تقديم:


بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، من الأولين والآخرين، إلى قيام يوم الدين.

وبعد..

فإن حياة الإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، وحتى عضوياً بحياة أخيه السبط الشهيد الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام..

وبالأخص حياتهما السياسية، فهما شريكان في صنع الأحداث، أو في التأثير فيها، سواء على مستوى الموقف، أو على مستوى نتائجه وآثاره..

ولا يقتصر ذلك على الفترة التي عاشاها كإمامين، يتحملان بالفعل مسؤولية القيادة والهداية للأمة.. بل وينسحب أيضاً حتى على الفترة التي عاشاها في كنف جدهما الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فضلاً عما تلاها من تحولات وتطورات في عهد الخلفاء الثلاثة، ثم إبان تصدي أبيهما أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه للإمامة الظاهرة..

بل إننا حتى بعد استشهاد الإمام الحسن (عليه السلام)، لنجد ملامح الآثار

الصفحة 6
المباشرة لمواقفه (عليه السلام) (1) على مجمل المواقف والأحداث التي كان للإمام الحسين (عليه السلام) التأثير فيها، أو المسؤولية في صنعها..

وليس ذلك ـ فقط ـ لأجل أن دور أحدهما ـ كإمام ـ لا بد أن يكون امتداداً لدور الآخر.. وإنما يضاف إلى ذلك طبيعة الظروف التي رافقت حياتهما، والمسؤوليات المتميزة التي فرض عليهما القيام بها في تلك الفترة الزمنية، ذات الطابع الخاص جداً..

ولأجل ذلك.. فإن على من يريد البحث والتعرف على الحياة السياسية لأحدهما عليهما الصلاة والسلام، أن لا يهمل النظر إلى حياة الآخر، وملاحظة مواقفه. بل لا بد وأن يبقى على مقربة منها، إذا أراد أن يستفيد الكثير ممّا يساعده على فهم أعمق لما هو بصدد البحث فيه، ويهدف إلى التعرف عليه، وعلى أسبابه، وعلى آثاره ونتائجه..

ونحن في هذا البحث المقتضب، وإن كنا لم نستطع أن نؤمن ـ حتى الحد الأدنى في مجال الالتزام بهذا الاتجاه، وذلك بسبب عدم توفر الفرصة، وكثرة الصوارف.. إلا أننا لا نُبعد كثيراً إذا قلنا: إن ملامح هذا الاتجاه ليست مطموسة تماماً في بحثنا هذا..

وأخيراً.. فإن هذه الدراسة الموجزة، قد تكون قادرة ـ ولو جزئياً ـ على رسم صورة تكاد تكون واضحة عن الحياة السياسية للإمام الحسن عليه الصلاة والسلام. كما أنها يمكن أن تساعد بشكل فعال في الحصول على تصورٍ ـ ولو محدود ـ عن بعض التيارات والمناحي السياسية لتلك الفترة... فـ:

إلى ما يلي من صفحات

20 / 1 / 1404 هـ. ق   
5 / 8 / 1362 هـ. ش   
جعفر مرتضى الحسيني العاملي

____________

(1) كتربيته للعديد من الشخصيات، وكلماته وخطبه التي ألقاها في المناسبات المختلفة، ثم صلحه الذي ساهم في حفظ كيان الشيعة، وفي فضح الأمويين والمنافقين، وكشف نواياهم من خلال أقوالهم وممارساتهم اللا إسلامية واللا إنسانية تجاه الأمة.


الصفحة 7

ما هي السياسة؟:

قيل:

سأل بعض الناس الإمام الحسن (عليه السلام) عن رأيه في السياسة، فقال (عليه السلام):


«هي أن تراعي حقوق الله، وحقوق الأحياء، وحقوق الأموات. فأما حقوق الله، فأداء ما طلب، والاجتناب عما نهى. وأما حقوق الإحياء، فهي أن تقوم بواجبك نحو إخوانك، ولا تتأخر عن خدمة أمتك، وأن تخلص لولي الأمر ما أخلص لأمته، وأن ترفع عقيرتك في وجهه إذا حاد عن الطريق السوي. وأما حقوق الأموات، فهي أن تذكر خيراتهم، وتتغاضى عن مساوئهم، فإن لهم رباً يحاسبهم» (1).


____________

(1) حياة الحسن (عليه السلام) للقرشي: ج 1 ص 142/143 عن مجلة العرفان: ج 4 جزء 3 نقلاً عن التذكرة المعلوفية: ج 9 والإمام الحسن بن علي، لمحمد علي دخيل ص 52/53، وسيرة الأئمة الأثني عشر: ج 1 ص 525.

