الإنـتـظـار المّــــر
مزجاة إلى ولي الله الأعظم الحجة بن الحسن
(عجل الله تعالى ظهوره الشريف)
صفوَةَ الـخلق معـدن المكرمـاتِ | سـابـقَ الـسـابـقـيـن بـالخيراتِ |
يـا إمام الأحرار يـا ذروة الـمجـ | ــدِ ويـا نجدةَ السـُّراةِ الـكُـفـاة |
يـا مـلاذ العُفاة في ضَنكِ الـمحـ | ـل وغـوثَ الملهوفِ في النائبات |
قولُك الفصلُ حكمُك العدلُ يا من | لـك عـزم أمضى من الـمرهفـات |
لـك ذاتٌ قــدسـيـةٌ وصفــاتٌ | قـد تعـالـت على جميع الصّفـات |
لـك مـجد أدنى الذُّرى منه أوْفَتْ | في عـلاهـا على ذُرى النـَّيـِّـرات |
لا تَنـال الـعـقـولُ أدنـى مـَداها | وبـلـوغُ الأقـصى مـن المعجزات |
قـد تـحـدّرْت مـن أرومــة عـزّ | ومـن الطـاهـريـن والـطـاهـرات |
قـد زكـا محتدٌ وطــاب نـجـارٌ | وصفـا الـعـرْق مـن هَـنـاً وهَنات |
كـل ما في الـوجـود ما زال يتلو | بـعـضَ آيـات فـضـلـك البينات |
هـي وحـيُ الـقـرآن وهي نـثـار | مـن معـانـي الإنجيـل والـتـوراة |
سـيدي أنت رحـمـةٌ لـلـبـرايـا | أنـت رمـزُ الـبـقـاء للـكـائنـات |
أنـت للـمؤمـنـيـن واحـة أمـن | أنـت سيفٌ على رقـاب الـطـغـاة |
أنـت فـي ظـلـمة الجهالات نورٌ | بـل منـار الـهـدى لـكل الـهـداة |
أنـت أغنيت بـل وأحييـت دنيــاً | بـالنـدى والـهدى وبـالمكـرمات |
أنـت قدَّسـت كلَّ صـاحب قدس | وغـمـرت الـوجـود بـالـبركـات |
أنـت إمـَّا بنـا ادلهـمّت خطـوبٌ | ورمـانـا الـزمـان بـالقـاصمـات |
وإذا الكـفر عـاث في الأرض بغياً | ودهـى الـكـونَ حندسُ الظلمات |
دفـقة النـور نهلة المـاء للصـادي | ربـيـع الـمـنـى وسـرُّ الـحـيـاة |
** | ** |
سيدي أنـت أنـت عـزِّي وذخري | فـاستمع سيـدي لـبعض شكـاتي |
زهـرة العمــر إن تكـن تتلاشـى | بـمـرور السـاعـات واللـحظـات |
فلمـاذا ـ يا حسرتا ـ نصب عيني | تـتـلاشـى فـي إثـرهـا أُمنيـاتي |
ولمــاذا أرى الأنـاشيــد تـرْتَــ | ــدُّ نيـاحـاً يطفـو على النغمـاتِ |
وأرى الخصـب والربيـع فـآتيـــ | ـه فـألـقـى الـربيعَ محضَ مواتِ |
والضنى مـاجَ في الأزاهيـر حتـى | صـوَّحَت في شبـابـهـا زهـراتـي |
وأرى الأُفقَ طافحـاً زخـرت فـي | فـيـض وكّـاف غَـيـْثـه واحـاتي |
فأحـثُّ الخـطى إليــه، ولكــن | أثـقـلت كـظَّـةُ الـظَّمـا خُطواتي |
ثــمّ إذ جئْتُــه ولـم أرَ شيـئــاً | غيرَ لَـمْـع السَّـراب في الـفلـوات |
يتلاشـى قلبي، وقـد بُـحَّ صـوتي | ثـم مـات الـصدى على لـهَواتـي |
*** | *** |
سيـدي عاثَـتِ الهمــوم بقلبــي | ورمـتْـني بـأعـظـم الـنـكـبـات |
