب، ولا يوجد شيء من هذا الطريق الوعر في اجزاء الكتاب كلّها غير حديث واحد ذكره في السنة العاشرة، وانما بدأ برواية تلكم الموضوعات من عام وفاة النبي الاقدس، وبثها في الجز الثالث، والرابع، والخامس، وانتهت بانتهاء خامس الاجزاء.
ذكر في ج3 من ص210، حوادث سنة 11، 57 حديثاً أخرج في ج4، حوادث سنة 12، 427 حديثاً أورد في ج5، حوادث سنة 23-37، 207 حديثاً المجموع 691 حديثاً
=>
____________
<=
ولست ادري ان السري، وسيف بن عمر هل كان علمهما بالتاريخ مقصوراً على حوادث تلكم الاعوام المحدودة فقط؟ ومن حوادثها على ما يرجع الى المذهب فحسب لا مطلقاً؟ او كانت موضوعاتهما تنحصر بالحوادث الخاصة المذهبية الواقعة في الايام الخالية من السنين المعلومة، لكونها الحجر الاساسي في المبادئ والاراء والمعتقدات، وقد ارادوا خلط التاريخ الصحيح، وتعكير صفوة بتلكم المفتعلات تزلفاً الى الناس واختذالاً عن آخرين، ومن أمعن النظر في هذه الروايات يجدها نسيج يد واحدة ووليد نفس واحد، ولا أحسب ان هذه كلها تخفى على مثل الطبري، غير ان الحب يعمى ويصم.
وقد سوّدت هاتيك المخاريف المختلفة صحائف تاريخ ابن عساكر، وكامل ابن الاثير، وبداية ابن كثير، وتاريخ ابن خلدون، وتاريخ ابي الفدا الى كتب اُناس آخرين إقتفوا أثر الطبري الى العمى، وحسبوا أنّ ما لفقه هو في التاريخ اصل متّبعٌ لا غمز فيه، مع ان علماء الرجال لم يختلفوا في تزييف اي حديث يوجد فيه أحدٌ من رجال هذا السند، فكيف اذا اجتمعوا في إسناد رواية. «المؤلف (رحمه الله)»
(لَقَدْ كُنتَ في غَفلَة مِنْ هذا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَديد)(1) .
____________
(1) ق: 22.
الان حصحص الحق
الان حقّ علينا أن نُميط الستر عن خبيئة أسرارنا، ونُعرب عن غايتنا المتوخّاة من هذا البحث الضافي حول الكتب.
الان آن لنا أن ننوّه بأنّ ضالّتنا المنشودة هي إيقاظ شعور الاُمّة الاسلامية إلى جانب مهمّ فيه الصالح العام والوئام والسلام والوحدة الاجتماعيّة، وحفظ ثغور الاسلام عن تهجّم سيل الفساد الجارف....
مصادر التحقيق
1 ـ الاحتجاج: ابو منصور الطبرسي، انتشارات اسوة، باشراف جعفر سبحاني، ط 1، 1413هـ.
2 ـ الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان، ترتيب علي بن بلبان، تحقيق كمال يوسف الحوت، دار الكتب العلمية بيروت، ط1، 1987.
3 ـ الاسماء والصفات، البيهقي، دار الكتب العلمية بيروت.
4 ـ اعلام النساء، عمر رضا كحالة، مؤسسة الرسالة، ط5، 1984م.
6 ـ بحار الانوار، محمد باقر المجلسي، وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي، بتحقيق محمد باقر المحمودي، 1368هـ.
7 ـ تاريخ الاسلام، الذهبي، دار الكتاب العربي، بتحقيق عمر عبد السلام تدمري، ط 1، 1987م.
8 ـ تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي، بتصحيح محمد سعيد العرفي.
9 ـ تاريخ التمدن الاسلامي، جرجي زيدان، مطبعة الهلال ـ مصر، ط 2، 1914م.