ويرى بعض المحققين: أن هذا الخبر منقول بالمعنى، وأنه غير صحيح أصلاً. ولكنني لم أفهم سر حكمه هذا؟!.


الصفحة 8

الصفحة 9


الفصل الأول

في عهد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)



روي أن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال في حديث له:

«لو كان العقل رجلاً لكان الحسن»

(فرائد السمطين ج 2 ص 68 وعن مقتل الحسين للخوارزمي)





الصفحة 10

الصفحة 11

بداية:

لقد ولد الإمام الحسن عليه الصلاة والسلام في حياة جده الرّسول الأكرم، محمد (صلى الله عليه وآله)، وبالذات في النصف من شهر رمضان المبارك، من السنة الثالثة للهجرة النبوية، على المشهور.. وعاش في كنف جده المصطفى (صلى الله عليه وآله) سبع سنوات من عمره الشريف، وكانت تلك السنوات على قلتها، كافية لأن تجعل منه الصورة المصغرة عن شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، حتى ليصبح جديراً بذلك الوسام العظيم، الذي حباه به جده، حينما قال له ـ حسبما روي:

«أشبهت خلْقي وَخُلُقي» (1).

وقال المحقق العلامة الأحمدي: «أضف إلى ذلك ما لصحبة العظماء من الأثر الروحي على الإنسان، فمن عاشر كبيراً، وصاحب عظيماً، فيشرق عليه من نوره، ويلفح عليه من عطره المعنوي ما تَغْنى به نفسه، وتسمو به ذاته.. وقد ألمحت الأحاديث الكثيرة الورادة في العِشْرة، واختيار الصديق إلى هذا

____________

(1) حياة الحسن (عليه السلام) للقرشي: ج 1 ص 29، وسيرة الأئمة الاثني عشر للحسني: ج 1 ص 513، وصلح الإمام الحسن (عليه السلام) لفضل الله ص 15 عن الغزالي في إحياء العلوم. وحول شبهه (عليه السلام) بجده راجع: تاريخ اليعقوبي ط صادر: ج 2 ص 226 والبحار ج 10 وأعيان الشيعة ج 9 وذكر ذلك العلامة المحقق الأحمدي عن: كشف الغمة ص 154 والفصول المهمة للمالكي، والإصابة ج 1 ص 328 وكفاية الطالب ص 267 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 202 وينابيع المودة ص 137 وتاريخ الخلفاء ص 126/127 والتنبيه والاشراف ص 261 والبحار عن الإرشاد، والروضة وأعلام الورى، والعكبري، والترمذي، وشرف النبوة.


الصفحة 12
المعنى، وأشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى صحبته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته القاصعة، فقال: «ولقد كنت اتبعه إتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به الخ..».

أضف إلى ذلك: أنه (صلى الله عليه وآله) قد نحل الحسنين (عليهما السلام) نحلة سامية، حينما قال: أما الحسن فإن له هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جودي وشجاعتي» انتهى.

النبي (صلى الله عليه وآله) ومستقبل الأمة:

والرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) هو ذلك الشخص الذي يتحمل مسؤولية هداية ورعاية الأمة، ومسؤولية تبليغ وحماية مستقبل الرسالة، ثم وضع الضمانات التي لا بد منها في هذا المجال..

وهو (صلى الله عليه وآله) المطلع عن طريق الوحي على ما ينتظر هذا الوليد الجديد، الإمام الحسن (عليه السلام) من دَور قيادي هام على هذا الصعيد.. كما أنه (صلى الله عليه وآله) مأمور بأن يساهم هو شخصياً، وبما هو ممثل للإرادة الإلهية بالإعداد لهذا الدور، سواء فيما يرتبط ببناء شخصية هذا الوليد اليافع، ليكون الإنسان الكامل الذي يمتلك الصفات الإنسانية المتميزة، أو فيما يرتبط ببنائه بناء فذّاً يتناسب مع المهام الجسام، التي يؤهل للاضطلاع بها على صعيد هداية ورعاية وقيادة الأمة.

وإذا كانت هذه المهام هي ـ تقريباً ـ نفس المهام التي كان يضطلع بها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).. فإن من الطبيعي أن تتجلى في

____________

(1) راجع هذا الحديث في: روضة الواعظين، وكفاية الطالب ص 277، وحلية الأولياء، وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 214، وكشف الغمة ص 154 وينابيع المودة ص 259، والبحار عن قرب الإسناد. وإسعاف الراغبين، بهامش نور الأبصار ص 116..