ودهتنـي دهيـا الفـراق فأصبحــ | ـت أسيـرَ الـهـمـوم والـكربـات |
مزَّقَتْنــي سيـوفُـه، وأحـاطــتْ | بـي أفـاعـيـه مـن جميع الجهات |
عصفَــتْ بي ريـاحُـه فَسَمُــومٌ | لَـفْحُ مـا هبَّ مـن صَبـا النّسمات |
ورمتني في مَهْمَــه التْيـه يُلهينـي | ضـيـاعي أجْـتَـرُّ فَـضـْلَ شتـاتي |
أتلَظّـى بـالوجـد أقْتـاتُ دمعـي | وكـأنّـي أسْتـافُ بـعـض رُفـاتي |
وعلى الجمرِ رُحْـتُ أمْشي ولـكن | ذاك جـمـر الآهـات والـحسـرات |
تتـوالـى الاهـات حَـرَّى بَــواك | آه مـــاذا تـفـيـدنــي آهــاتي |
زَفـرَة الوجـد وهـي تَلفَـحُ قلبـي | صَـهَـرَتْـه بـهـا لـظـى الـزفرات |
فالجحيم التي بهـا سـوف يُجْـزى | كــل بـاغ و كـل طـاغ وعــات |
وَمْضَةٌ من لهيب وجـدي وشوقـي | أوقـدتـهـا فـكـيـف بـالوَمضات |
*** | *** |
سَرْمَدِيّاً ـ يا سيـدي ـ صار حُزني | غُـصَـصـاً مــُرَّةً غـدت لـذّاتـي |
بسمتــي لوعـةٌ، حنينـي شجــوٌ | ونـشـيـدي ثَـواكــلُ الـعَبَـراتِ |
أشَتـاتـي أم غُربتـي لـك أشكـو | أنـت أدرى بـغـربـتـي وشـتـاتي |
ضـاق صدري وعيلَ صبري وإني | خـائـفٌ مـن ذنـوبـي المـوبقات |
فلـو أنـي أحظـى بِنَظْـرَةِ عطـف | منـك لـم أخْشَ كـل ما هـو آت |
ليـس إلاّك من يـداوي جـراحـي | فـجـراحـي أعْيَتْ جميـع الأسـاةِ |
هــب لـقلبي حيـاتـه وتعاهــد | بـالـندى كـل زهـرة فـي حيـاتي |
وازرع الأُفــق بالـورود يغشِّــي | فَـوْحُ أطيـابـهـا جميـع الـجهات |
وامسح البؤس عـن عيوني وهَدْهِدْ | بـالسنـا خـاطـري وبـالبسـمـات |
وبفيـض الحنـان والحـب فلتُمــ | ـرعْ رحـابـي وليفعم الطّهرُ ذاتـي |
*** | *** |
سيدي جئت أطلب الرِّفْدَ فـاعـطــف | واسـتجب لـي بحـق ذي الثَّفنات |
أتمنـى رضــاك فهــو نـجـــاة | لـي، فـأنتم ـ والله ـ فُلْـكُ النجاة |
أترانـي أحظـى بـقربــك يـومـاً | أتــرانـي أراك قـبـل وفــاتــي |
آه يـــا لـيـتـنـي أراك وأنـــي | مـنـك قـد نـلت أعظم البركـات |
أمـنـيــات عـزيــزة وعــذابٌ | حـبـذا لـو تـحـقّـقـت أمنياتـي |
*** | *** |
تقديم:
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وبعد..
فإن هذا الكتاب قد جاء ليعالج ظاهرة قد اعتبرت سلبيةً إلى حد كبير. وهي ظاهرة التعامل مع علامات الظهور من زاوية معينة لا تنسجم مع الأهداف الحقيقية.
فقد عالج هذا الكتاب موضوع الاخبارات الغيبية للأئمة عليهم السلام بعلامات الظهور والموقف المتخذ، والذي ينبغي أن يتخذ منها. ثم تقسيمها إلى ما هو من المحتوم وما ليس من المحتوم.
وأهداف هذا التقسيم ودوافعه بصورة عامة.