10 ـ تاريخ الثقات، العجلي، دار الكتب العلمية.
11 ـ تاريخ الخلفاء، السيوطي، دار الكتب العلمية ـ بيروت، ط 1، 1988م.
12 ـ تاريخ الطبري، ابن جرير الطبري، دار الكتب العلمية ـ بيروت، ط 2، 1988م.
13 ـ التاريخ الكبير، اسماعيل البخاري، دار الكتب العلمية، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، 1959.
14 ـ تاريخ اليعقوبي، اليعقوبي، دار صادر ـ بيروت، اوفسيت مؤسسة نشر فرهنك أهل البيت قم.
15 ـ تذكر الحفاظ، الذهبي، دار احياء التراث، سلسلة
16 ـ تذكرة الخواص، السبط ابن الجوزي، مؤسسه أهل البيت ـ بيروت، 1981م.
17 ـ ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق، ابن عساكر، دار التعارف للمطبوعات ـ بيروت، بتحقيق محمد باقر المحمودي، ط 1، 1975م.
18 ـ الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، المنذري، تحقيق مصطفى محمد عمارة، 1981م.
19 ـ تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، دار المعرفة ـ بيروت، بتقديم يوسف عبد الرحمان المرعشي، ط 1، 1986م.
20 ـ التفسير الكبير، الفخر الرازي، ط 3 بيروت.
21 ـ تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ابن عساكر، تهذيب عبد القادر بدران، دار احياء التراث، ط 3، 1987م.
22 ـ تهذيب التهذيب، ابن حجر العسقلاني، دار الفكر بيروت، ط 1، 1984م.
23 ـ الثقات، ابن حبان التميمي، طبعة دائرة المعارف العثمانية ـ حيدر آباد الدكن ـ الهند، ط 1، 1979.
24 ـ جامع الاصول، ابن الاثير، تحقيق عبد القادر الارناووط.
25 ـ جامع البيان في تفسير القرآن، ابن جرير الطبري، دار المعرفة ـ بيروت، 1983، اوفسيت المطبعة الاميرية ـ مصر
26 ـ الجامع الصغير في احاديث البشير النذير، جلال الدين السيوطي، دار الفكر، ط1، 1981م.
27 ـ الجرح والتعديل، الرازي، دار احياء التراث العربي، أوفسيت حيدر آباد الدكن، ط 1، 1952م.
28 ـ خصائص امير المؤمنين علي بن ابي طالب، النسائي، مكتبة المعلا ـ الكويت، بتحقيق أحمد ميرين البلوشي، ط 1، 1986م.
29 ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور، جلال الدين السيوطي، مكتبة المرعشي النجفي، 1404هـ.
30 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة، اقا بزرك الطهراني، دار الاضواء ـ بيروت.
31 ـ الروض الاُنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، عبد الرحمان السهيلي، داراحياء التراث العربي، بتحقيق عبدالرحمن الوكيل، ط1، 1992م.
32 ـ سليم بن قيس الهلالي، نشر الهاوي، بتحقيق محمد باقر الانصاري الزنجاني، 1415هـ.
33 ـ سنن ابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت.
34 ـ سنن ابي داود، ابو داود السجستاني، دار الفكر بيروت.
36 ـ سنن النسائي، بشرح جلال الدين السيوطي، دار الفكر بيروت.
37 ـ شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، دار احياء الكتب العربية بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم، ط 2، 1967م.
38 ـ الشفا بتعريف حقوق المصطفى، القاضي عياض، بتحقيق محمد امين قره علي وآخرون، ط2، 1986م.
39 ـ شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، الحاكم الحسكاني، مؤسسة الاعلمي، بتحقيق محمد باقر المحمودي، ط 1، 1974م.
40 ـ صحيح البخاري، محمد بن اسماعيل البخاري، دار احياء التراث بيروت.
41 ـ صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.