الصفحة 13
شخصية من يخلفه نفس الصفات والمؤهلات التي كانت للشخصية النبوية المباركة..

وهكذا.. فإنه يتّضح المراد من قوله فإن قوله (صلى الله عليه وآله) للإمام الحسن (عليه السلام): أشبهت خَلْقي وَخُلُقي.. فأما شبهه له في الخلق، فذلك أمر واقع، كما عن أبي جحيفة (1) وأما شبهه له في الخُلُق فلا بد أن يعتبر وسام الجدارة والاستحقاق لذلك المنصب الإلهي، الذي هو وراثة وخلافة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، ثم وصيه علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام.

نعم.. لابد من ذلك، سواء بالنسبة لما يرتبط بشخصية ذلك الوليد.. أو بالنسبة إلى خلق المناخ النفسي الملائم لدى الأمة، التي يفترض فيها أن لا تستسلم لمحاولات الابتزاز لحقها المشروع في الاحتفاظ بقيادتها الإلهية، التي فرضها الله تعالى لها..

أو على الأقل أن لا تتأثر بعمليات التمويه والتشويه، وحتى الإعدام والنسف للمنطلقات والركائز، التي تقوم عليها رؤيتها العقائدية والسياسية، التي يعمل الإسلام على تعميقها وترسيخها في ضمير الأمة ووجدانها..

ومن هنا.. نعرف السر والهدف الذي يرمي إليه النبي (صلى الله عليه وآله) في تأكيداته المتكررة، تصريحاً، أو تلويحاً على ذلك الدور الذي ينتظر الإمام الحسن وأخاه (عليهما السلام)، وإلى المهمات الجلّى التي يتم إعدادهما لها، حتى ليصرح بأنهما (عليهما السلام): إمامان قاما أو قعدا (2) كما أنه يقول:

____________

(1) راجع: ذكر أخبار أصبهان ج 1 ص 291 وتاريخ الخلفاء ص 188 و 189 عن عبد الله ابن الزبير.

(2) أهل البيت، تأليف توفيق أبو علم ص 307 والارشاد للمفيد ص 220 ومجمع البيان ج 2 ص 453 وكشف الغمة للأربلي ج 2 ص 159 وروضة الواعظين ص 156، وحياة الحسن بن علي (عليه السلام) للقرشي ج 1 ص 42، والبحار ج 44 ص 2، وعلل الشرايع ج 1 ص 211، وإثبات الهداة ج 5 ص 142 و 137 و 135 والمناقب لابن شهر آشوب ج 3 ص 367 وعبر عنه بالخبر المشهور، وقال ص 394: «اجتمع أهل

=>


الصفحة 14
لهما: أنتما الإمامان، ولأمكما الشفاعة (1).

وفي مودة القربى أنه (صلى الله عليه وآله) قال للحسين (عليه السلام): «أنت سيد، ابن سيد، أخو سيد، وأنت إمام، ابن إمام، أخو إمام، وأنت حجة، ابن حجة، أخو حجة، وأنت أبو حجج تسعة، تاسعهم قائمهم» (2).

وفي حديث عنه (صلى الله عليه وآله) يقول فيه عن الإمام الحسن (عليه السلام): «وهو سيد شباب أهل الجنة، وحجة الله على الأمة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنه مني، ومن عصاه فإنه ليس مني الخ» (3) وثمة أحاديث أخرى تدل على إمامتهما، وإمامة التسعة من ذرية الحسين (عليه السلام): فلتراجع (4).

فكل ما تقدم إنما يعني: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد بث في الحسنين (عليهما السلام) من العلوم النافعة، والحكمة الساطعة، وربى فيهما من المؤهلات ما يكفي لأن يجعلهما، جديرين بمقام خلافته، وهداية الأمة بعده..

كما أننا نلاحظ حرصه (صلى الله عليه وآله) على ربط قضاياهما عقيدة وتشريعاً، وحتى عاطفياً ووجدانياً بنفسه (صلى الله عليه وآله) شخصياً، حتى

____________

<=

القبلة على أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال الخ..» وسيرة الأئمة الاثني عشر للحسني ج 1 ص 554 و 544 وقال: «بإجماع المحدثين».

(1) نزهة المجالس ج 2 ص 184 وحياة الحسن بن علي للقرشي ج 1 ص 42 عنه وعن الاتحاف بحب الاشراف ص 129 وإثبات الهداة ج 5 ص 52.