ومهما يكن من أمر: فإن ما نرمي إليه في هذه الدراسة الموجزة إنما هو مجرد إعطاء الرأي بصراحة وبموضوعية وتسجيل الموقف على أساس علمي رصين وليس هو الاستقصاء والاستعياب.
والله نسأل: أن يوفقنا لما يحب ويرضى وأن يلهمنا النية الصادقة وصواب القول والعمل الصالح إنه ولي قدير.
21 شهر رمضان المبارك سنة 1411 هـ. ق
جعفر مرتضى العاملي
الفصل الأول
نظرة في شؤون الإمامة والأمة
ركنان تقوم الإمامة عليهما:
إن من المعلوم والمفهوم: أن الإمامة أصل أصيل عند الشيعة الإمامية، فهي وفقاً للأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة ـ إمتداد للنبوة ـ لا يمكن تحقيق الأهداف الإلهية بإسعاد البشر، وإيصالهم إلى كمالهم، ونيلهم درجات القرب والرضا الإلهي بدونها.
وهي كذلك، منصب إلهي، لابد من الرجوع فيه إلى الله العالم الحكيم والمدبر الرحيم سبحانه وتعالى.
فهو وحده الذي يعين الإمام، ويدلّ عليه بواسطة النص، حيث يكون هذا الإمام قد تربى تربية إلهية خالصة في مهبط الوحي، ومعدن الرسالة ثم بعد ذلك في حجر الإمامة، حيث إن ذلك من شأنه أن يمنحه الفرصة لاكتساب علومه ومعارفه الشاملة من مقام النبوة، ومصدر المعرفة الأول. أو من وارث علمه، والإمام الحاضر والقائم بالأمر من بعده في كل عصر وزمان.
ونستخلص من ذلك:
أن الإمامة تقوم على ركنين أساسين:
أحدهما: النص القاطع لكل عذر.
الثاني: العلم الخاص، الذي يتلقاه الإمام (عليه السلام) من مقام النبوة مباشرة، أو بالواسطة هذا بالإضافة إلى الملكات والخصائص القيادية، وكل ما
التأكيد على الركن الأول:
ونلاحظ هنا: أن الأئمة (عليهم السلام) قد اهتموا بالتأكيد على هذين الركنين الذين أشرنا إليهما. حتى إن علياً (عليه السلام) قد استشهد لحديث الغدير بالصحابة والبدريين منهم خاصة في أكثر من مورد، وأكثر من مناسبة، في رحبة الكوفة، وفي صفين وفي الجمل، وفي يوم الشورى، فشهد جم غفير منهم بسماعهم ذلك مباشرة منه (صلى الله عليه وآله وسلم).
كما أن الإمام الحسين (عليه السلام) قد جمع الصحابة في موسم الحج، وذكرهم بفضائل أبيه، وبحديث الغدير، وبأفاعيل معاوية(1).
تتبع كتب الحديث والأثر، والتاريخ والسير يوضح هذا الإصرار منهم عليهم السلام، لكثرة ما روي عنهم عليهم السلام في هذا المجال.
التأكيد على الركن الثاني:
أما بالنسبة للعلم الخاص فإن تأكيداتهم عليه تفوق حد الحصر، ونحن نكتفي بذكر نماذج ثلاثة ظهر فيها هذا الأمر بصورة جلية وواضحة، وهي التالية:
النموذج الأول: علي (عليه السلام) وإخباراته الغيبية:
وقـد بلغت الاخبارات عما سيحدث، الصـادرة من قبل أمير المؤمنين
____________
(1) راجع على سبيل المثال: كتاب الغدير ج1 ص159 و213 ودلائل الصدق، وكتابنا الحياة السياسية للإمام الحسن عليه السلام ص90 فما بعدها.
علي (عليه السلام) في العراق:
والأمر الذي لابد من الإلماح إليه ولو بإيجاز هو: أنه لم يكن أهل العراق يعرفون أمير المؤمنين (عليه السلام) حق معرفته، ولا كانوا قد تربّوا على نهجه، ولا اطلعوا على أطروحته، وإنما عرفوا الإسلام من قبل آخرين، ممن هم في الخط الأخر المناوئ له عليه السلام.