42 ـ صفة الصفوة، ابن الجوزي، تحقيق محمود الفاخوري ومحمد روّاس قلعه چي، ط3، 1985م.
43 ـ الضعفاء الكبير، محمد بن عمرو العقيلي، دار الكتب العلمية، بتحقيق عبد المعطي امين قلعجي.
44 ـ فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، دار احياء التراث العربي، ط4، 1988م.
46 ـ الفردوس بمأثور الخطاب، الديلمي، دار الكتب العلمية، بتحقيق السعيد بن بسيوني، ط 1، 1986.
47 ـ الفصول المهمة، ابن الصباغ المالكي، نشر دار الكتب التجارية ـ النجف، بمقدمة توفيق الفكيكي.
48 ـ فضائل علي بن ابي طالب (رض)، أحمد بن حنبل، طبعة خالية عن المواصفات.
49 ـ الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب والسنة، الذهبي، دار الكتب الحديثة ـ القاهرة.
50 ـ الكامل في التاريخ، ابن الاثير، دار صادر ـ بيروت، 1979م.
51 ـ الكامل في ضعفاء الرجال، ابن عدي الجرجاني، دار الفكر، ط 2، 1985م.
52 ـ كنز العمال، المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة، بتحقيق بكري حياني ـ صفوة السقا، ط 5، 1985م.
53 ـ كنز الفوائد، الكراجكي، دار الاضواء ـ بيروت بتحقيق عبد الله نعمة، 1985م.
54 ـ لسان الميزان ـ ابن حجر العسقلاني، مؤسسة الاعلمي ـ بيروت، اوفسيت مطبعة دائرة المعارف النظامية ـ الهند. ط 3،
55 ـ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، علي بن ابي بكر الهيثمي، دار الكتاب العربي، ط 3، 1982م.
56 ـ المحاسن والمساوي، ابراهيم بن محمد البيهقي، دار احياء العلوم ـ بيروت، بتحقيق محمد سويد، ط 1، 1988م.
57 ـ المستدرك على الصحيحين، الحاكم النيسابوري، دار الحديث ـ بيروت، 1978م.
58 ـ مسند أحمد بن حنبل، دار صادر ـ بيروت.
59 ـ مصابيح السنة، البغوي، دار المعرفة بيروت، بتحقيق يوسف المرعشي.
60 ـ المصنف في الاحاديث والاثار، ابي بكر بن ابي شيبة، دار السلفية، بتحقيق مختار أحمد الندوي، ط 1، 1982.
61 ـ معجم الادباء، الياقوت الحموي، دار الفكر ـ بيروت، ط 3، 1980م.
62 ـ المعجم الاوسط، الطبراني، بتحقيق الطحان.
63 ـ المعجم الصغير، الطبراني، دار الكتب العلمية، 1983م.
64 ـ المعجم الكبير، الطبراني، دار احياء التراث، بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي.
65 ـ معرفة الرواة، الذهبي، دار المعرفة ـ بيروت، بتحقيق ابو عبد الله ابراهيم سعيد ابي ادريس، ط 1، 1986.
67 ـ مقتل الحسين، الخوارزمي، تحقيق محمد السماوي، النجف الاشرف 1367هـ اوفسيت مكتبة المفيد قم.
68 ـ المناقب، الموفق بن أحمد الخوارزمي، مؤسسة النشر الاسلامي، بتحقيق مالك المحمودي، ط 2، 1411هـ.
69 ـ مناقب آل ابي طالب، ابن شهر أشوب، دار الاضواء، بتحقيق يوسف البقاعي، ط 2، 1991م.
70 ـ مناقب الامام علي بن ابي طالب، ابن المغازلي، دار الاضواء، بتحقيق محمد باقر البهبودي، 1983م.
71 ـ ميزان الاعتدال، الذهبي، دار المعرفة، بتحقيق علي محمد البجاوي.
72 ـ وفيات الاعيان، ابن خلكان، تحقيق إحسان عباس.