(2) ينابيع المودة ص 168 وراجع منهاج السنة لابن تيمية ج 4 ص 209 وإثبات الهداة ج5 ص 129 والبحار ج 36 ص 290 و 291 عن كفاية الأثر.

(3) فرائد السمطين ج 2 ص 35 وأمالي الصدوق ص 101 وحول ما يثبت إمامة الإمام الحسن (عليه السلام) راجع: ينابيع المودة ص 441 و 442 و 443 و 487 عن المناقب. وفرائد السمطين ج 2 ص 140 و 134 و 153 و 259 وفي هوامشه عن المصادر التالية: غاية المرام ص 39 وكفاية الأثر المطبوع في آخر الخرائج والجرائح ص 289 عيون أخبار الرضا باب 6 ص 32 والبحار ج 3 ص 303 و ج 36 ص 283 و ج 43 ص 248 وأمالي الصدوق ص 359 المجلس رقم 63.

(4) راجع: ينابيع المودة ص 369 و372 و373 و 374 حتى 399 وإثبات الهداة ج 5 ص 132.


الصفحة 15
ليقول لهما: أنما سلم لمن سالمتم، وحربٌ لمن حاربتم (1) والأحاديث بهذا المعنى كثيرة جداً لا مجال لاستقصائها.

وفي نص آخر عن أنس بن مالك قال: دخل الحسن على النبي (صلى الله عليه وآله)، فأردت أن أمطيه عنه، فقال (صلى الله عليه وآله): «ويحك ياأنس، دع ابني، وثمرة فؤادي، فإن من آذى هذا آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله» (2).

بل إنه (صلى الله عليه وآله) ليخبر الناس بما يجري على الإمام الحسن (عليه السلام) بعده، فيقول حسبما روي: «إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله على يديه بين فئتين عظيمتين» (3).

____________

(1) راجع سنن الترمذي ج 5 ص 699 وسنن ابن ماجة ج 1 ص 52 وينابيع المودة ص 165 عنهما و ص 230 و 261 و 370 عن جامع الأصول وغيره وروضة الواعظين ص 158 وذخائر العقبى ص 25، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 5 و 61 وترجمة الإمام الحسن لابن عساكر بتحقيق المحمودي ص 97/98 وترجمة الإمام الحسين لابن عساكر بتحقيق المحمودي ص 100 والصواعق المحرقة ص 142 وتهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 211 وأُسد الغابة ج 5 ص 523 ومجمع الزوائد ج 9 ص 169، والمناقب للخوارزمي ص 91 و 211 ومستدرك الحاكم ج 3 ص 149 ومناقب الإمام علي لابن المغازلي ص 63 والبداية والنهاية ج 8 ص 205 وتايخ بغداد ج 7 ص 137 ومسند أحمد ج 1 ص 442 وفرائد السمطين ج 2 ص 38 و 40 وفي هامشه عن الرياض النضرة ج 2 ص 189 وعن المعجم الصغير للطبراني ج 2 ص 3 وعن المعجم الكبير ج 3 ص 30 ط 1 وعن سمط النجوم ج 2 ص 488، وفي بعض الهوامش الأخرى عن تهذيب الكمال.

(2) أهل البيت، تأليف توفيق أبو علم ص 274، وراجع سنن ابي ماجة ج 1 ص 51.

(3) أُسد الغابة ج 2 ص 13 والبدء والتاريخ ج 5 ص 238 ودلائل الإمامة ص 64 وسنن الترمذي ج 5 ص 658 وقال عنه: هذا حديث حسن صحيح، وتاريخ الخلفاء ص 188 وعن سنن أبي داود ص 219، و 520.

ولكن قد جاء في مصادر كثيرة التعبير بـ «فئتين من المسلمين» أو «من المؤمنين» ونحسب أنها من تزيد الرواة، من أجل هدف سياسي خاص هو إثبات الإيمان والإسلام للخارجين على إمام زمانهم. ولعل أول من زادها هو معاوية نفسه كما تدل عليه قصة ذكرها المسعودي، وفيها إشارة صريحة للهدف السياسي المشار إليه، قال في مروج الذهب ج 2 ص 430:

إن معاوية حينما أتاه البشير بصلح الحسن كبّر، فسألته زوجته

=>


الصفحة 16
أما إخباراته (صلى الله عليه وآله) بما يجري على أخيه السبط الشهيد الإمام الحسين (عليه السلام)، فهي كثيرة أيضاً، وليس هنا موضع التعرض لها.