وحتى معرفتهم هذه للإسلام، فإنها كانت ظاهرية وقشرية، وإنما تعمقت وتأصلت بفضل جهوده هو (عليه السلام)، حتى ليقول مخاطباً لهم:
"وركزت فيكم راية الإيمان، وعرفتكم حدود الحلال والحرام"(3).
ولأجل ذلك، فقد كان من الطبيعي أن يشدّد عليه الصلاة والسلام كثيراً على أمر النص، ويركّز على أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد اختصه بعلوم لم تكن لدى أحد من الناس غيره (عليه السلام) وهي علوم الإمامة.
ولكن الملفت للنظر هو أننا نجده (عليه السلام) يهتم بإظهار علومه
____________
(1) ذكرنا نبذة عن هذا الأمر في كتاب علي (عليه السلام) والخوارج.
(2) الآيتين 26 و27 من سورة الجن.
(3) نهج البلاغة، بشرح محمد عبده ج1 ص153. وراجع: ما قاله أبو أيوب الأنصاري لأهل العراق في كتاب: الإمامة والسياسة ج1 ص152/153.
التفسير المعقول:
ولعل التفسير المعقول والمقبول لهذه الظاهرة هو: أن حروبه عليه السلام مع الخوارج كانت هي الأصعب، والأقسى، والأشد مرارة، ولكن لا من حيث: أنه قد كانت لدى الخوارج قدرات قتالية فائقة!! إذ إنهم من هذه الناحية ليس كما يشاع عنهم، بل إن أمرهم كان أهون من غيرهم فقد قتل منهم في معركة واحدة من معارك النهروان، أربعة آلاف رجل ـ على ما قيل ـ ولم ينج منهم عشرة، ولم يقتل من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) عشرة(1) بسبب الخطة القتالية الناجحة التي رسمها علي (عليه السلام) ولأسباب أخرى لا مجال لبحثها الآن(2).
ولكن السر في صعوبة ومرارة هذه الحرب يعود إلى الأمور التالية:
1ـ إن الخوارج كانوا في ظاهر الأمر من القرَّاء المسلمين، الذين يتظاهرون بالتقوى، والصلاح، والنسك، وقد عرف ذلك عنهم وشاع.
إذن.. فقتل هؤلاء بأيدي إخوانهم المسلمين لم يكن بالأمر المستساغ ولا المقبول لدى عامة الناس، الذين لم يعرفوا بواطن الأمور، ولا اطلعوا على خلفياتها.
____________
(1) راجع: كتاب علي (عليه السلام) والخوارج.
(2) راجع: كتاب علي (عليه السلام) والخوارج.
3ـ لقد كانت هناك وشائج قربى ونسب، تربط بين هاتين الفئتين المتناحرتين، حيث إن القوم كانوا أبناء القوم، وآبائهم، وإخوانهم، وأبناء عمهم.
ومن الطبيعي أن تترك الحرب فيما بين هؤلاء آثاراً سلبية بليغة على البنية الاجتماعية، وعلى العلاقات العشائرية والقبلية في داخل جسم الأمة.
هذا بالإضافة إلى الصعوبات العاطفية، والصدمات الروحية، والعقد النفسية التي تنشأ ـ عادة ـ عن قتل وقتال المرء لأخيه، وصديقه، وابن عمه. ولا ندري حقيقة المشاعر التي كانت تنتاب عدي بن حاتم حينما دفن ولده بعد انتهاء المعركة. وكذا غيره، حينما دفن رجال من الناس قتلاهم بإذنه عليه السلام(1).
4ـ إن الشعارات التي رفعها الخوارج كانت خداعة وبراقة إلى حد كبير، وكانت تستهوي أولئك الذين ينساقون وراء مشاعرهم، وعواطفهم، دونما تأمل أو تعقل، أو تمحيص لحقيقة ما يجري وما يحدث، ودونما دراسة واعية لدوافعه وخلفياته. ولم تكن لديهم معرفة كافية تخولهم تمييز الحق من الباطل والهدى من الضلال.