وبعد ذلك كله، فإننا نجده (صلى الله عليه وآله) يُقَبّل الإمام الحسن (عليه السلام) في فَمِه، يُقَبل الإمام الحسين (عليه السلام) في نحره، في إشارة صريحة منه إلى سبب استشهادهما (عليهما السلام)، واعلاماً منه عن تعاطفه معهما، وعن تأييده لهما في مواقفهما وقضاياهما..

هذا كله، بالإضافة الى كثير من النصوص التي تحدثت عن دور الأئمة وموقعهم بشكل عام، ككونهم باب حطة، وربانيي هذه الأمة، ومعادن العلم، وأحد الثقلين، بالإضافة الى الأحاديث التي تشير الى ما سوف يلاقونه من الأمة، وغير ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه..

وعلى كل حال.. فإن الشواهد على أن الرسول الأعظم، محمداً (صلى الله عليه وآله) كان يهتم في إعطاءالملامح الواضحة للركائز والمنطلقات، التي لا بد منها لتكوين الرؤية العقائدية والسياسية الصحيحة والكاملة، تجاه الدور الذي ينتظر السبطين الشهيدين صلوات الله وسلامه عليهما، والتي تمثل الضمانات الكافية، والحصانة القوية لضمير الأمة ضد كل تمويه او تشويه ـ هذه الشواهد ـ كثيرة جداً لا مجال لا ستقصائها، ولكننا نؤكد بالإضافة الى ما تقدم على الأمور التالية:

ألف: العاطفة قد تعني موقفاً:

لقد كان الإمام الحسن (عليه السلام) أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه

____________

<=

عن سبب ذلك فقال: «أتاني البشير بصلح الحسن وانقياده، فذكرت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إن ابني هذا سيد أهل الجنة، وسيصلح له بين فئتين عظيمتين من المؤمنين، فالحمد لله الذي جعل فئتي إحدى الفئتين» انتهى.


الصفحة 17
وآله وسلم... (1) بل لقد بلغ من حبه (صلى الله عليه وآله) له ولأخيه (عليهما السلام): أنه يقطع خطبته في المسجد، وينزل عن المنبر ليحتضنهما، بالإضافة الى بعض ما تقدم وما سيأتي من النصوص الكثيرة، والتي ذكرنا بعضها، حيث لا مجال لتتبعها جميعاً في عجالة كهذه..

والكل يعلم: أنه صلى عليه وآله وسلم لم يكن ينطلق في مواقفه، وكل أفعاله وتروكه من منطلق المصالح، أو الأهواء الشخصية، ولا بتأثير من النزعات والعواطف، وإنما كان صلى عليه وآله فانياً في الله بكل وجوده، وبكل عواطفه وأحاسيسه، وبكل ما يملك من فكر، ومن طاقات ومواهب، فهو (صلى الله عليه وآله) من الله سبحانه كان، ومن أجل دينه ورسالته يعيش، وعلى طريق حبه، وحال اللقاء معه يموت.. فالله سبحانه هو البداية، وهو الاستمرار، وهو النهاية.. الأمر الذي يعني:

أن كل موقف لا يكون خطوة على طريق خدمة دين الله، وإعلاء كلمته، لا يمكن أن يصدر عنه، أياً كان نوعه، ومهما كان حجمه.

ولكن ذلك لا يعني أبداً: أنه (صلى الله عليه وآله) لم يكن يملك العواطف البشرية، والأحاسيس الطبيعية، ولا يمنحها قسطها الطبيعي في مجال التأثير الإيجابي في الحياة، أو حتى الاستفادة المباحة منها.

وإنما نريد أن نقول: إنه حينما يتخذ ذلك التأثير العاطفي صفة الموقف، بإعطائه صفة العلنية، ويصبح واضحاً: أن ثمة إصراراً أكيداً على إبرازه وإظهاره للملأ العام، وحتى على المنبر أحياناً، فلابد أن يكون ذلك في خدمة الرسالة، وعلى طريق الهدف الأسمى.

بل.. وحتى على صعيد منحه (صلى الله عليه وآله) أحاسيسه وعواطفه قسطها الطبيعي في التأثير في مجاله الشخصي البحت.. فإنه سيحولها إلى عبادة زاخرة بالعطاء، غنية بالمواهب ن تمنحه المزيد من الطاقة، وتؤثر المزيد من

____________

(1) نسب قريش لمصعب الزبيري ص 23 ـ 25.


الصفحة 18
القرب من الله سبحانه وتعالى..

نعم.. وان هذا الذي ذكرناه هو الذي يفسر لنا ذلك القدر الهائل من النصوص والآثار، التي وردت عنه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله تجاه العلاقة التي تربطه بالحسنين صلوات الله وسلامه عليهما، مثل قوله (صلى الله عليه وآله)، بالنسبة للإمام الحسن (عليه السلام): اللهم إن هذا ابني وأنا أحبُّه، فأحبَّه، وأحبَّ من يحبه (1).

وقوله (صلى الله عليه وآله): أحب أهل بيتي إليَّ: الحسن والحسين.. إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة جداً (2).

فإن هذا الموقف المتميز من الحسنين (عليهما السلام)، وتلك الرعاية الفريدة لهما زاخرة ولا شك بالعديد من الدلالات والإشارات الهامة حستما ألمحنا إليه..

ولنا أن نخص بالذكر هنا.. موقف، ومبادرات، وأقوال النبي (صلى الله عليه وآله) حين ولادتهما (عليهما السلام)، فنجده حين ولادة الإمام الحسن (عليه السلام) يأتي إلى بيت الزهراء صلوات الله وسلامه عليها ن ويقول: «يا أسماء هاتي ابني»، أو «هلمي ابني»(3).

____________

(1) تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 205 و 206 و207 والغدير ج 7 ص 124.

(2) راجع الكثير من هذه النصوص في تهذيب تاريخ ابن عساكر ج 4 ص 205 ـ 207 و 210، والغدير ج 7 ص 124 ـ 129 و ج 10 وسيرتنا وسنتنا ص 11 ـ 15، وفضائل الخمسة من الصحاح الستة، وفرائد السمطين، وتاريخ بغداد ج 1 ص 141 وتاريخ الخلفاء ص 189.

وترحمة الحسن، وترجمة الحسين من تاريخ ابن عساكر بتحقيق المحمودي، والفصول المهمة للمالكي، وترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من أنساب الأشراف، ونور الأبصار، والصواعق المحرقة، والبحار ج 44 و 43 والإرشاد للمفيد، وأسد الغابة، والإصابة، والاستيعاب ترجمة الحسنين (عليهما السلام)، وحياة الحسن (عليه السلام) للقرشي، وغير ذلك من المصادر التي تقدمت وستأتي.

(3) راجع البحار، ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام). وغير ذلك من المصادر التي تقدمت في الحاشية السابقة.


الصفحة 19
ثم إنه لم يكن ليسبق ربه في تسمية المولود الجديد، فينزل الوحي لينبئه عن الخالق الحكيم قوله له: «سمه حسناً».. ثم يعق عنه بكبش.. ويتولى بنفسه حلق شعره، والتصدق بزنته فضة، وطلي رأسه بالخلوق بيده المباركة.. وقطع سرته..

إلى آخر ما هنالك مما جاء عنه (صلى الله عليه وآله) في هذه الواقعة (1).

وقوله (صلى الله عليه وآله): يا أسماء هاتي ابني.. وذلك في أول يوم من عمر الإمام الحسن (عليه السلام) له مغزى عميق، وهدف بعيد، سنلمح إليه في الفترة التالية إن شاء الله تعالى.

ب ـ قضية المباهلة:

ومما يدخل في الحياة السياسية للإمام الحسن (عليه السلام) في عهد جده النبي محمد (صلى الله عليه وآله) قضية المباهلة.

ويرجح العلامة الطباطبائي رضوان الله تعالى عليه، أن هذه القضية قد كانت في سنة ست من الهجرة، أو قبلها (2).

ومجملها:

ان علماء نصارى نجران وفدوا على النبي (صلى الله عليه وآله)، وناظروه في عيسى، فأقام عليهم الحجة.. فلم يقبلوا.. ثم اتفقوا على المباهلة (3) أمام الله، فيجعلوا لعنة الله الخالدة، وعذابه المعجل على الكاذبين

____________

(1) اريخ الخميس ج 1 ص 418، والإمام الحسن بن علي، لآل ياسين ص 16 و 17 وحياة الحسن (عليه السلام) للقرشي ج 1 ص 24 حتى ص 28 عن بعض المصادر والمصادر المتقدمة في الحاشية ما قبل السابقة، وفير ذلك مما سيأتي مما يتعرض لترجمة الإمام الحسن (عليه السلام).

(2) تفسير الميزان ج 3 ص 368.