وهذا الواقع الذي كان يعاني منه مجتمع أمير المؤمنين (عليه السلام)
____________
(1) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج4 ص66 والكامل في التاريخ ج3 ص348 وتذكرة الخواص ص105 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 قسم2 ص181.
وهو السبب في أن يتمكن الشيطان من أن يزين القبيح للإنسان ويظهره بصورة أحسن، حتى يقع فيه. ولو كان ثمة أثارة من علم لعرف الصحيح من الزائف والحسن من القبيح، والحق من الباطل.
5ـ إننا إذا درسنا واقع المجتمع الذي كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يتعامل معه، ولاسيما بعد حربي الجمل وصفين، فلسوف نخرج بنتيجة مثيرة، وقد يرى البعض أنها تستند إلى نظرة مفرطة في التشاؤم.
فأما بالنسبة لفريق الخوارج، فإن أمرهم واضح، إذ يعلم كل أحد: أنهم كانوا أعراباً جفاةً، أخفاء الهام، سفهاء الأحلام.
وحتى بعد مرور قرنين من الزمن وفشوا العلم بين الناس، وظهور الفرق والنحل، حتى نحلة الاعتزال المفرطة في الاعتماد على العقل، وكذلك بعد ترجمة الكتب اليونانية، وبعد أن صار كل فريق يحاول تقديم آرائه، بقوالب علمية، وبصيغ حضارية ـ نعم، حتى بعد هذا وذاك وذلك، فإن حالة الخوارج الثقافية قد بقيت في منتهى السوء، حتى لقد قال فيهم بشر بن المعتمر:
ما كان من أسلافهم أبـو الحسن | ولا ابـن عباس ولا أهـل السنن |
غـر مصابيح الـدجى مـنـاجب | أولئك الأعــلام لا الأعــارب |
كمثل حرقوص، ومن حرقوص | فقعة قــاع حـولهــا قصيـص |
ليس مـن الحنظل يشتار العسل | ولا من البحور يصطـاد الـورل |
هيهات مـا سافلـة كعالـيـة | مـا معدن الحكمة أهـل الباديـة(1) |
وأما بالنسبة لمن عدا الخوارج من أصحابه وأعوانه (عليه الصلاة والسلام)، فإن حربي الجمل وصفين، والاغتيالات التي قام بها أعداؤه، قد أفقدته الكثير من خلّص أصحابه، ولم يبق معه إلا القليل. وقد قال الأشتر لهؤلاء الناس بعد انتهاء حرب صفين: "قتل أماثلكم، وبقي أراذلكم"(2).
وقد كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يتلهف على أصحابه المخلصين، الذين فقدهم(3).
وقد قال (عليه السلام) حين تكلّموا حول مدى طاعة الأشتر لأوامره (عليه السلام): "ليت فيكم مثله إثنان، وليت فيكم مثله واحد"(4).
ويقول (عليه السلام): "ذهب والله أولوا النهى، والفضل والتقى، الذين كانوا يقولون فيصدقون، ويدعون فيجيبون، ويلقون عدوهم فيصبرون وبقيت لي حثالة قوم لا يتعظون بموعظة ولا يفكرون في عاقبة لقد هممت أن أشخص عنكم فلا أطلب نصركم ما اختلف الجديدان"(5).
____________
(1) الحيوان ج6 ص455. والفقعة: الرخ من الكمأة. والقصيص: شجرة تنبت في أصلها الكمأة. والورل: دابة على خلقة الضب إلا أنه أعظم منه. وقال القزويني: إنه العظيم من الوزغ، وسام أبرص، طويل الذنب، سريع السير، خفيف الحركة.
(2) صفين للمنقري ص491 والمعيار والموازنة ص164 وشرح النهج للمعتزلي ج2 ص219.
(3) نهج البلاغة ج2 ص130/131 بشرح عبدة، ونقله عن مصادر نهج البلاغة ج2 ص450/451 عن الزمخشري في ربيع الأبرار، باب التفاضل والتفاوت. وراجع: الفتوح لابن أعثم ج4 ص102.
(4) المعيار والموازنة ص183/184.
(5) الفتوح لابن أعثم ج4 ص66/67.