(3) من البهلة، وهي اللعنة، ثم كثر استعمال الابتهال في المسألة والدعاء،

=>


الصفحة 20
قال تعالى: (إنَّ مَثَلَ عيسَى عِنْدَ الله كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كُنْ فَيَكُونُ. الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ، فَلاَ تَكُنْ مِنَ المُمْتَرينَ. فَمَنْ حاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ العِلمِ، فَقُلْ: تَعَالُوا، نَدْعُ أَبنَاءَنَا وَأَبْنَاءكُمْ، وُنِسَاءنَا وِنسَاءكُمْ، وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ، ثمَّ نَبتَهِل، فَنَجعل لَعنَةَ اللهِ عَلَى الكاذِبين) (1).

فلما رجعوا الى منازلهم قال رؤساؤهم، السيد، والعاقب، والأهتم: إن باهلنا بقومه باهلناه: فإنه ليس نبياً، وإن باهلنا بأهل بيته خاصة لم نباهله، فإنه لايُقدِمُ الى أهل بيته إلا وهو صادق.

وفي اليوم المحدد خرج إليهم الرسول (صلى الله عليه وآله) ومعه علي، وفاطمة، والحسنان (عليهم السلام)، فسألوا عنهم، فقيل لهم: هذا ابن عمه، ووصيه، وختنه علي بن أبي طالب، وهذه ابيته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين، ففرِقوا: فقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): نعطيك الرضا فاعفنا من المباهلة. فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الجزية، وانصرفوا..

هذه خلاصة ما ذكره القمي رحمه الله في تفسيره.

وفي بعض النصوص أنهم قالوا له: لم لا تباهلنا بأهل الكرامة والكبر، وأهل الشارة ممن أمن بك واتبعك؟! فقا (صلى الله عليه وآله): أجل، أباهلكم بهؤلاء خير أهل الأرض، وأفضل الخلق.

ثم تذكر الرواية قول الأسقف لأصحابه: «أرى وجوهاً لو سأل الله بها أحد أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله.. إلى أن قال: أفلا ترون الشمس قد تغير لونها، والأفق تنجع فيه السحب الداكنة، والريح تهب هائجة سوداء، حمراء، وهذه الجبال يتصاعد منها الدخان؟! لقد أطلَّ علينا العذاب! انظروا إلى الطير وهي تقيء حواصلها، وإلى الشجر كيف يتساقط أوراقها،

____________

<=

إذا كان إلحاح.

(1) آل عمران: 59 ـ 61.


الصفحة 21
والى هذه الأرض ترجف تحت أقدامنا» (1).

____________

(1) راجع تفسير القمي ج 1 ص 104 وحياة الحسن (عليه السلام) للقرشي ج 1 ص 49 51.. وقد روى قضية المباهلة بأهل الكساء بالاختصار تارة، وبالتفصيل اخرى جم غفير من الحفاظ والمفسرين.

ونذكر على سبيل المثال منهم هنا: تفسير العياشي ج 1 ص 176 و 177، ومجمع البيان ج2 ص 452 و 453، وتفسير ابن كثير ج 1 ص 370 و 371 وتفسير الطبري (جامع البيان) ج 3 ص 211 و 213 و 212 وفيه: «حدثنا جرير: قال فقلت للمغيرة: إن الناس يروون في حديث أهل نجران: ان علياً كان معهم. فقال: اما الشعبي فلم يذكره، فلا أدري: لسوء رأي بني أمنة في علي، او لم يكن في الحديث؟» ونقول له: الصحيح هو الأول: لأن ذكره في الحديث متواتر ولاشك، كما رأينا، سنرى.. وراجع ايضاً تفسير النيسابوري (بهامش جامع البيان) ج 3 ص 213 و 214 وتفسير الرازي ج 8 ص 80 وبعد ذكره حديث عائشة في المباهلة بأهل البيت (عليهم السلام)، وأنه (صلى الله عليه وآله) جعل حينئذٍ الجميع تحت المرط الأسود، حيث قرأ آية التطهير قال الرازي: «وهذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث». والتفسير الحديث لمحمد عزت دروزة ج 8 ص 108 عن التاج الجامع للأصول ج 3 ص 296 عن مسلم والترمذي. والكشاف للزمخشري ج 1 ص 368 ـ 370، والإرشاد للمفيد ص 97، والصواعق المحرقة ص 153 و 154 وأسباب النزول للواحدي ص 58 و 59، وصحيح مسلم ج 7 ص 120/121 والبداية والنهاية ج 5 ص 54 وحياة الصحابة ج 2 ص 492 و ج 1/130 وصحيح الترمذي ج 5 ص 638، والمناقب لابن شهر اشوب ج 3 ص 370 و 368 و 369 عن كثيرين جداً، وينابيع المودة ص 52 و 232 وعن ص 479 ودلائل النبوة لأبي نعيم ص 298/299 وحقائق التأويل للشريف الرضي رحمه الله ص 110 و 112 وفرائد السمطين ج 1 ص 378 و ج 2 ص 23 و 24، وشواهد التنزيل ج 1 ص 126 و 124 و 123 و ج 2 ص 20 والمسترشد في الإمامة ص 60 وترجمة الإمام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق بتحقيق المحمودي ج 1 ص 206 ط 1 و ط 2 ص 225 والمناقب للخوارزمي ص 59 و 60، كشف الغمة للأربلي ج ص 232/233 والإصابة ج 2 ص 503 ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص 50 وتفسير فرات ص 15 و 14 و 16 و 117 وأمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 172 و ج 1 ص 265 والجوهرة في نسب علي (عليه السلام) وآله ص 69 وذخائر العقبى ص 25 وروضة الواعظين ص 164 وما نزل من القرآن في أهل البيت لابن الحكم ص 50 والفصول المهمة لابن الصباغ ص 110، ومستدرك الحاكم ج 3 ص 150 وأُسد الغابة ج 4 ص 26 وسنن البيهقي ج 7 ص 63 ومسند أحمد ج 1

=>


الصفحة 22
قال الطبرسي: «أجمع المفسرون على أن المراد بأبنائنا: الحسن والحسين» (1).

____________

<=

ص 185 ومناقب الإمام علي (عليه السلام) لابن المغازلي ص 263 وفي هامشه عن نزول القرآن لأبي نعيم (مخطوط) والدر المنثور ج 2 ص 38 ـ 40 عن بعض من تقدم وعن البيهقي في الدلائل، وابن مردويه، وابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وتفسير البرهان ج 1 ص 286 ـ 290 عن بعض من تقدم وعن موفق بن أحمد، في كتاب فضائل الإمام علي، وأمالي الشيخ، والاختصاص، وعن الصدوق وعن الثعلبي، عن مقاتل، والكلبي، وفي تفسير الميزان ج 2 ص 228 ـ 235. عن كثير ممن تقدم، وعن عيون أخبار الرضا، واعلام الورى، والخرائج والجرائح، وحلية الأولياء، والطيالسي. وهو أيضاً في فتح القدير ج 1 ص 347 و 348 وتفسير التبيان ج 2 ص 485 وتفسير نور الثقلين ج 1 ص 288 ـ 290 عن بعض من تقدم وعن الخصال وروضة الكافي وغيرهما وعن نور الأبصار ص 100 وعن المنتقى باب 38 وفي تفسير الميزان ج 3 ص 235 قال: «قال ابن طاووس في كتاب السعود: رأيت في كتاب تفسير ما نزل في القرآن في النبي واهل بيته، تأليف محمد بن العباس بن مروان: أنه روى خبر المباهلة من أحد وخمسين طريقاً عمن سماه من الصحابة وغيرهم، وعد منهم الحسن بن علي، (عليهما السلام)، وعثمان بن عفان، وسعد بن أبي وقاص، وبكر بن سمال، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن عباس، وأبا رافع مولى النبي، وجابر بن عبد الله، والبراء بن عازب، وأنس بن مالك» انتهى. وأضاف ابن شهر آشوب في مناقبه ج 3 ص 368 ـ 369: أبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، وابن البيع في معرفة علوم الحديث، واحمد في الفضائل، وابن بطة في الإبانة، والأشفهي في اعتقاد أهل السنة، والخركوشي في شرف النبي، ومحمد بن اسحاق، وقتيبة بن سعيد، والحسن البصري، والقاضي أبا يوسف، والقاضي المعتمد أبا العباس، وأبا الفرج الأصبهاني في الأغاني عن كثيرين وهامش حقائق التأويل ص 110 عن بعض من تقدم، وعن تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 65 وعن الكامل لابن الأثير ج 2 ص 112 وعن كنز العمال ج 6 ص 407 وعن تفسير الخازن، وعن تفسير البغوي بهامشه.

وثمة مصادر كثيرة أخرى ذكرها في مكاتيب الرسول ج 1 ص 180/181 فليراجعها من أراد.

(1) مجمع البيان ج 2 ص 452 وراجع التبيان ج 2 ص 485 وتفسير الرازي ج 8 ص 80 وحقائق التأويل ص 114 وفيه: أجمع العلماء الخ..